2012/04/27

سلسلة مقارنة رؤساء عامون باباوات بطاركة أمراء وؤساء الأب جورج صغبيني



قدّاس عن راحة نفس المرحوم سامي سعادة أبو جودة عظة ألأب جورج صغبيني



قدّاس عن راحة نفس المرحوم سامي سعادة أبو جودة
عظة ألأب جورج صغبيني
في كنيسة مارت تقلا ـ بقنّايا
مساء الخميس 30 تمّوز 1998

"إصنعوا هذا لذكري كلّما اجتمعتم"

في بهجة الفرحة
لانتخابه بشبه إجماع
مختارا لبلدة جلّ الديب
ولحلول يوبيل مولده الذهبي
رحل فجأة
رحل دون وداع ودون سابق إنذار
غاب الزوج والأب
غاب الإبن والأخ
غابت البسمة
وتركت على الوجوه الحزن
والتسآل على الشفاه
رجل البسمة رحل
رجل الحركة هدأ

فافتقدته العائلة
التي كان فيها المحور
والوَسْطَ من زينة عقدها

وافتقدته مدرسة الجودة
لا أختا وصهرا حبيبين
بل عائلته الثانية
تلميذا حيث أحبّه الرفاق
وأستاذا ومربّيا
أحبّه التلامذة محاورا وأديبا ومؤدّبا
وتمنّوا لو أن الساعات الطوال معه لا تنتهي

وافتقدته جمعيّة كشّافة الأرز
قائدا وموجّها
ورئيسا للمحكمة الكشفيّة
التي لم يُصدر فيها حُكما حتّى ولو عادلا
بل بمحبّة الأخ كانت صعاب الأمور معه تُحلّ
وافتقدْتُه صديقاَ ورفيق درب وأخا
في القيادة العامّة وفي مخيّمات التدريب
لنحمل الشارة الخشبيّة في الأخوّة الكشفيّة العالميّة

وافتقدته الرابطة الإجتماعيّة في بلدة بقنّايا ـ جلّ الديب
التي أمضى العمر في حناياها
ينمو مع حلمه بعزّها ومجدها
يجمع الرفاق في وحدتها بالمحبّة
في مهرجاناتها الموسميّة
واليوم مهرجان استثنائي
للرابطة الإجتماعيّة خارج برامج مواعيدها
تدعو فيها لتكريم من غاب عن ساحاتها
عن منابرها
تكريماً له
وما يُقال فيه من كلامٍ
ومن حصادِ الغلالِ وقطافِ المواسمِ
هو من فيضِ دُنِّهِ

وافتقدته لجان الجمعيّات والأبوّة والنوادي والمنابر
فضلاً عن الذين أحبّوه في هذه البلدة
ومن التقاهم حيث حلّ
فزرع على شفاههم البسمة

الرجل الباسم رحل
ترك الكلّ بدون وداع
عندما ناداه الأحبّ إليه
ترك صهوة المنبر كما الفارس صهوة جواده
ولا زالت صورته عالقةً في براويز العيون
وصدى صوته لا يزال يهدر في الآذان
حتى بات له في كلّ قلبٍ وسادةٌ ومُتكأٌ

لقد أقمتَ محطة ضيافة في ساحة جلّ الديب
فاتسعتْ كما قلبُك حتى لعابري السبيل
وعرفتَ أن تختزل الحياة وأنت أستاذ المحاسبة
فجمعتَ في سنين قلائل غلاّتِ سنواتٍ طوال
وملأتَ من مواسمِ القطافِ
أجودَ الكلماتِ في كؤوسِ رؤوسِ الناسِ
من خوابي جودتك
أهراء لا تفرُغ ولا تنضُب
حتى في السنين العِجافِ
بيتك القصرُ المنيف
وقد جمعتَ فيه
الأجودَ من مواسمِ حصادِ الأصدقاء
في بيادرِ الوطنِ والقيمِ والأخلاقيّة
لك منّا أيّها الأخُ الراحل
ذكرى في كلّ لقاءٍ كشفيّ
في كلّ اجتماعٍ حول الكلمة
في كلّ ذكرى للأبوّة
في كلّ اعتلاءِ منبر
في كلّ نادٍ
وأجملُ ذكرى في لقاءِ الأحبّة
اليوم في الكنيسة التي أحببتَ
وفي النادي الذي لم يغب حضورُك منهُ

وأجمل الذكرى هي
صلاة ابنتك التي سلّمتها الزادَ
لتحمله في قلبها ذكرى دائمة
وتراكَ كما في قربانتها الأولى
في كلّ قربانة
في كلّ وجهٍ فيه بسمةُ والدها
وتبقى خالداً كالكلمة على المنابر
وكالألحان في المعابد
وكالإنتظارِ لفرحة الأعياد

ومع تعزيتنا لوالدِكَ ووالدتكَ
لشقيقَيكَ وشقيقاتِكَ
لزوجتك وابنك وابنتك
ولكلّ من أحبّكَ
تلامذةً
كشّافةً
أصدقاءً ورفاق
لجاناً ونوادٍ
رابطاتٍ وجمعيّات
جودةً ومعاهدَ وندوات
لأنك البسمة التي وإن غابت لا تموت
فاهنأ حيث أنت
يا بسمةً تفتقدها الأرض
وتُزادُ على سكّانِ السماء
فلتكن ذكراكَ مؤبّدة
آمين.