2009/01/15

طفل مقابل طفل

طفل مقابل طفل

على يد هيرودس عام 2000
والطفولة دائما هي ضحيّة المجرمين
طفل مقابل طفل … تهديد ليفي اليهودي بتاريخ 23 شباط 2000 ليس بغريب عن أحداث جرت منذ ألفي عام حين مولد المسيح …وراحيل لا زالت تبكي على بنيها وتأبى التعزية.
وإحراق الأرض وقتل من يسكنها حتى الأطفال والنساء والبهائم هي من أسس تعاليم التوراة ومن صميم أخلاقية شعب يهوه.
طفل مقابل طفل…
شريعة موسويّة جديدة كما السنّ بالسنّ والعين بالعين…
وثارت ثائرة اليهود في مجالسهم على هذه المعادلة اللايفيّة (نسبة إلى ليفي) لأن بها يفنى اليهود من العالم ويبقى من العرب تسعة أضعاف مضاعفة ويكون ليفي خدم بذلك لا هتلر والشعب الألماني وحسب بل والعرب أيضا وخاصة الفلسطينيين.
والغريب في البيبليين والتوراتيين أنه حين التكلّم عن أن المسيح أبطل العهد القديم كما يبشر بولس الرسول تثور الثائرة بحجّة الوحي السياسي والعسكري! ويريدون أن يبقى الناس مربوطين إلى معلف توراة موسى ومرتبطين بالرب الذي يظهر وكأنه جندي في معسكر يشوع بن نون وبالإله الذي يبيح قتل الأطفال وسبي النساء وإبادة الشعوب والحيوان والمزروعات والشجر.
وقد نقض المسيح شريعة السن بالسن والعين بالعين هذه بوصية المحبّة والمسامحة والغفران. وبقوله: من ضربك على خدّك الأيمن أدر له الأيسر… وبترداده الدائم: قيل لكم… أمّا أنا فأقول…
وما قول المسيح : جئت لأكمل الكتب والأنبياء. إلا لأنه بمجيئه في تمام الزمن كان كمال هذه الكتب وبكمالها انتهاء دورها وليكمّل مشيئة أبيه السماوي لا شريعة موسى.
وليبدأ بالمسيح نفسه عهد المصالحة مع الله وما بين الناس والسلام على الأرض.
وها هو دايفيد لايفي حفيد قتلة الأنبياء بمناداته طفل بطفل ونفس بنفس ودم بدم يعيد إلى الأذهان المنطق الموسوي من عن منبر الكنيس اليهودي وعلى شاشات الإعلام العالمي وعلى رمية قذيفة منه يصلي بابا روما في مصر من أجل السلام في العالم وفي الشرق وخاصة في مدينة السلام القدس ملتقى الأديان السماوية.
ألم يقتل موسى أبكار المصريين ويسرق ذهب وحليّ نسائهم ؟
وبعده يشوع بن بون يبيد شعوب بلاد كنعان ليرث الأرض التي مسحها الله للشعب اليهودي وكأن الله موظف في الدوائر العقارية حتى يوزع على أسباط إسرائيل الأرض التي أباح لهم قتل ملوكها وإفناء شعوبها بحد السيف بحسب قول الرب: فالرب إلهك يعبر أمامك وهو يبيد تلك الأمم من أمامك فترثها. إن الرب رجل حرب!
الرب يحارب عنكم وأنتم هادئون.
الرب إلهكم هو المقاتل عنكم.
و يأمر الرب اليهود ليقتلوا كل ذكر في أرض مدين وليسبوا أطفالها ونساءها وليغنموا جميع بهائمها ومواشيها وأموالها وليحرقوا بالنار جميع مدنها… فقتلوا كل ذكر من الأطفال وقتلوا كل امرأة عرفت مضاجعة… وأما إناث الأطفال فاستبقوهنّ لهم.
وقال الرب: ومدن الشعوب التي يعطيك الرب إلهك فلا تستبقِِ منها نسمة بل أبدهم إبادة.
هؤلاء الذين ذبحوا أولاد المصريين وسرقوهم وأبادوا شعوب أرض كنعان وقتلوا أبناء كفربرعم وكفرياسين وقصفوا أطفال قانا لبنان بطائراتهم ينادون من على منابر الإعلام طفل بطفل ودم بدم .
نيرون جديد يستهويه حرق لبنان الذي حرّمه الله على موسى...
وهيرودس المعاصر، مغرم بقتل الأطفال، مع إطلالة الألف الثالث كما أحرق نيرون روما ونحر هيرودس أطفال بيت لحم.
هذا الشعب الذي قتل الأنبياء والرسل وصلب المسيح مردّدا دمه علينا وعلى أولادنا لن يعفّ عن قتل الأطفال والنساء والشيوخ والعزّل ولم تتبدّل طبائعه.
منذ نشأته وحتى اليوم لا يزال يستهويه الدم والدمار والخراب … متباهيا بأنه شعب قتلة الأنبياء وراجم رسل السلام والمحبّة.
طفل مقابل طفل…
شعار جديد لمنظمات الأمم المتّحدة تضيفه على شعارات الطفولة صدر عن مهووس استبدل أضاحيه التي لا يمكنها أن تغسل خطاياه بالطفولة البريئة التي تزبد في تأنيب ضميره.
هؤلاء هم النازيون الجدد والعنصريون المعاصرون الذين يستبيحون كل وسيلة قتل وغدر حتى لأصدقائهم الذين تنتهي، في لعبة الحرب، أدوارهم.
هذا الشعب الذي صلب المسيح وحارب النبي و يقتلكم كل يوم ويقاتلكم في ما بينكم كيف تمدون له يد السلام وتتسابقون لتمريغ كرامة شعوبكم بمعاهدات إذلال على حساب الطفولة البريئة وتعطونه شهادة حسن سلوك في مدرسة الأمم.
لا بل ويطل علينا اكبر حاخامات اليهود" ميرلاو" مع أول آذار مطالبا بكل قحة إدانة البابا بيوس الثاني عشر، طالبا من البابا يوحنا بولس الثاني الاعتذار عن مجزرة هتلر لليهود الوهمية، وكأن البابا الذي برأ اليهود من صلب المسيح هو محرّك مجازر"الهولوكوست" وقائدها.
لقد قلب اليهود مفاهيم المنطق وأظهروا للعالم بأنهم الضحية وبأنهم مغبونون محرومون مظلومون في حين أنهم هم الجزارون. وبأن العرب يريدون إغراقهم في البحر في حين أنهم يغرقون الشرق بالدماء والدمار والظلم والظلمة… ويتباكون بدموع التماسيح ويضحكون بأنياب الذئاب ويبقى الحمل الرضيع الضحية.
انزعوا عن عيوننا برقع موسى حتى لا نبقى نجرّ خلفنا تاريخا مكتوبا بدماء الأبرياء وحتى لا تبقى الطفولة مهدّدة من شعب بدون إله.
مجلة الأميرة عدد 2 نيسان- أيار 2000.
الأب جورج صغبيني

ليست هناك تعليقات: