2012/02/05

الإنجيل بين الجذرية والأصولية الأب جورج صغبيني

صدر كتاب "الجذرية في الإنجيل من ينابيع الحياة المسيحية"، Le radicalism évangélique لمؤلفه تادّي ماتُرا، Thaddee Matura، تعريب الأب جورج صغبيني والأستاذ جرجس خليفه، في سلسلة بيبليات رقم 12، منشورات جامعة الروح القدس- الكسليك 2011।
الإنجيل بين الجذرية والأصولية
كلمتان تتشابهان في المعنى:
فالجذرية تعني العودة إلى الجذور، إلى ينابيع الحياة المسيحية.
والأصولية تعني العودة إلى الأصول، إلى ينابيع الحياة المسيحية أيضا.
لكن التعبير المعاصر لكلمة الأصولية بات يأخذ معنى العنف في المتداول العام للكلمة، مما حدا بالمترجمين بعد مناقشة طويلة، أن يأخذا كلمة "الجذرية" بدل "الأصولية"، رغم ما لمعنى الأصولية من دلالات وتعبير عن الأصل البشري والفكري... في حين إن الجذرية تعود في المعنى إلى الجذر في أصول النباتات والأشجار...
أحيانا يُبطل الناس المعاني ومحتوى الكلمات من مضامينها ليحمّلوها مضامين غير التي هي في الأصل. وهذا ما يرد أيضا في شرح الإنجيل الذي تلهّى الناس به عن عيشهم على خطى المسيح والتأمل بكلماته، فشرحهم آياته وتفسيراتهم لها أدّى، في مسيرة المسيحية منذ نشأتها وحتى اليوم، إلى إنشقاقات و"هرطقات". كما جعلت من اليهود سبعين فرقة جعلت من المسيحيين إحدى وسبعين فرقة... وستجعل من المسلمين إثنتين وسبعين فرقة...
فكتاب الجذرية الإنجيلية غايته العودة إلى الجذور والأصول التعليمية للإنجيل. وإن ورد في الصفحة 7 منه: لا تظنوا أني أتيت لألقي على الأرض سلاما بل حربا، أتيت لأفرق الإبن عن أبيه والإبنة عن أمها والكنّة عن حماتها (متى 10/34- 36). وهو قول مأخوذ من النبي ميخا (7/6). يعني إتباع الحقّ ولو ضدّ الأب والأم...
والإنجيل يصل في جذريته إلى ذات الإنسان الذي يقطع يده ورجله أو يقتلع عينه (مرقس9/ 43- 47)، إذا ما شككته إحداها من أجل ملكوت الله. إذ خير للإنسان أن يدخل ملكوت الله أعرج أو أعمى أو أقطع من أن يمضي كلّه إلى جهنّم النار.
إمضِ وبع كلّ شيء وتعال اتبعني، هذه هي الجذرية المطلقة في الإنجيل أن يتخلـّى عن كلّ ما يملكه لا بل حتى عن أبيه وأمّه وامرأته وأولاده، وإلا فلا يستحق أن يكون تلميذا للمسيح (لوقا 5/11- 28) و (متى 1/37-39).
يتوقف البعض عند دخول المسيح إلى الهيكل وقلب موائد الصيارفة وأخرج منه التجار صارخا بيت أبي بيت صلاة هو، وأنتم جعلتموه مغارة للصوص. والآية تفسّر ذاتها.
ويتوقف البعض الآخر عند قول المسيح من ليس عنده سيف فليبع رداءه ويشتري سيفا، فيجيبه بطرس: عندنا سيفان فهل يكفي... وضرب بطرس عبد رئيس الكهنة وقطع له أذنه. فقال له يسوع أردد سيفك إلى غمده... من قتل بالسيف بالسيف يُقتل... وعند أبي ربوات من الجنود لو شئت لدعوتها...
لم يقتل المسيح أحدا بل جاء لافتداء البشر وخلاصهم.
ولم يكن الجهاد عنده حربا وقتلا وإخضاع الآخرين، بل غفرانا ومسامحة إغفر لهم يا أبتاه لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون.
إغفر لأخيك سبع مرّات سبعين مرّة.
فالجذرية المسيحية هي العودة إلى برارة آدم وحواء الأولى في الفردوس، لا بل إلى براءة الأطفال، لن تدخلوا ملكوت السماء إن لم تعودوا كالأطفال.
الجذرية والأصولية المسيحية ليست السيطرة على هذا العالم بل بالتخلي عن هذا العالم وما فيه من أجل ملكوت الله. أنتم في هذا العالم ولكن لستم من هذا العالم.
جذرية تلميذ المسيح هي أن يكون مثل معلمه، وهو مدعو للكمال على مثال الآب...
فمن له أذنان سامعتان فليسمع... ومن استطاع أن يحتمل فليحتمل।
الأب جورج صغبيني



Faculté Pontificale de Théologie
17 juin 2004
الجَذريّة الإنجيليّة
Auteur Thadée Matura; Traduction en arabe: P. Georges Saghbini et Gerges Khalifé
Mots clés الجَذريّة الإنجيليّة
Mots clés Thadée Matura; Traduction en arabe: P. Georges Saghbini et Gerges Khalifé
Détails Collection Biblia
Pages (arabe)
Disponibilité Indisponible
Description Jésus imposa à ses disciples des obligations fermes et difficiles: Le renoncement, la pauvreté, la coupure des liens avec les parents, l'amour des ennemis. Qui sont, aujourd'hui, les concernés par ce «radicalisme évangé-lique»? Faut-il le comprendre et l'appliquer à la lettre?...
تفاصيل فرضَ يسوع على تلاميذه إلزامات صارمة وصعبة: التخلّي والفقر، قطع الصِّلة بالأهل والأقرباء، محبّة الأعداء. اليوم، مَن هُم المعنيّون بهذه الجذريّة؟ وهل ينبغي فهمها وتطبيقها بحرفيّتها؟...
Prix $24
Faculté Faculté Pontificale de Théologie
Mots clés études bibliques, théologie, Jésus, radicalisme évangélique, obligations, renoncement