مع إطلالة العام 2000 وهي العتبة للألفية الثالثة لتاريخ لا يعرف له بدء اسس أنطوان فريد البرمكي مجلة "الأميرة".
حينها كان لبنان ينفض غبار الحرب وآثارالدمار ويمسح عن وجهه تجاعيد الزمن.
أطلّ البرمكي بأميرته وليس ككل مجلة، ليعلن معركة بناء الوطن والمجتمع وتحصينهما بالقيم والأخلاق قبل القوانين والدساتير.
آمن بأن الصحافة رسالة وليست سبيل تكسّب على الأبواب وإلاّ لما بقيت الأميرة أميرة بل لكان لبسها الذلّ والتزلّم والتزلّف.
كان للبرمكي حلم ورسالة.
عمل على اساسهما منذ نعومة أنامله تحت شعار " لبيك لبنان "، معتبراً ان الرسالة في عالم الصحافة لا تُختزل بعمر انسان ولا بشهادات مدرسية، بل الرسالة تتخطى الشخص وتستمر عبر الكلمة لا المكتوبة على صفحات مجلة بل المطبوعة في قلوب الناس.
اعتبر ان عمر الكلمة غير مرتبط بفتوّته بل بأمانته لرسالة الكلمة التي تجسّدت بشرا فداء في الزمن وللكلمة التي تجسّدت كتابا كريما هديا للناس.
واعتبر ذاته مؤتمناً على هذه الرسالة من اجل بقاء الحرية حرّة ولو في السجون.
ومن اجل بقاء الحقيقة حقيقة ولو في عالم الباطل.
ومن أجل الانسان ليبقى إنسانا في عصر إباحته للإستهلاكيات الحديثة.
ومن أجل الوطن الأرض المهد واللحد الذي ترخص في سبيله الدماء.
استيقظت الأميرة،
من قلب الحلم ضد كل ظلم أو قمع في الفكر أو في الحكم.
لا تهادن، تدافع عن قضايا الإنسان في لبنان.
حتى آخر شهقة نبض قي القلوب
وآخر زفرة صرخة من الشفاه.
" لبيك لبنان ".
كانون الثاني 2003، مجلة الأميرة، عدد 12، الأب جورج صغبيني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق