الفراغ الحاكم
في مملكة من ممالك الأرض
في وطن إسمه لبنان
يتقاتل شعبها على من يحكمها.
في كل صباح انقلاب
وفي كل مساء مخطط
وفي كل ليل يتبدل رجال برجال
وفي الصباح يستفيق الناس
على صورة حاكم جديد
معلـّقة في الساحات وفي الأذهان.
ليس من يأمن غده
والمستقبل مبهم
الناس تصفق لكل خلف
وتنادي بالإنتقام من كل سلف.
وضحايا الوجه الآتي تزداد
الجميع يريد أن يصل إلى كرسي الحكم
ليأمن غدر غده
وكل واحد ينادي بمبادئ جديدة
لا يكفي الوقت لتحقيقها.
كثيرون هم الذين توالوا على إدارة هذه
المملكة
يصارع واحدهم الآخر
فيقتل الأب ابنه
والأب أباه
ويغتال الصغار الكبار
وتتعاود الصورة مع كل موسم انقلاب.
لم يستتب الأمر
إلا حين جاء صاحب العرين إلى عرينه
فأخرج الثعالب من كرم مملكته
وقضى على الذئاب الضارية في قطيع شعبه
وتسلّم زمام الأمور
فهدأت الحال واطمأن البال
ولو لحق البعض من ظلامة.
فدامت الولاية
طيلة الحياة.
وحين كانت محاولات إنقلابية
أخمد سعيرها
وكانت فتن
أطفأ شرارها
ودائما كان الأمن مخيّما
ولو مع بعض من الخوف.
شخصٌ
استنسخ على مثال فكره شعبا
من كل مذهب ولون ولغة
في وحدة جغرافية
وفي ظل قانون
يظلم الخارجون عنه بما ظلموا أنفسهم.
حافظ على مبادئه
فخاف منه معارضوه
واطمئن إليه الذين استظلوا رايته.
حاكمٌ
صلب في رأيه
عنيد في قراره
عرف
كيف ومتى يقف في وجه أعدائه.
بعد توحيد مملكته
سعى ليوحّد الأمة بين النيل والفرات
تحت راية العروبة بدل راية صهيون
في وحدة جغرافية.
مات
ولكن المدرسة
التي زرع فيها أولويات مبادئه
باقية على نهجه
تحمل كلماته لا على يافطات
بل في مسارات المصير
أمانة
من أجل استمرار حلم الشعوب.
مات الرجل
فمن يكمل برامج الإصلاح الدائم
غير حزبه ا لذي هو مدرسة
ممنوع الرسوب فيها.
الأب
جورج صغبيني
6-11-2000
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق