2014/01/09

إجتمعوا أيها الموارنة حول بكركي ولو لمرّة قبل فنائكم الأب جورج صغبيني



إجتمعوا أيها الموارنة حول بكركي ولو لمرّة قبل فنائكم



إن ما يدور اليوم حول انتخاب رئيس لجمهورية وقانون الانتخاب ما هو إلا جدل عقيم وعاقر لا تفيد معه العجائب ولا يقدم ولا يؤخر، ولن يؤثر في واقع الكتل النيابية المسلمة بينما ضحاياه المسيحيين، فإنهم يتوزعون كالعادة على الكتل الإسلامية للعمل كموظفي استقبال في قصر قريطم والمختارة وعين التينة... وهم أي المسيحيون شهود زور بامتياز منذ ميثاق 1943 وما بعد الطائف وما بعد بعد الطائف لأن الأزمة ستستمر إلى ما لا نهاية لحين ظهور بشير جديد يقنع جميع الأطراف وخاصة المسيحيين بضرورة إعادة الحق للمسيحيين وللمسلمين.


من هنا، فان قانون انتخاب رئيس جمهورية لم يعد يهم في لبنان لأنه سيُعيّن من قبل السفارات في لبنان أما انتخابات النواب الكرام ليس بقدر أهمية الحلم الديموقراطي إن كان بدائرة انتخابية واحدة أو أن تكون المحافظة دائرة انتخابية ولا حتى أن يكون القضاء أو الدوائر الصغرى التي يرفضهما جنبلاط وذلك خوفًا من إيصال مسيحي قويّ في مناطقه مما يخلق حالة مسيحية مستقلة، وهذا بالطبع ما يرفضه وليد جنبلاط خلال دفاعه الشرس عن وصايته الموروثة منذ حقبة الوصاية السورية حتى اليوم على مسيحيي الجبل. لكن الواضح والمؤكد أن التأثير لن يطال المسلمين الشيعة والسنة، والمؤكد أيضًا أن أمر زعمائهم محسوم، فالشيعة سينتخبون نوابهم، والسنَّة المقترعين يعتاشون من فتات تيار المستقبل، إلى جانب الذين نالوا الجنسية اللبنانية عام 1994 من المسلمين السوريين والفلسطينيين والأكراد والعرب.


إن الانتخاب المتوقع وكيفما سيصدر، فإنه سيكون بمثابة مؤامرة تضاف إلى سجلات هزائم صخور تهر الكلب التي مني بها المسيحيون وعلى رأسهم الموارنة الجنس العاطل بالتحديد بسبب انقساماتهم ورهاناتهم وولاءاتهم وآخرها اصطفاف بعض قيادتهم خلف الحريرية السياسية التي تستغل عدد كبير من نوابهم لخدمة مشاريعها السوليدارية، إلى جانب السكوت المخيف من قبل المرجعيات الروحية المسيحية تجاه ما يجري، مما يشعر المسيحيين من جديد بأن المؤامرة ضد وجودهم ما زالت مستمرة وبزخم أكبر بكثير مما عانوا منه في الماضي.


فالمسيحيون الذبن باتوا أقلية وضعوا مجددًا تحت المجهر، خاصة الذين يحلمون باسترجاع الدور المسيحي الفاعل في لبنان والمنطقة، وعلى رأسهم القواتيون البشيريرن وتكتل التغيير والإصلاح، فأن موقفهم من تجنيب المسيحيين المزيد من المآسي على يد المسيحيين بالذات الذين يقبلون بحكم الإخوان ويرفعون أعلام مستقبل إعادة العرش المسيحي المخلوع والمسلوب من قبل أزلام الطائف وبندر بن سلطان.


إن المعركة الانتخابية المقبلة ستكون مثل سابقاتها صعبة بالطبع وذلك لأن الناخب الحقيقي هو الدولار والدينار، ومن المؤكد بأن الغلبة ستكون لمن يمتلك المزيد منهما لجلب الناخب المسيحي قبل المسلم هذه المرة.


فالأزمات المعيشية والإقتصادية والأمنية الضاغطة والعملة الخضراء المميّزة ستبقى على حالها وسيلة موسم حصاد الإنتخابات الرئاسية والنيابية وكيف ونحن في ظلّ مجلس نيابي ممدّد له على الحضيض، ورئيس حكومة مستقيل وبيده مقود الحافلة الوزارية  من أجل السيطرة ساحة المعركة في حين أن نائب رئيس الوزراء كما نائب رئيس مجلس النواب المسيحيَّين ممنوعان من الصرف أو تصريف الأعمال في حال إستقالة أو غياب أحدهما.


ويبقى المسيحيون عامة والموارنة خاصة متشرذمين ما بين سنّة وشيعة دون أن يجتمعوا في كلمة سواء في ظلّ خيمة بكركي التي جعلوها مكسر عصا لخلافاتهم السباسية والحزبية. فيكركي التي تنادي إلى الحوار بين اللبنانيين لا تعجز من أن تجمع أبناءها تحت جناحيها ولو لم يشاؤوا ولو بقي بعضم يريد أن يغرّد خارج سربه ولو اعترض البعض على مواقف بكركي إلى حد الشتيمة.


طلبنا إلى زعمائنا أن إجتمعوا أيها الموارنة ولو لمرّة قبل فنائكم.

ليست هناك تعليقات: