2014/08/25

التواطؤ مع الشرّ الأب جورج صغبيني


التواطؤ مع الشرّ 

 


لم يحكم الله على قايين بالإعدام حين قتل قايين أخاه هابيل بل تركه حيّا ورسم على جبهته إشارة القاتل فتباهى قايين بها، وها أتباعه اليوم يقتلون على شاشات التلفزة ويذبحون الناس ويشوّهون بجثثهم ويقطعون الرؤوس من دون رادع يردعهم.


ومع بداية الثورات العربية برعاية المستعمرين الغربيين والرجعيين العرب، وأمام المشاهد المروعة الإستعراضية، التي تطالعنا بها وسائل الإعلام عن الشنق والذبح والصلب والإعدامات رميا بالرصاص وبقر البطون وتقطيع الجثث.


جرائم تجري أحيانا في الساحات العامة، في المدن في أجواء إحتفالية يتخللها التهريج والتصفيق والتهليل والتكبير... والغريب في الأمر أن هذه الجرائم يتباهى بها فاعلوها ويتعامى عنها «المتحضرون» في الغرب و«المؤمنون» في الشرق! رغم انها بحسب المفاهيم المعاصرة، هي جرائم ناتجة عن تصرفات فيها من التوحش والإنحطاط الأخلاقي لا تراها عند الحيوان.


وأغرب الغرائب أن هذه الوحوش البشرية تصنع أشرطة مصورة عن الجرائم التي ترتكبها وتنشرها عبر الوسائل الإعلامية وكأنها تريد أن تسوق رسالة مفادها، نحن إسلاميون متوحشون مجرمون. هكذا كان الإسلام في أصوله وجذوره. فمن ليسوا مثلنا هم منافقون كفرة، نعمل على تطهير بلادنا منهم.


والعجيب أن هذه الظاهرة المتمثلة بما يسمى «الدولة الإسلامية»، تقدم خدماتها مجّاناً من خلال إلغاء وجود خصومها من المذاهب والطوائف الأخرى، لتيارات سياسية بعيدا عن خياريّ الهجرة أوالذمية.


ويفاخر اعلام «الدولة الإسلامية» بأشرطة مصورة عن توحش القائمين على هذه الدولة، حتى حظيت جماعات مؤيدة لـ«الدولة الإسلامية» بتغطية سياسية ومذهبية رغم الجرائم التي ارتكبتها، وتشير الأحداث على وجود تعاون وتنسيق بين داعش من جهة وأطراف سياسية في لبنان من جهة ثانية. ومن المعلوم أن «داعش» تلقت الدعم بشكل أو بآخر من جميع الذين يشاركون في الحرب على بلاد العرب، وتصدّر الإسلاميون «الوهابيون» التحرك من خلال توجيهات دول الغرب ومموّليهم أمراء الخليج.


وبعد ما جرى في لبنان لا شك في أن لجماعات قايين جهات سياسية لبنانية تدعمها وتقدم لها التغطية والرعاية الرسمية والشعبية والمذهبية على حساب الوطن. ومن البديهي أن أمورا كثيرة ما تزال طيّ الكتمان في هذه المسألة ولا يتجرأ أحد على البوح بها من عارفيها.


ومجمل القول أن الأفرقاء اللبنانيين جميعهم دون استثناء، متواطئون ومنغمسون في هذه الحرب سياسيا وعسكريا... ومعظمهم يقاتل في صف قايين والآخرون يموتون أبرياء في صفّ هابيل.

عظة البابا فرنسيس بمناسبة عيد انتقال السيدة العذراء في كوريا 15 اغسطس 2014 وقد شارك في القداس الناجون من غرق سفينة سي- وول الأب جورج صغبيني

عظة البابا فرنسيس بمناسبة عيد انتقال السيدة العذراء في كوريا 15 اغسطس 2014

وقد شارك في القداس الناجون من غرق سفينة سي- وول

ترأس البابا القداس الإلهي الاحتفالي بمناسبة عيد انتقال السيدة مريم العذراء بالنفس والجسد إلى السماء. يصادف هذا العيد يوم العيد الوطني للجمهورية الكورية (الجنوبية). وتم الاحتفال في ملعب كأس العالم في مدينة دايجيون.

شارك في الاحتفال في القداس حفل من الأساقفة والكهنة، كما وحضر القداس أيضًا الناجون وأهل من قضى من السفينة التي غرقت في البحر في 16 نيسان 2014 وذهب ضحيتها 293 شخصًا بينما نجا 172 شخصًا.

أيها الإخوة والأخوات في المسيح،

بشركة مع الكنيسة الجامعة نحتفل بعيد انتقال السيدة بالنفس والجسد إلى مجد الفردوس. يبين لنا انتقال مريم مصيرنا كأبناء الله بالتبني وكأعضاء في جسد المسيح. مثل مريم أمنا، نحن مدعوون للمشاركة بشكل كامل بظفر الرب على الخطيئة وعلى الموت ولكي نملك معه في ملكوته الأبدي.

"العلامة العظيمة" التي تُقدمها لنا القراءة الأولى، المرأة الملتحفة بالشمس والمكللة بالنجوم (رؤيا 12، 1)، تدعونا للتأمل بمريم، المكللة بالمجد إلى جنب ابنها الإلهي. تدعونا أيضًا لندرك المستقبل الذي ما زال الرب القائم من الموت يفتحه أمامنا.

يحتفل الكوريون تقليديًا بهذا العيد على ضوء خبرتهم التاريخية، معترفين بشفاعة مريم المحبوبة العاملة في تاريخ الأمة وفي حياة الشعب.

في القراءة الثانية سمعنا القديس بولس يصرح بأن المسيح هو آدم الجديد، الذي بطاعته إلى الآب هدم ملكوت الخطيئة والعبودية وأقام ملكوت الحياة والحرية (1 كور 15، 24 – 25)

الحرية الحقة تكمن في القبول المُحب لإرادة الآب. من مريم، الممتلئة نعمة، نتعلم أن الحرية المسيحية هي أمر أكبر من مجرد التحرر من الخطيئة. إنها حرية تفتح على شكل روحي جديد لاعتبار الوقائع الأرضية، هي حرية محبة الله والإخوة والأخوات بقلب نقي وعيش الرجاء الفرح بملكوت المسيح الآتي.

اليوم، بينما نكرم مريم ملكة السماء، نتوجه إليها كأم الكنيسة الكورية. نطلب إليها أن تساعدنا لكي نكون أمناء إلى الحرية الملكية التي تلقيناها في يوم المعمودية، وأن تكون جهودنا لتحويل العالم بحسب الله، وأن تجعل الكنيسة في هذه البلاد قادرةً على أن تكون بشكل أكمل خميرة ملكوت الله في كل المجتمع الكوري.

فليكن المسيحيون قوة سخية للتجدد الروحي في كل أبعاد المجتمع. فليقاوموا سحر المادية الخادع الذي يخنق القيم الروحية والثقافية الأصيلة، ولينتصروا على روح المنافسة التي لا تعرف حدًا والتي تولد الأنانية والصراعات. فليرفضوا أيضًا النماذج الاقتصادية غير الإنسانية التي تولد أشكالًا جديدة من الفقر وتهمّش العمّال، وثقافة الموت التي تُفرغ صورة الله، إله الحياة، وتنتهك كرامة كل رجل، كل امرأة وكل طفل.

ككاثوليك كوريين ورثاء لتقليد نبيل، أنتم مدعوون لكي تثمّنوا هذا الإرث وتنقلوه لأجيال المستقبل. هذا الأمر يتطلب من كل شخص ضرورة ارتداد متجدد إلى كلمة الله واهتمام مكثف بالفقراء، المحتاجين والضعفاء في ما بيننا.

إذ نحتفل بهذا العيد، نتحد بالكنيسة الجامعة المنتشرة في العالم بأسره وننظر إلى مريم مثل أمر رجائنا. فليذكرنا نشيد التعظيم بأن الله لا ينسى أبدًا وعود رحمته (لو 1، 54 – 55). مريم طوباوية لأنها "آمنت بما قيل لها من عند الرب" (لو 1، 45). فيها ظهر أن كل وعود الرب هي صادقة. وبتكللها في المجد، تبين لنا مريم أن الرجاء أمر واقعي؛ ومنذ الآن هذا الرجاء يتجلى كـ "مرساة أمان ثابتة لحياتنا" (عبر 6، 19) حيث المسيح جالس بالمجد.

هذا الرجاء، أيها الإخوة والأخوات، الرجاء الذي يقدمه الإنجيل، يناهض روح اليأس الذي يبدو وكأنه ينمي مثل سرطان (تورم) خبيث في وسط مجتمع غني ظاهريًا، ولكنه يختبر غالبًا فراغًا ومرارة باطنية. كم من الشباب دفعوا ثمن هذا اليأس! فليحفظ الشباب الحاضرين معنا في هذه الأيام على فرحهم وثقتهم، ولا يتضعضعنّ رجاؤهم!

فلنتوجه إلى مريم، أم الله، ونطلب نعمة أن نكون فرحين في حرية أبناء الله، وأن نستعمل تلك الحرية بشكل حكيم لكي نخدم إخوتنا وأخواتنا، وأن نعيش ونعمل بشكل نكون فيه علامات رجاء، ذلك الرجاء الذي يجد ملئه في الملكوت الأبدي، حيث يملك من يخدم. آمين.

 

إحتفل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي بقداس عيد انتقال العذراء على نية شهداء الجيش وتحرير الجنود الأسرى الأب جورج صغبيني

إحتفل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي بقداس عيد انتقال العذراء على نية شهداء الجيش وتحرير الجنود الأسرى، من اجل عودتهم الى المؤسسة العسكرية وأهلهم. 2014-08-15 في المقر البطريركي الصيفي في الديمان، حضره قائد الجيش العماد جان قهوجي وأهالي شهداء الجيش. 
 

عظة الكردينال البطريرك مار بشاره بطرس الراعي - عيد انتقال العذراء مريم - الديمان - في 15 آب 2014

"ها منذ الآن تطوّبني جميع الأجيال، لأنّ القدير صنع بي عظائم" (لو1: 48-49)

1. إنّنا في مسيرة الأجيال نُعطي الطوبى لمريم، في عيد انتقالها بالنفس والجسد إلى مجد السماء. وبانتقالها كانت ذروةُ عظائم الله فيها وبواسطتها. فهي عظائم نعظّم الله عليها، هاتفين معها: "تعظّم نفسي الربّ وتبتهج روحي بالله مخلّصي" (لو1: 46-47). وفي الوقت عينه "نُعطي الطوبى لمريم، لأنّ القدير صنع فيها عظائم" (لو1: 46-47). إليها نرفع صلاتنا لكي تعضدنا من سمائها، نحن أبناءها وبناتها المسافرين في بحر هذا العالم، راجين أن تبلغ بنا إلى ميناء الخلاص.

2. يسعدنا أن نحتفل معاً بهذه الليتورجيّا الإلهيّة مُكرّمين أمّنا مريم العذراء، ومُمجّدين الله على عظائمه المتواصلة في تاريخ البشر. وإنّنا نقدّم الذبيحة الإلهية لراحة نفوس شهداء الجيش اللبناني وجميع القوى والأجهزة الأمنية الأخرى، الذين قدّموا ذواتهم ذبيحة فداء على مذبح الوطن، ولا سيّما الذين سقطوا في هذه الأيام الأخيرة في أحداث عرسال المشؤومة التي افتعلها تنظيمُ "داعش" ومعاونوه، راجين لهم إكليل المجد في السماء إلى جانب الشهداء القديسين. كما نقدّمها من أجل شفاء الجرحى، وتحرير العسكريين المحتجزين لدى تنظيم "داعش" وسواه من التنظيمات الأصولية الإرهابية، وعودتِهم إلى عائلاتهم وإلى رحاب المؤسسة العسكرية.

وفيما يشارك معنا في هذا الاحتفال ملايين من المشاهدين والمستمعين عبر وسائل الإعلام التي تنقله مشكورة، فإنّا نثني عليها وعلى هذه الخدمة التواصلية، ولاسيما على محطة تلفزيون MTV، التي نظّمت هذا الاحتفال بالتعاون مع قيادة الجيش، ومع جوقة الروح القدس – الكسليك التي تُحيي خدمة الأناشيد الليتورجية.

3. فإنّا نُحيّي العماد جان قهوجي قائد الجيش، وهيئةَ الأركان وقادةَ الألوية والضبّاطَ والجنود، ونعرب لهم عن دعمنا الكامل لهذه المؤسسة العسكرية، التي وحدها توفّر للّبنانيين أمنَهم وكرامتَهم، وللوطن سيادتَه وعزّتَه. فكما يتفانى الجيشُ اللبناني في حماية الوطن والمواطنين، نعتبر من واجب الشعب اللبناني وبخاصة رجال السياسة والحكم، أن يتفانَوا بدورهم في دعمه ومساندته والدفاع عنه بروح الامتنان والتقدير، لِما يبذلُ عناصرُه من جهود، وما يرتضون من تضحيات من أجل الخير العام. فبفضل هذه التضحيات وهذه الجهود انتصروا على تنظيم "داعش" وسائر التنظيمات الإرهابية، في عرسال، كما في معارك أخرى، فنجَّوا لبنان من مخطّطات ومؤامرات كارثية. ما يعني أنّ يد العناية الإلهية هي التي نصرتهم. وهذا يزيدنا يقيناً بأنّ أمّنا مريم العذراء، سيدةَ لبنان، هي التي نجّت بحمايتها وطنَنا الحبيب؛ وقد استجابت صلاةَ الجميع بتكريس لبنان وبلدان الشرق الأوسط لقلبها الطاهر. وكم نتمنّى أن يقتديَ رجالُ السياسة ونوّابُ الأمّة برجال الجيش في التضحيات والتفاني والتجرّد من أجل لبنان ومؤسساته الدستورية، بعيداً عن المصالح الصغيرة والفئوية. فنرجو أن يتفانى السادة النواب بهذه الروح، ويبادروا إلى القيام بواجبهم الدستوري، فينتخبوا رئيسًا للجمهوريّة، لكي ينتظم عملُ المجلس النيابي ومجلس الوزراء، وتعود الحياة الطبيعية إلى الجسم اللبناني.

4. وإنّا نحيّي بيننا أهالي شهداء جيشنا المفدّى، فنعرب لهم عن تعازينا الحارّة، وعن قربنا منهم بالصلاة والعزاء، وعن مشاركتنا إيّاهم في الأسى والألم. لكنّنا بروح الإيمان ندعوهم ليجعلوا من شهدائهم ذبيحة فداء، يضمّونها إلى ذبيحة الفادي الإلهي، من أجل لبنان وشعبه، سائلين الله أن يمسّ قلوب الإرهابيّين الأصوليين التكفيريّين وضمائرهم ويعيدَ إليهم إنسانيتَهم ويحرّرَهم من سلطان الشر المتحكّم فيهم، والذي يفقدهم صورة الله، التي خُلقوا أصلاً على مثالها. أجل، قدِّموا شهداءكم، أزواجاً وآباء وإخوة وأنسباء، ذبيحةَ تعويض وتكفير عن كلّ الشرور التي تُرتكب في الحروب والنزاعات، حيث تُدمَّر مدن، ويُقتل أبرياء، وتُشرّد عائلات. قدِّموهم ذبيحة تشفّع، من أجل السلام في لبنان وسوريا والعراق وفلسطين، ومن أجل تحريك ضمائر رؤساء الدول ومنظّمة الأمم المتّحدة ومجلس الأمن والمحكمة الدولية الجنائية، لكي يتحمّلوا مسؤولية السلام بين الدول، والقضاء على التنظيمات الأصولية والإرهابية، وحماية حقوق المواطنين، والعمل الدؤوب على عودة المشردين والمطرودين والنازحين إلى بيوتهم وممتلكاتهم.

وإنّا نشكر ونثني على كافة المبادرات الخارجية والداخلية التي جاءت لتدعم الجيش اللبناني، إيمانًا منها بدوره كعمود فقري للاستقرار الوطني؛ ونشجّع على اتّساعها واستمرارها، آملين بانخراط المزيد في صفوفه من شبابنا المؤمن برسالة لبنان وميثاقيّته.

يا أهالي شهداء الجيش الأحباء، ضعوا على رؤوس شهدائكم أكاليل المجد، واعتزّوا بأنّكم تسخون بدمائهم في سبيل الوطن، كياناً وشعباً ومؤسسات. الله وحده يعرف كيف يكفكف دموعكم ويخاطب قلوبكم ويعزّيكم. فلتهدكم إليه وإلى حنانه ورحمته أمُّنا وسيدتُنا مريم العذراء، شريكةُ الفداء في آلام ابنها يسوع وموته، وشريكتُه في مجد السماء.

4. "ها منذ الآن تطوّبني جميع الأجيال، لأنّ القدير صنع بي عظائم" (لو1: 48-49)

بلغت عظائمُ الله ذروتها برفع مريم بنفسها وجسدها إلى مجد السماء. في إعلان هذه العقيدة الإيمانية بلسان المكرّم البابا بيوس الثاني عشر في أول تشرين الثاني سنة 1950، انكشفت عظائمُ الله التي هيّأت انتقالَ مريم بالنفس والجسد إلى السماء. فأعلن: "إنّ مريم البريئة من دنس الخطيئة الأصلية والشخصية، وأمَّ الإله، الدائمةَ البتولية، وشريكةَ ابنها في آلام الفداء، بعد نهاية حياتها على الأرض، نُقلت بنفسها وجسدها إلى المجد السماوي".

5. أربع عظائم كشفها كلام البابا بيوس الثاني عشر:

الأولى، عصمة مريم من خطيئة أبوينا الأوّلَين، آدم وحواء، المعروفة بالخطيئة الأصلية التي نرثها، والتي تُمحى منّا بالمعمودية والميرون. عصمها الله منها بتدخّلٍ إلهي في اللحظة الأولى للحبل بها في حشى أمّها القديسة حنه زوجةِ يواكيم، كما يُحبل بكلّ كائن بشري، مستبقاً بذلك استحقاقات مَن سيولد منها إنساناً، ابنُ الله يسوع المسيح، فادي الإنسان ومخلّص العالم. وهذه العقيدة الإيمانية أي الحبل بمريم من دون دنس، أعلنها الطوباوي البابا بيوس التاسع في 8 كانون الأوّل 1854. تعلّمنا هذه العقيدة أن كلّ كائن بشري يتكوّن في حشا أمّ هو معروف من الله ومُراد، إذ ينفخ فيه روحاً من روحه، وتبقى عينُه عليه من أجل خلاصه، ومن أجل اكتشاف دوره في تاريخ الخلاص، عبر تاريخ البشر. هذا يعني أن حياة كلِّ إنسان هي مقدّسة، وأنّ الله هو وحدَه سيّدُها المطلق. وهو وحدَه سيّدُ الحياة والموت. فمن يعتدي على الإنسان، أيِّ إنسان، إنما يعتدي على الله.

ومريم عصمت نفسها، بقدرة النعمة الإلهية، من كلّ خطيئة شخصية. وهي عقيدة أعلنها المجمع التريدنتيني المنعقد ما بين سنة 1545 و1563.

يليق إذن بمريم، التي لم تتدنّس بأي خطيئة أصلية وشخصية، أن لا يرى جسدها فساداً، فرُفعت بالنفس والجسد إلى مجد السماء.

6. العظمة الثانية في مريم هي أمومتُها للإله المتجسّد، يسوعَ المسيح. لقد ولج الإله، ابنُ الله الأقنوم الثاني من الثالوث القدوس، حشى مريم الطاهر، وأصبح جنيناً بشرياً بقوّة الروح القدس، لكي يُعيد للإنسان بهاءَ إنسانيته، ولكي يكلّمَ اللهُ الإنسان بالشكل المباشر، ويحبَّه بقلب إنسان، ويقولَ له الحقيقة بلسان إنسان، ولكي يفتديَ الجنس البشري بآلامه وموته، ولكي تولدَ منه البشريةُ الجديدة، مثلما تولد السنبلة من حبة القمح المزروعة في الأرض الطيبة. إنّ عقيدة مريم أمِّ الإله بالجسد البشري"، وقد أعلنها مجمع أفسس سنة 431، تعلّمنا أن مريم جُعلت هيكل الإله المتجسّد وسكنى الله الثالوث، فهي ابنة الآب وأمّ الابن، وعروسة الروح القدس. وهذه دعوة لكلّ واحد وواحدة منّا ليكون هيكلاً مقدّساً لله، بيسوع المسيح، بحيث نقول مع بولس الرسول: "أنا أحيا، لا أنا! بل المسيح هو الذي يحيا فيّ" (غل2: 20).

7. العظمة الثالثة في مريم هي أنّها أمٌّ وعذراء، وقد تمّت فيها نبوءة أشعيا: "ها إنّ العذراء تحبل وتلد ابناً يُدعى عمّانوئيل – أي الله معنا" (أش 7: 14). إنّها أمٌّ بتول، وبتوليتها دائمة، قبل الحبل وأثناءه وبعده. عقيدة إيمانية أعلنها المجمع اللاتراني سنة 1649. إنها مثال المكرّسين والمكرّسات في الكنيسة، الذين دُعوا إلى المحبة الكاملة على خطى المسيح وأمّه مريم، معتنقين بنذر رسمي فضيلة البتولية المكرّسة لملكوت الله ولخدمة الكنيسة.

8. العظمة الرابعة في مريم هي أنّها جُعلت شريكة ابنها في الفداء، هي التي رافقته في جميع مراحل حياته، بكلمة "نعم" عبَّرت فيها عن تكرّسها الكامل لتصميم الله الخلاصي، في حلوه ومرّه. لقد بدأت مسيرة الإيمان والرجاء والحب بكلمة "نعم" يوم البشارة عندما أعلمها الملاك جبرائيل بأنها ستكون أم الإله المتجسّد، وقالتها "نعم" على أقدام الصليب. في الأولى أصبحت أمّ يسوع التاريخي، وفي الثانية أمّ المسيح السرّيّ، الذي هو الكنيسة. هذه عقيدة تعلّمنا أن نجعل من آلامنا الجسدية والمعنوية والروحية مشاركة في آلام المسيح، وتحويلها إلى "آلام مخاض"، بحيث تولد منها حياةٌ جديدة وواقع جديد. كما تعلّمنا أن نقبل كلّ آلامنا، أكانت من الداخل أم من الخارج، ونعطيَها قيمة خلاصيّة، فنردّد: "مع آلامك يا يسوع"، ونتبنّى كلمة بولس الرسول: "إنّي أكمّل في جسدي ما نقص من آلام المسيح من أجل الكنيسة"(كول 1: 24).

وبما أنَّ مريم شريكةُ ابنها في الفداء، فإنّها شريكةٌ أيضًا في وساطة الخلاص، بحيث أنّها تساهم في ولادة الحياة الفائقة الطبيعة في كل مؤمن ومؤمنة، بواسطة أسرار الخلاص.

9. فيا مريم أمّنا، إنّنا نعطيكِ الطوبى لكلّ هذه العظائم الإلهية التي حقّقها الله فيكِ. فإنّنا نمجّده ونشكره لأنه جعلكِ تحفة الخلق والفداء ومثالاً للبشرية جمعاء، وأشرككِ في مجد ابنكِ، ملكِ الملوك وسيّدِ السادة، إذ توّجك سلطانة على السماء والأرض. نسألك أن تحتضني شهداءنا مثلما احتضنتِ ابنَك يسوع المنزل عن الصليب، وقد مات فداءً عن الجنس البشري، لكي يكونَ استشهادهم فداءً عن وطننا وشعبنا. وأهّلينا يا مريم أن نعظّم الله معكِ بحياة بارّة، نسير فيها على الطريق المؤدي إليه، وقد رسمتيه أنتِ ببطولة إيمانكِ والرجاء والمحبة. فنستحق أن نرفع من قلوبنا النقية نشيد المجد والتسبيح للثالوث الذي اختاركِ، الآب والابن والروح القد، الآن وإلى الأبد، آمين.

 

البابا يدعو لتحرك أممي لوقف "داعش" في العراق الأب جورج صغبيني

البابا يدعو لتحرك أممي لوقف "داعش" في العراق

الاثنين 21 شوال 1435هـ - 18 أغسطس 2014م

البابا فرنسيس

الفاتيكان – فرانس برس

دعا البابا فرنسيس الاثنين إلى "وقف العدوان الظالم" في العراق عبر تحرك جماعي للأمم المتحدة وليس بواسطة تدخل أحادي الجانب، في انتقاد ضمني للضربات الأميركية.

وقال ردا على سؤال في الطائرة التي تقله من كوريا الجنوبية حول الضربات الأميركية ضد تنظيم "داعش": "في حالة العدوان الظالم، فإن وقف المعتدي الظالم أمر مشروع. وأشدد على فعل وقف وليس القصف أو شن حرب. ولكن دولة واحدة لا تستطيع أن تحكم كيف يمكن وقف ذلك".

وأضاف البابا: "بعد الحرب العالمية الثانية ابتكرت فكرة الأمم المتحدة وهنا علينا أن نناقش ونقول هناك معتد ظالم. كيف يمكننا وقفه"، مضيفاً أنه "يجب تقييم الوسائل التي يمكننا بها وقف المعتدي الظالم".

قداسة البابا فرنسيس وبطريرك أنطاكية للسريان الكاثوليك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان.

 
صورة: ‏البابا يدعو لتحرك أممي لوقف "داعش" في العراق
الاثنين 21 شوال 1435هـ - 18 أغسطس 2014م
البابا فرنسيس

الفاتيكان – فرانس برس

دعا البابا فرنسيس الاثنين إلى "وقف العدوان الظالم" في العراق عبر تحرك جماعي للأمم المتحدة وليس بواسطة تدخل أحادي الجانب، في انتقاد ضمني للضربات الأميركية.

وقال ردا على سؤال في الطائرة التي تقله من كوريا الجنوبية حول الضربات الأميركية ضد تنظيم "داعش": "في حالة العدوان الظالم، فإن وقف المعتدي الظالم أمر مشروع. وأشدد على فعل وقف وليس القصف أو شن حرب. ولكن دولة واحدة لا تستطيع أن تحكم كيف يمكن وقف ذلك".

وأضاف البابا: "بعد الحرب العالمية الثانية ابتكرت فكرة الأمم المتحدة وهنا علينا أن نناقش ونقول هناك معتد ظالم. كيف يمكننا وقفه"، مضيفاً أنه "يجب تقييم الوسائل التي يمكننا بها وقف المعتدي الظالم".

قداسة البابا فرنسيس وبطريرك أنطاكية للسريان الكاثوليك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان.‏

بطاركة الشرق في العراق 20-8-2014 الأب جورج صغبيني

بطاركة الشرق في العراق 20-8-2014

 
زار وفد من بطاركة الشرق الكاثوليك والأرثوذكس، اربيل عاصمة اقليم كردستان العراق، للإطلاع على أوضاع المسيحيين المهجرين الذين أجبروا على مغادرة مناطقهم من قبل تنظيم "الدولة الإسلامية".

وقد دعا البطاركة العراقيين إلى عدم مغادرة أرضهم، وطالبوا المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته لحماية الأقليات.

وقال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في المؤتمر الصحافي الذي عقد في اربيل:

الهدف الأول ن زيارتنا إعلان التضامن الروحي والمعنوي والانساني والمادي مع اخوتنا المسيحيين الذين هجروا وطردوا من أرضنا، ولنقول اننا معهم وجرحهم هو جرحنا، ولا تخافوا فلنا دور روحي نلعبه كمسيحيين وأنتم تحملون صليب الفداء الذي له قيمته، وقيمته في القيامة. فلا تفكروا بالهجرة، وحافظوا على جذوركم فعمركم 2000 سنة، والجذور التي هيئت للمسيحيين تعود لأيام ابراهيم، ونحن بجانبكم".

الهدف الثاني هو اللقاء مع السلطات المسؤولة في الفاتيكان.

الهدف الثالث هو أن نطلب من الأسرة الدولية تحمل مسؤولياتها، إذ من غير المسموح أن يسيطر تنظيم ارهابي مثل "داعش" على شعوب آمنة، وأن يستولي على أملاكها والمجتمع الدولي يتفرج، فهذا الأمر نرفضه، فنحن كنيسة واحدة، ونؤكد اننا صوت واحد وجسم واحد، وجرحكم هو جرحنا. وسنستمر في تحركنا على كل المستويات، كما وعدناكم".

"نحن كبطاركة سنطالب المجتمع الدولي والامم المتحدة بحماية الاقليات، ومكافحة كل التنظيمات الارهابية ومن بينها "داعش". أما نحن كمسيحيين فنصلي ليمس الله ضمائرهم كي لا يضيعوا صورة الله ".

وقال بطريرك انطاكيا وسائر المشرق والاسنكدرية واورشليم للروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام: "سنقوم في سوريا بعبادة الصوم والصلاة كل يوم في كنيسة على مدار الشهر من أجل الأمن والامان في كل بلادنا التي تحتاج إلى سلام".

وإن "البطاركة مجتمعون وبصوت واحد"، معتبرين أن كرامة الانسان "منداسة" اليوم، ونحن سنعمل من أجل كرامة كل انسان. وإذا كنا نحب بعضنا كعرب يمكننا أن نبني عالما يرتكز على المحبة، لأن المحبة لا تسقط أبداً".

و"يجب أن نعمل كمسيحيين على شهادتنا، ولا يجب أن نخاف على حضورنا بقدر ما نخاف على شهادتنا. كما يجب أن نبقى معا مسلمين ومسحيين لبناء عالم افضل في بلادنا".

وتوجه إلى مسيحيي العراق بالقول: "أنتم على درب الصليب، والجلجلة قاسية، ولكن لا تنسوا ان لقبكم في التاريخ ابناء القيامة".

وقال بطريرك الكلدان في العراق والعالم مار لويس روفائيل الأول ساكو: "هذه الزيارة التضامنية جعلتنا نشعر بأننا واحد ولسنا وحيدين. هذه الزيارة هي رسالة وسط النكبة التي حلت بمسيحيينا وباليزيديين، وقد رفعت معنويتنا. والمطلوب أن يكون صوتنا واحداً وموقفنا وشعورنا واحداً، وأن نتجاوز الخصوصيات الطائفية، ونحن كنيسة واحدة كنيسة متجذرة في هذا الشرق".

وأشكر "أصحاب النيافة والقداسة على هذه الزيارة الاخوية التي تركت بصماتها علينا وعلى شعبنا"، آملاً أن "تكون المحنة قصيرة وأن يعود الناس إلى أعمالهم وبيوتهم".

وإن "هدف الزيارة هو أن نشد الانتباه الى وضع المسيحيين في هذه الاراضي المباركة. وأمام هذا الواقع، أناشد الامين العام للامم المتحدة ومجلس الامن أن يقوما بواجبهما، وأطلب من البابا فرنسيس أن يقوم بدور أكبر في مناشدة الدول التي لها تأثير على ارض الواقع، لمساعدة الشعب. المطلوب المساعدة على تحرير ساحل نينوى وعودة المهجرين الى بيوتهم وتوفير حماية دولية لهؤلاء".

وقال بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان: "لا يمكن التكلم عن مأساة وابادة للمكون المسيحي او الايزيدي فلا بد من رفع الصوت للعالم كله من انه لا يمكن للعالم ان يقبل بابادة جماعة انسانية الى اي عرق او دين انتمت".

وإن "الابادة كانت على يد جماعة تكفيرية لا تقبل الآخر وهذه الجماعة نمت وترعرعت في جماعات وبدعم من بلدان معروفة في المنطقة وهي مؤسسة على الوهابية في الدين الاسلامي التي تتنصل ولا تقبل مسؤوليتها وتقول ان القاعدة هي عدو لها"، مشدداً على أن "البلدان الغربية لم تكترث لهذه الجماعات، والآن تتراجع امام تلك المشكلة، واما نكون او لا نكون".

وناشد بطريرك الكنيسة السريانية الأرثوذكسية اغناطيوس افرام، الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون "القيام بزيارة الى العراق كي يرى بنفسه ما يحصل وطريقة عيش المهجرين"، كما ناشد البابا فرنسيس ان "يقوم بدور اكبر".

ودعا "الدولة الى المساعدة في تحرير مناطق الموصل وقرى سهل نينوى واعادة المهجرين الى بيوتهم بأسرع ما يكون وتوفير حماية دولية لهؤلاء الناس وان يتمكن الشعب من حماية نفسه وادارة شؤونهم بأنفسهم بالاتفاق مع حكومة كردستان".

وقال"رئيس إقليم كردستان مسعود البرازاني لوفد البطاركة: أنا متمسك بالمسيحيين في كردستان، ونعيش ونموت معاً، والحركات الاصولية لا تميز بين الاديان".

 
صورة: ‏بطاركة الشرق في العراق 20-8-2014

زار وفد من بطاركة الشرق الكاثوليك والأرثوذكس، اربيل عاصمة اقليم كردستان العراق، للإطلاع على أوضاع المسيحيين المهجرين الذين أجبروا على مغادرة مناطقهم من قبل تنظيم "الدولة الإسلامية".
وقد دعا البطاركة العراقيين إلى عدم مغادرة أرضهم، وطالبوا المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته لحماية الأقليات. 

وقال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في المؤتمر الصحافي الذي عقد في اربيل: 
الهدف الأول ن زيارتنا إعلان التضامن الروحي والمعنوي والانساني والمادي مع اخوتنا المسيحيين الذين هجروا وطردوا من أرضنا، ولنقول اننا معهم وجرحهم هو جرحنا، ولا تخافوا فلنا دور روحي نلعبه كمسيحيين وأنتم تحملون صليب الفداء الذي له قيمته، وقيمته في القيامة. فلا تفكروا بالهجرة، وحافظوا على جذوركم فعمركم 2000 سنة، والجذور التي هيئت للمسيحيين تعود لأيام ابراهيم، ونحن بجانبكم".
الهدف الثاني هو اللقاء مع السلطات المسؤولة في الفاتيكان. 
الهدف الثالث هو أن نطلب من الأسرة الدولية تحمل مسؤولياتها، إذ من غير المسموح أن يسيطر تنظيم ارهابي مثل "داعش" على شعوب آمنة، وأن يستولي على أملاكها والمجتمع الدولي يتفرج، فهذا الأمر نرفضه، فنحن كنيسة واحدة، ونؤكد اننا صوت واحد وجسم واحد، وجرحكم هو جرحنا. وسنستمر في تحركنا على كل المستويات، كما وعدناكم". 
"نحن كبطاركة سنطالب المجتمع الدولي والامم المتحدة بحماية الاقليات، ومكافحة كل التنظيمات الارهابية ومن بينها "داعش". أما نحن كمسيحيين فنصلي ليمس الله ضمائرهم كي لا يضيعوا صورة الله ".

وقال بطريرك انطاكيا وسائر المشرق والاسنكدرية واورشليم للروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام: "سنقوم في سوريا بعبادة الصوم والصلاة كل يوم في كنيسة على مدار الشهر من أجل الأمن والامان في كل بلادنا التي تحتاج إلى سلام".
وإن "البطاركة مجتمعون وبصوت واحد"، معتبرين أن كرامة الانسان "منداسة" اليوم، ونحن سنعمل من أجل كرامة كل انسان. وإذا كنا نحب بعضنا كعرب يمكننا أن نبني عالما يرتكز على المحبة، لأن المحبة لا تسقط أبداً".
و"يجب أن نعمل كمسيحيين على شهادتنا، ولا يجب أن نخاف على حضورنا بقدر ما نخاف على شهادتنا. كما يجب أن نبقى معا مسلمين ومسحيين لبناء عالم افضل في بلادنا".
وتوجه إلى مسيحيي العراق بالقول: "أنتم على درب الصليب، والجلجلة قاسية، ولكن لا تنسوا ان لقبكم في التاريخ ابناء القيامة".

وقال بطريرك الكلدان في العراق والعالم مار لويس روفائيل الأول ساكو: "هذه الزيارة التضامنية جعلتنا نشعر بأننا واحد ولسنا وحيدين. هذه الزيارة هي رسالة وسط النكبة التي حلت بمسيحيينا وباليزيديين، وقد رفعت معنويتنا. والمطلوب أن يكون صوتنا واحداً وموقفنا وشعورنا واحداً، وأن نتجاوز الخصوصيات الطائفية، ونحن كنيسة واحدة كنيسة متجذرة في هذا الشرق".
وأشكر "أصحاب النيافة والقداسة على هذه الزيارة الاخوية التي تركت بصماتها علينا وعلى شعبنا"، آملاً أن "تكون المحنة قصيرة وأن يعود الناس إلى أعمالهم وبيوتهم".
وإن "هدف الزيارة هو أن نشد الانتباه الى وضع المسيحيين في هذه الاراضي المباركة. وأمام هذا الواقع، أناشد الامين العام للامم المتحدة ومجلس الامن أن يقوما بواجبهما، وأطلب من البابا فرنسيس أن يقوم بدور أكبر في مناشدة الدول التي لها تأثير على ارض الواقع، لمساعدة الشعب. المطلوب المساعدة على تحرير ساحل نينوى وعودة المهجرين الى بيوتهم وتوفير حماية دولية لهؤلاء".

وقال بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان: "لا يمكن التكلم عن مأساة وابادة للمكون المسيحي او الايزيدي فلا بد من رفع الصوت للعالم كله من انه لا يمكن للعالم ان يقبل بابادة جماعة انسانية الى اي عرق او دين انتمت".
وإن "الابادة كانت على يد جماعة تكفيرية لا تقبل الآخر وهذه الجماعة نمت وترعرعت في جماعات وبدعم من بلدان معروفة في المنطقة وهي مؤسسة على الوهابية في الدين الاسلامي التي تتنصل ولا تقبل مسؤوليتها وتقول ان القاعدة هي عدو لها"، مشدداً على أن "البلدان الغربية لم تكترث لهذه الجماعات، والآن تتراجع امام تلك المشكلة، واما نكون او لا نكون".

وناشد بطريرك الكنيسة السريانية الأرثوذكسية اغناطيوس افرام، الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون "القيام بزيارة الى العراق كي يرى بنفسه ما يحصل وطريقة عيش المهجرين"، كما ناشد البابا فرنسيس ان "يقوم بدور اكبر".
ودعا "الدولة الى المساعدة في تحرير مناطق الموصل وقرى سهل نينوى واعادة المهجرين الى بيوتهم بأسرع ما يكون وتوفير حماية دولية لهؤلاء الناس وان يتمكن الشعب من حماية نفسه وادارة شؤونهم بأنفسهم بالاتفاق مع حكومة كردستان". 

وقال"رئيس إقليم كردستان مسعود البرازاني لوفد البطاركة: أنا متمسك بالمسيحيين في كردستان، ونعيش ونموت معاً، والحركات الاصولية لا تميز بين الاديان".‏

أوباما يبكي: لا مكان لـ «داعش» في القرن الـ 21 الأب جورج صغبيني

أوباما يبكي: لا مكان لـ «داعش» في القرن الـ21

 
بعد إعدام داعش صحافيا أميركيا ونشره صور العملية ترك أثره في الرأي العام الغربي

وتزامن ذلك مع إعلان كل من ألمانيا وإيطاليا إرسال الأسلحة إلى إقليم كردستان للمساهمة في الحرب على «الدولة الإسلامية».

ورأى الرئيس الأميركي باراك أوباما، أن تنظيم «الدولة الإسلامية»: «لا مكان له في القرن الحادي والعشرين»، مشيراً إلى أن «التنظيم لا يتحدث باسم أي ديانة. ليس هناك ديانة تقول بذبح الأبرياء. إن عقيدتهم فارغة»، وداعياً إلى التعبئة لتجنب انتشار هذا «السرطان».

وأكد أوباما أن واشنطن «ستواصل ما ينبغي أن تقوم به في العراق لحماية الشعب الأميركي». لا الشعب العراقي.

وكان مقاتلو «الدولة الإسلامية» قد نشروا مقطع فيديو أول من أمس، يُظهر ذبح الصحافي الأميركي جيمس فولي، وعرض الفيديو الذي صدر بعنوان «رسالة إلى أميركا»، صوراً لصحافي أميركي آخر يدعى ستيفن سوتلوف، قال المقاتلون إن حياته تتوقف على مسلك الولايات المتحدة في العراق.

وأعلنت رئاسة الوزراء البريطانية في بيان أمس، أن رئيس الوزراء ديفيد كاميرون قرر قطع إجازة يقضيها مع أسرته، عائداً إلى لندن، عقب نشر «الدولة الإسلامية» شريط الفيديو. وكتب كاميرون في تغريدة على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «إذا كان مقتل جيمس فولي صحيحاً، فهو صدمة وغير أخلاقي»، وأشار إلى أنه سيعقد اجتماعاً يتناول قضايا تتعلق بالعراق وسوريا. ورجّح كاميرون في وقت لاحق من أمس، ان يكون الشخص الذي ظهر في شريط الفيديو، وهو يقتل الصحافي الأميركي بريطانياً.

وفي هذه الأثناء، أعرب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، عن أمله في أن تتحرك دول المنطقة كافة وضمنها إيران، إضافةً إلى الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، معاً ضد مسلحي تنظيم «الدولة الإسلامية» المتطرف.

وأعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في مقابلة مع صحيفة «لوموند» الفرنسية أنه سيقترح قريباً عقد مؤتمر حول الأمن في العراق ومحاربة تنظيم «الدولة الإسلامية»، مشيراً إلى أن الوضع الدولي اليوم هو «الأخطر» منذ عام 2001. و«علينا أن نضع استراتيجية شاملة ضد هذه المجموعة، التي باتت تمثل كياناً منظماً ولديها الكثير من التمويل وأسلحة متطورة جداً، وتهدد دولاً مثل العراق وسوريا ولبنان». وأضاف «لم يعد بإمكاننا الاكتفاء بالنقاش التقليدي حول التدخل أو عدم التدخل».

وقال وزيرا الخارجية والدفاع في ألمانيا، إن برلين مستعدة لإرسال أسلحة لقوات الأمن الكردية في شمال العراق لمحاربة «الدولة الإسلامية».

وقال وزير الخارجية فرانك فالتر شتاينماير في مؤتمر صحافي مشترك مع وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون دير ليين، «يمكننا أن نتصور توفير المزيد من المعدّات، بما في ذلك الأسلحة»، «فقد قررت بريطانيا العظمى وإيطاليا وفرنسا إرسال هذه الأشياء، ونحن مستعدون للقيام بذلك أيضاً».

وقالت وزيرة الدفاع الألمانية إن الأسلحة ستُرسل مباشرة إلى شمال العراق بعد تنسيق عن كثب مع الحكومة العراقية.

وكان وزير ألماني قد اتهم صراحة قطر بتمويل مقاتلي «الدولة الإسلامية» في العراق.

وقال وزير المساعدة الإنمائية غيرد مولر، الذي ينتمي إلى المحافظين بزعامة المستشارة أنجيلا ميركل، إن «وضعاً كهذا يأتي دائماً بعد مسار سابق»، مضيفاً، «من الذي يمول هذه القوى؟ إنني أفكر في دولة قطر».

كذلك، وافقت لجان مختصة في غرفتي البرلمان الإيطالي في وقت متزامن، على نحو نهائي على قرار بتوفير مساعدات عسكرية لحكومة إقليم شمال العراق. وقالت وزيرة الخارجية الإيطالية فيدريكا موجيريني، إن المساعدات العسكرية لإقليم شمال العراق تأتي لإيقاف هجمات تنظيم «الدولة الإسلامية» ضد الإقليم. وعبّرت في كلمة أمام البرلمان، عن قناعتها بأن تهديدات «الدولة الإسلامية» «لا تمثّل تهديدًا فقط للعراق، لكنه يمتد إلى كل أنحاء المنطقة وأوروبا والعالم أيضًا».

نأسف لمقتل الصحافي ونتعجّب كيف هبّ العالم على إثر مقتله وعدم إكتراث هؤلاء جميعا ما أصاب ملايين المسيحيين والإيزيديين في العراق وما أصاب المسيحيين والأبرياء في سوريا وما يصيب الفلسطينيين في عزة على يد داعش الإسرائيلية اليهودية.

 
صورة: ‏أوباما يبكي: لا مكان لـ «داعش» في القرن الـ21

بعد إعدام داعش صحافيا أميركيا ونشره صور العملية ترك أثره في الرأي العام الغربي
وتزامن ذلك مع إعلان كل من ألمانيا وإيطاليا إرسال الأسلحة إلى إقليم كردستان للمساهمة في الحرب على «الدولة الإسلامية».
ورأى الرئيس الأميركي باراك أوباما، أن تنظيم «الدولة الإسلامية»: «لا مكان له في القرن الحادي والعشرين»، مشيراً إلى أن «التنظيم لا يتحدث باسم أي ديانة. ليس هناك ديانة تقول بذبح الأبرياء. إن عقيدتهم فارغة»، وداعياً إلى التعبئة لتجنب انتشار هذا «السرطان». 
وأكد أوباما أن واشنطن «ستواصل ما ينبغي أن تقوم به في العراق لحماية الشعب الأميركي». لا الشعب العراقي.
وكان مقاتلو «الدولة الإسلامية» قد نشروا مقطع فيديو أول من أمس، يُظهر ذبح الصحافي الأميركي جيمس فولي، وعرض الفيديو الذي صدر بعنوان «رسالة إلى أميركا»، صوراً لصحافي أميركي آخر يدعى ستيفن سوتلوف، قال المقاتلون إن حياته تتوقف على مسلك الولايات المتحدة في العراق.
وأعلنت رئاسة الوزراء البريطانية في بيان أمس، أن رئيس الوزراء ديفيد كاميرون قرر قطع إجازة يقضيها مع أسرته، عائداً إلى لندن، عقب نشر «الدولة الإسلامية» شريط الفيديو. وكتب كاميرون في تغريدة على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «إذا كان مقتل جيمس فولي صحيحاً، فهو صدمة وغير أخلاقي»، وأشار إلى أنه سيعقد اجتماعاً يتناول قضايا تتعلق بالعراق وسوريا. ورجّح كاميرون في وقت لاحق من أمس، ان يكون الشخص الذي ظهر في شريط الفيديو، وهو يقتل الصحافي الأميركي بريطانياً.
وفي هذه الأثناء، أعرب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، عن أمله في أن تتحرك دول المنطقة كافة وضمنها إيران، إضافةً إلى الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، معاً ضد مسلحي تنظيم «الدولة الإسلامية» المتطرف.
وأعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في مقابلة مع صحيفة «لوموند» الفرنسية أنه سيقترح قريباً عقد مؤتمر حول الأمن في العراق ومحاربة تنظيم «الدولة الإسلامية»، مشيراً إلى أن الوضع الدولي اليوم هو «الأخطر» منذ عام 2001. و«علينا أن نضع استراتيجية شاملة ضد هذه المجموعة، التي باتت تمثل كياناً منظماً ولديها الكثير من التمويل وأسلحة متطورة جداً، وتهدد دولاً مثل العراق وسوريا ولبنان». وأضاف «لم يعد بإمكاننا الاكتفاء بالنقاش التقليدي حول التدخل أو عدم التدخل».
وقال وزيرا الخارجية والدفاع في ألمانيا، إن برلين مستعدة لإرسال أسلحة لقوات الأمن الكردية في شمال العراق لمحاربة «الدولة الإسلامية».
وقال وزير الخارجية فرانك فالتر شتاينماير في مؤتمر صحافي مشترك مع وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون دير ليين، «يمكننا أن نتصور توفير المزيد من المعدّات، بما في ذلك الأسلحة»، «فقد قررت بريطانيا العظمى وإيطاليا وفرنسا إرسال هذه الأشياء، ونحن مستعدون للقيام بذلك أيضاً».
وقالت وزيرة الدفاع الألمانية إن الأسلحة ستُرسل مباشرة إلى شمال العراق بعد تنسيق عن كثب مع الحكومة العراقية.
وكان وزير ألماني قد اتهم صراحة قطر بتمويل مقاتلي «الدولة الإسلامية» في العراق.
وقال وزير المساعدة الإنمائية غيرد مولر، الذي ينتمي إلى المحافظين بزعامة المستشارة أنجيلا ميركل، إن «وضعاً كهذا يأتي دائماً بعد مسار سابق»، مضيفاً، «من الذي يمول هذه القوى؟ إنني أفكر في دولة قطر».
كذلك، وافقت لجان مختصة في غرفتي البرلمان الإيطالي في وقت متزامن، على نحو نهائي على قرار بتوفير مساعدات عسكرية لحكومة إقليم شمال العراق. وقالت وزيرة الخارجية الإيطالية فيدريكا موجيريني، إن المساعدات العسكرية لإقليم شمال العراق تأتي لإيقاف هجمات تنظيم «الدولة الإسلامية» ضد الإقليم. وعبّرت في كلمة أمام البرلمان، عن قناعتها بأن تهديدات «الدولة الإسلامية» «لا تمثّل تهديدًا فقط للعراق، لكنه يمتد إلى كل أنحاء المنطقة وأوروبا والعالم أيضًا».
نأسف لمقتل الصحافي ونتعجّب كيف هبّ العالم على إثر مقتله وعدم إكتراث هؤلاء جميعا ما أصاب ملايين المسيحيين والإيزيديين في العراق وما أصاب المسيحيين والأبرياء في سوريا وما يصيب الفلسطينيين في عزة على يد داعش الإسرائيلية اليهودية.‏

الشاعر الفلسطيني سميح القاسم الأب جورج صغبيني

الشاعر الفلسطيني سميح القاسم

وُلد في مدينة الزرقاء بالاردن في 11 أيار 1939 لعائلة عربية فلسطينية من قرية الرامة القريبة من مدينة عكا في شمال فلسطين. وهو متزوج وأب لأربعة أولاد هم :وطن ووضاح وعمر وياسر.

وتوفي في الرامة الجليل الأعلى فلسطين، بعد صراع مع المرض مدة 3 سنوات، يوم الثلاثاء 19 أغسطس 2014، عن 75 سنة.

ارتبط إسمهم بشعر الثورة والمقاومة من داخل أراضي عام 48، وهو مؤسس صحيفة كل العرب ورئيس تحريرها الفخري، وعضو سابق في الحزب الشيوعي. وسُجِن سميح القاسم أكثر من مرة كما وُضِعَ رهن الإقامة الجبرية والاعتقال وطُرِدَ مِن عمله مرَّات عدّة بسبب نشاطه الشِّعري والسياسي وواجَهَ أكثر مِن تهديد بالقتل، في الوطن وخارجه.

رَئِسَ اتحاد الكتاب العرب والاتحاد العام للكتاب العرب الفلسطينيين في فلسطين منذ تأسيسهما. وصَدَرَ له أكثر من 70 كتاباً في الشعر والقصة والمسرح والمقالة والترجمة، في القدس وبيروت والقاهرة. وتُرجِمَ عددٌ كبير من قصائده إلى لغات العالم. وحصل سميح القاسم على العديد من الجوائز وشهادات التقدير وعضوية الشرف في عدّة مؤسسات. وصدَرتْ في العربي وفي العالم عدّة كُتب ودراسات نقدية، تناولَت أعمال الشاعر وسيرته الأدبية وإنجازاته الخاصة والمتميّزة.

لُقّب بـ "هوميروس من الصحراء" و"قيثارة فلسطين" و"متنبي فلسطين" و"شاعر العرب الأكبر" و"الشاعر القديس"... وإستحق سميح القاسم عن جدارة ما أُطلِقَ عليه مِن نعوت وألقاب وأحبّها إلى قلبه "شاعر المقاومة الفلسطينية".

قصيدته المميّزة غناها مرسيل خليفة ويغنيها كل اطفال فلسطين وتستعاد في كل مناسبة قومية: "منتصب القامة أمشي...

منتصبَ القامةِ أمشي مرفوع الهامة أمشي

في كفي قصفة زيتونٍ وعلى كتفي نعشي

وأنا أمشي وأنا أمشي....

قلبي قمرٌ أحمر قلبي بستان

فيه فيه العوسج فيه الريحان

شفتاي سماءٌ تمطر نارًا حينًا حبًا أحيان....

في كفي قصفة زيتونٍ وعلى كتفي نعشي

وأنا أمشي وأنا أمشي
 

أعجبني

الأحد الثاني عشر من زمن العنصرة المرأة الكنعانية الأب جورج صغبيني

الأحد الثاني عشر من زمن العنصرة المرأة الكنعانية 

 

يُخاطِبُ بولس الرَّسول الأُمم أي الوثنيين الذينَ صاروا مَسيحيين.

إذ جُعِلَ شاوول اليهودي المتعصّب للتوراة والأصولي الذي يلاحق أتباع يسوع الناصري.

جُعِلَ بولُس، ليس بإختيار منه بل المسيح اختاره إناء مختارا، ليكون رَسولاً للأمم.

وتُرَكِّز رسالة يسوع في الإنجيل إلى الوثنيين، مِن خِلالِ إيْمانِ المَرأة الكنعانِيَّة.

"ما أعظَمَ إيْمانَكِ أيَّتُها المَرأة، فَلْيَكُن لَكِ كَما تُريدين".

وٱسْتَجابَ الرَّبُّ إيْمانَها ٱلعَظيم وَشَفَى ٱبْنَتَها.

ففي شخص المَسيح يَسوع، أصبح الله لجميع الناس وليس حِكراً على اليهود دون سواهم.

فالمسيح أتى إلى الخراف الضالة من إسرائيل وأتى إلى بيته فلم يقبلوه...

فكانت دَعوَة الشُّعوب الوَثَنِيَّة كُلّها إلى الخَلاص. دون سلوك التوراة والشريعة والختان...

رسالة بولس الرسول إلى أفسس 3/ 1- 13

1 لِذلِكَ أَنَا بُولُس، أَسِيرَ الـمَسيحِ يَسُوعَ مِنْ أَجْلِكُم، أَيُّهَا الأُمَم...

2 إِنْ كُنْتُم قَدْ سَمِعْتُم بِتَدْبِيرِ نِعْمَةِ اللهِ الَّتي وُهِبَتْ لي مِنْ أَجْلِكُم،

3 وهوَ أَنِّي بِوَحْيٍ أُطْلِعْتُ على السِرّ، كَمَا كَتَبْتُ إِلَيكُم بإِيْجَازٍ مِنْ قَبْل،

4 حِينَئِذٍ يُمْكِنُكُم، إِذَا قَرَأْتُمْ ذلِكَ، أَنْ تُدْرِكُوا فَهْمِي لِسِرِّ الـمَسِيح،

5 هـذَا السِّرِّ الَّذي لَمْ يُعْرَفْ عِنْدَ بَنِي البَشَرِ في الأَجْيَالِ الغَابِرَة، كَمَا أُعْلِنَ الآنَ بِالرُّوحِ لِرُسُلِهِ القِدِّيسِينَ والأَنْبِيَاء،

6 وهُوَ أَنَّ الأُمَمَ هُم، في الـمَسِيحِ يَسُوع، شُرَكَاءُ لَنَا في الـمِيرَاثِ والـجَسَدِ والوَعْد، بِوَاسِطَةِ الإِنْجِيل،

7 ألَّذي صِرْتُ خَادِمًا لَهُ، بِحَسَبِ هِبَةِ نِعْمَةِ اللهِ الَّتي وُهِبَتْ لي بِفِعْلِ قُدْرَتِهِ؛

8 لي أَنَا، أَصْغَرِ القِدِّيسِينَ جَمِيعًا، وُهِبَتْ هـذِهِ النِّعْمَة، وهِيَ أَنْ أُبَشِّرَ الأُمَمَ بِغِنَى الـمَسِيحِ الَّذي لا يُسْتَقْصى،

9 وأَنْ أُوضِحَ لِلجَمِيعِ مَا هُوَ تَدْبِيرُ السِّرِّ الـمَكْتُومِ مُنْذُ الدُّهُورِ في اللهِ الَّذي خَلَقَ كُلَّ شَيء،

10 لِكَي تُعْرَفَ الآنَ مِن خِلالِ الكَنِيسَة، لَدَى الرِّئَاسَاتِ والسَّلاطِينِ في السَّمَاوات، حِكْمَةُ اللهِ الـمُتَنَوِّعَة،

11 بِحَسَبِ قَصْدِهِ الأَزَلِيِّ الَّذي حَقَّقَهُ في الـمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا،

12 الَّذي لَنَا فيهِ، أَيْ بِالإِيْمَانِ بِهِ، الوُصُولُ بِجُرْأَةٍ وثِقَةٍ إِلى الله.

13 لِذلِكَ أَسْأَلُكُم أَنْ لا تَضْعُفَ عَزِيْمَتُكُم بِسَبَبِ الضِّيقَاتِ الَّتي أُعَانِيهَا مِنْ أَجْلِكُم: إِنَّهَا مَجْدٌ لَكُم!

أسير يَسوع المَسيح في سَبيل البِشارَة، يعلن لجَميع المَدعوّين، اليَهود واليونانيين والسامريين والوثنيين... ليكونوا في جَسَد المَسيح الذي هو الكَنيسَة... التي لا فَضلَ فيها لمسِيحي على يَهودي، وَلا تَمييز فيها بين وثني ومسلم إلا بإيمانه: عظيم إيمانك.

كَيفَ نَتَعامَل نحن مَعَ الآخَرين؟

هل نصدّهم عن الإقتراب من المسيح

أو يزعجنا صوت صلاتهم

أو نَلومهُم لأنَّهُم لَيْسوا مِثلنا؟

أو نسجُن أنفُسنا بِأفْكارِنا اليهودية وَنُصبِح عَبيدًا لَها

فَنَتَحَزَّب لبولس أو لأفلو أو لبطرس

ونَتَعَصَّب وَنَرفُض الآخَرين...

أو نحنُ مَدعوون أن نَعمَلَ على وحدة جسد المَسيح الذي تتآلف خلاياه من كلّ البشر.

إنجيل متى 15/21-28

21 ثُمَّ خَرَجَ يَسُوعُ مِنْ هُنَاك، وانْصَرَفَ إِلى نَواحِي صُورَ وصَيْدا،

22 وإِذَا بِامْرَأَةٍ كَنْعَانِيَّةٍ مِنْ تِلْكَ النَّواحي خَرَجَتْ تَصْرُخُ وتَقُول: "إِرْحَمْني، يَا رَبّ، يَا ابْنَ دَاوُد! إِنَّ ابْنَتِي بِهَا شَيْطَانٌ يُعَذِّبُهَا جِدًّا".

23 فَلَمْ يُجِبْهَا بِكَلِمَة. ودَنَا تَلامِيذُهُ فَأَخَذُوا يَتَوَسَّلُونَ إِلَيْهِ قَائِلين: "إِصْرِفْهَا، فَإِنَّهَا تَصْرُخُ في إِثْرِنَا!".

24 فَأَجَابَ وقَال: "لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلى الـخِرَافِ الضَّالَّةِ مِنْ بَيْتِ إِسْرَائِيل".

25 أَمَّا هِيَ فَأَتَتْ وسَجَدَتْ لَهُ وقَالَتْ: "سَاعِدْنِي، يَا رَبّ!".

26 فَأَجَابَ وقَال: "لا يَحْسُنُ أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ البَنِين، ويُلْقَى إِلى جِرَاءِ الكِلاب!".

27 فقَالَتْ: "نَعَم، يَا رَبّ! وجِرَاءُ الكِلابِ أَيْضًا تَأْكُلُ مِنَ الفُتَاتِ الـمُتَسَاقِطِ عَنْ مَائِدَةِ أَرْبَابِهَا".

28 حِينَئِذٍ أَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهَا: "أيَّتُهَا الـمَرْأَة، عَظِيْمٌ إِيْمَانُكِ! فَلْيَكُنْ لَكِ كَمَا تُريدِين". وَمِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ شُفِيَتِ ابْنَتُهَا.

لا يُعطى خُبْزِ ٱلبَنين للكلاب.

كلام جارح ومؤلم من رجل،

في بلاد غير بلاده

من حوله الحرّاس والمؤيدون

يحمونه من طلب حاجة.

تلاميذه، إنزعجوا من صراخها.

فطلبوا من الربّ أن يصرفها

ويريحهم من لجاجتها

كلام جارح ومؤلم

يتوجّه به إلى إمرأة أرملة...

هي تعرفه،

إنه إبن داوود،

ولم تقرأ التوراة يوما ولا النبوءات.

وهو يعرفها أيضاً

أيتها المرأة

ناداها كما ينادي أمه

في عرس قانا الخمر ... ما لي ولك يا امرأة

وفي عرس صليب الدمّ ... يا امرأة هذا إبنك

وبقوله: لا يُعطى خُبْزِ ٱلبَنين للكلاب.

يريد يسوع أن يُسمع اليهود، الذين يعتبرون الوثنيين حيوانات وبهائم...، أن إيمان الوثنيين الكلاب أفضل من إيمان اليهود الأبناء.

يا امرأة، عَظِيْمٌ إِيْمَانُكِ! فَلْيَكُنْ لَكِ كَمَا تُريدِين"

يَسوع يَخْرُجُ مِن المُجْتَمَعِ ٱليَهودي المُغْلَق، لِيَتَوَجَّهَ في رِسالَتِهِ إلى النَّاسِ أجْمَعين، إلى كُلِّ ٱلأمَمِ غَيرِ اليَهودِيَّة التي لا يَصُحُّ عادَةً للشَّعب اليَهودِيِّ، شَعب إسْرائِيل، الذي ٱخْتارَهُ اللهُ، أنْ يَتَنَجَّسَ بِمُخالَطَتِها...

فاليَهود يَعتَقِدون أنَّ الخَلاصَ لا يَأتي إلاَّ مِنْهُمْ وَلَهُم.

فالمَحَبَّة التي أظْهَرَها يَسوع للمَرأةِ الكنعانِيَّة التي كانَ يَعْتَبِرُها بَنو بَيْتِهِ إمرَأةً نَجِسَة، مُحْتَقَرَة، وَحَتَّى أدْنَى مُسْتَوَى مِنهُم.

لم أُرسَل إلاّ إلى الخراف الضّالّة... لكن يسوع استقبل خارج تقاليده وطريقة عيشه كيهودي، امرأة كنعانية من ثقافةٍ مختلفة... آخر شيءٍ يمكن تخيّله هو أن تحظى تلك المرأة الوثنية بالنعمة، وأن تكون أكثر قرباً مع الله من أبنائه.

إمرأةٌ لها من الجرأة أن تنتزع الشّفاء من "الرّب، ابن داوود". تقدّمت ، طلبت، حاورت بجرأة وإيمان وبإصرارها في الطّلب. كان جواب الله لها: عظيم إيمانك يا امرأة.

وخبز البنين هو جسد إبن الله النازل من السماء، هو الإفخارستيّا في جماعة كنيسة المسيح، التي بات الجميع مدعوّين للخلاص بها بعيدا عن اللغة واللون والمعتقد والهويّة... فلا حدود مع المسيح ولا قوانين وشرائع ووصايا ورجال يحرسونه يمكنها أن تعطّل إيماننا به.

فصَوتِ المرأة الكنعانيّة التي مِن بلادِنا، لا يزال يتردّد على شفاهنا:

"إِرْحَمْنا، يَا رَبّ، يَا ابْنَ دَاوُد!

إِنَّ لبناننا وشرقنا فيِه شَياطينٌ تُعَذِّبُه. فسَاعِدْنِا، يَا رَبّ!". آمين.