القديس جرجس أو مار جرجس (280-303م) ويسمى أيضاً جاورجيوس أو جريس أو جورج (بالإنجليزية Saint George) ويُدعى جرجي في العربية. هو قديس حسب معظم الكنائس الشرقية والغربية. يحتفل بعيده يوم 23 أبريل/ نيسان من كل عام. ومع...
ولد القديس جرجس سنة 280 م. في مدينة اللد في ولاية فلسطين السورية لأبوين مسيحيين من النبلاء. توفي والده فاعتنت به والدته وأنشأته في جو عائلي مسيحي. ولما بلغ السابعة عشرة دخل في سلك الجنديّة وترقّى إلى رتبة قائد ألف في حرس الإمبراطور الروماني دكلتيانوس.
كان الرومان يضطهدون المسيحيين في تلك الفترة، لكن مار جرجس لم يخف عقيدته المسيحية رغم أنضمامه للجيش الروماني، مما أغضب الإمبراطور دكلتيانوس الذي أخضع القديس لجميع أنواع التعذيب لردعه عن إيمانه ودينه، لكن دون جدوى.
العديد ممن شاهدوه معذّباً تحولوا إلى المسيحية، حتى الإمبراطورة ألكساندرا زوجة الإمبراطور.
بعد استشهاده عام 303 أعيد جثمانه إلى مسقط رأسه بمدينة اللد بفلسطين حيث بنت القديسة هيلانة كنيسة على إسمه.
ألقاب مار جرجس
مار جرجس الملطيّ: نسبة إلى مدينة ملطية موطن آباء القديس وأجداده وهى تقع في إقليم كبادوكيه بآسيا الصغرى (تركيا حالياً)، ولذلك يطلق عليه أحياناً اسم مار جرجس الكبادوكي. أصبح التعبير السرياني مار جرجس هو الأكثر سائداً بين الشعب في الاستعمال الكنسي، وخاصة في الكنائس العربية والشرقية.
غيئورغيوس: هو إسم القديس اليوناني، وترجمته: فلاح أو عامل في الأرض، وهو تعبير كنسيّ لقّّب به، ويعبّر عن أن القديس كان قد فقد فلح في حقل الملكوت واشتغل في كرم الرب.
مارجرجس الفلسطينى: ينسب إلى والدته التي كانت من مدينة اللد بفلسطين.
مارجرجس الكبير: تميزاً له عن القديسين الآخرين الذين لهم نفس الاسم.
مارجرجس الروماني: لأنه كان يتمتع بحقوق المواطن الرومانى كاملة وقد منح هذه الجنسية طبقاً لقانون (كاراكلا) الصادر عام 212 م. ويقضي بمنح الجنسية الرومانية لجميع سكان الامبراطورية الرومانية والأمراء الأصليين.
سان جورج: هو الاسم الذي يعرف به القديس في الكنيسة الغربية...
أمير الشهداء: هو أشهر لقب للقديس
الخضر: سمِّي مار جرجس بالخضر عند المسلمين، لأنه جلس على بقعةٍ من الأرض بيضاء لا نبات فيها فإذا هي تهتزّ وتنقلبُ تحته خضراء نضرة. وكان يكنى بأبي العباس.
القديس والتنين والأميرة
تعود القصة للعصر الروماني, حيث تقول انه في مدينة اللد في فلسطين (في روايات أخرى مدينة سيريني- ليبيا، وروايات غيرها في بيروت- لبنان) كان هناك تنين بنى وكره في مدخل نبع للماء. وكان السكان المحليين يحاولون استرضاء وإلهاء التنين لكي يستقوا من مياه النبع حيث كان المصدر الرئيس للماء في المدينة. ولكي يخرجوا التنين كانوا يضعون له خروفا أو جديا أو عجلا، كغذاء.
