2015/05/06

إلغاء عيد شهداء 6 أيار هو إلغاء للوطن الأب جورج صغبيني

إلغاء عيد شهداء 6 أيار هو إلغاء للوطن

 

إنّ عيد شهداء لبنان هو عيد شهداء 6 أيار الذين أُعدموا شنقاً في ساحة البرج التي تحوّل إسمها إلى ساحة الشهداء في وسط بيروت على يد العثماني بقيادة جمال باشا السفاح الذي لقّب بهذا الاسم لكثرة ما ارتكب من مجازر في ذلك الزمن.
فالحكومة اللبنانية السابقة برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة اتخذت قراراً من جملة قرارات، بإلغاء عيد شهداء 6 أيار كيوم عطلة، كما ألغت عطلة يوم الجمعة العظيمة عند المسيحيين، وعطلة عيد التحرير عند المقاومة، وكان القرار يندرج في سياق المشروع الساعي إلى التخلّص من كل احتفال بذكرى شهداء 6 أيار يذكّر بمقاومة التتريك العثماني ومن ثم ضد الاستعمار الفرنسي وصولاً إلى تهويد الاحتلال الصهيوني.
يبدو أن الهدف من إلغاء عيد شهداء 6 أيار من سجل العطل الرسمية، هو محو هذا التاريخ من الذاكرة والعمل على تسهيل عودة العثمانية القديمة بثوب أردوغاني الذي يوظف الدين الإسلامي في خدمة الدولة العثمانية العلمانية الجديدة واستعادة مجد السلطان العثماني، على حساب إرهابيي "القاعدة" و"الداعسية" لإسقاط الدولة العراقية والدولة السورية والدولة اللبنانية والدولة الفلسطينية... لإخضاع المنطقة للإستعمار التركي والصهيوني والوهابي...

فشهداء 6 أيار لم ولن يُمحوا من الذاكرة، لبنان وسورية الذين عُلّقوا على المشانق في ساحة البرج في بيروت وفي ساحة المرجة في دمشق. ستبقى دماءهم شاهدة على تاريخ العثماني ومجازره الوحشية بحق أبناء شعب ومفكريّ وقادة الشعب اللبناني ممّن كانوا يرفضون الذل والخنوع للمستعمر ويناضلون في سبيل حرية وطنهم، تماماً كما هي دماء شهداء سورية في أيام المجرم جمال باشا السفاح وأيام المجرم أردوغان الذي يعمل على إحياء صورة جمال باشا السفاح وتذكير السوريين به عبر دعم المجازر الإرهابية التي قامت بها عصابات الإرهاب في هدم الحضارة وإبادة الأقليات.

6 أيار عيد شهداء الوطن وإن احتفلت الصحافة اللبنانية فيه بعيد شهدائها، وككل سنة تتذكر كوكبة الشهداء الذين علقت مشانقهم في ساحة البرج في 6 أيار من عام 1916 لمطالبتهم بالاستقلال، في الوقت الذي علقت المشانق في اليوم عينه وللسبب ذاته أيضاً في ساحة المرجة في دمشق. ومنذ ذلك التاريخ لم يسلم اللبنانيون ولا السوريون بالإضافة إلى العراقيين... من القتل والتصفية والاغتيال.

في 6 أيار نتذكر قوافل شهداءً استشهدوا من أجل لبنان ومنهم من الصحافيين الذين علقوا على المشانق خلال حكم جمال باشا السفاح... ومروراً بالأزمات التي مر بها لبنان، وقد سقط شهداء صحافيون، ضحية مواقفهم المطالبة بالحرية والسيادة والاستقلال فانضمّوا إلى شهداء عام 1915 و1916.

السادس من أيار هو عيد شهداء لبنان الذي اعدمهم جمال باشا السفّاح لأنهم طالبوا بانهاء الاستعمار التركي الذي دام حكمه للبنان 400 سنة.

لكن السياسيين اللبنانيين فقدوا ذاكرتهم أو هم عملاء... حين مضوا على إلغاء عيد شهداء لبنان من المسلمين والمسيحيين وهم أول قافلة للشهداء في سبيل الحرية.


في السادس من أيار يحتفل كل من لبنان وسوريا في كل عام بعيد الشهداء وتوضع أكاليل الزهور على أضرحة الشهداء وتُقرأ الفاتحة وتُرفع الصلوات عن أرواحهم وتُقرع الاجراس وتصدح المآذن تحية لدمائهم.

تنبهوا واستفيقوا أيها اللبنانيون.

في السادس من أيار كان تنفيذ حكم الإعدام بالزعماء الوطنيين
بدء جمال باشا بسياسة القتل حتى لُقّب بالسفاح لما سفك من دماء وكان أول الشهداء جوزيف هاني شنق في 5 نيسان 1916، وأصدر حكم الإعدام بعد شهر واحد بتهمة الخيانة العظمى بحق واحد وعشرين من الزعماء الوطنيين شنق سبعة منهم في ساحة المرجة بدمشق وأربعة عشر في ساحة البرج ببيروت.
وفي الساعة السادسة من صباح اليوم السادس من أيار كانت المجزرة البشرية التي ارتكبها السفاح قد انتهت. وكانوا ينشدون:
نحن أبناء الألى شادوا مجداً وعلا
نسل قحطان الأبي جدّ كلّ العرب
وحين وصلوا إلى المشانق كانوا يردّدون:
- مرحبا بأرجوحة الشرف مرحبا بأرجوحة الابطال
- إن الاستقلال يبنى على الجماجم وإن جاجمنا ستكون أساسا لاستقلال بلادنا
- نموت لتحيا بلادنا حرة عزيزة

عيد الشهداء هي مناسبة وطنية يحتفل بها في السادس من أيار من كل عام في كل من سوريا ولبنان. وسبب اختيار التاريخ هي أحكام الإعدام التي نفذتها السلطات العثمانية بحق عدد من الوطنيين في كل من بيروت ودمشق ما بين فترة 21 أب 1915 و أوائل 1917. واختير يوم 6 أيار إذ أن عدد الشهداء الذين أعدموا في هذا اليوم من عام 1916 هو الأكبر عددا.
وأسماء شهداء 6 أيار 1916 في دمشق: شفيق بك مؤيد العظم من دمشق، الشيخ عبد الحميد الزهراوي من حمص، الأمير عمر الجزائري حفيد الأمير عبد القادر الجزائري من دمشق، شكري بك العسلي من دمشق، عبد الوهاب الإنكليزي من دمشق، رفيق رزق سلّوم من حمص، رشدي الشمعة من دمشق.
أما شهداء بيروت فهم: بترو باولي من التابعية اليونانيّة مقيم في بيروت، جرجي الحداد من جبل لبنان، سعيد فاضل عقل من الدامور بلبنان، عمر حمد من بيروت، عبد الغني العريسي من بيروت، الشيخ أحمد طبارة إمام جامع النوفرة في بيروت، محمد الشنطي اليافي من يافا بفلسطين، توفيق البساط من صيدا، سيف الدين الخطيب من دمشق، علي بن عمر النشاشيبي من القدس، محمود جلال البخاري من دمشق، سليم الجزائري من دمشق، أمين لطفي الحافظ من دمشق.

الأتراك ملأوا العالم العربي بالشهداء
إستشهاد شهداء لبنان عند إلغاء عيدهم فلماذا تبقي الدولة اللبنانية تمثال شهداء لبنان ما دامت ألغته من أعيادها.
والغاية من إلغاء عيد شهداء لبنان هو إلغاء الوحدة اللبنانية وشرذمتها إلى شهداء أحزاب وإلى شهداء طوائف... لا شهداء وطن.
وإلغاء عيد شهداء 6 أيار هو إلغاء وحدة عيد شهداء لبنان وسوريا
وإلغاء عيد شهداء 6 أيار هو مسايرة بعض السياسيين اللبنانيين للسياسة التركية اليوم في المنطقة وخاصة في الشارع اللبناني ورفع العلم التركي على حساب شهداء لبنان الذين شنقتهم الدولة التركية العثمانية.
وإلغاء عيد شهداء لبنان هو مقدّمة لإلغاء مليون ونصف مليون أرمني وخمسماية ألف شهيد سرياني وآشوري وكلداني وإلغاء مئتا وخمسين ألف ماروني في جبل لبنان شنقاً وجوعاً وتهجيراً...
من هو خلف إلغاء عيد شهداء لبنان وتحويله إلى عيد شهداء الصحافة قبل إلغائه كعيد وطنيٍّ.
الوطن الذي لا شهداء فيه لم يصل لأن يكون وطناً.
والوطن الذي ينكر شهداءه فقد مبرّر بقائه كوطن.

فبعد ان اغتالهم جمال باشا السفّاح على أعواد المشانق في المرّة الأولى
وبعد أن اغتالتهم حكومة فؤاد السنيورة بإلغاء عيدهم في المرّة الثانية
فلا تغتالوا شهداء الوطن مرّة ثالثة بنسيانهم.

 

  • ‏‎
     
     
     
     
     
     
     
     
     

ليست هناك تعليقات: