لم يبقَ في هذا الوطن إلا جيشه
وبات كل يوم ذكرى
عيد ميلاد الوطن
وعيد ميلاد راية الوطن
المرتفعة بسواعد الشهداء الأحياء
الذين نذروا أنفسهم وارواحهم ودماءهم للوطن...
عيد أرزة لبنان
المتجذّرة في ترابات جسد "الجندي المجهول"
وكل جندي أرزة
صامدة في وجه العواصف الحزبية والرياح السياسية
وعيد الوطن
الباقي بعرق الجبين،
وبدم الفداء
وبالسواعد السمراء
كجذوع الأرز
كالأغصان،
كالأفنان،
كمجاذيف بحارة فينيقيا
وقرطاجة أليسار وهنيبعل...
وبالعين الساهرة
على سفينة لبنان
التي مهما لاطمتها الأمواج
وصدمتها الرياح
وغارت عليها العواصف
تبقى تمخر عباب البقاء
لأنه لم يبقَ في هذا الوطن
إلا جيشه
لجميع أبناء الوطن...
الجيش
هو المؤسسة الكبرى
التي نراهن عليها
لإعادة بناء الوطن
من رميم الماضي
ولإعادة أبناء الوطن
إلى حضن المستقبل،
من غربة المهاجر
ومن تغرّب الانتماءات
لتبقى مؤسسة الجيش
مشتل نصوب وطنية
وما دونها
تبقى مزارع سياسية
ودكاكين طائفية…
في كل يوم
تكون لنا وقفة تأمل وصلاة
للذين لا تزال عيونهم ساهرة
لا تنعس
لا تنام
للذين لا تؤذيهم الشمس في النهار
ولا يؤذيهم القمر في الليل...
للذين هم ترس لنا
للذين هم ستر لنا...
صلاتي إليك يا جيش بلادي
أنت الذي أنت
وليس سواك الاك
ان اجمع كتبنا في كتابك
واجمع أحزابنا في حزبك
واجمع أفكارنا في رأيك
واجمع أحلامنا في حقيقتك…
يا جيش بلادي
يا من تشرب من نبع الوفاء
وتأكل من معجن الشرف
وتنام على حلم التضحية
أصلح قلوبنا على محبتك
وتولّى أمرنا فيما بيننا بالحسنى
واجعل مدرستك لنا نبراساً
فاننا نستودعك نفوسنا وما ملكت إيماننا
واننا بك نعوذ من شرّ أنفسنا
وبل نعوذ من شرّ أعدائنا
وبك نعوذ من الذين باعوا نفوسهم للشياطين
وبك نعوذ من الذين سواك مستشفعين…
فاجعل يا جيش بلادي
لعسرنا يسراً
وتولّى أمرنا من موالينا
لأننا نعوذ بك من جور الجائرين وبغيي الظالمين
وكيد الحاسدين…
يا من كلت الألسن عن صفاتك
وعجزت الأمجاد من أن تطالك
أعزّنا بعزّك
واجعلنا من حزبك
فعليك نِعْمَ التوكّل
يا جيش لبنان.
ت1 / 2001 الأب جورج صغبيني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق