2016/05/06

شهداء لبنان 6 أيار الأب جورج صغبيني





شهداء لبنان  6 أيار
 



إنّ عيد شهداء لبنان ليس هو فقط  عيد شهداء 6 أيار الذين أُعدموا شنقاً في ساحة البرج،  على يد العثماني بقيادة جمال باشا السفاح الذي لقّب بهذا الاسم لكثرة ما ارتكب من مجازر في ذلك الزمن، والتي تحوّل إسمها إلى ساحة الشهداء في  وسط بيروت. بل هو عيد كلّ من استشهد من أجل الوطن منذ فخر الدين وحتى اليوم 2016 من جنود وصحفيين وشباب وشابات حملوا علم لبنان دون سواه من الأعلام... فاستحقوا أن يكونوا شهداء وأولياء وقدّيسي الوطن.

فالحكومة اللبنانية السابقة برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة اتخذت قراراً من جملة قرارات، بإلغاء عيد شهداء 6 أيار كيوم عطلة، كما ألغت عطلة يوم الجمعة العظيمة عند المسيحيين، وعطلة عيد التحرير عند المقاومة، وكان القرار يندرج في سياق المشروع الساعي إلى التخلّص من كل احتفال بذكرى شهداء 6 أيار يذكّرنا بمقاومة التتريك العثماني ومن ثم ضد الاستعمار الفرنسي وصولاً إلى تهويد الاحتلال الصهيوني.
يبدو أن الهدف من إلغاء عيد شهداء 6 أيار من سجل العطل الرسمية، هو محو هذا التاريخ من الذاكرة والعمل على تسهيل عودة العثمانية القديمة بثوب أردوغاني الذي يوظف الدين الإسلامي في خدمة الدولة العثمانية العلمانية الجديدة واستعادة مجد السلطان العثماني، على حساب إرهابيي "القاعدة" و"الداعسية" لإسقاط الدول العراقية والسورية واللبنانية والفلسطينية... لإخضاع المنطقة للإستعمار التركي والصهيوني والوهابي...

فشهداء 6 أيار لم ولن يُمحَوا من ذاكرة لبنان وسورية في ساحة البرج في بيروت وفي ساحة المرجة في دمشق. وستبقى دماءهم شاهدة على تاريخ العثماني ومجازره الوحشية بحق أبناء شعب ومفكريّ وقادة الشعب اللبناني ممّن كانوا يرفضون الذل والخنوع للمستعمر ويناضلون في سبيل حرية وطنهم، تماماً كما هي دماء شهداء سورية في أيام المجرم جمال باشا السفاح وأيام المجرم أردوغان الذي يعمل على إحياء صورة جمال باشا السفاح وتذكير السوريين به عبر دعم المجازر الإرهابية التي قامت بها عصابات الإرهاب في هدم الحضارة وإبادة الأقليات  .
 
6 أيار هو عيد شهداء كلّ الوطن وإن احتفلت الصحافة اللبنانية فيه بعيد شهدائها.
وكل سنة سنتذكّر الشهداء الذين علقت مشانقهم في ساحة البرج في 6 أيار من عام 1916 لمطالبتهم بالاستقلال، في الوقت الذي علقت المشانق في اليوم عينه وللسبب ذاته أيضاً في ساحة المرجة في دمشق. ومنذ ذلك التاريخ لم يسلم اللبنانيون ولا السوريون بالإضافة إلى العراقيين... من القتل والتصفية والاغتيال.

في 6 أيار نتذكر قوافل شهداءً استشهدوا من أجل لبنان ومنهم من الصحافيين الذين علقوا على المشانق خلال حكم جمال باشا السفاح... ومروراً بالأزمات التي مر بها لبنان، وقد سقط شهداء صحافيون، ضحية مواقفهم المطالبة بالحرية والسيادة والاستقلال فانضمّوا إلى شهداء عام 1915 و1916.

السادس من أيار هو عيد شهداء لبنان الذي اعدمهم جمال باشا السفّاح لأنهم طالبوا بانهاء الاستعمار التركي الذي دام حكمه للبنان 400 سنة.
 لكن السياسيين اللبنانيين فقدوا ذاكرتهم أو هم عملاء... حين مضوا على إلغاء عيد شهداء لبنان من المسلمين والمسيحيين وهم ليسوا أول قافلة للشهداء في سبيل الحرية.

في السادس من أيار يحتفل كل من لبنان وسوريا في كل عام بعيد الشهداء وتوضع أكاليل الزهور على أضرحة الشهداء وتُقرأ الفاتحة وتُرفع الصلوات عن أرواحهم وتُقرع الاجراس وتصدح المآذن تحية لدمائهم.

في السادس من أيار كان تنفيذ حكم الإعدام بالزعماء الوطنيين حين بدأ جمال باشا بسياسة القتل حتى لُقّب بالسفاح لما سفك من دماء وكان أول الشهداء جوزيف هاني شنق في 5 نيسان 1916، وأصدر حكم الإعدام بعد شهر واحد بتهمة الخيانة العظمى بحق واحد وعشرين من الزعماء الوطنيين شنق سبعة منهم في ساحة المرجة بدمشق وأربعة عشر في ساحة البرج ببيروت.
وفي الساعة السادسة من صباح اليوم السادس من أيار كانت المجزرة البشرية التي ارتكبها السفاح قد انتهت. وكانوا ينشدون:‏
نحن أبناء الألى شادوا مجداً وعلا‏
نسل قحطان الأبي جدّ كلّ العرب‏.
وحين وصلوا إلى المشانق كانوا يردّدون:‏
- مرحبا بأرجوحة الشرف مرحبا بأرجوحة الابطال‏.
- إن الاستقلال يبنى على الجماجم وإن جاجمنا ستكون أساسا لاستقلال بلادنا‏.
- نموت لتحيا بلادنا حرة عزيزة‏.

عيد الشهداء هو مناسبة وطنية يحتفل بها في السادس من أيار من كل عام في كل من سوريا ولبنان. وسبب اختيار التاريخ هو أحكام الإعدام التي نفذتها السلطات العثمانية بحق عدد من الوطنيين في كل من بيروت ودمشق ما بين فترة 21 أب 1915 و أوائل 1917. واختير يوم 6 أيار إذ أن عدد الشهداء الذين أعدموا في هذا اليوم من عام 1916 هو الأكبر عددا.

الأتراك ملأوا العالم العربي بالشهداء
إستشهد شهداء لبنان مرّة ثانية عند إلغاء عيدهم فلماذا تبقي الدولة اللبنانية تمثال شهداء لبنان ما دامت ألغته من أعيادها.
والغاية من إلغاء عيد شهداء لبنان هو إلغاء الوحدة اللبنانية وشرذمتها إلى شهداء أحزاب وإلى شهداء طوائف... لا شهداء وطن.
وإلغاء عيد شهداء 6 أيار هو إلغاء وحدة عيد شهداء لبنان وسوريا
وإلغاء عيد شهداء 6 أيار هو مسايرة بعض السياسيين اللبنانيين للسياسة التركية اليوم في المنطقة وخاصة في الشارع اللبناني ورفع العلم التركي على حساب شهداء لبنان الذين شنقتهم الدولة التركية العثمانية.
وإلغاء عيد شهداء لبنان هو مقدّمة لإلغاء مليون ونصف مليون أرمني وخمسماية ألف شهيد سرياني وآشوري وكلداني وإلغاء مئتا وخمسين ألف شهيد ماروني في جبل لبنان شنقاً وجوعاً وتهجيراً...
من هو خلف إلغاء عيد شهداء لبنان وتحويله إلى عيد شهداء الصحافة قبل إلغائه كعيد وطنيٍّ.
الوطن الذي لا شهداء فيه لم يصل لأن يكون وطناً.
والوطن الذي ينكر شهداءه فقد مبرّر بقائه كوطن.

فبعد ان اغتال جمال باشا السفّاح شهداء لبنان على أعواد المشانق في المرّة الأولى
وبعد أن اغتالتهم حكومة فؤاد السنيورة بإلغاء عيدهم في المرّة الثانية
لا تغتالوا شهداء الوطن مرّة ثالثة بنسيانهم من ذاكرة الوطن.







هؤلاء هم الشهداء الذين قدموا أرواحهم فداءً للوطن
أصدر جمال باشا السفاح أوامره بتنفيذ حكم الإعدام بشهداء بيروت فجر يوم السبت 6 أيار، في ساحة البرج التي أصبحت تعرف لاحقاً بساحة الشهداء، وهم حسب تسلسل الإعدام:
بترو باولي: ولد في بيروت 1886، أصدر مع رفاقه جريدة الوطن، ثم حرر جريدة المراقب، وفي تشرين الثاني 1914 اعتقل وسجن في دمشق، ولم يفلح توسط القنصل اليوناني في إطلاق سراحه بادئ الأمر، إلا أنه تم إطلاق سراحه بعد دفع البدل النقدي عن خدمته العسكرية، ثم أفرج عنه، وفي شهر آذار 1916 سيق الى عاليه وجرت محاكمته أمام الديوان العرفي الحربي.
جرجي موسى الحداد: ولد في بيروت 1880، كان أديباً وثائراً بليغاً، وقد امتهن الصحافة وأقام في دمشق، وقد نشر بعض المقالات الوطنية في جريدة العصر الجديد يطالب فيها باستقلال بلاده.
سعيد فاضل بشارة عقل: ولد في الدامور 1888، اشتد ولعه بنظم قوافي الشعر، وأصدر في بلاد الغربة جريدة صدى المكسيك وتولى تحرير عدة جرائد بالوطن، وترأس تحرير جريدة النصير، كان لولب الحركة السياسية بما يحظى من دعم الرأي العالمي، وفي 10 شباط 1916 قبض عليه وأبدى شجاعة وصبراً وجرأة نادرة حتى في لحظة موته.
عمر مصطفى حمد: ولد عام 1893، وهو مصري الأصل، لبناني الولادة، درس اللغة العربية على يد أعلامها، وترك بعد استشهاده قصائد جمعت بديوان من مائة صفحة، حاول الفرار مع رفاقه الثلاثة إلى البادية، لكن السلطات التركية ألقت القبض عليهم في مدائن صالح، وسيق إلى السجن ثم المحاكمة فالموت على أعواد المشانق.
عبد الغني بن محمد العريسي: ولد في بيروت 1890، أصدر جريدة المفيد وكانت لسان العرب في دعوتهم إلى استقلالهم، وقد أوقفتها الحكومة التركية عدة مرات، وفي عام 1914 انتقل مع جريدته إلى دمشق، ثم اختفى عن الأنظار مع إخوانه الشهداء وقبض عليهم في مدائن صالح، قال قبل إعدامه: “إن مجد الأمم لا يبنى إلا على جماجم الأبطال، فلتكن جماجمنا حجر الزاوية في بناء مجد الأمة”.
الأمير عارف بن سعيد الشهابي: ولد في حاصبيا 1889، وكان محرراً في جريدة المفيد، ومن المحامين اللامعين، هرب مع رفاقه الثلاثة إلى البادية وقبض عليهم في مدائن صالح، ويعد من رواد القومية العربية.
الشهيد أحمد طبارة: ولد في بيروت 1870، دخل معترك الصحافة وكان من البارزين فيها، أصدر جريدة الاتحاد العثماني وجريدة الإصلاح، وامتاز بقلمه البليغ في نصرة القومية العربية، مؤسس أول مطبعة إسلامية في بيروت.
توفيق أحمد البساط: ولد في صيدا بلبنان 1888، خدم بالجيش ضابط احتياط، ألقى قصيدة وطنية أنشدها الضباط أمام السفاح جمال باشا، على أثرها أمر السفاح بسوقهم إلى جبهة جناق قلعة، وقد ألقي القبض عليه مع رفاقه في مدائن صالح، كان هادئاً وصابراً عند محاكمته رغم ما لقيه من تعذيب وتنكيل، وهتف على المشنقة: "مرحباً  بأرجوحة الشرف، مرحباً بأرجوحة الأبطال، مرحباً بالموت في سبيل الوطن"، ووضع الحبل بنفسه وركل الكرسي.
سيف الدين الخطيب: ولد في دمشق 1888، مؤسس المنتدى الأدبي، وينتمي إلى أسرة مثقفة، تلقى العلوم على أعلام عصره وكان شاعراً كاتباً أديباً، واستشهد في سبيل المبادىء الوطنية والقومية التي كان يطالب بها.
علي بن محمد بن حاجي عمر النشاشيبي: ولد في دمشق 1883، ويعود أصله إلى القدس، كان مثقفاً ومتعلماً، وفي 1 آذار 1916 ألقي القبض عليه وسيق إلى الديوان العرفي في عاليه، تعرض للتعذيب والإهانات وأعدم شنقاًً.
العقيد سليم بن محمد سعيد الجزائري: ولد في دمشق 1879، كان من الضباط العرب بالجيش التركي وخاض حرب البلقان، صرخ بالجلاد: “قل لجمال أن روحي ستظل حية، وستعلم أبناء الوطن من وراء القبر دروس الوطنية”، واستشهد ببزته العسكرية بعدما رفض نزع شاراته ورتبته العسكرية.
العقيد أمين بن لطفي الحافظ: ولد في دمشق 1879، من الضباط العرب، عندما وقف على كرسي الإعدام، تناول الحبل ووضعه بنفسه حول عنقه، ولكن الجلاد عاجله بركلة الكرسي قبل إحكام ربطها، تعذب كثيراً حتى قضى نحبه.
محمد جلال الدين بن سليم البخاري: ولد في دمشق 1894، كان حقوقياً وعضواً في إحدى المحاكم الكبرى، وضابطاً كبيراً في الجيش التركي، سيق إلى الديوان العرفي الحربي في عاليه لمطالبته بالإصلاحات.
محمد الشنطي: وهو مناضل عروبي من يافا.

شهداء الحادي والعشرين من آب 1915 وهم:
عبد الكريم محمود الخليل: من مواليد الشياح في بيروت 1886، مؤسس المنتدى الأدبي، خريج مدرسة الحقوق.
عبد القادر الخرسا: ولد في حي القيمرية بدمشق عام 1885، كان يؤمن بالقومية العربية، وقد هتف بها ساعة تنفيذ إعدامه.
نور الدين بن الحاج زين القاضي: ولد في بيروت 1884، وقد استولت السلطات على مراسلات ورد فيها اسمه، فسيق إلى الديوان العرفي الحربي في عاليه، ونال تعذيباً وتنكيلاً في السجن قبل إعدامه.
سليم أحمد عبد الهادي: ولد في نابلس 1870، انخدع بوعود جمال باشا فاستسلم له، وأخذ من جنين، وسيق إلى عاليه، وكان نصيبه الشنق في اليوم التالي.
محمود محمد نجاعجم: ولد في بيروت 1879، واستقبل موته باسماً هادئاً، وكانت آخر كلمات قالها بتحد: “روحي فداء لعروبة بلادي، واستقلالها، عشت شريفاً وأموت شريفاً”.
مسلم عابدين: ولد في حي سوق ساروجة بدمشق 1898، أصدر جريدة دمشق التي استمرت سبعة أشهر وكانت منبراً للأدباء، صحفي لامع، كتب في وصيته المؤثرة أن يدفن في دمشق وقد سامح من وشى به والذي كان سبب إعدامه.
نايف تللو: ولد في دمشق 1885، عمل صحفياً مراسلاً لجريدة المقتبس، كتب العديد من المقالات الوطنية والحماسية، وكان صابراً متجلداً، رغم ما لقيه من عذاب وتنكيل.
صالح أسعد حيدر: ولد في بعلبك 1884، سلمه عمه إلى جمال باشا، فكان نصيبه الإعدام، وكانت آخر كلماته: “نموت ولتكن جماجمنا أساس الاستقلال العربي”، وقد أمر جمال باشا بنفي أسرته الى الأناضول.
علي محمد الأرمنازي: ولد في حماة عام 1894، أصدر جريدة نهر العاصي 1912، والتي امتلأت بمقالات تطالب بالاستقلال والحرية.
محمد المحمصاني: ولد في بيروت 1888، دكتوراه في الحقوق من جامعات فرنسا، ألف كتاباً بعنوان “الفكرة الصهيونية”.
محمود المحمصاني: ولد في بيروت عام 1884 وتخرج في مدرسة بيروت، وكان يتقن اللغات العربية والتركية والفرنسية، عمل موظفاً في مصلحة البرق .

شهداء ما قبل السادس من أيار 1916
بعد تسلم السفاح جمال باشا السلطة في ولاية سورية، باشر على الفور بسياسة الإعدام لكل من يشك في نشاطه في الحركة الثورية العربية، حيث قام بإعدام عدد من رجالات الحركة الوطنية والقومية قبل السادس من أيار نذكر منهم:
الخوري يوسف الحويك، شنق في دمشق، في 22 آذار من عام 1915‏.
نخلة المطران ابن بعلبك، أعدم في الأناضول في 17 تشرين الأول عام 1915‏.
الشقيقان أنطوان وتوفيق زريق من طرابلس الشام، شنقاً في دمشق عام 1916‏.
يوسف سعيد بيضون من بيروت، شنق في عاليه في 10 آذار عام 1916‏.
عبد الله الظاهر من عكار، شنق في بيروت، في الأول من آذار عام 1916‏.
يوسف الهاني من بيروت، شنق في بيروت في نيسان عام 1916‏
الشقيقان فيليب وفريد الخازن من جونية، شنقا في بيروت في 2 أيار عام 1916‏.


ليست هناك تعليقات: