2012/01/27

بطاركة الموارنة ودورهم في قيام لبنان كوطن الأب جورج صغبيني





الأب جورج صغبيني





بطاركة الموارنة
ودورهم في قيام لبنان كوطن
685- 2011




لبنان 2011





بركة غبطة أبينا الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير بطريرك أنطاكية وسائر المشرق الكلـّي الطوبى


البركة الرسولية تشمل ولدنا الأب جورج صغبيني المحترم
إنّا نهنّئكم بمؤلفكم الجديد الذي أوردتم فيه نبذة قصيرة عن كلّ من بطاركة الشرق
وإنّا إذ نشكر لكم هذا العمل الدقيق
نتمنّى لمؤلفكم ما يستحقّ من الرواج
وندعو لكم بالعافية والتوفيق.
بكركي في 26/1/2011
بطرس صفير
بطريرك أنطاكية
وسائر المشرق





إهداء

إلى مار مارون الراهب- الناسك "أبو الطائفة المارونية"
إلى سمعان العامودي وإبراهيم الناسك مبشِّريّ جبال لبنان.
إلى مار يوحنا مارون البطريرك الأول ومؤسس الأمّة المارونية والوطن اللبناني.
إلى "بريهيم" القائد والمؤسس لجيوش المردة والجراجمة.
إلى البطريركين الشهيدين دانيال الحدشيتي وجبرائيل حجولا.
إلى إسطفان الدويهي مؤرخ الأمّة المارونية.
إلى الياس الحويك مؤسس إستقلال لبنان.
إلى أنطوان عريضه واضع الميثاق الوطني اللبناني.
إلى الأساقفة طوبيا عون الداموري والبستاني والدبس...
إلى الرهبان والراهبات الشهداء والكهنة أمثال الخوري يوسف الحايك شهيد السادس من أيار 1916 وشهداء أديار مشموشة ودير القمر... وعشاش وجنين وقبّيع...
إلى العلمانيين القديسين والأبطال أمثال يوسف بك كرم وأبو سمرا غانم والشنتيري وطانيوس شاهين وسواهم ممّن لم تعرف أسماؤهم وقد عملوا الصلاح من أجل لبنان وتاهوا في البراري ولبسوا جلود الماعز واضطهدوا ولاقوا التعذيب والنفي وأخذوا بحدّ السيف وماتوا ميتات متنوّعة...
نذكرهم جميعا وليكن ذكرهم مؤبّدا.
وفي مسك ختام الإهداء
إلى صاحب النيافة الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير بطريرك أنطاكية وسائر المشرق، عرّاب الطائف... حتى لا يقسّم ملك الطائف، لبنان طفل البطريركية المارونية إلى قسمين. وعراب السينودس... حتى يُبقي المسيحيين متجذّرين ومتأصلين في وطنهم، ويوقف نزف النزوح المسيحي من لبنان، والذي أبقى بكركي "قبلة" جميع اللبنانيين، فله مجد لبنان.

الأب جورج صغبيني






تمهيد

منذ مهد المسيحية في أنطاكية حيث عرف المسيحيون بهذا الاسم.
ومرورا بـ "قورش" مار مارون، وعقيدة الإيمان الخلقيدوني، والـ 350 راهبا شهيدا.
إلى نبع العاصي ووادي قاديشا.
إلى كفرحي وقنوبين والعاقوره... والديمان وبكركي.
إلى الإنتشار الماروني خارج لبنان.
قصة شعب عمره 1600 سنة،
متجذّر في التاريخ،
هو البقية الباقية،
بعد القسطنطينية والإمارات الصليبية التي تآمرت عليه حينا واستغلته دائما، من أجل مصالحها وقيام إمبراطوريتها وممالكها.
هذا الماروني الطالب الحماية في لبنان من جور الطبيعة وظلم الحكام وقهر الزمان.
هذا الشعب الصغير، شهيد المؤامرات.
اعتاد على احتمال الصعاب والاضطهاد وشظف العيش في البراري وشقوق الأرض...
هذا الشعب الماروني هو،
كالورد بين الشوك فضيلة وقداسة...
وكالأرز بين القصب ثباتا في مهب الرياح والأعاصير.
هؤلاء الموارنة، الذين التفّوا حول دير مار مارون وأسسوا العائلة الرهبانية المتقشفة المحافظة على ذخيرة الإيمان في عمق المغاور والوديان وعلى قمم التلال والجبال.
هؤلاء الذين آمنوا بالمسيح إلها وإنسانا، يستطيعون أن يجمعوا في تواجدهم الجغرافي، مع كل إنسان مهما كان نوعه وجنسه، دينه وإيمانه، عقيدته وحزبه، مذهبه ومشربه... وأن يتفقوا معه على الحدّ الأدنى من التلاقي والحوار والعيش، مشاركينه الحياة في يسرها وعسرها.
هؤلاء الموارنة هم اليوم في المشرق والعالم "رسالة وقيم..." وكذلك وطنهم الذي حافظوا عليه عبر تاريخهم، دون أن يتنكّروا لجذورهم الأنطاكية والقورشية والخلقيدونية، ودون أن ينسوا التطلع إلى المستقبل، خارج حدودهم الجغرافية، نحو بلاد الإنتشار.
هؤلاء الموارنة،
هم غرباء عن الأرض التي فيها يقيمون،
فلا مملكة ولا مدينة ثابتة لهم على الأرض.
وهؤلاء الموارنة أيضا،
حيث يقيمون، فهناك وطنهم وأرضهم،
ينغرسون فيها وكأنهم فيه خالدون.

المؤَلِّف

بطاركة الموارنة ودورهم في قيام لبنان كوطن الأب جورج صغبيني