وعندما نفذت الخراف والجداء والعجول كانوا يقدمون له شخصا مختارا بالقرعة. وحدث أنه كانت القرعة على الأميرة إبنة ملك المدينة، وحينها صادف أن القديس جرجس كان مارّا بالمدينة فيقوم بمقاتلة التنين, فيتغلب على التنين بالصليب ويقتله محررا الأميرة. ولكي يظهر السكان امتنانهم للقديس اعتنقوا المسيحية.
وهناك قصص وروايات أخرى تعود للعصور الوسطى والتي أساسها اسطير اغريقية ويونانية قديمة. حيث أضحت هذه القصة مرافقة للقديس وترمز له في لوحات وأيقونات وتماثيل.
إيقونة القديس والتنين تعتبر رمز وطني لمدن مثل: بيروت, جورجيو, جنوا, موسكو... وغيرها. ولدول مثل انكلترا, روسيا, اليونان, جورجيا, زامبيا, البرتغال, فلسطين... وغيرها ممن يعتبرون القديس جرجس شفيع الدولة أو المدينة حسب التراث المحلي المسيحي.
كما يُعتبر القديس جاورجيوس شفيعا لكثير من الجيوش في أنحاء العالم وكثير من الجيوش تمتلك أوسمة باسم القديس جاورجيوس تُعطى لمن يتفانى في خدمة البلاد والجيش.
ويرى بعض المحللين أن قصّة مار جرجس، متأثرة بحكاية بيرسيوس وقتله وحش البحر الذي اراد التهام أندروميدا.
و لعلّ التفسير للتنين في أيقونة مارجرجس هو الشيطان الذي يسحقه القديس برمح الإيمان وأما الأميرة التي تظهر في الصورة فهي للكنيسة التي يدافع عنها.
استشهاده
قال المؤرّخ اوسابيوس في استشهد القديس مار جرجس, لمّا شدّد القيصر دكلتيانوس في اضطهاد المسيحيّين وأصدر بذلك امراً علّقه على جدار البلاط الملكي في نيكوميدية، تقدّم جورجيوس ومزّق ذلك الأمر. فقبض عليه الوثنيون بأمر الملك فشووه اولا، ثم البسوه خفا من حديد مسمراً بقدميه، وسحبوه وراء خيل غير مروّضة، فخلّصه الله من ذلك كلّه.
ثم طرحوه في أتون مضطرم فلم يؤذه، ولما رأى الملك دكلتيانوس هذا الشهيد غائصاً في بحر الدماء لا يئن ولا يتأوّه أكبر شجاعته. وعزّ عليه أن يخسر قائد حرسه وابن صديقه القديم. فأخذ يلاطفه ويتملّقه لكي يثنيه عن عزمه، فأحبّ جورجيوس أن يُبدي عن شعوره بعطف الملك. فتظاهر فطلب من الملك أن يسمح له بالذهاب إلى معبد الاوثان. فأدخلوه معبد الاله "ابلون" باحتفال مهيب حضره الملك ومجلس الأعيان والكهنة بحللهم الذهبية وجمع غفير من الشعب. فتقدّم جورجيوس إلى تمثال ابلون ورسم إشارة الصليب.
وقال للصنم: أتريد أن اقدّم لك الذبائح كأنك إله السماء والأرض؟
"فأجابه الصنم بصوت عالٍ، كلا أنا لست الها بل الإله هو الذي انتَ تعبده". وفي الحال سقط ذلك الصنم على الأرض وسقطت معه سائر الأصنام. عندها صرخ الكهنة والشعب: إن جاورجيوس بفعل السحر حطّم آلهتنا. فالموت لهذا الساحر. فأمر الملك بقطع رأسه. فكان إستشهاده عام 303 م. صلاته معنا.
مار جرجس شفيع الدول
صورة مار جرجس على شعار دولة جمهورية جورجيا
في فلسطين: يعتبر مار جرجيس المسى "بالخضر" باللهجة المحلية الفلسطينية شفيعا للعديد من المدن والبلدات مثل: بيت لحم وبيت جالا وبيت ساحور حيث يستطيع المار أن يرى تماثيله ومنحوتاته وأيقوناته تملأ البيوت والشوارع والمحالات وجميع الأمكنة، ويحظى الخضر بإجلال المسلمين في فلسطين.
في بريطانيا:
الليرة الإنكليزية من جهة صورة مار جرجس ومن الجهة الثانية صورة الملكة
يوجد فيها أكثر من 150 قرية باسم مار جرجس وتنقش صورته على الجنيه الانجليزى (الجنيه الذهب)، وتحتفل بريطانيا بذكرى استشهاده في 23 ابريل من كل عام, ويسمى بيوم سانت جورج، وكثير من ملوك بريطانيا أتخذوا اسمه لأنفسهم تبركأً به مثل جورج الأول والثانى والثالث والرابع والخامس والسادس.
في بيروت عاصمة لبنان: يوجد كنائس عديدة باسمه, بالإضافة إلى خليج مار جرجس أو خليج الخضر التي تجثم عليه مدينة بيروت، وفي خليج جونيه يوجد مزار لمار جرجس، كثير الشفاءات، في منطقة تُدعى الباطية. وفي البقاع توجد بلدة الخضر أو "مار جرجس" وهي بلدة بقاعية ويعود إسمها الى وجود مقام "الخضر" فيها فنُسبت إليه. يحدها من الجنوب النبي "شيت" ومن الشمال بلدة حورتعلا.
في سوريا: يوجد العديد من الكنائس تحمل اسم القديس مار جرجس واشهرها كنيسة في بلدة ازرع في جنوب سوريا بمحافظة درعا, والتي يعود تاريخها إلى عام 515 ميلادي. ويعتبر اسم جورج أو جريس من الأسماء الشعبية عند المسيحين في سوريا وبلاد الشام.
في إيطاليا: يتمتع سان جورج بمكانة عظيمة لدى الكاثوليك فهو نصير الكنيسة الكاثوليكية. وقد وجدت في روما ونابولى كنائس قديمة جدا على اسم القديس جيؤرجيوس وكان البابا جلاسيوس الأول بابا روما قد أثبت قداسة مارجرجس في مجمع عقد بروما سنة 404 م.
في فرنسا : بنى الملك كلوفيس الثانى (638 - 656) كنيسة كبيرة على اسم سان جورج وكانت الملكة كلونيدا زوجته تؤمن بشفاعتة فأكثرت من بناء الكنائس على اسمه، وكانت تخصص الأموال الكثيرة لخدمة هذه الكنائس من مالها الخاص.
في النمسا: أنشأ الامبراطور فريدريك سنة 1470، فرقة من الكافليريه الفرسان على اسم القديس جرجس.
في روسيا : كان للقديس مار جاورجيوس مكانة عظيمة في روسيا القيصرية، فرسموا صورته على الحصون. وأنشأت الامبراطورة كاترين وساما رفيع الشأن اسمه وسام جاورجيوس وهو على شكل صليب منقوش عليه في الوسط صورة للقديس، وكانت تمنحه للقادة الكبار الذين ينتصرون في الحروب مكافأة على شجاعتهم وتخليدا لبطولتهم. وكان مارجرجس هو شفيع الامبراطورية الروسية قبل الثورة البلشفية سنة 1923. واختير ليكون شفيعا لروسيا الفدرالية، بعد انهيار الاتحاد السوفياتي.
في اليونان: يكرمونه أعظم إكرام، ويشيدون على اسمه الكنائس والاديرة، ويسمونه باسم يتميز به عن جميع الشهداء، فيلقبونه بالظافر أو حامل علامة الظفر، كما يصفونه بالشهيد العظيم ورئيس الشهداء.
ومار جرجس هو شفيع الحركة الكشفية في العالم.مشاهدة المزيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق