2016/05/23

كتاب "الخوري حنا طنوس في أدبه وشعره" كلمة المطران منير خيرالله



الأب جورج صغبيني
الخوري حنا طنوس
في أدبه وشعره
                                                
لبنان 2014
هذا الكتاب:
جمعه الأب جورج عقل اليسوعي
طبعته على الكمبيوتر السيدة شارلوت صغبيني مسلّم
إهتم بطبعه على نفقته السيد جورج نون

 هذه النسخة لا تحمل إلا صورة الغلاف
 
 
كلمة المطران خيرالله في ندوة كتاب الخوري وحنا طنوس في أدبه وشعره - في قاعة رعية غوما، السبت 27/2/2016
صاحب السيادة المطران بولس آميل سعاده السامي الإحترام،
الهيئات السياسية والنقابية والبلدية والإجتماعية والثقافية،
أيها الحفل الكريم.
أولاني صاحب الغبطة والنيافة البطريرك مار بشاره بطرس الراعي الكلّي الطوبى شرف تمثيله في هذه الندوة التي نكرّم فيها مرة جديدة رجلاً كبيراً من رجالات الكنيسة والوطن، الخوري يوحنا طنوس، ابن غوما. وأنقل إليكم تحياته وتمنياته بأن يكون من نكرّمه مثالاً وقدوةً لنا في سلوكنا وثقافتنا.
لن أدخل في تفاصيل مسيرة حياة الخوري يوحنا طنوس الذي وُلد في غوما سنة 1866 من والد شاعر زجليّ هو طنوس بن يوحنا بن ديب بن الخوري وهبه.
لكني ألخصها بالقول إنه أحبّ العِلم والأدب والشعر منذ صغره. وراح يتنقل بين مدارس غوما والقدس وكفرحي- مار يوحنا مارون- والمكسيك، إلى أن حطّ رحاله سنة 1890 في المعهد الإكليريكي الشرقي في جامعة القديس يوسف بيروت، الذي كان بإدارة الآباء اليسوعيين، حيث درس الفلسفة واللاهوت لمدة تسع سنوات قدّم بعدها أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في اللاهوت. وارتسم كاهناً، وراح يدرّس ويؤلّف ويعظ ويرشد.
ونظراً لحدّة ذكائه وبلاغته، طلب منه الآباء اليسوعيون، أن يعلّم في الجامعة البيان والخطابة والأدب العربي لمدة عشر سنوات. ثم انتقل ليعلّم في مدرسة سيدة النصر كفيفان، ومدرسة سيدة ميفوق، والكلية الوطنية في بانياس.
وتتلمذ على يده عدد كبير من مشاهير لبنان، أمثال: الشيخ بشاره الخوري ورياض الصلح وجورج حيمري ويوسف السودا...
وعلى الرغم من شخصيته المتعددة المواهب، إذ كان يُعرف بأنه شاعر وخطيب ومؤرخ وأديب وكاتب ومفكر ولاهوتي ومؤلّف مسرحي، كانت شخصية الشاعر هي الطاغية في كل نتاجه.
كان شاعراً في خطاباته وفي أدبه وفي مواعظه وفي عمله وفي حياته اليومية، وبخاصة في مسرحه، وقد تميَّز نتاجه الشعري والمسرحي بصبغة لبنانية فريدة وبوجه عربي. وفي كل ما كتب من مسرحيات، كان الشعر هو الأبرز. وعرف كيف يحافظ على جدلية متوازنة في العلاقة بين الشعر والمسرح.
فاشتهر الخوري يوحنا طنوس بأنه رائد الأدب المسرحي بدون منازع.
وإذا كان أحدُهم اعتبر أن رائد الأدب المسرحي هو أمير الشعراء أحمد شوقي إثر صدور أولى مسرحياته « مصرع كليوباترا» سنة 1927، فإن الخوري يوحنا طنوس كان قد بدأ يُنتج أدباً مسرحياً عالياً منذ عام 1901. وكان له حتى سنة 1927 ما لا يقلّ عن خمس وعشرين مسرحية.
كتب الخوري يوحنا طنوس بين سنة 1901 و1946، سنة وفاته، سبعاً وثلاثين مسرحية  وكان آخرَها مسرحية « عذراء لبنان» أو « سيدة قنوبين» وهي مسرحية مريمية وطنية تاريخية.
واستقى مواضيع مسرحياته من التاريخ العام (سبع مسرحيات)، من التاريخ العربي (ست مسرحيات)، من التاريخ اللبناني (تسع مسرحيات)، من الكتاب المقدس العهد القديم (عشر مسرحيات)، من تاريخ القديسين (ثلاث مسرحيات)، ومن مواضيع اخلاقية عامة (مسرحيتان).
إلى جانب حبّه للّغة العربية وآدابها، عُرف الخوري يوحنا طنوس بحبّه للعروبة، نادى بعروبة لبنان، داعياً إلى انفتاح واسع على المحيط العربي يجعل من لبنان جنّة يرتادها العرب بكل فئاتهم، ملوكاً وحكاماً وشعوباً. وهو في موقفه هذا يعود إلى البطريرك اسطفان الدويهي، المؤرخ والمفكّر والمصلح، الذي كان أول من دوّن تاريخ كنيسته المارونية في تزامنه مع التاريخ الإسلامي والعربي بحيث أن التاريخين أصبحا عنده تاريخاً واحداً.
وهذا ما عاد وردّده على مسامعنا البابا القديس يوحنا بولس الثاني في إرشاده الرسولي « رجاء جديد للبنان» سنة 1997، أي بعد واحد وخمسين سنة على وفاة الخوري يوحنا طنوس، قائلاً لنا: « إن الكنيسة الكاثوليكية منفتحة على الحوار والتعاون مع المسلمين في لبنان. وتريد أن تكون منفتحة على الحوار والتعاون مع مسلمي سائر البلدان العربية، ولبنان جزء لا يتجزأ منه. وفي الواقع أن مصيراً واحداً يربط المسيحيين والمسلمين في لبنان وسائر بلدان المنطقة...
بودّي أن أشدد، بالنسبة إلى مسيحيي لبنان، على ضرورة المحافظة على علاقاتهم التضامنية مع العالم العربي وتوطيدها. وأدعوهم إلى اعتبار انضوائهم إلى الثقافة العربية، التي أسهموا فيها إسهاماً كبيراً، موقعاً مميزاً، لكي يقيموا، هم وسائر مسيحيي البلدان العربية، حواراً صادقاً وعميقاً مع المسلمين»..
كم نحتاج اليوم نحن اللبنانيين إلى أمثال البطريرك الدويهي والخوري يوحنا طنوس لنعمل معاً، مسيحيين ومسلمين، على إعادة بناء لبنان، كما أراده البطريرك الحويك واللبنانيون معه، وطناً رسالة في الحرية والعيش الواحد المشترك، في احترام تعدّدية الطوائف والأديان والحضارات والثقافات، وأن نعمّم هذه الخبرة على مجتمعاتنا وأوطاننا في العالم العربي التي تسعى إلى ربيع لها في الحرية والديمقراطية، وأن نكون لشعوبنا قيمة ثقافية مضافة واسهامات جديدة في تعزيز حضارة التلاقي والحوار.
مسرحيات الخوري يوحنا طنوس 37 مسرحية، منها 22 بين سنتي 1927 و1928. ومواضيعها مستقاة:
1-  من التاريخ العام: ملك الدياميس (1901)، رجل الغابة السوداء (1921)، ألفرد الكبير (1927-1928)، صبي الدهاليز (1927-1928)، البطل الأخرس (1927-1928)، الأعمى البصير (1927-1928)، قسطنطين الملك (1927-1928).
2-  من التاريخ العربي: شهداء نجران (1903)، النعمان الخامس (1905)، العمران (1909)، داحس والغبراء (1911)، الحارث (1927-1928)، المهلهل (1928).
3-  من التاريخ اللبناني (9 مسرحيات): البطل المجهول (1906)، يوسف بك كرم (1913)، أمير لبنان وكسرى (1914)، العقل اللبناني والدهاء العثماني (1919)، البطريرك حجولا (1923)، أمير الأرز (1927)، تخليص الوطن (1927-1928)، عبد المنعم أمير جبيل (1927-1928)، سيدة لبنان أو سيدة قنوبين (1946).
4-  من الكتاب المقدس- العهد القديم (10 مسرحيات): داود وشاول (1927- 1928)، يهوديت (1927-1928)، طوبيا البار (1927-1928)، يوسف الحسن (1927-1928)، أبشالوم (1927-1928)، دانيال النبي (1927-1928)، الدنانير الحمر (1927-1928)، قايين وهابيل (1927-1928)، إيليا أخنوخ (1946)، جريمة وتكفير وغفران (1946).
5-  من تاريخ القديسين (3 مسرحيات): مار لويس (1927-1928)، يوحنا الذهبي الفم (1927-1928)، ليلى العفيفة (1927-1928).
6-  مواضيع أخلاقية عامة (مسرحيتان): غرسيا (1907-1908)، الحلم الرائع والصحو الفاجع (1927-1928).
http://www.diocesebatroun.com/arabic/index.php/2014-08-24

وجاء في جريدة المستقبل تحت غنوان "الخوري يوحنا طنوس"... ندوة في البترون
  نظّم أصدقاء الخوري يوحنا طنوس، ندوة حول كتاب «الخوري يوحنا طنوس في أدبه وشعره» برعاية البطريرك الماروني بشارة الراعي ممثلاً براعي أبرشية البترون المارونية المطران منير خيرالله، في قاعة رعية غوما - قضاء البترون مسقط رأس الخوري طنوس، تحدث فيها المطران خيرالله، ورئيسة مجلس الفكر كلوديا شمعون أبي نادر، ورئيس نادي غوما نبيل طوبيا، وعبدالله أبي عبدالله، وميشال أبي فاضل، والأب جوزيف دكاش، في حضور المقدم شربل أنطون ممثلاً وزير الاتصالات بطرس حرب، ونجم خطار ممثلاً وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، وقائمقام البترون روجيه طوبيا، والمطران بولس اميل سعاده.
وبعد ترحيب من الزميل غسان عازار الذي قدم الندوة، أشار خيرالله الى انه «على الرغم من شخصية الخوري يوحنا طنوس المتعددة المواهب، إذ كان يعرف بأنه شاعر وخطيب ومؤرخ وأديب وكاتب ومفكر ولاهوتي ومؤلف مسرحي، كانت شخصية الشاعر هي الطاغية في كل نتاجه«.
وقال: «كم نحتاج اليوم نحن اللبنانيين إلى أمثال الخوري يوحنا طنوس لنعمل معاً، مسيحيين ومسلمين، على إعادة بناء لبنان، وطناً رسالة في الحرية والعيش الواحد المشترك، في احترام تعددية الطوائف والأديان والحضارات والثقافات، وأن نعمم هذه الخبرة على مجتمعاتنا وأوطاننا في العالم العربي التي تسعى إلى ربيع لها في الحرية والديموقراطية، وأن نكون لشعوبنا قيمة ثقافية مضافة واسهامات جديدة في تعزيز حضارة التلاقي والحوار«.
وتحدثت أبي نادر عن «أدب وشعر الخوري يوحنا طنوس اللذين لا يقلان أهمية عن شخصيته التي لا تشبه الا نفسها.
وتناول طوبيا «قروية ولبنانية الخوري يوحنا في شعره وهذا لم يكن سهلاً لولا المعلومات التي اتصلت بعلمنا من الآباء والأجداد الذين عايشوا الخوري حنا«.
واعتبر أبي عبدالله أن من «الصعب الإحاطة بكل صفات الخوري طنوس ومزاياه وأدبه وشعره». ثم ألقى قصيدة من وحي المناسبة.
وعرض أبي فاضل لموجز عن فصول الكتاب. ورأى دكاش ان «الخوري يوحنا طنوس، من النخبة المارونية في كنيستنا الانطاكية السريانية»، داعياً الى «جمع تراثه ونفض غبار النسيان عن مؤلفاته المسرحية والشعرية والفلسفية واللاهوتية«.
المستقبل الإثنين 29 شباط 2016 - العدد 5653 - صفحة 5  


 صور للخوري حنا طنوس
















الخوري حنا طنوس في أدبه وشعره القسم السادس والأخير الأب جورج صغبيني



الأب جورج صغبيني

الخوري حنا طنوس
في أدبه وشعره
                                                
لبنان 2014
 
هذا الكتاب:
جمعه الأب جورج عقل اليسوعي
طبعته على الكمبيوتر السيدة شارلوت صغبيني مسلّم
إهتم بطبعه على نفقته السيد جورج نون 
 
   
 
 

مسرحية البطريرك حجولا
       تدور هذه المسرحية حول استشهاد البطريرك جبرائيل حجولا الذي قتله المماليك في معبد سيدة ايليج بميفوق على عهد سحبان أشرف سلطان مصر حوالي عام 1367 وحول تنافس الأخوين غزال واسد القيسيين العاقوريين على المقدمية وفوز غزال مما حمل اخاه أسد على الكيد له والتآمر عليه وعلى البطريرك لمساندته لشقيقه.

مسرحية أمير لبنان وكسرى
تجري حوادث هذه المسرحية في أوائل القرن السابع سنة افتتح كسرى انو شروان ملك الفرس اورشليم واستولى على الصليب المقدس. وكان الملك "هرقل" لما بلغه الخبر قد حشد جيوشه وزحف على بلاد الفرس كما أن عدداً من الأمراء اللبنانيين استفزتهم الحمية فلحقوا بجيوش هرقل مع أولادهم وفرسانهم لكنما غدر بهم رجل ماكر فوقعوا أسرى في يدي كسرى الذي أذاقهم ضروباً من العذاب والإهانات ليجحدوا دينهم فلم يفعلوا.
       وكان بين الذين أسرهم كسرى، كبير أمراء لبنان الأمير سمعان والأمراء شديد والياس وعساف الذين بقوا في قبضة كسرى إلى اليوم الذي استرجع هرقل الصليب وخلصهم من الأسر.

مسرحية الأعمى البصير
       تجري حوادثها حول مقتل كارلوس الأول ملك انكلترا واستيلاء "كرمويل" على مقاليد الحكم المسيحية.

مسرحية ألفرد الكبير
       تتناول محاربة الفرد الكبير القراصنة حوالي عام 878 وتأسيسه مملكة انكلترا وجهاده في سبيل المسيحية.

مسرحية رجل الغابة السوداء
       كان لملك وزير اسمه هرمان. الملك عادل لكنه مخدوع ووزيره منافق خداع يشي بمن في القصر حتى يبعدهم عن البلاط فحدث أن وشى على رجل شريف نبيل اسمه جيرالد ولما حكم عليه بالموت هرب واختبأ في "الغابة السوداء" خمسة عشر سنة تاركاً ولداً له اسمه لاوون شب خلال هذه السنين وأصبح قائداً لجيوش الملك. وأخيراً تدور على الباغي هرمان الدوائر وينتصر الحق فيمجد الجميع حكمة الله ويلتفون حول الملك الذي بصلاحه ينقذ المخلصين، وبعدله يمحق المنافقين وبرحمته يعفو عن التائبين.

مسرحية العمران
       لما طالت حرب البسوس التي أثارها جساس بن مرة بين قبيلتي بكر وتغلب نهض الملك عمرو بن هند وجمع بكراً وتغلب وأصلح بينهما وأخذ من كل من العشيرتين ماية غلام من أشرافهما. فسرح الملك في أحد الأيام ركبا من بني تغلب وبني بكر إلى جبل طيّ في أمر من أموره فنزلوا بالطرفة وهي لبني شيبان وتيم أخلاف بني بكر. فإذا البكريون يجلون التغلبيين من الماء فماتوا عطشاً.
       ولما بلغ ذلك بني تغلب غضبوا وطلبوا من بني بكر ديات ابنائهمن عندئذ اجتمع بنو تغلب لمحاربة بني بكر واستعد لمجابهتهم البكريون. وخشي العقلاء نشوب حرب ضروس بين العشيرتين فدعا بعضهم بعضاً إى صلح وتحكموا إلى الملك عمرو بن هند الذي أبى القبول بهذه المهمة قبل أن يؤتى بسبعين رجلاً من أشراف بكر يجعلهم في وثاق عنده فإن كان الحق لبني تغلب دفعهم إليهم وإلا أخلى سبيلهم. قبلت بكر بهذا الشرط على أن يؤخذ من تغلب إبن سيدها ليكون رهناً إلى أن يتم الصلح.
       وكان ممثل تغلب سيدها عمرو بن كلثوم وممثل بكر سيدها الحارث بن حلزة. ولما كان لا يوجد لفريق بينة على الآخر أقام الملك الشعر حكماً وفاصلاً بين الإثنين. وبعد أن ألقى كل من الشاعرين قصيدته حكم الملك للحارث بن حلزة بالتفوق وأخلى سبيل السبعين رجلاً بكرياً مبقياً رهناً عنده زهير بن عمرو بن كلثوم الذي أبدى من سوء التصرف والعناد ما أغضب الملك وحاول تذليله ثم قتله. وأخيراً يخلصه والده ويقتل عمرو بن هند.

المشهد الرابع 
من الفصل الأول
(الملك) عمرو بن هند وحاشيته
عمرو بن هند      (لجلسائه) من ترون تأتي به تغلب لمقامنا هذا ؟
خالد                شاعرهم وسيدهم عمرو بن كلثوم أعز الناس.
عمرو بن هند      فبكر بن وائل ؟
خالد                لا تفرج بكر بن وائل عن الشيخ الأصم يعتز في ربطته تيها، فيضعها على عاتقه، أعني الحارث بن حلزة.
عمرو بن هند      من أفضل السيدين ؟
خالد                الحارث أفخر العرب، وعمرو بن كلثوم، أعز العرب نفساً وأكثرهم امتناعاً وأنقاهم حسبا.
عمرو بن هند      هل تعلمون أحداً من العرب تأنف أمه من خدمة أمي ؟
خالد                نعم، أم عمرو بن كلثوم
عمرو بن هند      ولم ؟
خالد                لأن أباها مهلهل بن ربيعة، وعمها بن وائل أعز العرب، وبعلها كلثوم بن مالك أفرس العرب وابنها عمرو وهو سيد قومه.
عمرو              وهل تعرفون أحداً من العرب يأنف من أن يخضع إليّ متذللاً ؟
خالد                عمرو بن كلثوم
عمرو بن هند      سوف تعرف عزة آل كلثوم بعمرو وابنه زهير

من المشهد الخامس
(عمرو بن هند، عمرو بن كلثوم مع قومه، الحارث بن حلزة مع قومه بعد أن ألقى عمرو بن كلثوم والحارث بن حلزة قصيدتيهما)
عمرو بن هند      لله درّ ابن حلزة مدح عمرو وقومه بالأقوال، وعظم الحارث وذويه بالأفعال. انقاد ابن كلثوم إلى عواطف القلب، والعاطفة ترمي إلى المغالاة والأغواء. واستنار ابن حلزة بمصباح العقل، والعقل يهدى إلى الحق والهدى. التغلبي أصول وأقول، والبكري أعقل وأفعل. عمرو في الكلام أبلغ وفي النظم أشعر. والحارث في أداء الأدلة أحذق. وفي ترجيح الحجة أمهر. رصع التغلبي معلقته بضروب البيان من مجاز واستمارة وكناية وتشبيه. ودعم البكري خطبته بأصناف البرهان والتبيان من تبرئة وتأثيم وتذليل وتعظيم. ذكر التغلبي مآثر تغلب ومآثرهم ترفعهم. ولم يذكر لبكري معايب فيضعهم. وذكر البكري مناقب بكر ومثالب تغلب فرفع بكرا ووضع تغلب. أدن منّي يا حارث وصافح يدي يا أشعر الشعراء (يدنو الحرث يصافح الملك) قد وهبت لك السبعين بكريا الذين كانوا رهنا عندي ووهبت لك ولدك النجيب. وأما انت يا زهير فتبقى رهنا عندي وفقا للعهود والمواثيق. (يتطاير الغضب في عيني عمرو ولكنه يضبط نفسه)
زهير        ركبت الشطط في حكمك أيها الملك وما أنصفت
عمرو بن كلثوم    تعديت طورك يا بني فالزم حدود الأدب.
عمرو بن هند      لو لم يكن لك معذرة في حداثة سنك وشفاعة مكانة أبيك، وحرمة الجوار، لاقتصصت منك اقتصاصاً لم يقتصه ملك عادل من سفيه جاهل. وأنت ما يدريك بالشعر أي شيء هو ؟
زهير        نحن بني تغلب نولد جميعنا شعراء ولا يسوغ أن يحكم بين الشاعرين إلا الشاعر. إن شاعر تغلب جواد يجري في مضمار الشعر فلا ينقطع نفسه حتى يبلغ الغاية سابقاً. وشاعر بكر متقطع الأنفاس يلهث عياء في الحلبة ولا يصل إلى الغاية إلا جاهداً سكيناً.
ظليم         شاعر تغلب يقرع الأسماع ببهرجة الألفاظ والمباني. وشاعر بكر يملأ العقول بسديد الأفكار والمعاني. شاعركم نسمع له جعجعة ولا نرى له طحنا. وشاعرنا نرى له طحنا ولا نسمع له جعجعة.
زهير        شاعرنا رجل بأس وحماسة، إذا استعرت في صدره نار الحمية اثار أشرارها في صدور سامعيه، ففكروا كما يفكر، وشعروا كما يشعرن فكأنهم والشاعر كثيرون في واحد، بل واحد في كثيرين. فإن طرب يطرب، وإن غضب يغضب، وإن فاخر يعجب، وإن غالب يغلب. وشاعركم شيخ بردت همته، وخمدت حميته، فعمد إلى الدهاء، والدهاء سلاح العاجز. فذكر أحاديث مر عليها الدهر وانطلت حيلته على الملك عمرو.
ظليم         إلى الحيلة والدهاء لا يعمد من كذب وفنّد. ذكر أبوك لقومه مفاخر ومآثر زاعماً واهماً قائلاً لا داعماً. ففنّد أبي تلك المزاعم بايراد الحوادث والشواهد. أبي لم تخمد حميته. ولم تبرد همته، لكنه رأى نار الحمية الفارغة استعرت في صدر أبيك فصب عليها ماء التهكم البارد ليطفئها.
زهير        أبي نفسه أبية تأبى التمليق. فلم يتصاغر أمام الملك متذللاً مادحاً مملقاً ذاكراً خدم قومه، كما فعل الحارث. فلم تفضل الحارث أيها الملك إلا لأنه مدحك وذكر نجدات قومه لقومك. وذكر أبي أيضاً خذلان تغلب للملك.
ظليم         قوم ابيك يخذلون الملك في جميع احواله، وقوم أبي ينصرونه في جميع أعماله. فأي القومين أفضل عند الملك في رأيك ؟
زهير        لكن أين نفس الشيخ البطيء المتثاقل من نفس الفتى المتحمس. أين وفقة المؤرخ الجامد من وقفة الشاعر المتهوس. الحارث متحير مسهب وأبي منشد مطرب.
ظليم         ليس المقام مقام إنشاد وطرب وإعجاب، بل مقام إثبات وحجة وبرهان وهل الحمية في مقامنا أفضل أم الروية.
زهير        من جمع في شعره الفخامة والجزالة إلى السهولة والسلاسة. ألا تعلم أن الشعر صورة الشاعر ألا ترى نفس أبي مصوّرة في كل بيت من قصيدته فقوة شعره شدة وقوة ومتانة التراكيب هي متانة عزمه.
ظليم         من جمع في شعره تفنين الشاعر وتروّي الحكيم. ألم تر في كل بيت من قصيدة أبي خبرة الشيخ المحنك وفطانة الحكيم المتروّي
زهير        من جمع في موضوع واحد شتات المعاني المشتتة وضمها إلى معنى واحد ؟ أي مزية يفتخر بها الأقوام لم تدخل في قصيدة أبي
ظليم         وأي فضيحة تسببها القبائل وتعير بها العشائر لم يلمح إليها أبي الحارث ؟
زهير        فقد حوت منظومة أبي القوة والجمال والفضل والكمال والحسب والنسب والنفوذ والإباء والكرم والخصال الشماء والشجاعة والإقدام وكل ما يعظم الأقوام بأبدع الكلام.
ظليم         وخطبة أبي حوت عقلاً راجحاً وسهماً جارحاً وفخراً مادحاً وهجاء قادحاً.
عمرو بن هند      كل فتاة بأبيها معجبة. لقد أتيت يا فتى من حسن بيان وبلاغة منطق. لكنك تطاولت إلى ما فوق قامتك، وارتفعت إلى أعلى من هامتك. على أن حكمنا باق. تبقى رهينا عندنا حتى يتبين لنا عز أبيك وفضل ذويك. إتبعني يا زهير.
زهير        إن رضيَ عمرو بذلك رضيت.
عمرو بن كلثوم    اتبع الملك يا بني والله يفعل ما يشاء ويريد.
المتلمس     (وهم خارجون) هذا رجل ثأري فعليّ بحضور مظلومي ابن هند لديه (يخرج الجميع)

من الفصل الثالث 
المشهد الرابع
عمرو بن كلثوم    لبيك لبيك يا زهير، حياتي فداك. ورجالي لك. (يسحب سيفه) ومهنّدي في رقاب عداك.
بل حياتي ورجالي ومالي وولدي لكم أيها العرب،انزعي عنك برقع الحداد يا أمة الأعراب.
واخلعي عن عنقك نير الاستبداد يا أمة الأحرار لقد حان تحرير العباد. وباد زمان الاستبداد. تصلح الحرية للعرب. والعرب للحرية يصلحون. حرام على الطغاة يستعبدون ملوك الصحراء وأبناء السماء ونسور الفلاء. خلوا الفضاء لفارس الزرقاء – ما أبهى البدويّ حرا على ظهر جواده. بشماله العقال وبيمينه البتار. يطير على سابح في بحار من رمال أحر من جمر النار. يباري في جريه الرياح ويسبق النسور والعقبان يطارد سباع البر ويداعب غزلان الغابات. حرام على المستبدين يستعبدون ملوك الصحراء. خلوا الفضاء لفارس الزرقاء. ما أسمى البدوى حرا في الليل. يمتد جسمه فوق الثرى وترتفع همته فوق الثريا، يناجى البدر. ويسامر الكواكب الطوالع فراشه على رمال الصحراء وغطاؤه قبّة السماء. يتلاعب بشعره النسيم ويبلل جسمه ندى الأسحار. ويطرب مسمعه خفيف الشجر وفحيح الحيات يهزه صليل السلاح وصهيل الخيل زئير الأسد وعواء الذئاب كما يعجبه شوارد الأفكار في سكون الليل وتراكم الأحلام في سبات النوم. حرام على المستبدين يستعبدون ملوك الصحراء. خلوا الفضاء لفارس الزرقاء (يخرج)


المشهد السابع
المحاكمة
عمرو بن هند      بلغتكم سفاهة ابن عمرو. جاملنا الجاهل فما زاد إلا جهلا وحمقا وجرأة. فما رأيكم فيه ؟
خالد         نظر الملك في العواقب أبعد ورأيه في الأمور أصدق. إلا أني أرى أن يعاقب السفيه معاقبة تنهي الجهال وتروع السفهاء.
الحارث     بئس رأي رأيك فما عقلت وما عدلت. تغري الملك بابن سيد العرب. الحلم في كل المواطن ارفع وانفع ايها الملك. والعفو عند المقدرة اكرم واعظم.
خالد         الحلم يجرّئ العبيد على مواليهم.
الحارث     الظلم ينفّر الشعب من الحكم.
خالد         ان عفا الملك ذهبت سطوته.
الحارث     إذا جار الحاكم تقلقلت حكومته.
عمرو بن هند      تحمي إبن خصمك يا حارث.
الحارث     بل أحمي دولة الملك وأمة العرب.
عمرو بن هند      ما على دولتي أو أمة العرب في قتل فتى أحمق ؟ أليست لي الرقاب اختلبها بمخلب انتقامي.
الحارث     لله ولأصحابها وليست للملوك الرقاب. إتق الله في عباده أبيت اللعن ولا تثر ثائر العامة فالشعب رهيب في غضبه. ما الرياح العاصفات إذا ثارت تهدم وتخرب ما تلاقى على مهبها لا تبقى ولا تذر تنقض البيوت وتقلع الشجر. وما البراكين اذا فار فائرها والقت بحممها على المدن والقرى تدمرها وتلاشيها. وما البحار إذا هاجت وماجت بامواجها تغرق السفن في لجها اشد ضرراً من الشعب عند تغيّظه وحنقه – الشعب رهيب في حنقه.
عمرو بن هند      مثلي لا يتخوف الشعب ولا يرهب العامة. العامة جماعات عميان معقودين إلى حبال يقودهم بصير يسيرون خلفه حيثما سار.
الحارث     ولعل ابن كلثوم ذلك البصير.
عمرو بن هند      الشعب غابة تردد صوت مغن يتغنى في الليل وكهف يراجع هتاف هاتف وصراخ صارخ.
الحارث     وربما كان ابن ليلى الصارخ بهتاف الحرية.
عمرو بن هند      الشعب مطية يركبها فارس يشد بزمامها ويرخيه حسب هواه ويركضها على رضاه...
الحارث     وإذا جمحت المطية جنحت براكبها إلى المهواة وأردته صريعاً قتيلاً...
عمرو بن هند      الشعب ظل الغالب وخيال المنتصر، يجعلون الحق بجانب التوفيق، كيفما مال السعد مالوا، يخذلون اليوم من نصروا أمس وينصرون غدا من خذلوا اليوم. الشعب مع القوى الواقف على الضعيف الساقط.
الحارث     وربما قوي عمرو. وضعف عمرو. ووقف عمرو. وقام عمرو.
عمرو بن هند      كفى يا حارث تخونني وتتشائم فلا بد من ارهاب القوم بأشد العقاب. لا يبلغ عمرو بن كلثوم مهما تطاول إلى أعلى من قدمى. فو الله لخنصري أغلظ من متنه وشمالي أجود من يمينه والأخمص أشرف من رأسه وخطأي أصدق من صوابه وصمتي أبلغ من كلامه وأمي أفضل من أمه وخدمي خير من سراة قومه فوالله لو هززت بيدي عصاي مات من عصاني ولقد عاف الدهر بطشي فما عاداني. فما أنا إلا مقطب جبيني فترجف الجنّ في القطبين ولسوف تعلم الأقوام، أفضل العمرين. عليّ بزهير (يذهب جندي)
الحارث     وما أنت صانع.
عمرو بن هند      والله لأجعلنه عظة للمتعظين وعبرة للمعتبرين. ألست أنا السيد والعرب العبيد أصنع بهم ما شاء وأريد. إن حسن عندي أميت. وإن راق بعيني أحييت. والله لأطأنّ بسنابك خيلي كل من لا يرى رأيي ويقول بقولي.
الحارث     على رسلك أيها الملك. إن للعزّ سكرات كما إن للموت غمرات. وتلك السكرات يعقبها حسراء إني عاهدت الله ونفسي أن لا أداهن في شوره ولا أخادع في نصحه. لا تبغ أيها الملك فإن البغي وخيم المرتع لولا تظلم فان الظلم سيء المنقلب لا تثر الضغائن بقتل البريء. ولا تنفر القلوب باذلال الرعية فان في صدور العرب حمية تغلي مراجلها تأنف من كل مستقبح. وتحت الرمضاء لجمرا أخف نفخ يضرمها وأقل نسيم يسعرها وإن في طيات الصدور عقارب وحيات. فبنو غسان واقفون لك بالمرصاد. يتوقعون الفرص للوثوب ويترقبون الساعة لإدراك الثأر. وبنو تغلب لا يصبرون على قتل ابن سيدهم وهتك حرمتهم. لا تفرق كلمة العرب أيها الملك ولا تضعضع امرهم ارضاء لهواك. فإن الهوى مطية من ركب متنها ينعطب. ولا تزعزع اركان الملك لهفوة صدرت عن فتى دينه الشرف وربه العز. فحلم الملك أوسع وعدله أعظم. وإن كان لا بد من التكفير للمهابة الملوكانية فدونك الشيخ العاجز فقد جاوزت التسعين ولم يبق منى خير ينتظر. فأهدر دم الشيخ الفاني. وأصفح عن الفتى الهمام. فيسلم عرضك من سهام ملام وتصون أمة العرب من الشقاق والهلاك. وإن كنت غير كفوء لابن عمرو فهاك ابني العزيز فأطعن صدره واتق شر البغي وعاقبة الظلم.
ظليم         هاك صدري أيها الملك فاطعن نحري واسفك دمي واصفح عن زهير.

مسرحية أمير الأرز
       هذه المسرحية مقتبسة عن رواية " حبيس بحيرة قدس" للأب هنري لامنس اليسوعي، وتدور حوادثها حول انتخاب الأمير رزق الله بن جمال الدين بن شيعا أميرا على لبنان وكان مزاحمه على هذا المنصب ابن أخيه المقدم عبد المنعم الذي كان عالقاً بهوى راحيل التي اقترنت بالمقدم زين. ولما ضاعت من بين يديه الإمارة وفقد راحيل راح يتآمر على لبنان مع "جوسلين" سيد قصر القليعة ساعياً لإشعال نيران الثورة على أمير الأرز وبث روح العصيان في لبنان.
       وتنتهي الرواية بانتصار الأمير رزق الله وبقتله جوسلين عدو لينان.

من المشهد الثامن
الفصل الأول
عبد المنعم – جوسلين – نتنائيل
عبد المنعم   خسرت الإمارة وخسرت راحيل فماذا أرجو بعد من الحياة فعلى الدنيا السلام (يستل خنجراً... يريد أن ينتحر فيمنعه جوسلين ونتنائيل)
جوسلين     رويدا وأرد لك الإمارة
نتنائيل       رويدا وأرد لك راحيل
عبد المنعم   كلام فارغ لا طائل فيه ومواعيد عرقوبية وكيف تردّان عليّ أمس الدابر والدهر الغابر ؟
جوسلين     بالخداع والدهاء وتحريش الصدور وتهييج الأجانب
نتنائيل              أما أنا فبالحيلة والمكر والعرافة والسحر
عبد المنعم   خابت كل أماني وحبطت كل مساعي ولم يبق لي حيلة إلا بهذا الخنجر (يحاول أن يطعن به صدره فيثب عليه جوسلين ونتنائيل قائلين) لا تفعل لا تفعل. (يرخى الستار)

المشهد الأول
من الفصل الثالث
جوسلين ونتنائيل وعبد المنعم
جوسلين     هات ما عندك من الأخبار يا نتنائيل
نتنائيل       قامت قيامة العرب وثار ثائر الشيعيين في البقاع وهاج هائج النصيرية في الضنّية فقد أبلغتهم رسائل السيد جوسلين وقد حوت ما حوت من تحريش الصدور على أمير الأرز وتنفير القلوب منه... وقد شرحتها أوفى شرح وأبنت ما جاء فيها من شرهه وطمعه وطموح نفسه إلى بسط سلطانه ونشر لواء الأرزة ليس فقط على الجبال والهضاب والبطاح والسهول الممتدة بين اللبنانين الشرقي والغربي من جبل اللكام إلى جبل الكرمل ومن وادي العاصي إلى ما وراء الليطاني وهي حدود لبنان الطبيعية بل يحاول أن ينتزع ما تصل إليه يده من أرض سورية إلى لبنان فأقام هذا القوم وأقعدهم فهاجوا وماجوا وضجوا وعجوا وراح رائحهم وغدا غاديهم وتعاهدوا وتواعدوا وتكاتفوا وتأهبوا للقتال وتألب جمعهم غير بعيد عن دير الأحمر وهم متحفزون للزحف على الأرز ومباغتة الأمير في عقر داره.
عبد المنعم   وما عدد المقاتلة ؟
نتنائيل              يربو على العشرين الفا
عبد المنعم   فلا غرو ان الكفة الراجحة في جانبهم... غير أن اللبنانيين آساد حرب ورجال ضرب فلا يساقون إلى الذبح كالحملان.
جوسلين     الكثرة تغلب الشجاعة.
عبد المنعم   فإن قوى التحالف على لبنان فما يكون مصيره ؟
جوسلين     تصير الإمارة إليك
عبد المنعم   وما يكون مصير عمّي وزين ؟
جوسلين     يقتلان شر قتلة
عبد المنعم   أتوق إلى أن اراهما صريعين يختبطان بدمهما. فطالما دبرت المكايد لعمّي الأمير لأستقل بالإمارة ولخصمي اللدود لأستبد براحيل فحبطت كل مكائدي وذهبت مساعي أدراج الرياح...
              فما الحيلة لإهلاك زين ؟؟ فما زال هذا الخصم حيّا فلا حيلة لي براحيل.
جوسلين     نار الحرب المستعرة تلتهمه. ورحاها الطاحنة تطحنه فلقد تدبرت مع نتنائيل كل وجوه الحيل والتدبير للتخلص من الأمير والمقدم والحبيس وما هذه الوجوه ؟

المشهد الحادي عشر
عبد المنعم. جوسلين. نتنائيل
نتنائيل       ما أحسن بختك وأسعد حظك يا جوسلين فما أنت فاعل ؟
عبد المنعم   فما أنت صانع ؟
جوسلين     أني أصنع ما يرقص له إبليس طرباً ويبكي له الملاك غمّاً. إني شانق مالكاً وعاقد مجلساً يؤثم الأب يوحنا الحبيس ويفضحه ويصمه بكل وصمة عار ويحكم عليه بالنفس المؤبد في مكان لا يعلمه إلا الله وجوسلين وإضرام النار في دير مرت تقلا فتلتهم الدير والكنيسة والمكتبة. أنا جوسلين والويل لمن يعاند جوسلين.
أنا جوسلين نار من جهنم              وفي صدري لهيب البغض مضرم
أمير الأرز لا تطلب صراعي          ولا تعجل بإذلالي فتندم
فليث الغاب أن تحرجه يخرج          فويل للملا أن هيج ضيغم
فأنت أيا فتى حطب لناري                    وهل حطب من النيران يسلم
فهذا اليوم من أيام سعدي               بهذا اليوم من اعداي أنقم
هلم معجلاً يا يوم ثأري                 فيوم الثأر في عيني معظم
يقول الناس ما أحلى هزارا            بصوت الحب في الدنيا ترنم
وما أبهى مطوقة توافى                 مبشرة بسلم قد تعمم
وسربا من حمام في الأعالي           حوالي خصمه على ودوم
وما أسنى السنونو في ربيع            تصرصر ثم ثرثر ثم حوم
وما أصفى النجوم بصفو ليل           تضيء سنا فيجلو حسنها الغم
وما أحلى عيون الأم ترنو                     لطفل نائم بالمهد تمتم
وما أهنا الجلوس بقرب نهر            على مرج بأزهار منمنم
تسيل مياهه متدفقات                    وفوق الايك طير العز رنم
تروح وتغتدى متلفتات                  ظباء جيدها فتن المتيم
فيصبح من يؤم النهر صبا             بحب الظبية الحسناء مغرم
لقد غلطوا فما أحلى وأشهى            نعاب ألبوم في قصر تهدم
وما أبهى غراب البين ينعى            هلاك القوم في سيل عرمرم
وما أحلى الغيوم السود تهمى           بطوفان يغرق نسل آدم
وقعقعة الصوارم قاذفات                جماجم تصبغ الساحات بالدم
وما أشهى فحيح الصل يسطو          للسع قاتل إذ ينفث السم
أمير الأرز مهلا في عناد              فأنت اليوم يا مغرور معدم
أيا لبنان  تبكيك البواكي                فطير الشؤم في علياك خيم.

وبقي أن نذكر بعض قصائد الخوري حنا طنوس في الموسوعات العربية ومنها: الأب حنّا طنّوس في مؤسسة عبد العزيز سعود للإبداع الشعري1284 - 1366هـ=  1867 – 1946م
سيرة الشاعر حنا طنوس [1][12]
ولد في قرية غوما (قضاء البترون - شمالي لبنان) وتوفي في بيروت.
عاش في لبنان، وفلسطين، والمكسيك.
كان متمكنًا من: العربية والسريانية والفرنسية واللاتينية.
تولى تدريس الخطابة والبيان والأدب، في جامعة القديس يوسف في بيروت، وكان له اهتمام أدبي بفن المسرح، ويُعدّ أحد رواده في لبنان.
كان أول كاهن ماروني ينادي بعروبة لبنان. وله قصائد نشرتها مجلة "المشرق"  في الأعوام 1902 - 1904 - 1927- 1932.

من قصائده: عزاء وهناء بالبطريرك الياس الحويك
يـا جلالَ الخلـود بعـد الجهادِ             فـي سبـيل الـورى ورَبِّ العبـادِ
مـلَكٌ أم رسـولُ ربِّكَ هـــــــذا            غادر الأرْزَ فـارتدى بـالحِداد؟
أمَلاكٌ وهل يـمـوت مـــــــلاكٌ           وهْو روحٌ تـنزَّهَتْ عـن فســــاد؟
أرسـولٌ يغـيب عـنـا ولا تَنْـــ             ـهَدُّ حـزنًا رواسخُ الأطــــواد؟
أم إلِيّا بـمـركبٍ مـن لهــــيبٍ             عبر الجـوَّ مُصعِدًا بـاتِّقـــــاد
فتلظّى وقـيـــــده، واكْتَوَتْ مِن           شـررِ النـار سـائرُ الأكبـــاد
يـا شهـيـدًا عـلى عـنــاية ربٍّ            غمـرته بـالسعـد والإسعــــاد
حضنَتْه مـن مهده يـتهــــــادى           فـي حـمــــــى أمِّه بكل اتِّئاد
أرضعتْه لـبـانَ طهْرٍ نقـــــــيٍّ            وسقته مـاءَ الـتقى والرشـــاد
صـوَّرته مـلاكَ طهـرٍ وحـــــــبٍّ       ورسـولاً عـيــنَ الهدى والسداد
سهـرتْ حـــــــــوله كأمٍّ رؤومٍ           درأَتْ عـنه عـاديـات العــوادي
كـان مـثلَ السمـيِّ حـزمًا وعزمًا               ونشـاطًا وغـيرةً فــــي الفؤاد
نصَرَتْهُ فـي كل أمـرٍ خطــــــيرٍ        حـبَّبتْه إلى أشدِّ الأعــــــادي
أيَّدته فـي كل معضلةٍ حَلْـــــــ             ـلَتْ فحُلَّتْ طِبْقَ الرضى والـمـراد
يـومَ إلـيـاس كـان يـومًا رهـــيبًا         مـثلَ يـوم القضـا بـهـوْلِ احتشــاد
مأتـمٌ لـم نجـــــد له نِدَّه إذ                لـم يكـنْ للفقـيـد مــن أنداد
حَشَد الخلقَ فـي "بكركـي" كبارًا              وصغارًا مـن كل قطرٍ ونــــــاد
مِلَلُ الأرض شـاركتـنــــا بخَطبٍ              والـبرايـا تجلّلـت بـالســواد
لـو وجـدنـا له مـثـيلاً لقـلنــا:             فقْدُه أدمـى أعـيــــنَ الأضداد
صحـبت مـجـدَه العـنـــايةُ حقّاً           مـن مِهـاد الصِّبـا إلى الألـحاد
إن إلـيـاسَ لـم يـمت فهْو حــيٌّ           بفِعـالٍ تجلُّ عـن تَعـداد
عـاش فـي شخـص مـن يـمـثّله طُهْ       ـرًا ورأيًا وقـوةً فـي اعتقــاد
ورجـاءً يـزحـزح الجـبــل الشّا         هقَ مـن مُرتقـاه حتى الـــوادي
واعتـمـادًا عـلى العـنـاية نــادى          لا على النفس بل عـليها اعتمادي
وانعطـافًا عـلى الرعــيّة يُزْري         بـانعطـاف الآبـا على الأولاد
وثبـاتًا فـي الرأي للحقِّ لا يَرْ            تدُّ عـنه ولـو بطعـن الـــحِداد
وسخـاءً فـي بذل مـا يـقْتَنـيـه             إيـهِ! لله درُّه مـن جـــــواد!
فـي سبـيل الشقـاء والدين لا الجا                هِ، وهـذي مــــــن خُطَّة الزُّهَّاد
يـا هـنـانـا بسـادةٍ شـرَّفـونا                      بـوِفـاقٍ مـــنزَّهٍ ووِداد
أدركـوا رأي شعبـهـم فـاستخــاروا        بَطْريَرْكَ الأرواح والأجســــاد:
عـرفـوا مـا عـلاقة الـديـن بـالـدُّنْـ       ـيا فَوافى صوتُ الضمير ينادي:
خلّصـوا شعبكـم مـن الجـوع إن شِئْــ     ـتـم نجـاءً له مـن الإلـحــاد
فـاستخـاروا حَبْرًا جـريئًا غـيــورًا        مستـنـيرًا ذا دُربةٍ واقتصـــاد
بـهَرَتْهُم مآثرُ الـحَبْر لـمــــا               ضـاء بـالكهـربـا شمـال الـبــلاد
يا «بِشرِّي» قد حزتِ مجدًا أثيلاً               راسخًا فـي العـلا إلى الآبـاد
فهـنـيئًا لأسـرةٍ أنجــــــبتْه                فـي سمـاءٍ عـريضة الأمـجـــاد
فـيـهـمُ الـيـاسُ قـام حـيّا ونادى:          يـا سـرورَ الأجـداد والأحفـاد
رشَّح الربُّ مـن رشّح الشَّعْـ             ـبُ فأمضى أحـبـارنـا بـاتحـاد
ألفُ حـــمدٍ معطَّرٍ بأريجٍ                 مـن ثنـاءٍ لنخبة الأسـيــــاد

ومن قصيدة: الأسد الراعي
العزُّ لله إن الـحق قـد ظهــرا             فـاللـيث مـن أصل داودٍ قـد انتصرا
لله مـن أسدٍ فـي الـحرب محتدمٍ         من جمر عينيه يرمي النار والشـررا
من عينه البرق ثم الرعد يتبعه        صعْق الصواعق في الأقطار إن هدرا
ويلٌ لـذئب الفلا مـن بطش سطـــوته    إن ألـحق الـذئب فـي أشبـاله ضررا
ويل السباع وويل الـوحش قاطبةً                -إن أغضب الأسد الضرغام أو غدرا
إن ثـار ثــــائره يرتجّ كلكله               قصْدَ الـوثـوب ويا لله إن زأرا
مـا أعجـبَ الكـونَ يـومًا لـو رأى أسدًا   فـي الناس منتصـبًا يرعى الملا قـدرا
لـيثٌ وراعٍ فكـيف الجـمعُ بـيـنهـما      والفرق بـيـن السجـايـا حــــيّر الفِكَرا
النـار والماء ثم الحِلم في غضبٍ              بطشٌ بعفـوٍ وحـزمٌ قـارنَ الحذرا
حـلاوة الشهد ثـم الـبأس فــي أسدٍ       عـن لـيثنـا لغزُ شمشـون الذي ذُكرا
فـمـا أشدَّ عـلى الأعداء وطأته            والشهدُ مـن فِيـه للأبنـاء قد قَطرا

بعض ما قيل بالخوري حنا طنوس
قال أحدهم:  نحن ما جئنا لنمجّد شاعرا مات بل جئنا لنتمجّد بشعره.
...
لقد أعطى الخوري حنا الكثير الكثير في حياته ألا يجدر بنا أن نفيه بعض ما له علينا بعد موته.
...
كان الخوري حنا من أفضل الكهنة تقى وسيرة ومن أطيبهم سريرة وأحلاهم معشرا.
...
الخوري حنا كان شاعرا وأديبا ومؤرخا وفيلسوفا ولاهوتيا يفيض من نبعه ما لا تستطيع استيعابه.
...
في رأس الخوري حنا عينان متّقدتان ذكاء وفراسة ورؤيا تسبق النظر.
...
يقول فيه حنا الطباع من بانياس:
جمعت بين التقى والشعر والأدب      يا راهب الدير يا راهب العرب
وذكرك الحيّ في أرواحنا نصب       يزهوعلى شامخ الآثار والنصب
من كان مثلك برا، والمسيح له         معلما فهو للإنسان خير أب
ثيابك السودُ بِيْضٌ في شمائلها          كالفجر في جبّة الظلماء محتجب
أطلقت في أمّتي إنسانها فسما           فكان فعلك في الأجيال فعل نبيّ
فالتفّ حولك كل الناس أولهم         المسلمون وهل في ذاك من عجب
...
وقيل عن الخوري حنا:
المسارح صفّقت للخوري حنا ولأبطاله
والمعاهد والجامعات تشهده معلما ومرشدا
والكنائس مع تصاعد البخور تعبق بأريج لاهوته وعظاته
والمنابر اهتزجت لاعتلائه لها خطيبا وشاعرا
...
أحبّ لبنان حتى العبادة وأحبّ أبطاله حتى القداسة
أحب العروبة فنادى بوحدة روح يعرب
وأحب الإنسان محور الشعر والبطولة
...
وقال بدوي أبي نادر، في عيد مار يوحنا شفيع الخوري حنا:
... يا بحر علم طفت أمواجه ذهبا     لم نلقَ قبلك بحراً غير محدود
فاهنأ بعيدك ما كَرّ الزمان وما         غنّى الطبيعة شحرورٌعلى العود
...
وصدق يا خوري حنا قولك فيك:
يا رافعاً علم المعارف بيننا             إرفعه فوق بيارق وبنود
ثابر على حرب الجهالة بيننا           أنت العميد ونحن خير جنود



الخاتمة
        هذه لمحة خاطفة عن شاعرية الخوري يوحنا طنوس. ولو أحببنا الإسترسال لا يتسع لها المجال لإملاء صفحات وصفحات، لكننا شئنا في ما بسطنا وفي الإشعار التي بها إستشهدنا أن نعطي فكرة عن وطنية الخوري يوحنا طنوس من خلال شعره وعن رسالته الإنسانية والإجتماعية والروحية.
إنه كان معلم أخلاق وفضائل، وصنّاجة اللبنانيين في ميدان الوطنية، وداعية إلى إلفة ومحبة وتفاهم.
        عسانا بهذا الكتاب نكون قد حقّقنا أحلام ثلاثة هم:
1-  الخوري حنا طنوس الخوري في طبع كتاب هو محطّة للذين يريدون غور الأعماق والآفاق في سيرة حياته الفاضلة.
2-  إميل أبي نادر الذي سعى وكانت مساعيه الخيّرة مع زعماء لبنان كسياستهم، وعود لا تُغني عن عوز ولا تُشبع عن جوع.
3-  جورج نون النسيب والقريب للخوري حنا طنوس من أمّه والذي أعتبره مكتبة حيّة ومتنقلة بحفظه أخبار وأشعار الخوري حنا والذي أتاح لي المجال لأكتب عن الخوري حنا طنوس الخوري إبن بلدة "غوما" البترونية اللبنانية. فعسى التاريخ ينصف الخوري حنا وينصف الشعر والأدب والوطنية...
هذا الكتاب هو لتجديد ذكرى الخوري حنا طنوس في بلدته أولاً ودعوة لأبناء بلدته "غوما" لإحياء ذكراه سنويّا في أسبوع أدبي وشعري وثقافي ووطني... وجعل بيته متحفاً لأغراضه ومؤلفاته المخطوطة والمطبوعة دون إنتظار أن تقوم الدولة بمثل هذا التكريم.



فهرست الكتاب
مقدمة                                                                                                        3
تمهيد                                                                                                         5
هويّة الخوري حنا طنوس                                                                               7
سيرة الخوري حنا طنوس                                                                               11
مولده ونشاته                                                                                               12
حنا في معهد راتسبون في القدس                                                                        16
الأب اسطفان ضوميط الدومنيكي من معاد                                                            17
حنا وإمبراطور البرازيل                                                                                 18
عودة حنا إلى لبنان                                                                                        19
حنا الإكليريكي                                                                                             20
رسالة الخوري حنا بخطّ يده إلى والدته قبل سيامته الكهنوتية                                     22
سيامة حنا كاهناً                                                                                           22
شخصية الخوري حنا                                                                                                24
عهد الخصب والإنتاج                                                                                    26
من أهنىء الأستاذ أو التلاميذ؟                                                                           27
الخوري يوحنا طنوس المعلّم                                                                            28
الوعد السرّ                                                                                                  29
بدوي أبي نادر نسيب الخوري حنا لأمه                                                               31
بلدة غوما                                                                                                   32
عائلات غوما                                                                                              34
خوارنة من بلدة غوما الخوري نهرا من معاد ومؤسس بلدة غوما                                 34
الخوري بولس فارس الأوّل                                                                             34
الخوري يوسف فارس                                                                                   35
رثاء الخوري حنا طنوس للخوري يوسف فارس إبن بلدته                                        36
الخوري بولس فارس                                                                                     38
الأب جورج عقل اليسوعي نسيب السيد جورج نون لأمّه                                          39
رسالة من الأب جورج عقل إلى إبن أخته جورج نون                                              40
الأب جورج عقل اليسوعي                                                                              41
الأم جورجيت عقل شقيقة الأب جورج عقل                                                          42
رهبان من بلدة غوما في الرهبانية اللبنانية المارونية                                                43
الأب جرجس أبي نادر المعادي من بلدة غوما                                                        44
مدرسة غوما                                                                                               45
شعر قاله الخوري حنا في بلدته غوما                                                                  45
تكريم الخوري حنا طنوس                                                                               46
بعض الأقاصيص التي رواها عنه تلاميذه وعارفوه                                                47
مشى تحت الأمطار والشمسية تحت إبطه                                                             47
يغفو وعيناه مفتوحتان                                                                                    48
من ذكريات الأستاذ يوسف السودا                                                                      50
الخوري حنا يراهن ويربح ثلاثة أرطال من المشمش اللوزي                         51
شخصية ومواهب الخوري حنا                                                                         52
الخوري حنا يُلَقـِّب نفسه                                                                                  53
ورثت النقيضين، الشاعرية من والدي والعقل الرياضي من خالي                                 54
النادرة الأولى "أبي قد خان"                                                                             56
النادرة الثانية قصيدة في حزب الكتائب اللبنانية                                                      57
سرعة خاطره                                                                                             61
وأفاك حوت يبلع الحيتانا                                                                                 63
الخوري حنا والخوري يوسف الحداد                                                                  63
الخوري حنا والشيخ رشيد الخازن                                                                     64
إن الرهابين أنجاس مناكيد                                                                               65
مدح الرهبان                                                                                                67
فوراً يراق من العروق دِماء                                                                             68
خلصني الصليبى من صليبي                                                                            69
دين يُفرّق مبنيّ على الكذب                                                                               71
القصيدة التي شفعت به وخلصته من الإبعاد عن لبنان                                               76
طباعه وأخلاقه من خلال نوادره                                                                       79
أنا كلّ عمري الأول يا سيدنا                                                                            79
قصاصك، أكل رطل شعير                                                                              80
قد يدخل الوثني السماء قبلي                                                                              80
شبردم شبردم وفقد عينه اليمين                                                                          81
الصدق المُنَجِّي                                                                                             83
لا أعيد إلى جيبي ما خرج منه                                                                          83
الله أشفق وأكرم                                                                                            84
تواضعه                                                                                                     85
مقدرته على الترجمة                                                                                      86
تعريبه ارتجالا قصيده لافونتين، الحيوانات المصابة بالطاعون                                   89
لم أستفد من كل تآليفي إلا التصفيق                                                                     92
حلم الخوري حنا طنوس                                                                                 99
شاعرية الخوري يوحنا طنوس                                                                         104
الخوري حنا المؤلف المسرحي                                                                         110
نشاط الخوري حنا المسرحي                                                                           111
المسرحيات المخطوطة                                                                                   111
المسرحيات المطبوعة                                                                                    112
طريقته في التأليف                                                                                        112
أسلوبه المسرحي                                                                                          113
مدرسة الخوري يوحنا طنوس                                                                          115
أضواء على مسرحياته                                                                                   118
الأب حنّا طنّوس في مؤسسة عبد العزيز سعود للإبداع الشعري                                  149
بعض ما قيل بالخوري حنا طنوس                                                                     153
الخاتمة                                                                                                      155
فهرست الكتاب                                                                                             156




[1][12] - مؤسسة عبد العزيز سعود للإبداع الشعري