13 نيسان ذكرى من دون ذاكرة
حادثة عين الرمانة اعتبرت الشرارة المباشرة لإندلاع الحرب
اللبنانية في 13 أبريل/ نيسان من عام 1975
وتكثر الروايات
ولبنان يعيش ويموت
وبرج بابل في لبنان
ونفايات تتكدس متاريس
والمعركة تقرع طبولها
وسخرية القدر
لا زالت منذ 41 عاماً تتكرّر
والفيلم لا يزال يُعرض
الصحافة تتذكّر في عناوينها يوم 13 نيسان 1975
ومقدمات نشرات الأخبار المسائية على التلفزيون في
12/4/2016
ويبقى الحدث بين 13 نيسان 1975 و13 نيسان 2016
لبنان الدولة.
بعض الجهات الداخلية وجد في منظمة التحرير أداة للحصول على
بعض المكتسبات السياسية.
والبعض الآخر وجد فيها
الإشكال الأول والأكبر في إعلانها الحرب ضد الجيش اللبناني منذ عام 1973 وكانت النتيجة
في حادثة 13 نيسان 1975 الانقسام الداخلي
وبدأت الحرب على لبنان إنطلاقا من عين الرمانة، وفشلت جميع
مساعي وقف النار، وبدأت الثكنات العسكرية التابعة للجيش اللبناني تسقط الواحدة تلو
الاخرى. وشهد آذار عام 1976 انقلاباً بقيادة عزيز الاحدب، وانقسم الجيش اللبناني بنتيجته
الى جيشين، واحتدمت الحرب والجبهات وانتشر المسلحون في ارجاء
الوطن.
وفي عام 1976 تدخل الجيش السوري بإسم قوات الردع العربية
شاركتها قوى سعودية ومصرية وسودانية...
وفي عام 1978 كانت حرب المئة يوم
وفي العام نفسه كان الإنشقاق المسيحي في مجزرة اهدن.
وفي نفس العام اجتاحت القوات الاسرائيلية الجنوب اللبناني
حتى الليطاني.
في عام 1981 اشتبكت احزاب الجبهة اللبنانية في منطقة الصفرا.
وفي عام 1982 اجتاحت اسرائيل لبنان وطوقت بيروت، وانتخب بشير
الجميّل قائد القوات اللبنانية رئيساً للجمهورية اللبنانية، واغتيل بشير في 14 ايلول
بعد واحد وعشرين يوماً على انتخابه، وكانت مجزرة في المخيمات الفلسطينية.
وانتخب أمين الجميّل رئيساً للجمهوية وبدأت حرب الجبل.
في 3 ايلول 1983، انسحبت اسرائيل فسقطت بحمدون وانسحب المسيحيون
الى دير القمر...
وعام 1984 عقد اجتماع للقادة اللبنانيين في لوزان وجنيف
وعام 1985 وقع اتفاق في دمشق لانهاء الحرب عُرف بالاتفاق
الثلاثي "حبيقه وبرّي وجنبلاط"
وانتهت ولاية امين الجميّل في ايلول من عام 1988
وسلم الرئيس الجميّل السلطة الى قائد الجيش ميشال عون، في
23 ايلول 1988،
وفي عام 1989 كان إتفاق الطائف
وفي عام 1989 كانت حرب مجنونة بين جعجع وعون
وفي 13 تشرين 1990 هاجمت القوات السورية مدعومة بسلاح الجو
السوري القصر الجمهوري في بعبدا وباقي مناطق الجيش اللبناني وتسلّم إلياس الهراوي عام
1989 بعد 17 يومًا من انتخاب الرئيس رينيه معوض الذي اغتيل بتفجير سيارته يوم عيد
استقلال لبنان
وفي عام 1994 صدر قانون التجنيس...
في عام 2005 استشهد رفيق الحريري في بيروت
وفي عام 2005 عاد عون من المنفى وخرج جعجع من سجنه
...
في الحرب
الجميع خسر إلا زعماء الحرب
خسرنا من مات من الأصدقاء والأحباء والذين خُطفوا والذين
تهجّروا وهاجروا...
ولا يزال الزعماء الذين أوصلوا لبنان الى ما بلغه من تدهور
وتراجع هم ذاتهم قادة الحروب والفساد والصفقات...
وفي ذكرى 13 نيسان فراغ في رئاسة الجمهورية
وللبنان السلام
41 عاما
بين عامي 1975 و2016 نزح ما يقارب ثلث سكان لبنان. وقُتل
300 ألف من سكان لبنان، وهاجر من لبنان نحو ثلث السكان. وانتهت الحرب على 17 ألف مفقود،
لم تعرف الدولة مصيرهم.
هذا ما فعلت الحرب بنا.
وتصالح زعماء الحرب وصنعوا قانون عفو عام عن جرائمهم
وعادوا إلى كراسيهم وزعاماتهم وعاد الشعب "الشاطر" ينتخبهم.
بعد 41 سنة على ذكرى 13 نيسان
ولبنان من دون رئيس جمهورية
ولبنان بمجلس نيابي ممدّد له
ولبنان بحكومة "قائم مقام" رئيس الجمهورية
ولبنان يملأه الفساد و"الزبالة" والدعارة والبرغش...
واللبنانيون يتذكّرون
وزعماء الحرب لا يزالون يحكمون الوطن
والحرب لا زالت مستمرّة
والشهداء
والمفقودون
وضحايا الحرب الأحياء
يشهدون أن اللبنانيين من دون ذاكرة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق