2014/06/22

دمشق الشام الطريق الأقرب هي دمشق الأب جورج صغبيني

دمشق الشام الطريق الأقرب هي دمشق

"يا طوبى للشام، يا طوبى للشام، يا طوبى للشام... 

يقول زيد بن ثابت الأنصاري: سمعت رسول الله يقول: تلك ملائكة الله باسطو أجنحتها على الشام" (الترمذي 2/331).

ويقول عبدالله بن عمرو: قال رسول الله :" إني رأيت عمود الكتاب انتزع من تحت وسادتي فنظرت فإذا هو نور ساطع عمد به إلى الشام". (إبن عساكر 1/92-98)

وقال معاوية بن قرة عن أبيه: قال رسول الله:" إذا هلك أهل الشام فلا خير في أمتّي. (إبن عساكر 1/254) وجاء في مسند الطيالسي(ص: 145 رقم 1076)عن شعبة عن معاوية: "إذا فسد أهل الشام فلا خير في أمّتي فيكم، ولا تزال طائفة في الشام من أمتّي منصورين، لا يضرّهم من خذلهم حتى قيام الساعة".

وقال عبدالله بن عمر: قال رسول الله بعد صلاة الفجر:" اللهم بارك لنا في مدينتنا، وبارك لنا في مُدِّنا وصاعِنا، اللهم بارك لنا في حَرَمنا، وبارك لنا في شامنا". وزاد إبن عساكر، فقال رجل: وفي عراقنا. قال رسول الله: "من ثمّ يطلع قرن الشيطان، وتهيج الفتن".(أخرجه مسلم 4/117), وفي العراق، الزلزال والفتن، وبها يطلع قرن الشيطان". (أخرجه أبو نعيم 6/133).

وعن عبدالله بن حوالة أنه قال: با رسول الله، أكتب لي بلدا أكون فيه، فلو أعلم أنك تبقى لم أختر على قربك. قال:"عليك بالشام، عليك بالشام، عليك بالشام". ولمّا رأى النبي كراهية عبدالله للشام قال:" هل تدرون ما يقول الله عزّ وجلّ؟ يقول: يا شامُ يا شامُ، أنت صفوتي من بلادي، أُدخِلُ فيكِ خيرتي من عبادي، أنتِ سيف نقمتي، وسوط عذابي، أنتِ الأنذر، وإليك المحشر. ويقول أبي ذر: قال رسول الله:" الشام أرض المحشر والمنشر". (إبن عساكر 1/164). ورأيت ليلة أُسريَ بي عمودا أبيضَ كأنه لؤلؤٌ تحمله الملائكة. قلت: ما تحملون؟ قالوا: نحمل عمود الإسلام، أُمِرنا أن نضعه بالشام. (ذكره إبن عساكر في تاريخه).

وعن عبدالله بن عمر، قال لنا النبيّ يوما:" إني رأيت الملائكة في المنام أخذوا عمود الكتاب، فعمدوا به إلى الشام، فإذا وقعت الفتن فإن الإيمان بالشام".

وعن سالم بن عبد الله عن أبيه، قال رسول الله:" ستخرج نار في آخر الزمان من حَضْرَمَوْت تُحشر الناسَ. قلنا: فماذا تأمرنا يا رسول الله؟ قال: عليكم بالشام" (حديث صحيح أخرجه أحمد 2/8 ورواه إبن عساكر1/75- 77).

وعن إبن عباس، قال رسول الله:" مكة آية الشرف، والمدينة معدن الدين، والكوفة فسطاط الإسلام، والبصرة فخر العابدين، والشام معدن الأبرار، ومصر عشّ إبليس وكهفه ومستقرّه، والسند مراد إبليس، والزنى في الزنج، والصدق في النوبة، والبحرين منزل مبارك، والجزيرة معدن الفتك واهل اليمن أفئدتهم رقيقة ولا يعدوهم الرزق، والأئمة من قريش، وسادة الناس بنو هاشم".(حديث تفرد بروايته المصنف عن شيخه أبي الحسن علي بن القاسم الطرسوسي، وقد ترجمه الخطيب في تاريخه 7/377  وأخرجه إبن عساكر 1/282).

وعن أبي أمامة: تلا النبي هذه الأية: "وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين"(المؤمنون، الآية 50). ثم قال:"هل تدرون أين هي؟ قالوا:"الله ورسوله أعلم". قال:"هي الشام، بأرض يقال لها الغوطة، مدينة يقال لها: دمشق، هي خير مدائن الشام". (ابن عساكر 1/192).

وعن أبي هريرة، قال رسول الله:" أربع مدائن في الدنيا من الجنّة: مكة، والمدينة، وبيت المقدس، ودمشق. وأربع مدائن من مدائن النار في الدنيا: رومية، وقسطنطينية، وصنعاء، وأنطاكية".

وعن وائلة بن الأسقع، قال رسول الله:" ستكون دمشق في آخر الزمان أكثر المن أهلاً، وهي تكون لأهلها معقلا،وأكثر أبدالا، وأكثر مساجد، وأكثر زهادا، وأكثر مالا، وأكثر رحلا، وأقلّ كفارا. ألا وإن مصر أكثر المدن فراعنة، وأكثر كفورا، وأكثر ظلما، وأكثر رياء، وفجورا، وسحرا، وشرّا، فإذا عمرت أكنافها بعث الله عليهم الخليفة الزائد البنيان، والأعور الشيطان، والأخرم الغضبان، فويل لأهلها من أتباعه وأشياعه، ثم قرأ رسول الله:" ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا الكفور" (سبأ، الآية 17)، فإذا قُتل ذلك الخليفة بالعراق، خرج عليهم رجل مربوع القامة، أسود الشعر، كثّ اللحية، برّاق الثنايا، فويل لأهل العراق من أشياعه المراق، ثم يخرج المهديّ منّا أهل البيت، فيملأ الأرض عدلا كما ملئت جَورا...". (نقله السيوطي في "الحاوي" 2/464).

وعن أوس بن أوس الثقفي، سمع رسول الله يقول:" ينزل عيسى ابن مريم عليهما السلام عند المنارة البيضاء شرقيّ دمشق". (حديث صحيح، أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" 1/217و590 وإبن عساكر 1/215).

وعن أبي هريرة، سمع رسول الله يقول:" إذا وقعت الملاحم بعث الله من دمشق بعثا من الموالي أكرمَ العربِ فرسا، وأجودهم سلاحا، يؤيد الله بهم الدين".(أخرجه إبن ماجه 2/520 وابن عساكر1/258 وسواهما).

وقرأت ذات يوم:"مضى شاوول ذات مرّة من أورشليم ومعه رسائل من عظماء اليهود، نحو دمشق، ليضطهد الذين آمنوا بالمسيح- لأن دمشق كانت محور الحركات الفكرية بسبب موقعها التجاري والجغرافي كونها ملتقى شعوب المملكة الرومانية في الشرق. وإليها كان محمد بن عبدالله (ص)، قبل دعوته، يقود قوافل خديجة ابنة بن نوفل- وكان قصد شاوول اليهودي تدمير مسيحيي دمشق بعد رجم إسطفان الشماس في أورشليم قاتلة الأنبياء والمرسلين.

فدمشق هي الموئل الأول للمسيحيين، قبل صور وأنطاكية، وأرحم بهم من مدينة سلام ملكصادق. فعلى طريق دمشق دافع المسيح عن أتباعه حين رمى بشاوول (بولس) أرضا عن صهوة جواده قائلا له: "قم، وادخل المدينة فيقال لك ما عليك أن تفعل". وفي دمشق تحوّل شاوول اليهودي إلى بولس الناصري, وتبدّل من مضطهد للمسيحيين إلى مدافع عنهم.

وفي دمشق تعلـّم بولس كيف يدكّ هياكل اليهود وينقض توراة موسى ويهدم قصر القيصر في روما الذي غسل ممثله بيلاطس يديه من تسليم إنسان بارّ ليصلب على أيدي الكفرة.

في دمشق تعلـّم بولس ما لم يتعلـّمه شاوول على قدمي جملائيل. وفي دمشق تعلـّم بولس سياسةً غير تلك التي تهوى رجم الشهداء وقتل الأبرياء. وبعد ثلاث سنوات قضاها بولس في صحراء بلاد الشام تعلـّم فيها على يدي حننيا الدمشقي كيف يحرّر الأمم من شاوولية الله.

دمشق مهد الفكر العربي والأممي، لماذا يخافها جاهلوها؟

أليست مهد الثورة العربية على الإنتدابية

أليست مهد الإنقلاب على الإنقلابات

أليست مهد الثورة على الثورات

أليست محور سياسة الشرق والغرب

أليست محور سياسة أقاليم العرب.

أي مصير للمسيحية في مهدها كان لولا طريق دمشق.

وأي انتشار للإسلام في مهده كان لولا باب دمشق.

فمن من العرب لا يحترم دمشق، ومن من الغرب لا يسترضي دمشق، ومن في لبنان وفلسطين لا يأمن لدمشق.

ألم تحمي المسيحيين حين كان طريق القدس يمرّ بجونيه. ألم تحمي المسلمين، فأعادتهم إلى وطنهم لبنان، حين أرادوها أُمّاً حنونة. ألم تحمي الفلسطينيين حين صحّحت وجهة بوصلتهم إلى العودة. ألم تحمي مكة وهضابها في هدنة، ومصر والأزهر في وحدة، ولبنان في تعددية، وهي دولة الحزب الواحد العربي القومي.

فطريق دمشق عبد الناصر أقرب من طريق تل أبيب السادات. وخيمة فؤاد شهاب وعبد الناصر على الحدود اللبنانية- السورية أقرب من السفارة المصرية في لبنان للسفارة اللبنانية في مصر.

فدمشق ليست عاصمة الأمويين بل هي عاصمة المؤمنين كلّ المؤمنين: مسلمين ومسيحيين، يهودا وفلسطينيين، هاشميين وسعوديين، عربا وأعاجم، صوفيين وعلمانيين...

فعبّـِدوا الطرق إلى دمشق فهي الأقرب للقدس وللأقصى...

22 آب 2010       الأب جورج صغبيني

ليست هناك تعليقات: