2015/04/26

مجازر إبادة المسيحيين في لبنان والشرق الأب جورج صغبيني



مجازر إبادة المسيحيين في لبنان والشرق







يعجز الكلام أمام هول الصور والأخبار التي كتبها البعض عن المجازر التي تحدث الآن في الشرق


والمجازر التي حدثت سابقاً بحقّ المسيحيين منذ ملاحقة اليهود لهم في الجيال الأولى للمسيحية إضافة إلى نيرون والأباطرة الرومان الذين حصدوا المسيحيين بالنيران والصلب والذبح والقتل...  


ومروراً بالفتوحات الهلاليّة للبلاد المسيحية والمذابح على يد المماليك طيلة اكثر من 250 عاماً بدءاً من سنة 1250، وكانت أعظم المذابح الإسلامية مع سقوط القسطنطينية على يد محمد الفاتح عام 1453، آخر معقل للمسيحية في الشرق...


والمجازر في لبنان بدءاً من عام 1860 خاصة كانت بإدارة السلطنة العثمانية وعلى يد الدروز في جبل لبنان وعلى يد مسلمي الشام في دمشق.


وكانت الحرب العالمية الأولى التي حدثت فيها مجازر الجوع التي حاصر فيها العثمانيون والجراد جبل لبنان فقضوا على أكثر من ثلث مسيحييّه.


وكانت الحرب عام 1975 بداية بتخطيط إسرائيلي لإقامة وطن بديل للفلسطينيين مكان المسيحيين وتبدّل المخطّط إلى إبادة المسيحيين في منطقة الشوف على يد الدروز سنة 1983، واستُكمل المخطط باتفاق الطائف في المملكة العربية السعودية في 30 سبتمبر 1989 وأنهى هذا الاتفاق الوجود المسيحي بالمطلق إذ أصبحت صلاحيات رئيس الجمهورية اللبنانية المسيحي بيد رئيس الحكومة اللبنانية السنّي بحجّة إنهاء الحرب على المسيحيين في لبنان.


وتجاه هذه المجازر في لبنان لم نجد من القادة اللبنانيين عامة والمسيحيين خاصة إلا متآمرين على مسيحيي لبنان الوطن الوحيد المسيحي في جامعة الدول العربية الإسلامية...


ومع المجازر المعاصرة على المسيحيين التي لا تقلّ بشاعة عن المجازر بحقّ الموارنة في لبنان عبر التاريخ وبحق المسيحيين في الدولة اليهودية في فلسطين والدولة التركية في أنطاكية وأرمينيا وفي العراق وفي سوريا... من يطالب بحقوق الإنسان المسيحي المذبوح في كلّ هذه المناطق، مع أن الغرب المسيحي قدّم مراكبه مراراً لترحيل المسيحيين إلى بلاد أميركا وأوروبا...


وحدُهم الأرمن كانوا الأجرأ بين مسيحيي الشرق فوقفوا بعد مئة عام على حدوث المجازر التي قام بها الأتراك المسلمون بحقّ شعبهم يستصرخون العالم لأن لا يحاكم المتسببين بهذه المجازر التي حصلت منذ مئة عام بل بأن يقف العالم في وجه المجازر الحاصلة اليوم في منطقة الشرق ضدّ المسيحيين وضدّ الأقليات من كافة الشعوب.



وموقف الأرمن اليوم في ذكرى مليون من شهدائهم في مجازر الأتراك للشعب الأرمني يفتح الباب أمام الموارنة في لبنان والمسيحيين والأقليّات في الشرق ليرفعوا أصواتهم ضدّ المجازر الحاصلة بإبادة هذه الأقليات المسيحية وغير المسيحية في العصر الحادي والعشرين.

يتبع

ليست هناك تعليقات: