2014/02/28

شهداء دير مار جرجس دير جنّين الأب جورج صغبيني



شهداء دير مار جرجس دير جنّين


الأب جورج حرب                                      الأب يوسف فرح
بتاريخ 18 كانون الثاني عام  1976 استشهد رمياً بالرصاص في ساحة بلدة دير جنين- عكار الأب جرجس حرب رئيس الدير عن عمر 64 سنة والأب يوسف فرح عن عمر 72 سنة. [1]

بلدة دير جنين
دفعت بلدة دير جنّين، بتاريخ 18 كانون الثاني 1976، من دماء رهبانها وشبابها، ثمن حرب لا ناقة لها فيها ولا جمل.
البلدة الوادعة باتت بيوتها مُحترقة وعائلاتها مُهجّرة...
مجزرة أودت بحياة شباب من بلدة دير جنين مع الأبوين: يوسف فرح وجرجس حرب، شهيدَي دير مار جرجس دير جنّين، لن تُمحى من نفوس أهل بلدة دير جنّين.
دير جنّين هي بلدة في عكّار بين حلبا والقبيّات في شمالي لبنان. ترتفع عن سطح البحر نحو خمس مئة متر، تُحيط بها التلال ويمرّ بمحاذاتها نهر "الاسطوان"،  الذي معظم موارده من أراضي دير مار جرجس التابع للرهبانية اللبنانية المارونية، والذي أُنشئ عام 1853 بطلبٍ من أهالي ضيعة دير جنّين، أيام الأب العام لورنسيوس الشبابي.
مع بداية الحرب اللبنانية كانت ساحة لبنان الشمالية منفتحة على الكثير من المفاجآت بعد أن كثرت فيها الأحزاب والمسلحون فكان الأبرياء هم الضحية.
دير جنّين، تلك البلدة المسالمة الزراعية كانت الضيعة الثانية، بعد بيت ملاّت، التي تعرَّضت لهجوم من قوّاتٍ ومنظمّات إسلامية سنة 1976. هذه البلدة ذهبت ضحيّة صراعات وتجاذبات سياسية وعسكرية... والجميع من مسؤولين وزعماء الذين كانوا متواجدين على الساحة، أخذوا خيار القتل والحرق في دير جنّين، وخلّفوا وراءهم الخراب والدمار والتهجير...
أورد أحد وجهاء البلدة في إحدى مقالاته وقائع أحداث ومجزرة دير جنّين على الشكل التالي: "... وإذا كانت شرارة الحرب الأولى قد انطلقت في 13 نيسان من عام 1975، فإنّ دير جنّين، وبسبب بعدها 120 كلم عن العاصمة، لم تشعر بالضغط المادّي للأحداث إلاّ في النصف الأوّل من شهر أيلول، حين هوجِمَت بلدة بيت ملاّت وأُحرِقَت منازلها وفرَّ قسمٌ كبير من سكّانها في وضح النهار، شمالاً باتّجاه غابة السنديان، ومجرى نهر الاسطوان، اللذين يشكّلان الحدود الجنوبيّة الفاصلة بين دير جنّين من جهة، وبَينو وبيت ملاّت من جهة ثانية.
بعد سقوط بيت ملاّت بأيّام، وما رافق ذلك من ملابسات، سرَت إشاعات بأنَّ الهدف الثاني سيكون دير جنّين لأنَّها بلدة مارونيّة كبيت ملاّت، ولكنّها غير ملتزمة سياسيّاً .... إسترعى قلق سكّان البلدة بعضاً من أهل الجوار من الطائفة السنيّة وعرضوا إجراء اتّصالات مع مراجع القرار غير الحكوميّة.... وبدأت شاحنتان تحملان على لوحتيهما كتابة قوّات الصاعقة، تجوبان البلدة ليلاً في أوقاتٍ مختلفة، ثم تنسحبان.
... إستمرّ الوضع على ما هو عليه، شهرَي تشرين الثاني وكانون الأوّل من عام 1975، توطّدَت خلالها العلاقات أكثر فأكثر بين المسؤولين عن الجيش اللبنانيّ ورهبان الدّير، وبين العناصر الذين كانوا من ديانات ومذاهب مختلفة.
... أواخر الأسبوع الثاني من كانون الثاني بدأت تصل أخبار عن اشتداد الضغط على الجيش، ... وفجأة توقّفت زيارات المسؤولين عن الجيش إلى الدّير، وبدأت الشائعات حول انسحاب كلّي للجيش من المنطقة ....
عند السّاعة الواحدة ظهر يوم الأحد، حصل ما لم يكن في الحسبان، آليات الجيش اللبنانيّ تخترق البلدة من الغرب وتصل إلى السّاحة العامة، للوهلة الأولى ظنَّ الجميع أنَّ الجيش لم يزل يتحمّل مسؤوليّاته، ... لكن هذا الأمل سرعان ما تبدّد بعد أن انضمَّت إلى سيّارة الجيب العسكريّة شاحنات صغيرة تحمل أرتالاً من المسلَّحين عُرِفوا من ثيابهم أنّهم ينتمون إلى تنظيماتٍ معيّنة وبلداتٍ جرديّة معروفة أيضاً.
حاول مَن رأى من الشباب هذه المشاهد الانطلاق بسرعة لبدء معركة الدفاع عن البلدة، لكن انهارت هممهم لمّا تبيّنَ أنّ المسلَّحين المهاجمين كانوا قد تمترسوا في أهمّ موقعَين يطلاّن على البلدة، من الشرق والغرب، وشرعوا بإطلاق النار بغزارة في الهواء وعلى كلّ مَن يخرج من منزله خصوصاً إذا كان يحمل سلاح الدفاع.
ومع اشتداد غزارة إطلاق النار تبيّنَ لاحقاً أنَّ سيّارة جيب عسكريّة قصدَت الدّير، وتولّى مسلّحون مهمّة مداهمته، واحتجاز رئيسه الأب المرحوم جرجس حرب والأب الجليل يوسف فرح الذي كان قد تجاوز الثمانين من العمر، ونجا من عمليّة الدهم الأب يوسف الشلفون الذي كان في "الحقلة" قرب الدّير.
نُقِلَ الرّاهبان الجليلان في سيّارة الجيب العسكريّة، تحوطهما سيّارات أخرى من المسلّحين المهاجمين، وقبل وصولهم إلى حيّ الضهر، أطلق المسلّحون، أمام أعين الرّاهبين، النّار على شابٍ أعزل هو عصام شاهين فأُصيب ووقع أرضاً، فتركه المسلّحون بعد أن اعتقدوا أنّه توفّي. وهنا يذكر سكّان الحيّ أنّهم سمعوا رئيس الدّير الأب المرحوم جرجس حرب يقول للمسلّحين: "أرجوكم عدم التعرّض لأي من أبناء البلدة، وأنا على استعداد لتلبية طلباتكم". ما كادت قافلة المسلّحين التي تنقل الرّاهبين تصل إلى عمق حيّ الضهر، حتّى تبيَّن أنّ معركةً تقع في هذا الحيّ قرب منزل المرحوم الشهيد بطرس مطانيوس الخوري، بينه وبين مسلّحين آخرين يطوفون الحيّ .... وعند السّاعة السادسة مساءً كانت أكثر البيوت تشتعل، وقد تمكّنت العائلات من الفرار باتّجاه منطقة النهر والغابة، وهي الجهة التي لم يكن للمهاجمين أي وجود فيها، .... وقبل انقضاء ذلك النهار دخلت مجموعة يساريّة من قرى مجاورة وتمكّنت من المساعدة على نقل الجرحى إلى القبيّات ودفن الضحايا دون أيّة مراسم ....
جاء في جريدة النهار الصادرة نهار الإثنين الواقع فيه 16- شباط 1976 في ذكرى مرور شهر على تهجير دير جنّين ما يلي: " أمس وللمرة الأولى منذ تعرّضت قريتهم لهجومٍ مسلّح في الشهر الماضي، اجتمع شمل أهالي دير جنّين المشرّدين، لإحياء ذكرى من قضى منهم ... وفي المناسبة أُقيم قداس وصلاة البخور لراحة أنفس ضحايا دير جنّين في معهد علوم البحار في البترون حيث مركز تجمّع نازحي البلدة ... ترأس القدّاس الأب يوسف مونّس ... وبعد انتهاء القدّاس وزّع الأهالي بياناً عرضوا فيه ما تعرّضت له بلدتهم في 17و18 كانون الثاني التي أودت بحياة راهبين فاضلين هما الأب جرجس حرب والأب يوسف فرح، وهما من رهبان دير مار جرجس التابع للرهبانية اللبنانية المارونية، كما قتل عشرة من ابناء البلدة. وأضاف البيان انَّ البلدة ليس لها أيّ طابع سياسيّ بل على العكس فهي تشارك جميع أبناء المنطقة في العيش بهناء. تحدّث البيان ايضاً عن الهجوم على البلدة فأشار الى أنه بعد حادث "بيت ملاّت" تعهّدت قوات الصاعقة وقتئذٍ لقرية دير جنين بأنّها لن تدع أي حركة أو تنظيم يستغلّ فقدان الأمن لمهاجمة قرية مارونية آمنة في محيط اسلامي، إلاّ أنَّ هذا التعهّد واجهته إحدى الجبهات بتحدٍّ، إذ خطفت مختار البلدة جرجس سعد وولديه ناصر ونجيب وخليل الطحان، ولم يعد المخطوفون إلاّ بعد 15 يوماً في مقابل فدية مقدارها خمسة ألاف ليرة لبنانية...  وظُهر الأحد في 18 كانون الثاني، اليوم المشؤوم، انكشفت خيوط المؤامرة حين طوّقت القرية الساعة الثانية عشر والنصف ظهراً فلول من المسلّحين والفدائيين ودخلتها فصيلة مقاتلة كانت شارات الجيش اللبناني على آليّاتها وتوجّهت إحدى جيباتها الى دير مار جرجس فاقتادت اثنين من الرهبان الى ساحة القرية حيث أُعدِما بوحشيّة على مرأى أهالي البلدة".
كانت هذه أحداث نهار الأحد 18 كانون الثاني بحسب ما ورد في جريدة النهار حول بيان أهل الضيعة. أمّا في ما يخص نهار السبت الذي سبق الهجوم الكبير، أخذنا الأخبار من فم شاهد عيان هو السيد انطوان الطحان، الناجي الوحيد من عملية الإختطاف و الذي كان يبلغ آنذاك  خمسة عشر سنة، والذي يعمل حالياً ناطوراً في دير مار جرجس. روى الشاهد أنه في يوم السبت 17 كانون الثاني من سنة 1976 كان  ثلاثة من شباب أهل الضيعة، هم نجيب سعد إبن المختار الذي كان قد خُطف قبل شهر من قِبَل الجهة نفسها، وعبد الله  ليشا إبن عمّته  وأنطوان الطحان (المتحدث)، يرافقون عائلة المختار التي كانت صاعدة إلى منزلها في أعلى الضيعة. في طريق العودة أوقفهم مسلَّحون مسلمون من ضيع مجاورة، وبعد تجريدهم من الأسلحة التي كانت بحوزتهم، وهي بندقيّة صيد وأُخرى حربية، بدأوا يسألونهم عن الأسلحة الثقيلة التي يظنّون أنّها في الدير. فكانت أجوبة الشباب لتنفي هذه الشائعات، فلا سلاح في الدير وهذا ما عاد وأكّده جميع من تحدّثنا معهم.( نذكر هنا الشائعات حول شاحنة الطحين التي أرسلها الرهبان من الكسليك الى البلدة وقد وزّعها الدير، وشاع انَّ الرهبان والكتائب وضعوا السلاح داخل أكياس الطحين وهذا عارٍ عن الصحّة). وبعد استجوابهم أخذوهم إلى ضيعة جردية في عكّار وهناك أعدموهم. شاءت العناية الإلهية أن يخلص السيّد أنطوان الطحان الذي روى ما جرى وكيف نجى وطلب المساعدة...

دير مار جرجس 
يعود وجود الرهبانيّة في منطقة عكّار إلى سنة 1710 حيث أسّست ديرًا على اسم العذراء مريم في بلدة السنّديانة في منطقة الدريب عكّار. إلاّ أنّها ما لبثت أن أقفلته بعد مدّة قصيرة بسبب جور الحكّام.
 عاد الأب ارميا سعد من بقرزلا، أحد رهبان دير مار أنطونيوس- قزحيّا، إلى بلدة دير جنّين في عكّار في 15 آب 1845، لخدمة الرعيّة وتعليم الأولاد مبادئ القراءة والكتابة. وما أن وصل الأب المذكور إلى بلدة دير جنّين، حتى بدأ الأهالي يتمنّون عليه أن يؤسّس ديرًا على أنقاض مزار قديم في جوار قريتهم على اسم القدّيس جرجس الشّهيد، خصوصًا أن الرّهبانيّة لم تكن تملك بعد ديرًا في منطقة عكّار المترامية الأطراف، حيث ينتشر ألوف المسيحيّين.
اتّفق الأب ارميا مع اهالي القرية على ان يوقف الفلاّحون قطعة أرض للرهبانيّة، شرط أن تبني ديراً قريبًا من بلدتهم. واشترت الرهبانيّة، سنة 1849، من الشيخ عبدالله النابلسيّ، عين ماءٍ وعقارًا صغيرًا تابعًا لها بجوار الأرض الموهوبة. وفي سنة 1851، في عهد الأب العام لورنسيوس يمّين الشبابيّ (1850-1853)، تسلّمت الرهبانية من مطران الأبرشيّة بولس موسى خربة كنيسة مار جرجس.
بدأت الرهبانيّة سنة 1853، ببناء الدير. ومنح البطريرك يوسف راجي الخازن (1845-1854) للرهبان سنة 1854، الإذن بالاحتفال بالذبيحة الإلهيّة في المنازل حيث لا توجد كنائس في القرى المجاورة.
وسنة 1886، زار الموفد الرسوليّ "لوديفيكوس بياغي" الدير، وتمنّى على الرهبان ترميم الدير وتجديده، ليستمرّ بعطائه ورسالته في تلك المنطقة.
ومع بداية الأحداث اللبنانيّة، استُشهد في ساحة البلدة بتاريخ 18 كانون الثاني 1976، اثنان من رهبانه هما: الأب جرجس حرب والأب يوسف فرح ونهب الدير وتعرّض قسمٌ كبيرٌ منه للخراب.
عادت الرهبانية إلى الدير مع انتخاب الأباتي عمانوئيل خوري رئيسا عاما على الرهبانية، وهو إبن بلدة دير جنين  فرمّمته سنة 1992.
 يقوم مدخول الدير على مواسمه الزراعية خاصة الزيتون، وقد استبدل معصرته التقليدية بمعصرة حديثة بتمويل من دولة النمسا، وقد دشّن الاباتي طنوس نعمة رئيس الرهبانية اللبنانية المارونية ومعه رئيس دير جنين الاب شربل شاهين وحشد من الرهبان ووجهاء المنطقة في 31 كانون الأول 2011 بحضور سفيرة النمسا ايفا زيكلر، معصرة حديثة للزيتون ساهمت دولة النمسا بتمويلها.
ضُمّ، دير مار الياس عودين ودير سيدة القلعة منجز، إلى دير مار جرجس جنين.
ففي دير سيدة القلعة يُقام مشروع بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية واحدى الجمعيات الايطالية، يهدف الى انشاء مركز لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة من عمر الـ 16 سنة وما فوق، لتدريبهم على العمل والانتاج الزراعي، وانشاء مزرعة لتربية المواشي في اراضي الدير ومناحل ومعمل لانتاج الالبان والاجبان ومعمل لانتاج الشمع.
وفي دير مار الياس في منطقة وادي عودين أُقيم، في بناء تابع للدير في بلدة عندقت، دار المحبة للعجزة والمسنين انشأته "كاريتاس لبنان".
وحاليا ضُمّ دير مار جرجس جنين ودير مار الياس عودين لمدرسة مار أنطونيوس في بلدة شكّا.


مدرسة مار جرجس- جنين
مع تأسس هذا الدير سنة 1853، وتحوّل سنة 1854 إلى مدرسة لتعليم الأولاد مبادئ الديانة والقراءة والكتابة كعادة مدارس الأديار في ذلك الزمان.
وعام 1923، إلتحاق الأب يوسف فرح في السابع عشر من حزيران 1923 بدير جنين ـ عكار بناء على رغبة الرئيس العام وطلب من رئيس الدير ليساعده في خدمة الرعايا المجاورة... كما أوكل إليه تعليم أولاد القرية فسهر على تنشئتهم الروحية والتربوية.[2]

مجزرة دير مار جرجس- دير جنّين بحسب رواية الأب يوسف شلفون، الذي كان راهباً في دير مار جرجس جنّين وقد نجا من المجزرة آنذاك:
"كانت الأحداث تتفاعل سريعاَ في أوائل سنة 1976 منها: حوادث الدامور... وغيرها من الإجتياحات الفلسطينيّة واليسارية. ممّا أدّى الى التضييق على أهالي عكّار جرّاء إنعدام وصول المواد الغذائية.
أنا كنت قد وصلت من إسرائيل، بعد أن كلّفتني الرهبانية البقاء مدّة سنة في بيت لحم. فقلت للأب العام "شربل قسّيس" إنَّ الرهبان هناك في دير جنّين يحتاجون لمن يساعدهم، فلديهم ثلاث رعايا... وأنا كنت معتاداً على عكّار. فمنعني عن الذهاب بحجّة أنني كنت في إسرائيل ممّا يشكّل خطراً عليَّ خاصّةً مع التطوّرات السريعة في المنطقة. لكنّ الأباتي "عمّانوئيل الخوري" الذي كان يومها مساعده تدخّل لصالحي قائلاً: "أعطيه الإذن حتّى يروح، أحسن ما يروح من دون إذنك. الهيأة بدّو يستشهد، تركو يروح".
ذهبت إلى هناك، وبالحقيقة كانت الحلقة تضيق أكثر فأكثر على أهل عكّار، حتّى أصبحنا كأنّنا في جزيرة. لا جرائد، لا صحف, نقص في المواد الغذائية، والطحين. فما كان عليّ إلاّ أن أساعد الرئيس في الإهتمام بأرزاق الدير، وخدمة الرّعايا...
وفي إحدى الليالي، خلال فترة عيد مار أنطونيوس الكبير (17 كانون الثاني), سمعنا ثلاث طلقات رصاص، وتبيّن لنا أن ثلاثة شبّان موارنة من دير جنّين خرجوا من بيتهم في الضيعة، قاصدين منزل جدّهم في أعلى التلّة، فاختفوا دون معرفة مصيرهم. و بات الأهل يبحثون عنهم، وبقينا حتى السّاعة الواحدة فجراً، دون ان نعلم أيّ شيء عنهم.
كان هذا يوم السبت 17 كانون الثاني, يوم عيد مار انطونيوس الكبير. نهار الأحد 18/2/1976، قمت بخدمة رعيّتين، وعدت إلى الدير. تناولت طعام الغداء مع الأبوين جرجس حرب ويوسف فرح وذهبت للصيد آخذاً معي بندقيّة. بعد سبع أو عشر دقائق، سمعت هديرَ آليّات وقنابل ورصاص في الضيعة. لم أرَ سوى دخانٍ وكنت أسمع أصوات الرصاص. بعد دقيقتين أو ثلاثة، إذا بسيّاراتٍ تأتي الدير فأدركت حينها أنَّ ثمّة هجوماً كبيراً. سمعت أصوات الرصاص بكثرة وأصوات القنابل والتفجيرات.
بقيت في البرّية حتّى الساعة الواحدة فجراً, إذ إنَّ البرد شديد فنحن في 19 كانون الثاني. قررت الصعود إلى الدير و"الّي بدّو يصير يصير".لم أجد أحداً في الدير، لا الرهبان، لا صور في الدير. ومِن كثرة التعب والنعس غفوتُ ولم أستيقظ إلاّ عند السّاعة الثامنة من صباح اليوم الثاني. وضعت على رأسي كفيّة وعغال، ولبست لباساً مدنيّا وذهبت نحو الضيعة، فوجدتُ، بالقرب من منزل الأب أنطوان الطحّان، جثّتي كلّ من الأب الرئيس جرجس حرب والأب يوسف فرح. فاتحَين أيديهما ( بشكل صليب ).
نزلت من هناك إلى ساحة الضيعة مُحصياً تسعة قتلى. فطلبتُ من الثوّار المتواجدين هناك أن يأخذوني الى المختار" فلان"، الذي كان مسلماً سنّيّاً.
أخبرته بالذي حدث وبمصير الرهبان. قال لي: " أنت المطلوب وليس هم. أنت كنت في أسرائيل وأتيت إلى هنا". لم أتركه بسهولة, بل أصرّيت عليه أن يساعدني في دفن الرهبان، فقال لي: "أتركني"، قلت له: " لن أتركك أريد أن أدفن الموتى".
أتينا بـ"تريلا" وسيّارتين ورجالٍ ونساءٍ مسلمين، و أتت معنا والدة الأب لويس الفرخ والعشّية. قمنا بوضع الرهبان على أخشاب وسلّم صغير. حملهم "الإسلام" من أوّل الضيعة حتّى كنيسة الدير وأصريّت على أن أصلّي عليهم، قدّست، رششت الماء المبارك، فنيت القربان، فتحنا المقبرة ودفنّا الرهبان.
خلعت باب غرفة الأب الرئيس، لأنَّ الناس كانت تترك أمانات مع الرئيس، لم أجد أمانات، بل القليل من المال، أخذت العملة الورقيّة، وأعطيت المعادن للعشيّة "نجمة".
إنطلقنا في سيّارتين: المختار المسلم ومعه زوجة المختار الماروني في دير جنّين وبناته وزوجة إبنه في سيّارة، وفي السيّارة الثانية سائق مسلم، وأنا بقربه وشيخ مسلم مؤذّن والمختار الماروني مع أولاده. فاتّجهنا نحو سيّدة القلعة في منجز- عكّار، وَصَلْنا إلى ضيعة اسمها الدبابيّة مواجهة لدير القلعة منجز، منها صعدنا إلى دير القلعة لنعود منه إلى سوريا عن طريق النهر.
وعند وصولنا إلى "عَزير"، بلدة مارونية في الأراضي السورية المقابلة، كان الأب نعمة الله طعمه هناك، "دقيّنا الجرس"، و"شِلْنا بخّور" عن نفس المتوفّيين، وبقي الناس يتدفّقون بكثرة طيلة اليوم التالي. من هناك ذهبنا إلى الشام، ثم عُدت بسيّارة أُجرة أوصلتني الى "بيروت الغربيّة". بعدها إلى الكسليك حيث كان الأباتي شربل قسّيس، فشرحت له كلّ ما حدث."
بعد أن عاينّا بأية وحشيّة سقط شهداؤنا الرهبان مع سائر مَن سقط مِن أبناء بلدة دير جنّين، وبعد أن تحقّقنا من غاية "البرابرة" الذين دخلوا القرية طلباً للمال والسلاح ظانّين أن الدير هو مستودعٌ للأسلحة. إذاً، أنأسف لاستشهاد الرهبان ضحيّة شائعاتٍ لا صحّة لها؟ كلاّ! إنَّنا نؤمن أنَّ شهادة هذين الراهبين وشهادة أبناء القرية هي أسمى ما قدّموه للمسيح تأكيداً على محبّتهم له. هذه الشهادة لا تقلّ شأناً عن شهادة المسيحيين الأوائل الذين بدمائهم روَوا أساسات الكنيسة.


الشهيد الأب يوسف فرح (1895-1976)

ولد يوسف فرح في الثاني من شهر شباط سنة 1895 في قرية ممنع عكار، وهي بلدة مارونية تعلو 1100م عن سطح البحر.
دعاه الله وهو فى السابعة عشرة من عمره، فدخل دير الإبتداء فى كفيفان سنة  1912 أيام رئاسة الأب اغناطيوس داغر التنوري. نذر فيه نذوره الاولى في اول تشرين الثاني، عيد جميع القديسين سنة 1914 .
أُرسل أيام الحرب العالمية الأولى الى دير قرطبا حيت قضى سنة واحدة، ومن بعدها نقلته السلطة الى ديرسيدة المعونات-جبيل لمدة ست سنوات ( 1915 - 1921) لمتابعة دروسه الفلسفية واللاهوتية. نذر نذوره الاحتفالية في دير حوب سنة 1921 أيام رئاسة الأب مخايل خليفة من إهمج.
في الثامن من كانون الاول (عيد الحبل بلا دنس ) سنة 1922، سيم كاهنا في ديرقزحيا، بوضع يد صاحب السيادة المطران انطون عريضه.
تنقّل الاب فرح كثيرا خلال حياته الرهبانية:
- في السابع عشر من حزيران سنة 1922 تسلَّم أمر تعيينه في دير جنين - عكار، بناءً على طلب من رئيس الدير الأب يوسف الأسمر، ليساعده  في خدمة الرعايا المجاورة ، وتوزيع الأسرار المقدَّسة . كما أَوكل اليه تعليم أولاد القرية، فسهر على تنشئتهم الروحيّة والتربويّة.[5]
- سنة 1926 نُقل الى دير كفيفان لخدمة الرعايا هناك .
- سنة 1928 عُيِّن في دير قزحيا، ليمضي فيه أربع سنوات، حيث استهوته الحياة النسكية . رغب الدخول إلى المحبسة، وهو فى ريعان الشباب (35 سنة)، فطلب من الرئيس العام الأب مرتينوس طربيه، السماح له بالانفراد فى المحبسة والتّفرغ بكليته لعباده الله. قبل الأب العام طلب الأب يوسف فرح، فدخل هذا الأخير محبسة مار بولا المجاورة لدير قزحيا والتابعة له وكان ذلك في 29 أيار سنة 1930.
- شاءت الطاعة بعدها أن يترك المحبسة ويشغل لأوّل مرّة خدمة الرئاسة في الرهبانية، فكان رئيساً على دير سيّدة القلعة منجز- عكار. منه انتقل إلى دير مار جرجس في دير جنّين حيث بقي مدة ثلاث سنين (1934- 1937). قام بتجديد الدير وبناء غرفٍ جديدة، كما استحدث كرم زيتون وعنب...
- في الأول من كانون الأول سنة 1944، عُيِّن وكيلا على مدرسة عودين _عندقت. وسنة 1952 عَيَّنته السلطة في دير سيدة القلعة وأَوكلت إليه خدمة الرعايا المجاورة. ليعود سنة 1961 للمرّة الثالث إلى دير جنين، مساعداً للمحترم جبرائيل الياس.
- سنة 1962عُيّن مرشداً على دير راهبات سيّدة البير، و سنة 1965 عُيِّن وكيلاً ومرشداً  على دير راهبات أيطو، ليعود بعد ثلاث سنوات ويتولّى أمر الزيارة في ديرقزحيا.
- وصولاً إلى سنة 1970 حين عُيِّن للمرّة الرابعة في دير جنين و كانت المحطّة الأهم في حياته كلّها. فهذا الراهب الذي، بحسب شهودٍ كثيرين، عاش عيشاً مثالياً، زارعاً السلام والخشوع في كل الأماكن التي زارها، شاءت العناية الإلهية أن تُكَلّل جهاد حياته بإكليل الإستشهاد، على غرار المسيحيين العِظام الذين طبعوا الزمن بسيرتهم وكتبوا التاريخ بدمائهم. 
أبرز ما قيل فيه مِن قبل مَن عرفوه:
+ هو رجل دينٍ ناسك، على وجهه تشعّ بسمةً ناعمة تبعث السلام في ناظريه.
+ وديعاً لطيفاً يحيى في الدير صامتاً، مُُمضي وقته بالصلاة والمطالعة والاعمال الديرية.
+ أيام الصحو كان يأخذ منجله ويمضي ينقيّ الزيتون والكرمة ويجمع الحطب.
+ على مثال القدّيسين، دأب الركوع أمام القربان وتلاوة الورديّة كل صباح، فقد اشتهر بتعبّده للعذراء مريم.
+ تميّز بالرصانة، وبروحانيته المنفتحة والمتحرّرة.
+ حافظ حتى شيخوخته على براءة الطفولة، لا يعرف الشك ولا الغضب.
+ كان يعظ بمثله أكثر منه بالكلام، رغم هذا كان يُلقي الرياضات الروحيّة في الرعايا التي كانت توكَل إليه رعايتها.
+ عاش حياة جدّ وعملٍ وعطاء، جعلته محبوباً ومحترماً من قبل كل من عرفه.
قال فيه الأب لويس الفرخ في مقالة كُتبت في تاريخ 21/6/1977 ونُشرت في كتاب الأب فرنسيس تمينه "الرهبان الشهداء" 1977: "الأب يوسف فرح، هو راهبٌ كبيرٌ في المحبّة والتواضع والبساطة والمسلك. طيّب القلب، كريم الأخلاق ولطيف المحادثة. إنّه ينبوعٌ غنيّ بالعواطف الشريفة، ومنهل للفضائل الانسانيّة والمسيحيّة. فلن ننسى أبداً ذاك الوجه العذب الذي تعلوه البسمة الرقيقة، والذي ترتسم عليه معالم الهيبة، وتلك العينين اللتين تشعّان صفاءً، وتلك اللحية البيضاء المبسوطة التي ترمز الى طهارة السريرة. له في الرهبانيّة احترام وذكرٌ طيّب".
نال إكليل الإستشهاد عن عمرٍ يناهز الـ 81  سنة، بتاريخ 18/1/1976

الأب جرجس حرب (1920-1976)
وُلِد جرجس حرب عام 1920 في بلدة كفرزينا، الواقعة شمالي لبنان، أبوه مخايل حرب وأمّه كرستين نادر. أحسّ بالدّعوة إلى الحياة الرّهبانيّة، فلبّى النداء متوجّهاً إلى دير مار أنطونيوس قزحيا، ومنه انتقل فيما بعد إلى دير مار جرجس في الناعمة، حيث أبرز نذوره الرّهبانيّة الموقّتة بتاريخ 11 تشرين الثاني عام  1934 أيام رئاسة الأب يوسف حرفوش.
تابع دروسه الفلسفيّة واللاهوتيّة في مدرسة مار شليطا عجلتون، ليوسَم بعدها كاهناً على مذابح الرّهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة، وذلك في دير سيّدة المعونات، بوضع يد صاحب السيادة المطران عبد الله خوري في 27 أيلول من عام 1941.
بعد سيامته كاهناً، عمد الأب جرجس حرب إلى خدمة ربّه من خلال خدمة الناس، ولم يكن اختلاف الدين أو الجنسيّة يشكّل فارقاً لديه، فكان الإنسان المحبّ الذي يعكس صورة الله الحقيقيّة، وكان أخاً للكلّ ومن أجل الكلّ.
خدم الأب الشهيد في الكثير من أديار الرّهبانيّة، وكان أينما حلّ المثال في الخدمة والمحبّة. ومن المعروف عنه أنّه كان رجل دين، معتمداً على العناية الإلهيّة، وعلى علاقاته الاجتماعيّة، فعمل الأب جرجس حرب على إيصال التيّار الكهربائي إلى دير جنّين التي تبعد ما يقارب 15 كلم عن مصنع الكهرباء الواقع في حلبا عكّار، في حين أنّ التيّار الكهربائي لم يكن قد وصل بعد إلى المناطق التي تبعد حوالي 3 كلم عن المصنع.
ومَن يذكره يخبر عنه أنّه كان كريماً ويردّد البعض أيضاً، أنّ الأب جرجس لم يكن ليرضى بأن يُبقي أحداً على الطريق، فكان يصرّ دائماً على كلّ مَن يلتقيه ليوصله إلى المكان الذي يقصده.
أبرز ما قيل فيه من قبل الذين عرفوه:
+ هو وجهُ رسول.
+ كان كريماً يُطعم كل من يزور الدير.
+ كان بروح المزاح يُعطي الملاحظات خاصّةً في أمورٍ أدبيّةٍ مسلكيَّة.
+ كان يحبّ الإلفة ويساعد الفقير إلى أيّ مذهبٍ انتمى.
+ أَحَبَّهُ كلّ مَن عرفه وذاع صيته في المنطقة كافّة حتّى اصبح فيه منارةً ومرجعاً حكيماً.
+ كان يحبّ العمل في الأرض، اعتنى بالزيتون أحسن عناية.
+ لم يكن له عدوّ، بل كانت أبواب الدير مفتوحةً لجميع الزائرين.
نال إكليل الإستشهاد عن عمرٍ يناهز الـ 56  سنة بتاريخ 18/1/1976
إنّ سيرة الأبوين يوسف فرح العائش ناسكاً مصليّاً في ديره بصمتٍ وخفاء، وجرجس حرب المنكبّ على الخدمة والعطاء ستبقي ذِكراهما في قلوب إخوتهم الرهبان، وأبناء المنطقة. ويبقى دير مار جرجس- دير جنّين الشاهد الأول على سيرتهما لاحتضانه رفاتهما المباركين.



رؤساء دير مار جرجس جنين
1-   الأب ارميا سعد من بقرزلا          1853
2-   الأب أندراوس من كرم سدّه          1856
3-   الأب بطرس نادر من دير جنين      1859
4-   الأب جراسيموس من مزياره         1863
5-   الأب عبد المسيح من بريسات        1866
6-   الأب مارون من كفرغاب             1883
7-   الأب افرام من حصرون              1883
8-   الأب متى من تولا الجبّة              1886
9-   الأب أنطونيوس من كفرغاب         1899
10-                      الأب اغناطيوس من طرابلس 1901
11-                      الأب اسطفان الأسمر من بقرزلا     1906
12-                      الأب يوسف الأسمر من بقرزلا       1913
13-                      الأب مخايل طعمه من عزير         1923
14-                      الأب يوسف فرح من ممنع           1934
15-                      الأب يوسف الأسمر من بقرزلا       1938
16-                      الأب جبرايل الياس من دير جنين    1944
17-                      الأب متى يعقوب من تولا الجبة      1947
18-                      الأب دانيال رزق من متريت         1950
19-                      الأب يوسف الأسمر من بقرزلا       1952
20-                      الأب نعمة الله وهبه من بلوزا         1953
21-                      الأب جبرايل الياس من دير جنين    1956
22-                      الأب جرجس حرب من كفرزينا      1965
23-                      الأب نعمة الله طعمه من عزير       1968
24-                      الأب ابراهيم سيده من منجز          1971
25-                      الأب جرجس حرب من كفرزينا      1974 استشهد بتاريخ 18 كانون الثاني 1976 وتمّ هجر الدير وإغلاقه إلى سنة 1992 وهو تاريخ عودة الرهبانية إليه وترميمه، مع انتخاب الأباتي عمانوئيل خوري رئيسا عاما على الرهبانية، وهو إبن بلدة دير جنين.
26-                      كان الأب الياس كوسا في هذه الفترة يتردد إلى دير وبلدة دير جنين
27-                      الأب جوزف دكاش                           1992
28-                      الأب حنا اسكندر
29-                      الأب لويس الفرخ
30-                      المحترم أنطوان مقبل مدبّر عام الرهبانية
31-                      الأب شربل كيروز
32-                      الأب شربل شاهين                            2005
33-                      الأب شربل طراد                             2013 استقال وضُمّ دير مار جرجس جنين ودير مار الياس عودين إلى مدرسة مار أنطونيوس شكا برئاسة الأب شربل شاهين.

رهبان من بلدة دير جنين
1-   جرجس                نذر في دير عنايا بعمر 18 سنة بتاريخ 25/4/1842
2-   جبرايل الياس          نذر في دير كفيفان بعمر 16سنة بتاريخ 14/9/1924 وسيم كاهنا في 19/3/1932 وتوفي في دير مار جرجس دير جنين في 22/7/1965 عن عمر 57 سنة.
3-   عمانوئيل خوري      نذر في دير كفيفان بعمر 19 سنة بتاريخ 16/7/1949 وسيم كاهنا في 7/12/1958 وعيّن رئيسا عاما سنة 1992 وتوفي سنة 1993
-         ولد في بلدة دير جنين - عكار بتاريخ 22 تموز 1930
-         دخل الرهبانية سنة 1943، وله من العمر 13 سنة، في دير سيدة النصر ـ نسبيه، غوسطا
-         أبرز نذوره الأولى في دير مار قبريانوس ويوستينا كفيفان سنة 1949
-         أبرز نذوره الإحتفالية في معهد الروح القدس ـ الكسليك سنة 1953
-         سيم كاهنا في روما  بتاريخ 7/12/1958
-         نال إجازة في العلوم الليتورجية سنة 1961
-         تسلم أمانة السرّ العامة في الرهبانية أيام الأباتي بطرس القزي (1968- 1974) وأيام الأباتي شربل قسيس (1968- 1980)
-         شغل منصب مدير معهد الليتورجيا في جامعة الروح القدس- الكسليك (1981- 1986)
-         عيّن مرشدا للراهبات في دير مار يوسف جربتا (1986- 1992)
-         البابا سمّى سلطة عليا للرهبانية اللبنانية، وعيّن عمانوئيل خوري رئيسا عاما خلفا لباسيل هاشم في 12 أيلول 1992 ومعه المدبرين باسيل ناصيف وأنطوان خليفه وأتناثيوس الجلخ ويوحنا تابت في دير مار أنطونيوس ـ غزير
-         بعد تعيينه رئيسا عاما، أَعلن الأباتي عمانوئيل خوري، البدء بالإعداد لليوبيل المئوي الثالث للرهبانية، في 10 تشرين الثاني 1992، في دير مار أنطونيوس قزحيا.
-         في 17 كانون الثاني 1993 صباح عيد القديس أنطونيوس، بعد 127 يوما على تعيينه رئيسا عاما، توفي الأباتي عمانوئيل خوري. فحزنت عليه الرهبانية لما كانت تأمل في مدّة رئاسته العامة من نهضة في الرهبانية وترأس البطريرك مار نصرالله بطرس صفير صلاة جناز الأباتي عمانوئيل خوري.
4-   أنطوان طعمه نذر في دير كفيفان بعمر 18 سنة بتاريخ 17/1/1963 وسيم كاهنا في 2/6/1974 
والأب أنطوان طعمة هو من بلدة دير جنين، وهو راهب لبناني ماروني، من مواليد 15/12/1945، دخل الرهبانية اللبنانية المارونية في 1/9/1960، تلقى دروسه الثانويّة والفلسفيّة واللاهوتيّة في جامعة الروح القدس في الكسليك، حيث سيم كاهناً في 2/6/1974، قدم إلى سيدني في 16 تموز سنة 1975، مكث في الرسالة ثماني عشرة سنة، شغل مهمة كاهن مساعد في رعية مار شربل إلى سنة 1982، عّين وكيل رسالة مار شربل على أثر استقالة الأب الرئيس أنطونيوس أبي يونس سنة 1982، في أيامه فتحت المدرسة أبوابها للتعليم وتم تنفيذ بناء القسم الأول من المرحلة الابتدائية. ثم تمّ تدشين المعهد ومبنى الدير. ثم انتخب رئيس دير مار شربل في سيدني، من سنة 1983 إلى سنة 1989، وبعدها بقي راهباً ديرياً في الرسالة إلى أن عُيّن سنة 1993 مدبِّراً عاماً للرهبانية اللبنانية المارونية، لمدة ستة سنوات، على أثر وفاة الآباتي عمايوئيل خوري. إضافة إلى أنه وضع كتاب ضمة أجيال عرّب كتاب "شباب يصلّي"، لمؤلّفه رونالد كلوغ، منشورات اليوبيل المئوي الثالث للرهبانية اللبنانية المارونية، رقم 15، صدر في دير مار أنطونيوس غزير، 1996، ومنذ سنة 1999 أصبح راهباً ديرياً في دير الشهيدين قبريانوس ويوستينا، كفيفان، ضريح الفدّيس نعمة الله كسّاب الحرديني. ثم عاد سنة 2002 إلى الرسالة ليصبح راهباً ديرياً فيها. وعاد إلى لبنان ليترأس على دير مار أنطونيوس قزحيا عام 2010-2013 ليعود بعدها إلى دير مار شربل في أستراليا. [3]
5-   لويس الفرخ نذر في دير المعونات بعمر 17 سنة بتاريخ 25/6/1967
والأب لويس الفرخ هو من بلدة دير جنين في قضاء عكار، وهو راهب لبناني ماروني، دخل الرهبانية بعمر 17 سنة، أبرز نذوره الرهبانية في 25/6/1967 في دير سيدة سيدة المعونات جبيل، أنهى دروسه اللاهوتية في جامعة الروح القدس في الكسليك، حيث سيم كاهناً. حائز على اختصاصات جامعية في إدارة الأعمال، في الولايات المتحدة، ثم في سيدني، شغل عدة مهام رهبانية في رسالة كندا. انضم إلى رسالة مار شربل في أوستراليا من 16/8/1983 إلى 27/10/1988 لتسند إليه مهام رهبانية أخرى. شغل منصب عميد لكلية إدارة الأعمال، ثم عُين عميدا لكلية الحقوق، في جامعة الروح القدس في الكسليك. ومع آخر سنة 2004 أصبح رئيسا لرسالة الرهبانية في المكسيك. وقد ترأس على دير مار جرجس جنين وعاد ليمارس مهامه في جامعة الروح القدس الكسليك.
الأب بطرس نادر كان من رهبان دير مار جرجس دير جنين وقد توفي فيه سنة 1909. [4]



[1] - شهداء الرهبانية اللبنانية المارونية، الأب جورج صغبيني، مطبوع على الكومبيوتر.
[2] - الرهبان الشهداء، الأب فرنسيس تمبنه، ص 58
[3] - تقرير عن رسالة دير مار شربل في أستراليا للأب فؤاد زوين.
[4] - رهبان ضيعتنا، الأب مارون كرم اللبناني، الكسليك 1975.
[5] - الرهبان الشهداء، الأب فرنسيس تمبنه، ص 58