2009/01/24

سيرة حياة مار شربل

سيرة حياة مار شربل
ولد يوسف انطون مخلوف سنة في بقاع كفرا (لبنان الشمالي ) . وتربى تربية مسيحية جعلته مُولِعَا بالصلاة منذ طفولته . مال إلى الحياة الرهبانية والنسكية متأثرًا بحياة الحبساء في وادي قاديشا .
وفي عام 1851 ، غادر أهله وقريته وتوجه إلى دير سيدة ميفوق لتمضية سنته الأولى من فترة الترهب ثمّ إلى دير مار مارون عنايا حيث انخرط في سلك الرهبانية المارونية ، مُتَّخَذَا اسم شربل ، أحد شهداء الكنيسة الأنطاكية في القرن الثاني . وفي أول تشرين الثاني سنة 1853 أبرز نذوره الاحتفالية في دير مار مارون عنايا ثم
اكمل دراسته اللاهوتية في دير مار- قبريانوس يوستينا كفيفان - البترون .سيم كَاهِنَا في بكركي، الصرح البطريركي الماروني ، في 23 تموز سنة 1859 .
عاش الأب شربل في دير مار مارون عنايا مدة ست عشرة سنة وانتقل بعدها نهائياً إلى محبسة مار بطرس و بولس التابعة للدير . كان مثال القديس والناسك ،
يمضي وقته في الصلاة والعبادة وَنَادِرَا ما كان يغادر المحبسة وفيها نهج منهج الأباء الحبساء القديسين صلاة وحياة وممارسات .
عاش الأب شربل في المحبسة ثلاثاً وعشرين سنة وتوفاه اللّه وهو يحتفل بالذبيحة الإلهية في 24 كانون الأول سنة 1898حيث دفن في مدافن دير مار مارون عنايا.
غداة وفاته ، ظهرت حول القبر أنوار ساطعة فبعد أشهر قليلة نقل جثمانه الذي كان يرشح عرقاً ودماً إلى تابوت خاص . وهناك بدأت الجموع من الحجاج تتقاطر تلتمس شفاعته . وبشفاعته هذه انعم اللّه على الكثير في بالشفاء وبالنعم الروحية .
وفي عام 1925 رفعت دعوى تطويبه واعلان قداسته إلى البابا بيوس الحادي عشر. وفى عام 1950 فتح قبر الأب شربل بحضور اللجنة الرسمية مع الأطباء فتحققوا من سلامة الجثمان . وبعد أن تمّ فتح القبر تزايدت حوادث الشفاء المختلفة بصورة مفاجئة ومذهلة وتقاطرت عندها جموع الحجاج على اختلاف طوائفهم ومذاهبهم الى دير عنايا تلتمس شفاعة القديس .
وتخطت المعجزات حدود لبنان . وما مجموعة الرسائل والتقارير المحفوظة في سجلات دير عنايا سوى دليل واضح على انتشار قداسة شربل . ولقد احدث هذه الظاهرة الفريدة انقلاباً في الأخلاق ورجوعاً إلى الأيمان واحياء للتضاؤل في النفوس . واصبح الضريح الحقير الذي يضم جثمان الأب شربل القطب الذي يجذب إليه الناس على اختلاف طبقاتهم وأعمارهم ، وقد تساوى الجميع أمامه بالخشوع والابتهال دون تفريق في الدين أو المذهب أو الطائفة كلهم هناك أبناء الله يدعون . .
في عام 1954وقّع البابا بيوس الثاني عشر قرار قبول تطويب الحبيس شربل مخلوف. وفي 5كانون الأول سنة 1965، رأس البابا بولس السادس حفلة تطويب الأب شربل أبان اختتام المجمع الفاتيكاني الثاني .
وفي عام1977 وقّع البابا بولس السادس قرار إعلان قداسة الطوباوي شربل ، ثمّ كرست هذه القداسة في احتفال عالمي في 9 تشرين الأول سنة 1977.
ومن بين العديد من العجائب المنسوبة إلى شفاعة رجل اللّه ، انتقت الكنيسة أعجوبتين لاعلان التطويب وثالثة لاعلان قداسته .
- شفاء الأخت ماري ابل قمري من راهبات القلبين الاقدسين . كانت قد أصيبت بداء القرحة وعانت من الآلام اشدها طيلة أربعة عشر عاماً أجريت لها عمليتان جراحيتان . شفاها اللّه بشفاعة الأب شربل في 12 تموز 1950 في عنايا .
- شفاء اسكندر نعيم عبيد من بعبدات . وكان قد فقدت إحدى عينيه البصر سنة 1937 فنصحه الأطباء بقلعها حرصاً على العين السليمة . وبشفاعة الأب شربل استعاد بصره سنة 1950 .


مار شربل
1828-1898

8 أيار 1828 ولد يوسف أنطون زعرور في بقاعكفرا
16 أيار 1828 تعمّد في كنيسة السيدة
8 آب 1831 توفي والده انطوان زعرور مخلوف
1851 دخوله إلى الرهبانية في دير سيدة ميفوق
1852 انتقاله إلى دير مار مارون عنايا
1/10/1853 نذره النذور الرهبانية في عنايا
1853 انتقاله إلى دير كفيفان لمتابعة دروسه اللاهوتية
32/7/1859 سيامته كاهنا في سيدة بكركي
1859 إقامته في دير مار يعقوب دوما مدّة ستة أشهر
1859 إقامته في دير عنايا 16 سنة
15/2/1875 دخوله المحبسة 24 سنة
2/6/1875 وفاة والدته بريجيتا الشدياق
16/12/1898 مرضه بداء الفالج في المحبسة
24/12/1898 وفاته في المحبسة ودفنه في دير عنايا
23/12/1925 تقديم دعوى تطويبهمع رفقا والحرديني
8/5/1950 ظهوره في صورة عجائبية في ذكرى مولده
5/12/1965 إعلانه طوباويّا
9/10/1977 إعلان قداسته


بلدة بقاعكفرا
أجمل قرى لبنان جارة الأرز ووادي القديسين وأعلى قرية مأهولة في لبنان والشرق(1750مترا عن سطح البحر)
من هذه المنطقة المتواضعة التي احتضنت تاريخ مجد لبنان وعظام وذخائر القديسين والحبساء والنساك والرهبان أطلّ مار شربل من بلدته بقاعكفرا قديسا للبنان وللعالم فأصبحت بلدته مسقط رأسه مزارا دينيا يؤمّه المؤمنون من كل حدب وصوب ومن كل دين وطائفة ومن كل مذهب وعقيدة
وتحوّل بيته إلى دير من أديار الرهبانية اللبنانية المارونية وكنيسة عماده إلى مزار ومدرسته في دير مار حوشب إلى مكان خلوة وعبادة ومغارة محبسته الأولى إلى دير للراهبات اللبنانيات المارونيات
في بلدته بقاعكفرا عاش مار شربل 23 عاما أمضاها بالعبادة والصلاة مثل أبناء بلدته
بقاعكفرا البلدة المنسيّة أصبحت مع القديس شربل محطّ الأنظار ومحور اهتمام طالبي شفاعة مار شربل والدول الأوروبية لجعل بلدة مار شربل بلدة عالمية نموذجية
وحيث يذكر اسم القديس شربل تذكر بلدة بقاعكفرا.

بيت مار شربل
البيت الذي ولد فيه مار شربل بتاريخ 8 أيار 1828 وقد اشترته الرهبانية سنة 1953 على يد الأب جبرايل سكّر من ورثة القديس شربل ويعود بناء هذا البيت إلى أكثر من 300 سنة فحافظت عليه الرهبانية على ما كان عليه مع إضافة بعض الترميمات لحفظه
ويحتوي بيت مار شربل على:
- متحف فيه تماثيل للمسيح ورسله الأثني عشر ولعائلة القديس شربل
- معرض طابق سفلي فيه أدوات زراعية من أيام مار شربل
- معرض طابق أول فيه حياة مار شربل بالصور للفنان وأدوات حرفية من نجارة وسكافة وبناء وأدوات منزلية يعود معظمها إلى الجيل اثتامن والتاسع عشر

كنيسة عماد مار شربل
إن كنيسة السيدة القديمة هي كنيسة عماد مار بل ولا يزال جرن العماد الذي اعتمد فيه بتاريخ 16 أيار1828 محفوظا فيها وهي الكنيسة التي قبل فيها مار شربل سرّ التثبيت وقربانته الأولى وكان يمارس فيها واجباته الدينية
أما كنيسة السيدة الحالية فقد بنيت فوق الكنيسة القديمة سنة 1925 .

مدرسة مار شربل
لا يعرف بالتأكيد زمن بناء دير مار حوشب لكن من المؤكد أن بناءه تزامن مع وجود الموارنة في الوادي المقدس وإن أقدم تايخ مكتوب عن هذا الدير يعود بحسب الدويهي في كتابه تاريخ الأزمة
فما أن تدرّج مار شربل على السير مع أمّه بريجيتا إلى كنيسة السيدة حتى فقد والده أنطون زعرور بتاريخ 8آب 1831 وكان الطفل يوسف في الثالثة من عمره فكفله عمّه مطانيوس وأرسله إلى مدرسة مار حوشب حين بلغ سن المعرفة حيث تدرّج على تعلّم القراءة والكتابة وعلم الحساب واللغة السريانية والصلوات فبرع في دروسه
ويقيم في الدير اليوم شابين ناسكين من بلدة بقاعكفرا يعيشان على مثال مار شربل ويجمعان الشبيبة ليقيموا الصلوات حتى بات دير مار حوشب مكان خلوة وصلاة.


محبسة مار شربل
إن مغارة مار شربل التي جعلها طيلة 23 سنة مدّة إقامته في بقاعكفرا كانت بمثابة محبسته الأولى قبل محبسة عنايا حيث كان يمضي ليرعى بقرته وخرافه.
وقد اشترت راهبات مار سمعان التابعات للرهبانية اللبنانية المارونية المغارة من المونسنيور أنطون مخلوف ليجعلن منها مزارا دينيّا ومكان تأمّل وعبادة.

ليست هناك تعليقات: