2015/04/13

البابا فرنسيس في الذكرى المئويّة لمجازر الأتراك ضد الأرمن... الأب جورج صغبيني



البابا فرنسيس في الذكرى المئويّة لمجازر الأتراك ضد الأرمن...

الرابع والعشرون من نيسان ليس يوماً عادياً للأرمن كما لمعظم المسيحيين. ففي مثل هذا اليوم من كل عام، يجتمع أرمن العالم لإحياء ذكرى الإبادة التي حلّت بأجدادهم عام 1915 على يد الجيش العثماني. غير أنّ سنة 2015 بالذّات تحمل أهمية خاصة، إذ تمثّل الذكرى المئوية لواحدة من أبشع جرائم الإبادة التي ارتُكبت في العالم.
وفي 24 نيسان 2015، أعلن رئيس الجمهورية التركية، رجب طيب أردوغان، عن إقامة احتفال بذكرى معركة “غاليبولي” الشهيرة في ذكرى انتصار السلطنة العثمانية على الجيش البريطاني عام 1915. كما قام أردوغان بكلّ قحة بدعوة رئيس أرمينيا سيرج سركيسيان إلى الاحتفال.
لم يُعجَب الرئيس الأرمني بهذه الدعوة، وأصدر بياناً قال فيه “إن تركيا تواصل سياستها التقليدية في الإنكار وفي إتقانها لتشويه التاريخ”، واتهمها بمحاولة سلب يوم 24 نيسان من الأرمن، وصرف انتباه العالم عن فعاليات الذكرى المئوية للإبادة الجماعية الأرمنية.
ومنذ عام 2005، كان موقف لأردوغان نفسه اعتبر فيه أن تركيا جاهزة لتحمل تبعات ما جرى عام 1915...

كلمة قَدَاسَة البَابَا فرنسيس في مستهل الذبيحة الإلهية الأحد الأول من زمن الفصح في 12 أبريل / نيسان 2015 في بازيليك القديس بطرس.
الإخوة والأخوات الأرمن الأعزاء
الإخوة والأخوات الأعزاء
في عدة مناسبات، دعوت هذا الزمان زمان حربٍ، حربٍ عالمية ثالثة "على أجزاء"، نشاهد فيها يوميا جرائم بشعة ومجازر دموية، تدمير جنوني.
للأسف، اليوم أيضًا نسمع صرخة مكتومة ومهملة يئن بها الكثير من إخواننا وأخواتنا العزل، والذين بسبب إيمانهم بالمسيح أو انتمائهم العرقي يتم قتلهم علانية وبفظاعة وقطع رؤوسهم، وصلبهم، وإحراقهم أحياء أو إجبارهم بالقوة على التخلي عن أراضيهم.

اليوم أيضًا نعيش نوعًا من الإبادة الجماعية الناجمة عن اللامبالاة العامة والجماعية، ومن الصمت المتواطئ لقايين الذي يصيح: "بما يعنيني الأمر؟"  "أَحارِسٌ لأَخي أَنا؟" (تك 4/ 9).

لقد عاشت إنسانيتنا في القرن الماضي ثلاثة مآسي مفجعة يصعب تصورها:
الأولى، تلك التي تحسب عامة "كأول إبادة جماعية في القرن العشرين" التي ضربت شعبكم الأرمني أول أمة مسيحية جنبا إلى جنب مع السريان الكاثوليك والأرثوذكس، والآشوريين، والكلدان واليونانيين.
لقد قتل الأساقفة والكهنة والرهبان والنساء والرجال والأطفال وحتى المسنين والمرضى العزل.
والأخرتان هما تلك اللتى ارتكبتها النازية والستالينية. ومؤخرا، الإبادة الجماعية الأخرى، التي تمت في كمبوديا ورواندا وبوروندي، والبوسنة.
وبرغم كل هذا، يبدو أن الإنسانية غير قادرة على وقف سفك دماء الأبرياء. بل ويبدو أن الحماس الذي سطع في نهاية الحرب العالمية الثانية بدأ يختفي ويذوب.
يبدو أن الأسرة البشرية ترفض التعلم من أخطائها الناتجة عن شريعة الإرهاب؛ فحتى اليوم هناك من يحاول محو الآخر، بمساعدة البعض وبالصمت المتواطئ للآخرين، والذين يقومون بدور المتفرج. إننا لم نتعلم بعد أن "الحرب هي حماقة، هي مجزرة عديمة الفائدة".

المؤمنون الأرمن الأعزاء، إننا اليوم نتذكر بقلب يشقه الألم، ولكنه مفعم بالرجاء في الرب القائم من بين الأموات، الذكرى المئوية لهذا الحدث المأساوي، لتلك الإبادة الضخمة والمجنونة التي عانى منها أسلافكم بشدة. إنه من الضروري تذكرهم، بل هو واجب، لَأَنْ تَغِيْبُ الذكرى يعني أنّ الشرّ ما زال يحتفظ بالجرح مفتوحا؛ فإخفاء أو إنكار الشرّ هو مثل ترك الجُرح النازف بدون مداواة!

أحييكم بمودة وأشكركم على شهادتكم.
أرحب بالسيد سيرج ساركسيان، رئيس جمهورية أرمينيا، وأشكره على حضوره.
أحيي إخواني البطاركة والأساقفة: صاحب القداسة البطريرك كاريكين الثاني، كاثوليكوس عموم الأرمن الأرثوذكس، وصاحب القداسة الكاثوليكوس آرام الأول كاثوليكوس بيت كيليكيا الكبير، وغبطة البطريرك نرسيس بدروس التاسع عشر كاثوليكوس بطريرك كيليكيا للأرمن الكاثوليك؛ كما أرحب بكلا الكاثوليكوسات للكنيسة الرسولية الأرمنية، وبطريرك الكنيسة الأرمنية الكاثوليكية.

مع اليقين الراسخ بأن الشرّ لا يأتي أبدا من الله، الكليّ الصلاح، ومتجذرين في الإيمان، نعلن أن البطش لا يمكن أبداً أن يُنسب لعمل الله، وأكثر من هذا، نعلن أنه لا يجب أبداً أن يجد أيّ مبرر باستخدام اسم الله القدوس.
نعيش معا هذا الاحتفال مثبتين أعيننا على يسوع المسيح القائم من الموت، المنتصر على الموت والشرّ. http://www.zenit.org/ عن موقع الفاتيكان.

أنقرة تستدعي مبعوث الفاتيكان في تركيا بعد وصف البابا فرنسيس مجازر الأرمن بالإبادة. 12-04-2015
أبلغت تركيا سفير الفاتيكان لدى أنقرة يوم الأحد "بأسفها البالغ وخيبة أملها" بعدما وصف البابا فرنسيس مذابح الأرمن عام 1915 بالإبادة الجماعية، وفق ما أكّد مسؤول تركي، مضيفًا أن تصريحات البابا سببت "أزمة ثقة".
وكانت تركيا استدعت، اليوم الأحد مبعوث الفاتيكان إلى أنقرة لطلب تفسير حول استعمال البابا فرنسيس كلمة "إبادة" لوصف المجازر بحق الأرمن، بحسب تقارير تلفزيونية.
وذكرت (قنوات "ان تي في" و"سي ان ان" تورك) أنه تم استدعاء مبعوث الفاتيكان الى وزارة الخارجية في أنقرة، من دون ذكر مزيد من التفاصيل. http://www.lbcgroup.tv/news/209975/




ليست هناك تعليقات: