2014/01/23

أسبوع الصلاة من أجل وحدة الكنيسة في كنيسة مار الياس للروم الملكيين الكاثوليك- في بلدة شكا الأب جورج صغبيني


أسبوع الصلاة من أجل وحدة الكنيسة في كنيسة مار الياس للروم الملكيين الكاثوليك- في بلدة شكا الساعة السادسة مساء في 23 كانون الثاني 2014

ترأس الإحنفال المطران إدوار (جاورجيوس) ضاهر رئيس أساقفة أبرشية طرابلس وسائر الشمال للروم الملكيين الكاثوليك بمناسبة انتخابه أسقفا جديدا.
وحضره المطران سمعان عطالله رئيس اللجنة الأسقفية للحوار بين الكنائس وجميع أساقفة الشمال والبترون ومحافظ الشمال السيد ناصيف قالوش ورئبس بلدية شكا ومخاتيرها وجميع الإكليروس والرهبان والراهبات والمجالس الرعوية ولجان الأوقاف والأخويات والحركات الكشفية والإجتماعية...

 





 

2014/01/10

وعلى أرض لبنان السلام الأب جورج صغبيني




وعلى أرض لبنان السلام


رسـالة البطريرك الكردينال مار بشاره بطرس الراعي الكلّي الطوبى، بكركي، في 23 كانون الأول 2013
"وعلى الأرض السلام" (لو2: 14) 

1. أجمل ما نستهلّ به هذه الرسالة، التحية الميلادية: وُلد المسيح! هللويا! بها نعرب عن أطيب التهاني والتمنيات لجميع أبناء كنيستنا وبناتها وإخواننا وأخواتنا من الكنائس الأخرى والجماعات الكنسية، ومن سائر الطوائف والأديان، وكلّ مواطنٍ صالح يسعى إلى السلام، في لبنان والشّرق الأوسط وبلدان الانتشار، راجين لهم سلام ميلاد الرب وخيور السنة الجديدة 2014.

2. في عيد ميلاد ابن الله إنساناً، لفداء الجنس البشري وخلاص العالم، أنشد الملائكةُ في سماء بيت لحم: "المجدُ لله في العلى، وعلى الأرض السلام". في عيد السلام الشامل كلَّ القلوب، جميعنا مدعوّون لنرفع بدورنا، على اختلاف أدياننا ومذاهبنا، نشيد: المجدُ لله في السماء، بصنع السلام على الأرض، في محيطنا وحيثما حللنا.

3. لقد حقّق المسيح السلام على الأرض بموته وقيامته، فصالح بنفسه جميع الناس مع الله، وهدم جدران العداوة، وخلق في ذاته من المتخاصمين والأعداء شعباً واحداً، وإنساناً واحداً جديداً، وبشريّة واحدة جديدة؛ وأضحى هو سلامنا، على ما كتب بولس الرسول في رسالته إلى أهل أفسس (راجع أفسس2: 14-16). ثمّ أهدانا سلامه (راجع يو 14: 27)، لنكون به صانعي سلام، فنصبح كلّنا، بالتالي، أبناء وبنات حقيقيّين لله، على ما أعلن الربّ يسوع في إنجيل التطويبات: "طوبى لصانعي السلام، فإنّهم أبناءَ الله يُدعون"(متى5: 9).

4. ألسلامُ هبةٌ من الله ، يستودعها كلّ إنسان وجماعة ومجتمع ودولة ليبنوه... فالحقيقة تولِّد السلام لأنّها تضعنا في نور المسيح الذي يبدّد كلّ كذب ونميمة وتزوير وضلال.والمحبة تصنع السلام لأنّها تخدم وتتفانى، تتفهّم وتصبر، تغفر وتسامح، وتتجاوز كلّ إساءة وحقد وغضب وثأر. والعدالة تثمر السلام، لأنّها تعطي كلّ واحد حقّه، وتؤمِّن للجميع النموَّ الشامل إنسانيّاً وروحيّاً، إقتصاديّاً وثقافيّاً، وتربِّي على التضامن وروح المسؤولية بعضنا عن بعض. فلا إهمال ولا ظلم ولا استبداد ولا استكبار. والحرّية تُنبت السلام، لأنّها تحرِّر من كلّ أنواع الاستعباد والعبوديات. فهي حرية أبناء الله، أمُّ جميع الحريات العامّة التي يتوق إليها كلّ إنسان وجماعة وشعب.

5. "السلام على الأرض" ... بناءُ السلام على أرضنا اللبنانية، بنوع أخصّ، وعلى أرض هذا المشرق، هو مسؤولية خطيرة تقع علينا نحن أبناءها، لأنّ الله اختارها ليتجلّى عليها بشخص ابنه يسوع المسيح، ومنها دخل في عمق الحياة البشرية وسار معها في تاريخها لأنّه عمّانوئيل - إلهنا معنا. على هذه الأرض تجسّد الله. إنها أرضه، فلا يحقّ لنا أن نتخلّى عنها ونهجرها أو نستعيض عنها لأي سبب كان وتحت أي ظرف. فإنّ قيمتها الروحية والتاريخية لا تُقدّر. نشكر الله عليها في كلّ حين. ونحافظ على قدسيّتها. إنّها أرض قداسة وقديسين، نرفض أن تتحوّل إلى  أرض الحديد والنار، أرض الحرب والعنف والقتل. إنّها أرضُ الله وأرضنا، لنا فيها مساحة تاريخٍ من العيش المشترك الحرّ الكريم، وشهادة تؤدّى للمسيح بِكِبَرٍ قلَّ نظيره، في سبيل تفاعل إنساني سليم مع جميع الناس في هذا الشرق (راجع المجمع البطريركي الماروني، النص 23: "الكنيسة المارونية والأرض"، 5).

6. "سلام على الأرض"، سلام مع أرضنا، أرض كلّ واحد منّا. إنّها نعمة من الله وبركة، وصلت إلينا وبصمةُ أجدادنا ووالدينا عليها، فأعطتنا هويّة وكياناً. عليها كتبنا تاريخنا بعرق الجبين حينًا، وبالوجع والدم أحيانًا؛ منها تعلّمنا الكرم في العطاء والصدق في التعامل؛ في باطنها غرسٌ كريم من شهودنا وشهدائنا. إنّها قدسٌ وطنيٌ لنا لن نخونه. أوصيكم باسم الكنيسة، أن يعيش كلُّ واحد منّا السّلام مع أرضه، فيحافظ عليها ويثمّرها ويحرسها، ويتركها إرثاً من بعده، فتتواصل خدمتُها جيلاً بعد جيل. بيعها والمقامرة عليها جرم وخيانة للذات وللهوية وللتاريخ.
نحن، ككنيسة، نرفض أن يبيع أي لبناني أرضه. ونساعده بالمقابل من خلال مؤسّساتنا على استثمارها بالطرق التي تؤمّن له ولأسرته عيشاً كريماً. تعمل الكنيسة على إنشاء مشاريع إنمائية في المناطق من أجل تأمين فرص عمل، بالإضافة إلى تلك التي توفّرها في مؤسساتها التربوية والاجتماعية والاستشفائية. كما أنها تفسح في المجال لجميع أبنائها باستثمار أراضي أوقافها في مشاريع زراعية وصناعية وسياحية وسواها. أمّاالمتموّلون الملّاكون الكبار فنطلب منهم أن يحافظوا على أرضهم احتراماً لله معطيها، ولهويتنا التاريخية والاجتماعية والسياسية، وأن يستثمروها بمشاريع إنمائية تؤمّن فرص عمل للمواطنين، وتُسهم في إنعاش الاقتصاد.
يبقى أن نطلب من الدولة اللبنانية أن تضبط، بقوانين ملائمة، عملية بيع أراضي لبنانية إلى غير لبنانيين؛ وأن تحسّن الأوضاع الاقتصادية بحيث لا يضطرّ أحد إلى بيع أرضه. لكن، أيًّا تكن نصوص القوانين، تبقى دون جوى ما لم تحكمها شريعة الضمير والوجدان اللبناني التاريخي،هذه وحدها تعطي المعنى والمبرّر لكلّ قانون يوضع  لردع المخالفين المقامرين.

7. السلام على أرضنا في لبنان لا يقف عند حدود الحيلولة دون وقوع حرب، بل هو واجب ثقيل على ضمير المسؤولين السياسيّين بتأليفحكومة ميثاقيّة قادرة على تأمين السلام الحقيقي: سلام المصالحة بين الفريقَين المتنازعَين الذي منه السلام الاجتماعي بين المواطنين بالخروج من قلق معيشتهم ومن الفقر والبطالة والعوز، ويؤمّن فرص العمل لأجيالنا الطالعة وأرباب العائلات. سلام الأمن والاستقرار الذي يقتضي ضبط السلاح غير الشرعي، وقمع التعدّيات على المواطنين بأرواحهم  وممتلكاتهم وطمأنينة حياتهم. سلام الحياة السياسيّة السليمة التي تُعيد الحياة إلى المؤسّسات الدستورية، وفي طليعتها المجلس النيابي، وإلى الإدارات العامة وتحريك إنتاجها، وتنقيتها من فساد الرشوة والسرقة، وحمايتها من تدخّل السياسيّين النافذين.

8. السلام على أرضنا في لبنان يفرض على النوّاب الحضور الإلزامي إلى المجلس النيابي لانتخاب رئيس جديد للجمهورية في موعده الدستوري، رئيس يكون على مستوى المرحلة التاريخية المميّزة. فالرئيس الجديد المنتخب هو رئيس يتكلّل عهدُه بالاحتفال بالمئوية الأولى لإعلان لبنان الكبير والمستقلّ. برنامجه واضح هو إعادة لبنان إلى جوهر كيانه باستكمال الدولة المدنية، ذات السلطة المركزية القادرة، مع تحقيق اللامركزية الإدارية الموسّعة. برنامجه: سدّ الثغرات في صلاحيات رئيس الجمهورية، التي ظهرت من التجربة في ممارسة الحكم في إطار الجمهورية الثانية، بعد اتّفاق الطائف. برنامجه: العمل الدؤوب على بناء الوحدة الوطنية بالمصالحة بين الفريقَين السياسيَّين المتنازعَين، وبصيانة العيش المشترك الميثاقي بين المسيحيين والمسلمين عبر المساواة في الحقوق والواجبات والاحترام المتبادل، والمشاركة المتوازنة في الحكم والإدارة. برنامجه: إحياء الولاء المطلق للبنان وحيادُه وتحييده عن المحاور التصادمية الإقليمية والدولية، وعن التبعية لأي بلد في الشّرق أو في الغرب. برنامجه: إعادة لبنان إلى موقعه الفاعل وسط الأسرتَين العربيّة والدوليّة، كوطن التواصل والتلاقي والحوار بين الأديان والثقافات، وكعنصر سلام واستقرار بحكم موقعه الجغرافي على ضفّة المتوسط، ونظامه الديموقراطي، ضامن جميع الحريات العامّة وحقوق الإنسان الأساسيّة.
مع الميلاد، أوجّه معايدة تضامن وشهادة لأخوينا المطرانَين والكهنة المخطوفين، وراهبات القديسة تقلا - معلولا المخطوفات، ولهم أقول: إن الواقع الذي أنتم فيه الآن، مهما كان مُهينًا، لن يمنع قلوبكم من الامتلاء من فرح الذي أتى "ليحرّر المأسورين"؛ أنتم عيدنا وميلادنا، وشهادتكم عضد كبير لكنائسنا في الشرق، لا تخافوا، نحن فخورون بجهادكم. ونناشد الوجدان العربي والإقليمي والدولي، العمل على إطلاق سراحهم.
وعليه، نوجّه الدعوة مجدّدًا، إلى مَن لهم اليد الطولى في صنع الحرب الدائرة في بلداننا لاسيما لبنان وسوريا ومصر والعراق، ليصنعوا السلام العادل والشامل، لأنّ النار التي يوقدونها اليوم قد يطال لهبُها ما ليس في الحسبان.

9. "المجد لله في العلى وعلى الأرضِ السلام"(لو2: 14). دعاؤنا أن يظلَّ النشيد الملائكي نشيدًا يرتفع من أرضنا المشرقية. نمجّد الله في صنع السلام، ونجد الفرح والسعادة في حياتنا على وجه الأرض، ونشرك فيهما كلَّ إنسان. بهذه الأمنيات نُجدِّد للجميع تهانينا الحارّة وتمنّياتنا الخالصة بالميلاد المجيد والسنة الجديدة 2014.

وُلد المسيح ! هـــلّـــلــويـــــا

2014/01/09

إجتمعوا أيها الموارنة حول بكركي ولو لمرّة قبل فنائكم الأب جورج صغبيني



إجتمعوا أيها الموارنة حول بكركي ولو لمرّة قبل فنائكم



إن ما يدور اليوم حول انتخاب رئيس لجمهورية وقانون الانتخاب ما هو إلا جدل عقيم وعاقر لا تفيد معه العجائب ولا يقدم ولا يؤخر، ولن يؤثر في واقع الكتل النيابية المسلمة بينما ضحاياه المسيحيين، فإنهم يتوزعون كالعادة على الكتل الإسلامية للعمل كموظفي استقبال في قصر قريطم والمختارة وعين التينة... وهم أي المسيحيون شهود زور بامتياز منذ ميثاق 1943 وما بعد الطائف وما بعد بعد الطائف لأن الأزمة ستستمر إلى ما لا نهاية لحين ظهور بشير جديد يقنع جميع الأطراف وخاصة المسيحيين بضرورة إعادة الحق للمسيحيين وللمسلمين.


من هنا، فان قانون انتخاب رئيس جمهورية لم يعد يهم في لبنان لأنه سيُعيّن من قبل السفارات في لبنان أما انتخابات النواب الكرام ليس بقدر أهمية الحلم الديموقراطي إن كان بدائرة انتخابية واحدة أو أن تكون المحافظة دائرة انتخابية ولا حتى أن يكون القضاء أو الدوائر الصغرى التي يرفضهما جنبلاط وذلك خوفًا من إيصال مسيحي قويّ في مناطقه مما يخلق حالة مسيحية مستقلة، وهذا بالطبع ما يرفضه وليد جنبلاط خلال دفاعه الشرس عن وصايته الموروثة منذ حقبة الوصاية السورية حتى اليوم على مسيحيي الجبل. لكن الواضح والمؤكد أن التأثير لن يطال المسلمين الشيعة والسنة، والمؤكد أيضًا أن أمر زعمائهم محسوم، فالشيعة سينتخبون نوابهم، والسنَّة المقترعين يعتاشون من فتات تيار المستقبل، إلى جانب الذين نالوا الجنسية اللبنانية عام 1994 من المسلمين السوريين والفلسطينيين والأكراد والعرب.


إن الانتخاب المتوقع وكيفما سيصدر، فإنه سيكون بمثابة مؤامرة تضاف إلى سجلات هزائم صخور تهر الكلب التي مني بها المسيحيون وعلى رأسهم الموارنة الجنس العاطل بالتحديد بسبب انقساماتهم ورهاناتهم وولاءاتهم وآخرها اصطفاف بعض قيادتهم خلف الحريرية السياسية التي تستغل عدد كبير من نوابهم لخدمة مشاريعها السوليدارية، إلى جانب السكوت المخيف من قبل المرجعيات الروحية المسيحية تجاه ما يجري، مما يشعر المسيحيين من جديد بأن المؤامرة ضد وجودهم ما زالت مستمرة وبزخم أكبر بكثير مما عانوا منه في الماضي.


فالمسيحيون الذبن باتوا أقلية وضعوا مجددًا تحت المجهر، خاصة الذين يحلمون باسترجاع الدور المسيحي الفاعل في لبنان والمنطقة، وعلى رأسهم القواتيون البشيريرن وتكتل التغيير والإصلاح، فأن موقفهم من تجنيب المسيحيين المزيد من المآسي على يد المسيحيين بالذات الذين يقبلون بحكم الإخوان ويرفعون أعلام مستقبل إعادة العرش المسيحي المخلوع والمسلوب من قبل أزلام الطائف وبندر بن سلطان.


إن المعركة الانتخابية المقبلة ستكون مثل سابقاتها صعبة بالطبع وذلك لأن الناخب الحقيقي هو الدولار والدينار، ومن المؤكد بأن الغلبة ستكون لمن يمتلك المزيد منهما لجلب الناخب المسيحي قبل المسلم هذه المرة.


فالأزمات المعيشية والإقتصادية والأمنية الضاغطة والعملة الخضراء المميّزة ستبقى على حالها وسيلة موسم حصاد الإنتخابات الرئاسية والنيابية وكيف ونحن في ظلّ مجلس نيابي ممدّد له على الحضيض، ورئيس حكومة مستقيل وبيده مقود الحافلة الوزارية  من أجل السيطرة ساحة المعركة في حين أن نائب رئيس الوزراء كما نائب رئيس مجلس النواب المسيحيَّين ممنوعان من الصرف أو تصريف الأعمال في حال إستقالة أو غياب أحدهما.


ويبقى المسيحيون عامة والموارنة خاصة متشرذمين ما بين سنّة وشيعة دون أن يجتمعوا في كلمة سواء في ظلّ خيمة بكركي التي جعلوها مكسر عصا لخلافاتهم السباسية والحزبية. فيكركي التي تنادي إلى الحوار بين اللبنانيين لا تعجز من أن تجمع أبناءها تحت جناحيها ولو لم يشاؤوا ولو بقي بعضم يريد أن يغرّد خارج سربه ولو اعترض البعض على مواقف بكركي إلى حد الشتيمة.


طلبنا إلى زعمائنا أن إجتمعوا أيها الموارنة ولو لمرّة قبل فنائكم.

2014/01/07

آخر انقلاب في لبنان الأب جورج صغبيني


آخر انقلاب في لبنان

كان على زعماء لبنان بذل كل جهد ممكن ما دام شعبهم يؤمن بان حكامه يقيمون العدل ويحققون له الحماية والخيرويوفّرون له الأمن والرغيف.
ولكن عندما يشعر الشعب بان حكامه متخاذلون وليسوا آلهة ولا أبناء آلهة كما يزعمون وأن هؤلاء الحكام هم أشباه رجال قد وقعوا تحت سيطرة حكام الأقاليم وكبار الموظفين الذين أشاعوا الظلم ونهبوا الشعب عن طريق الضرائب الباهظة ومارسوا الغطرسة والطغيان ... عندئذ يهبّ الشعب لينتقم من الجميع ويحدث ما لم يكن يتوقّعه الحكام.
فالثورة في لبنان ستكون انقلابا تفرض فيه طبقة الفقراء المعدومين ديكتاتوريتها على طبقة الأغنياء والحكام المتخمين، ويصير الأولون آخرين والآخرون أولين، ويتمّ استبدال القصور بخيم المهجرين على النحو الذي أشار إليه الأنبياء... في نشيد "تعظّم نفسي الربّ":
لأن القدير شتت المتكبّرين بأفكار قلوبِهم،
حطّ المتكبرين عن الكراسي، ورفع المتواضعين،
أشبع الجياع خيراً والأغنياء أرسلهم فارغين.

وكما يقول أحد الحكماء:
"أصبح الفقراء يمتلكون أشياء جميلة وأصبح العظماء في حالة يرثي لها...
لقد حل الحزن في قلوب أصحاب الأصل الرفيع ... أما الفقراء فقد امتلأوا سرورا في قبورهم.
قد دمرت قصور الملوك ونهبت قبورهم... وأصبح الحكام جياعا يعيشون في بؤس ...
وقضاة البلاد طردوا من بيوت العدل ...
والذين كانوا يرتدون الكتان الجميل أصبحوا يضربون على وجوههم...
وأصبحت كل بلدة تقول: هيا نقضي عل كل الأقوياء والأغنياء ...
ونهبت المخازن وانعدمت الغلال ...
فلا زرع ولا حرث ولا حصاد وساد الجوع ...
وجرد القوم من ملابسهم وعطورهم وأصبح كل إنسان يقول.. لم يبق شيء ...
وهكذا صار العبيد أسيادا وأصحاب العبيد عبيدا ...
ومن لم يكن في قدرته أن يقيم حجرة أصبح يملك فناء وسورا ...
ومن كان يبيت في العراء أصبح يجد كثيرات من السيدات النبيلات الشريفات اللاتي كن ينمن علي أسرة أزواجهن فأصبحن ينمن على الأرض وهنّ يرتدين خرقا بالية...

هذا ما سيحدث نتيجة للظلم بسبب فساد الحكام وطغيانهم وعدم التزامهم بتطبيق العدالة...
فيهبّ الشعب فجأة ويثور، وتسقط رؤوس كثير من الملوك والحكّام ...
خرج شعب فرنسا من كل قرية وكل مدينة... بل في كل زقاق خرجوا ... يدفعهم الجوع ... بسبب انعدام ضمير حكامهم الفاسادين والمرتشين... خرج كل هؤلاء في ثورة... ونجحت ثورتهم ... وقضوا على رموز الفساد ...
إنها ثورة جياع لا يُشبعهم "بسكويت" ماري انطوانيت وقد غلبهم فقرهم... إنها أيها الحكام، ثورة المستسلمين لظلمكم ... لقوانينكم الحزبية... لتعاليمكم الطائفية الكاذبة ... لأحكام قضاتكم التي زجّت بهم في السجون والقبور...
هؤلاء سيحملون إعلان حقوق الإنسان والمواطن  La Déclaration des droits de l'Homme et du citoyen، الذي أصدرته الجمعية التأسيسية الوطنية الثورية الفرنسية في 26 آب/أغسطس 1789. التي نادى بها جان جاك روسو، جون لوك، فولتير، مونتيسكيو ودي لافايت للانتقال من حكم زعيم مطلق إلى حكم دستوري. فتحوّلت فرنسا إلى جمهورية وبعدها كان سقوط الباستيل والغاء الإقطاع، وإعلان سلطة الشعب التي جعلت الجميع متساوين أمام القانون، وحق الملكية وحق الأمن وحق مقاومة الظلم والاستبداد... وحقّ حرية التعبير وحرية العقيدة على أن تكون هذه الأفكار غير مخلة بالأمن العام...
وفي 5 تشرين أول/ أكتوبر 1789، بعد المسيرة إلى فرساي، قامت نساء فرنسا بتقديم "عريضة للجمعية الوطنية" مطالبة بمنح المساواة للنساء اللواتي منحن المساواة بعد نحو 150 سنة في دستورعام 1946.
وكذلك مع تفجّر بركان الثورة في فرنسا عام 1789، بدأت فكرة تحرير العبيد، وتحريم تجارة الرقيق في عام 1794، وقد ألغيت فكرة العبودية بشكل رسمي في نيسان/ أبريل عام 1848.
وأنتم أيها الزعماء في القرن الحادي والعشرين لا تزالوا تحكموننا كما لويس السادس عشر، وستكون عاقبتكم على مقصلة شعبكم الذي صفّق لكم بالأمس، والذي ينادي اليوم بإسقاط نظامكم، وغدا سيحطـِّم أصنامكم.