الأب جورج صغبيني
إنجيل مريم
وسورة مريم
سورة مريم، هي السورة التاسعة عشر في القرآن، وهي إحدى السور المكيّة. بلغ عدد آياتها 98 آية، والسورة سُميّت على اسم العذراء مريم أم عيسى المسيح، لتكون بذلك السورة الوحيدة في القرآن الكريم التي سُميّت على اسم امرأة هي أشرف نساء العالمين.
وقد ذكر الإمام جلال الدين السيوطي سورة مريم في كتابه أسرار ترتيب القرآن، حيث كتب أن سبب ورود سورة مريم بعد سورة الكهف هو أن سورة الكهف تحتوي على أعاجيب ومعجزات، تتمثل في قصة أصحاب الكهف وطول لبثهم في الكهف دون طعام ولا شراب، لذلك من الطبيعي أن ترد سورة مريم بعد سورة الكهف لاحتوائها على أعجوبتان هما ولادة يحيى وولادة المسيح العذرية. كذلك قد ذُكِرَ أن أصحاب الكهف من قوم عيسى بن مريم وسيبعثون قبيل يوم القيامة بعد نزول المسيح ويحجون معه.
وقد روى أبو هريرة عن النبي محمد (صلعم) أنه قال: "خَيْرُ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ أَرْبَعٌ: مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَآسِيَةُ بِنْتُ مُزَاحِمٍ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ، وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ".
فالسيدة مريم العذراء أو "ستنا مريم" عليها السلام هي في القرآن الكريم، أم المسيح عيسى، ولدته دون أن يمسسها بشر، ويذكرها القرآن الكريم على أنها صدّيقة. ويحترم المسلمون "ستنا مريم" بإسم إبنة عمران وإبنها عيسى المسيح عليهما السلام، بحسب ما جاء في القرآن الكريم: و"جعلناها وابنها آية للعالمين".
إنجيل مريم
|
سورة مريم
| |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
نسب مريم في الإنجيل
كانت مريم إبنة حنّة "زوجة يواكيم" ونسيبة اليصابات التي هي من نسل هارون والتي كانت أمّ يوحنا المعمدان وزوجة زكريا الكاهن... "لوقا 1:5، 1:36".
مريم إبنة عمرام
مريم هو اسم أخت موسى وهارون ابنة عمرام "1 أخ 6: 3". ويظن أنها كانت أكبر من موسى نحو عشر سنين بدليل أنها راقبت سفط البردي الذي أخفي فيه موسى بين القصب وإذ رأت ابنة فرعون تكشف عن الصبي قالت: "هل آتي لك بمرضعة". ثم ذهبت وأحضرت أمها فأرضعته "خر2: 4-10".
وبعد عبور البحر الأحمر أنسدت للرب بعد ترنيمة موسى الشهيرة "خر15: 20".
وإنها لما تذمّرت مع هارون على موسى ضربت بالبرص. فصلى موسى إلى الله من أجلها فشفيت "عد12: 1-15".
وماتت في قادش ودفنت هناك "عد20: 1"
مريم أم يسوع عيسى المسيح
في دراسة تاريخ حياتها ومكانتها بحسب ما سجله الوحي عنها: فإنها جاءت هي ويوسف من سبط يهوذا من نسل داود "لو1: 32 ورو1: 3 و2 تي 2: 8 وعب7: 14".
وقد وردت سلسلة نسب المسيح من ناحية يوسف "مت1: 16 ولو3: 23".
كان لمريم العذراء أخت واحدة "يو19: 25". هي سالومي زوجة زبدي وأم يعقوب ويوحنا "مت27: 56 ومر15: 40 ويو19: 25". وكانت العذراء مريم تتصل بصلة القرابة من ناحية أمها مع أليصابات أم يوحنا المعمدان "لو1: 36".
"أخوة الرب".
ذكر الكتاب المقدس أربعة أخوة للرب يسوع "مت13: 55". كما ذكر أشارة أهل الناصرة إلى أخواته الموجودات عندهم في بلدهم "مر6: 3". وقد اختلفت الآراء بصدد هؤلاء فمن قائل أنهم أولاد مريم من يوسف بعد أن ولدت ابنها البكر يسوع وهي عذراء. ومن قائل أنهم أخوته أي أولاد يوسف من زوجة أخرى قبل أن يخطب العذراء مريم، ومن قائل أنهم أبناء عمومته أو أبناء خؤولته .
بشارة زكريا لوقا 1/5-25
الأحد الثالث قبل الميلاد
"كان في ايام هيرودس، ملك اليهودية، كاهن اسمه زكريا، من فرقة ابيا، له امرأة من بنات هارون اسمها اليصابات. وكانا كلاهما بارين امام الله، سالكين في جميع وصايا الرب واحكامه بلا لوم. وما كان لهما ولد، لان اليصابات كانت عاقراً، وكانا كلاهما قد طعنا في ايامهما.
وفيما كان زكريا يقوم بالخدمة الكهنوتية امام الله، في اثناء نوبة فرقته، أصابته القرعة، بحسب عادة الكهنوت، ليدخل مقدس هيكل الرب ويحرق البخور. وكان كل جمهور الشعب يصلي في الخارج، في اثناء إحراق البخور. وتراءى ملاك الرب لزكريا واقفاً من عن يمين مذبح البخور، فأضطرب زكريا حين رآه، واستولى عليه الخوف. فقال لله الملاك: " لا تخف، يا زكريا، فقد استجيبت طلبتك، وامرأتك اليصابات ستلد لك ابناً، فسمه يوحنا. ويكون لك فرح وابتهاج، ويفرح بمولده كثيرين، لانه سيكون عظيماً في نظر الرب، ولا يشرب خمراً ولا مسكراً، ويمتلىء من الروح القدس وهو بعد في حشاء امه. ويرد كثيرون من بني اسرائيل الى الرب الههم. ويسير امام الرب بروح ايليا وقوته، ليرد قلوب الآباء الى الابناء، والعصاة الى حكمة الابرار، فيهيىء للرب شعباً معداً خير إعداد". فقال زكريا للملاك: " بماذا أعرف هذا؟ فإني شيخ، وامرأتي قد طعنت في ايامها". فأجاب الملاك وقال له: " أنا هو جبرائيل الواقف في حضرة الله، وقد ارسلت لأكلمك وابشرك بهذا. وها أنت تكون صامتاً، لا تقدر ان تتكلم، حتى اليوم الذي يحدث فيه ذلك، لانك لم تؤمن بكلامي الذي سيتم في أوانه". وكان الشعب ينتظر زكريا، ويتعجب من إبطائه في مقدس الهيكل, ولما خرج زكريا، لم يكن قادراً ان يتكلم، فأدركوا أنه رأى رؤيا في المقدس، وكان يشير إليهم بالاشارة، وبقي أبكم. ولما تمّت أيام خدمته، مضى الى بيته. بعد تلك الايام، حملت امرأته اليصابات، وكتمت أمرها خمسة أشهر، وهي تقول: " هكذا صنع الرب اليّ، في الايام التي نظر اليّ فيها، ليزيل العار عني من بين الناس". وفي الشهر السادس قامت العذراء مريم بزيارة خالتها أليصابات لمدّة ثلاثة أشهر إلى حين مولد يوحنا.
فزمن المجيء التحضيري لميلاد الرب يسوع، يبدأ بالبشارة لزكريا بمولد يوحنا المعمدان، لان مع يوحنا ينتهي الوحي في العهد القديم، ويتواصل في العهد الجديد، ولهذا يقال عنه انه " آخر نبي وأول رسول قبل الرسل".
فإسم زكريا يعني: الله تذكر "زِكارياه"،
واليصابات يعني: الله اقسم " أليشاباع"،
ويوحنا يعني: "الله تحنن" " ياهو حَنان".
قتل زكريا بين الهيكل والمذبح
اليوم الثامن من شهر توت "نسبة إلى الإله تهوت أو تحوت" إله الحكمة والعلوم والفنون والاختراعات ومخترع الكتابة ومقسم الزمن، ويصور بشكل رجل رأسه رأس طائر اللقلق" السسنكسار القبطي.
في هذا اليوم استشهد القديس زكريا الكاهن علي يد هيرودس الملك . الذي بعد ما بشره الملاك جبرائيل بمولد يوحنا ابنه . ولم يصدق كلامه أوجب عليه الصمت إلى حين يولد الصبي، وقد بقى صامتا إلى يوم مولده "لو1 : 18 - 22" وعند تسميته طلب لوحا وكتب اسمه يوحنا . وعند ذلك تكلم وسبح الله "لو1 :63 - 79" هذا الذي شهد الإنجيل عنه أنه كان بارا هو وزوجته . سائرين في حقوق الرب بلا لوم ، ولما ولد السيد المسيح وأتى المجوس ليسجدوا له ، اضطرب هيرودس وخاف على مملكته ، ولهذا أمر بقتل أطفال بيت لحم من ابن سنتين فما دون . . ليقتل السيد المسيح بينهم . فظهر ملاك الرب ليوسف في الرؤيا ، وأعلمه ان يهرب بالصبي إلى مصر . فأخذ يوسف الصبي يسوع ومريم أمه وذهبوا إلى حيث قال له ملاك الرب . ولما قتل هيرودس أطفال بيت لحم هربت أم يوحنا به إلى الجبل وقضت ست سنين . وبعد ذلك انتقلت إلى السماء وبقى الصبي في البرية إلى حين . ظهوره لإسرائيل "او1 : 80" . وقيل أنه وقت قتل الأطفال ظن هيرودس أن يوحنا هو المسيح . أرسل يطلبه من أبيه زكريا . فقال "لست أدرى أين الولد" ، فهددوه بالقتل فلم يكترث به ، فأمر الجند فقتلوه . ويقال أيضا ان هيرودس لما طلب يوحنا ليقتله ، هرب به زكريا إلى الهيكل ووضعه فوق المذبح ، ولما لحقوا به . قال للجند "من هنا قبلته من الرب" وعندئذ خطفه الملاك إلى برية الزيفانا ، و إذ لم يجدوا الطفل قتلوا زكريا بين الهيكل والمذبح "مت23 :35".
وزكريا الكاهن ابن برخيا ، ليس هو زكريا النبي ، أحد الاثنى عشر نبيا الصغار، لأن هذا لم يقتل بل مات ووجد جسده بغير فساد.
بشارة العذراء مريم لوقا 1/26-38
الأحد الرابع قبل الميلاد
في الشهر السادس، أرسل جبرائيل من عند الله الى مدينة في الجليل اسمها الناصرة، الى عذراء مخطوبة لرجل من بيت داود اسمه يوسف، واسم العذراء مريم. ولما دخل الملاك اليها قال: " السلام عليك، يا ممتلئة نعمة، الرب معك". فاضطربت مريم لكلامه، وأخذت تفكر ما عسى أن يكون هذا السلام ّ! فقال لها الملاك: " لا تخافي، يا مريم، لانك وجدت نعمة عند الله. وها انت تحملين، وتلدين ابناً، وتسمينه يسوع. وهو يكون عظيماً، وابن العلي يدعى، ويعطيه الرب الإله عرش داود أبيه، فيملك على بيت يعقوب الى الابد، ولا يكون لملكه نهاية!". فقالت مريم للملاك: " كيف يكون هذا، وأنا لا اعرف رجلاً؟".
فأجاب الملاك وقال لها: " الروح القدس يحل عليك، وقدرة العلي تظللك، ولذلك فالقدوس المولود منك يدعى ابن الله! وها إن اليصابات، نسيبتك، قد حملت هي ايضاً بأبن في شيخوختها. وهذا هو الشهر السادس لتلك التي تدعى عاقراً، لانه ليس على الله أمر مستحيل!". ففالت مريم: " ها أنا أمة الرب، فليكن لي بحسب قولك!". وانصرف من عندها الملاك.
كانَت مَريَمُ مَخْطوبَةً ليوسفَ
18وهذِهِ سيرَةُ ميلادِ يَسوعَ المَسيحِ: كانَت أُمٌّهُ مَريَمُ مَخْطوبَةً ليوسفَ، فَتبيَّنَ قَبْلَ أنْ تَسْكُنَ مَعَهُ أنَّها حُبْلى مِنَ الرٌّوحِ القُدُسِ. 19وكانَ يوسفُ رَجُلاً صالِحًا فَما أرادَ أنْ يكْشِفَ أمْرَها، فَعزَمَ على أنْ يَترُكَها سِرُا.20وبَينَما هوَ يُفَكَّرُ في هذا الأمْرِ، ظَهَرَ لَه مَلاكُ الرَّبَّ. في الحُلُمِ وقالَ لَه: "يا يوسفُ اَبنَ داودَ، لا تخَفْ أنْ تأخُذَ مَرْيمَ اَمرأةً لكَ. فَهيَ حُبْلى مِنَ الروحِ القُدُسِ، 21وسَتَلِدُ اَبناً تُسمّيهِ يَسوعَ، لأنَّهُ يُخَلَّصُ شعْبَهُ مِنْ خَطاياهُمْ".22حَدَثَ هذا كُلٌّه لِيَتِمَّ ما قالَ الرَّبٌّ بلِسانِ النَّبـيَّ: 23"سَتحْبَلُ العَذْراءُ، فتَلِدُ اَبْناً يُدْعى "عِمّانوئيلَ"، أي الله مَعَنا. 24فلمَّا قامَ يوسفُ مِنَ النَّومِ، عَمِلَ بِما أمَرَهُ مَلاكُ الرَّبَّ. فَجاءَ باَمْرَأتِهِ إلى بَيتِه، 25ولكِنَّهُ ما عَرَفَها حتى ولَدَتِ اَبْنَها فَسَمّاهُ يَسوعَ. "متى1/18-25".
القديس يوسف الصدّيق خطيب سيدتنا مريم العذراء [2]
انه ابن يعقوب بن ماتان، من نسل داود الملك وابراهيم اب الآباء "متى 1: 1-16".
فيوسف اعظم القديسين شرفاً واجلالاً، لأن ما ناله من الشرف لدى الله لم ينله احد. فإن الله الآب قد اقامه اباً ومربياً لإبنه الوحيد الكلمة المتجسد، واتخذه الله الابن اباً له بالجسد، واصطفاه الله الروح القدس خطيباً لعروسه مريم العذراء الكلية القداسة. من هنا يستدل ان سيرته كانت منطبقة على انتخاب الثالوث الاقدس له. وقد صرّح الانجيلي بذلك بقوله: "وكان يوسف رجلها صديقاً" "متى 1: 19". غير ان الكلمة المتجسد قد آثر في حياته التواضع والفقر، فاراد ان يكون مربيه والحارس له، رجلاً فقيراً مسكيناً، على ان فضائله كانت فوق كل ثروة وجاه. فإيمانه الراسخ، وثقته العظيمة بالله كانا له عوناً في المصاعب. واول ما اصطدم به ان العذراء التي اتخذها خطيبة له هي حبلى، فاحتار في امره، لكن شهامته منعته من ان يشهرها فهمّ بتخليتها سراً. وفيما هو مفكّر في ذلك ظهر له ملاك وكشف له عن الحقيقة.
ومنذ تلك الساعة جعل يوسف حياته وقفاً على خدمة العذراء وابنها يسوع. فكان المربي الامين ليسوع من مغارة بيت لحم الى تقدمته الى الهيكل، الى الهرب والعودة من مصر، الى الحياة الخفية في الناصرة، الى فقد يسوع ووجوده في الهيكل.
وكان يوسف يواصل رسالته وعنايته بيسوع ومريم بإيمان حي ومحبة وحنان وكد صمت. فاستحق يوسف ان يموت بين يدي يسوع ومريم. وكان بذلك شفيع الميتة الصالحة. كما اقامته الكنيسة شفيع العائلة وشفيع العمال.
وقد انتشرت عبادة هذا القديس العظيم في جميع الاقطار شرقاً وغرباً، وشيّدت على اسمه الكنائس وتألفت على اسمه الاخويات للميتة الصالحة. وقد ادخل في الطائفة اعطاء البركة بأيقونة القديس يوسف البطريرك بولس مسعد. وله صلاة طقسية سريانية تتلى نهار عيده "في الطائفة المارونية" في المساء والستار والصبح، ترقى الى عام 1484. صلاته معنا. آمين.
ميلاد الرب يسوع
"قال لوقا البشير: في تلك الايام، صدر أمر من اغوسطس قيصر بإحصاء كل المعمورة. جرى هذا الإحصاء الاول، عندما كان كيرينيوس والياً على سوريا. وكان الجميع يذهبون، كل واحد الى مدينته، ليكتتبوا فيها. وصعد يوسف من الجليل، من مدينة الناصرة، الى اليهودية، الى مدينة داود تدعى بيت لحم، لانه كان من بيت داود، وعشيرته، ليكتتب مع مريم خطيبته، وهي حامل. وفيما كانا هناك، تمت أيامها لتلد، فولدت ابنها البكر، وقمتطه، واضجعته في مذود، لانه لم يكن لهما موضع في قاعة الضيافة.
وكان في تلك الناحية رعاة يقيمون في الحقول، ويسهرون في هجعات الليل على قطعانهم. فاذا بملاك الرب قد وقف بهم، ومجد الرب أشرق حولهم، فخافوا خوفاً عظيماً. فقال لهم الملاك: لا تخافوا! فها انا ابشركم بفرح عظيم يكون للشعب كله، لانه ولد لكم اليوم مخلص، هو المسيح الرب، في مدينة داود. وهذه علامة لكم: تجدون طفلاً مقمطاً، مضجعاً في مذود!". وانضم فجأة الى الملاك جمهور من الجند السماويين يسبحون الله ويقولون: " المجد لله في العلى، وعلى الارض السلام، والرجاء الصالح لبني البشر".
ولما انصرف الملائكة عنهم الى السماء، قال الرعاة بعضهم لبعض: "هيا بنا، الى بيت لحم، لنرى هذا الامر الذي حدث، وقد أعلمنا به الرب". وجاؤوا مسرعين، فوجدوا مريم ويوسف والطفل مضجعاً في المذود. ولما رأوه اخبروا بالكلام الذي قيل لهم في شأن هذا الصبي. وجميع الذين سمعوا، تعجبوا مما قاله لهم الرعاة. أما مريم فكانت تحفظ هذه الامور كلها، وتتأملها في قلبها. ثم عاد الرعاة وهم يمجدون الله ويسبحونه على كل ما سمعوا ورأوا، حسبما قيل لهم". "لوقا 1/ 1-20"
وجود الرب في الهيكل
وكانَ أَبَوَا يَسُوعَ يَذْهَبَانِ كُلَّ سَنَةٍ في عِيدِ الفِصْحِ إِلى أُورَشَليم. ولَمَّا بَلَغَ يَسُوعُ اثْنَتَي عَشْرَةَ سَنَة، صَعِدُوا مَعًا كَمَا هِيَ العَادَةُ في العِيد. بَعدَ انْقِضَاءِ أَيَّامِ العِيد، عَادَ الأَبَوَان، وبَقِيَ الصَّبِيُّ يَسُوعُ في أُورَشَلِيم، وهُمَا لا يَدْرِيَان. وإذْ كَانَا يَظُنَّانِ أَنَّهُ في القَافِلَة، سَارَا مَسِيرَةَ يَوْم، ثُمَّ أَخَذَا يَطْلُبانِهِ بَيْنَ الأَقارِبِ والـمَعَارِف ولَمْ يَجِدَاه، فَعَادَا إِلى أُورَشَليمَ يَبْحَثَانِ عَنْهُ. َبعْدَ ثَلاثَةِ أَيَّام، وَجَدَاهُ في الـهَيكَلِ جَالِسًا بَيْنَ العُلَمَاء، يَسْمَعُهُم ويَسْأَلُهُم. وكَانَ جَمِيعُ الَّذينَ يَسْمَعُونَهُ مُنْذَهِلينَ بِذَكَائِهِ وأَجْوِبَتِهِ.
ولَمَّا رَآهُ أَبَوَاهُ بُهِتَا، وقَالَتْ لَهُ أُمُّهُ: "يا ابْنِي، لِمَاذَا فَعَلْتَ بِنَا هـكَذا؟ فهَا أَنَا وأَبُوكَ كُنَّا نَبْحَثُ عَنْكَ مُتَوَجِّعَين!". فَقَالَ لَهُمَا: "لِمَاذَا تَطْلُبَانِنِي؟ أَلا تَعْلَمَانِ أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ أَكُونَ في مَا هُوَ لأَبي؟". أَمَّا هُمَا فَلَمْ يَفْهَمَا الكَلامَ الَّذي كَلَّمَهُمَا بِهِ. ثُمَّ نَزَلَ مَعَهُمَا، وعَادَ إِلى النَّاصِرَة، وكانَ خَاضِعًا لَـهُمَا. وكَانَتْ أُمُّه تَحْفَظُ كُلَّ هـذِهِ الأُمُورِ في قَلْبِهَا. وكَانَ يَسُوعُ يَنْمُو في والقَامَةِ الـحِكْمَةِ والنِّعْمَةِ عِنْدَ اللهِ والنَّاس. "لوقا 2/41-52"
شهادة يوحنا المعمدان بالمسيح
3 وفي تِلكَ الأيّامِ جاءَ يوحنّا المَعمدانُ يُبشَّر في برَّيَّةِ اليهودِيَّةِِِ 2فيقولُ: "تُوبوا، لأنَّ مَلكوتَ السَّماوات اَقتربَ!" 3ويوحَنّا هوَ الذي عَناهُ النبـيٌّ إشَعْيا بِقولِهِ: "صوتُ صارِخِ في البرّيّةِ: هَيَّئوا طريقَ الربَّ واَجعَلوا سُبُلَهُ مُستَقيمةً". 4وكانَ يوحنّا يَلبَسُ ثوبًا مِنْ وبَرِ الجِمالِ، وعلى وسَطِهِ حِزامٌ مِنْ جِلد، ويَقْتاتُ مِنَ الجَرادِ والعَسَلِ البرَّيَّ. 5وكانَ النّاسُ يَخرُجونَ إليهِ مِنْ أُورُشليمَ وجَميعِ اليَهودِيَّةِ وكُلٌ الأرجاءِ المُحيطَةِ بالأُردنِ. 6ليُعَمَّدَهُم في نَهرِ الأردُنِ، مُعتَرِفينَ بِخَطاياهُم. 7 ورأى يوحَنّا أنَّ كثيرًا مِنَ الفَرَّيسيّـينَ والصَدٌّوقيّـينَ يَجيئونَ إلَيهِ ليَعتَمِدوا، فقالَ لَهُم: "يا أولادَ الأفاعي، مَنْ علَّمكُم أنْ تَهرُبوا مِنَ الغَضَبِ الآتي؟ 8أثْمِروا ثمَرًا يُبَرْهِنُ على تَوْبتِكُم، 9ولا تقولوا لأنفسِكُم: إنَّ أبانا هوَ إبراهيمُ. أقولُ لكُم: إنَّ الله قادرٌ أنْ يَجعَلَ مِنْ هذِهِ الحِجارَةِ أبناءً لإبراهيمَ. 10ها هيَ الفأسُ على أُصولِ الشَّجَرِ. فكُلُّ شجَرَةٍ لا تُعطي ثَمرًا جيَّدًا تُقطَعُ وتُرمى في النّارِ. 11أنا أُعمَّدُكُمْ بالماءِ مِنْ أجلِ التَّوبةِ، وأمّا الَّذي يَجيءُ بَعدي فهوَ أقوى مِنَّي، وما أنا أهلٌ لأنْ أحمِلَ حِذاءَهُ. هوَ يُعمَّدُكُم بالرٌّوحِ القُدُسِ والنّارِ، 12ويأخذُ مِذراتَه. بيدِهِ ويُنَقّي بَيدَرَه، فيَجمَعُ القَمحَ في مَخزَنِه ويَحرُقُ التَّبنَ بنارٍ لا تَنطَفئُ.
الروح القدس يحلّ على المسيح حين عماده
13وجاءَ يَسوعُ مِنَ الجليلِ إلى الأُردنِ ليتَعَمَّدَ على يدِ يوحنّا. 14فمانَعَهُ يوحنّا وقالَ لَه: "أنا أحتاجُ أنْ أَتعمَّدَ على يدِكَ، فكيفَ تَجيءُ أنتَ إليَّ 15فأجابَهُ يَسوعُ: "ليكُنْ هذا الآنَ، لأنَّنا بِه نُــتَمَّمُ مَشيئةَ الله.". فَوافَقَهُ يوحنّا.
16وتعمَّدَ يَسوعُ وخَرَجَ في الحالِ مِنَ الماءِ. واَنفَتَحتِ السَّماواتُ لَه، فرأى رُوحَ الله يَهبِطُ كأنَّهُ حَمامَةٌ ويَنزِلُ علَيهِ. 17وقالَ صوتٌ مِنَ السَّماءِ: "هذا هوَ اَبني الحبيبُ الَّذي بهِ رَضِيتُ".
وأما يحيى عليه السلام العابد الزاهد البار التقي فإنهم ظلوا يلاحقونه حتى كان آخر أمره أن طلبت رأسه علي طبق، بغي من بغاياهم، لمّا قدمت ابنتها إلى ملك من ملوكهم رقصت في يوم مولده فأذهلت الملك والحضور بجودة رقصها فقال لها اطلبي. فقالت لها أمها: اطلبي رأس يحيى "يوحنا المعمدان" على طبق. وقد كان قدم الملك رأس يحيى النبي هدية إلى زانية لأنها أدخلت السرور على قلب الملك وجلسائه في عيد ميلاده وقال لها لا تطلبين شيئاً إلا حققته لك فطلبت رأس يوحنا
كانَ يُوحَنَّا يَعِظُ الشَّعْبَ ويُبَشِّرُهُم
وفيمَا كانَ الشَّعْبُ يَنتَظِر، والجَمِيعُ يَتَسَاءَلُونَ في قُلُوبِهِم عَنْ يُوحَنَّا لَعَلَّهُ هُوَ الـمَسِيح، أَجَابَ يُوحَنَّا قَائِلاً لَهُم أَجْمَعِين: "أَنَا أُعَمِّدُكُم بِالـمَاء، ويَأْتي مَنْ هُوَ أَقْوَى مِنِّي، مَنْ لَسْتُ أَهْلاً أَنْ أَحُلَّ رِبَاطَ حِذَائِهِ. هُوَ يُعَمِّدُكُم بِالرُّوحِ القُدُسِ والنَّار. في يَدِهِ الـمِذْرَى يُنَقِّي بِهَا بَيْدَرَهُ، فيَجْمَعُ القَمْحَ في أَهْرَائِهِ، وأَمَّا التِّبْنُ فَيُحْرِقُهُ بِنَارٍ لا تُطْفَأ". وبِأَقْوَالٍ أُخْرَى كَثيرَةٍ كانَ يُوحَنَّا يَعِظُ الشَّعْبَ ويُبَشِّرُهُم. لـكِنَّ هِيرُودُسَ رئِيسَ الرُّبْع، وقَد كانَ يُوحَنَّا يُوَبِّخُهُ مِنْ أَجْلِ هِيرُودِيَّا امْرَأَةِ أَخِيه، ومِنْ أَجْلِ كُلِّ الشُّرُورِ الَّتي صَنَعَها، زَادَ على تِلْكَ الشُّرُورِ كُلِّهَا أَنَّهُ أَلقَى يُوحَنَّا في السِّجْن. ولـمَّا اعْتَمَدَ الشَّعْبُ كُلُّهُ، اعْتَمَدَ يَسُوعُ أَيْضًا، وكانَ يُصَلِّي، انفَتَحَتِ السَّمَاء، ونَزَلَ عَلَيْهِ الرُّوحُ القُدُسُ في صُورَةٍ جَسَديَّةٍ مِثْلِ حَمَامَة، وجَاءَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ يَقُول: "أَنْتَ هُوَ ابْنِي الـحَبِيب، بِكَ رَضِيت". "لوقا 3/15-22".
معجزات المسيح في الإنجيل
رسل المسيح
لم ينتهِ القرن الاول الميلادى حتى ظهرت تأليفات كثيرة تسجل حياة ومعجزات... وقيامة المسيح، ويشير مؤلف انجيل لوقا لهذه الحقيقة عندما يفتتح كتاب أعمال الرسل بهذه المقدمة:
1 اذ كان كثيرون قد اخذوا بتاليف قصة الامور المتيقنة عندنا 2 كما سلمها الينا الذين كانوا منذ البدء معاينين و خداما للكلمة 3 رايت انا ايضا اذ قد تتبعت كل شيء من الاول بتدقيق ان اكتب على التوالي اليك ايها العزيز ثاوفيلس 4 لتعرف صحة الكلام الذي علمت به" "أع 1".
لقد قام بهذه الكتابات كثير من الذين اعتنقوا الديانة المسيحية، من أصول وثقافات متعددة, من اليهود واليونانيين...
ولوقا نفسه رأى ان يؤلف كتابا يسجل فيه هذه الامور كسواه، وان تأليفه اكثر مصداقية لانه اخذه من الذين كانوا معاينين وخداما للدعوة.
دعوة المسيح لرسله
ودَعَا يَسُوعُ تَلامِيْذَهُ الاثْنَي عَشَر، فَأَعْطَاهُم سُلْطَانًا يَطْرُدُونَ بِهِ الأَرْوَاحَ النَّجِسَة، ويَشْفُونَ الشَّعْبَ مِنْ كُلِّ مَرَضٍ وكُلِّ عِلَّة. وهـذِهِ أَسْمَاءُ الرُّسُلِ الاثْنَيْ عَشَر: أَلأَوَّلُ سِمْعَانُ الَّذي يُدْعَى بُطْرُس، وأَنْدرَاوُسُ أَخُوه، ويَعْقُوبُ بنُ زَبَدَى، ويُوحَنَّا أَخُوه، وفِيْلِبُّسُ وبَرْتُلْمَاوُس، وتُومَا ومَتَّى العَشَّار، ويَعْقُوبُ بنُ حَلْفَى وتَدَّاوُس، وسِمْعَانُ الغَيُورُ ويَهُوذَا الإِسْخَرْيُوطِيُّ الَّذي أَسْلَمَ يَسُوع. هـؤُلاءِ الاثْنَا عَشَرَ أَرْسَلَهُم يَسُوع، وقَدْ أَوْصَاهُم قَائِلاً: "لا تَسْلُكُوا طَرِيقًا إِلى الوَثَنِيِّين، ولا تَدْخُلُوا مَدِيْنَةً لِلسَّامِرِيِّين، بلِ اذْهَبُوا بِالـحَرِيِّ إِلى الـخِرَافِ الضَّالَّةِ مِنْ بَيْتِ إِسْرَائِيل. وفِيمَا أَنْتُم ذَاهِبُون، نَادُوا قَائِلين: لَقَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَات". "متى 10/1-7"
الصعود إلى السماء
قالَ لَهُم يسوع: "إِذْهَبُوا إِلى العَالَمِ كُلِّهِ، وَاكْرِزُوا بِالإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّها. مَنْ آمَنَ وَاعْتَمَدَ يَخْلُص، وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ فَسَوْفَ يُدَان. وهـذِهِ الآيَاتُ تَتْبَعُ الْمُؤْمِنين: بِاسْمِي يُخْرِجُونَ الشَّيَاطِين، ويَتَكَلَّمُونَ بِلُغَاتٍ جَدِيدَة، ويُمْسِكُونَ الْحَيَّات، وَإِنْ شَرِبُوا سُمًّا مُمِيتًا فَلا يُؤْذِيهِم، ويَضَعُونَ أَيْدِيَهُم عَلى الـمَرْضَى فَيَتَعَافَوْن". وبَعْدَمَا كَلَّمَهُمُ الرَّبُّ يَسُوع، رُفِعَ إِلى السَّمَاء، وجَلَسَ عَنْ يَمِينِ الله. َامَّا هُم فَخَرَجُوا وَكَرَزُوا في كُلِّ مَكَان، والرَّبُّ يَعْمَلُ مَعَهُم وَيُؤَيِّدُ الكَلِمَةَ بِمَا يالآيَات."مرقس16/15-20"
مجيء ابن الإنسان
في آخر الزمان يأتي إبن الإنسان في ساعة لا تخالونها.
|
ولادة مريم في القرآن
يذكر القرآن أن مريم هي بنت عمران ففي سورة "آل عمران" العديد من التفاصيل عن ولادة مريم حيث نقرأ: "إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ "آل عمران : 35".
فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَى وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وِإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ "آل عمران : 36".
فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتاً حَسَناً وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا، وكُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً قَالَ: يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَـذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ "آل عمران : 37"
جاءت أنثى، فيما ترجو أمها أن يكون مولودها ذكراً، كما هي العادة عند اليهود الذين يأتي في إحدى صلواتهم: "أشكرك أللهم لأنك خلقتني ذكراً لا أنثى..."
وأول امتحان لمريم عليها السلام أن أمها التي كانت ترجو أن ترزق غلاماً لتهبه لخدمة بيت المقدس على مثال زكريا الكاهن، رزقت بنتاً، والبنت لا تقوم بالخدمة في المعبد كما يقوم الرجل، وأسفت أم مريم امرأة عمران واعتذرت للرب جل وعلا فقالت: "رب إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت، وليس الذكر كالأنثى، وإني سميتها مريم، وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم" وأوفت بنذرها كما اشترطته على الله: "رب أني نذرت لك ما في بطني محرراً".
كان لا بد من الوفاء بالنذر... وقبل الله سبحانه وتعالى هذا النـذر وجعله نذراً مباركاً... بل لا يُعرف نذر أعظم منه بركة.
فقد أعقب الله خير نساء العالمين، رسولاً من أولي العزم من الرسل جعله الله بولادته وحياته، ورفعه إلى السماء، ونزوله آخر الدنيا، وما أجرى على يديه من المعجزات، آية كبرى من آيات الله سبحانه وتعالى...
مريم عليها السلام في بيت الله
ولدت مريم عليها السلام يتيمة فآواها الله عند زوج خالتها- والخالة بمنزلة الأم وزوج خالتها هو زكريا وهو نبي قومه.
وكان هذا رحمة من الله بمريم، ورعايته لها. قال تعالى: "فتقبلها ربها بقبول حسن، وأنبتها نباتاً حسناً وكفلها زكريا".
وبكفرهم وقولهم على مريم بهتانا عظيما. النساء - سورة 4 - آية 156.
وشبت مريم عليها السلام وبيتها المسجد، وخلوتها فيه.
ويلطف الله بها فيأتيها الطعام من الغيب وكلما زارها زوج الخالة، وجد عندها رزقاً، وهو الذي يقوم بكفالتها فمن أين يأتيها شيء لم يأت هو به. ويقول لها: "يا مريم أنى لك هذا" فتقول: "هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب".
لم تكن هذا في جنة قبل الجنة، وإنما هو بلغة من الرزق يتحف الله به أولياءه، ويكرم به أهل طاعته اتحافاً وإكراماً، إذا ضاق بهم الحال أو اشتد بهم الأمر.
وتذكيراً لهم بأن الله لا يضيع أهله، كما صنع الرب الإله لهاجر عليها السلام وابنها اسماعيل فقد فجر الله لهما زمزم ماءاً معيناً عندما تركهما إبراهيم في هذا المكان القفر.
بشارة زكريا في القرآن
فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب ان الله يبشرك بيحيى مصدقا بكلمة من الله وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين. "آل عمران - سورة 3 - آية 39"
"بسم الله الرحمن الرحيم"
كهيعص"1" ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا"2" إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيّاً"3" قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيّاً"4" وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتْ امْرَأَتِي عَاقِراً فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً"5" يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيّاً "6" يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيّاً"7" قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَكَانَتْ امْرَأَتِي عَاقِراً وَقَدْ بَلَغْتُ مِنْ الْكِبَرِ عِتِيّاً"8" قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً"9" قَالَ رَبِّ اجْعَل لِي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَ لَيَالٍ سَوِيّاً"10" فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنْ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيّاً"11" يَا يَحْيَى خُذْ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيّاً "12" وَحَنَانَاً مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيّاً"13" وَبَرّاً بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّاراً عَصِيّاً"14" وَسَلامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيّاً.
قتل اليهود لزكريا
أما زكريا عليه السلام فإن اليهود لاحقوه حتى قتلوه، وبعد أن لاذ منهم بشجرة شقوه معها إلى نصفين.
بشارة مريم عليها السلام
"15" وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذْ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَاناً شَرْقِيّاً "16" فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَاباً فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً "17" قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنتَ تَقِيّاً "18" قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لأَهَبَ لَكِ غُلاماً زَكِيّاً "19" قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُنْ بَغِيّاً "20" قَالَ: كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْراً مَقْضِيّاً.
إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ "آل عمران : 45" وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ "آل عمران : 46" قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ "آل عمران : 47"
أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ
لم يكن لمريم المنذورة لبيت الله من أحلام الأنثى غير العبادة. لكن أمر الله جاءها ليجعلها أمّا للمسيح عيسى: "يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين، يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين". آل عمران : 43
وهكذا نشأت مريـم فتاة عابدة في خلوة المعبد تحيي ليلها بالذكر والصلاة، وتقوم نهارها باصوم والعبادة.
ذلك من انباء الغيب نوحيه اليك وما كنت لديهم اذ يلقون اقلامهم ايهم يكفل مريم وما كنت لديهم اذ يختصمون آل عمران - سورة 3 - آية 44
فتقبلها ربها بقبول حسن وانبتها نباتا حسنا وكفلها زكريا كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم انى لك هذا قالت هو من عند الله ان الله يرزق من يشاء بغير حساب. آل عمران - سورة 3 - آية 37
يوسف في الإسلام
يوسف بن يعقوب هو نبي في الدين الإسلامي، وردت قصته في القرآن في سورة يوسف، وورد في السنّة النبوية: أن يوسف أوتي شطر الحسن[2].
حيث كان ليعقوب اثنا عشر ولداً ذكراً من بينهم يوسف وابنة واحدة هي دينا. وهؤلاء الأبناء الاثنا عشر يدعون بنو إسرائيل.
رأى يوسف يومًا في منامه، أحد عشر كوكبًا والشمس والقمر يسجدون له فلما استيقظ، ذهب إلى أبيه يعقوب في هذه الرؤيا. فعرف أن ابنه سيكون له شأن عظيم، فحذره من أن يخبر إخوته برؤياه، فيفسد الشيطان قلوبهم، ويجعلهم يحسدونه على ما آتاه الله من فضله، فلم يقص رؤيته على أحد. وكان يعقوب يحب يوسف حبًّا كبيرًا، ويعطف عليه ويداعبه، مما جعل إخوته يحسدونه، ويحقدون عليه، فاجتمعوا جميعا ليدبروا له مؤامرة.
وقد سئل النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن أكرم الناس. فقال: "أتقاهم". فقالوا: ليس عن هذا نسألك. فقال: "فيوسف نبي الله ابن يعقوب نبي الله ابن اسحاق نبي الله ابن ابراهيم خليل الله" [متفق عليه]
[عدل] عائلته
1. أبوه: النبي يعقوب "ولقبه إسرائيل" عليه السلام.
2. أمه: راحيل بنت لابان وقد توفيت وعمره خمس سنين فاعتنت به عمته فائقة بنت إسحق وخالته ليا بنت لابان.
3. زوجته: تزوج من أسينات بنت كابوسيس وأنجب منها ابنته مانيسا وابنه إفرايم.
4. أولاده: مانيسا البنت الكبرى ليوسف, وإفرايم ابنه الثاني.
5. إخوته: ليوسف أحد عشر أخاً, وأختأً واحدة هي دينا. ويدعى هو وإخوته ببني إسرائيل وهم:
• النبي يوسف وبنيامين وأمهما: راحيل بنت لابان وهي ابنة خال يعقوب.
• روبين وهو أكبر أبنائه ويهودا ولاوي وشمعون وزبولون وياساكر وبنتاً واحدة اسمها دينا وأمهم: ليا بنت لابان وهي أخت راحيل وابنة خال يعقوب.
• دان ونفتالي وأمهما: بيلها.
• جاد وعشير وأمهما: زيلفا.
ميلاد عيسى بن مريم عليهما السلام
"21" فَحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَاناً قَصِيّاً "22" فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْياً مَنْسِيّاً "23" فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلاَّ تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيّاً "24" وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً "25" فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً فَإِمَّا تَرَيْنَ مِنْ الْبَشَرِ أَحَداً فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيّاً "26" فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيّاً "27" يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيّاً.
وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ "آل عمران : 48"
"28" فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيّاً "29" قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِي الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً "30" وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً "31" وَبَرّاً بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً "32" وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً "33" ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ "34" مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ "35" وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ.
عيسى عليه السلام العابد الزاهد البار التقي
وينشأ عيسى عليه السلام عابداً زاهداً يلبس الصوف، وشعر الماعز ..
ولـم يتخذ له مسكناً قط، ولا سكن بيتاً طيلة حياته، ولا أوى إلى سقف قط، ولم يدخر شيئاً قط، ولا ادخر طعاماً لغده أبداً. ينتقل من مكان إلى مكان أينما يدركه المساء بات!! يلبس نعلين من لحاء الشجر، شراكهما ليف، كان عامة تنقله على رجليه، وأحياناً يركب حماراً، عمله السياحـة في الأرض لا يأويه بيت ولا قرية، مأواه حيث جنَّه الليل، سراجه ضوء القمر، وظله الليل، وفراشه الأرض لم يتخذ غطاءاً بينه وبين الأرض قط، ووسادته حجر من الأرض، بقله وريحانه عشب الأرض وربما طوى الأيام جائعاً، لم يره أحد مقهقهاً قط!
وأيدناه بروح القدس
تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات واتينا عيسى ابن مريم البينات وايدناه بروح القدس ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات ولكن اختلفوا فمنهم من امن ومنهم من كفر ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد. "البقرة - سورة 2 - آية 253"
وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ
ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عليهما السلام قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ
مَا كَانَ لِلَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ
وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ
فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِن بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِن مَّشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ
أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنَا لَكِنِ الظَّالِمُونَ الْيَوْمَ فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ
وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ
إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ.
عجائب المسيح في القرآن
وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ
أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللّهِ
وَأُبْرِئُ الأكْمَهَ
والأَبْرَصَ
وَأُحْيِـي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ
وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ "آل عمران: 49"
فينطق الأبكم،
ويسمع الأصم،
يفتح أعين من ولد أعمى،
ويمسح جلد الأبرص فيعود أحسن من جلـد السليم،
ويقيم المقعد الأشل،
ويشفي المزمن اليائس من الشفاء،
ولا يتخذ على شيء من ذلك أجراً
ويعلم الدين،
ولو أخذ أجراً لكان أغنى الناس.
ويجعل مجالسه وقيامه وقعوده مع الفقـراء والمساكين والمعوزين،
فيمسح دموعهم
ويغسل أرجلهم،
ويتواضع لهم
ويبشّرهم بالدخول إلى ملكوت السماء إذا زهدوا في هذه الدار الفانية.
"من أنصاري إلى الله"
قال تعالى: "فلما أحس عيسى منهم الكُفْرَ قال من أنصاري إلى الله، قال الحواريون نحن أنصار الله آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون".
البقرة - سورة 2 - آية 87
ولقد اتينا موسى الكتاب وقفينا من بعده بالرسل واتينا عيسى ابن مريم البينات وايدناه بروح القدس افكلما جاءكم رسول بما لا تهوى انفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون
البقرة - سورة 2 - آية 253
تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات
واتينا عيسى ابن مريم البينات وايدناه بروح القدس
ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم
من بعد ما جاءتهم البينات
ولكن اختلفوا
فمنهم من امن
ومنهم من كفر
ولو شاء الله ما اقتتلوا
ولكن الله يفعل ما يريد.
عيسى عليه السلام يحمل الحواريين الأمانة ويصعد إلى السماء
فحملهم عيسى الأمانة وأوصاهم بالدعوة إلى الله حتى الموت، وبايعهم على الشهادة في سبيل الله وأخبرهم أن الله رافعه إلى السماء، وأنه سيعود مرة ثانية إلى الأرض!! ولكن الحواريين يناشدونه البقاء معهم وألا يتركهم لخوض غمار هذه المحنة وحدهم!! فيخبرهم أنه سيذهب ليأتي الروح المعزّي، وأنه إذا بقي فيهم ولم يصعد إلى السماء لا يأتي المعزّي... وقد ذُكِر في سورة النساء: وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا. سورة النساء آية 158.
عودة المسيح عيسى
وأخبرهم عيسى أن عودته ستكون في النهاية قبل يوم القيامة
|
صورة عيسى بن مريم أمه عليهما السلام
فلما كان يوم فتح مكة دخل رسول الله (صلعم) فأرسل الفضل بن العباس بن عبد المطلب فجاء بماء زمزم ثم أمر بثوب وأمر بطمس تلك الصور، فطمس. قال: ووضع كفيه على صورة عيسى ابن مريم وأمه عليهما السلام وقال: امحوا جميع الصور إلا ما تحت يدي فرفع يديه عن عيسى بن مريم وأمه.
ونظر إلى صورة إبراهيم فقال: قاتلهم الله جعلوه يستقسم بالأزلام ما لابراهيم وللأزلام، وجعلوا لها باباً واحداً فكان يغلق ويفتح، وكانوا قد أخرجوا ما كان في البيت من حلية ومال وقرني الكبش وجعلوه عند أبي طلحة عبد الله بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصى وأخرجوا هبل وكان على الجب الذي فيه نصبه عمرو بن لحي هنالك ونصب عند المقام حتى فرغوا من بناء البيت فردوا ذلك المال في الجب وعلقوا فيه الحلية وقرني الكبش وردوا الجب في مكانه فيما يلي الشق الشامي ونصبوا هبل على الجب كما كان قبل ذلك وجعلوا له سلماً يصعد عليه إلى بطنها وكسوها حين فرغوا من بنائها حبرات يمانية.
حدثني جدي قال: حدثنا داود بن عبد الرحمن عن ابن أبي نجيح عن أبيه عن حويطب بن عبد العزى قال: كانت في الكعبة حلق أمثال لجم البهم يدخل الخائف فيها يده فلا يريبه أحد فجاء خائف ليدخل يده فاجتبذه رجل فشلت يده فلقد رأيته في الاسلام وانه لأشل.
وحدثني جدي قال: حدثنا داود بن عبد الرحمن عن ابن جريج قال: سأل سليمان بن موسى الشامي عطاء بن أبي رباح وأنا أسمع أدركت في البيت تمثال مريم وعيسى قال: نعم أدركت فيها تمثال مريم مزوقاً في حجرها عيسى ابنها قاعداً مزوقاً. قال: وكانت في البيت أعمدة ست سواري وصفها كما نقطت في هذا التربيع قال: وكان تمثال عيسى بن مريم ومريم عليهما السلام في العمود الذي يلي الباب. قال ابن جريج: فقلت لعطاء: متى هلك ? قال: في الحريق في عصر ابن الزبير وقلت: أعلى عهد النبي "ص" كان ? قال: لا أدري واني لأظنه قد كان على عهد النبي "ص"، قال له سليمان: أفرأيت تماثيل صور كانت في البيت، من طمسها ? قال: لا أدري غير اني أدركت من تلك الصور اثنتين درسهما وأراهما والطمس عليهما قال ابن جريج: ثم عاودت عطاء بعد حين فخط لي ست سواري كما خططت ثم قال: تمثال عيسى وأمه عليهما السلام في الوسطى من اللاتي تلين الباب الذي يلينا إذا دخلنا. قال ابن جريج: الذي خط هذا التربيع ونقط هذا النقط؛ حدثني جدي قال: حدثنا داود بن عبد الرحمن عن عمرو بن دينار قال: أدركت في بطن الكعبة قبل أن تهدم تمثال عيسى بن مريم وأمه.
وحدثني جدي قال: حدثنا داود بن عبد الرحمن عن ابن جريج قال: سأل سليمان بن موسى الشامي عطاء بن أبي رباح وأنا أسمع أدركت في البيت تمثال مريم وعيسى قال: نعم أدركت فيها تمثال مريم مزوقاً في حجرها عيسى ابنها قاعداً مزوقاً. قال: وكانت في البيت أعمدة ست سواري وصفها كما نقطت في هذا التربيع قال: وكان تمثال عيسى بن مريم ومريم عليهما السلام في العمود الذي يلي الباب. قال ابن جريج: فقلت لعطاء: متى هلك ? قال: في الحريق في عصر ابن الزبير وقلت: أعلى عهد النبي "ص" كان ? قال: لا أدري واني لأظنه قد كان على عهد النبي "ص"، قال له سليمان: أفرأيت تماثيل صور كانت في البيت، من طمسها ? قال: لا أدري غير اني أدركت من تلك الصور اثنتين درسهما وأراهما والطمس عليهما قال ابن جريج: ثم عاودت عطاء بعد حين فخط لي ست سواري كما خططت ثم قال: تمثال عيسى وأمه عليهما السلام في الوسطى من اللاتي تلين الباب الذي يلينا إذا دخلنا. قال ابن جريج: الذي خط هذا التربيع ونقط هذا النقط؛ حدثني جدي قال: حدثنا داود بن عبد الرحمن عن عمرو بن دينار قال: أدركت في بطن الكعبة قبل أن تهدم تمثال عيسى بن مريم وأمه.
وحدثني جدي قال: حدثنا داود بن عبد الرحمن قال: أخبرني بعض الحجبة عن مسافع بن شيبة بن عثمان إن النبي "ص" قال: يا شيبة أمح كل صورة فيه إلا ما تحت يدي قال: فرفع يده عن عيسى بن مريم وأمه. حدثني جدي قال: حدثنا داود بن عبد الرحمن عن ابن جريج عن عمرو بن دينار انه سمع أبا الشعثاء يقول: انما يكره ما فيه الروح، قال عمرو: أن يصنع التمثال على ما فيه الروح فأما الشجر وما ليس فيه روح فلا. حدثني جدي قال: حدثنا داود بن عبد الرحمن عن ابن جريج عن سليمان بن موسى عن جابر بن عبد الله قال: زجر النبي "ص" عن الصور وأمر عمر بن الخطاب زمن الفتح أن يدخل البيت فيمحو ما فيه من صورة ولم يدخله حتى محي.
حدثني جدي قال: حدثنا ابن عيينة عن عمرو بن عبيد عن الحسن أن النبي "ص" لم يدخل الكعبة حتى أمر عمر بن الخطاب أن يطمس على كل صورة فيها، حدثني جدي عن سعيد بن سالم قال: حدثنا يزيد بن عياض ابن جعدبة عن ابن شهاب أن النبي "ص" دخل الكعبة يوم الفتح وفيها صور الملائكة وغيرها فرأى صورة إبراهيم فقال: قاتلهم الله جعلوه شيخاً يستقسم بالأزلام، ثم رأى صورة مريم فوضع يده عليها وقال: امحوا ما فيها من الصور إلا صورة مريم. أخبرني محمد بن يحيى عن الثقة عنده عن ابن إسحاق عن حكيم بن عباد بن حنيف وغيره من أهل العلم أن قريشاً كانت قد جعلت في الكعبة صوراً فيها عيسى بن مريم ومريم عليهما السلام. قال ابن شهاب: قالت أسماء بنت شقر: إن امرأة من غسان حجت في حاج العرب فلما رأت صورة مريم في الكعبة قالت: بأبي وأمي إنك لعربية، فأمر رسول الله "ص" أن يمحوا تلك الصور إلا ما كان من صورة عيسى ومريم. [3]
[2] - اليوم التاسع عشر من السنكسار الماروني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق