2012/07/26

دعيبس صغبيني أقوال مأثورة الأب جورج صغبيني



-        الديك الذي يصيح عند المساء "شؤم" فيلزم ذبحه لأنّه يصيح في غير أوانه.

-         الدجاجة التي تصيح كالديك يلزم ذبحها لأنها على غير طبيعتها

-        إذا كانت لك ذاكرة قوية... وذكريات مريرة... فأنت أشقى أهل الأرض

-        لا تبول في بئر قد تشرب منه يوما

-        عندما سقطت التفاحة الجميع قالوا سقطت التفاحة.  إلا أن واحدا سأل لماذا؟

-        الحياة مليئة بالحجارة فلا تتعثر بها بل اجمعها وابني بها بيتا لك

-        لا تستهن بقطرة الماء فإنها تتسبّب بالطوفان

-        إذا أحبك مليون فأنا معهم أحبك... وإذا أحبك واحد فهو أنا الذي يحبك... وإذا لم يحبك أحد من الناس فاعلم أنني لست بينهم...

-        كل شيء إذا كثر، رخص وقلّ سعره

-        إن من العجب أن تضحك والدموع تذرف من عينيك

-        يفوح شذى الزهور ولو دسناها بأقدامنا

-        إنه من المخجل التعثر مرتين بالحجر نفسه والمثل يقول: "... لا يضرب بالحيط مرتين".

-        إذا كان للذكاء حدود فلا حدود للغباء

-        طعنة العدو تجرح الجسد، وطعنة الصديق تدمي القلب


الأب الحبيس أنطونيوس طربيه الراهب المريمي الأب جورج صغبيني



الأب الحبيس أنطونيوس طربيه الراهب المريمي

هويته ونشأته 
ولد جبرائيل في بلدة تنّورين عام 1911
والده يوسف صادق كنعان طربيه من تنّورين الفوقا
والدته بدويّة أسعد راشد طربيه من وادي تنّورين  .
أشقّاؤه جورج، مخائيل وبطرس.
وشقيقاته: مريم، ورده، بطرسيّة، نايفه، شمس وخزّون  .
رُشِم بسرّ العماد فور ولادته بسبب خطر الموت. ثم أُكملت رتبة عماده بتاريخ 16 آذار 1913 في كنيسة سيّدة عين الراحة، على يد الخوري بطرس طربيه، كاهن الرعيّة  .
وكان عرّاباه: طنّوس أمين طربيه، وهيلانه زوجة جرجس بطرس كنعان طربيه؛ وكلاهما من عين الراحة – تنورين  .   
بعد وفاة والديه، تعهّد أمرَ تربيته وتثقيفه طيلة ست سنوات إلى حين دخوله الرهبانية، عمُّه بطرس طربيه، عام 1922.

إبتداؤه ونذوره الرهبانية
في 12 تشرين الثاني 1928 ، دخل الشاب جبرائيل يوسف طربيه الرهبانية المارونية المريميّة، فتوشّح ثوب الابتداء، واتخذ اسماً له: الأخ اقليموس، وذلك في دير سيدة اللويزة – زوق مصبح  .
بتاريخ 25 تشرين الثاني 1929، نُقل مع إخوته المبتدئين، إلى دير مار أليشاع في بشرّي، لإتمام ما تبقى من مرحلة الابتداء  .
أبرز نذوره الرهبانية ولبس الإسكيم، مع رفيقه الأخ إسطفان تابت العشقوتيّ، على يد الأب يوسف معربس أمين سر الرهبانية العام ومعلّم المبتدئين، في أول أيار 1930، في دير مار أليشاع، ودُعي باسم الأخ بطرس. ثم دُعي، أخيراً، باسم الأخ أنطون، بحسب تذكرة هويته المعطاة له، في زوق مصبح، بتاريخ 30 آذار 1933  .
تعيّن، عام 1930، في دير مار الياس شويّا وتابع دروسه الفلسفية واللاهوتية، من 1930 إلى 1935، في مدرسة سيدة اللويزة – زوق مصبح  .

ترقيته إلى الدرجات الكهنوتية 
عام 1934، رُقّي الأخ أنطون طربيه إلى درجتي الشدياق والشمّاسيّة، مع أربعة رفاق له: بولس علوان من أيطو، نعمة الله ليشاع من مِمنِع، إسطفان تابت من عشقوت، واغناطيوس سلامه من جديدة غزير، في دير سيدة اللويزة، بوضع يد صاحب السيادة المطران يوحنا الحاج، رئيس أساقفة أبرشية دمشق المارونية.
وبتفويض من البطريرك أنطون عريضه، رُقّي الشمّاس أنطون، مع رفيقيه الشمّاسين: أسطفان تابت وأغناطيوس سلامه، إلى درجة الكهنوت المقدسة، على مذبح مار ضوميط – فيطرون، بوضع يد صاحب السيادة المطران يوحنّا الحاج، في كنيسة دير سيدة اللويزة، يوم الأحد الواقع فيه 3 شباط 1935.
احتفل الكاهن الجديد بقدّاسه الأول، في كنيسة دير مار ضوميط، متّخذاً شعاراً لخدمته الكهنوتية "مثل العصفور الذي وجد له مسكناً، ومثل اليمامة التي أصابت عشّاً لذاتها لتضع فيه أفراخها على مذابحك يا ربَّ القوات ملِكي وإلهي (مز: 38/3)" كما ورد على متن الصورة التذكارية.

خدمته في الرهبانية
عُيِّن مرشداً لراهبات مار يوحنا المعمدان حراش 1935-1949 ، في عهد رئاسة الأم ماريّا معلوف.
عُيِّن في جماعة رهبان دير مار أليشاع  بشرّي بين عاميّ 1949-1981 ، في عهد رئاسة الأباتي بطرس صعب. وبسماحٍ من السلطة الرهبانية، انتقل إلى الدير القديم في الوادي المقدس، خلفاً للحبيس الأب أنطونيوس جرجس غصن من الديمان المُتوفّى بتاريخ 17 أيلول 1949.
رمّم الأب طربيه هذا الدير وأثّثه بين 1950 و 1964 من أموال المحسنين، مقيمين ومغتربين، وبخاصةٍ شقيقه جورج وشقيقاته: مريم، بطرسيّة وورده.

مرضه 

إثر تدهور صحته، نُقل الأب أنطونيوس بتاريخ 9 كانون الأول 1981، بأمر السلطة الرهبانية، إلى دار المسيح الملك – زوق مصبح، للمعالجة، حيث أقام بين عاميّ 1981 -  1990.
وبعد أن تعذّرت خدمته في دار يسوع الملك لأسباب أمنية، إبّان أحداث الحرب في لبنان، نُقل، سنة 1990، إلى دير القديسَين سركيس وباخوس في عشقوت، حيث أقام حتى تاريخ سنة 1994. 
ونُقل مجدداً، بتاريخ 3 حزيران 1994، إلى دار المسيح الملك لمتابعةعلاجه. إلى حين تاريخ وفاته سنة1998 .

وفاته ودفنه
إثر اشتداد وطأة المرض عليه، أُدخل الأب أنطونيوس، بتاريخ 5 حزيران 1998،  مستشفى سان لويس– جونيه، وأقام فيها إلى أن عاد إلى بيت الآب، بالوفاة، عند الساعة الثانية عشرة والنصف من فجر السبت الواقع فيه 20 حزيران 1998.
سُجّي جثمانه في كنيسة دير سيدة اللويزة، حيث ترأس صلاة الجنازة المطران بشارة الراعي، راعي أبرشية جبيل المارونية إبن الرهبانية المارونية المريمية، وعاونه الأباتي سعد نمر والآباء المدبرون العامّون، وفي حضور العديد من إخوته الرهبان والراهبات والأهل والأنسباء والأصدقاء ... ثم نُقل جثمانه ليدُفن في مغارة محاذية لدير مار أليشاع القديم في الوادي المقدّس، حيث تنسّك مدّة 32 عاماً.
عاش الأب أنطونيوس طربيه حياة مسيحية رهبانية نسكية مغمورة بقيم فضائلَ الإيمان والرجاء والمحبة. وحبس نفسه في كهف دير مار أليشاع في وادي قاديشا طيلة 32 سنة، مصلياً ومتضرعاً وممجدا الله ليل نهار. فعسى حياته منذ مولده وحتى وفاته كانت قربانا تقدّمه الرهبانية المريميّة من أجل المكرّسين في لبنان والعالم ومن أجل أن ينال كلّ من يطلب شفاعته النعم الإلهية من أجل شفاء أمراض النفس والجسد وأن تكون سيرة حياته البارّة محظيّة لدى الله فيجعله من مكرّميه... وقديسيه في مجد السماء.




دعيبس صغبيني أقوال مأثورة الأب جورج صغبيني


  وهناك أقوال مأثورة تتردّد بين العامّة منها:


-        الديك الذي يصيح عند المساء "فأل" فيلزم ذبحه لأنّه يصيح في غير أوانه.

-         الدجاجة التي تصيح كالديك يلزم ذبحها لأنها على غير طبيعتها

-        إذا كانت لك ذاكرة قوية... وذكريات مريرة... فأنت أشقى أهل الأرض

-        لا تبول في بئر قد تشرب منه يوما

-        عندما سقطت التفاحة الجميع قالوا سقطت التفاحة.  إلا أن واحدا سأل لماذا؟

-        الحياة مليئة بالحجارة فلا تتعثر بها بل اجمعها وابني بها بيتا لك

-        لا تستهن بقطرة الماء فإنها تتسبّب بالطوفان

-        كل شيء إذا كثر، رخص وقلّ سعره

-        إن من العجب أن تضحك والدموع تذرف من عينيك

-        يفوح شذى الزهور ولو دسناها بأقدامنا

-        إنه من المخجل التعثر مرتين بالحجر نفسه والمثل يقول: "لا يضرب...  بالحيط مرتين".

-        إذا كان للذكاء حدود فلا حدود للغباء

-        طعنة العدو تجرح الجسد، وطعنة الصديق تدمي القلب.


دعيبس صغبيني ألأمّ التي لا يستصرخها إبنها يستصرخها صدرها الأب جورج صغبيني


ألأمّ التي لا يستصرخها إبنها يستصرخها صدرها

مثل يقال عن الأمّ التي إذا مضت لقضاء حاجة للمنزل أو في الحقل أو في عمل تقوم به بعيدة عنه.
وكانت حاجات ذاك الزمان كثيرة على الأم، منها:
 حمل الماء من عين القرية إلى البيت
والعجن والخبز
والغسيل على نار الحطب وكوي التياب على الفحم ولم تكن درجة بعد عادة الغسالات وأفران الغاز وأدوات الكهرباء.
وجمع الحطب للطبخ وللشتاء
وتحضير المؤونة من طحين وبرغل وقورما ومربيات التين والزبيب والدبس الأجبان والألبان وجمع الزيتون وكبسه...
والإهتمام بإطعام الحيوانات وجمع حليبها كل يوم وتفقد قن الدجاج وجمع غلال البيض...
وتنظيف المنزل
والإستيقاظ قبل أفراد العائلة لحضير الزاد للرجل والطعام للأولاد
والنوم بعد أن تطمئن لراحتهم
والعمل في الحقل وعلى البيادر
وتأمين مؤونة الشتاء بما بين يديها من أدوات بدائيّة.
وتُسرع في إنهاء حاجتها.
وتعود إلى بيتها قبل استيقاظ رضيعها بعد أن تكون أطعمته وآوته إلى سريره.
وإن تأخرت مرّة واستيقظ طفلها ولم تسمع صراخه.
يقول المثل: إن لم يستصرخها صوت إبنها يستصرخها صدرها للعودة إلى طفلها وإطعامه.
وقد تبدّلت الأيام
واصبح الطفل يستصرخ السرلنكيّة أو القينينة

دعيبس صغبيني المرأة"المساقبه"خير من"العاقبه" الأب جورج صغبيني


المرأة "المساقبه" خير من "العاقبه"

قول مأثور يردّده الرجال تعزية لرجل إذا كانت زوجته عاقرا لا تلد له عقبا أو بنين.
لأن المرأة المساقبة،
أي الفاضلة التي تتوافق مع زوجها،
ولو حُرمت نعمة الإخصاب أو الإنجاب.
فإنها خير من المرأة العاقبة أي التي تحبل عقب ولادتها،
وكثيرة البنين والولد،
ولا تتوافق مع زوجها.
فراح هذا القول مثلا.

دعيبس صغبيني زواج الأرامل الأب جورج صغبيني


زواج الأرامل

خصّص بعض كبار السنّ في أخبارهم ونوادرهم،
يوم الأحد الجديد الذي يلي أحد القيامة،
لزواج الأرامل،
ومنعوا الشبّان من الزواج في هذا اليوم على سبيل   المزاح والسخرية مردّدين على مسامع الشبّان أقوالا باتت على أفواه العامّة من الناس:
"شو إنتَ أرمل"
 و"تشتهي الرزق"
 و"أحد الجديد للأرامل"
و"الأعزب عندو كلّ السني.
والمثل بيقول" أعزب دهر ولا أرمل شهر".


دعيبس صغبيني القميص المقلوب و"لبطة" المرفع الأب جورج صغبيني


القميص المقلوب و"لبطة" المرفع

إن الشاب الذي يصبح في عمر الزواج،
ويتلكأ ويخلق الأعذار للتمنّع عن الإقدام على الزواج،
يلبسه الأهل في آخر يوم من "المرفع" قبل بدء الصوم،
قميصا مقلوبا على قفاه في حفلة هرج وهزج مذكّرينه بأنّ المرفع "لبطه" أي قـَلـَبَهُ إلى السنة التالية عازبا.
وآخرون يقولون "لبطه المرفع".
وقد بطلت هذه العادات في أيامنا هذه.
وليست هذه الدعابة ولو كان البعض يستسثمجها إلاّ لتشجيع الشبّان على الإقدام على الزواج، قبل المرفع الآتي.



دعيبس صغبيني ألكَبْسَة الأب جورج صغبيني


ألكَبْسَة

أخبار الجدّات والأمّهات لا تخلو من الحكمة مهما كانت تلك الأخبار بسيطة وساذجة لأن الأمثولة منها كانت هي الغاية.
كان يقال بانّه لا يجوز لفتاة أو إمرأة أن تمرّ فوق شخص أخر ولو كان والدها أو زوجها أو شقيقها أو إبنها فكيف لو كان غريبا حتى ولو كان طفلا مردِّدات بأن ذلك "يكبسه" ويمنعه من النمو.
في حين أن السبب الحقيقي من وراء هذا المثل هو أنه لا يجوز لجنس حوّاء بالمطلق،
خاصة عندما كانت البيوت ضيّقة صغيرة على أصحابها، والأولاد كُثر.
أنّ تنتقل داخل الغرفة من مكانها إلى مكان آخر و"تفشخ" فوق الآخرين كما يفعل الشبان، حتى لا يبان للعيان ما تحت ثيابها.
ولم تكن درجة عادة لبس البنطال للفتيات.
فكان تعميم قصّة "الكبسة" حجّة لمنع حدوث أمر مخلّ بالآداب ولو عن غير قصد.
وللحفاظ على الحشمة حتى بين أهل البيت وخاصّة بين الفتيات منهم.

دعيبس صغبيني الدجاجة" قرقة" الأب جورج صغبيني


الدجاجة" قرقة"

من أخبار النساء أنّه إذا ظهرت بوادر على دجاجة ما في القنّ أنها تريد أن تحتضن البيض ليفقس منه فراخا،
فإنّ من واجب صاحبة البيت إن لم ترد أن تصير هذه الدجاجة "قرقة" أن تغطّسها في وعاء ماء بارد فتفقد الدجاجة حينها رغبتها باحتضان البيض.
وأمّا إذا رغبت صاحبة البيت بأن يزداد عندها عدد فراخها فلزام عليها أن تفتّش في القرية عن فتاة بكر مشهود لها بعذريّتها إذا لم يكن في بيتها فتاة بكر،
لكي تُمرِّر الدجاجة تحتها فخذيها وبين قدميا شرط أن لا تكون في حيض،
حتى تحتضن الدجاجة البيض طيلة واحد وعشرين يوما حتى يفقس البيض كلّه.
وكانت توضع الدجاجة في مكان ناء بعيد عن مرور النساء بقربه،
أو يمنع على النساء من المرور بالقرب من مكان موضع الدجاجة الرابضة على البيض،
وإلا تركته وهجرته فيفسد البيض حينها وتفقد المرأة بذلك موسم الفراخ.
ولم يكن حينها قد درجت عادة فقاسات البيض في المزارع.

دعيبس صغبيني إبن أبيه الأب جورج صغبيني


إبن أبيه

إذا مات رجل ما وترك خلفه إمرأة حبلى،
كان لزام على المرأة أن تمرّ من تحت نعش زوجها قبل نقله من البيت إلى مدفنه.
 حتى يتأكد المشيّعون بأن الطفل الذي تحمله المرأة في حشاها إنّما هو من زوجها.
 وليس من سواه بعد موته
حتى لا تلوكها ألسنة الناس بالسؤ.

دعيبس صغبيني كناسة البيت الأب جورج صغبيني


كناسة البيت

كانت النساء تمنع بناتهن من كناسة البيت ولو إتسخ بحضور ضيوف أعزّاء على أهل الدار،
ظنّاً منهنّ أنّ ذلك يعني:
طرد من في البيت دون القول لهم بترك المنزل،
أو إشارة لهم لعدم العودة إلى زيارتهم ثانية.



دعيبس صغبيني رَوْحَه بلا رَجْعَه الأب جورج صغبيني


رَوْحَه بلا رَجْعَه

كانت الجدّات تخبرنا أن كسر إبريق أو جرّة خلف ضيف ثقيل أو إنسان لا يودّون رؤيته ثانية هو أمر صحيح الخبر.
 لكنّنا كنّا نعتبر ذلك أمرا من أمور السحر والشعوذة.
وهذا ما كان يحصل عند إنتهاء السنة.
إذ يجمعون كلّ ما في المنزل من أوان لم تعد تصلح للإستعمال فيكسرونها ويرمونها.
مودّعين العام المنصرم مردّدين "روحة بلا رجعه".
راشقينه بما عندهم من أوان قديمة.
ومستقبلين العام الجديد بشراء أوان جديدة عوضا عن التي تحطمت أو بالت.
وقد بطلت هذه العادة وأصبح كيس المهملات يوميا يحمل كلّ النفايات

دعيبس صغبيني الحذاء المقلوب الأب جورج صغبيني


الحذاء المقلوب

كانت العادة قديما عندما يدخل أحد المنزل،
إن كان من أهل المنزل أو من الأقارب أو الجيران والضيوف ينزع الحذاء من قدمه ليبقيه في عتبة المنزل ويدخل حافي القدمين.
والسبب في ذلك يعني قدسيّة المكان الدي يدخل إليه أي إنسان.
فكان يطلب من الصغار أن لا يُبقوا على حذاء مقلوبا بل إعادته إلى وضعه الطبيعي وذلك حتى لا ينقلب أحد من أبناء ذلك المنزل على قفاه ميتا.
فكان الصغار يسرعون إلى ما علّمهم عليه أهلهم،
 دون أن يعلموا أن في الأمر حيلة أدبيّة من وراء ذلك وهي، بأن منظر الحذاء مقلوبا إنّما هو شيء غير لائق خاصة إذا كان الحذاء مثقوبا أو علقت به بعض الأوحال أو الأوساخ.
لا أكثر ولا أقلّ.

دعيبس صغبيني حضور الجان الأب جورج صغبيني


حضور الجان

كانت جدّاتنا وأمهاتنا تخبرننا يوم كنّا صغارا بأنّ سقوط الماء على الأرض عند ملء إبريق الماء من الجرّة يتسبّب بحضور الجان والعفاريت.
وكانت مثل هذه الأخبار في تلك الأيام التي كان وجود المياه صعب المنال بالذهاب إلى نبع عين القرية لحمله إلى البيت لقضاء حاجات الشرب والأكل والغسيل.
ولم تكن حينها قد وصلت إمدادات قساطل المياه إلى المنازل.
وهذه الأخبار تجعلنا أن نكون حذرين خوفا من أن يصعد من مكان ما جنيّا أو عفريتا من زاوية معتمة وكنّا في كلّ مرّة نملأ فيها إبريق الماء لا نكفّ عن ترداد ذكر إسم اللّه.
وإن مشقّة نقل المياه من عين البلدة إلى البيت كان عملا شاقّا ويوميّا ممّا كان سبيلا لإختلاق مثل هذه الأساطير والخرافات التي كنّا نصدّقها
وكان الأهل يشرحون لنا أسباب تندّرهم بمثل هذه القصص والخرافات عندما نكبر لكي نوفـّر بعض الماء لأن سبل الحصول عليه كانت مضنية ومتعبة.


دعيبس صغبيني الشمسيّة الأب جورج صغبيني


الشمسيّة

كانت العادة قديما عند أهل القرى أن يوضع الميت في ساحة الكنيسة وليس في المنزل. ولحماية الميت وردّ حرارة الشمس عنه إذ لم تكن درجت عادة البرّادات بعد كانت تُفتح شمسيّة فوقه. وكانت العادة أن يدفن الإنسان في يوم وفاته ولا يترك لليوم الثاني. وتبدّلت العادات ونُقل الميت إلى البيت وبقي مثل الشمسيّة دارجا على أن لا يجوز فتح شمسيّة داخل المنزل لأنّ فتحها " فأل" أي ينذر بحصول وفاة أحد من سكان البيت أو المنزل التي تُفتح فيه الشمسيّة.
وكان يقال أمام الصغار عندما تدخل البيت أغلق الشمسيّة خارجا ولا تفتحها في داخل البيت حتى لا يموت أحد والديك ليعتبر الصغار من الأمثولة ولا يلعبون بفتحهها وإغلاقها في الداخل لئلا يتأذى أحد إخوتهم الصغار من جراء اللهو بها وأكثر الحوادث خطورة كانت فقدان العين إذا ما أصيبت.
وهكذا كانت الحكمة تتفادي وقوع الضرر، والإستفادة من مثل هذه الأمثال التي كان يتعلّم منها الصغار ويعلّمونها لأولادهم من بعدهم.