2014/06/20

الاب عفيف عسيران وليّ مسيحي وكاهن شيعي وقديس مسلم الأب جورج صغبيني


الأب عفيف عسيران في الذاكرة

الاب عفيف عسيران وليّ مسيحي وكاهن شيعي وقديس مسلم

شاهد لملكوت السلام والمسامحة.

سلك درب المحبّة والعمل في سبيل الرحمة والعدل.

 



الاب عفيف عسيران 1919-1988

وُلد في عائلة عسيران الشيعية عام 1919 في صيدا

اعتمد عام 1945 في بيروت

درس في جامعة لوفان في بلجيكا Louvain- Belgiqueبين عامي 1945 و1949 وحصل على شهادة الدكتوراه في الفلسفة وأُخرى في الفكر الإسلامي.

عام 1950 التقى بالأب Voillaume .

عاد إلى لبنان عام 1951 وافتتح في صيدا دارا للأطفال المحرومين.

دخل الأب عسيران دير الإخوة يسوع الأصاغر la Fraternité des Petits Frères de Jésus في الصحارى Sahara ومضى بعدها إلى إيران وأفغانستان.

ترك الإخوة عام 1962، وعاد إلى لبنان حيث سيم كاهنا في أبرشية بيروت المارونية. وعلّم الفلسفة واللغة العبرية في الجامعة اللبنانية وجامعة القديس يوسف في بيروت.

أسس مؤسسة العناية الإلهية للأطفال المشرّدين والمحرومين سنة 1967.

وسنة 1986 نجى من محاولة اغتيال.

توفي في شهر آب 1988، مكَرّما من العائلات الإسلامية والمسيحية على حدّ سواء.

ونحن بدورنا نطلب من غبطة الكردينال مار بشارة بطرس الراعي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق أن يقدّم دعوى تكريم الأب عفيف عسيران إلى الدوائر الفاتيكانية المختصّة على أمل تقديسه.

خواطر في الأب عفيف عسيران

إعتنق المسيحية وهو المسلم المتحدر من البيت العسيراني السياسي الكبير الذي يعرف الجميع أفضال هذه العائلة على لبنان ووحدة لبنان

جاء الى أبرشية بيروت المارونية حيث التقى المطران اغناطيوس زياده وكأنه يمرّ باختبار بولس في جزيرة العرب ليعلن حب الله وليجسد هذا الحب في خدمته للمسيحيين وللمسلمين جميعا.

لم يكن سهلاً على بني قومه أن يواكبوه في طريقه الجديد. فمنهم من عارضه واتّهمه بالردّة والكفر، ومنهم من وقف موقف الإعجاب والإحترام.

فوالده الشيخ ووالدته الحجّة رافقاه بصلواتهما وشقيقته رأت فيه نبيّا جديدا لبني قومه كما مريم أخت موسى وهارون وأما إخوته فاحترموا قراره ومدّوا له يد العون بقدر ما توفّر... وكان الناس من حوله من أهل مدينته صيدا الذين عرفوه معلّما لأولادهم رأوا فيه إنسانا ودودا محبا للفقراء يحمل قضاياهم ويسد لهم كل حاجة على قدر ما كانت تملك يمينه.

ولما أجري عليه بعض التحريض، لم يثنِ ذلك عزيمته من المضي في تحقيق قناعاته فاستسلموا لقرار هذا الإمام بدون عمامة. فكرموا الرجل على الخير الذي كان يحمله لأولادهم...

كان ثمرة اعتناقه للمسيحية قبوله سر الكهنوت. فأبقى انتماءه الطائفي الشيعي مسجلا على تذكرة هويته فعُرف بالخوري المتوالي. ولم يمنعه ذلك من السفر إلى طهران لينهل من منابع إيران عن المسيح روح الله ليختصرها بقوله للمسيحيين:"العلاقة بالمسلمين لا تُحكم بالجدل بل تُحكم بالمحبة".

سبق الأب عفيف الحوار الإسلامي- المسيحي، لا بل أن حياة عفيف عسيران ورسالته كانتا المثال لهذا الحوار للتلاقي بين المسيحية والإسلام بعيداً عن الجدل البيزنطي والجدل في جنس الملائكة. فإن للناس ربّاً واحداً وجميعهم أهل وأخوة.

تنقل عفيف بين الأزقة ليجمع إلى حضنه المحرومين كما علّم في قاعات الجامعات مبادئه الإنسانية. فبنى لأولاده المحرومين هؤلاء، بيتا في منطقة الفنار على أرض قدمتها مطرانية بيروت المارونية وجعلها مؤسسة تُعنى بهم وقد أطلق عليها اسم "بيت العناية الإلهية".

ومع الحرب في لبنان ازدادت مسؤولية الأب عفيف حين عمّ الخراب الوطن وأهله وباعدت الطائفية بين مسلم ومسيحي وأقيمت السواتر بين شرقية وغربية... هذا الجنون لم يمنع الأب عسيران أن يرى في مؤسسته الصغيرة صورة لبنان الكبير في عائلاته وطوائفه وأديانه ومذاهبه فجمع تحت جناحيه ما استطاع من أبناء الوطن كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها رغم أن ديوك مزابل الحرب في لبنان لم يريدوا.

عفيف عسيران ليس إنسانا شبيها بالناس بل هو وليّ وقديس في عصر بات فيه الإنسان من دون قيمة يُقتل ويُذبح ويُهجّر... على أيدي زعماء مسيحيين وزعماء مسلمين لا فرق فجميعهم قتلة وجزارين وتجّار سلاح وأرض وبشر همّهم المكاسب والمصالح الخاصة على حساب الإنسان والوطن.

عفيف عسيران كان صوتاً نبويّاً في زمن أغلق الناس فيه آذانهم عن الحق حتى لا يسمعو وأغمضوا أعينهم حتى لا يروا وأغلقوا قلوبهم حتى لا يحبّوا.

أيها الأب عفيف الوليّ والقديس

حسبنا منك ضراعة وصلاة وشفاعة

عند ربّك

من أجل وطننا

من أجل شعبنا

من أجل المسيحيين والمسلمين

من أجل العرب والعُجم

من أجل الإنسان الجائع والعطشان والغريب والعريان والمريض والمسجون... آمين.


مؤسسة الأب عفيف عسيران
أنشأ الأب عفيف عسيران مؤسسة – بيت العناية – الفنار سنة 1967، بموجب علم وخبر رقم 535/أ.د. وكانت هذه المؤسسة مدرسة مجانية انسانية داخلية للصبية ذوي الحالات الاجتماعية الصعبة والمعرضين لخطر الانحراف. تقوم بتربيتهم وتعليمهم وتدريبهم تدريباً مهنياً في معامل مجهزة تجهيزاً كاملاً في اختصاصات: ميكانيك محركات, ميكانيك عام, تجارة موبيليا, كهرباء أبنية ولحام. يستحصل في نهاية المرحلة المتوسطة على شهادتي الكفاءة المهنية التي تؤمّن لهم مستقبلاً مشرفاً يقيهم العوز والحرمان ويبعدهم عن الانحراف والبطالة أو تساعدهم على اكمال دراستهم في الاختصاص الذي انتقوه. تضم في أرجائها 111 داخلياً تتراوح أعمارهم بين 10 و 19 سنة.
كما تعتني المؤسسة ومنذ عام 2004، بالأحداث المخالفين للقانون الموجودين في سجن روميه فتؤهلهم اجتماعياً واخلاقياً وتربوياً وتثقيفياً كما تساعدهم على الاندماج مجدداً في المجتمع.

الوصايا العشرون للأب عفيف عسيران
1. يجب أن يكون ملكوت الله لي أهم من جميع كنوز هذا العالم.
2. أن أؤمن بكلّ ما يقوله الله ولو خالفني الكثيرون.
3. أن أقول الحق دائمًا وأفي بوعدي لأنّ الله حق أمين.
4. أن أتذكّر قدرة الله وعظمته كلّما نظرت إلى أي شيء من السماء أو على الأرض.
5. أن أستسلم كل يوم إلى الله ليقودني برحمته وحكمته.
6. أن أتذكّر دائمًا أينما كنت ومهما صنعت أنّ الله أبي يراني.
7. أن أحبّ كلّ ما يحبّه الله وأبتعد عن كلّ ما يكره لأنّه تعالى قدّوس.
8. أن أصلّي دائمًا ساعة المحنة - مثل يسوع - قائلاً "لتكن مشيئتك".
9. أن أحيا سعيدًا بلا هموم لأنّ الله المتناهي الحكمة هو أب لي.
10. أن أكون رحيمًا لأنّ الله رحيم، وصبورًا تجاه غيري لأنّ الله صبور تجاهي.
11. أن أقوم بكلّ عمل بدافع المحبة لأنّ الله يعمل كلّ شيء بدافعها.
12. أن أتحدّث عن الله وأفكر فيه تعالى باحترام وإجلال لأنّه سرّ لا يُدرك.
13. أن أقدّر كلّ إنسان باعتباره صورة الله.
14. أن أفضّل فقدان كلّ شيء على اقتراف الخطيئة.
15. أن أشكر الله لأنّه لم يدن البشر نهائيًا بل كان بهم رحيمًا.
16. أن أحب الله - مثل يسوع - وأتحدّث إليه وأنفّذ مشيئته بابتهاج.
17. أن أتخذ كلّ الناس لمجد الله كما اتخذنا يسوع جميعًا.
18. أن أتأمّل في آلام المسيح، وأشترك معه بقلبي، وأطلب منه أن يعينني.
19. أن أتذكّر بأنّني سأموت يومًا كما أنّني سأقوم في اليوم الأخير.
20. أن أحيا دائمًا إبنًا للنور، إذ بالعماد انتقلت من ظلمة الموت إلى نور الحياة.

René Voillaume (1905-2003) prêtre catholique, a fondé la congrégation des Petits Frères de Jésus en 1933.

وللأب أحمد عفيف عسيران محاضرة بعنوان "شهادة حياة" بتاريخ 31 أيار 1987 من ضمن سلسلة محاضرات في سينما لونا- بسكنتا دعى إليها وقدّم محاضريها الأب جورج صغبيني رئيس دير مار يوسف- بسكنتا سنعود إليها لاحقا

ليست هناك تعليقات: