2015/05/06

"سفربرلك" 1915- 2015 الأب جورج صغبيني


"سفربرلك" 1915- 2015


 


فيلم يتحدث عن اوضاع لبنان عندما كان يخضع للعثمانيين، بطولة فيروز - رفيق سبيعي- نصري شمس الدين - إحسان صادق -سمير شمص- سلوى حداد - صلاح تيزاني - عبدالله حمصي - عاصي الرحباني- ليلى كرم - شفيق حسن - ايلي شويري- احمد خليفة- هدى حداد... تم انتاج هذا الفيلم عام 1967


مئة عام من جريمة "سفر برلك" العثمانية عام 1915، ترجل الجنود الأتراك في بيروت، قادمين من اسطنبول، كانوا مدججين بالسلاح والوحشيّة والأوامر الصارمة بعملية تهجير قسرية ومروعة لكل رجل يلاقونه أو امرأة أو طفل. وكلمة "سفر برلك" تعني بالتركية الترحيل الجماعي، ولم تكن إلا كلمة مرادفة للقتل والشنق والسخرة من أجل السلطنة العثمانية.


أحداث مازالت تختبئ في الذكريات التي عاناها اللبنانيون.


وبعد مائة عام تطل ثقافة "سفر برلك" من جديد، ولكن ليست على يد فخري باشا، بل على "مخترعي الربييع العربي" لا لعودة الاحتلال التركي لبلاد العرب، بل لتكريس قيام إسرائيل كدولة يهودية وهم يعلمون يقينا أن "تتريك" العرب الذي حاولت السلطنة العثمانية إجبارهم عليه ذات يوم، فجر الثورة العربية الكبرى. وكما فعل فخري باشا قبل قرن، تحاول تلك الأيادي أن تعود "لترحيل" الأمن والاستقرار المسيحي إلى شتات الأرض، حاملة رصاصَ ومدافع وخناجر "فخري باشا" المجرم، لتسلمه لأردوغان الداعسي  و"إخوانه" الباحثون عن سلطنة جديدة وأسلمة جديدة وتهويد جديد وتتريك جديد... رغم كل ما نعانيه من قتل وتشريد وسفك دماء وهتك اعراض ونهب اموال في ارجاء مختلفة من البلاد العربية هو على يد المتطرّفين من المسلمين.


مشروع قطار الدولة العثمانية هو مرحلة من السبي والتهجير وصورة عن جرائم الأتراك. فالتهجير حصل وتشتت الناس ما بين المقابر والصحاري.


وقطار "سفربرلك" في الربيع العربي  يهدّد بخطر إبادة المسيحيين في الشرق وبالمجاعة والأمراض وبسبب الجراد التركي وجراد التجار والعملاء...


والدولة العثمانية التي لم تحمِ الاسلام بل ألغته كخلافة لمدة أربعمائة عام.


والثورة العربية المزعومة التي قادها الانكليز باعت فلسطين لليهود.


والعرب البدو اللصوص المرتزقة القتلة حاربوا السلطنة بسلاح إنكليزي ولا يزالون يتحاربون ويتقاتلون بطائرات ودبابات وأسلحة أميركية الصنع وبطيّارين يهود وبمال سعودي وخليجي.


 


فـ "سَفَرْبَرْلِك" وإبادة المسيحيين في جبل لبنان والأرمن والسريان والآشوريين والكلدان والمسيحيين والأقليات في العراق وسوريا وفلسطين هو هو، تمّ على يد الأتراك والأكراد والدروز واليهود العثمانيين...


ففي مئوية الإبادة الأرمنية، تحية الى الارمن الذين لم ينسوا شهداء مجازر 1915 رغم كل القهر والغربة والتشتت والموت… وعلى شعب لبنان أن يتعلّم من الأرمن وأن يفاخر بتضحياته من أجل الوطن والارض والحرية والانسان في مثل هذا التاريخ الذي كانت إبادة الحاكم العرفي العثماني جمال باشا السفاح للمسيحيين في لبنان وأينما وجدوا، من أجل التخلص من هذا "العنصر العاطل" المطالب دائماً بالاستقلال والحرية والادارة الذاتية بعيداً عن ولاة السلطة العثمانية...


ابادة كاملة، تؤكدها مئات الوثائق والابحاث التاريخية والدراسات، وافضل توصيف لتلك الايام السوداء هو فيلم "سفربرلك" للرحابنة عن أقتياد الشباب الى السخرة حيث اختفى الالاف من النساء دون أي أثر… والشبان والرجال ومنهم من مات مثل أنطون زعرور والد القديس شربل.


قدم الرحابنة في فيلم “سفربرلك” لمحة سريعة تذكّرنا بما ارتكبه العثمانيون من حصار وتجويع لأهل لبنان، ومثلهم كتب كثر من المؤلفين والمؤرخين عن أكوام جثث الجائعين الذين كانوا يتكدسون في شوارع وأزقّة لبنان لكن احداً لم يكلف نفسه عناء رفع الصوت والمطالبة بحقوق من قتلهم معاً العثمانيون والجراد جوعاً


الصحيح هو ان الجراد التركي هو من قتل الالاف من اللبنانيين عام 1915، بقرار سياسي عثماني لتدمير جبل لبنان وتهجير أهله، وقتل السريان والاشوريين في طورعابدين وذبح الارمن في ارمينيا وسهول سوريا...


ذاكرة اللبناني والمسيحي خاصة فاسدة لأنها تجد تبريراً لكل الجرائم حتى ولو كان هو الضحية.


تحية الى الارمن في ذكرى مئوية الإبادة، لأنهم يذكّروننا بأن مجاعة حصلت في لبنان على يد الأتراك من أجل إبادة المسيحيين في الشرق.


والمجزرة تكرار لمجزرة عام 1860 على يد الأتراك والدروز في لبنان وعلى يد الأتراك والمسلمين في الشام ولولا عبد القادر الأمير الجزائري لما كان من مسيحيين ولا من آثار لهم كما في القسطنطينية وأنطاكية.


ومجازر 1975 من أجل ترحيل المسيحيين وجعل لبنان الوطن البديل للفلسطينيين بمساهمة الدول العربية والأجنبية.


ومجزرة 1983 على يد اليهود والدروز... وتهجير مسيحيي الجبل والذين لم يعودوا إلى قراهم، لأنه لا زالت الإبادة في لبنان بمفعولها الرجعي ينفّذها اللبنانيون وبعض المسيحيين الذين وقّعوا على إتفاق الطائف السعودي.


ولا زلنا في لبنان في قطار "سفر برلك".


ولا يزال صدى صوت فيروز يذكّرنا بجرائم العثمانيين الوحشيّة وبمآسي "سفر برلك" فمن يسمع؟!

 




 


ليست هناك تعليقات: