2012/03/20

تعزية بالبابا شنوده الأب جورج صغبيني راهب لبناني ماروني



من طول الأيام أشبعه ، وأريه خلاصي। مزمور 61/16



بحزن البشر العميق كما بفرح الملائكة
وبقلب مؤمن
تلقيت خبر نبأ وفاة البابا شنوده الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الذي التقيته في قبرص في يوم لقاء رؤساء الكنائس المشرقية من أجل وحدة الكنيسة
وبقي منذ ذلك الحين صوته الهامس في أعماق نفسي في دعوته إلى التجمّع حول المسيح الواحد الذي قسّمته الجدلية المسيحية بدلا من عيش تعاليمه...
لقاء واحد وبركة من لمس يده المباركة
لا زال يرافقني منذ التسعينيات، ولن يتوقّف هذا الشعور بانتقاله إلى حضن أبوّة الله الآب، بعد أن خدم المسيح في كنيسته شعب الله بهديٍ من الروح الذي ملأ قلبه فتجسّد ذلك في حياته اليومية بين شعبه الذي التفّ من حوله في حياته وأفتقد حضوره بعد انتقاله إلى وطنه الحقيقي.
لقد رحل البابا الإنساني داعية السلام في بلاد الحروب والإنقلابات
رحل بابا الرأي القومي والوطني في بلاد الإستسلام والعمالة
رحل البابا المنفي بسبب مواقفه الصادقة متحررا من سجن جسده الترابي
رحل البابا القديس
ولم ينطفئ مشعل ضميره الداعي إلى الصلاة في زمن الإضطهاد
والداعي لتتميم مشيئة الله في زمن المحنة والتجرية
والداعي للوطنية في زمن الإستسلام للأعداء والمستعمرين
والداعي للصلاة في كنيسة القيامة وكنيسة المهد والجامع الأقصى بعد تحرير فلسطين والقدس
بموت البابا شنوده المسيحي القبطي المصري لم يخسره المسيحيون والأقباط والمصريون فقط، بل وخسره المسلمون والعرب أيضا...
إنه ليضيق بي الوقت إن أخبرت عن سيرة حياته ومواقفه
ولكني في هذا اليوم يوم دفنته المباركة
أصليّ له بأن إبقى معنا في رسالتنا في هذا الشرق وفي مسيرتنا في هذا العالم
وعسى أن يخلفه من يحمل عصا الرعاية ليكمل المسيرة فيكون هذا عزاءًا لنا ولإخوتنا في الكنيسة القبطية ولإخوتنا أبناء"مصر البابا شنوده"
راجين من الله أبو كل تعزية أن يثلج قلوب محبّيه بالصبر والسلوان وأن يقدّم للكنيسة أمثاله من القديسين.
الأب جورج صغبيني
راهب لبناني ماروني


20 آذار 2012

ليست هناك تعليقات: