2009/07/01

كتاب دير مار جرجس عشاش 1847- 2004



الأب جورج صغبيني
رئيس دير ومدرسة مار جرجس عشاش





ديرمارجرجس عشاش
1847-2004






إهداء
إلى الرهبان المؤسسين الذين بنوا هذا الدير من ثبات إرادتهم وصلابة سواعدهم وسقوا أرضه من عرق جبينهم ودماء أثلام أيديهم منذ مئة وسبعة وخمسون عاما.
إلى الرهبان الذين عملوا على بناء هذا الدير.
إلى الرهبان الذين جعلوا من الدير مدرسة لمحاربة الجهل والأميّة.
إلى الشركاء والمزارعين الذين حملوا رسالة التربية والقيم والأخلاق إلى جانب رهبان هذا الدير.
إلى العمّال الذين كانوا يغدون مع الفجر للعمل في الأرض مع الرهبان فحوّلوا البور جنائن غنّاء لا نزال إلى اليوم نأكل من فيض خيراتهم.
وإلى الرهبان وكل أصحاب الأيادي البيضاء والمهندسين والعمّال الذين ساهموا من قريب أو بعيد في الوطن والمهاجر لإعادة بناء كنيسة شفيع الدير والبلدة بعد أن تهدّمت منذ أربع وعشرون سنة ولم تكتب أسماؤهم في كتاب .
إلى الرهبان الشهداء الذين جبلوا دماءهم بترابات هذه البلدة وهذا الوطن. وبذلوا أرواحهم من أجل إيمانهم ببقاء لبنان وطن العيش المشترك... لهم جميعا أقدّم كتابي.
الأب جورج صغبيني




مقدمة
حين نتكلم عن تاريخ دير وننزع الغبار عن أوراقه المكدّس عليها غبار الأيام الخوالي ونجمع ما تبقّى من أوراقه التي أتلفها الزمن وموجات الحروب المتتابعة التي لا تزال آثارها في ذاكرة حجارته ...
وتبقى الذاكرة الأقوى من الزمن والمتجذرة في الوجدان تدمع العيون وتنكأ الجراح في القلب مع الدعاء والرجاء بأن لا تعود.
وليست الذكرى للوقوف على الأطلال ولا لذرف الدموع والنحيب بل لإعادة العزم على بناء ما تهدّم والإنطلاقة نحو المستقبل برجاء جديد وأمل بالإنبعاث يكون أقوى من الموت.
تبقى المؤسسة وإن رحل الذين وضعوا أساساتها.
يبقى الصليب مرتفعا بقيمة من صلب عليه وإن أنزل عنه مصلوبه.
تبقى قدسية الحياة أقوى من التراب وإن حجبها رداء الموت.
والذين رحلوا من هذه الدنيا لا يزالون أحياء يرزقون بدون فعل استنساخ بل بالإيمان ولدوا ولا تزال ذكراهم عابقة في ذاكرة تاريخ الرهبانية والوطن.
الأب جورج صغبيني




بدء بناء كنيسة مار جرجس عشاش بتاريخ 6 آب 2002 مكان الكنيسة التي هدمت عام 1975
وتمّ انتهاء البناء وتدشينها في 23 نيسان 2004 .
كلمة الأب جورج صغبيني
رئيس دير مار جرجس عشاش
يوم تدشين الكنيسة مساء عيد مار جرجس الخميس 22 نيسان 2004

صاحب الرعاية سيادة المطران يوحنا فؤاد الحاج رئيس أساقفة أبرشية طرابلس المارونية السامي الإحترام
صـاحب البيت والدعـوة الابـاتي اتناثيوس الجلخ رئيس عام الرهبانية اللبنانية المارونية السـامي الإحـترام ومجلس المدبرين المحترمين
أصحاب المعالي الوزراء والسادة النواب وممثلي أصحاب المعالي
سعادة محافظ الشمال السيد ناصيف قالوش المحترم
حضرة رئيس منطقة الشمال التربوية السيد فوزي نعمه المحترم
حضرة رؤساء الاديار والمدارس وكهنة الرعايا
حضرة رؤساء البلديات والمخاتير المحترمين
حضرة لجنة الأهل والهيئة التعليمية
إخوتي وأخواتي
وجاء اليهود يرونه بناء الهيكل فقال : اهدموه وانا أبنيه في ثلاثة أيام . وكل بناء ينهدم. وإن لم يبنِ رب البيت فعبثاً يتعب البناؤون.
وليست الفرحة في قيام مداميك الحجر بل في تلاقي قلوب البشر على التآخي والتحاب والمودّة والرحمة .
تــســع وعشرون سنة مضت
تســـعة وعشرون فصولاً توالت
تســعة وعشرون صياماً ورجاءً
تســع وعشرون جمعة حزينة تحت خيمة العهد تنتظر البعث والنشور والقيامة.
تسعة وعشرون عاماً والجرس مكسور الخاطر
وحان لحصان مار جرجس ان ينهض من كبوته
وان ينتصب الفارس على صهوة جواده
ويمتشق الرمح
ويغمد سيفه في خوف الناس فيصيب منهم مقتلاً ويعيد الى القلوب الطمأنينة بعد ان ضرب تنين الحرب هذا الوطن. بدءاً من هذه المنطقة ومن هذا الدير الذي كان رمزاً مميّزاً للوحدة الوطنية وارضاً صالحة لتجسيد الرجاء الجديد من اجل لبنان قبل ان تكون ولادة السينودس من أجل لبنان حيث تحتضن بلدة عشاش في ظل قبة كنيسة مار جرجس موتى أبناء بلدة مرياطة ويحتضن ظل الجامع في مرياطه مدافن أبناء بلدة عشاش. صورة مميّزة للتلاقي والتآخي عساها تبقى مع الأحفاد.
فالقديس جاروجيوس الشهيد الخضر الفارس بطل الايمان على مثاله سفك ثلاثة من رهبان هذا الدير دماءهم من أجل إيمانهم ومن أجل بقائهم على عهد العيش المشترك . هؤلاء الرهبان الذين فتحوا قلوبهم لكل قارع محتاج ومدرستهم لكل طالب عِلم ومعرفة من اقصى الجنوب الى اقصى الشمال ومن البقاع الى عمق بلاد سوريا .
هذه البلدة الوادعة منذ عام 1847 التي عـُمـِّـرت بالرهبان ومن حولهم أبناء هذه البلدة قد مرّت في فترات بضيق شبيه بنهاية الأزمنة. عادت اليوم بفضل عناية الله لتحمل رسالتها الروحية والتربوية والاجتماعية بفضل قرار رئيس عام الرهبانية الاباتي اتناثيوس الجلخ السامي الاحترام مع مجلس مدبريه المحترمين بموافقتهم على طلبنا ببدء بناء الكنيسة، خاصاً المدبر أنطوان مقبل ابن بلدة عشاش الكريمة بما قدمه من خدمات لأبناء بلدته وللدير، والآباء الرؤساء الذين سبقونا والذين عملوا على إعادة فتح الدير والمدرسة على أن يـُكمل من يأتي بعدنا رسالة الرهبانية في هذه المنطقة.
وان وجب الشكر فللوكيل العام المحترم الاب الياس كرم الذي كان المهندس والمشرف والعامل في ذات الوقت والذي له الفضل في سهره اليومي وتكـبـّـده عناء السفر الى عشاش وإشرافه على هندسة وتنفيذ اعمال هذه الكنيسة الفريدة من نوعها في المنطقة الذي هو حلم في غفلة عن يقظة المبصرين بعيداً عن أضواء الإعلام وحديث المشاريع المستقبلية تحقق يوماً فيوماً خلال أقلّ من سنتين. مع شكر خاص للمهندس لويس الهاشم الذي قدم معداته وآلات البناء مجانا كما وقته وسهره والمهندس رفيق ابي شاكر الذي حضّر خرائط البناء والمهندس فكتور العلم الذي وضع خرائط الأساسات.
ولا ننسى الملتزمين والعمال والمساهمين والمتبرعين والذين شجعوا لقيام هذا المقام وخاصة الذين شككوا كما بالقيامة بقيام هذا المعبد فثبتوا فينا نشاطاً مضاعفاً لتحقيق هذا العمل وقد تخطينا صعاباً جمّة بفضل ومشورة صاحب السيادة توجيهات قدس الاب العام واصحاب الفضيلة من اخوتي الرهبان .
كما والشكر لسائر رؤساء الأديار والرهبان والخوارنة الذين ساهموا وساعدوا في هذا البناء.
وفي هذا الجوّ العابق بالفرح فانني سأخرج عن تقاليد الناس لأذكر أخاً راهباً قدم كل طاقاته من اجل المساعدة في بناء هذا المعبد مواداً عينية لا تحصى ودعماً معنوياً وعمالاً ستبقى آثار عطاءاته في هذا المعبد إلى جيل بعد جيل هو المرحوم الاب شربل عقيقي الذي رحل منذ أسبوع ففجعت برحيله عائلته والرهبانية .
هذا ليس رثاءً له ولكنه شكر لخدماته أمام الله والناس وعرفانُ الجميل واجب لكل من عمل في تحقيق هذا البناء تشجيعاً وعملاً .
ولن اختم مع صاحب السيادة المطران يوحنا فؤاد الحاج السامي الاحترام الذي كان منذ أيام العمل معه في كاريتاس ولا يزال الأب والموجّه همّه قيام هذا المعبد كما قلايته في مطرانية طرابلس الحاضر الدائم معنا منذ ثلاث سنوات يتوّجها اليوم في تكريس هذا المعبد المبارك.
وصاحب الفضل الذي لا ينسى سعادة محافظ الشمال السيد ناصيف قالوش الذي جعل البدء بهذا البناء من الممكنات بعد استحالته بفضل مساعدته المعنوية والادارية وحتى المالية وحضوره الدائم وتفقده هذا البناء مدماكاً مدماكاً فله من شفيع هذه الكنيسة المكافأة التي نعجز نحن عنها .
وان حضوركم يا أصحاب المعالي والسادة النواب ورؤساء البلديات والمخاتير وجميع المدعوين انما هو خير دليل على دور هذا الدير في وحدة هذه المنطقة التي معظم ابنائها قد تخرجوا من مقاعد مدرسته. وبالمناسبة أشكر رئيس المنطقة التربوية الأستاذ فوزي نعمة الذي كان خير صديق في توجيهاته لما فيه خير هذه المدرسة الناشئة لإعادتها إلى سابق مجدها الغابر في النجاح.
شكري لقوى الأمن والجيش والامن الداخلي لحضورهم وسهرهم الدائم اليومي وفي المناسبات فبحضورهم تطمئنّ القلوب. وشكر لأخوية عشاش وطلائعها وفرسان العذراء ولجنة وقف مار بنديليمون ونادي الشبيبة عشاش ولجنة عشاش الخيرية وجوقة عشاش وقاديشا بادارة الاب يوسف طنوس رئيس دير مار أنطونيوس قزحيا وكشافة الأرز فوج مار جرجس – عشاش وأساتذة ومعلمين وعمالاً في الدير وأقارب وأصدقاء .
وأنتم المشاركون معنا في هذا الاحتفال اليوم شكرنا لكم على حضوركم وتكبدكم عناء السفر فازدادت بحضوركم فرحة العيد فرحاً.
مذكرين أخيراً ان دير مار جرجس عشاش هو بيت لجميع أبناء بلدة عشاش ولجميع أبناء المنطقة كما اراده الاجداد وسيبقى حاملاً هذه الشعلة رئيسٌ بعد رئيسٍ والى ماشاء الله . ليبقى هذا الدير منارة قداسة ومزار شهداء قديسين ومنارة علم ونجاح وصلة قربى ومودة بين أبناء هذه المنطقة يتلاقى فيه الجميع ويكون هذا الدير صورة للوطن الواحد.
وشكراً

كتاب أنطش سيدة المعونات- بعلبك


الأب جورج صغـبيني


أُنْطُشْ سَيِّدَة المَعُونَاتْ ـ بَعَلْبَكْ
1858 – 2006



لبـنان 2006



كلمة سيادة المطران سمعان عطاالله راعي أبرشية بعلبك- دير الأحمر السامي الإحترام.

بروتوكول 89/2006
دير الأحمر في 30/10/2006

ما من أحد يستطيع أن يفهم أيَّ شيء ولا أن يكون فاعلاً فيه إن لم يعد الى أحداث التاريخ والى الوجوه التاريخيّة وظروف الزمان والمكان والى الفكر الذي وراءه أو في رأس الفاعلين فيه وفي تاريخ الشعوب.
في تموز الماضي 2006، هبّت حرب على لبنان ظلماً وبشكلٍ حاقد وبإرادة، مصمّمة على توجيه الأذى اللعين الى وطن، عُرف بأنه حامل رسالة تاريخيّة عريقة؛ أن مسبّبي هذه الحرب صبّوا حمم صواريخٍ مدمّرة على مدينة بعلبك، طبعاً بشكلٍ مدروس جداً، ولكن ورغم ذلك فإنها، بأزيزها وضجّتها والرعيد دمّرت مناعة الآثارات القائمة، وحفرت حفراً عميقة تمحو تلك الآثارات الدفينة التي تحفظها الطبيعة باحترام. في هذه الحرب المشؤومة، وأنا أنظر الى بعلبك، مقهوراً وثائراً، كنت أقول أين هي الدول حامية الآثارات والتراثات والتاريخ؟ أين هي المؤسسات الدوليّة التي تأخذ على ذاتها حماية التراثات والحضارات وتردع بقوانينها وعملها القوى الشيطانيّة المعادية الهمجيّة وتثنيها عن مسّها بأي أذية؟!
في مثل هذه الأجواء أطلّ عليًّ راهب ملتحٍ، طويل القامة، ووضع بين يديّ صفحات، ملأها بنتاج فكره حول تاريخ حضور رهباني على عتبة هياكل بعلبك، ذروة فنّ الأمبراطوريّة الرومانيّة وحضارتها المعماريّة، التي ما زالت حتى اليوم، تطلع من حناياها رائحة بخور، أحرقته كهنة باعال أمام آلهتهم الخرساء. ان عظمتها تحدّثك عن بطولات القادة الرومان في حروبهم مع مناوئيهم من سائر قادة الشعوب غير الخاضعة لسلطانهم الروماني المستكبر.
في وجه مجموعة الهياكل الرومانيّة في هليوبوليس، مدينة الشمس, رفع رهبان، أتوا من الجبل اللبناني الأخضر، مداميك دير صغير، ألقوا عليه لقب الأنطش، ليعبدوا ، في كنيسته، المكرّسةِ على اسم سيّدة المعونات، الله الحي، الناطق بالأنبياء والمبشّر، بواسطة رسل ابنه الأوحد المتجسّد، بإنجيل الخلاص لجميع أبناء البشر.
والأب جورج الصغبيني، ابن بلدة الطيبة، من جارات بعلبك الخالدة، الحارسةِ أبوابَها والمذكّرة بِطبيعتها الجغرافيّة بجبل سيناء وما يحمل من رموز، وابن رهبنة، ارتبط تاريخها بتاريخ الجبل الأشم لبنان، وأعطت من أبنائها قديسين، رفعتهم الكنيسة على مذابحها، إن الأب جورج هذا أحبّ أن يسلّط الضوء على هويّة هذا الأنطش، وأن يحدّثنا بالكلمة والصورة، عن الحضور الرهباني الفاعل الذي ذكرت، وعن خدمة الرهبان في الحقول الروحيّة والرعويّة والإنمائيّة.
أنطش سيّدة المعونات في بعلبك،تاريخ صُنع، على مدى أكثر من قرن ونصف، من التعبّد والزهد والكرازة والأنجلة والرعاية والشهادة. تاريخ، يضع الأب جورح الصغبيني، الراهب اللبناني "الطيّب"، عناوينه أمام أعيننا للتثمين والعبرة؛ تاريخ يكوّن دليلاً واضحاً لدراساتٍ معمّقة، تكشف لنا عن أهداف هذا الحضور الرهباني ودوره في النيابة الأسقفيّة، التي أؤتمن عليها على مدى عقود، بخاصة على طول المنطقة الشرقيّة للأبرشيّة وعلى اتساع السهل، أهراء روما قديماً. فالسنين الطويلة قي حوار بين الأديان والثقافات وخبرة العيش معاً، تذكّرنا بالحوارات التي كانت تتمّ بين فقهاء الدين الإسلامي ولاهوتيّي الحياة المسبحيّة، وتكوّن اليوم قاعدة صالحة لحوار الحياة الواعي والمسؤول والواعد من أجل شهادة أكثر فاعليّة اليوم وأقوى تجلّياً للأخوّة الشاملة والإحترام المتبادل لبناء السلام المنشود
فالشكر للأب العزيز جورح الصغبيني على الجهود التي بذلها من أجل وضع هذه المعطيات التي ذكرت في متناول محبّي المعرفة وحاملي مسؤوليّة الرسالة الكنسيّة في هذه المنطقة الحبيبة، الغنيّة بالتاريخ المجيد وبالمواقع الآثاريّة العديدة وبالتراثات الإنسانيّة الفنيّة والحضاريّة والرسوليّة. كافأه الله على تعبه وجازاه بتعزية رؤية من يأخذ هذه المعطيات بجدّية ويكشف عن أسرارها وأبعادها المطموسة تحت تراب هذه المنطقة ووراء رموزها الناطقة والتي نراها في المعالم غير المحصاة في بعلبك بالذات أو في مناطقنا، كما وفي المخطوطات، المحفوظة منها والمطمورة في أمكنة لا بدّ وأن يُكشف عنها. الى ذلك فهناك التاريخ الإنساني، وهو الأهم، الذي دوّنته حياة الرهبان الذين تعاقبوا على الأنطش المذكور، وسجّلته خبراتهم الحياتيّة اليوميّة، لا سيّما وان الحوار في بلادنا مبني، أساساً، على حوار الحياة، الذي كان وما يزال وسيبقى رصيدنا الأغنى والأفعل للتفاعل والسير معاً نحو الحقيقة الواحدة. أو لسنا شهوداً أولاً وآخراً على ارادة الله الخلاصيّة الشاملة والنابعة من محبّته غير المحدودة زماناً ومكاناً؟
لك محبّتي، أبت جورج، مع الدعاء.
المطران سمعان عطالله راعي أبرشة بعلبك- دير الأحمر المارونية



إهداء
إلى الرهبان الذين أتوا، إلى عمق الأريوباغوس البقاعي، ليبنوا لهم فيه معبداً، ويحوّلوه من معبد للآلهة المجهولة، إلى معبد لأم إله الآلهة سيّدة المعونات.
إلى الرهبان الذين نزلوا، من جبال لبنان، إلى سهل أهراء روما، ليحوّلوا مواسم الحصاد البشرية، إلى أهراء في كنيسة سيدة المعونات، تحسّباً للسنوات العجاف الإيمانيّة.
إلى الرهبان الذين رعوا القطيع، وسهروا عليه يوم هرب الأجراء، من وجه الذئاب.
إلى الرهبان الذين هم الأعمدة الثابتة، في وجه غدر الزمن، الذين يقرأ التاريخ في صفحات عباءاتهم السوداء الحالكة، قصّة الرايات البيضاء، في علائق الودّ والتعايش، فكانوا مرجعيّة المجتمع البقاعيّ، يستظلّها طالبو الأمن والطمأنينة والكفاف وسدّ العوز.
إلى الرهبان الذين خدموا هذه المنطقة من لبنان، يوم كانت خارجة عنه، فاستظلّوا شعبها وأعادوها من التيه إلى وحدة الوطن.
إلى الرهبان الذين لاقوا الجَور والاضطهاد، في سبيل الحفاظ على البقاء في مدينة الشمس فكانوا فيها كالكواكب يشعّون ضياءً في سماء المنطقة وقداسة وعلماً ًوبطولة.
وأخيراً إلى المؤسّس، وباني أول مدماك في هذا الصرح الديني والروحي والإجتماعي والثقافي، الأب دانيال العلم الحدثي، الذي عرف بقديس قرطبا رزقنا الله شفاعته. وإلى جميع الرهبان الذين خلفوه في خدمة هذه المنطقة، وقد نسيتهم كتب التاريخ وعرفان الجميل... نعيدهم اليوم في هذا المختصر إلى الذاكرة.
الأب جورج صغبيني


تمهيد
مدينة الآلهة التي بناها الجبابرة الذين لم يُعرف لهم نسب ولم تُعرف لهم أمّ، يتيمة بقيت هذه الآلهة، إلى أن جاء الرهبان اللبنانيون الموارنة وبنوا معبداً لأم الإله فيها تجمع شملَهم.
مدينة الماء والينابيع والأعمدة والأشجار الباسقة والأرض المعطاء، كانت تنقصها قصة الرهبان وتواجودهم فيها، من منبع مياه العاصي إلى داخل أسوار أهراء روما البقاعيّة.
مدينة الآثار والأطلال المندرسة، منذ ما قبل التاريخ، من يكتب قصتها في ذاكرة الناس عبر الأجيال، غير دماء الرهبان القديسين وعرق جباه الفلاحين وصمود أبنائها.
مدينة أم العجائب السبع، التي يأتيها السائحون، ويدخلون إليها في أوقات لَهوهم، فيخرجون، منها، أقزاماً، وعلى محيّاهم سؤال وفي قلوبهم عَجَب، عن هذه القلعة التي لا قلاع ولا حصون تضاهيها.
مدينة؟ لا، بل أمّ المدائن وأمّ الحضارات يوم كان الجميع عُرباً رُحَّلا يؤمّونها ليجدوا فيها أمناً ورغيفاً.
من مدينة الشمس التي، لا ينطفئ، نورها في الليالي الحالكات. كان البعل الحامي صحراء البقاع، ساهراً، في مترسته على حدود طول السهل وعرضه.
مدينة أضحت أطلالاً مندرسة،
يرهبك الدخول إليها،
لا تزال أسرارها غير مكشوفة.
سرّها الكبير، طُمس، مع معالمها.
لا يعرف التاريخ قراءة أبجدية تكوينها،
ولا علم الآثار يكنه مدلولات اندثارها.
كأنها قطعت من كوكب جبابرة، سقطت سهواً، في هذه البقعة من الأرض. لتذكّرنا بأننا من أبناء الجبابرة والآلهة الذين سكنوا في هذه القلعة وأقاموا في هذا السهل، فأشبعوا الملايين من الناس، في غابر الزمن، وهم اليوم أشد عوزا من الجياع والمحرومين...
المؤلف

كتاب الإغتيالات في لبنان


أ.جورج صغبيني






ألإغـْتِـيَالاتُ فِيْ لـُبْــــنَانْ


لبنان 2006



إهداء
إلى الذين سفكوا دماءهم
من أجل الحرية
من أجل الوطن
من أجل الإيمان
من أجل البقاء
وقد أعطيت لهم هذه النعمة دون سواهم
فحفظوا لنا جغرافية الأرض
وتجذّروا في ذاكرة التاريخ
إلى جيل الأجيال.
أ.جورج صغبيني

تقديم كتاب أسرار الحقيقة للسيد سمير يمّين

تقديم كتاب أسرار الحقيقة للسيد سمير يمّين
سمير يمين
الإنسان المتأمل،
الشارد في واقعه،
عن مخيلات الناس،
المتبحّر في كتب اللاهوت والفلسفة،
وصاحب رؤيا فريدة،
في عصر المادة.
يسمع ما لا يسمعه سواه،
ويرى ما لا يراه غيره،
ويشعر بتوازن عقله وقلبه،
فلا يقوده عقله إلى التصلب في الرأي،
ولا يسوقه قلبه إلى مزالق العواطف.
سمير يمين،
إنسان مؤمن ومفكّر،
اختزل الطريق بين المعرفة واليقين،
لأنه سلك الطريق القويم المستقيم،
سراط الذين أنعم الله عليهم...
فما اعوجّت سبله في طريق المصالح،
بل على ما علّمه والده،
والكتب السماوية،
كل الكتب السماوية،
على هديها سار،
في طريق السدق مع الناس،
فأعطاهم من مخزون معرفته،
دون مقابل،
لأنه اعتبرها نعمة من الله مجّانية.
سمير يمين،
شبيه الشكل بكلّ الناس،
وفريد الأسلوب في عيشه قناعته،
منذ عرفته على مقاعد الدراسة،
في جامعة الروح القدس – الكسليك،
وسلك كلٌّ منّا سبيلا،
ولكنهما يلتقيان في غايتهما.
قناعته،
أن يشارك الناس بمعرفته،
فاختصر بعناوين،
مواضيع تامّله،
التي تزيد عن صفحات كتاب،
وبلغات ثلاث،
يقرأ الناس فيها،
أفكارهم وتساؤلاتهم.
كتاب "أسرار الحقيقة"،
الذي بين يديك،
هو مخزون معرفة،
يمكنك أن تغرف منه،
بمقدار كيل الوعي،
الذي يستطيع أن يتسع له كفّ قدراتك على الإستيعاب.
"أسرار الحقيقة"
نافذة تطلّ منها،
على ذاتك،
ومنها على الآخر،
الذي فيه يُختصر الكون،
والذي فيه حضور الله الدائم.

2 آب 2006 الأب جورج صغبيني

قَسَمُ فخامة الشعب

قَسَمُ فخامة الشعب
سمعنا طيلة العهود الخوالي، ومنذ الإستقلال، كلاما إباحيا من زعماء وراثيين على طوائف الوطن وعلى أحزابه كانوا بمعظمهم زعماء مزارع بشريّة بشهادتهم.
لكن ما همّنا اليوم من مقولات بعض زعمائنا وسياسيينا الذين يسرّون دائما ما يضمروه في محافلهم الخاصة وقد أباحوا علنا مقولاتهم في ساحات الوغى الخطابية فصفّق لهم قطيعهم الطائفي والمذهبي والحزبي... ففرقوا بين الناس أكثر مما فرّقت أيدي سبأ.
قال النبي(ص): اختلفت اليهود على سبعين فرقة واختلف النصارى على إحدى وسبعين فرقة وتفترق أمّتي على اثنتين وسبعين فرقة. وقد فاق زعماء هذا الوطن، هذه الأديان مجتمعة، بتفرقة الناس إلى أكثر من أحزاب وطوائف حتى بات الوطن مقسَّما إلى 128 فرقة وإلى أكثر من 30 صندوق مغارة علي بابا ...
أوليس هناك من كلمة سواء في الوطن، تجمع ساسة هذا الشعب، الشرود عن الوحدة والتقارب، التابع هوى زعمائه الذين بات كلامهم أكثر سلطة وتوجيها من توراة و إنجيل وقرآن.
سمعنا قبل الإنتخابات استنفارا إباحيا من خلال كلام هؤلاء الزعماء دون أن نردد ما قالوا لئلا- كما يقول الكتاب- نصير نظيرهم سفهاء. والمقولة، أنّه عندما يتشاتم الزعماء فيما بينهم يكونون جميعهم على حقّ.
وقد استبدل سياسيو هذا الوطن كتاب تاريخ الوطن بكتاب تاريخ طوائفهم واستبدلوا كتاب التربية الوطنية بكتاب تربية أحزابهم، التي تعلـّم أناشيدها بدلا من نشيد الوطن، وترفع أعلامها بدلا من علم الوطن، وتربّي على خلقية أبناء السوقة والأزقة وعلى الحقد والكراهية بدل التسامح والمصالحة، وعلى الشتم والسباب بدل لغة التقارب والحوار، وعلى لغة العنف واستباحة أخلاق ودماء الآخرين بدل لغة المحبة والغفران، وعلى لغة السنّ بالسنّ والعين بالعين حتى بات شعب وطني، ينظر ولا يرى، يسمع ولا يفهم، له قلب لا يحب، ولا عقل يفكّر...
يا شعب وطني،
تعالوا،
بعيدا عن زعمائكم،
إلى كلمة سواء في الوطن.
فوطننا ووطنكم واحد هو، لا وطن إلاه.
لا للشرق ولا للغرب وإن اجتمع الغرب والشرق عندنا.
وإن كانت لا تجمعكم مصائبكم ولا جوعكم، ولا الأمن ولا الرغيف... فإن زعماءكم يا شعب وطني سيجتمعون عليكم في يوم التعزية بكم، بعد أن جعلوا منكم سواتر بشرية في خلافاتهم العبثية، يسوسونكم في قطعان طائفية حينا وقطعان حزبية غالبا، حتى يبقون هم أحياء يرزقون، يورثونكم أولادهم على أولادكم وأنتم أذلـّة "صاغرين".
يا أبناء شعب لبنان
أتريدون أن تبقوا نعاجا في مسالخ مزارع زعمائكم الطائفية والحزبية؟
أم تريدون أن تتحرروا من هؤلاء الذين تتشابه أسماؤهم وخطاباتهم، وأحزابهم ومصالحهم، وأعلامهم وألوانهم... وتبقون أنتم الأضحية، فينحرونكم في عيد تلاقيهم، كما كنتم الأضحية في يوم تنافرهم وخلافاتهم وحروبهم.
يا زعماء شعب وطني
سمعنا لكم، لزمن ليس ببعيد، كلاما إباحيا. ولنا اليوم أن نقول، كلاما مباحا، لكم...
يا زعماء شعب وطني
يا حقل تجارب الطائفية والحزبية، والديموقراطية والشيوعية، والثيوقراطية والعلمانية، والقوى الإقليمية والدولية...
ما بالي أراكم قد أصبتم شعبكم بالهجرة والتهجير، بالتجنيس والتوطين، وبإغراءات بيع ترابات الوطن للغرباء بأبخس من ثمن رغيف... وقد بات أبناء الوطن أيتاما، في سوق نخاسة جمعية الأمم، وأنت أحياء ترزقون. وباتت نساء شعب وطني أرامل وأنتم في سوق الجامعة الخيرية العربية تستعطون على ما بلوتوهنّ به. وجعلتم وطننا مصحّرا، من دون ماء ولا كهرباء، ملوث التربة والفضاء والأخلاق، ومكب نفايات لقمامة العالم... فبتّم في عيّي لا شفاء منه، وتتسابقون لاهثين خلف سراب أضغاث وعود أمم لا تريد خيركم، وتسيرون بحسب توجيهات خرائط الطرق فتقودكم إلى غير طاحون الوطن...
ماذا يفيد شعب وطني، يا زعماء وطني، إن أحببتم سائر الأوطان أكثر من وطني وأكثر من أبناء شعب وطني لبنان. وماذا يفيدكم إن ربحتم رضى زعماء وملوك وقادة العالم وكلّ كنوز العالم وخسرتم لبنان... وقد صمد شعب وطني في كل ما تفنّنتم به من تجارب...
فيا زعماء شعب وطني
ما بالي أراكم قد أصبحتم طائفيين بعد الطائف أكثر ممّا كنتم عليه قبله.
لما لا تصلحوا ذات البين في ما بينكم؟
وحتى قيام دولة علمانية ترتجون!
فتنتخبون بطريرك الموارنة رئيسا للجمهورية،
ومفتي الجمهورية رئيسا للحكومة،
والسيد بدلا من الأستاذ رئيسا لمجلس النواب،
ورؤساء باقي الطوائف وزراء،
وشيوخكم وكهنتكم ورجال دينكم نوابا أصيلين بدلا منكم أنتم البدلاء...
يا زعماء أوطان الغرباء في وطني،
أتركوا الجيش يحمي حدود الوطن بدلا من مصالحكم ومصالح من تمثّلون. واجتمعوا من حول الرئيس التوافقي "سليمان الحكيم"، ولو لمرّة، فتصبح عرفاً، ولنجعل منه بطريرك لبنان، ومفتي جمهورية لبنان، وسيد مقاومة لبنان، وشيخ عقل لبنان، ورئيس حزب لبنان... فتجتمع كل طوائف وأحزاب لبنان في شخصه ململمين شملنا من شتاتنا حول جيش لبنان، تاركين أعلامنا الطائفية وراياتنا الحزبية الموسمية جانبا لنرفع كلنا علم لبنان.
فيا شعب لبنان،
تعالوا نجدّد القسم والوعد مع فخامة الرئيس سليمان:
"أحلف بالله العظيم أني أحترم دستور الأمة اللبنانية وقوانينها وأحفظ استقلال الوطن اللبناني وسلامة أراضيه".
"أيها اللبنانيات واللبنانيون
... إنني اليوم، وفي أدائي اليمين الدستورية، إنما أدعوكم جميعاً قوى سياسية، ومواطنين، لنبدأ مرحلة جديدة عنوانها لبنان واللبنانيون، لنصل إلى ما يخدم الوطن ومصلحته كأولوية على مصالحنا الفئوية والطائفية، ومصالح الآخرين...
إن الشعب أولانا ثقته لتحقيق طموحاته، وليس لإرباكه بخلافاتنا السياسية الضيقة... لذا وجب الإدراك والعمل على تحصين الوطن، والعيش الواحد عبر التلاقي، ضمن ثقافة الحوار، وليس بجعله ساحة للصراعات...
ينتظرنا الكثير الكثير، فقسمي هذا التزام عليّ، كما إرادتكم هي التزام أيضاً". 25 حزيران 2009 الأب جورج صغبيني

2009/04/15

كلمة ألقيت في يوم حقوق الإنسان- 2001

حقوق الإنسان

وان طال الكلام فالكلام اليوم مباح
مع ختام الصيام
مع ختام شهرالرحمة رمضان
مع بدء زمن حلول ميلاد السلام
ويكمل واحدنا ما بدأه الآخر
من فلاح وصلاح
من صلاة وصيام وزكاة
ومن سعي لخير العمل
كما سعى الذين ارادوا ان يجعلوا هذا اليوم
يوم حقوق الانسان
ولو استطاعوا لجعلوا كل يوم
يوما لحقوق الانسان.

وحقوق الانسان من يعطيها
من يملكها حتى يوزعها بمجانية
ومن يستعطيها الا العاجزين عن الحفاظ عليها
وهل حق الظالم على المظلوم ان لا يقاوم
وهل حق انياب الذئب على الحملان ان لا تثغو

والمفاوضات دائما تكون خسارة الضعيف امام القوي
ووقوع البرئ في شباك المتسلط صانع القوانين لصالحه وصاحب الحجة الأقوى
فهل نصدق أن أميركا تدافع عن حقوق المسلمين حين تجتاح العراق لتحرير الكويت وتحمي العرب من العرب
وهل نصدق بأن الإنتفاضة وصلت إلى زمن شبيه بقصة الغول الذي يأكل أولاده فيعتقل المسؤولون أولادهم استرضاء لأعدائهم وكأنهم أصبحوا شرطة أمن لدول الأعداء
ونستنفر خطبنا وعظاتنا أيام الجمع والآحاد لإثارة النفوس وشحنها من أجل مصالح المتسلطين علينا
ونحن على يقين أن ليس كل من يعارض أمريكا هو إرهابيّ
ولا كلّ من يعارض بن لادن هو كافر.

وإلا أصبحت شعائر السلام والحقوق الانسانية فارغة من معانيها
فيعمه الظلم في غيه
وتبقى الرحمة في الطبيعة على بعضها اكثر من الانسان على ذات نوعه وجنسه
هل حقوقنا الانسانية ننالها عندما نتعولم
وعندما نتعامل بالدولار
وعندما نتكلم الانكليزية
وعندما نصبح خاضعين لما انزل في الشرائع والقوانين الاميركية
وعندما يصبح سفراء أمريكا هم رؤساء جمهوريات العالم

ماذا اعطتنا جمعية حقوق الانسان
إلاّ ازدياد عدد أراملنا وأيتامنا
وقتل خيرة شبابنا مستقبلنا
وتهجيرا ونزوحا ومجازر وإبادة
ويعودون لتعزيتنا في حزننا الذي كانوا هم سبب بلوانا فبه.
جامعة عربية وأمما متحدة
وتقديم الخيم لنا بدل ارضنا وقصورنا
وتقديم الادوية لمداواة وبلسمة جراحنا
وأما جراح كرامتنا فمن يداويها.

نحن اليوم نتكلم كلاما جميلا ونسمع كل يوم اجمل الكلام
من اجمل المطلين على شاشات التلفزة
وهم كثر
وقد سلّمناهم زمام ناصيتنا
ولكن ليس من بينهم مقاوم واحد عنا
وليس من بينهم شهيد يستحق ان نقرأ في كتابه ونستلهم احلامه

وبات علينا مع مثل هؤلاء الزعماء ان نعتذ ر كالحمل من انياب الذئاب

فالذين زرعوا اسرائيل في هذا الشرق
رحلوا
وأورثونا حقّ أولادهم على أولادنا
بعد ان باعوا الشعب والارض

فمن يستعيد حقوق هذا الوطن
ومن يستعيد حقوق ابناء هذه الأمة
ومن يستعيد حقوق هذا الشرق

اين حقوق مقدساتنا وكرامتنا
اين حدود جغرافيتنا
وقد نزعت منا
كما البساط من تحت أقدامنا
هل لان الله حاشاه قد كتبها في صك ملكية لشعب كافرمغتصب
وكأن اصحاب القبعات الزرقاء نزلوا من السماء
ليقيموا الحدود والفواصل بين الناس
فيصبحون حماة حرس حدود الظالم
ويرضون المظلوم ببعض فتات فضلات بقايا الامم من المساعدات.

حقوقنا في هذا الوطن
هي ان لا يحمل المسيحي صليبه سيفا
ولا يجعل المسلم هلاله خنجرا
فنعيش حينئذ في مناعة وطنية
من جرثومة مزروعة في قلب الوطن العربي
تتغلغل الينا من خلال خلافاتنا
وتُقهر في تقاربنا من بعضنا

حين نزرع الحب محل البغض
وحين نزرع المسامحة والصفح محل المكابرة والإنتقام
وحين نزرع السلام بدل الحرب
وحين نعطي الآخر حقه نكون بذلك نلنا حقنا.
وقناعتنا هي
باننا شعب واحد
في وطن واحد
والا بقى الكلام كلاما

وما نفع الاعياد ان تقاربت وتباعد الناس فيها كل الى قطيعه

ولنعرف ان تاريخنا في هذا الشرق منذ خمسة عشر مئة سنة من تقارب في الدين ومن تقارب في الاخلاق والعيش المشترك مع ما اصابنا من هزات خارجة عن ارادتنا وكنّا فيها الوقود لها فقد ثبتنا في المحنة وبقينا معا لأنه كتب لنا وعلينا أن نعيش معا وأن نكون الأنموذج المثالي للعالم في العيش المشترك
فما جمعه المسيح والنبي لا يفرقه بن لادن وابن بوش
وما امتزج بتراب لبنان من دماء شهدائنا مسلمين ومسيحيين لا يمكننا الا ان نكرمه ونقدسه ويكون صورة لوحدتنا
ولو جُعلنا في مرحلة من الزمن
اعداءً في البيت الواحد فخوّن واحدنا الآخر وكفّر بعضنا البعض الآخر.

فحقوقنا
لا ولن ينالها فريق منا على حساب فريق اخر
ولا في استقواء رفيق برفيق آخر.
وإن توكلنا على الله
فعلينا ايضا مع التوكل أن نعقل
ان يعقل كل انسان ذاته بالاخلاق والقيم
ونعود الى السماء التى انزلت كلمة الله
بشرا وكتابا
وكلاهما على يد جبرائيل عليه السلام.

وقد تعلم الناس كل الناس ان مدرسة حقوق الانسان
هي في الانجيل والقران
وان مدرسة الفداء والاستشهاد
هي في المسيح وعلي والحسن والحسين .

فلا يستضعفنا العالم في فضيلتنا
والا فنقرع الصدور ونثخن الجراح
ونلبس الكفن
ونسير نحو باب الجنة
كما في عشوراء
كما في كربلاء
مثل زينة سيد الشهداء
حفيد النبي
وابن علي
مثل ابن فاطمة الزهراء
الذي مُنع عنه الماء
فافاض عطاء بالدماء
وأصبح نبع دم
يضاف
على ينابيع العسل واللبن
في جنة السماء.

فيا بني أمّة النبي
تعالوا الى كلمة سواء
في سينودوس اسلامي
يجمع شمل المسلمين
ويوحّد ما فرقته صفين

ويا بني وطني
تعالوا الى كلمة سواء
في سينودوس لبناني
يجمع شملنا مسيحين ومسلمين

ولا تعيدوا الينا
كربلاء
ولا غدر عمر بن سعد
وعمرو بن سعيد
وابن زياد ويزيد

فيتحول الماء
في الفرات دماء
كما النيل
كما قانا الجنوب
في قبلة لبنان
كما جلجلة فلسطين
في انتفاضة الاقصى
وفي القدس
ونصير كلنا "توابين" ليوم الدين
ونعلم الاميركان
كيف يحافظ على حدود الاوطان
وكيف تعاش حقوق الانسان.
الأب جورج صغبيني
13 كانون الأول ‏2001‏

تقديم كتاب "ما وراء الضباب" للأديب أنطوان فريد البرمكي


تقديم كتاب "ما وراء الضباب"

بدعوة من الذي لا يُرَدُّ له طلب
كيف أقول: لا.
وهو الأحبّ ليستجاب
فمهما كانت المسافاتُ شاسعةَ البَونِ
بعيدةً ولو على حافة المدى [1]
فالوصالُ الروحيُّ يقرِّبها ويدنيها.
وقد أتيتُ من "ما وراء الضباب" [2] من شمال الشمال
من حيث يشرق نجمُ القُطبِ
إلى مُقَدَّمِيَّةِ الجبل
بمناسبةِ المولودِ الجديدِ
وهو الثالثُ لأنطوانْ البرمكي
كملوكِ فارسَ أتيت
ولكني لا أحملُ لا مرّاً وذهباً، ولا لباناً
آتِ من جبالِ الأرز
لأتفقَّدَ غصناً فارعاً جديداً في جوار صنّين
آتٍ من ضفاف وادي قاديشا
ولنا في بلدة حمّانا حَجرُ زاويةٍ من مَنْبِتٍ أصيل [3]
ويجمعنا الراعي الصالح في صرحه
حيث يعرف بعضُنا لغةَ بعضٍ
لُغَةَ السِدق والحقّ
لُغَةَ المعروف والمروءة.
يجمعُنَا
مولودٌ ثالثٌ يرى النورَ
وصاحبُ المواليد مخصابٌ
في عمر الفيضِ فكراً
برمكيُّ الجودِ
ولا يُقبِضُ كفَّه
ولا قلبَه
ولا على ما في خزنةِ عقله.

كاتبُ ما وراءِ الضباب
ثالوثيُّ المعتقد ولا يشرك
شعاره: لبنانُه وأرزُه وجيشُه
يوقظ مَنْ حَوْلَه على حُلْمِه
لا بل على رؤياهُ
الآتية من وحيٍ
لتتجسّد في وطنٍ
لتصير كتاباً
لا على صخر البقاء محفور
بل في صدور شبابٍ
صاروا هُمُ الكلمات.
كتابٌ أرَّخَه مؤَلِّفُهُ يومَ الأولِ من آب
وهو العيدُ الأحبُّ إلى قلبِهِ من كلّ الأعياد [4]
كتابٌ أقلُّ ما يقالُ فيه:
مائدةٌ منزلة
يقاسمُ فيها الجميعَ
من دنِّ خابيةِ عرسِ الوطن الدائم
ويتشاركُ مع الكلِّ غذاءَ الروح
من رغيفِ قرطاسٍ هو شهوةُ الرؤى والسماع

أنطوان البرمكي
معجنٌ مخمَّرٌ بالقيمِ والأخلاق
منبِتُهُ أصيلٌ
وتُربَتُهُ صالحة
وثماره يعرفُ جودتَها من تذوَّقها

إبنٌ فريدٌ للبرمكي
فيه هدأةُ السكون
وفيه صخبُ الخلق
متدَيِّنٌ
وأمُّهُ تصلّي له
علمانيٌّ يَحْطِمُ الهياكل والشرائع التي احتوت غير رسالتها
هو معسكرٌ في شخصٍ
إستنفر كلّ طاقاته
كلَّ خلاياه
وكلَّ مَنْ هُمْ مِنْ حوله
في مسيرته
لإعلاء راية الأرز فوق كلّ الرايات
ولإعلاء إسم لبنان فوق كلّ الأسماء

إنطوان البرمكي
شاب زاخمٌ
مثالٌ لكلِّ ناهضٍ في بلدة الشلال بلدة المقدَّمين
في وطنِ المجاهدين المقاومين
يسير
لا يلوي على صعوبة
ولا على صادٍّ ماديٍّ
ولا على ساترٍ بشريّ.
هَمُّهُ
كَكُلِّ الناس
ولكنّه الأجرأ
يقول الحقَّ ولا يجبن
لا يتعب
ولا يستريح مخافة أن تهدأ الحركة
وتصابُ القضيّةُ بالروتينيّة
فيعودُ الكلُّ إلى خواءِ ما قبل الخلق
عسكر ذاته
كلّ ذاته ومَنْ حوله
وألبسهم الشرف ستراً
وهيأهم ليوم الأضاحي
وأنبت في شموخهم الوفاء [5]
ساكباً في جذورهم المناعة
حتى لا يتسرّب إليهم الذبول.

ضباب أنطوان البرمكي
يُحرّر من جاذبية المكان
يُطلق إلى حيث الروحُ يهُبُّ
فيرسم به صوراً سورياليّة الألوان
كيفما تنظر إليها تراها واضحة المعالم
ترى فيها صورةَ لبنانَ
الذي جغرافيّتَهُ أرزاً بشراً.
ما وراء الضباب
سيرةٌ ذاتيّة
لشاب في مقتبل العمرِ
بات الزمان خلفه
بعد أن سبقه وانتظره على حافة المدى [6]
ولأنَّ أفكارَه لا تستريح [7]
حطَّم شرانقَ التقاليد
وخرج منها إلى ذات الآخرين
يجولُ في أسماعهم
في أعينهم
في قلوبهم
لا يومَ سابع عنده ليستريح
ولو استراحَ
لكان عاديّاً بدون حلمٍ وبدون مواليد.

إن الإنفلات من الجاذبيّة
يحتّم التحرّر والإستقلاليّة
والإنطلاقَ في كوكبة شبيبةٍ
هي غدُ الوطنِ وأملُهُ ومستقبلُهُ
شبيبةٍ تحرّرت من صغائر الإنتماءات
ومن جاذبيّة الحزبيات والطوائفيّة
وتسامت إلى خلود الأرز
وفدية دماء الشهداء
تلبّي النداء
أن لبيك لبيك
حين ينادي النفير

أنطوان البرمكي
وشبيبةُ لبيكَ لبنانُ
اختارا
النصيبَ الأوفر
حين تُيِّما ولهاً بأرز الوطن
يتجذّران في تراباته
يتمازج الواحد بالآخر إلى حدود التماهي
وتنظر لترى عجيبة الأعاجيب
جذعاً من جذوع الأرز
يتنقّل بين البشر بشراً
وقد تجسّد الأرز إنساناً.
أنت لست في حلمٍ
بل في يقظة المعَاد
في يقظة المعرفة
وقد انشقّ رَحِمُ الفكر
ليلدَ من تصارع حب البقاء مع العدم
قصّة حبّ
تراكمت الكلمات من المعاجم
وتسارعت أبجدية قدموس
لتَكْتُبَ بمِدادِ حبيبِ عَشتارَ
على لوح الضباب
على قبة السماء
على انعكاس نور العيون
قصة وطن في هذا الشرق
يَنبعثُ من الرماد حياةً
ومن الآهاتِ زغرداتٍ
ومن ظلمة الظلم إشراقاً
ومن الدموع فرحةَ عُرسِ الشهداء

هذا التأثر
لا على الله
بل على شرائعَ صنعها الناس لزمن بحسب قساوة قلوبهم
بحسب مصالحهم
بحسب شهواتهم ورغائبهم.
هذا الثائر
جاء يحرر الله
من سجن الحجر
ليُسكنَه أجسادَ البشر
وليحرِّرَ لبنانَ من سياج الشوك
وينبت فيه شجراً بشراً خالداً
يمدّ أفنانه على حدود المدى
مكرّساً ذاته
وبدون مسح الزيت
نبيّاً من أنبياء هذا الوطن
يجمع فتافيته الحزبية والطائفية
ليصوغَ منها جغرافيةً على مساحة حلمه
وقد جمعَ من غلالِ أيامه
بيادراً
أهراءَ
يكفي لسدِّ جوعِ عجافِ حُلُمِ الفرعونَ.

حَمَلَ القلمَ سلاحاً
وجعل القرطاسَ ساحَ معركةٍ.
قائدٌ همّامٌ تلوي أمامَ عزمهِ الصعابُ
قد يغار منه
الذين أصابهم العُقُمُ فكراً
والمتخاذلون عن الدعوة
والذين لا مواليد لهم
أمّا هُوَ
فيلدُ بعدد الوحام
مخصابُ المداد
يفرح به الدعاة والأولياء والأنبياء
لأنّه ينادي بصوتهم الصارخ
من وطن الرسالة
من وطن القيم
من جنّة أنهار العسل واللبن
من لبنانَ
أن أحبّوه
أحبوا هذا الوطن
أن اعبدوه
أن نادوا بصوت الفلاح
على ترداد صدى شبيبةٍ:
"لبيك لبيك لبنان".
حمّانا - الجمعة 17 أيلول 1999
الأب جورج صغبيني
رئيس دير مار شربل بقاعكفرا
[1] - إشارة إلى كتاب أنطوان البرمكي، على حافة المدى، مطابع أبو جودة 1997.
[2] - إشارة إلى كتاب المؤلف أنطوان البرمكي ما وراء الضباب 1999.
[3] - إشارة إلى الكنيسة مار رومانوس في بلدة حمّانا التي أساسها بني على حجر جلب من كنيسة مار رومانوس في حدشيت.
[4] - رمز إلى عيد الجيش في الأول من آب
[5] - إشارة إلى شعار الجيش شرف تضحية وفاء
[6] - إشارة إلى كتاب المؤلف على حافة المدى 1997
[7] - إشارة إلى كتاب المؤلف أفكار لا تستريح 1998

المطران يوحنا فؤاد الحاج

المطران يوحنا فؤاد الحاج- كاريتاس لبنان

المطران يوحنا فؤاد الحاج
كم كانت فرحتنا عارمة حين حملت لنا وسائل الإعلام خبر إعادة انتخاب سيادة المطران يوحنا فؤاد الحاج رئيس أساقفة أبرشية طرابلس المارونية بالإجماع ثانية رئيسا لكاريتاس العالم.
ليس غريبا علينا ما كنّا نتوقّعه لسيادته وهو الذي تسلّم إدارة شؤون كاريتاس لبنان حيث عمل من أجل المهجّرين والأيتام والأرامل والمعوزين والفقراء والمرضى والمسنين والعجزة فكان لهم أبا محبّا وعطوفا كما وفتح باب القروض أمام أصحاب المهن الحرّة والذين لا مهنة لهم لينطلقوا في الحياة بتأسيس عائلات وتأسيس عمل كريم يعتاشون منه بكرامة دون مدّ يد الإستعطاء على الأبواب وفي الشوارع. فاستحقّ أن يتسنّم رئاسة كاريتاس العالم لا ليهتمّ بلبنان فقط بل وبكل محتاجي العالم بدأَ من أفغانستان ومروراَ بفلسطين والعراق وسائر شعوب الدول الفقيرة والتي مرّت فيها الويلات والحروب فخلّفت وراءها الدمار واليتم والفاقة والتشرّد وشرّعت باباَ لعمل الرحمة والأخوّة الإنسانية من خلال كاريتاس المحبّة.
فالمطران يوحنا فؤاد الحاج ليس غريبا عليه فتح قلبه للناس قبل أن يكون أسقفا وقبل أن يكون رئيسا لكاريتاس لبنان وكاريتاس العالم فهو إبن البقاع الذي عرف من بيته الأبوي سرّ العطاء وسرّ العيش بمحبّة مع كلّ إنسان مهما كانت إنتماءات وميول وعقائد هذا الإنسان.
وقد جسّد هذا الواقع في أبرشيته عاصمة الشمال ففتح باب المطرانية، لكلّ طارق بابه دون استثناء، بأبوّته المعودة لجميع أبناء الطوائف والأديان دون تمييز عن أبناء أهل البيت حتى صارت دار المطرانية في طرابلس بيت جميع أبناء طرابلس مسلمين ومسيحيين أرثوذكسا وكاثوليكا همّه المحتاج والمعوز... هذه هي طائفة المطران يوحنا فؤاد الحاج.
وليس ضيراَ أن يشهد شاهد من أهله على فضائل وأعمال سيادة المطران الحاج الذي جمع تحت إدارته الحكيمة أبناء طائفته أولا وكهنة أبرشيته ثانيا فكان لهم الأب الحنون والأخ المرشد والدليل والمربيّ والساهر على شؤونهم الروحية والزمنية يعضد الضعيف منهم ويثني على القوي لينهض بما له من مكانة لقيام الوطن الذي نحلم به جميعا.
فالمطران الحاج الذي جذّر علائق الأخوة والمحبّة في المجتمع اللبناني إن على صعيد كاريتاس لبنان وعلى صعيد أسقفيته في طرابلس الفيحاء عساه يعزّز هذه الأخوة على الصعيد العالمي من خلال التجديد له ليكون رئيسا لكاريتاس العالم للمرّة الثانية.
فهنيئا لسيادته وهنيئا لطرابلس بكل طوائفها ومشاربها وهنيئا للطائفة المارونية وهنيئا للبنان وللعالم بأمثال سيادة المطران يوحنا فؤاد الحاج.
وألف مبروك لسيادته الذي حمل إسم لبنان المحبّة والأخوّة والتلاقي إلى كلّ العالم.

12/8/2003 الأب جورج صغبيني
رئيس دير مار جرجس عشاش




المطران يوحنا فؤاد الحاج في الذاكرة
يتاريخ يوم الخميس 5/5/2005 غادرنا صاحب السيادة المطران يوحنا فؤاد الحاج أيتاما، في ريعان عطاءاته بعد أن جعل من أبرشية طرابلس المارونية خلية عمل روحية واجتماعية وعمران...
منذ تسلمه كرسي المطرانية في طرابلس، فجمع إلى قلبه أبناء المدينة ذات الغالبية المسلمة التي استقبلته أكثر حفاوة من أبناء أبرشيته وكأنها تنتظر منه تعزيز واقع العيش الواحد التي كانت أحبّ الكلمات على قلبه الذي اتسع للجميع دون النظر إلى طائفة أو مذهب كيف لا وهو رئيس كاريتاس العالم وأبو الفقراء ليس في أبرشية طرابلس فقط بل وفي كل لبنان...
هذا الأسقف الذي جعل رسالة العيش المشترك قاعد بنى عليها حضارة المحبّة التي آمن بها وعاشها كيف لا وهو إبن البقاع إبن السهل المترامي الأطراف المنفتح على كل الناس.
سرعان ما طبع تلك القيم في قلوب كافة العاملين معه في المطرانية من كهنة وعلمانيين واضعا كل إمكاناته الإجتماعية والمادية لمساعدة من يطرق بابه لا بل مفتشا عنهم في حنايا رغايا أبرشيته.
لقد خسرنا بغيابه أبا للكهنة وراعيا لخراف الطائفة المرونية ومرشدا للمسؤولين السياسيين وخادما للقيم ورجل حوار ورجل عمران ونهضة على صعيد ترميم وبناء الكنائس والمدارس وحاضرا في كل مناسبة فأحبه الناس.
رحل المطران يوحنا فؤاد الحاج، عن عمر 66 عاما، أمضاها في الخدمة والمحبة، فودّعته طرابلس بالحزن والأسى والدموع كما استقبلته بالحفاوة والفرح.
المطران الحاج هو فؤاد إبن توفيق الحاج، والدته إنيتس الحاج، من مواليد 13 نيسان 1939، اتخذ اسم يوحنا بعد سيامته الأسقفية. له خمسة أشقاء: أنطوان، ناجي، نبيل، أنطوانيت، وماري.
حائز عددا من الشهادات الجامعية في اختصاصات مختلفة هي: إجازة في الفلسفة من جامعة القديس يوسف في بيروت عام 1964، إجازة في اللاهوت من الجامعة نفسها عام 1968، ماجستير في التربية من جامعة نيويورك بافلو في أميركا عام 1974، دكتوراه في الادارة من الجامعة نفسها عام 1978، دكتوراه في الحقوق الكنسية من جامعة لاتران الحبرية في روما عام 1980. وهو يتقن اللغات: العربية، الفرنسية، الانكليزية، الايطالية، والاسبانية، ويتكلم اللاتينية، واليونانية، والسريانية.
انتخب عام 1997 رئيسا لأساقفة أبرشية طرابلس المارونية، كما انتخب في العام نفسه رئيسا لكاريتاس الدولية.
"لقد كان مُرضياً لله فأحبه، على ما قال البطريرك مار نصرالله بطرس صفبر... قد بلغ الكمال في أيام قليلة، فكان مستوفياً سنين كثيرة".
"كان المطران يوحنا فؤاد الحاج رجل إدارة وعمران، رجل ثقافة وانفتاح رجل ايمان وصلاة، وايمانه هو الذي حفزه على القيام بما قام به في أبرشيته من أعمال رعى معها كل الناس، دونما استثناء، أو تفرقة بين غني وفقير، بعيد أو قريب، مسيحي أو مسلم. وبعد فكلنا عيال الله، وكان يعرف أن أقربنا اليه أنفعنا لعياله".
"تسلّم مقدرات أبرشية طرابلس المارونية طوال ثماني سنوات. فرمّم خلالها ما تهدم، وبني ما تداعى، ونظم ما حل من فوضى. فاستنهض همم أبناء الرعايا لترميم عدد من الكنائس، وبناء قاعات استقبال في جانب الكثير منها. وطوّر عدداً غير يسير من المدارس التي أنشئت في الأبرشية، وهي توفر العلم والتربية لما لا يقل عن ألفي تلميذ من مختلف المذاهب والاديان وأسس معهد مار يوحنا العالي للتربية والتكنولوجيا في كرمسدة ومكتب الخدمات الاجتماعية لتوفير أسباب العمل للعاطلين عنه. وفعّل دور رابطة كاريتاس لمساعدة من هم بحاجة الى مساعدة، وتابع ترميم دار المطرانية في كرم سدّه، واستصلح قسماً كبيراً من أراضي المطرانية، ومهّد السبيل لحسن استثمارها، وايجاد مجال لتصدير إنتاجها. ورعى بعناية كبرى ميتم مار انطونيوس في كفرفو. وبذل قصارى جهده لإنشاء علاقات صداقة، وتعاون مع أبرشيات فرنسية، فسحت في المجال لتبادل الزيارات بين أبناء رعايا هذه الأبرشيات. وان ما أتاح له ان يقوم بذلك كله تضلّعه بمبادئ الإدارة الصحيحة، وهو الذي تمكّن من حيازة شهادة ملفتة في الإدارة من جامعة نيويورك، وشغل منصب أستاذ مساعد في هذه المادة في تلك الجامعة، الى جانب ما أحرز من شهاهدات أخرى في الفلسفة واللاهوت والتربية والحقوق الكنسية".
وانتخبه مجمع البطاركة والأساقفة في لبنان رئيساً لرابطة كاريتاس لبنان لمرتين مدتهما ست سنوات، فصار كلا للكل، فما أوصد بابه أمام طارق محتاج، ولا أصمّ أذنيه عن سماع نداء استغاثة منكوب. وما لبث أن عيّن عضواً في منظمة "القلب الواحد" الرومانية، ثم رئيساً لمنظمة كاريتاس العالمية على دورتين، وأسقفا على أبرشية طرابلس المارونية فنظّيم أبرشيته، ونفخ في أبنائها روح الايمان، ومحبة الخدمة المجانية. وأنشأ لجاناً راعوية، ومجالس أبرشية شملت كل هيئات المجتمع كالعيلة، والشبيبة، والمرأة، والتعليم الديني، والطقوس، والدعوات الاكليريكية والثقافة، والاعلام، والممتلكات الكنسية، وما شابه. وصرف اهتمامه الى العناية بالمدرسة الاكليركية. وعني بالحوار المسكوني، فعاشه من خلال علاقاته مع جميع الناس، على اختلاف مذاهبهم ومشاربهم، ووثق خاصة بينه، وبين جميع أبناء هذه المدينة من مسيحيين ومسلمين عرى الصداقة والمودة. فقدّروه واحترموه وعمل ما بوسعه لتفعيل الحركة المسكونية في أبرشيته، فشدته علاقات مودة الى جميع أبناء الطوائف في هذه المدينة.
ألمّ به المرض، فصبر عليه واحتمله وحده بإيمانه، مستعيناً بما لدى الطب من علاج، ولكن مرضه لم يكن رحوماً، وأحسّ بأنه سيصرعه، فلم يجزع، بل تقبل بصفاء نية، ورباطة جأش ما كتبه الله له من مصير والبسمة لم تفارق شفتيه.
رحل المطران الحاج الملتزم بالانسان المتألم وعلى قبره لا وسام الاستحقاق الوطني برتبة كومندور تقديراً لعطاءاته في لبنان والعالم بل وسام المحبّة في قلوب الناس كل الناس الذين أحبوه من خلال أبوّته للفقراء والمنكوبين في كاريتاس الدولية لا في لبنان بل وفي فلسطين والعراق وبنغلادش وأفغانستان.
رحل المطران يوحنا فؤاد الحاج، ولا تزال له في برواز ذاكرة الرهبان والراهبات وكهنة الرعايا والمؤمنين والذين قصدوه في حاجة، صورة الإنسان صاحب البسمة والفاتح لك ذراعيه حتى في أقسى مراحل مرضه.
عوّضنا الله بأمثاله وليكن ذكره مؤبّدا.
6/5/2005
الأب جورج صغبيني

2009/03/27

جمعية كشافة الأرز كتاب للأب جورج صغبيني 2002

الأب جورج صغـبيني
رئيس جمعيّة كشّافة الأرز



جمعيّة كشّافة الأرز
في
يوبيلها الثالث والثلاثين
1969 - 2001









لبنان 2002


إهداء

إلى مؤسّسي جمعية كشافة الأرز القادة:
سامي قزحيا أبو جودة
ويوسف خير أبو جوده
والمرحوم سمير راشد راشد
ومنهم:
إلى كلّ جرموز وزهرة
وكشّاف ومرشدة
وجوّال ومنجدة
في جمعية كشافة الارز
وفي الجمعيات الكشفيّة في اتحاد كشاف لبنان
وفي الإقليم العربي
وفي الحركة الكشفيّة العالمية
وإلى قدامى جمعيّة كشافة الأرز وأصدقائها
نقدّم
"اللعبة الكبرى"
التي هي في أساس تربية وتنشئة المجتمعات
لتبقى شعلة الأخوّة والتفاهم والتلاقي متأججة
من خلال الحركة الكشفية
وللسير قدما نحو الآمال التي ينشدون
والمثل والقيم التي تربّوا وشبّوا عليها
من أجل تجسيد مجتمع ناهض
ووطن مثالي
وإنسان فاضل
الأب جورج صغبيني
رئيس جمعية كشافة الأرز





تمهيد

الحركة الكشفية، لعبة يحسبها الناس وهواية يظنّونها. وقد غاب عنهم أنّها تخصّص في كلّ شيء، وأنّها لعبة جدّية ورصينة حتى في اللهو والمهارات والهوايات.
هكذا عرفتها منذ أوّل لقاء لي بجمعيّة كشّافة الأرز منذ أكثر من ربع قرن ومنذ ذاك الحين بقيت الجلسة مفتوحة حتى تاريخ كتابة هذه الأسطر.
طوال هذه المدّة خبرت الحركة الكشفية من خلال جمعيّة كشافة الأرز بقيادتها العامّة ومفوّضيها وقادتها وكشّافيها ومرشداتها وأشبالها وزهراتها
خبرتها في المقرّ وفي المخيّمات وفي الرحلات الاستكشافيّة
خبرتها في لقاءاتهم وتجمّعاتهم وسهراتهم حول النار واحتفالاتهم الكشفيّة والوطنية والدينيّة
ولا زلت حتى اليوم اكتشف فيها المزيد من العطاء والخدمة والمحبّة والمجّانية
واللعبة لم تتوقّف بعد
وقد آليت على نفسي في إطلالة الألف الثالث أن أجمع في يوبيلها الحادي والثلاثين بعضاً من تاريخها ونشاطاتها.
ومذكّرا ببعض مبادئها التي هي ضروريّة لكلّ إنسان في كلّ مجتمع وفي كلّ زمان شابا كان أو فتاة، معلّما أو تلميذا، عالما أو عاملا، لأنّها السبيل الأمثل والأفضل للحفاظ على الطبيعة والرفق بالحيوان وخدمة ومساعدة الإنسان في كلّ حين.
وعلى أن تكون الجمعية مدرسة في المقرّ والغابة
وعائلة في السادوس والفرقة والفوج
ساعين لتحقيق توحيد جغرافية الوطن الكبير من خلال المخيّم تحت راية الأرز شعار جمعيّة كشّافة الأرز. وتحقيق الأخوّة العالمية الكشاف أخ لكلّ كشاف وصديق لكلّ إنسان.
الأب جورج صغبيني



كشّاف

الكشاف من حيث المعنى هو لفظة مشتّقة من فعل كشف الذي يعني رؤية الأشياء الخفيّة، والرؤية بوضوح وإزالة كلّ ما يحجب ويعيق وضوح الحقيقة.
كشف عن الشيء: أبانه وأظهره.
كشف السر: فضّه وأعلنه.
تكشّف: نزع عنه الغطاء أو الحجاب أو البرقع وأظهر ما كان مستورا.
تكشّف الشيء: ظهر.
تكاشف القوم: كشف بعضهم سريرته لبعض.
استكشف عن الشيء: سأل أن يكشف له.
الكشف الإلهي عند الصوفيين: هو انكشاف الحقائق الإلهية للصوفي بعد اتخاذه سبلا مخصوصة للوصول إلى ذلك. وأهل الكشف عندهم، هم الذين وصلوا إلى مقام سام.
الكشّاف: على وزن فعّال للمبالغة. ويقال: هو كشاف الغمم وجمعها كشافة. وهو المنضوي إلى إحدى المنظمات الكشفيّة.














الحركة الكشفية

هي حركة تربوية ذات طابع تطوعي لا سياسي مفتوح بابها للجميع دون تفرقة في الأصل أو الجنس أو العقيدة وفقا للهدف والمبادئ التي وضعها مؤسسها (اللورد بادن باول) فالهدف من الحركة الكشفية هو المساهمة في تنمية الشباب لتحقيق قدراتهم البدنية والعقلية والاجتماعية والروحية كأفراد في مجتمعهم المحلي والوطني والعالمي.
فالإيمان بالله والولاء للوطن لتعزيز السلام والمشاركة في تنمية المجتمع إنسانا وطبيعة هي من أسس الحركة الكشفية. ولتحقيق هذا فعلى جميع أعضاء الحركة الكشفية الالتزام بوعد وقانون الكشّاف للدلالة على القيم التي ينشأ عليها وينهجها الكشاف في أي مكان من العالم.
فالحركة الكشفية هي تربية متدرّجة تقوم علىالتعلم بالممارسة والمعاينة واستعمال كافة الحواس في نطاق جماعات صغيرة طلائعية بغية تنمية الشخصية والاعتماد على النفس والقدرة على التعاون والقيادة وفق برامج تتضمن أنشطة متنوعة تشمل الألعاب والمهارات المفيدة والخدمات في المجتمع و المقر وبين أحضان الطبيعة.


ثلاث وثلاثون سنة

ثلاث وثلاثون سنة في خدمة الكنيسة في خدمة لبنان في خدمة الإنسان… جراميز وزهرات، كشافة ومرشدات، جوالة ومنجدات، قدامى وأهل وأصدقاء يفرحون في ذكرى عيد مولد الجمعية الحادي والثلاثين ليجعلوا من هذا العيد مع إطلالة الألف الثالث لا ذكرى من الماضي بل محطة لانطلاقة جديدة واستمرارية في الخدمة آخذين على ذواتهم أن كلّ جرموز وزهرة ينتمي إلى جمعية كشافة الأرز هو أرزة بشريّة يعتنى بها فتنموا متجذّرة في أرض الوطن وان الاحتفال باليوبيل لا يكون إعلان نهاية مرحلة من الخدمة بل بداية وثبة جديدة ومميزة على صعيد الجمعية في مجال أن الكشاف يعمل خيرا كل يوم.


غرسة تنمو

عام 1969 في الخامس والعشرين من شهر آب اعترفت السلطات اللبنانية بجمعية كشافة الأرز بموجب علم وخبر رقم 487/أ.د. ومنذ ذلك التاريخ والجمعية تعمل على تربية المنتمين إليها دينيا ووطنيا واجتماعيا… فغرست في قلوبهم أرزة لبنان شعار الوطن وشعار الجمعية معا وان أفراد الجمعية المنتمين لراية الأرز والموزعين في أفواج الجمعية وفي كل أنحاء لبنان هم غرسات أرز زرعت فيهم التربية الكشفية والتربية الوطنية ليكونوا دائما في تأهب لتلبية أي نداء تطلقه حاجة الإنسان في أي زمن.


معاً نسير

كأغصان الأرز كذلك "كشافة الأرز" وارفة الظلال فعلى مدى ثلث قرن نمت الجمعية وكبرت فضمت آلاف الشبان من أقصى شمال لبنان إلى أقصى جنوبه من سهله إلى ساحله وجبله احبوا الوطن وخدموه حتى بذل الدماء من أجله وذلك لأن الحركة الكشفية رسالة وقيمة على أساسها يتم تنشئة كافة المنتمين إليها وتعتمد جمعية كشافة الأرز في تربيتها على مبادئ الحركة الكشفية العالمية رائدة في مسيرتها مع الأهل ومع إدارة المدرسة من أجل تحقيق رسالتها فتصبح حياة الكشاف مفيدة لمجتمعه الذي ينتمي إليه من خلال مجموعة سادوس الجراميز إلى طليعة الكشافة إلى رهط الجوالة وتنطلق التربية الكشفية من المقر إلى المخيم لتكملة التربية والتنشئة كما في البيت والمدرسة.


كن مستعداً

منذ انطلاقتها عام 1969 وكشافة الأرز تحمل شعار: كنّ مستعدا. لخدمة محيطها ومجتمعها عبر أفواجها وطلائعها ومرشداتها وكشافيها…
وما أن أطلت الأحداث الأخيرة حتى ازداد التزام أعضاء جمعية كشافة الأرز وقيادتها فانخرطوا اكثر في مجتمعهم وفي المدارس وفي الأحياء التي يعيشون فيها لمساعدة العجائز وتأمين حاجاتهم الغذائية والطبية والترفيه عن الأطفال المهجرين وإفادتهم من خلال تجمعاتهم في الملاجئ بعيدا عن هدف القذائف العشوائية ، لتثقيفهم وتعويض ما فقدوه بسبب تعطيل المدارس والسهر على التجمعات المهجرة والمساعدة في تأمين الماء والغذاء ونظافة الأماكن العامة والطرقات فضلا عن الحفلات الترفيهية بالعاب رصينة تحفظهم ضمن الأخلاق الحميدة وتوزيع الشباب في وحدات خدمة لتبعدهم عن الانزلاق في تيارات العنف والمخدرات…
وإنّ تواجد أفراد جمعية كشافة الأرز في محيط الرعايا والأحياء كان من ضمن برامج الجمعية لتربية الشباب على الأخلاق والروح الوطنية والدينية ونشر وعيش مبادئ الحركة الكشفية.
إن إحدى وثلاثين سنة من عمر جمعيّة كشافة الأرز ليس دعوة لاستراحة الكشاف بل تجديد للوعد الذي قطعه الكشّاف على نفسه لخدمة الله والوطن والإنسان في كل حين مواصلا بذلك المسيرة التي بدأها اللورد بادن باول بالالتزام المستمر لخدمة الأجيال الصاعدة رغم الصعاب في أيام السلم كما في أيام الحرب.
كن مستعدا للخدمة هو شعار يومي للكشاف لا استراحة فيه إلا بعمل الخير.














ما قبل تأسيس الحركة الكشفية

منذ القديم حرصت الشعوب على بقاء جنسها من أخطار الطبيعة والحيوانات المفترسة حين كانت لا تزال تعيش في الغابات والكهوف والمغاور إلى أن كانت التجمعات العائلية أولا وتنظيم عيشها بما يعرف اليوم بعلم الاجتماع
كانت الشعوب تقوم بتنشئة أبنائها على تربية بدنية أولا ، وعلى تربية تقليدية علمية لتتبع أثار الحيوان ومعرفة جنسه، ولمعرفة أنواع النبات ومضارها ومنافعها ولمعرفة أوقات غروب وشروق الشمس وظهور الكواكب حتى بلغوا من المعرفة ما كان أساسا لانطلاقة العلم الحديث.
ومن غرائب بعض القبائل في جنوب أفريقيا أنهم كانوا يدربون أبناءهم على نوع من الاتكال على الذات من أجل البقاء على الحياة رغم شظف العيش وظروف البيئة في الأدغال والغابات.
فقبائل الزولو كانت تجرد الفتى الذي بلغ الخامسة عشرة من العمر من ثيابه وتطلي جسده بنوع من الصباغ وتعطيه رمحا وترسا وتدفعه خارج القرية لإمضاء شهر كامل وحيدا في الغابة ليعيش بين الوحوش ويقتات مما يجده من ثمار ونبات وخضار برية فضلا عما يصطاده من حيوانات. وكان هذا الشهر مثابة اختبار للشاب على درء الخطر عن نفسه ودراسة أنواع نبات الغابة لمعرفة الصالح منها لغذائه والضار لمجانبته وليعرف مسالك الغابة حتى يعرف طريقه في الليالي كما أماكن المياه العذبة والصالحة وإن عاد بعد هذه المدة يستقبله رجال القبيلة كفارس وإن لم يعد تكون الغابة قد ابتلعته.
وكذلك كانت قبائل الهنود الحمر في أميركا تعلّم أولادها على العيش في الغابات والصحاري والجبال لتدريبه على محاولة الاهتداء إلى السبل في الليالي المظلمة والقدرة على معرفة الأصوات التي تصدرها قبيلته التي تكون قد اتخذت حيوانا ما شعارا لها وقد برع الهنود في فنون تتبع الآثار البشريّة والحيوانية والتخاطب بألسنة الحيوان والطير والتستر والاختفاء حتى باتت هذه الفنون تنسب إليهم.




روبرت بادن باول

ولد روبرت بتاريخ 22 شباط 1857 في "لاند جالوفي" في انكلترا .
توفي أبوه عام 1860 وهو في الثالثة من عمره فعاش يتيما ما بين اخوته التسعة ووالدته،
سنة 1869 دخل مدرسة "روز هيل" وانتقل منها عام 1870-1876 إلى مدرسة "شارتر هاوس" وكان يهتم بالرسم والكاريكاتور والعاب الكرة والتمثيل. وكان يهرب من المدرسة ليقضي معظم أوقاته في الغابة يحضّر طعامه بنفسه ويراقب تحركات الحيوانات.
في 11ايلول 1876 دخل الجيش وعين ملازما وهو في التاسعة عشرة من عمره في فوج الخيالة الثالث عشر في 30 أيلول 1876 في الهند حيث خدم ما يقارب ثماني سنوات
سنة 1883 ألّف كتابا بعنوان "في أول الصيف"، وطبق نظام السادوسي والسابوعي ونال على هذا التنظيم جائزة تقدير
وعام 1884 عاد من الهند إلى انكلترا ووضع كتاب "استطلاع واستكشاف"
وعام 1885 وضع كتاب“ إرشادات إلى الخيالة “، بعد أن تعرف على قبائل الزولو وخاصة قائدهم (ترولوامبي)، فأهداه القائد سلسلة من حبوب البير التي منها حبوب وسام الشارة الخشبية المؤلفة من قلادة "دينيزلو"
وعام 1886 وضع "مغامرات جاسوس"، بعد أن سافر إلى روسيا وفرنسا وألمانيا والنمسا
وعام 1889 وضع كتاب "في سبيل الطلائع" ، وآخر بعنوان” مصنفات الكشفية “
وعام 1899 أُرسل إلى جنوب افريقيا فحوصر هناك مع ألف من رجاله في "مافكننغ" على يد تسعة آلاف من المستوطنين الهولنديين (البوير) ودام الحصار سبعة أشهر حتى وصلته الإمدادات والمساعدات وفكّ عنه الحصار فاشتهر ببطولته هذه ولقّب بالذئب الذي لا ينام. وعين لشجاعته لوردا.
وعام 1900 عينته الملكة فكتوريا جنرالاً وهو في الثالثة والأربعين من عمره فأصبح أصغر "ميجر جنرال" في الجيش البريطاني
وعام 1903 عين مفتّشا عامّا للفرسان وهي أعلى رتبة في الفرسان
وفي آب 1907 كان له أول اختبار كشفي في مخيم جزيرة "براون سيتي"
وفي 4 حزيران 1911 أقام في حديقة "وندسور" تجمعا كشفيا عاما، ضم ثلاثين ألفا من الطلائع بحضور الملك
وعام 1912 تزوج روبرت من "أوليفا سانت كلير سوس"
وفي نيسان 1914 عقد مؤتمرا عاما في "مانشستر" درس فيه المؤتمرون أثر الكشفية في التربية كما ودرسوا الأسس الدينية والأدبية للحركة ونظام الأوسمة والشارات.وأسس "غلول بارك".
عام 1914 نشبت الحرب العالمية الأولى فتفرق الشبان لتلبية الواجب الوطني وسهر بادن باول وكشافيه على بعض الخدمات العامة وكذلك المرشدات عملن بقيادة زوجة بادن باول، وفي ذات العام قرّر الانسحاب من الجيش ليتفرغ للحركة الكشفية فكتب له القائد العام:"قد خسرك الجيش لكن ليس من خدمة تستطيع أن تقدمها للبلاد أفضل من الكشفية".
عام 1916 أسّس الجراميز ووضع لهم كتاب الجراميز كما وشعر أن الفتيان ما بين 8 و11 سنة يحتاجون إلى منهاج خاص لهم فانشأ لهم حلقة الأشبال آخذا ذلك عن كتاب الأدغال لمؤلفه (رديارد كبلنغ).
وعام 1917 وضع كتاب المرشدات
وعام 1918 أسس عشيرة الجوالة
وأقيم تجمع سنة 1918 نادى فيه بالصداقة والأخوّة العالمية فأعلنه الكشافون المجتمعون :"الكشاف الأول".
وعام 1919 كان تجمع "غلول بارك" كأول مخيم تدريبي للقادة
وعام 1920 أقام أول جمبوري في الومبيا انكلترا وفيه أُعلن بادن باول رئيس الكشاف العالمي
وعام 1922 ألف كتاب طريق النجاح للجوالة
وعام 1924 أقام الجامبوري الثاني العالمي في كوبنهاغن الدانمارك، وألقى كلمة في نهاية الجامبوري قال فيها بعد أن أطلق السهم الذهبي:"لقد أتيتم من كل أطراف المعمورة إلى اجتماع الأخوة الحقة، خذوا هذا السهم الذهبي رمزا للسلام والصداقة وارشقوا به كل الجهات لتعلموا الناس على الأخوة الحقة".
وعام 1926 أسّس حركة الكشاف المعاق
وعام 1929 الجمبوري الثالث العالمي في "برك نهيد" ( أور- بارك)، إنكلترا واشترك فيه خمسون ألف كشاف من أربعين دولة حضره الملك وولي العهد وأركان السلطة المدنية والدينية ، وقد منح فيه الملك لبادن باول لقب "لورد أوف جلول" وفي حديقة السهم، "أور بارك" دفن باون بادل فأسا ترمز للحرب ورفع سهما من الذهب قائلا :"إنكم أتيتم من أطراف المعمودية إلى اجتماع الأخوة الحقة وإني مرسلكم الآن إلى العالم رسل سلام واخوة . خذوا هذا السهم الذهبي رمز السلام والصداقة وارشقوا به كل الجهات ليتعلم الناس به الأخوة البشرية"
وعام 1938 بادن باول يتقاعد ويسافر الى كينيا
وعام 1941 أسّس الكشاف الجوي
توفي بادن باول بتاريخ 8 كانون الثاني 1941 في كينيا قرب الجبل الأبيض
كلمته الأخيرة لا بل صلاته الدائمة كانت:" إني لآمل أن ينشأ الجيل الطالع على روح التآلف والتآخي فيكون أداة سعادة للناس ولا يبقى السلام المسيحي الذي وعد به المخلص ذوي النية الصالحة دون تحقيق".
وكتب باون بادل جوابا على رسالة شباب ، يطلبون نصائحه لهم: لا تقتصر جهودكم على مكافحة بعض عادات السوء بل اسعوا إلى الخير لتؤدوا الخدمات لمن تعرفون، وتغيثون كل من يقصدكم من أجل أي حاجة آخذين على نفوسكم ان تعملوا عملا صالحا كل يوم، فلا يهم أن تكون الخدمة صغيرة أو وضيعة المهم ان تقوموا بعمل صالح كل يوم مهما كانت قيمته.










السوسنة
السوسنة زهرة اختارها بادن باول شعارا للحركة الكشفية










الشارة الكشفية
للحركة الكشفية شاراتها يكافأ بها الكشاف على كل نشاط كشفي يقوم به أو تعطى للكفاءات وتشمل جميع نواحي المعرفة والخبرة. كما وللحركة الكشفية زيّها ولباسها الخاص ورتبها. ورغم أن هيكلية الحركة الكشفية لها شكل التنظيم العسكري وان مؤسسها وضعها وهو في الجيش فان الحركة الكشفية هي جمعية مستقلة بأنظمتها وأهدافها كما أشار إلى ذلك اللورد “ روزوربي”.












مصافحة الكشاف
أخذ اللورد بادن باول المصافحة الكشفية عن المحاربين في أفريقيا إذ يلقي المحارب ترسه أرضا ويمد يده اليسرى إلى الآخر لمصافحته دلالة على ثقته بهذا الإنسان. وأصبحت هذه المصافحة باليد اليسرى مصافحة كشفية تدل على الصداقة والثقة ما بين الكشافة









وعد الكشاف
أعد مقسما بشرفي
أن أبذل جهدي لكي أقوم بواجبي
نحو الله والوطن وأساعد الناس في كل حين
وأعمل بقانون الكشاف.













الحركة الكشفية العالمية

يعرف الإنسان مكانه الجغرافي في العالم وعليه أن يتعرف على محيطه لكي يتمكن من تحديد وجوده في هذا الكون. وحتى يعرف الإنسان تاريخه عليه بمطالعة تاريخ أجداده وسائر تواريخ الشعوب ليعرف أين مكانته في سلم الحضارات.
وحتى يتعرف الإنسان على دوره ومكانته في دولته عليه أن يعرف هيكليتها وهرميّتها، قوانينها ودستورها، جغرافيتها وتاريخها، عاداتها وآثارها، سهولها وجبالها وأنهارها وحدودها. فكيف إذن بالكشاف الذي يسعى لمعرفة كل هذه فضلا عن الحركة الكشفية وجمعيّته وقوانينها ودوره فيها ورسالته من خلالها.
فالحركة الكشفية العالمية لها كأي جسم إداري رئيسها ولجانها ومؤتمراتها، ولنا هنا نظرة خاطفة نلقيها على هذه الحركة العالمية.

هيكلية الحركة الكشفية
تنظيم الحركة الكشفية على المستوى العالمي تحت اسم" المنظمة العالمية للحركة الكشفية" كمنظمة مستقلة غير سياسية وغير حكومية يهدف إلى تشجيع الحركة الكشفية في العالم وتعزيز وحدتها ومبادئها وتسهيل انتشارها وتطورها والاحتفاظ بشخصيتها المميزة .
وأجهزتها تقوم على :
المؤتمر الكشفي العالمي
اللجنة الكشفية العالمية
المكتب الكشفي العالمي
وعضويتها مفتوحة لكل الهيئات الكشفية في العالم كما ولا تعترف المنظمة الكشفية إلا بهيئة كشفية واحدة في داخل كل دولة إذ يمكن أن تتكون الهيئة الكشفية القومية من أكثر من جمعية كشفية واحدة تشترك فيما بينها في اتحاد يقوم بالتأكد من تحقيق كل جمعية مشتركة فيه لمتطلبات دستور وقوانين المنظمة العالمية.
أ - رؤساء كشاف العالم السابقين
1- اللورد بادن باول 1908 - 1941
2- اللورد سومرز 1941 - 1944
3- اللورد روالان 1945 - 1959
4- الرئيس اللورد ماكلين 1959

ب - المؤتمر الكشفي العالمي
1- يجتمع كل سنتين.
2- يضم 110 منظمات كشفية عالمية تضم بدورها ما يقارب 14 مليون قائد وكشاف منتشرين في معظم دول العالم وكلّ دولة لها هيئة كشفية واحدة معترف بها كاتحاد يضمّ الجمعيات الكشفية فيها.

ج - اللجنة الكشفية العالمية :
تتكون اللجنة من 12 عضوا ينتخبهم المؤتمر ومدة العضوية في اللجنة ست سنوات.

د - المكتب الكشفي العالمي
هو السكريتاريا التي تنفذ قرارات المؤتمر واللجنة. أنشئ هذا المكتب في لندن عام 1929. ونقل عام 1958إلى كندا. وعام 1968 نقل إلى جنيف في سويسرا حيث لا يزال حتى اليوم.

هـ - تتألف الحركة الكشفية العالمية من خمسة أقاليم
إقليم أوروبا، إقليم أفريقيا، إقليم أميركا، إقليم آسيا وأوقيانيا والإقليم العربي.

تاريخ الشارة الخشبية
أقيمت أول دراسة للشارة الخشبية عام 1919 مركز التدريب الدولي "غلول بارك" بقيادة مؤسس الحركة الكشفية اللورد بادن باول وكانت تلك الدراسة مخصصة لقيادة الحركة الكشفية في بريطانيا. وظل التدريب على ذلك الشكل حتى عام 1929.
أصبح التدريب على الشارة الخشبية يستقبل قادة من كل أنحاء العالم في "غلول بارك" ودراسات الشارة الخشبية مرّت بالمراحل التالية :
أ - مركزية دولية
ب -مركزية إقليمية
ج - مركزية محلية

منديل الشارة الخشبية
هو عالمي موحّد ذو لون قرميدي يحمل شارة اسكتلندية ترمز إلى حق ملكية مساحة صغيرة من أرض غلول بارك تعادل مساحة الشارة الاسكتلندية الظاهرة على المنديل لكل حامل شارة خشبية.
وان الشارة الاسكتلندية هي ذكرى تقدير ووفاء للمحسن الاسكتلندي (...)الحركة الكشفية الذي تبرع بقطعة أرض ( غلول بارك ) ليقيم عليها بادن باول دراسات الشارة الخشبية وهي ما زالت لغاية اليوم تستقبل قادة من مختلف انحاء العالم
حبتان خشبيتان ترمزان للعقد الذي أهداه أحد زعماء قبائل الزولو للورد بادن باول
يمكن الحصول على المنديل من المكتب العالمي في جنيف أو من المخزن الكشفي في لندن بناء لكتاب رسمي موجه من الهيئة الكشفية المحلية
لا بد من الاشارة الى أن الحصول على الشارة الخشبية ليس نهاية أو اختتام العمل الكشفي بالنسبة للقائد بل هي بداية الطريق لتحقيق أهداف الحركة الكشفية

الأخوة الكشفية
إن الأخوة الكشفية هي طريقنا وسبيلنا نحو عالم واحد شعارها:” الكشاف صديق للجميع وأخ لكل كشاف “
وتهدف إلى ترسيخ لقاء الشعوب الأخوي في نفوس كشافي العالم جميعهم. كما وتبرز الكشفية في دورها كوسيلة ربط بين الشعوب، وأداة تفاهم تتخاطب بها الأجناس المتنافرة في العالم كله. مؤدية رسالة كانت ولا تزال شاغل اهتمام رجال الاختصاص في مجالات التربية و علم الاجتماع.
إنها حجر الأساس في صرح الأخوة العالمية المرتقبة والمرتجاة عند العقلاء من الناس الذين عملوا وقدّموا حياتهم من أجل خدمة وسعادة الإنسانية بعيدا عن التعصّب لجنس أو لدين أو لمذهب أو للغة…

الحركة الكشفية العربية

لم تكن الحركة الكشفية العربية بمستقلة عن الحركة الكشفية العالمية كما يتبادر إلى ذهن البعض إنما تتفرد الحركة الكشفية العربية بكونها إقليم من مجمل الأقاليم الخمسة التي تتكون منها الحركة الكشفية العالمية.
والجدير بالذكر أن أول تنظيم كشفي عربي كان في لبنان. ومنه انطلقت الحركة الكشفيّة إلى سائر الأقطار العربيّة.

الإقليم العربي
هو الهيئة الكشفية العليا الذي يهدف إلى النهوض بالحركة الكشفية في البلاد العربية وتوجيهها توجيها خاصا لتربية الكشافة العرب تربية متكاملة في توحيد المبادئ والنهج وعلائق المودّة والأخوّة التي لم تستطع الدول في العالم العربي مجتمعة من تحقيقه.
أول مخيم ومؤتمر عربيين كانا في الزبداني صيف 1954.
والمخيم العربي الثاني كان في أبي قير بالإسكندرية صيف عام 1956.
وأول مكتب كشفي عربي دائم أقيم في القاهرة عام 1954.
ثم تمّ الاعتراف بالهيئة الكشفية للإقليم العربي من قبل اللجنة الكشفية العالمية.

لجنة التنظيم الإقليمي العربي
تتكون من سبعة أعضاء يتم انتخابهم سريا. ويحضر اجتماع اللجنة بصفة مراقب المسؤول عن الشباب والرياضة في جامعة الدول العربية. وهذه اللجنة تجتمع مرة كل سنة.

الامانة العامة للجنة الكشفية العربية
تتكون الأمانة العامة من الأمين العام للجنة الكشفية العربية وأمين الصندوق وموظفين متفرغين وتعمل هذه اللجنة عن طريق اللجان الفرعية.




الحركة الكشفية في لبنان

بدأت الحركة الكشفية في لبنان عام 1908 في الجامعة الأميركية وبعدها بدأ تأسيس الجمعيات الكشفية في لبنان مع العلم أنّ لبنان هو الدولة العربية الأولى التي عرفت الكشفية
وفي سنة 1912 أُنشئت جمعية “ الكشاف العثماني “ على يد رئيس مدرسة دار العلوم البيروتية محمد عبد الجبار خيري، الذي تعرف على مبادئ بادن باول الكشفية في إنكلترا وبعد عودته إلى بيروت أسس أول فرقة كشفية في المدرسة سنة 1912
سنة 1924اعترف المؤتمر الكشفي العالمي المنعقد في كوبنهاغن ( الدانمارك )،بالحركة الكشفية في لبنان.
وفي 1930 أقيم أول مخيم كشفي كبير في غابة الشبانية ( لبنان ) وكذلك عام 1931 و 1933 و1951
نشأ حزب النجادة من فرع الجوالة في الحركة الكشفية في لبنان فتوجست السلطات الفرنسية وخافت من أمر الشبان النجادة وبدأت سلطة الانتداب بمضايقتهم وأصدرت في 4 تموز سنة 1934 الرقم 146ل. بحل الحركة الكشفية إلى أن أجيزت مجددا بموجب العلم والخبر الرقم 2797 بتاريخ 12 تشرين الأول 1934.
سنة 1939 تألف الاتحاد الكشفي اللبناني من الجمعيات الكشفية التالية:
جمعية الكشاف المسلم، جمعية الكشاف المسيحي، جمعية الكشاف الإسرائيلي، جمعية الكشاف اللبناني، واعترف المكتب الكشفي العالمي بالاتحاد الكشفي اللبناني سنة 1947.
وبعد النكبة التي حلت بفلسطين استجابت الحكومة اللبنانية لطلب الاتحاد فحلّت في 6 تموز سنة 1961 جمعية الكشاف الإسرائيلي.
وفي صيف 1974 نظم المؤتمر الكشفي العربي الحادي عشر في بيروت والمخيم الكشفي العربي الحادي عشر في المدينة الكشفية في سمار جبيل ( قضاء البترون).


اتحاد كشاف لبنان

سنة 1939 تمّ تشكيل الاتحاد الكشفي اللبناني
ونظرا لظروف الحرب العالمية الثانية وعلى أثر انفصال الحركة الكشفية في سورية عن لبنان تأخر اعتراف المكتب الكشفي العالمي بالاتحاد الكشفي اللبناني إلى عام 1947 فلبّى الاتحاد يوم ذاك دعوة للاشتراك بالجامبوري العالمي في "مواسوان" (فرنسا)، الذي مثّلت لبنان فيه بعثة مؤلّفة من 27 كشافا وقائدا.
وأجازت الحكومة اللبنانية بتاريخ 6 تموز سنة 1961 تحت علم وخبر رقم 392 استبدال إسم الإتحاد الكشفي اللبناني باسم اتحاد كشاف لبنان.
1- يعمل اتحاد كشاف لبنان على تنظيم الحركة الكشفية ورعايتها ورفع مستواها ونشر أصولها ومبادئها في الجمهورية اللبنانية كما ويسعى لتعزيز التربية الدينية والوطنية والأخلاقية عن طريق الحركة الكشفية
2- يستمد كشاف لبنان أنظمته وتوجيهاته من:
أ - المبادئ الكشفية العالمية
ب - القوانين والأنظمة اللبنانية
ج - التوجيهات التي يصدرها المكتب الكشفي العالمي واللجنة الكشفية العربية
3 - يتكون كشاف لبنان من الجمعيات الكشفية المرخص لها قانونيا
4 - لكشاف لبنان عدة هيئات تتألف منها: الجمعية العمومية والمجلس الأعلى ومفوضية التدريب واللجان والهيئات والأجهزة المتفرعة.

أسماء الجمعيات الكشفية في اتحاد كشاف لبنان
1- جمعية كشافة الأرز
2 - جمعية الكشاف الاتحادي
3 - جمعية كشافة الاستقلال
4 - كشافة التربية الوطنية
5- جمعية الكشاف التقدمي
6- جمعية كشافة الجراح
7- جمعية كشافة الرسالة الإسلامية
8- جمعية كشافة الساحل
9- جمعية الكشاف السرياني
10- جمعية الكشاف العاملي
11- جمعية الكشاف العربي في لبنان
12- جمعية كشافة لبنان
13- جمعية الكشاف اللبناني
14- جمعية الكشاف الماروني
15- جمعية الكشاف المسلم في لبنان
16- جمعية كشافة المقاصد الاسلامية
17- جمعية كشافة الهومنتمن
18- جمعية الكشاف الوطني الارثوذكسي
19- جمعية الكشاف الوطني اللبناني
20- جمعية كشافة الإغاثة اللبنانية
21- جمعية كشافة لبنان المستقبل
22- جمعية كشافة الليسّه ناسيونال
23- جمعية كشافة المهدي
24- جمعية كشافة المشاريع
















جمعية كشافة الأرز

تأسّست جمعية كشافة الأرز في 25 آب 1969 بموجب علم وخبر رقم 485/أ.د.












وفي تاريخ 1/11/1969، تم انتخاب القيادة العامة الأولى على الشكل التالي:
رئيس الجمعية والمفوض العام : سامي قزحيا أبو جودة
نائب المفوض العام : يوسف خير أبو جودة
مفوض المتن : سمير راشد أبو جودة
مفوض منطقة بيروت الأولى : خلف خالد
مفوض منطقة بيروت الثانية : غالب طه
مفوض كسروان : جوزيف مخلوف
مفوض الشمال : روجيه عازار
أمين السر : جو طعمه
أمين الصندوق : أنطوان سلام
أمين التجهيزات : أنطوان أبو جودة

لماذا كشافة الأرز؟

كل إنسان عضو في المجتمع الإنساني رغم ما فيه من الألوهيّة والبشريّة، هو عضو في جميع ما تشاركه الحياة. وأحيانا طفيلي كعضوية الشرف إلا انه دائما إلى حد ما بين حيز بيته ومدرسته محيط بلدته ومجتمعه الكبير الذي ما زال يجهل عنه الكثير
وكما للأوطان توجيه خاص للالتزام بها دون سواها. وكما للأديان تنشئة خاصة. وكما للأحزاب تربية خاصة وكما للحركات الفكرية وسواها نهج خاص كذلك كان للحركة الكشفية توجيه وتنشئة وتربية ونهج عام مميز يجتمع فيها، رغم الطبقية والدونية وسواهما من المميزات ومرورا بذاته والآخرين حتى نصل إلى الحيوان والنبات اللذين يفك من بذورهما حكمة وجمال الخلق. الأوطان كالعائلة إذا ضعفت المحبة ودبت الغيرة وتسابق الجميع إلى تحقيق رغباتهم ومصالحهم على حساب الآخرين تتعثر العائلة والأوطان تتمزق. وكما العائلة أساس المجتمع فالأوطان بذات نظم العائلة. لها رأس مدبر يوجه ويشرف ، يكد من أجل سعادة ورفاهيته،ووحدة العائلة.
فالجسم المعنوي رأسه مدبره وان اعتل الرأس دب السقم والوهن في سائر الأعضاء وحل الموت، وإنّ تماسك خلايا الجسم تحفظ له الحياة، في حين تفككها يقرب أجله. التعاون أساس النجاح والصمود، النجاح في تقدّم ركاب الحضارة لمجتمع أضعف من والصمود في وجه كل جسم غريب أو مرض يحاول إيقاف وتعطيل حركة النمو.
الحركة الكشفية أفادت الإنسان عموما وإفادة المرأة وإفادة الطفولة وتفيد الوطن وتفيد المدرسة وتفيد البيت وتفيد البلدة والحيّ
وإن كانت الكشفية ابنة الغابة فإنها ابنة الحاجة إنها المجانية بكل مالها من معان آخذة على عاتقها أن تعيش لا أن تشرح وتعلل المسببات وتدخل في جدلية عقيمة الحركة الكشفية تعيش هذه الحياة بعيدا عن أنظار رقباء البرتوكولات في عفوية الطفولة صغيرها يخضع للكبير ، وكبيرها يعتني بالصغير ، تحت شعار الله ، شرف، وطن، صدق، إخلاص، وطهارة .
قيم يحتاج إليها اليوم مجتمعنا خاصة وسائر مجتمعات العالم عامة .وللكشفية في المجتمع خلايا في كل عاصمة وقرية تجتمع كلها تحت شعار الكشاف أخ لكل كشاف في جميع دول العالم لتحقيق حضارة الأخوة في العالم بعيدا عن العنصرية واللون والطبقية. شرفهم واحد هو اليمين الكشفية، وطنهم واحد هو أينما حلّوا لبناء مجتمع مثالي قائم على الأخلاق ومبادئ الإيمان،
عاشت الحركة الكشفية في الغابة وتغلغلت إلى المنازل والمدارس والنوادي لتنقل إلى الحياة العصرية قيمة الغابة واضعة نصب أعينها الإنسان واحترامه وحقوقه وقيم حضارته من خلال تربية أخذت على عاتقها تنمية الشخصية الفردية في محيطها الشامل الواسع بعيدا في ولادة عائليةكونية شاملة.
وجمعية كشافة الأرز هي حركة كشفية ليست غاية في ذاتها بل هي وسيلة لإتاحة الفرص للشخص الفرد في الجماعة الإنسانية حتى ينمّي في ذاته المواطن الصالح والأخلاق الحميدة واحترام الآخرين والعناية بكل خلق الله. وهي حركة حياتية يومييّة أكثر منها توجيهية ، وعملية تطبيقية أكثر منها نظرية ، حتى يتمكن الطفل من الاتكال على ذاته، لكي تنمو فيه باعتدال وطبيعية قواه العقلية والجسدية، لمنفعة المجتمع الذي إليه ينتمي.
والذي يعرفون الحركة الكشفية معرفة هامشية يظنون أن الحركة الكشفية هي لعبة. نعم إنها لعبة ولكنها لعبة رصينة وجدية يعجز أي إنسان من أن يلعبها خارج محورها إذ انه من خلالها تتم معرفة الإنسان لذاته بأنه صالح وخير ونافع لمجتمعه ولوطنه.














الأفواج المرخص لها من قبل الجمعية

بناء لجلسة القيادة العامة بتاريخ 1/12/1969 اعطي رخصة رقم 1 فوج مدرسة جاردن سيتي ويتألف فوج الجاردن سيتي من: فرقة كشافة فرقة مرشدات فرقة اشبال وزهرات وكان الفوج الأول في الجمعية :،
فوج مدرسة جاردن سيته رخصة 1 تاريخ 1-12-1969
منذ التأسيس عقدت جمعية كشافة الأرز جلسة تشكيل القيادة العامة الأولى بناء للجلسة الملتئمة بتاريخ 1-11-1969 كما ورد في سجل أمانة سر الجمعية حيث تمّ انتخاب القيادة العامة الأولى على الشكل التالي:
رئيس الجمعية والمفوض العام : سامي قزحيا أبو جوده
نائب المفوض العام : يوسف خير أبو جوده
مفوض المتن : سمير راشد أبو جوده
مفوض منطقة بيروت الأولى : خلف خالد
مفوض منطقة بيروت الثانية : غالب طه
مفوض كسروان : جوزف مخلوف
مفوض الشمال : روجيه عازار
أمين السر : جو طعمه
أمين الصندوق : أنطوان سلام
أمين التجهيزات : أنطوان أبو جوده
وأصدر المفوض العام مرسوم رقم 1: بتشكيل القيادة العامة، ونشرها على نسخات ، ثم عين المفوض العام اجتماعا بتاريخ 15-11-1969 كي يقسم يمين الكشاف أمام رئيس الجمعية حسب القانون العام مادة 19 واختتمت الجلسة الساعة العاشرة والنصف.
رئيس الجمعية المفوض العام أمن السر
سامي أبو جوده يوسف أبو جوده جو طعمه






أفواج جمعية كشافة الأرز وتاريخ تأسيسها

رقم الرخصة وإسم الفوج تاريخ التأسيس

1- الجاردن ستي 1/12/1969
2- جل الديب 1/12/1969
3- سيدة لورد- غدير 09/10/1970
4- بعبدا - بيروت الاولى 02/12/1970
5- مار مخائيل - جل الديب 12/04/1971
6- مرشدات القلبين الأقدسين- البوشرية 12/04/1971
7- سيدة البشاره - غازير 19/04/1971
8- العناية الالهية - الفنار 26/04/1971
9- البستان - غزير 28/02/1972
10- الذوق الأهلي 28/02/1972
11- مرشدات مدرسة الفتاة اللبنانية 12/06/1972
12- الحبل بلا دنس 12/06/1972
13- مدرسة الجوده - جل الديب 12/06/1972
14- زاهية أيوب الفردوس 03/01/1974
15- مدرسة الأخوة اللبنانية 22/04/1974
16- الكبوشية - البترون 20/05/1974
17- الوطنية اللبنانية - برج حمود 04/07/1974
18- الاستقلال - جل الديب 22/11/1974
19- فوج الحدث 12/05/1975
20- مدرسة المعهد اللبناني - بيت شباب 11/11/1976
21- ذكريت - منطقة ذكريت ( موسيقى ) 11/11/1976
22- مار انطونيوس - حمانا 29/01/1977
23- الحدث الأهلي 13/02/1977
24- الشهيد روجيه أبو جوده 18/12/1976
25- سيدة طاميش 12/02/1977
26- مار منصور لراهبات المحبة - برمانا 12/03/1977
27- الرسالة - بعبدا 05/05/1977
28- وجه الحجر 05/05/1977
29- سان جان مارك - جبيل 05/05/1977
30- راهبات القلبين الأقدسين 13/01/1978
31- سيدة لبنان - لراهبات العائلة المقدسة 28/1/1978
32- المؤسسة اللبنانية للتربية الوطنية 31/03/1978
33- سيدة النجاة الزلقا 11/06/1979
34- مار جرجس - جبيل باسم سان جورج 11/06/1979
35- الأخوة المريميين 11/06/1979
36- راهبات الوردية - جبيل 11/6/1979
37- مار يوسف - جبيل 11/06/1979
38- راهبات الصليب ميروبا 11/6/1979
39ـ فرقة بياقوت - الزلقا 11/6/1979
40- فرقة راهبات الصليب - جل الديب 11/06/1979
41- الملاك الحارس - جبيل 11/6/1979
42- فرقة راهبات السلام - الدورة 11/06/1979
43- راهبات الوردية - قرنة الحمراء 11/06/1979
44- سان ميشال - الذوق 11/06/1979
45- فرقة جبيل - الحديثة 11/06/1979
46- عشيرة روجيه أبو جوده 11/06/1979
47- فوج هنيبعل 25/08/1980
48- سان بازيل - الدكوانة 26/01/1980
49-فرقة التضامن - الصفرا 2/8/1982
50- مار الياس - عندقت 19/10/1982
51- سيدة الحبل - القبيات 19/ت1/1982
52- مار يوسف ضبيه 25/1/1983
53- العنفوان جسر الباشا 30/10/1983
54- فرقة مار الياس الحي - جورة البلوط 02/07/1984
55- مار يوسف - مزرعة يشوع 16/ت1/1984
56- سيدة لبنان - حريصا 16/ك1/1984
56- سيدة لورد - انطلياس 12/12/1984
57- رابطة تورتاج - ترتج جبيل 22/9/1985
58- المتن الشمالي 9/ت1/1985
59- الكحالة 18/06/1986
60- راهبات العائلة المقدسة المارونية- البترون 09/2/1986
61- القديسة تريزيا - دار بعشتار 05/03/1988
62- مار بطرس وبولس - الاشرفية 19/03/1989
63- سيدة ميفوق أعيد التأسيس 20/07/989
64- بسابا 31/5/1990
65- سيدة النجاة - الحدث 31/05/1990
66- القديس مكسيموس 31/05/1990 عدل الاسم الى مار انطونيوس رخصة 15/08/1990
67- الكفر 31/8/1990 عدل الاسم ابناء الحروف - الكفر رخصة 07/09/1990
68- سانت ريتا - نيو جديدة 2/03/1991
69- مار جرجس - عين الرمانة 25/11/1991
70- اللبنانية - الدكوانة 01/05/1992
71- سيدة العناية - الدورة 02/03/1991
72- المركز الثقافي الحديث – الجمهور 30/09/1993
73- المدرسة المركزية ـ جونيه 05/10/1994
74- معهد الابجدية - جبيل 31/10/1994
75- راهبات الوردية - المنتزه 05/11/1994
76- الحكمة - عين الرمانا 06/02/1995
77- قلب يسوع - البيرة 06/02/1995
78- مار الياس - القعقور 06/05/1996
79- مار يوسف - جبيل 06/05/1996
80- ليسيه دوفيل - ادونيس 06/ت2/1996





حملة الشارة الخشبية في جمعية كشافة الأرز حتى تاريخ 15/5/1995

الرقم الاسم الفرع
1- سامي قزحيا أو جوده كشافة
2- يوسف خير أبو جوده كشافة - جراميز
3- جاك خاطر كشافة
4- الأب محسن جريس كشافة
5- ايلي خير الله كشافة
6- جورج خليفة كشافة
7- منير أبو حبيب كشافة
8 - جوزيف عجان كشافة
9- ادوار غانم كشافة
10- خرسيتو بافيط كشافة
11- جوزيف شبلي كشافة
12- سمير ملحم كشافة
13- الياس بواري كشافة
14- عبود عبود كشافة
15- طوني حبيب كشافة
16- فريدي صفيتي كشافة
17- روبير صوما كشافة
18- المونسينيور شربل أبو حبيب كشافة
19- بيتر جاموس كشافة
20- طوني برباري كشافة
21- طوني رشيد عطيه كشافة
22- وديع بيلان كشافة- جراميز - قادة تدريب
23- د. زياد سعاده كشافة - جراميز -قادة تدريب
24- الأب جورج صغبيني كشافة- جراميز- قادة تدريب
25- منصور عون جوالة
26- شربل أبو مرعى جوالة
27- روميو عيد جوالة
28 روبيرت جرجس جوالة
29 - جورج الجحل جراميز
30- روبي الحجل جراميز
31- ميشال يونس جراميز
32- جوهانا أبو جوده جراميز
33- ماري رين أبو جوده جراميز
34- زاهية كركي جراميز
35- ماري البواري جراميز
36- اندريه صقر جراميز
37- ادمون صليبا جراميز
38- وجيه ديب جراميز
39- كوليت عواد جراميز
40 منى أبو جوده جراميز
41- طوني حرب كشافة
42- داني وهبي كشافة
43- رشيد داغر كشافة
44- بيار خليل الضاوي كشافة
45- طوني داغر كشافة
46- عماد ملحمة كشافة
47- جوزيف قصيفي كشافة
48- زياد أبي سعد كشافة
49- ايلي القزي كشافة
50- بيار غلور كشافة
51- جان الشعار كشافة
52- خليل حنا كشافة
53- جوزيف نصار كشافة
54- باسكال حداد كشافة
55- ايلي العيلي كشافة
56- غسان مغامس كشافة
57- بيار فرحات كشافة - جراميز قادة تدريب
58- فايز عطيه كشافة-جراميو-قادة تدريب
59- سعاده سعاده كشافة -قادة تدريب
60- عادل حمصي كشافة -قادة تدريب
61- سامي سعاده أبو جوده كشافة -قادة تدريب
62- خليل خوري كشافة- جراميز
63- سيزار الحاج كشافة-جراميزمساعدقادة تدريب
64- روني سعاده كشافة - جراميز
65- طوني أبو جوده كشافة - جراميز
66- حليم محبوب جراميز
67- فاديا أبو جوده جراميز
68- نيللي عيراتي جراميز
69- الماست ماركوسيان جراميز
70- سمير السمرا جراميز
71- ماري منصور جراميز
72- آني انجيجكيان جراميز
73- فدوى يعقوب جراميز
74- فادي أبو جوده جراميز
75- الأخت هدى عماد جراميز
76- روجيه الحاج جراميز
77- شربل حكيم جراميز
78- ايلي فرحات جراميز
79- انطوان ملكي جراميز
80- الأخت سعاد عبدو بوطانس جراميز
81- كلادس القصيفي جراميز
82 الأخت ايزيلي عنداري جراميز
83- الين ديب جراميز
84- تريز القصيفي جراميز
85- انطوان صليبا جراميز
86- صونيا غنيمة جراميز
87- زياد صفير جراميز
88- كارمن منصف جراميز - مساعدو قادة تدريب
89- فادي جرجورة جراميز - مساعدو قادة تدريب
المخيم الصيفي الدائم لجمعية كشافة الأرز

تم إنشاء المدينة الكشفية في لبنان في منطقة سمار جبيل ـ البترون وقد أقيم فيها عدة مخيمات كشفية على مستوى الإقليم العربي واتحاد كشاف لبنان وتجمع عام على مستوى الجمعيات الكشفية اللبنانية.
وعام 1978 أقفلت المدينة الكشفية بسبب الأحداث الجارية في لبنان وكان آخر تجمع كشفي شهدته المدينة الكشفية قامت به جمعية كشافة الأرز تحت شعار التجمع الكشفي لجمعية كشافة الأرز عام 1978 .
وعلى أثر توقف النشاط الكشفي في المدينة الكشفية رأت جمعية كشافة الأرز لزاما عليها أن تقيم بديلا للمدينة الكشفية في متناول جميع أفراد الحركة الكشفية في لبنان فكانت فكرة جمعية كشافة الأرز بإقامة مخيم دورة الشارة الخشبية الذي جمع فيه اتحاد كشاف لبنان كافة الجمعيات الكشفية للتلاقي بعد أن أغلقت جميع المنافذ والطرقات في الوطن.
وإذ كانت الحاجة الملحة لمكان تجتمع فيه الجمعيات الكشفية في لبنان لإقامة مخيماتها التدريبية والصيفية قدمت والدة المفوض العام القائد يوسف أبو جودة السيدة تقلا نعمان عبد الله زوجة المرحوم خير اسعد أبو جوده قطعة أرض مساحتها 6000 م.م. تحتوي على أشجار الصنوبر وطربق خاص للمخيم معبدة وموقف للسيارات وقد عملت جمعية كشافة الأرز على توفير تجهيزات الماء والكهرباء وبناء قاعة محاضرات واجتماعات وغرف تجهيزات ومطبخ وحمامات وقاعة طعام تتسع لثلاث مئة كشاف .
كما وأقيم في ساحة سهرة النار على شكل مدرج روماني يفي بالحاجة على أمل العودة إلى المدينة الكشفية. وان كانت المدينة الحديثة لا تقوم بمقام المدينة الكشفية لكنها تفي بحاجة الجمعيات الكشفية في دوراتها التدريبية ومخيماتها الصيفية في ظلّ الأوضاع الراهنة آنذاك..







كشافة الأرز والرهبانية اللبنانية المارونية

وسعت جمعية كشافة الأرز مع الرهبانية اللبنانية المارونية بشخص رئيس دير مار موسى الحبشي الأب أغوسطين الهاشم لافتتاح مدينة كشفية في منطقة مار موسى العقارية تتسع لكافة الجمعيات الكشفية ضمن اتحاد كشاف لبنان في دوراتها التدريبية بمساعي المرشد العام الأب جورج صغبيني والمفوض العام القائد يوسف خير أبو جوده تم وضع مسودة لمشروع مدينة كشفية في منطقة دير مار موسى - الدوار 27حزيران 1991 أسفرت عن ولادة علاقة متينة ما بين الرهبانية اللبنانية المارونية وجمعية كشافة الأرز

كشافة الأرز ومدارس الرهبانية اللبنانية المارونية
كما وكان لقاء تحضيري بين المدير العام لمدرسة الرهبانية اللبنانية المارونية الأب نعمة الله يونس والقيادة العامة لجمعية كشافة الأرز برئاسة القائد سامي أبو جودة رئيس الجمعية والمفوض العام القائد يوسف أبو جودة مع الأب جورج صغبيني، والأخت روزلين عنداري وسعادة سعادة … يوم الخميس بتاريخ 18/12/1986 وتدارس المجتمعون رسالة الحركة الكشفية في مدارس الرهبانية اللبنانية المارونية والمدارس الكاثوليكية ودور الحركة الكشفية في تربية الناشئة الدينية والوطنية والأخلاقية ومدى تأثير الكشفية في نفوس طلاب المدارس. وقرر المجتمعون على أن يكون المؤتمر السنوي العام لجمعية كشافة الأرز لوضع برنامج سنوي يعمم على المدارس الكاثوليكية بواسطة المديرين العامين لهذه المدارس بواسطة المدير العام لمدارس الرهبانية اللبنانية المارونية الذي تمنى عليه المجتمعون التعاون مع المرشد العام لجمعية كشافة الأرز لإحياء الحركة الكشفية بإرشاداته وتوصياته في مدارس الرهبانية والمدارس الكاثوليكية. وتم تكليف القائدين الأب جورج صغبيني ممثلا الرهبانية اللبنانية المارونية ومفوض عام جمعية كشافة الأرز يوسف خير أبو جودة ممثلا الحركة الكشفية لإعداد دراسة تحضيرية، تقدم للمؤتمر العام الذي سيخرج بمقررات لإنهاض الحركة الكشفية في المدارس الكاثوليكية. وأنتهى الاجتماع بتمنيات لجميع الحركات الكشفية في لبنان بأعياد مجيدة وسنة سعيدة أعادها الله على لبنان بالسلام. لكن الأحداث التي عمّت كلّ لبنان وعطلت المدارس عطّل تحقيق هذا القرار الذي لا يزال من أولويات اهتمامات الجمعية.
لقاء التربية على السلام

إن جمعية كشافة الأرز تسعى لجمع الإيجابيات في الأديان والمجتمعات… لأجل إنسان أفضل لنؤكد بأننا شعب يزرع السلام والغاية من هذه الدعوة هي التربية على السلام حتى لا تقع الحرب.
والجمعيات الكشفية اليوم التي لا تقدر على إيقاف الحرب فأقله قد تخفف الآم المعذبين من جرّاء هذه الحرب التي عصفت في لبنان طيلت عشرين عاما. فمن خمدت فيه روح الديانة قوية فيه روح البربرية، فالكشاف هو ليس هاوٍ جمع معلومات. فالمثقف هو الذي يعرف أن يجد وطنا خارج الجغرافية ويجد ديمقراطية في ظل الديكتاتورية. وان السلام الذي يشتهيه المجتمع هو أقوى من ظلم الأفراد. فإن كانت الأديان وعدت بوطن سماوي وجنة للإنسان المظلوم فالحركة الكشفية أوجدت هذه الجنة خارج أنظمة المجتمع في الغابة ضمن نظام فريد، فبرنامج التربية على السلام ليس دعوة للاستسلام أو للثورة لأن النهج واحد وموحد في التربية الكشفية وإلا لكانت كل جمعية نهجت منهجا خاصا بها وفقدت الحركة الكشفية قيمتها الدولية والإقليمية والاتحادية .
فالحركة الكشفية في لبنان أظهرت أنها أقوى من الانتماءات الصغيرة والضيّقة الأفق. لأن كل كشاف مكرس هو كشاف للأبد وكل كشاف هو حرف في أبجدية السلام نتعاون فيما بيننا لكتابة كلمة السلام،كبيرة بقطع النظر عن الانتماء الخاص مهما كان وإلا لزمني حتى أعيش مع العبد الأسود أن البس جلده ، لذا يلزم تخطي الخارج والظاهر لأرى في الإنسان الآخر انه المحور السماوي والأرضي؟ تعالوا نتعارف فنتحاب ويتحقق حلم السلام فعسى أن تتلاقى الأديان والثقافات على أرض لبنان . وتصميم أبنائه على التعايش







هل تعرف ما يعرفه الكشاف

حتى يتم الانتماء إلى الحركة الكشفية يتوجب على المنضوي في مرحلة الزهرات والجراميز بين 8و11 سنة أن يمر في مرحلة :
1) معرفة وعد الجراميز ( الصيحة الكبرى)
2) ترديد قانون الكشاف والعمل به .
3) تأدية تحية الجراميز ومعرفة معناها.

دينيا
على الجرموز أن يؤدي واجباته الدينية ويتحلى بالأخلاق الفاضلة. أن يحفظ مختارات من الكتب المقدسة ويعرف أناشيد دينية وسيرة بعض الرسل والقديسين والأنبياء والأولياء. أن يشارك في العبادات والنشاطات الدينية.

وطنيا واجتماعيا
أن يعرف علم بلاده والنشيد الوطني. أن يعرف وسائل المواصلات في بلاده وشارات المرور. أن يعرف أرقام هاتف الأطباء والشرطة والإسعاف. أن يقوم بدراسة عن البيئة المحيطة به في البيت والحي وفي المدرسة والمقر وفي المخيم والرحلات الاستكشافية. أن يعتاد على المحافظة على الوقت وترتيب حاجاته، ومعاونة الأسرة ومساعدة كل إنسان في كل حين.

صحيا ورياضيا
على الجرموز أن يقوم بتمارين رياضية ويتحلى بالروح الرياضية أثناء اللعب. أن يتعلم بعض الإسعافات الأولية وكيفية التصرف في الحالات الطارئة. أن يلمّ ببعض الألعاب وخاصة الجماعية والشعبية.

علميا
على الجرموز أن يستفيد مما يقع بين يديه، أن يعرف الجهات، أن يعرف كيفية ووسائل تربية الحيوانات الأليفة والطيور ويعرف أنواع الأشجار والنباتات والاستفادة من المياه.

1 ) فنّ الكشفية
يرى الشبل والكشاف من خلال قائده كل الأشياء ومعه يختبرها على الشبل أن يعرف استعمال الحبل والعقد وحلها، أن يعرف إشعال نار بسيطة وإطفاءها، أن يتتبع الآثار، أن يلم بالإشارات الصوتية والضوئية والإلمام بالسيمافور والمورس، أن يعرف كيفية نصب الخيمة وترتيب ثيابه وغسل أواني الطعام، أن يعرف جغرافية بلاده :أنهارها والمنبع والمصب والطول، جبالها وعلوها ، سهولها ومنتجاتها، خلجانها ورؤوسها وطبيعة طبقات الأرض والصناعات والزراعات والآثار فيها…

2) الألعاب
للألعاب دور هام في تنمية التعاون في المجموعة الكشفية واحترام الأنظمة وإطاعة القوانين وضبط النفس والاتزان وسرعة الخاطر... وتقبل الهزيمة بروح رياضية عالية. وأهم الألعاب جميعا هي لعبة الـ “كيم” التي غايتها تنمية الحواس عند الشبل.

3 ) الأوسمة كشفية
على القائد أن يفسح المجال للشبل في باب الهوايات ويشجعه حتى يبرع حتى الاحتراف
والهوايات تتضمن: الأعمال اليدوية على أنواعها والفنون في فروعها.

4 ) المعرفة
يعتاد الشبل من خلال ممارساته لواجباته على حفظ بعض: التراتيل الدينية والأناشيد الوطنية والصرخات الكشفية والأغاني الشعبية والأهازيج للرحلات ولسهرات النار. هذه المعرفة عند الشبل تتحقّق بسهر القائد على الشبل ومساعدته له على تنمية ما يراه مناسبا وموافقا لنفسية الشبل الذي يحقق ما يرغبه ضمن نطاق ما تفرضه الأنظمة والقوانين الكشفية. ونجاح الشبل مرهون أصلا بمسلك القائد وبمعاملته لأعضاء فرقته وإعطائهم ما يحتاجون من المعلومات وما ينقصهم من المعرفة في المكان والزمان المناسبين فضلا عن الاستعانة وقت الحاجة بأصحاب الاختصاص.

التخاطب بالإشارة لغات جديدة
استنفدت الحركة الكشفية جميع الإشارات في التخاطب ففي حال عدم التمكن من التخاطب المباشر أو بواسطة الرسائل التقليدية أو في حال عدم توفر الخطوط السلكية واللاسلكية يمكن الكشاف استعمال الإشارات العالمية ومن أهم إشارات التخاطب نذكر الوسائل التالية :
1- بالأعلام ( السيمافور)
2- التخاطب بالصفارة ( المورس )
3- التخاطب بدخان النار نهارا
4- التخاطب بالنار وبالنور الاصطناعي ليلا
5- التخاطب باليد في المسافات القريبة
6- التخاطب تحت الماء ( للغطاسين )
7- التخاطب بالوسائل الحديثة
وهذا التخاطب ليس وليد المصادفة كما وليس حديث الابتكار. فالإنسان قبل أن يتعلم النطق ، كانت وسائل تخاطبه بالإشارات. وكذلك فالخرس والبكم لهم لغة خاصة بهم للتخاطب وللعميان أبجديتهم، حتى الحيوانات لها وسائلها بالتخاطب للاجتماع والفرح والخوف والهرب فالعرب كانوا يوقدون النار ليلا ليهتدي بها إلى قبيلتهم كل من ضل سبيله في الصحراء والرومان استعملوا النار في معسكراتهم التي يطل واحدها على الآخر في حال نشوب حرب أو إعلان خبر ما بواسطة إشارات ضوئية كما تظهر الآثار المتبقية من مراكزهم العسكرية في بلادنا بواسطة الدخان نهارا والنار ليلا. وان هرقل الملك حين أعاد خشبة الصليب من الفرس فقد أشعل جنوده النار على قمم الجبال ليوصلوا الخبر السار إلى الملكة وبقية هذه العادة متبعة في عيد الصليب من كل عام خاصة في لبنان.
إن إشعال النار ليلا في المخيمات الكشفية تفرض إبقاء حارس لها يسهر على إبقائها مشتعلة لتبعد الحيوانات المفترسة عن المخيم، وأجمل السهرات الكشفية هي التي تقام من حول النار.
وان تكريس القادة من حول النار قد أخذه بادن باول عن القبائل الإفريقية في احتفالاتهم لتكريس الزعماء، وأعطاها للحركة الكشفية في احتفال طقوسي تتداخل فيه الأسطورة مع تقاليد الشعوب القديمة.

التربية
انصرف بادن باول إلى دراسة الطرق التربوية المنيعة في العالم فأخذ عنها وطور واقتبس أشياء كثيرة عن طقوس القبائل الأفريقية، وعن قانون الفرسان في القرون الوسطى وعن الحركات الرياضية الألمانية بالإضافة إلى المواضيع والمحاضرات التي وضعها المربون في عصره واستخلص بادن باول:
أن أفيد الشروح عن موضوع هو أقلها كلاما وأكثرها أمثلة. وانه ليس مثل المطالعات الطويلة والقراءات المسهبة مجلبة للضجر ومدعاة للفتور. فغاية الكشفية من نظام الكفاءات منها خاصة للذين كانت معارفهم المدرسية محدودة أن تقودهم إلى درس بعض المواضيع الشيقة المفيدة في جو من شرط أن لا يتخذ هذا النشاط شكلا مدرسيا لإفساح المجال في النمو والابتكار حتى لا تطغى الآلة الإدارية على الروح الكشفية وقد حذّر بادن باول قادة الحركة من الانزلاق في أنظمة المؤسسات الروتينية كما وحذّر من اعتماد الأنظمة العسكرية أو الأساليب الرياضية القاسية لئلا تصبح الحركة الكشفية صورة عن الجندية أو النادي الرياضي. فالكشفية تقوم على أسس خاصة لا تمتّ إلى أي حزب من الأحزاب بصلة إنها طريقة لتربية جديدة ومتجددة دائما تسعى إلى مساعدة الوالدين والمعلمين في تنمية خصائص الولد أدبيا وجسميا مستخدمة لذلك أوقات فراغه فتوفر له وسائل الألعاب تسلية وتجعل منه إنسانا سعيدا.

جمعية كشافة الأرز والتربية
تضع اللجان على مختلف أنواعها المبادئ الرئيسية التي يمكن اتخاذها أساسا لتطوير التربية وجعلها في صميم المجتمع وسيلة للتعبير عن إرادة المساهمة في مسيرة الحضارة الإنسانية.
فالحركة هي تعاهد بإخلاص ما بين كل من انتمى إليها مع ذاته لعبادة الله وخدمة الوطن ومساعد القريب.
وهي مدرسة طليقة في الغابة لتنمية الفرد وجعله يسعى لتحقيق كل ما ينشد تحقيقه كلّ على قدر طاقته.
و هي مقرّ تدريب متنقل للاعتماد على النفس وإظهار المهارات الفردية. دينها الاخوة للجميع، ووطنها الآخرون ومساعدتهم ومحبّتهم وخدمتهم في كل حين، وشعارها الصدق في المعاملة.
1)التربية الدينية
التربية الدينية في الحركة الكشفية تهتم بترسيخ الإيمان بالله في نفوس المنتمين إليها وليست هذه التربية إلا لتنشئة الشباب على الإخلاق الحسنة التي تدعو إليها الكتب المقدسة ومحبة القريب كالذات والتعاون مع الآخرين لقيام المجتمع الفاضل فالكشاف المؤمن يجمعه بكل إنسان الله الذي هو في رأس هيكلية المبادئ الكشفية والدين هو أخص ما يتميز به الإنسان عن سائر المخلوقات باعتبار الإنسان هو الكائن الوحيد المتدين بين سائر الكائنات والكشاف ليس الإنسان الذي يعرف فقط المبادئ الدينية وحسب بل هو الذي يعمل على تطبيقها في حياته اليومية وعلى التحلي بالأخلاق والتزين بالفضائل لأن جميع الناس أخوة لا لون ولا طبقية ولا لغة ولا معتقد يفصل بينهم فالإنسان أخ لكل إنسان مبدأ استنتجه الكشاف من خبرته الأخوية في الحركة الكشفية التي عاش فيها مبدأ الكشاف أخ لكل إنسان
والحركة الكشفية تنمي ما زرعه الأهل والمدرسة في نفس الكشاف، وهذه التنمية لا تقف عند حد معين من العمر بل تبقى في اكتشاف مستمر لكل ما هو جديد والاطلاع على كل ما هو مبتكر وحديث للسير في ركاب العلم والحضارة وليست الحركة الكشفية مرهونة بالصغار وان كانت لعبة فهي لعبة الكبار أيضا ليكونوا مثالا يحتذى به في العبادة والإيمان والأخلاق والوطنية

2) التربية الوطنية
لا تقل أهمية التربية الوطنية عن التربية الدينية إذ في الوطن تتفاعل جهود الأفراد على تقدمه وازدهاره فلكل وطن ماض عريق ومستقبل تقيمه إرادة أبنائه وسواعده حتى تبقى الحضارة سائرة قدما. والتربية الوطنية تقوم على هرمية فيها الرأس يوزع على الأعضاء التوجيهات لأعداد مواطن صالح مسؤول وملتزم نحو وطنه بما عليه من واجبات وماله من حقوق. فالتربية الوطنية هي تعاون الأفراد في سبيل إقامة العدل والإسهام في إنماء الوطن، لأن سلامة الوطن تقوم في تعاون جميع المواطنين لما فيه خير الوطن وإلا تمزق أشلاء وتبعثر إلى فئات تتنازعه لتحقيق مصالحها وغاياتها على حسابه، والتربية الوطنية في صميمها مرهونة بأن لكل إنسان مقام وليس الفتى من ينام على أمجاد الأجداد هنا أهمية دور القائمين على مقدرات الوطن وخاصة في مجال التربية، إعداد النشء الذي هو الركن الأساسي في عمارة الوطن. الواضح أن الإنسان يمكنه استيراد كل ما يحتاجه إلا المواطنية التي تلد معه ومن صدر أمه يرتشفها وفي أحضان البيت والمدرسة يترعرع عليها، ليس المهم وضع منهجية تربوية وطنية في الكتب والصحف بقدر ما هو مهم وضعها في حيز التنفيذ والتطبيق اليومي في حفظ القوانين، والإصرار على إعداد مسلكية تربوية يعيشها المجتمع ضمن حدود: حريتي هي لا تتعدى ولا تسيء إلى حرية الآخرين .

3) التربية الأخلاقية
التربية تتجلى في سلوك الشباب فيما يسعون لتحقيقه إذ أن التربية هي الوسيلة المثلى لتوجيه واستثمار قدرات الأفراد وإغناء المجتمع بها على حسب حاجاته وقدراتهم.وهنا يلفت الانتباه إلى توثيق الصلة ما بين الفرد والمجتمع ودور التربية في تحقيق هذا التفاعل ليس في مرحلة معينة بل في مواصلة مستمرة لإيجاد توازن روحي وفكري وخلقي وجسدي في الشخص ومن ثم لخلق مجتمع يتحلّى بصفات الفرد الساعي إلى الكمال لتحقيق الحد الأدنى من مقومات المدينة الفاضلة. وهذا المبدأ لا يتوقف عند حدود فرد ما أو مجتمع معين بل يشمل الجنس البشري كله ذكرا كان أو أُنثى فقيرا أو غنيا، ومهما تنوعت ألسنته وألوانه لأجل تحقيق ما يمكن تحقيقه من الوحدة والتفاعل والإخاء والسلام بين البشر وأقل ما يمكن من العداء والاستغلال والدمار. بات المجتمع اليوم مريضا باللامبالاة تجاه الدين والوطن والنظم الاجتماعية إذ يرى اللامبالون في الدين بعضا من الكفر وفي الوطن بعضا من السجن ، وفي النظم بعضا من القيود فأصبح الإنسان ذئبا لأخيه وغريبا عنه في ذات الرحم يزاحمه على الحياة، ولم تعد الشعوب القوية تسعى إلا لاستغلال الشعوب الضعيفة.
فالتربية الأخلاقية هي أولا عصب استمرار للحضارة والقيم التي ينتمي إليها الكشاف وبالتالي هو مسؤول عن رواحها وكسادها وهذه التربية تتعدى حدود الوطن لتتفاعل مع سائر الشعوب في سبيل تحقيق المبادئ العامة التي تلتف من حولها جميع الشعوب الا وهي السلام والحرية والعدالة. فضلا عن إتاحة فرصة ارحب للإسهام في تطور الحضارة الإنسانية لخلق مجتمع مثالي أفضل من الذي فيه نعيش. إن التربية الأخلاقية تسعى دائما لتحقيق حلم إعادة الجنة السليب. كما والتربية هي سبيل لترسيخ المساواة ما بين المواطنين وتوعيتهم لفهم الحقوق كما الواجبات وان لا فضل لإنسان على آخر إلا بقدر ما يسهم في خير مجتمعه . وان كل إنسان كفؤ ومؤهل ليساهم في إنهاض وخدمة مجتمعه في وظائفه المتعددة الرفيعة منها أو الوضيعة لا فرق. تحقيقا لشعار كشفي هو الكشاف نافع ويساعد الآخرون.

4- التربية الكشفية
إن التربية الكشفية هي مشاركة في التعاون على جميع المستويات في سبيل قيام مجتمع مثالي على مستوى الجمعية بدءا من تحقيق العدالة في الطليعة، والحركة الكشفية منذ نشأتها ليست انعزالية رغم هربها إلى الغابة فإنها تعيش في البيت والمدرسة على السواء وفي الشارع والمركز وفي كل مكان يتواجد فيه الفتيان والفتيات. تدق باب الخاملين لتدعوهم إلى الحركة والعطاء. وتشد إليها كل كريم محب للعطاء وتسترعي انتباه كل حشريّ يريد المعرفة. وتشدّ ركب الواهين فلا تتركهم على قارعة طريق الحياة. بل تأخذ بيدهم ليسيروا معها غير عابئين بالصعاب. والتربية الكشفية ليست سوى شريان موزع للحياة على كافة أعضاء جسم المجتمع في نطاق مسلك أفرادها الذين ينتمون إلى جميع الطبقات الاجتماعية حتى إذا ما أصبحوا نماذج حياتية في خدمة المجتمع حق لهم أن يكونوا قدوة في سلوكية التربية. إن طبيعة الإنسان في هروبه بعيدا عن المجتمع غايته التحرر من قيوده ونظمه وقوانينه وشرائعه وفي حال وجوده وانضوائه إلى جماعة معينة بات لزاما عليه العمل بما تفرضه قوانينها وتشرعه للحفاظ على توثيق التفاعل في المجتمع وحث الفرد على خدمة الجماعة للنهوض إلى حيز الكمال لخدمة الإنسان وسعادته وغناه الروحي والفكري والمادي بعيدا عن نشاز الخجول وطفيلية العيش على هامش الكائنات. إن التربية الكشفية أفلتت الإنسان من عقال العرقية والقبلية والعائلية والألوان والطبقات لتجعل منه صانع وحدة ما بين الشعوب للعيش في مجتمع المدرسة والقرية والوطن والدول في تجمعات إقليمية تلتقي في وحدة متجانسة في رأس الهرم

5- التربية البيتية
البيت هو المعبد الأول والمدرسة الأولى ونواة الوطن. منه يأخذ المجتمع حجمه الطبيعي. فإما أن يبقى مزارع عائلية وعقائدية أو يتحد ويجتمع في وحدة الانتساب للإنسانية الشاملة بعيدا عن جغرافية العقار ونسب العائلة . ودور الأهل يتقدم على جميع العاملين في بناء المجتمع دينيا ووطنيا وأخلاقيا ... والأم هي خميرة العائلة فيها يجتمع الإيمان والكفر ، التعصب والشمولية ... هي المدرسة والشارع ، وهي في أساس صلاح المجتمع وفساده. فالبيت هو المنجم الإنساني الذي منه يستخرج المجتمع درره ورجالاته وقادته وأبطاله ومستقبله

6- التربية المدرسية
إن المدرسة هي تربة العناية بالعلم ومحو الأُمية تحت شعار أن كل إنسان كفؤ ومؤهل للنجاح. وإتاحة الفرصة أمام الجميع وتوفير الخبرات في مجال العمل إذ أن المدرسة هي المكان الصالح لإعداد وتهيئة الفرد ليندمج في الجماعة الكبرى وليساهم في قيام الوطن. والعناية بالعلم وبالعمل معا باعتبارهما جناحين للنهوض بالوطن وللتقدم الإنساني. من خلال هيكلية التربية المدرسية التي تبدأ بتوجيهات وزارة التربية والتي منها تتوزع التوجيهات لتنقل إلى جميع أنحاء جسد الوطن. ومكبر صوت وزارة التربية ليس الإعلام ولا الصحف ولا المجلات بل المدرسة التي من خلالها يتم كل توجيه. فالمدرسة هي من أهم اكتشافات العالم وهي المصنع المثالي لتقديم أفضل إنتاجها للبشرية. فدور المدرسة لا يقف عند مبدأ صنع المواطن وتوجيهه بحسب حاجة الوطن إذ تعطي الوطن رجالا لا شهادات وعمالا لا مهن. فمع المعرفة والإلمام بتواريخ الأمم يجب كنه خفايا ماضي الوطن ورسم معالم المستقبل ، ودراسة تجاعيده .، وتأصيل المعرفة والثقافة لتواصل الأطفال في ما شبوا عليه.

عائلة الكشاف
تعتبر الحركة الكشفية العائلة الثالثة بعد البيت والمدرسة أو بالأصح الرابط ما بينهما في وحدة الثالوث التربوي. في هذه العائلة الجديدة يجد الطفل أو الشاب مقرا ثالثا فيه من النظم والترتيب والتسلية والجد... ما يجذبه إليه حيث يجد بيتا أكبر من البيت الذي فيه يعيش وعائلة أكبر من عائلته الصغيرة التي إليها ينتمي ومدرسة يكتسب فيها بالممارسة ما لم يتح له اكتسابه في الكتب النظرية. إن مسؤولية العائلة الكشفية لا تتوقف عند باب المقر بل تذهب بعيدا في مرافقة الشبل والكشاف الزهرة والمرشدة لتوطيد العلاقات وترسيخها ما بين العائلة الكشفية والبيت من جهة، وما بين الحركة الكشفية والمدرسة من جهة ثانية ليساهموا جميعا تبعا لمسؤولياتهم في توعية الطفل والشاب لأن يخرج من عزلته العائلية والطبقية واللغوية والدينية والوطنية والجغرافية الضيقة ليعيش في شمولية تختصر بأن الإنسان أخ لكل إنسان. إن هذا التعاون الثالوثي ما بين الحركة الكشفية والبيت والمدرسة له دوره وفعاليته في جمع الشمل من شتات التباعد الذي فرضه الجهل والمصلحة الخاصة ونظرة الإنسان المعادية لأخيه الإنسان.
إن رسالة الحركة الكشفية ومعها رسالة الأهل في البيت ورسالة الإدارة في المدرسة تسعى لتحقيق الجسم المتكامل والمتوازن للمجتمع الذي فيه يعمل كل فرد ما أُعطى له من قدرات ومؤهلات لجعل المجتمع الإنساني متناسقا وتتحقق حينئذ، وبدون حاجة للعجائب "الجمهورية المثالية" و"المدينة الفاضلة" و"الأرض الموعودة" و"ملكوت السماوات" و"دار السلام". كثيرة هي الحركات والجمعيات التي أُجهضت في فترة إعدادها وقليلة هي التي رأت النور فقضت في ربيع عمرها راقدة على رجاء الانبعاث والقيامة. إلا أن الحركة الكشفية وحدها من بين جميع الحركات اللواتي ولدن معها في الوطن استطاعت أن تصمد في وجه تحديات الزمن ولا تزال حتى اليوم تزدهر وتتفرع أغصانها وليس بقاؤها واستمرارها إلا تأكيدا لصدق رسالتها وإخلاص القادة فيها لرسالتهم التي تعم وتنتشر في كل أنحاء لبنان. كذلك يعود سبب انتشار الحركة الكشفية في جميع بلاد العالم إلى الأسس التي قامت عليها هذه الحركة والتي كانت أقوى وأثبت من الحوادث العابرة التي لاقتها وواجهتها الحركة في مسيرة رسالتها. ويكفي الحركة الكشفية شهادة لاستمرارها بأنها جمعت ما عجز عن جمعه البيت والمدرسة والأديان والأوطان والأحزاب والسياسيون... وليس لنا في هذا المجال إلا أن نستحضر قول مؤسس الحركة الكشفية اللورد بادن باول في التربية الكشفية قوله: "لنحفظ أثناء تدريب كشافينا على إبقاء الأهداف في المقدمة ولا ننغمس في الوسائل، إياكم أن تسمحوا للوسائل أن تتغلب على المثل. فليست التجمعات والرحلات والألعاب والتدريب على المهارات إلا وسيلة فحسب، أما الغاية فهي تنشئة جيل سليم في عالم سليم".

كشافة الأرز عامل سلام
إن المعاهدات السلمية بين الدول لا تتعدى كونها قصاصات ورق ترمى في سلال المهملات وان الضمانات المالية لا تتعدى كونها لتحقيق مصالح دول على حساب دول أخرى وان وسائل الردع والقمع لا تصلح أداة للسلام. والسلام الدائم هو حلم الشعوب الضعفاء الذين دخلت الكشفية في أحلامهم وعواطفهم لتقوم بدور جامع تضم فيه شبابا من أقطار العالم مهما كانت جنسياتهم وانتماءاتهم وألوانهم ولغتهم لصهرهم في بوتقة أخوة حقيقية لا تتأثر علاقات الدول فيما بينها، بل تقف في أيام الحروب مضمدة للجراح ومواسية للمرضى ومساعدة في كل خير من هم بحاجة إلى المساعدة . فمنذ عام 1920 و الكشفية تدعو إلى اتحاد دول العالم لبناء السلام في تجمع كشافة من اثنتين وعشرين دولة شاركت في حمبوري ريشموند. وان كانت تسود بين الشعوب فوارق من المبادئ كما تسود الفوارق في اللغات والأجناس ولقد علمتنا الحرب العالمية الأولى انه لا يحاول الشعب أن بفرض إرادته على غيره حتى يلتهب العالم كله بنار الحرب وعلمنا الجمبوري أن الوئام يسود فيما بيننا على اختلاف أجناسنا إذا تعاون بعضنا مع بعض ، فالحركة الكشفية خليط من شعوب العالم يتكلمون كل اللغات وكل اللهجات إلا انهم يتفاهمون فيما بينهم. ومن هذين التعليمين الحرب والجمبوري، ننتهي بأن نذهب من تجمعنا هذا وقد عزمنا على العمل في سبيل الصداقة والأخوة العالمية فنكون أداة فعالة لنشر السلام في العالم والسعادة بين البشر.،
وأختتم هذا التجمع بإعلان الكشافين لبادن باول الكشاف الأول. وفي رسالة له يقول: مع أني لست على فراش الموت ولكن ذلك سيحدث يوما ما لذا أردت أن أترك لكم كلمة وداع أخيرة، إنها آخر كلماتي إليكم وهي: إذا تأملتم الطبيعة تجدون فيها الكثير من الجمال والفتنة والعجائب أوجدها الله لسعادتكم فكونوا قانعين بما لديكم على أن تطمحوا أيضا إلى الأفضل وانظروا إلى الأشياء من جهتها الجميلة المشعة بالفرح لا من الجهة المظلمة القائمة. والسعادة هي أن تهبوا السعادة للآخرين وأن تبذلوا جهدكم لتتركوا هذا العالم أفضل مما كان حين وجدتم فيه، لأنكم كنتم متمسكون بعهدكم الكشفي كن مستعدا.

كشافة الأرز والطفولة
مبادئ عامة تطرح بجدية على بساط البحث في مجال كل اختصاص على حدة تربويا كان هذا المجال أو طبيا أو اجتماعيا وكون الحركة الكشفية عامة وجمعية كشافة الأرز خاصة تهتم مباشرة بالطفولة التي هي من ضمن رسالتها الكشفية نرى لزاما عليها توجيه بعض الإرشادات للمسؤولين والقادة والمرشدات للفت نظرهم إلى أهمية الرسالة التي نذروا أنفسهم لها في خدمة الإنسانية التي ينتسبون إليها، والوطن الذي يعيشون في ، والمجتمع الذي يعملون له. وإذا كان العالم الحديث يهتم بسلامة الطفولة فان الحركة الكشفية قد سبقته في هذا المجال ضمن ما قدم لها من إمكانيات ووسائل وسبل لتحقيق فرص السعادة والفرح والصحة والعافية والنمو الكامل للطفولة التي عليها يرتكز مستقبل المجتمعات. وان كان العالم منذ البدء أهتم بالطفولة وله في هذا المجال قصصا ومجلدات عن طفولة الأبطال والعظماء فلنا اليوم في مؤسسات اليونيسف وهيئة الأمم المتحدة والأديان والمنظمات العالمية والمحلية التي تهتم بعالم الطفول. موسوعات عن هذا الموضوع وتبقى الحركة الكشفية هي الفاعلة مباشرة مع الأطفال في الواقع أكثر من إعطاء الآراء والنظريات والفرضيات. تقول الإحصاءات اليوم بأن نحوا من 40 ألف طفل يموتون يوميا بسبب أمراض متنوعة أي ما يقارب 14 مليون وستماية ألف طفل يموتون في العام. هذه الوفيات والإصابات عالة على العلم اليوم وخاصة على عجز الطب رغم ما يملك من إمكانيات حديثة ومختبرات وما تمتلكه الدول من وسائل مساعدات وتوعية. لا تبرر فان تقصير الدول لا يجفف دمه من أغنى آباء وأمهات دول العالم الثالث، ومع هذا التقصير. تبقى أبدا الأم هي أساس الوقاية والعلاج والإشراف الصحي لأطفالها، وكما دور الأم كذلك دور الدولة في السهر على حياة أطفالها الذين هم مستقبلها وان أي تسبب في وفيات الأطفال في مرمية الدولة فان ذلك يقودها إلى الضعف والوهن إذا لم نقل إلى الاضمحلال، ولا يقل دور المعظمات العالمية على دور الأم والدولة بالاهتمام بحياة الأطفال في مجالات الصحة والتغذية والوقاية... فلا يكفي توزيع الإرشادات والنشرات والملصقات والقصص السمعية والبصرية والندوات والحلقات والحملات الإعلامية، بقدر ما على الدولة توفير المواد الطبية لتلقيح الأطفال وتحميل الأهل مسؤولية التأخر والتخلف عن استجابة إرشادات الصحة العامة كما وعلى الأهل مطالبة الدولة إذا ما تأخرت في مجال تأمين العناية الصحية لأطفالهم وتوفير الطبابة المجانية لهم. منظمة اليونسف ومنظمة الصحة العالمية وهيئة الأمم المتحدة، والمكتب الكشفي العالمي ووزارة الصحة والوالدان هم دعامة الطفولة في تعاونهم لما فيه عافية الطفل الذي يولد في مزود أو في مستشفى من حوله العناية الفائقة. إن تجاهل الناس لأربعين ألف طفل يموتون يوميا لآمر محزن حقا لعصر العشرين وشعبه الذي يدعي العلم والوصول إلى الكواكب وهو لا يزال عاجزا عن توفير العناية بطفل صغير. إن ثلثي أطفال العالم فقراء محرومين يعيشون في البؤس، والبشرية عاجزة لأنها لم تستنفر قواها لصحة الطفل بقدر ما تستنفرها لطاقات الحرب لا السلام والوقاية والطبابة ما دامت لا توفر لطفل صغير إلا اليتم والجوع والموت بدل كفاف يومه من الغذاء والعيش الكريم. إن المناعة التي لا تتوفر للطفل اليوم تصبح سبب بؤس للعالم غدا، وتبقى الأيام تمر لتشهد أن الأطفال يولدون دون توجيه الأمهات ويموتون دون اهتمام الإنسانية لهم، إلا إذا رافقهم بعض دموع الأمهات وصلوات رجال الدين .ألوف بألوف من الأطفال ملقون على الأرض تتغذى بهم بدلا من أن تغذيهم والعالم المدعي الرقي غبي إلى حدود الجنون لهمومه وشجونه حتى بات الناس لا يسمعون لصوت طفل يئن بسبب صمم أُصيبوا به أو أن الصخب يمنع عنهم وصول نداء استغاثة . الأمهات جفت ينابيع الحنان فيهن كما من الغذاء لأنهن بتن يهتممن بأمور يحسبونها أكثر أهمية للأطفال. والمدارس باتت دكاكين تجارة رابحة تهتم بموارد الكسب دون الاهتمام بما بين يديها همّها أن تجمع الأطفال بالأرقام وبما يدر على من أرباح ، والدولة متلهية عن تأمين رعاية أفضل لطفلها حتى يصبح حين يكبر منتجا بدل أن يكون عالة عليها. يا أجنة العالم سيروا بأمهاتكم في مظاهرة أو اعتصموا حيث أنتم حتى يوفر لكم المجتمع الحد الأدنى من الاهتمام لاستقبالكم . هل ندعو إلى ثورة نسميها ثورة الأطفال على آبائهم وأمهاتهم ومدارسهم ومتسلميها من أساتذة ومدراء ولجان أهل ، وعلى المسؤولين في وزارة التربية مدعين عليهم في محكمة الموت ما قبل الحياة .
من مثل الكشافة يساهم في تنمية الطفولة في مدرسة الغابة جميعهم أخوة وعائلة واحدة في سلام لم أجد صداقة أكثر عمقا من صداقات الحركة الكشفية. لم أجد إخلاصا في العمل أكثر من القادة والمرشدات.
إذا شئتم عيش ومعرفة معنى الحياة انظروا إلى براعم وأشبال الكشفية في مخيم وابنوا أسس دولكم عليه. حيث نجاح دائم وتنظيم ونشاط لا استراحة مملة فيه، عمل دؤوب كل واحد على نطاق إمكاناته كل خيمة بيت أو بلدة، وكل مخيم دولة أو اتحاد دول. كخلية النحل الجميع يعرفون ماذا يفعلون، فليست الملكة مستبدة ولا مملكتها عبيد. الجميع يعرف عمله.
الإنسان هو في النتيجة صاحب القرار لذاته ولأسرته والدولة كذلك هي صاحبة القرار لمواطنيها المسؤولة عنهم. فإذا فعل الإنسان ما هو صالح فلذاته ولمجتمعه وان صنع ما هو ضار فله أيضا ولمجتمعه.
وليس على الحركة الكشفية إلا التوعية وإظهار ما هو نافع وما هو ضار وتوجه نداءها وبالتالي فالإنسان صاحب الاختيار والقرار.
الكشافة دعوة لعولمة القيم
وإن الدعوة للعولمة في نطاقات الإقتصاد والسياسة والدعوات التوحيدية على نطاق الدول سياسيا وإقليميا وماليا وتبادل حاجات وخبرات ستصل بالإنسان إلى عولمة الفقر والإستعباد والإسترقاق لقرارات الدول الصعيفة والفقيرة ولن يكون هناك من سبيل لهذه العولمة التي تحقّقت على مستوى الحركة الكشفية في نطاق التسامي والقيم والأخلاق وما دون ذلك تبقى العولمة شعارا فارغا.

من الأرشيف
نورد تحت هذا العنوان بعض نشاطات جمعية كشافة الأرز بالصور التي جمعناها من أمانة سرّ الجمعية ومن بعض القادة والتي أقامتها واشتركت فيها منذ نشأتها عام 1969.