2012/08/23

الكلام المباح، قرية المطلوبين، الأب جورج صغبيني




قرية المطلوبين

ورد في الكتاب المقدس العهد القديم أن الله دعى لإقامة قرية كل من يهرب إليها من المجرمين يتوقف العدل عن ملاحقته ما دام داخل هذه القرية.
كما هو الحال في إسرائيل المحميّة الأمنية من قبل كلّ دول العالم ليجمعوا فيها اليهود "المصاب الجلل" الذي  ارتاحت منه بعض الدول بعد أن حلّ ثقيلا في "غيتوات" على أوروبا وخاصة إلمانيا وروسيا وحديثا على أميركا- الولايات المتحدة تحت شعار نجمة داوود.
قرية نموذجية يجمعون فيها كل اليهود من كلّ بلاد العالم تحت شعار مقدّس"العودة إلى أرض الميعاد" لا في اوغتدا ولا في بلدان أفريقيا بل في فلسطين ولو على حساب شعب فلسطين.
هذا هو التوطين الأول لليهود
هذا هو الوطن البديل عن ضائع
هذا هو السجن الكبير لشعب يقتل ويغتال ويحلّ ما ليس بحلال ويحرّم ما حلّل الله والشرائع البشرية ومواثيق الأمم المتحدة.
هذا هو السجن الذي جمع العالم فيه رعاع العالم في قرية إسمها إسرائيل (مدينة شعب الله الخاص).
هذه هي الأرض التي كانت مسرحا لقُتل الأنبياء والمرسلون.
هذه هي الأرض التي سمع فيها عويل ونحيب، وأبت راحيل التعزية على بنيها وأطفالها الذين قتلوا في أول مجزرة جماعية للأطفال في التاريخ.
شعب يحسب أن الله اختاره وميّزه عن كلّ الشعوب بأن جعل البشر خدّاما له.
شعب أعطاه الله سند وصكّ ملكية بإسرائيل التي لا حدود لها حتى أبعد من  بين النيل والفرات.
هذه القرية النموذجية في العالم والفريدة في تكوينها بات سكانها يسيطرون على قادة العالم وعلى اقتصاد العالم وعلى ثقافة العالم وعلى كلّ ما ينتجه العالم...
ولقد أصبح العالم قرية، في مجال الحديث عن العولمة، يحكمها رئيس بلدية إسرائيل.
وقرية إسرائيل هذه
تحمل في طيّاتها قصة سادوم وعامورة
كما قصة هيروشيما ونكازاكي
وقصّة العراق وأفغانستان
وقصّة فلسطين ولبنان.
أو قصة معبد الإله داجون وشمشون
وتكون خاتمة المسرحية مقولة:
عليّ وعلى أعدائي يا رب"
والجميع يتّكلون على الله.
ويسدل ستار مسرحية العالم.
عن قرية نموذجية
لم يترك فيها حجر على حجر
بحسب النبوءة.

الأب جورج صغبيني

ليست هناك تعليقات: