2014/11/03

عاشوراء الإمام الحسين الشهيد في كربلاء الأب جورج صعبيني



عاشوراء الإمام الحسين الشهيد في كربلاء

هو اليوم العاشر من شهر محرم في التقويم الهجري ويسمى عند المسلمين بيوم عاشوراء ويصادف اليوم الذي قتل فيه الإمام الحسين(ع) بن علي حفيد النبي محمد (ص) في معركة كربلاء لذلك يعتبره الشيعة يوم عزاء وحزن.
وعلى الرغم من أن بعض علماء المسلمين لديهم عرض مختلف لسبب تسمية هذا اليوم بعاشوراء إلا انهم يتفقون في أهمية هذا اليوم الذي كانت واقعته الأليمة في يوم الجمعة العاشر من شهر محرم من سنة 61 هجرية، الموافق لـ 12/ 10/ 680 ميلادية. وهذا العام تتوافق ذكرى عاشوراء 10 محرّم سنة 1436-1435= الأحد 2 نوفمبر/ تشرين الثاني 2014، في يوم عيد جميع القديسين. جعل الله هذا اليوم خيرا وبركة.
هذا اليوم له أهمية كبيرة عند المسلمين، ففي هذا اليوم حصلت ذكرى حزينة وأليمة لمقتل الإمام الحسين(ع) بن علي بن أبي طالب وأهل بيته ظلما، حين مُنِعَ هو واهل بيته من الماء، من قبل جيش يزيد بن معاوية.
فالحدث المأساوي العظيم هو شبيه بيوم الجمعة الحزينة عند المسيحيين يوم صلب اليهود المسيح عيسى.
ومن الشعائر التي يقوم بها المسلمون في جميع أنحاء العالم وخاصة في كربلاء، هي زيارة ضريح الإمام الحسين(ع) وإضاءة الشموع وقراءة قصة الإمام الحسين(ع) والبكاء عند سماعها واللطم تعبيراً عن حزنهم على الواقعة. والاستماع إلى قصائد عن المأساة والمواعظ عن كيفية استشهاد الإمام الحسين(ع) وأهل بيته.
ويتذكّر المسلمون في هذا اليوم معاناة الإمام الحسين(ع) والشهادة، والتضحيات التي قدمها للحفاظ على الإسلام.
فإن كانت حكومة الإسلام عند معاوية وإبنه يزيد، فإن دين الإسلام هو عند الإمام عليّ وأبنه الإمام الحسين.
واستشهاد الإمام الحسين(ع) عند الشيعة يُعتبر رمزا للنضال ضد الظلم والطغيان والاضطهاد. وفيه يتمّ توزيع الماء للتذكير بعطش الإمام الحسين(ع) في صحراء كربلاء، واشعال النار للدلالة على حرارة الصحراء. ويقوم البعض بتمثيل حادثة استشهاد الإمام الحسين(ع) فيما يعرف بموكب الإمام الحسين (ع). ويقوم البعض بإسالة الدم مواساة للحسين. كما يقوم البعض بضرب انفسهم بالسلاسل.

احداث حصلت في مثل العاشر من محرم
تحدث بعض المؤرخين، عن العديد من الآحداث التي حصلت في العاشر من محرم مثل:
إن الكعبة كانت تُكسى قبل الإسلام في يوم عاشوراء.
ويوم عاشوراء هو اليوم الذي تاب الله فيه على آدم.
وهو اليوم الذي نجى الله فيه نوحا وأنزله من السفينة.
وفيه أنقذ الله نبيه إبراهيم من نمرود.
وفيه رد الله يوسف إلى يعقوب.
وهو اليوم الذي أغرق الله فيه فرعون وجنوده ونجى موسى وبني إسرائيل.
وفيه غفر الله لنبيه داود، وفيه وهب سليمان ملكه.
وفيه أخرج نبي الله يونس(يونان) من بطن الحوت.
وفيه رفع الله عن أيوب البلاء، وغيرها من الأحداث...
وهو اليوم الذي قتل فيه حفيد النبي، ثالث أئمة آهل البيت الامام حسين بن علي في كربلاء ظلما.

معركة كربلاء
كانت المعركة في 10 محرم سنة 61 هـ، الموافق 12 أكتوبر 680 م، في منطقة كربلاء.
وكانت الحرب بين الإمام الحسين(ع) بن علي بن أبي طالب(ع) ابن بنت نبي ورسول الإسلام محمد بن عبد الله(ص)، وجيش يزيد بن معاوية.
تعتبر واقعة الطف من أكثر المعارك رمزاً من قبل الشيعة "لثورة المظلوم على الظالم ويوم انتصار الدم على السيف". وأصبح المسلمون يطلقون على الإمام حسين لقب "سيد الشهداء" ومعه أهل بيته وأصحابه.
هذه المعركة من الناحية العسكرية سينتصر بها يزيد بجيشه المؤلف من ثلاثين ألفا من جنوده على أنصار الإمام الحسين(ع) البالغ عددهم إثنان وسبعون شخصا. ومعركة كربلاء ثورة دينية على سياسية الظلم.
وأصبح مدفن الإمام الحسين(ع) في كربلاء مكاناً مقدساً يزوره المؤمنون، مع ما يرافق ذلك من ترديد لأدعية خاصة أثناء كل زيارة لقبره. وأدى استشهاد الإمام الحسين(ع) إلى نشوء المؤلفات الدينية والخطب والمواعظ والأدعية التي لها علاقة بحادثة استشهاده وألفت مئات المؤلفات لوصف حادثة الغدر به.

فبعد وفاة النبي محمد (ص) سنة 632م في المدينة المنورة حدث الكثير من المناقشات حول تحديد الطريقة الواجب اتباعها في اختيار خليفة له. وحيث كانت هناك نصوص واضحة حول ما اعتبروه أحقية علي بن أبي طالب(ع) بخلافة الرسول محمد (ص)، وتوزعت الآراء ووقع الاختيار في النهاية على أبي بكر ليتولى الخلافة، ربما لأن أبا بكر كان ضمن جيش أسامة ورجع عندما أرسلت له ابنته السيدة عائشة مبلغة اياه بسوء الحالة المرضية للنبي فرجع وتقدم للصلاة بناء على طلب إبنته زوجة الرسول. فلما علم النبي في تقدم أبي بكر جاء واستأنف الصلاة من بدايتها ولم يبن على صلاة أبي بكر.
واعتبرت العملية التي تمت تحت تلك السقيفة في نظر السنة شرعيّة، واعتبر الشيعة غياب الهاشميين ينقص من اكتمال اجتماع السقيفة حيث غاب عنها الإمام علي بن أبي طالب والعباس بن عبد المطلب وباقي أبناء عبد المطلب حيث كانوا مشغولين بغسل الرسول(ص) وتكفينه واعترض على نتائجها بعض الصحابة أمثال أبو ذر الغفاري وعمار بن ياسر والمقداد بن عمرو وأسامة بن زيد وغيرهم.
ومن جهة أخرى فإن حادثة "غدير خم" وحادثة "الكساء" وائتمان الرسول لعلي على شؤون المدينة أثناء غزوة تبوك وبعض النصوص في القرآن والأحاديث النبوية فيها إشارة واضحة إلى حق علي بن أبي طالب بخلافة النبي محمد (ص)، على الرغم من مبايعة الإمام علي(ع) لأبي بكر ليكون الخليفة رغبة منه في تفادي حدوث صدع في صفوف المسلمين.
وبعد مقتل عثمان بن عفان الذي كان من بني أمية، أخذ معاوية بن أبي سفيان الذي كان من بني أمية أيضا بإتهام الإمام علي من أجل إبعاده عن خلافة المسلمين، وأخذ معاوية مهمة الثأر لعثمان بسبب ما اعتبره معاوية عدم جدية علي بن أبي طالب في معاقبة قتلة عثمان واعتبر معاوية الإمام عليّ بصورة غير مباشرة مسؤولا عن حوادث الاضطراب الداخلي التي أدت إلى مقتل عثمان.
وتفاقم الخلاف بين الإمام عليّ ومعاوية مفضيا إلى صراع بينهما في معركة صفين ولكن دهاء معاوية في المعركة أدى إلى حدوث انشقاقات في صفوف جماعة الإمام عليّ بن أبي طالب. وأطلقت تسمية الخوارج على الطائفة التي كانت من شيعة الإمام عليّ بن أبي طالب ثم فارقته وخرجت عليه وقاتلته. واستغل معاوية ضعف القيادة المركزية لخلافة الإمام عليّ وقام ببسط نفوذه على سوريا ومصر.
وبعد اغتيال الإمام عليّ في عام 661م كان معاوية في موضع قوة أفضل عسكريّا من الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب الذي فضل أن يعيش في المدينة المنورة. وبحسب السنة قام الحسن بمبايعة معاوية وأما بحسب الشيعة فإن المبايعة تمت بسبب تقديرات الحسن لموقف أهل البيت الذي كان في وضع لا يحسد عليه بعد اغتيال الإمام علي بن أبي طالب ويعتبر البعض إن الحسن بن الإمام علي "تنازل" عن الخلافة لمعاوية بن أبي سفيان على شرط أن تعود طريقة الخلافة بعد موته إلى نظام الشورى بين المسلمين ويعتبر البعض أن تعين يزيد بالوراثة خليفة على المسلمين بعد وفاة معاوية بن أبي سفيان كان نقطة تحول في التاريخ الإسلامي حيث شكل بداية لسلسلة طويلة من الحكام الذين يستولون على السلطة بالقوة ليورثونها فيما بعد لأبنائهم وأحفادهم ولا يتنازلون عنها إلا تحت ضغط ثورات شعبية أو انقلابات عسكرية أو حركات تمرد مسلحة.

إن الخلافة استقرت لمعاوية بن أبي سفيان بعد توقيع معاهدة الصلح مع الإمام الحسن بن الإمام علي بن أبي طالب وذلك في محاولة الإمام الحسن حقن دماء المسلمين وتوحيد كلمتهم بعد سلسلة من الصراعات ابتداء من فتنة معاوية وعائشة وثوب عثمان وأصابع نائلة إلى معركة الجمل ومعركة صفين... حتى كان الوصول إلى صلح "عام الجماعة".
فمبادرة الصلح والتنازل كانت مشروطة بعودة طريقة الخلافة إلى الإمام الحسين(ع) إبن الإمام علي بن ابي طالب بعد موت معاوية.
وبعد استشهاد الحسن والغدر به قام معاوية بترشيح ابنه "يزيد" للخلافة من بعده. وقوبل قرار معاوية بردود فعل بين الاندهاش والاستغراب إلى الشجب والاستنكار فقد كان هذا القرار نقطة تحول في التاريخ الإسلامي من خلال توريث الحكم وعدم الالتزام بنظام الشورى الذي كان متبعا في اختيار الخلفاء الراشدين وكان العديد من كبار الصحابة لايزالون على قيد الحياة. وبدأت بوادر تيارات معارضة لقرار معاوية بتوريث الحكم للإمام الحسين (ع).
وبعد وفاة معاوية بن أبي سفيان أصبح ابنه يزيد خليفة ولكن تنصيبه جوبه بمعارضة من قبل بعض المسلمين. وكانت خلافة يزيد التي دامت ثلاث سنوات من الحروب متصلة، فكانت ثورة كربلاء شرارة الثورات ثم حدثت ثورة في المدينة انتهت بوقعة الحرة ونهبت المدينة. كما سار مسلم بن عقبة المري إلى مكة لقتال عبد الله بن الزبير وأصيبت الكعبة بالمنجنيقات.
حاول يزيد إضفاء الشرعية على تنصيبه كخليفة فقام بإرسال رسالة إلى والي المدينة المنورة يطلب فيها أخذ البيعة من الإمام الحسين(ع) الذي كان من المعارضين لخلافة يزيد إلا أن الإمام الحسين(ع) رفض أن يبايع "يزيد". ووصلت إلى الكوفة أنباء رفض الإمام الحسين(ع) مبايعة يزيد واعتصامه في مكة، وكانت الكوفة أحد معاقل القوة لشيعة الإمام عليّ بن أبي طالب وبرزت تيارات في الكوفة تؤمن أن الفرصة قد حانت لأن يتولى الإمام الحسين(ع) بن الإمام عليّ الخلافة واتفقوا على أن يكتبوا للحسين يحثونه على القدوم إليهم، ليسلموا له الأمر، ويبايعوه بالخلافة. وبعد تلقيه العديد من الرسائل من أهل الكوفة قام الإمام الحسين(ع) بإرسال ابن عمه مسلم بن عقيل بن أبي طالب ليكشف له حقيقة الأمر. وعندما وصل مسلم إلى الكوفة شعر بجو من التأييد لفكرة خلافة الإمام الحسين(ع) بن الإمام عليّ، ومعارضة لخلافة يزيد بن معاوية وقام مسلم بإرسال رسالة إلى الإمام الحسين(ع) يعجل فيها قدومه.
لكن هذا الخبر وصل بسرعة إلى يزيد الذي قام على الفور بعزل والي الكوفة النعمان بن بشير بتهمة تساهله مع الاضطرابات التي تهدد الدولة الأموية وقام يزيد بتنصيب عبيد الله بن زياد الذي قام بتهديد رؤساء العشائر والقبائل في منطقة الكوفة بإعطائهم خيارين إما بسحب دعمهم للحسين أو انتظار قدوم جيش الدولة الأموية ليبيدهم على بكرة أبيهم. وكان تهديد الوالي فعالاً فبدأ الناس يتفرّقون عن مبعوث الإمام الحسين (ع)، مسلم بن عقيل شيئاً فشيئاً لينتهى الأمر بقتله...
واستمر الإمام الحسين(ع) بالمسير إلى أن اعترضهم الجيش الأموي في صحراء الطف واتجه نحو الإمام الحسين(ع) جيش قوامه 30000 مقاتل يقوده عمر بن سعد بن أبي وقاص ووصل جيش يزيد الأموي بالقرب من خيام الإمام الحسين(ع) وأتباعه في يوم الخميس التاسع من شهر محرم. وفي اليوم التالي عبأ عمر بن سعد رجاله وفرسانه فوضع على ميمنة الجيش عمر بن الحجاج وعلى ميسرته شمر بن ذي الجوشن وعلى الخيل عروة بن قيس.
وكان رجال الإمام الحسين(ع) يتألفون من 32 فارسا و 40 راجلا من المشاة وأعطى الإمام الحسين رايته لأخيه العباس بن الإمام عليّ وقبل أن تبدأ المعركة لجأ جيش ابن زياد إلى منع الماء عن الإمام الحسين(ع) وصحبه، فلبثوا يعانون العطش.
بدأ رماة جيش يزيد يمطرون الإمام الحسين(ع) وأصحابه بوابل من السهام واستمر الهجوم والزحف نحو من بقي مع الإمام الحسين(ع) وأحاطوا بهم وتم حرق الخيام فراح من بقي من أصحاب الإمام الحسين(ع) وأهل بيته ينازلون جيش عمر بن سعد ويتساقطون الواحد تلو الآخر، ومنهم: ولده علي الأكبر، أخوته، عبد الله، عثمان، جعفر، محمد، أبناء أخيه الحسن أبو بكر، والقاسم، والحسن المثنى، ابن أخته زينب، عون بن عبد الله بن جعفر الطيار، آل عقيل: عبد الله بن مسلم، عبد الرحمن بن عقيل، جعفر بن عقيل، محمد بن مسلم بن عقيل، عبد الله بن عقيل.
وأصيب الإمام الحسين(ع) بسهم فاستقر السهم في نحره، وراحت ضربات الرماح والسيوف تمطر جسده، وإن شمر بن ذي جوشن قام بفصل رأس الإمام الحسين(ع) عن جسده بضربة سيف كما وانهم جعلوا خيلاً تسمى بخيل الاعوجي تمشي وتسير فوق جسد الإمام الحسين(ع) بن الإمام عليّ وكان ذلك في يوم الجمعة من عاشوراء في المحرم سنة إحدى وستين من الهجرة وله من العمر 56 سنة. ولم ينج من القتل إلا علي إبن الإمام الحسين (ع)، فحفظ نسل أبيه من بعده.
وبعد المعركة تم إرسال رأس الإمام الحسين(ع) مع نساء أهل بيت الإمام الحسين(ع) إلى الشام إلى بلاط يزيد بن معاوية فأهان نساء آل بيت نبي الإسلام محمد بن عبد الله(ص) وأنهن أخذن إلى الشام مسبيات وأُهِنّ.
ويؤمن الشيعة أن عددا من المعجزات حصلت بعد مقتل الإمام الحسين(ع) بن الإمام عليّ.
ويحيي الشيعة ذكرى كربلاء في كل سنة هجرية ابتدءً من الأول من محرم حتى العاشر منه، ويتضمن الإحياء إقامة المجالس، وزيارة ضريح الإمام الحسين (ع)، وغيرها.

الإمام الحسين بن الإمام عليّ(عليهما السلام)
كانت ولادة الإمام الحسين(ع) في 3 شعبان 4 هـ، الموافق 8 كانون الثاني 626م، في المدينة المنورة، وكان استشهاده في 10 محرم 61 هـ، الموافق 10 تشرين الأول 680م، في كربلاء في العراق.

أبوه: الخليفة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع)
أمه: فاطمة الزهراء(ع) بنت رسول الله (ص)

إخوته وأخواته:
الحسن
زينب بنت
عمر بن التغلبية
ابو بكر
محمد بن الحنفية
عثمان
العباس

زوجاته:
شاه زنان بنت يزدجرد
ليلى بنت عروة بن مسعود الثقفي
الرباب بنت أمرئ القيس بن عدي
أم إِسْحَاق بنت طَلْحَة بن عبيد الله

أولاده وإبنتيه:
علي الأكبر
علي السجاد
علي الأصغر
جعفر
فاطمة
سكينة

الإمام الحسين(ع) في عهد النبي محمد (ص)
هو من سبط النبي محمد رسول الإسلام وحفيده ويلقّب بسيد شباب أهل الجنة، خامس أصحاب الكساء، كنيته أبو عبد الله، وهو الإمام الثالث لدى الشيعة.
عند مولد الإمام الحسين(ع) بن الإمام علي(ع) في المدينة المنورة بتاريخ 8 يناير سنة 626م، الموافق فيه 3 شعبان سنة 4 هـ. سماه جده محمد بن عبد الله، بـ"الحسين"، ودعا له، وذبح عنه يوم سابعه شاة، وتصدق بوزن شعره فضة. وكان يقول عنه جده: حسين مني وأنا منه أحبَّ اللَّه من أحب حسينا، حسين سبط من الأسباط.
نشأ الإمام الحسين(ع) في بيت النبوة بالمدينة ست سنوات وأشهراً، حيث كان فيها موضع الحب والحنان من جده النبي (ص)، فكان كثيراً ما يداعبه ويضمه ويقبله، وكان يشبه جده النبي (ص) خلقاً وخُلقا، فهو مثال للتدين في التقى والورع، وكان كثير الصوم والصلاة يطلق يده بالكرم والصدقة، ويجالس المساكين، حجَّ خمساً وعشرين حجة ماشياً.
ذكر عن النبي محمد (ص) أنه قال: «الحسن والحسين ابناي من أحبّهما أحبّني، ومن أحبّني أحبّه الله، ومن أحبّه الله أدخله الجنة، ومن أبغضهما أبغضني، ومن أبغضني أبغضه الله، ومن أبغضه الله أدخله النار». وسارع النبي (ص) يقطع خطبته ليلقف ابنه القادم نحوه متعثّراً فيرفعه معه على منبره. كلّ ذلك ليدلّ على منزلته ودوره في مستقبل الاُمّة. ووصّى النبي (ص) عليّاً(ع) برعاية سبطيه، وكان ذلك قبل موته بثلاثة أيام، فقد قال له: أبا الريحانتين، اُوصيك بريحانتيَّ من الدنيا، فعن قليل ينهدّ ركناك، والله خليفتي عليك.
كان رسول الله جالسا ذات يوم في بيتي قال: " لا يدخل علي أحد "، فانتظرت فدخل الإمام الحسين(ع) فسمعت رسول الله يبكي، فاطلعت فإذا حسين في حجره والنبي يمسح جبينه وهو يبكي فقلت: " والله ما علمت حين دخل "، فقال: " إن جبريل كان معنا في البيت، قال: أفتحبه؟ قلت: أما في الدنيا فنعم، قال: إن أمتك ستقتل هذا بأرض يقال لها كربلاء "، فتناول جبريل من تربتها فأراها النبي فلما أحيط بحسين حين قتل قال: " ما اسم هذه الأرض؟ قالوا: كربلاء. فقال: " صدق الله ورسوله كرب وبلاء "، وفي رواية: " صدق رسول الله أرض كرب وبلاء ".
عن أم حكيم قالت: "يوم مقتل الإمام الحسين(ع) مكثت السماء أياما مثل العلقة".
عن سلمی: قالت دخلت على أم سلمة وهي تبكي قلت: ما يبكيك؟ قالت: " رأيت رسول الله، في المنام، وعلى رأسه ولحيته التراب فقلت: ما لك يا رسول الله؟ قال: شهدت قتل الإمام الحسين(ع) آنفا ".
أتى عبيد الله بن زياد برأس الإمام الحسين(ع) بن الإمام علي (ع)، فجعله في طست، وجعل ينكث، وقال في حسنه شيئا، فقال أنس: " كان أشبههم برسول الله، وكان مخصوبا بالوسمة ".
عن ابن عباس قال: " رأيت رسول الله في المنام، نصف النهار أشعث أغبر معه قارورة فيها دم يلتقطه ويتتبعه فيها. قال: قلت: يا رسول الله ما هذا؟ قال: دم الإمام الحسين(ع) وأصحابه لم أزل أتبعه منذ اليوم ".
عن أم سلمة أنها سمعت الجن تنوح على الإمام الحسين(ع) بن الإمام علي (ع).
كان جسد الإمام الحسين(ع) شبه جسد رسول الله.
لا تسبوا علياً ولا أحداً من أهل بيته فإن جاراً لنا قال: ألم تروا إلى هذا الفاسق قتله الله يعني الإمام الحسين(ع) بن الإمام علي (ع)، فرماه الله بكوكبين في عينيه فطمس الله بصره.
ما رفع بالشام حجر يوم قتل الإمام الحسين(ع) إلا وتحته دم.
عن أبو قبيل: لما قتل الإمام الحسين(ع) بن الإمام علي(ع) انكسفت الشمس كسفة حتى بدت الكواكب نصف النهار حتى ظننا أنها هي.
قال لي عبد الملك: أي واحد أنت إن أعلمتني أي علامة كانت يوم قتل الإمام الحسين(ع) بن الإمام علي (ع)؟ فقال، قلت: لم ترفع حصاة ببيت المقدس إلا وجد تحتها دم. فقال لي عبد الملك: إني وإياك في هذا الحديث لقرينان.
لما قتل الإمام الحسين(ع) انتهبت جزور من عسكره فلما طبخت إذا هي دم.
كنا عند خالد بن عرفطة يوم قتل الإمام الحسين(ع) بن الإمام علي(ع) فقال لنا خالد: هذا ما سمعت من رسول الله " إنكم ستبتلون في أهل بيتي من بعدي ". " إن ابني هذا، يعني الحسين يُقتل بأرض من أرض العراق يقال لها كربلاء فمن شهد ذلك منكم فلينصره ".
كنت مع الإمام علي(ع) بنهر كربلاء فمر بشجرة تحتها بعر غزلان فأخذ منه قبضة فشمها ثم قال: يحشر من هذا الظهر سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب.
استأذن ملك القطر أن يسلم على النبي في بيت أم سلمة فقال: " لا يدخل علينا أحد "، فجاء الحسين بن الإمام علي(ع) فدخل فقالت أم سلمة: هو الحسين، فقال النبي: " دعيه ". فجعل يعلو رقبة النبي ويعبث به والملك ينظر فقال الملك: أتحبه يا محمد؟ قال: " أي والله، إني لأحبه " قال: أما إن أمتك ستقتله وإن شئت أريتك المكان. فقال بيده فتناول كفا من تراب فأخذت أم سلمة التراب فصرته في خمارها فكانوا يرون أن ذلك التراب من كربلاء.

وعن أبي سعيد قال: قال النبي محمد (ص): " الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة "
وقال أيضاً: " إن الحسن والحسين هما ريحانتاي من الدنيا "
وقال: " حسين مني وأنا منه أحب الله من أحب حسينا، الحسن والحسين من الأسباط "
وقال: " من أحب الحسن والحسين فقد أحبني "
وكان الرسول يدخل في صلاته حتى إذا سجد جاء الحسين فركب ظهره وكان يطيل السجدة فيسأله بعض أصحابه: إنك يا رسول الله سجدت سجدة بين ظهراني صلاتك أطلتها حتى ظننا أنه قد حدث أمر أو أنه يوحى إليك فيقول النبي: " كل ذلك لم يكن ولكن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته ".

لقد خصّ الرسول الأعظم حفيديه الحسن والحسين بأوصاف تنبئ عن عظم منزلتهما لديه، فهما:
1 ـ ريحانتاه من الدنيا وريحانتاه من هذه الأمّة
2 ـ وهما خير أهل الأرض
3 ـ وهما سيّدا شباب أهل الجنّة
4 ـ وهما إمامان قاما أو قعدا
5 ـ وهما من العترة (أهل البيت) التي لا تفترق عن القرآن إلى يوم القيامة، ولن تضلّ اُمّة تمسّكت بهما
6 ـ كما أنّهما من أهل البيت الذين يضمنون لراكبي سفينتهم النجاة من الغرق
7 ـ وهما ممّن قال عنهم جدّهم: «النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق وأهل بيتي أمان لأهل الأرض من الاختلاف»
8 ـ وقد استفاض الحديث عن مجموعة من أصحاب الرسول (ص) أنّهم قد سمعوا مقالته فيما يخصّ الحسنين: «اللهمّ إنّك تعلم أنّي اُحبُّهما وأحب من يحبهما.

مكانة الإمام الحسين(ع)
قال عمر بن الخطاب للحسين: " فإنّما أنبت ما ترى في رؤوسنا الله ثم أنتم ".
قال عثمان بن عفان في الحسن والحسين وعبد الله بن جعفر: " فطموا العلم فطماً وحازوا الخير والحكمة ".
قال أبو هريرة: " دخل الإمام الحسين(ع) بن الإمام علي(ع) وهو معتم، فظننت أنّ النبيّ قد بعث ". وكان في جنازة فأعيا، وقعد في الطريق، فجعل أبو هريرة ينفض التراب عن قدميه بطرف ثوبه، فقال له: " يا أبا هريرة وأنت تفعل هذا! "، فقال له: " دعني، فوالله لو يعلم الناس منك ما أعلم لحملوك على رقابهم ".
أخذ عبد الله بن عباس بركاب الحسن والحسين، فعوتب في ذلك، وقيل له: " أنت أسنّ منهما! " فقال: " إنّ هذين ابنا رسول الله، أفليس من سعادتي أن آخذ بركابهما؟ " وقال له معاوية بعد استشهاد الحسن: " يا ابن عباس أصبحت سيّد قومك "، فقال: " أمّا ما أبقى الله أبا عبد الله الحسين فلا ".

من أقوال الإمام الحسين (ع)
خط الموت على ولد آدم كخط القلادة على جيد الفتاة.
لا أرى الموت الا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برما وسأما.
صاحب الحاجة لم يكرم وجهه عن سؤالك، فاكرم وجهك عن رده.
إن أجود الناس من أعطى من لا يرجو، وإن أعفى الناس من عفا عن قدرة، وإن أوصل الناس من وصل من قطعه.
إذا جادت الدنيا عليك فجُد بها ... على الناس طرّاً قبل أن تتفلت.
الحلم زينة، والوفاء مروءة، والصلة نعمة، والاستكبار صلف، والعجلة سفه، والسفه ضعف، والغلو ورطة، ومجالسة أهل الدناءة شر، ومجالسة أهل الفسق ريبة.
شرّ خصال الملوك: الجبن من الأعداء، والقسوة على الضعفاء، والبخل عند الإعطاء.
إني لم اخرج أشرا ولا بطرا ولا ظالما ولا مفسدا، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في امة جدي رسول اللّه.

إن الإمام الحسين(ع) بين المسلمين كالمسيح عيسى بين اليهود
تركت واقعة كربلاء تأثيرا بليغا على أفكار من سمع بها أو قرأ عنها حتى من غير المسلمين. وإن بعض غير المسلمين دوّنوا كتباً عن هذه الواقعة.
قال غاندي:«تعلمت من الإمام الحسين(ع) أن أكون مظلوما فأنتصر». وقال:«لقد قرأت بدقّة حياة الإمام الحسين(ع) الشهيد العظيم، واهتممتُ اهتماماً كافياً بتأريخ واقعة كربلاء، واتّضح لي أنّ الهند إذا أرادت أن تنتصر فعليها أن تقتدي بالإمام الحسين(ع)».
وقيل:«إن كان الإمام الحسين(ع) قد حارب من أجل أهداف دنيوية، فإنني لا أدرك لماذا اصطحب معه النساء والصبية والأطفال؟ إذن فالعقل يحكم أنه ضحى فقط لأجل الإسلام».
وقيل:«أسمى درس نتعلمه من مأساة كربلاء هو أن الإمام الحسين(ع) وأنصاره كان لهم إيمان راسخ بالله، وقد أثبتوا بعملهم ذاك أن التفوق العددي لا أهمية له حين المواجهة بين الحقّ والباطل والذي أثار دهشتي هو انتصار الإمام الحسين(ع) رغم قلّة الفئة التي كانت معه».
وقيل:«وهل ثمة قلب لا يغشاه الحزن والألم حين يسمع حديثاً عن كربلاء؟ وحتّى غير المسلمين لا يسعهم إنكار طهارة الروح التي وقعت هذه المعركة في ظلّها».
وقيل:«كان بميسور الإمام الحسين(ع) النجاة بنفسه عبر الاستسلام لإرادة يزيد، إلاّ أنّ رسالة القائد الذي كان سبباً لانبثاق الثورات في الإسلام لم تكن تسمح له الاعتراف بيزيد خليفة، بل وطّن نفسه لتحمّل كل الضغوط والمآسي لأجل إنقاذ الإسلام من مخالب بني أُميّة. وبقيت روح الإمام الحسين(ع) خالدة.
وقيل:«يقال في مجالس العزاء أن الإمام الحسين(ع) ضحى بنفسه لصيانة شرف وأعراض الناس، ولحفظ حرمة الإسلام، ولم يرضخ لتسلط ونزوات يزيد. إذن تعالوا نتخذه لنا قدوة، لنتخلص من نير الاستعمار، وأن نفضل الموت الكريم على الحياة الذليلة».
وقيل: «قدّم الإمام الحسين(ع) للعالم درساً في التضحية والفداء، الظلم والجور لا دوام له. وأنّ صرح الظلم مهما بدا راسخاً وهائلاً في الظاهر إلاّ أنّه لا يعدو أن يكون أمام الحقّ والحقيقة إلاّ كريشة في مهب الريح».
وقالت بنت الشاطئ :«أفسدت زينب أخت الإمام الحسين(ع) على ابن زياد والأمويين نشوة النصر وأفرغت قطرات من السم في كأس انتصارهم. وكان لزينب بطلة كربلاء دور المحفّـز في جميع الأحداث السياسية التي أعقبت عاشوراء مثل قيام المختار، وعبدالله بن الزبير وسقوط الدولة الأموية وتأسيس الدولة العباسية وانتشار المذهب الشيعي».
وقال جورج جرداق:«حينما جنّد يزيد الناس لقتل الإمام الحسين(ع) وإراقة الدماء، كانوا يقولون: كم تدفع لنا من المال؟ أما أنصار الإمام الحسين(ع) فكانوا يقولون لو أننا نقتل سبعين مرّة، فإننا على استعداد لأن نقاتل بين يديك ونقتل مرة أُخرى أيضاً.».
وقيل:«ثورة الإمام الحسين (ع)، واحدة من الثورات الفريدة في التاريخ لم يظهر نظير لها حتى الآن في مجال الدعوات الدينية أو الثورات السياسية. فلم تدم الدولة الأموية بعدها حتى بقدر عمر الإنسان الطبيعي، وبقيت ثورة الإمام الحسين(ع) إلى ما يشاء الله».
وقيل:«لو كان الإمام الحسين(ع) مسيحيّا لنشرنا له في كل أرض راية، ولأقمنا له في كل أرض منبر، ولدعونا الناس إلى المسيحية باسم الإمام الحسين (ع).».
وقيل:«كان بنو أُميّة طغاة مستبدين، تجاهلوا أحكام الإسلام واستهانوا بالمسلمين، ولو درسنا التاريخ لوجدنا أن الدين قام ضد الطغيان والتسلّط، وأن الدولة الدينية قد واجهت النظم الإمبراطورية. وعلى هذا فالتاريخ يقضي بالإنصاف في أن دم الإمام الحسين(ع) في رقبة بني أُمية.».
وقيل:«هذه التضحيات الكبرى من قبيل شهادة الإمام الحسين(ع) رفعت مستوى الفكر البشري، وخليق بهذه الذكرى أن تبقى إلى الأبد، وتذكر على الدوام.».
وقيل:«االإمام الحسين(ع) شهيد طريق الدين والحريّة، ولا يجب أن يفتخر الشيعة وحدهم باسم الإمام الحسين (ع)، بل أن يفتخر جميع أحرار العالم بهذا الاسم الشريف.».
وقيل:«لم يكن بوسع الإمام الحسين(ع) أن يبايع ليزيد ويرضخ لحكمه، لأن مثل هذا العمل يعني تسويغ الفسق والفجور وتعزيز أركان الظلم والطغيان وإعانة الحكومة الباطلة. لم يكن الإمام الحسين(ع) راضياً على هذه الأعمال حتى وأن سبي أهله وعياله وقتل هو وأنصاره.».
وقيل:«على مسافة غير بعيدة من كربلاء الإمام الحسين(ع) إلى جهة البادية، هناك نصب خيمه... بينما أحاط به أعداؤه ومنعوا موارد الماء عنه. إن مأساة الإمام الحسين(ع) هي من القصص القليلة التي لا أستطيع قراءتها قط من دون أن ينتابني البكاء.»
وقال جبران خليل جبران:«لم أجد إنساناً كالإمام الحسين(ع) سجل مجد البشرية بدمائه».
وقيل:«الحق أن ميتة الشهداء التي ماتها الإمام الحسين(ع) بن الإمام علي(ع) قد عجلت في التطور الديني لحزب الإمام علي (ع)، وجعلت من ضريح الإمام الحسين(ع) في كربلاء أقدس محجة.»
وقال أحمد محمود صبحي:«وإن كان الإمام الحسين(ع) بن الإمام علي(ع) قد هزم على الصعيد السياسي أو العسكري، إلاّ أن التاريخ لم يشهد قط هزيمة انتهت لصالح المهزومين مثل دم الإمام الحسين (ع). فدم الإمام الحسين(ع) تبعته ثورات إلى أن سقطت الدولة الأموية، وتحول صوت المطالبة بدم الإمام الحسين(ع) إلى نداء هزّ تلك العروش والحكومات.».
وقيل:«فاجعة كربلاء في تاريخ البشرية نادرة كما أن صانعوها ندرة، فقد رأى الإمام الحسين(ع) بن الإمام علي(ع) من واجبه التمسك بسنّة الدفاع عن حق المظلوم ومصالح العامة استناداً إلى حكم الله في القرآن، وما جاء على لسان الرسول الكريم، ولم يتوان عن الإقدام عليه؛ فضحى بنفسه في تلك الصحراء العظيمة، وصار عند ربّه "سيد الشهداء"، وصار في تاريخ الأيام "قائداً للمصلحين".
وقيل:«قام بين الإمام الحسين(ع) بن الإمام علي(ع) والغاصب الأموي نزاع دام، وكانت ساحة كربلاء كتاب لتاريخ الإسلام بدم الشهداء.
وقيل:«دلَّت صفوف الزوار التي تدخل إلى مشهد الإمام الحسين(ع) في كربلاء والعواطف التي ما تزال تؤججها في العاشر من محرم في العالم الإسلامي بأسره، كل هذه المظاهر استمرت لتدل على أن موت القديسين ينفع أكثر من أيام حياتهم».

الإمام الحسين(ع) في عهد أبي بكر وعمر
عاصر الإمام الحسين(ع) الحقبة المدينة الأولى، وكان صغير السن عندما توفى جده النبي محمد (ص)، وانتقال الخلافة إلى أبي بكر وعمر.

الإمام الحسين(ع) في عهد عثمان
شارك الإمام الحسين(ع) في الفتوحات التي كانت في عصر عثمان ومنها فتوحات أفريقيا في الفسطاط و طرابلس، وكذلك شارك في فتح طبرستان.

الإمام الحسين(ع) في عهد أبيه الإمام علي(ع)
دخل ميدان الحياة السياسية بعد انتخاب والده خليفةً للمسلمين، شارك وشقيقه في معركة الجمل وصفين والنهروان، إلا أن والده لم يأذن لهما بمباشرة القتال. غَسّل والده وكَفّنه بعد مقتله على يد عبد الرحمن بن ملجم.

الإمام الحسين(ع) في عهد أخيه الحسن بن الإمام علي(ع)
كان الإمام الحسين(ع) عوناً لأخيه الحسن في بيعته بعد استشهاد أمير المؤمنين الإمام علي (ع). وبايع الناس الحسن خليفةً للمسلمين سنة 40هـ/660م عقب يومين من وفاة والده، وأرسل الحسن إلى معاوية بن أبي سفيان للمبايعة والدخول في الجماعة، لكنه رفض ذلك.
فقصده معاوية بجيشه، وتقارب الجيشان في موضع بناحية من الأنبار. هال الحسن أن يقتتل المسلمون، فكتب إلى معاوية يشترط شروطا للصلح، أبرزها أن ليس لمعاوية أن يعهد لأحد من بعده، وأن يكون الأمر من بعده شورى، ورضي معاوية، فخلع الحسن نفسه من الخلافة وسلم الأمر لمعاوية في بيت المقدس سنة 41 ه‍. ولم ير الإمام الحسين(ع) رأي أخيه، وظل معترضاً على النزول عن الخلافة، وإن سكت فدرءاً لفتنة قد تنشب بين المسلمين. وأطلق على ذلك العام عام الجماعة.

الإمام الحسين(ع) في عهد معاوية
بعد وفاة الحسن سنة 50هـ،أستمر في الحفاظ على عهد أخيه مع معاوية ولم يخرج إلا بعد استلام يزيد الحكم.
أخذ معاوية يمهد لبيعة ابنه يزيد، ولكن زياد ابن أبيه واليه على العراق نصحه بالتمهل وعدم الاستعجال، وقد قبل معاوية نصيحة زياد ولم يعلن عن بيعة يزيد إلا بعد وفاة الحسن، وبدأ جهوده في سبيل توطئة الأمر لابنه في المدينة المنورة، لأنها كانت العاصمة الأولى التي كان يبايع فيها الخلفاء. وكان رجالات الإسلام فيها، وعليهم المعول في إقرار البيعة وقبولها. وحين عرض معاوية ما عزم عليه على أهل المدينة عن طريق عامله عليها مروان بن الحكم. وافقه الكثيرون على ضرورة تدبير أمر الخلافة والمسلمين، ولكن حين عرض عليهم اسم يزيد اختلفوا فيه، وأعلن الكثيرون أنهم لا يرضون به، وكان أكبر المعارضين، الإمام الحسين(ع) بن الإمام علي(ع) وعبد الله بن الزبير وعبد الرحمن بن أبي بكر وعبد الله بن عمر.
وما إن توفي معاوية وبويع يزيد بالخلافة في رجب سنة 60هـ/679م. حتى كتب يزيد إلى عامله على المدينة الوليد بن عقبة أن «يأخذ الإمام الحسين(ع) وعبد الله بن الزبير بالبيعة أخذاً شديداً حتى يبايعاه».

خروج الإمام الحسين(ع) عن يزيد
لم يقبل الإمام الحسين(ع) أن تتحول الخلافة الإسلامية إلى إرث، وأبى أن يكون على رأس الإسلام يزيد بن معاوية، فرفض أن يبايعه ولم يعترف به. وقد التقى الوليد بالإمام الحسين(ع) وطلب منه البيعة ليزيد فرفض الإمام الحسين (ع)، بينما ذهب عبد الله بن الزبير إلى مكة لاجئاً إلي بيت الله الحرام.
حاول يزيد بطريقة أو بأخرى إضفاء الشرعية على تنصيبه كخليفة فقام بإرسال رسالة إلى والي المدينة يطلب فيها أخذ البيعة من الإمام الحسين(ع) الذي كان من المعارضين لخلافة يزيد إلا أن الإمام الحسين(ع) رفض أن يبايع "يزيد" وغادر المدينة إلى مكة واعتصم بها، منتظرًا ما تسفر عنه الأحداث. ووصلت أنباء رفض الإمام الحسين(ع) مبايعة يزيد واعتصامه في مكة ثم ذهابه إلى الكوفة وفي الطريق اعترضهم الجيش الأموي يقوده عمر بن سعد وقبل أن تبدأ المعركة لجأ جيش ابن زياد إلى منع الماء عن الإمام الحسين(ع) وأهل بيته وصحبه.

استشهاد الإمام الحسين(ع) في معركة كربلاء
بدأ رماة الجيش الأموي يمطرون الإمام الحسين(ع) وأصحابه الذين لا يزيدون عن 73 رجلا بوابل من السهام وأصيب الكثير من أصحاب الإمام الحسين(ع) ثم اشتد القتال ودارت رحى الحرب واستمر القتال في ميدان كربلاء وأصحاب الإمام الحسين(ع) يستشهدون الواحد تلو الآخر واستمر الهجوم والزحف نحو من بقي مع الإمام الحسين(ع) وأحاطوا بهم من جهات متعددة. وأحرق جيش يزيد خيام أصحاب الإمام الحسين(ع)، فراح من بقي من أصحاب الإمام الحسين(ع) وأهل بيته ينازلون جيش يزيد بقيادة عمر بن سعد...
ولم يبقى سوى الإمام الحسين(ع) الذي أصيب بسهم استقر في قلبه، وراحت ضربات الرماح والسيوف تمطر جسد الإمام الحسين (ع). وإن شمر بن ذي جوشن قام بفصل رأس الإمام الحسين(ع) عن جسده وكان ذلك في يوم الجمعة من عاشوراء في المحرم سنة إحدى وستين من الهجرة وله من العمر 56 سنة. ولم ينج من القتل إلا علي بن الإمام الحسين (السجاد) وذلك بسبب اشتداد مرضه وعدم قدرته على القتال، فحفظ نسل أبيه من بعده.

جعل الله شهادة ودماء الإمام الحسين خيرا وبركة على المظلومين والمحرومين في العالم ومن أجل وحدة المسلمين.

ليست هناك تعليقات: