2015/10/19

سلسلة محاضرات 1998 بيت مار شريل ـ بقاعكفرا، الأب جورج صغبيني- محاضرة السيد فادي بارودي، الاكتشافات الحديثة لأديار وصوامع ومغاور وادي قاديشا، الأحد 7 حزيران 1998



سلسلة محاضرات 1998 بيت مار شريل ـ بقاعكفرا، الأب جورج صغبيني- محاضرة السيد فادي بارودي، الاكتشافات الحديثة لأديار وصوامع ومغاور وادي قاديشا، الأحد 7 حزيران 1998



إنّ اهتمام الجمعية اللبنانية للأبحاث الجوفية بالوادي المقدّس يعود الى سنة 1988 وهو العام الذي تأسّست فيه جمعيتنا؛ حينها إرتأى بعض من أفرادها الإهتمام بالمغاور والكهوف التاريخية، دون إهمال تلك التي ذات طابع استغواري؛ ومنذ ذلك الحين توالت الاستكشافات والاكتشافات والدراسات وكان لوادي قاديشا منها الحيّز الأكبر .
وقد ساهمت هذه الاكتشافات والدراسات (التي قامت بها الجمعية) بشكل مباشر على ابراز الأهمية التراثية للوادي، وأدّت بالتالي الى ادخال مواقع منطقة قاديشا على لائحة الجرد العام للأبنية الأثرية والتاريخية(1).
ومن المؤسف انّه على رغم ادخال وادي قنّوبين _قاديشا وقزحيّا في لائحة الجرد العام للأبنية الأثريّة، فانّ البعض من أبناء هذه المنطقة، وعن حسن نيّة، أخذوا على عاتقهم ترميم وتجديد عدد من هذه الأماكن الأثريّة دون ان يكون لهم أيّة خبرة ومعرفة في ترميم الأبنية التاريخية، فأتى عملهم مشوِّها" للمجموعة، والأخطر أنّه غيّر في الشكل الأساسي للبناء؛ لذلك سوف تتضمّن هذه اللائحة، الحالة الحاضرة للموقع عند الضرورة.
ولكن تجدر الاشارة الى أنَّ المديرية العامة للآثار بذلت مؤخّرا" جهودا" كبيرة للحفاظ على المواقع واعادة ترميم ما تشوّه منها، بالاضافة الى جهود الجمعيات الأهلية المحلية وخاصة " الهيئة الرسمية للحفاظ على تراث وادي قاديشا " .

قسّمنا منطقة قاديشا الى ثلاثة أقسام :
1 -الوادي الأساسي : يعرف عند العامة بوادي قاديشا(2)، لكن في الخريطة التي وضعتها مديريّة الشؤون الجغرافيّة في الجيش اللبناني (خريطة(Ehden P-7  لاذكر لتسمية وادي قاديشا بل وادي قنّوبين (نسبة الى دير قنّوبين). في الواقع هذا الوادي يبدأ "جيولوجيا " من منطقة الكورة العليا وتحديدا" من كوسبا، صعودا" حتى أسفل الجُرُف الصخري الذي تعلوه بلدة بشرّي، أمّا تسمية قاديشا المُعترف بها حاليا" فتُطلق على الوادي الممتد بين مزرعة النهر حتى أسفل بشرّي، حيث يبلغ طول امتداده حوالي 10كلم. الى الشرق من مزرعة النهر وتحديدا" عند جُرُف قمّة مدينة الراس، يتفرّع هذا الوادي الى واديين: الوادي الكبير أو قنّوبين-قاديشا باتّجاه الجنوب الشرقي، والوادي الصغير او وادي قزحيّا باتّجاه الشرق.
2-وادي قزحيّا: طوله حوالي 3كلم ويمتد من مزرعة النهر صعودا" حتى أسفل بلدة كفرصغاب.
3-منطقة بيت منذر: تقع الى الغرب من وادي قاديشا وموازية له؛ فيها يمر القسم المتبقّي من الطريق القديم الذي كان يربط الساحل الطرابلسي بالبقاع فدمشق. يشرف على هذا الدرب جُرُف شاهق يسمّى "شير الدلماس" او "الدلماز"(3).
هذه الأقسام الثلاثة تقع ضمن ما يسمّى جبّة بشرّي التي كانت حدودها بحسب الاسقف جبرائيل ابن القلاعي:"…من قرن حردين الى قرن أيطو…"(4).
الأماكن المستكشفة من أديار وصوامع ومغاور وكهوف وتجويفات صخرية تقع إمّا في أسفل أو في وسط الجُرُفين المحاذيين لضفَّتَي نهر قاديشا، أو في الأودية الصغيرة المتفرّعة من الوادي الأساسي. حين كانت مأهولة، كان يتم الوصول الى القسم الأكبر من هذه الأماكن عبر صقالة أو سلالم خشبية، بالطبع لم تعد موجودة الآن؛ لذلك كان لا بد من التسلّق لاستكشاف هذه الأماكن العاصية. من الناحية الجيولوجيّة يفوق عدد الكهوف والتجويفات الصخرية في وادي قاديشا، عدد المغاور والهوّات.
اللائحة
وادي قنّوبين – قاديشا (الضفّة اليمنى بدءا" من أعالي الوادي)
منطقة دير مار ليشع (القديم)
1-مار ميخائيل: كهف طبيعي يقع في الجُرُف المحيط بدير مار ليشع القديم الى الشرق منه. بقايا لبناء أثري داخل الكهف (تسلّق صعب)(5).
2-صومعة؟ (لاتشاهد الا عند الوصول اليها): تقع داخل شقّ صخري ضخم في وسط الجُرُف فوق دير مار ليشع القديم. بقايا    لرافدة (خشبية) وبعض الحجارة المنحوتة (تسلّق صعب5 وخطر]صخر مفتَّت[ ).
وادي حولات – حدشيت (الضفّة اليسرى)
هو الأغنى في المنطقة من حيث وجود العدد الأكبر من الكنائس والمحابس الأثرية فيه، وهو الأكثر إهمالا" أثريا" وبيئيّا" (وادي حولات كان لوقت قريب مكبّا" للنفايات).
3-كنيسة مَرت شموني: بناء أثري داخل تجويف صخري. تقع هذه الكنيسة على مطل وادي حولات الذي يشرف على وادي قاديشا. لسنوات خلت كانت هذه الكنيسة مغطاة بجدرانيات تعود الى العصور الوسطى، ولكن احد المغتربين اراد "ترميم" هذه الكنيسة فنزع الملاط والجدرانيات وكحّل الكنيسة بطريقة "حديثة"، مخربا" الصور المقدسة.
الحالة الحاضرة: كارثة أثرية حصلت (داخل الكنيسة) للجدرانيّات (رسم جداري) العائدة الى القرن 13م(6).
4-كنيسة مار بهنا(7): بناء أثري يحتوي على بقايا لرسم جداري وكتابة سريانية على قِطَع من المِلاط الجَصّي.
الحالة الحاضرة: قيل لنا إنّ في نيّة أهالي حدشيت ترميم هذه الكنيسة الأثرية؛ من الضروري تكليف هذا الأمر لمديرية الآثار.
5-مار سركيس: مزار صخري تظلله سنديانتان قديمتان.
وادي حولات (الضفّة اليمنى)
6-دير الصليب: عبارة عن بناء داخل كهف طبيعي ضخم. جدران البناء مزيّنة برسومات تعود الى العصور الوسطى؛ على الجدران أيضا" كتابات سريانية ويونانية وكتابات عربية؛ من بين الكتابات العربية المسيحية واحدة نادرة تعود لأحد النسّاك (يوسف الجراني).
استطعنا اظهار كتابة سريانية بعد أنّ قمنا بتنظيف المِلاط الجَصّي تحت رسم المصلوب، وهذا الرسم يختلف باسلوبه عن بقية التصاوير داخل الكهف.
الرحّالة ابن جبير (عن سنة 1184م) أتى على ذكر التعبّد الذي كان قائما" ومشتركا" بين المتصوّفين المسلمين والنسّاك المسيحيين في جبل لبنان(8)؛ هل هذه الكتابات العربية في دير الصليب تعود الى هذه المرحلة؟
من الصعب التأكّد لأنّ زوّار دير الصليب دوّنوا (وما زالوا يدوّنون) فوق هذه الكتابات الأثرية أسماءهم وتعليقاتهم، مشوّهين بذلك تلك النصوص النادرة.
الحالة الحاضرة: اذا جاز التعبير فآثار دير الصليب "تعيش آخر أيّامها"(9).
7-محابس دير الصليب: تقع في وسط الجُرُف تحت دير الصليب وتضم مجموعة من أربعة كهوف، عثرنا في أحدها على رافدتين خشبيّتين وكِسَر فخّارية (تسلّق صعب).
8-محبسة وكنيسة مار انطونيوس: تقع المحبسة في وسط الجُرُف وهي فريدة في موقعها وبنائها تحيط بها مجموعة من الكهوف (تسلّق صعب).
تقع الكنيسة في أسفل الجُرُف تحت المحبسة، ويُعتقد أنَّها تعود الى العصور الوسطى.
الحالة الحاضرة: لا بد ان تُتَّخذ كنيسة مار انطونيوس أُنموذَجا" لتبيان عملية التشويه التي تحصل على ايدي بعض الأشخاص تحت اسم الترميم؛ التكحيل الحديث لحجارة الواجهة قد أظهر الفرق الشاسع في الفن المعماري بين الحجارة المرمّمة حاليا" في الخارج، وبين حجارة الداخل التي، ولحسن الحظّ،بقيت على تكحيلها القديم؛ على كل شخص مهتمّ بهذه الأبنية التراثية القديمة ان يشاهد هذه الكنيسة بالذات ويعاين في الداخل حجارة القبو الاسطواني، والجدران التي بقيت على حالها من جمال فني تراثي نفّذه أهل هذا الوادي منذ مئات السنين، ويقارن مع ما جرى اليوم لواجهة الكنيسة. والذي زاد في بشاعة هذا العمل المسمّى ترميما"، تركيب باب جديد (خشب سويد لمّاع لا يَمُت بصلة للموقع) مكان الباب القديم (الباب القديم مركون الآن في زاوية داخل الكنيسة).
9-مار سلوان: عبارة عن كهف ضخم يحتوي على بقايا لبناء شبه مهدّم (تسلّق خطر).
10-استكشاف مجموعة من الكهوف والتجويفات في وادي حولات (تسلّق صعب).
الجُرُف الموازي  للطريق المتّجه الى دير قنّوبين (تابع حدشيت)
11-دير مار يوحنّا: يقع هذا الدير شرقيّ دير مار جرجس في وادِ صغير موازِ لوادي حولات في منطقة تُعرف بالمذابح.
     يتم الوصول الى الدير عبر درج محفور جزئيا" في الصخر، ويتألّف (الدير) من تجويفين يحتوي الأول على كنيسة صخرية، والثاني على حجرة مهدّمة جزئيّا مبنيّة بحجر منحوت، سقفها مؤلّف من روافد خشبيّة وقشّ وتراب.
تتألّف الكنيسة من قسمين: مدخل خارجي ورواق داخلي؛ المدخل كناية عن قنطرتين محاذيتين لحائط الرُواق. بُنِيَ المدخل بحجارة منحوتة مُتقنة.
أمّا الرواق الداخلي فمحفور كليّا" في الصخر وينتهي بشرقيّة؛ الحائط الشرقي لهذا الرواق مطلي بعدّة طبقات من المِلاط الجَصّي حيث اكتشفنا على احداها بقايا لجدرانيّات، منها: رسم لحيوان، من المرجّح أن يكون أيّلا"، وصليب شبيه بالذي تمّ اكتشافه في مار اسيا (راجع المقالة الخاصة برسوم دير مار يوحنا).
اسلوب هذه التصاوير يدعونا الى الاعتقاد بانَّ دير مار يوحنا كان ايضا" مركزا" للرهبان الأحباش، وهو على كل حال كان يخص اليعاقبة عام 1501م(10).
الحجرة المهدّمة هي مدفن الدير (بقايا لعظام بشريّة وخِرَق) والظاهر انها دُنِّسَت مرّات عدّة؛ وقد عثرنا على قطعة من القماش المضلّع، أغلب الظن انّها تعود الى الفترة المملوكية، وتُعرف بال "عتابي"(11).
الحالة الحاضرة لدير مار يوحنّا مقبولة ما عدا المقبرة التي ما  زالت تتعرّض "للزيارات".
12-كهوف المذابح: مجموعة من الكهوف في داخل البعض منها عظام بشرية وكِسَر من الفخار.
13-موقع(12) مار جرجس: يقع مار جرجس حدشيت(13) داخل كهف، في الجُرُف الصخري من الضفّة اليمنى لنهر قاديشا، يتم الوصول الى الدير عبر طريقين: من بلدة حدشيت نزولا" نحو وادي قاديشا ومرورا" بوادي حولات. هذا الدرب يمر بين الاديار والصوامع الواقعة داخل الكهوف في الجُرُف (دير الصليب، مار انطونيوس، مار سلوان الخ…)؛ ويعتبر وادي حولات المتفرّع من قاديشا، الأغنى في هذه المنطقة من حيث كثرة الآثار المسيحية المتواجدة فيه(14). أما الطريق الثاني، فهو المتّجه من مركز شركة كهرباء قاديشا الى دير قنوبين مرورا" بأسفل الجُرُف حيث دير مار جرجس.
يتألّف دير مار جرجس من قسمين:
القسم الأوّل كناية عن كنيسة على اسم مار شلّيطا تقع في أسفل الجُرُف وملاصقة له، وهي مبنيّة من حجارة منحوتة بطريقة غير مُتْقَنة، سقفها على شكل قبو، وفي داخلها رواق مستطيل ينتهي بشرقيّة على شكل قبّة ربع كُرَويّة.
القسم الثاني وهو عبارة عن كهف طبيعيّ يقع في وسط هذا الجُرُف ويضم كنيسة (مار جرجس) ومدفن وبعض الحُجُرات؛هذه المجموعة تشكّل ما يسمّى بدير مار جرجس (الأحباش)، حيث يتم الوصول إليه عبر درج من الحجارة المنحوتة، ولا بدّ من اجتياز ممر صخري عامودي يتطلّب بعض المهارة لتسلّقه (من المستحسن استعمال حبل لتسهيل العبور)(15).
تكمن أهمية هذا القسم في الكنيسة الصخريّة، أي كنيسة مار جرجس، وهي كناية عن تجويف طبيعي حُفرت شرقيّتها على شكل عقد مكسور؛ هذه الشرقيّة مطليّة على كامل امتدادها بعدّة طبقات من المِلاط الجصّي. وجدنا على احدى هذه الطبقات رسوما" جداريّة" ذات أشكال هندسية كانت مغطّاة بطبقتين من المِلاط؛ في وسط هذه التصاوير رُسِم شعار او رمز (الرسم الأوسط-راجع المقالة الخاصة برسومات مار جرجس). أمّا المذبح فهو كناية عن حجر مربع الشكل تعلوه بلاطة وكلاهما مغطّيان بعدّة طبقات من مِلاط جصّي.
ينتهي الحائط الصخري الملاصق للجهة الجنوبية لشرقيّة الكنيسة بتجويف صغير يحتوي على عظام بشرية، ربما كان مدفن الدير في تلك الفترة.
هناك كهف يقع فوق الكنيسة قمنا باستكشافه؛ يتطلّب الوصول إليه تسلّقا" صعبا".
قرب الكنيسة هناك ايضا" مجموعة من التجويفات، والظاهر انها إستُعمِلت حُجُرات لسكن الرهبان.
الحالة الحاضرة: لدير مار جرجس ما تزال جيّدة وذلك يعود لصعوبة الوصول اليه.
قنّوبين
14- دير قنّوبين: من أهم الأديار الأثرية في الوادي. اكتشفنا فيه رسما" جداريّا" لم يكن معروفا" من قبل(17). استُكشِفَت الكهوف المحيطة بقنوبين.
15- مغارة – هوّة برزأ: ذات طابع استغواري، تتألف من مدخلين (المغارة والهوّة) وتحتوي على صاعدات وهابطات رائعة.
الحالة الحاضرة: تكسير الرواسب الكلسية في مدخل المغارة(18).
حوقا
16- عاصي حوقا: تجويف ضخم امتداده 213 مترا" أُفُقيّا"، يقع في وسط جُرُف علوه 80 مترا" (تسلّق صعب). في سقف هذا التجويف عثرنا على أقدم كتابة عربية مسيحية مؤرّخة (1193م) اكتُشِفَت داخل مغارة. هذا التجويف كان يُعرف بقلعة حوقا وقد حوصِر وسقط بأيدي المماليك أثناء اجتياحهم للمنطقة سنة 1283م.
الحالة الحاضرة: صعوبة الولوج الى المكان جعلته بمنأى عن التشويه والتخريب، لكن أحد الأصدقاء في قرية حوقا نبّهنا الى أنَّه في نيّة الأهالي تثبيت سُلَّم معدني لتسهيل الصعود الى عاصي حوقا، مما يهدّد الموقع والكتابة والرسومات وبقايا المِلاط الجَصّي بتشويهها وزوالها. هذا الوضع ربما وُجِد حل له وهو إنشاء لجنة من قبل قرية حوقا تأخذ المبادرة للحفاظ على هذه الآثار النادرة والابقاء على عاصي حوقا كما هو.
17- برج مار توما: يقع في أسفل عاصي حوقا وهو مربّع الشكل، مبني بحجارة منحوتة، ذُكِر في المخطوط (1283م) الذي عثر عليه البطريرك الدويهي.
الحالة الحاضرة: كارثة أثرية حصلت منذ مدّة قصيرة لهذا البرج؛ فقد أُزيل القسم الأكبر من حائطه الجنوبي بِفَكّ حجارته لاستعمالها في سيّدة حوقا كما سنرى.

18- سيّدة حوقا: "جوهرة الوادي"  كما لقّبها أحد علماء الآثار(19)؛ وهي مغارة تحتوي على مدخل ضخم، بُنِيَ فيه دير يعود  تاريخه الى 1283م. يحتوي   الموقع أيضا" على مغارة طبيعية يبدأ امتدادها فوق المستوى الأعلى للدير(20).
الحالة الحاضرة: بدأ ترميم الموقع من قبل اشخاص يفتقرون الى الخبرة في ترميم الآثار. التكحيل الحاصل لحجارة الدير لا علاقة له بالتكحيل المُعتَمد في الأماكن الأثرية (هو تكحيل يليق بمنزل في مركز اصطياف). الباطون غزا المكان من الخارج ومن الداخل. هناك مدافن قديمة تقع عند مدخل الدير. لكن الكارثة الكبرى تبقى في الزيادة المنوي القيام بها على البناء، فكيف يُعقل اضافة حجر واحد على بناء أثري علما" أنَّ الحجارة التي سُحِبَت من برج مار توما مخصّصة للاستعمال هنا.
نشير الى أنَّ المديرية العامة للآثار قد قامت مؤخّرا" بتصحيح اعمال الترميم في هذا الموقع، كما أعادت تأهيل الدرب المؤدي اليه.

19- مجموعة من الكهوف والتجويفات التي تحيط بسيّدة حوقا استُكشفت كلّها.
منطقة الفراديس – مزرعة النهر
20- مجموعة من الكهوف والتجويفات والمحابس استُكشِفت بمعظمها.

وادي قنّوبين _ قاديشا (الضفّة اليسرى بدءا" من أعالي الوادي)
21- مغارة الحمام: تقع مغارة الحمام في الضفّة اليسرى من وادي قاديشا وتحديدا" داخل جُرُف صخري شاهق يسمّى "شير الحمام"، تعلوه منطقة تدعى المزرعة، بالقرب من دير مار ليشع الجديد.
إرتفاع شير الحمام (من أعلاه الى قعر الوادي) 175 مترا" عاموديّا" (راجع خريطة مديريّة الشؤون الجغرافيّةAïnâta 0-8  )(21)؛ أمّا مغارة الحمام فموقعها داخل هذا الجُرُف (شير الحمام)، وتحديدا" في نقطة تبعد 40م انطلاقا" من قمّة الجُرُف، و135م انطلاقا" من النهر حتّى قاعدة المغارة (راجع الرسم).
استحال الوصول الى مغارة الحمام بواسطة الهبوط على الحبل من أعلى الجُرف، بسبب النتوء الصخري الضخم الواقع فوق مدخل المغارة مباشرة"، والذي يقف حاجزا" وسدّا" منيعا" أمام كل من يحاول الدخول الى الكهف، وذلك بقذف مسار حبل الهبوط بعيدا" عن التجويف بحوالي 20م، مما يجعل المستغور معلّقا" (على الحبل) في الهواء وغير قادر على التقاط حافّة الصخر مهما حاول التَأرجُح؛ إذن ومن الناحية التِقنِيَّة، لا يمكن قطعا" الوصول الى مغارة الحمام من هذا المسار.
وصف المغارة
عبارة عن كهف طبيعي، مدخله على شكل مُثلّث ضخم (راجع الصور الفوتوغرافيّة)، علوّه من القاعدة (أرض الكهف) الى أعلى نقطة (عند تلاقي ضلعيّ المُثَلَّث) في سقف الكهف حوالي 13م. أرضيّة الكهف على شكل مربّع، ضلعه (عرض الفتحة) 7م، وعمق الكهف من حافَّة الجُرُف حتى الحائط الصخري في الداخل حوالي 6,5م؛ في هذه الأرضيّة هناك فراغ (نتيجة انهيار قسم من أرضيّة الكهف؟)، لذلك يبقى التنقّل في الداخل محفوفا" بالأخطار، وعليه فانَّ المستغورين كانوا يعتمدون على حبل أمان للتنقّل من مكان الى آخر داخل المغارة.
تتألّف المغارة من مستويين منفصلين: في المستوى الأوّل يوجد جدار مبني بحجارة منحوتة بطريقة متقنة؛ طول الجدار 1,35م، علوّه 1,60م، عرض الحجر (مدماك) حوالي 25سنتم. في المستوى الثاني يوجد خزّان للمياه مستطيل الشكل حُفِر في الصخر، طوله 2,90م، عرضه 2,25م وعمقه الحالي 1,30م (الباقي من العمق مغطّى بذرق الحمام). قرب الخزّان هناك آثار لدرج محفور في الصخر ولحجارة منحوتة.
الملاحظ في داخل الكهف وجود عدد كبير من الحفر المربّعة والمحفورة في الحائط الصخري من المغارة؛ هذه الثقوب كانت موضع لروافد خشبيّة، الهدف منها انشاء عدّة مستويات، ربّما للسماح باستقبال عدد معيّن من الأشخاص نظرا" لضيق المكان.
في الحائط الداخلي الصخري للمغارة يوجد 3 فتحات متشابهة على شكل دائرة وكأنّها مداخل لسراديب؛ كان علينا الوصول اليها بطريقة التسلّق وذلك لوجودها على ارتفاع حوالي 6م من مستوى أرض الكهف.
22- مغارة: بالقرب من مغارة الحمام في وسط الجُرُف (تسلّق صعب).
23- مغارة: في أسفل "شير الحمام" تتألّف من مستويين (تسلّق صعب).
بقرقاشا
24- دير مار جرجس ومحبسة مار سمعان: يقع في وسط جُرُف صخري تحت بلدة بقرقاشا. يتألّف الدير من مستويين: السفلي وهو بقايا لبناء داخل تجويف والعلوي هو عبارة عن تجويف امتداده أُفُقي، في داخله حُجرة وكنيسة. ينتهي التجويف الصخري بحنيّة طبيعية ربما كانت المحبسة .
بُني هذا الدير سنة 1112م(22)، وتُعتبر الكنيسة تُحفة أثريّة فريدة. في محبسة مار سمعان كُتِب مخطوط "ريش قريان" سنة 1242م(23).
صعوبة الوصول الى الكنيسة (عبر ممر ضيّق يقع على حافَّة الجُرُف ويمتدّ من الحجرة حتى الكنيسة) كان السبب الأساسي في ابقائها بحالة شبه جيّدة دون تشويه.
الحالة الحاضرة: مشروع "ترميم" كان كارثة أثريّة لهذا الموقع(24). فالركائز المعدنية ثُبِّتَت على المِلاط الخارجي للكنيسة (والذي يرجع الى العصور الوسطى) بادخالها في جدار الواجهة، مخرّبة" بذلك الجزء الأثري الأهم في الموقع، الا وهو واجهة الكنيسة. على هذه الركائز بُنِي جسر حديديّ بين الحجرة والكنيسة، وكانت النتيجة أنَّه حجب الواجهة وشوَّه المكان وغيّر في معالمه بطريقة لا تتَّفق أبدا" مع هذا الأثر ومع الموقع ككل؛ حتى الحجرة جُهِّزَت بخزانة معدنية. مدخل الدير فقد جماله وميزته الصخرية بوضع درج وقاعدة معدنية فيه. بالاضافة الى ذلك، فقد ثُبِّتَت المصابيح الكهربائية الضخمة بطريقة عشوائية، كما تم بناء قبّة جرس من الباطون زيدت على البناء الأثري وشوّهت ما تبقّى من جمال الموقع.
منطقة حصرون
25- موقع مار اسيا: الوصول إلى الدير يتم عبر منفَذين: المنفَذ الأول، من بلدة حصرون نزولا" باتّجاه قعر الوادي عبر درب وعر، مرورا" بمجموعة من الكهوف والتجويفات الصخرية (راجع عنها في لائحة وادي قاديشا)؛ المنفذ الثاني عبر الطريق من شركة كهرباء قاديشا باتجاه قنوبين مرورا" بمفترق وادي حولات حتى سد صغير على نهر قاديشا، ثم صعودا" على درب شديد الإنحدار (يُعرِّض سالكه للإنزلاق أثناء المطر).
شرح عام للموقع
موقع مار اسيا قائمٌ في الجُرُف الصخري من الضفّة اليسرى لوادي قاديشا، وهو عبارة عن نتوء صخري ضخم فيه تجويف واسع تنبسط أمامه قطعة أرض مسطّحة نوعا" ما ومشجّرة؛ يضمّ التجويف:
كنيسة مبنية بالقرب من نبع مار اسيا.
محبسة وهي عبارة عن كهف يقع على علو 12م تقريبا" عن مستوى الموقع.
مدخل مغارة نبع اسيا.
الكنيسة
هو بناء يحتوي على حجرتين (كنيسة مزدوجة) يفصل بينهما حائط؛ كل حجرة مؤلفة من رواق ينتهي بشرقية، أمّا السقف فكناية عن قبو اسطواني على شكل عقد مكسور.
الحجرة الجنوبية بحالة جيّدة تقريبا"، وهي تحاذي الجُرُف الصخري على طول حائطها الجنوبي؛ يقع مدخل الحجرة هذه من الناحية الغربيّة، أمّا شرقيَّتها فإتجاهها، بالطبع، إلى الشرق لكن مع إنحراف 20 درجة، وهي مطليّة بعدّة طبقات من المِلاط الجَصّي؛ تحت احداها (الطبقات) عثرنا على الكتابة الحبشيّة بلغة الغعز، (راجع المقالة الخاصة بالكتابة) وعلى رسم لصليب (مصلّب الأطراف) حيث على طرفيه يوجد الحرفان الأوّلان من اسم يسوع المسيح باللغة اليونانية (IC-XC)(25).
عند مرور الرحّالة  Jean de la Roque في القرن 17م، كان الموقع قد أصبح خاليا"(26)، والظاهر أنَّ الكتابة الحبشيّة كانت قد حُجِبَت وإلاّ لكان هذا الرحالة أتى على ذكرها.
في الحائط الشمالي لهذه الحجرة يوجد باب (نصفه مردوم بالتراب) على شكل قنطرة (وبقربه كوّة نافذة) يسمح بالعبور إلى الحجرة الثانية (الشمالية). البناء شبه منهار باستثناء الشرقيّة المطليّة بثلاث طبقات من مِلاط جَصّي حيث وجدنا على إحداها رسما" جداريّا" (راجع المقالة الخاصة بهذا الرسم) بالإضافة إلى تصاوير هندسيّة وصلبان مع كتابة سريانيّة.
تجدر الاشارة الى الفرق الواضح في طريقة البناء بين الحجرتين مما يدل على انَّ بنائهما لم يتم في مرحلة واحدة، وهذا ما يؤكّده الاختلاف في اتّجاه الشرقيَّتين والواجهتين (بالنسبة الى الشرق).
المحبسة
كناية عن كهف يقع على علو 12م داخل الجُرُف الصخري وقبالة الكنيستين؛ الوصول اليها (المحبسة) يتطلب تسلّقا" صعبا" وخطرا" سببه نوعيّة الصخر المُفتَّت.
من المؤكّد انَّ الوصول إلى المحبسة كان يتمّ قديما" بواسطة صِقالة او سلّم خشبي. بُني على مدخل الكهف جدار من الحجر المنحوت،وقد عثرنا على قطع من الخزف تعود إلى العصور الوسطى (القرن 13-14م) غُرِزَت داخل المِلاط المستعمل لتثبيت الحجارة بعضها ببعض؛ المحبسة من الداخل عبارة عن قاعة طبيعية بطول 20م تقريبا" وبعرض يتراوح بين مترين و 4 أمتار ولا وجود لسبع أو ثماني غرف كما يدّعي الرحّالة الفرنسي(27).
هذه المحبسة كانت تُعرف بمغارة مار شلّيطا؛ يذكر البطريرك الدويهي عن أربعة نسّاك فرنسيّين أتوا ليستحبسوا في جبل لبنان: "…فأختار البعض منهم السكنة في مغارة مار شلّيطا بدير مار اسيا…"(28).
المغارة
تقع المغارة في الطبقات الجيولوجيّةالصخريّة العائدة للعصر الجوراسيّ (J4)، وبالتحديد عند التلاقي بين الجزء العلويّ والصخريّ (J4A) والجزء السفليّ المُرمل (J4B).
عند مدخل المغارة أُنشِئت مؤخّرا" قناة من الباطون لجرّ مياه نبع مار اسيا، ويتم الولوج إليها من داخل القناة المغمورة بالماء حتى الوصول إلى بحيرة صغيرة. لا بد بعد ذلك من التقدّم سباحة في المياه الباردة التي لا يفصل سطحها عن السقف الصخريّ سوى عشرة سنتيميترات تقريبا"؛ هذا الأمر يتطلّب تقنيّة معيّنة كقطع النفس لبعض الوقت إلى أن يصبح الرأس خارج الماء. بعد هذه المرحلة الدقيقة
نصل إلى ممر متعرّج وعر وقليل الماء؛ عرض هذا الممر متران، علوه لا يتعدّى 3 أمتار، ويبلغ طوله نحوا" من 200 متر. تضمّ المغارة هابطات وصاعدات ذات أشكال وألوان متعددة رائعة.
توجد في آخر المغارة بركة ماء صغيرة، وفي إحدى رحلات الاستكشاف استطاع مستغوران من الجمعية اجتياز هذه البركة بطريقة قطع النفس، ووصلا إلى ممر جديد يبلغ طوله نحوا" من 30م يؤدي إلى قاعة تحوي على بركة يصبّ فيها شلال ماء يهبط من ارتفاع يقارب 7م؛ تسلّق المستغوران الطرف الصخري من الشلال ووصلا إلى ممر ثالث ينتهي بقاعة كبيرة دون أي منفذ. الطول الإجمالي لهذا الإمتداد الجوفي يبلغ زهاء 75م.
26_ مجموعة من الكهوف والتجويفات (في داخلها كسَرٌ فخّارية ومدافن قديمة وجدار مبني أمام أحد الكهوف، ربما يرجع الى العصور الوسطى) تقع على الدرب المنحدر من الطريق العام الى مار اسيا.
الحدث
27- مغارة عاصي الحدث:
أ-الموقع: تقع مغارة حدث الجبّة في جُرُف صخري علوّه حوالي 40م، وهي عبارة عن شق طبيعي وسط الجُرُف اتجاهه نحو  الشمال الشرقي، وهي تشرف على وادي قاديشا من علو شاهق. التسلّق والوصول اليها صعب.
ب-وصف المغارة: يوجد في المغارة طبقتين اساسيتين،
الاولى: عبارة عن قاعة واسعة،     
والثانية عبارة عن شُرفة فوق هذه القاعة تُشرف عليها وعلى المنفذ المؤدي الى المغارة.
القاعة الاساسية الواسعة: يوخد عن يسار المدخل معصرة او (مطحنة) قطرها 80سنتم محفورة في الصخر، وعن اليمين في الداخل يوجد بئر ماء مستطيل (1,5X 3,5) عمقه غير مؤكد لأنه مليء بالركام. وفي زوايا هذه القاعة يوجد حجيرات محفورة في الصخر. أرضها مكوّنة من ترسبات من التراب الناعم الجاف.
القاعة العليا: هذه القاعة سقفها قليل الارتفاع (من 3 الى 5 امتار)، في داخلها بئر طبيعي يربطها بالقاعة الاساسية السفلى.
ج- مكتشفات مغارة عاصي الحدث: المكتشفات في مغارة عاصي الحدث تعود الى القرن الثالث عشر، وبالتحديد الى سنة 1283 عندما شنّ المماليك حملة عسكرية على جبّة بشري وحاصروا اهالي بلدة الحدث الذبن اختبأوا في هذه المغارة ومات قسم منهم فيها، كما يذكر الدويهي ومحيي الدين بن عبد الظاهر(29).
فبعد مرور أكثر من 700 سنة على حصول هذه الاحداث، عثر أعضاء من الجمعية اللبنانية للأبحاث الجوفية في مغارة عاصي الحدث على مجموعة أثريّة قد تكون الأهم في تاريخ الاكتشافات  (الأثريّة) التي حصلت حتى الآن في لبنان والتي تعود تحديدا" الى العصور الوسطى؛ هذه المجموعة تحتوي على عدد من الأجساد البشريّة لبعض من أهالي الحدث الذين اختبأوا في المغارة، وماتوا ودفنوا فيها أثناء الحصار الذي ضربه المماليك عليها(30).
سبعة أجساد بشرية مرتدية ثيابها ومكفّنة دُفنت في أرض المغارة، والبعض منها حُفظ في حالة شبه جيدة(31)، إضافة" الى عدد من الأطراف والعظام البشرية والجماجم التي اكتُشفت في أجزاء مختلفة من الكهف؛ امّا مجموعة الثياب المكتشفة فتُعتبر فريدة لكونها انموذج للّباس الشعبي لأهل جبل لبنان في القرن 13م.
إضافة الى هذا اكتشفنا مجموعة كبيرة من اواني الحياة اليومية العائدة لسكّان المغارة وللمماليك ايضا"، سيَّما وانَّ المهاجمين، بعد استيلائهم على عاصي الحدث، حوّلوها الى مركز عسكري.

بدأت الاكتشافات في مغارة عاصي الحدث سنة 1988، أي اثناء الاحداث الأليمة التي كانت تعصف بلبنان(32)؛وكان واجب علينا انقاذ آثار المغارة خاصة" انه في بداية تلك المرحلة (مرحلة الاكتشافات في عاصي الحدث)، كانت المغاور التاريخية والأديار الأثريّة في وادي قاديشا تتعرّض كلها بدون استثناء للنهب والتخريب من قبل جماعات مسلّحة، كانت تبحث عن "الكنوز"؛ فدير قنوبين مثلا، مركز البطريركية المارونية (منذ 1444م حتى اوائل القرن 18م)، تعرّض مرات عدّة "لزيارات" هؤلاء القوم الذين عمدوا الى فتح أنفاق في أسفل الدير مشوّهين بذلك معالمه، وحفروا أرضية كنيسة الدير الأثريّة، ونبشوا المدفن الموجود في الجدار الشمالي للكنيسة.
تحتوي المجموعة التي سُلِّمت الى المتحف الوطني(33) على 293 قطعة أو مجموعة من بينها:
أجساد بشريّة محنّطة طبيعيّا"، البعض منها بحالة جيّدة.
عدد من الأطراف البشريّة، البعض منها بحالة جيّدة.
مجموعة من خصل الشعر المجدولة(34).
أساور، خواتم، عقود.
زنانير جلدية(35)، أحذية، قطع جلدية مختلفة.
مجموعة كبيرة من الثياب من بينها قطع كاملة (فساتين) ومطرّزة (تطريز رائع).
مجموعة كبيرة من الخرق(36).
جديلة من قماش (قطعة نادرة جدّا").
مشالح  (قطع نادرة).
مجموعة كبيرة من الكِسَر الفخّارية واحدة عليها كتابة: "برسم بطرس الحدثي"(37).
مجموعة من السُرُج(38).
مجموعة كبيرة من الكِسَر الزجاجية منها ما هو ملوّن (واحدة عليها كتابة-راجع عنها لاحقا").
ادوات حديدية (مسامير، زردة زنّار، مسلّة، مهماز-قطعة نادرة جدّا").
ملاعق خشبية (واحدة عليها رسم رائع-قطعة نادرة).
مفتاح من خشب مع خيطه (قطعة نادرة جدّا")(39).
أمشاط  (عليها حفر).
مجموعة كبيرة من الخيطان (بعضها ملوّن) وقطع حبال.
حُجُب (حجاب) من قماش في داخلها خيط معقود(40).
بقايا مواد غذائيّة كانت موجودة في الحُفَر مع المومياءات (جوز، لوز، نواة زيتون، ثوم، قشر بصل ورمّان، سنابل قمح مجدولة).
ورق غار محافظا" على رائحته (كان منثورا" فوق الاجساد).
قطع نقود صليبية ومملوكية (عليها اسم السلطان بيبرس وقلاوون(41)).
شفرات سكاكين.
مُدْية أو مِطْواة (سكّين تطوى) كاملة مع مقبض من خشب (قطعة نادرة جدّا")(42).
رأس بلطة من حديد.
رأس معول من حديد.
مجموعة كبيرة من خشب السهام، منها ملوّن ومرسوم عليه (رأس أفعى)(43)؛ قطعة سهم عليها بقايا من ريش الذيل (قطعة نادرة).
مجموعة من رؤوس السهام الحديدية بأشكال مختلفة.
سهم كامل وبدلا" من الريش يحمل الذيل ورقا" (قطعة في غاية الأهمّية)(44).
مجموعة من الأوراق المخطوطة بالعربية والسريانية (بعضها مؤرّخ)، وسنأتي على ذكر محتويات البعض منها.
28- المنطقة الممتدّة من أسفل جُرُف عاصي الحدث حتى دير مار أبون: وهي منطقة شبه معزولة عن بقية الوادي ربما لوعورة مسالكها. قمنا باستكشافها منذ سنوات وعدنا اليها هذا الصيف. تحتوي على مجموعة من الكهوف، قسم منها كان مأهولا".
منطقة الفراديس
29- دير مار أبون ومحبسة مار سركيس
الموقع: يقع دير مار أبون بالقرب من قرية الفراديس في أسفل وادي قاديشا وعلى الضفّة اليسرى منه؛ يتمّ الوصول اليه (مار أبون) من القرية المذكورة عبر درب يجتاز النهر ويسير بمحازاته، ثم صعودا" باتجاه الجنوب عبر مدرّجات مزروعة (بالعامية جلّ) نحو جُرُف فيه مجموعة من كهوف تحوي في داخلها القسم الأكبر من الدير. باتّجاه الجنوب الغربي من هذه الكهوف هناك ابنية صخرية تُعرف بمحبسة مار سركيس.
1- دير مار أبون (يتألّف من قسمين)
القسم الأوّل: عبارة عن أربعة كهوف متتابعة، تقع على نفس المستوى الأفقي (راجع الرسم التخطيطي)؛ يحتوي الكهف الأكبر (عمقه حوالي 19 مترا" وعرضه 20م) على كنيسة بُنِيَت في داخله، وعلى خزّان للمياه يشير شكله على أنّه حديث العهد.
وصف الكنيسة: تقع الكنيسة بأكملها داخل التجويف، وهي مبنيّة بحجارة رمليّة منحوتة جُمِعَت بعضها الى بعض بمِلاط جَصّي هو مزيج من كلس ورماد ورمل.
يقع مدخلها (الباب) في الجدار الشمالي الشرقي ويعلو أسْكُفَّة او ساكِف الباب عقدٌ عاتقٌ (لتخفيف حمل الحائط عن ساكِف الباب)؛ على يمين المدخل من الخارج يشاهد قسم من بناء، الظاهر منه كناية عن قنطرة (؟) على شكل عقد مكسور والباقي منه (من البناء) مطمور تحت أكمة صغيرة.
الكنيسة من الداخل كناية عن رواق واحد ينتهي بشرقيّة مبنيّة على شكل قبّة ربع كُرَويّة(45) وبحنيّتين ملاصقتين للشرقيّة من كل جهة؛ سقفها (الكنيسة) مبني على شكل قبو اسطواني عقده مكسور، ونقطة الارتكاز بين السقف المقبّب والجدران كناية عن إفريز حجري (على شكل شريط زخرفي) لونه أحمر طوبي، ربما هو نوع من آجُرّ او قرميد.
يحتوي الحائط الجنوبي الغربي على ثلاث حنايا حيث تنتهي الحنيّة الأقرب الى الشرقيّة بحجرة صغيرة (راجع الرسم التخطيطي)، أمّا الباقيتان فتجويفهما على شكل مربّع.
تحتوي الجهّة الشمالية الغربيّة من الكنيسة على حجرة كبيرة يفصل بينها وبين رواق الكنيسة جدار، القسم الأكبر منه منهار؛ يشكّل سقف الحجرة امتدادا" لسقف الكنيسة. في الحائط الجنوبي الغربي لهذه الحجرة يوجد مدخل يؤدّي الى سرداب ينتهي بحجرة صغيرة (راجع الرسم التخطيطي).
تكمن أهمّية هذه الكنيسة في هندستها المعماريّة الداخلية المتناسقة والمتوازنة؛ فحجارتها المنحوتة بطريقة مُتقنة تجعل منها تحفة فنيّة معماريّة، ربمّا الأجمل بين مجموعة الكنائس الأثريّة في منطقة قاديشا؛ اضف الى ذلك وجود فتحة على شكل باب في وسط الشرقيّة(46) كانت تؤدّي حتما" الى "السكريستيّا" (أو "بِتْ شمشا" بالسريانية وتلفظ شَمُشِ) وهذا ما يؤكّده وجود اثر لبناء ملاصق ومتلاحم مع صدر الكنيسة (الواجهة الخارجية لشرقية الكنيسة)(47). من المؤكّد أنَّ هذا البناء (الكنيسة) يعود الى جماععة كان لها تقليد هندسيّ كنسيّ عريق.
خارج هذا الكهف يوجد بقايا لبناء هو عبارة عن ثلاثة جدران مبنيّة بحجارة منحوتة؛ الجدار الجنوبي الغربي متّصل بالجُرُف الصخري، امّا الجنوبي الشرقي فيشكّل الواجهة الأكبر لهذا البناء، ويحتوي على مدخلين كانا يؤدّيان الى مستوى سفلي، حاليا" مردوم، باستثناء قبو في الناحية الشمالية للبناء. خارج الكنيسة وبالقرب من الجُرُف الملاصق للجدار الجنوبي الغربي، عثرنا على بقايا تنّور.
الجدار الشمالي الشرقي، المواجه للكهف الثاني، يحتوي على المدخل الأساسي للدير؛ أهميّة هذه الواجهة أنّها ما زالت محافظة على عناصرها الهنديسيّة المعماريّة، خصوصا" من الجهّة الداخليّة حيث الجدار مُليَّس بعدّة طبقات من المِلاط الجَصّي، وعقد المدخل يعلوه عدد من الصلبان المنقوشة؛ بالاضافة الى ذلك هناك كوّة مربّعة الشكل في أعلى الحائط حيث كانت رافدة السقف الاساسية.
نشير الى انَّ طريقة بناء هذه الواجهة مختلفة تماما" عن الكنيسة: حجارة الكنيسة كناية عن "حجر رملي" امّا البناء الخارجي فحجارته كلسيّة صلبة.


الكهفان المتبقِّيان (الثالث والرابع) يقعان على حافَّة جُرُف قليل الارتفاع، والوصول اليهما يتم عبر ممر على شكل قنطرة من حجارة شبه منحوتة يتبعه جسر خشبيّ. التجويف الرابع يحتوي على جدار، قسم منه منهار حاليا".
القسم الثاني: هو كناية عن بناء، يقع على سطح الجُرُف حيث الكهوف الأربعة، وهو مستطيل الشكل مكوّن من عدة مستويات، سقفه منهار وبعض من جدرانه أيضا"؛ طريقة بنائه شبيهة بالعمارة الخارجيّة في القسم الأوّل.
تسمية الدير
أبون (بالسريانية) تعني أبونا. كان يعرف الدير "…دير ماري يوحنا المعروف بمار أبون…"(48). حاليا" يسمّى مار أبون. البعض من أهالي قرية الفراديس يطلقون عليه تسمية "مار بون".
الحالة الحاضرة لدير مار أبون
كارثة أثرية تحصل حاليا"للمكان؛ فالكنيسة تُستَعمل زريبة للماعز والرعيان يشعلون النار للتدفئة في داخلها، لذلك أصبحت أرضيّتها تعلوها طبقة سميكة من الزبل والرماد، وتحوّل لون البناء في الداخل الى أسود داكن؛ أمّا البناء الخارجي (الواجهة) فوضعه لا يحسد عليه، فقد "أفادنا البعض" انَّ حجارته تُفَكَّك من مكانها لاستعمالها، عند الحاجة، لبناء أو دعم المدرّجات (جلّ).
2- محبسة مار سركيس
عبارة عن كنيسة صخريّة وعن يقايا صومعة في وسط جُرُف يقع الى الجنوب من دير مار أبون.
تقع الكنيسة في جُرُف داخل تجويف طبيعي، أُقيم على واجهته (التجويف) جدار مبني بحجارة شبه منحوتة ومطلية بطبقة من المِلاط الجَصّي. يحوي هذا الجدار من الجهّة الجنوبية مدخل الكنيسة، ومن الجهّة الشمالية، شرقيّة ربع كروية عقدها مكسور؛ يُشاهد في وسط الشرقيّة وعلى امتداد أُفقي متَّكأ او إفريز.
يشكّل السقف الطبيعي للتجويف الصخري سقف الكنيسة، وتشاهد في الداخل مشكاتين أو كوّتين غير نافذتين حُفِرَتا في الصخر.
تقع صومعة مار سركيس بالقرب من الكنيسة (الى الجنوب منها) في جُرُف صخري علوه حوالي 50م، وهي كناية عن بقايا لبناء داخل تجويفين قليلي العمق ومتوازيين (الواحد يعلو الثاني بحوالي المترين)، يعلوان المستوى الأرضي بحوالي 15م.
التجويف السُفلي، وهو الأهمّ، لا يتجاوز عمقه الحالي مترا" واحدا" ويحتوي على بقايا لحنيّة صغيرة مبنيّة بحجارة شبه منحوتة حيث يشاهد بقايا لمِلاط جَصّي؛ على ارضية هذا التجويف يوجد كِسَرٌ من الفخّار.
استكشفنا الصومعة بطريقة الهبوط على الحبال من أعلى الجُرُف حتى التجويف لاستحالة التسلّق نتيجة تفتُّت الصخر، الأمر الذي يُفَسّر الحالة الحاضرة للمكان.
الحالة الحاضرة
قام أحد أعضاء الجمعية (وهو جيولوجي) بمُعاينة الموقع وبقايا الصومعة بنوع خاص، وسجّل الملاحظات التالية:
1- الصخر مفتت ومفسّخ، وبالتالي معرّض للانهيار نتيجة عوامل جيولوجيّة مختلفة كزلزال او هزّة أرضيّة، او نتيجة مرور الزمن.
2- حصل شيء ما في هذا الجُرُف وكأنَّ البناء قد انشطر الى قسمين، قسم انهار وقسم بقي لوجوده داخل التجويف؛ والقسم الذي انهار، وهو الأكبر، كان مبنيّا" بالتأكيد على نُتوء صخري (على شكل لسان وربّما كان يشبه النُتوء المبنيّة عليه كنيسة دير مار  جرجس بقرقاشا)   .
3- تأكيدا" على الملاحظة السابقة تُشاهد علامة واضحة في الجُرُف، على شكل شقّ أُفُقي، تقع على الحافَّة السفليّة للتجويف (حيث بقايا  الصومعة).
الظاهر انَّ انهيار الجُرُف ومن ثم الصومعة تسبّب في مقتل أحد الحبساء؛ هذه الحادثة ذكرها الاسقف جبرائيل ابن القلاعي بطريقة أخرى كما سنرى.
وادي قزحيّا
30- المغاور المحيطة بدير مار انطونيوس قزحيّا:.استُكشِفت.
31- مغارة بلعيص والكهوف المحيطة بها.
تقع مغارة بلعيص في الجُرُف الصخري قبالة قمّة مدينة الراس حيث يوجد آثار، أغلب الظن انها تعود الى الفترة الرومانية؛ هذا الجُرُف يعلو الطريق المنحدر من عربة قزحيّا الى دير مار انطونيوس قزحيّا.
قبل الوصول الى الدير بحوالي الخمسماية متر، يبدأ الصعود القاسي والشديد الإنحدار بمحاذاة مجرى مياه موسميّة، باتّجاه شمالي شرقي حتى أسفل الجُرُف، ومن ثم الى ممر أُفقي  (Traversée) عبر الصخور المؤدّية الى المعبر الوحيد الذي يسمح بالولوج الى المستوى السفلي للمغارة. هذا الممر الصعب يتألّف من درجات حُفِرت في الصخر بطريقة غير متقنة، مما يؤكّد ان هذه المغارة، التي جعلتها الطبيعة حصنا" منيعا"، كانت فيما مضى ملجأ لجماعات عاشت واختبأت فيها.
المستوى السفلي للمغارة عبارة عن تجويف صخري له فتحة واسعة تُشرف على كامل وادي قزحيّا تقريبا"؛ يحتوي هذا الملجأ على بعض الكِسَر الفخّارية.
ليس لهذا المستوى ايّة أهمية سوى انه يحتوي على فتحة في السقف هي الممر الوحيد الذي يؤدّي الزاميا"، وبطريقة التسلّق(49)، الى المستوى العلوي، وهو الأهم في هذا الحصن الطبيعي.
المستوى العلوي يتألّف من قسمين:
القسم الأول عبارة عن تجويف تشاهد في وسطه فتحة طبيعية زادت عليها يد الانسان، فحفرتها ووسّعتها على شكل مربّع تسهيلا" للدخول الى المغارة الأساسيّة.
القسم الثاني أو المغارة الأساسيّة كناية عن قاعة طبيعيّة كبيرة ومتشعّبة (راجع الرسم التخطيطي).
الملفت للنظر هي كِسَر الفخّار المنتشرة على أرض المغارة؛ قسم من هذه الكِسَر يرجع الى العصور الوسطى (ق 13-14م)، والقليل منها الى الفترة الرومانية.
هذه المغارة تشبه بموقعها، الى حد ما، مغارة عاصي الحدث في وادي قاديشا؛ فمغارة بلعيص تُعتبر حصنا" طبيعيّا" مُحْكم الدفاع، لا يمكن الاستيلاء عليه الاّ من خلال حصار طويل غايته استسلام سكّانها؛ فقط عند نفاد مؤنِهم.
بالقرب من مغارة بلعيص يوجد مجموعة من الكهوف، قمنا باستكشافها بأكملها (تسلّق صعب)؛ أيضا" استكشفنا الكهوف والمغاور التي تقع في الجُرُف فوق دير مار انطونيوس وتلك التي تحيط به (راجع لائحة المغاور المستكشفة في منطقة وادي قزحيّا).
32- مغارة القلانسيّة: تقع في أعالي وادي قزحيّا، في اسفل بلدة كفرصغاب. طابع استغواري.
33- مغارة مار بولا: تقع بالقرب من محبسة مار بولا. طابع استغواري.
34- هوةّ صليبا: تقع في مشمشيّا بالقرب من الطريق بين حوقا ودير قزحيّا. يبلغ عمق البئر (المغارة العاموديّة) من أسفلها الى أعلاها 77 مترا" (هابطات رائعة). طابع استغواري.
35- مغارة بنت الملك (سرعل): طابع استغواري.
منطقة بيت منذر
36- مغارة الدلماس
الموقع: تقع مغارة الدلماس في جُرُف صخري علوّه حوالي 100 متر يُعرف بشير الدلماس أو الدلماز. المغارة عبارة عن شقّ طبيعي ضخم علوّه 30م تقريبا"، وهو على شكل مُثلّث إتّجاهه نحو الشمال الشرقي؛ يحتوي الشقّ على رواق طبيعي، نُقِرت وهُيًئت فيه مجموعة من الحُجُرات والفجوات على شكل غُرَف، وبُنيت في وسطه عمارة مؤلّفة من عدّة مستويات. يوجد على جانبي الشقّ عدد من الثقوب المقدودة (ركائز لروافد خشبية)، والأدراج المحفورة في الصخر، والفتحات الموسّعة والمُدْمَجة في المجموعة المعمارية. في آخر الشقّ توجد مغارة صغيرة هي كناية عن رواق طوله حوالي 30م.
تكمن أهمية هذه المغارة أوّلا" في موقعها العاصي والإسْتراتيجِيّ، حيث تُشرف على القسم المتبقّي من طريق القوافل القديم (يقع تحت قرية بيت منذر) الذي كان يربط الساحل الطرابلسي مخترقا" جبال لبنان فالبقاع فدمشق(50)، الأمر الذي قد يفسّر الطابع العسكري لهندستها المعمارية، ولو البسيطة؛ وثانيا" لكونها الموقع العسكري الوحيد المتبقّي في جبّة بشرّي.
يصعب وصف ودراسة المستوى الارضي الخارجي للمغارة لوجود طبقة سميكة من زبل الماعز؛ أمّا بقية الموقع، فصعوبة لا بل استحالة الوصول اليه، بحكم علوّه، كانت السبب الاساسي في الحفاظ عليه(51)، وهذا ما سمح لنا بالقيام بدراسة أوّلية له.
وصف الابنية الجوفيّة
القسم الأكبر منها كناية عن حصن معلّق داخل الشقّ يُشرف على الطريق المذكور؛ تّرتكز واجِهَته على عقد مكسور(52)، وبناؤه الداخلي على قبو اسطواني، والاثنان يستندان على جانبيّ الشقّ عن علو 8 أمتار من المستوى الحالي لأرض المغارة.
الواجهة: الحالة الحاضرة للواجهة جيّدة باستثناء القسم الأعلى المنهار، وهي كناية عن حائط ضخم يرتكز، كما ذكرنا، على عقد مكسور ويأخذ في شكل بنائه شكل الشقّ الطبيعي للمغارة؛ نشير الى أنَّ الواجهة مطلية بطبقة من المِلاط الجَصّي(53). العلو الاجمالي لهذه الواجهة 14م تقريبا" (من نقطة انطلاق العقد حتى القسم الأعلى للواجهة)، ومن حيث نوعية البناء، فالعقد كما الحائط، مبنيان بحجر رملي(54) منحوت مستطيل الشكل (ط 40سنتم، ع 20سنتم، إ 20سنتم)؛ سماكة حائط الواجهة تساوي 40سنتم تقريبا" لوجود صفّين متساويين من الحجارة المنحوتة على مستوى كل مدماك. أمّا المِلاط المستعمل لتثبيت الحجارة، فكناية عن مزيج من الكلس والفحم والحصى.
في هذه الواجهة يوجد عدد من النوافذ والفتحات على مستويات مختلفة، حيث تشاهد في المستوى الأوّل نافذة كبيرة مستطيلة في وسط الحائط، وهي تعلو عن مفتاح العقد 40سنتم تقريبا"، بطول 3 أمتار وارتفاع مترا" واحدا"؛ المُلفت ان المستوى الاسفل لهذه النافذة يحاذي مستوى الأرضيّة للقاعة الاساسيّة (المرصوفة بالبلاط) في البناء الداخلي. في المستوى الثاني للواجهة يوجد فتحة بشكل كوّة رمي (ط 20سنتم، إرتفاع داخلي 40سنتم، خارجي 20سنتم) وهي تعلو النافذة الكبيرة من الجهة الشرقية 20سنتم تقريبا". في المستوى الثالث
يوجد ثلاث نوافذ متساوية الحجم (ط 20سنتم، إ 100سنتم). في المستوى الرابع يوجد فتحة مشابهة تماما" من حيث الشكل والحجم لتلك الموجودة في المستوى الثاني (كوّة رمي)؛ أمَّا المستوى الأعلى والأخير للواجهة فهو منهار كلّيا".
فيما يتعلّق بالفتحات التي على شكل كوّات الرمي، فوجودها بالقرب من نوافذ واسعة، واتّجاهها نحو الدرب الوحيد المؤدّي الى الموقع، يُؤكّد انَّ استعمالها كان لغاية عسكرية وهذا أمرٌ محيّرٌ، فصِغَر حجمها يجعل من المستحيل استعمال القوس ورمي السهام منها. فهذه الفتحات تدل على أنّها كوّات رمي لأسلحة نارية.
2- البناء الداخلي: هو كناية عن قاعة ضخمة اساسية تستند على ظهر القبو الاسطواني الذي يشكّل بالنسبة الى القاعة أرضيتها المرصوفة بالبلاط؛ يشكل جانبا الشقّ مع الواجهة جدران القاعة، أمّا امتداد التجويف الصخري افقيا" فوق القاعة فيشكّل شقفا" طبيعيا" لها (تجدر الاشارة الى انّه استعمل الحجر الكلسي في هذا البناء). كان الوصول الى هذه القاعة يتم من المستوى الأرضي عبر درج محفور في الصخر، وروافد خشبية لا تزال تشير اليها عدد من الثّقوب المحفورة بشكل مربّع، انّ علو هذه القاعة (6 أمتار تقريبا") وتوزّع النوافذ والفتحات في الواجهة على مستويات مختلفة، وبقايا ثّقوب مقدودة لجسور وروافد خشبية في وسط جدرانها الصخرية، تفرض وجود طابقين او أكثر في داخلها.
على علو 3 أمتار من سقف القاعة الصخري، يوجد حجرة مستطيلة كان الوصول اليها يتم عبر درج لم يتبقَّ منه الاّ القسم الأعلى المحفور في الصخر؛ هذه الحجرة التي تشكّل الجزء الأعلى للبناء محفورة بأكملها في الصخر، ما عدا جهّتها الشرقية (المستوى الأعلى المنهار من الواجهة الأساسية)؛ فاذا بنا أمام جدران صخرية (داخل الحُجرة) قويمة، تشكّل زوايا مستقيمة، وسقفا" صخريّا" مسطّحا" كليّا". جميع هذه الأقسام مغطّاة بطبقتين من المِلاط الجَصّي الذي أصبح لونه أسود، ربّما بفعل حريق.
لهذه الحجرة أهمية أثرية اذ يوجد في أرضيّتها، في الزاوية الجنوبية، تنّور قطره مترا" واحدا" وما تبقّى من ارتفاعه نصف متر؛ وقد وجدنا بجانبه كِسَرا" لبعض الأواني الخزفيّة المطليّة والتي يمكن تأريخها ما بين القرن 13م و 14م. كذلك عثرنا على قطعة خشبيّة محزّزة، ونبلة  (حديدية)، وخِرق من القماش من بينها واحدة مضلّعة(55).
3- أمّا القسم المتبقّي للأبنية الجوفيّة فكناية عن خزّان لتجميع المياه وعن مجموعة من الحُجُرات المحفورة والمُغلقة بجدران من الحجارة المنحوتة بطريقة غير متقنة.
الخزّان: مؤلّف من حجرة مربّعة الشكل قسم منها محفورٌ في الصخر، والقسم الآخر مبني بحجارة منحوتة بغير اتقان؛ سقفه مبني على شكل قبو اسطواني تتوسّطه فتحة. تُشاهد على ارتفاع 5 أمتار من سقف الخزّان، حجرة صغيرة معدّة لاستقبال مياه الأمطار عبر قنوات محفورة في الصخر، حيث يتم تجميع المياه وجرّها في قسطل من الفخّار الى الفتحة الوسطية في سقف الخزّان.
الحُجُرات: لم يبقى من هذه الحُجُرات سوى اثنتين بحالة جيّدة، تقعان في آخر الشقّ على ارتفاع 5 أمتار، وهما كناية عن غرفتين صخريَّتين مُغلقتين بحائط مبني بحجارة منحوتة.

قْنَيِور
37- مار يوحنا (القحافي) ومار ضوميط: ديران أثريّان.
لم نأتِ في هذه اللائحة على تعداد مجمل الكهوف والتجويفات التي زرناها في منطقة قاديشا خلال السنوات العشر، أي منذ تأسيس الجمعية؛ فقد اكتفينا بتلك التي اعتبرناها جديرة بأن تُزكر لأنَّ هدفنا من هذه اللائحة كان فقط ابراز المغاور التي تحتوي على قيمة أثريّة أو استغواريّة، دون باقي التجويفات المنتشرة في انحاء المنطقة والتي تعد بالمئات(56).
قبل مدّة قصيرة من طبع هذا العدد، عثر أعضاء من الجمعيّة (بولس الخواجة وشقيق غزالة) على مجموعة من المغاور والهوّات ذات الطابع الاستغواري والمتقاربة بعضها من بعض، في مكان تابع لمنطقة قاديشا؛ إحدى الهوّات تحوي في داخلها على مدافن (بقايا عظام وجماجم بشريّة) والتي تُعتبر نادرة، لكون هذه المدافن تقع داخل هوّة وليست داخل مغارة.








(1)     – الجريدة الرسمية – العدد 15- 13/4/1995: "قرار رقم 13، ادخال وادي قاديشا- قنوبين في لائحة الجرد العام للابنية     الأثرية… المادة الاولى: ادخل في لائحة الجرد العام للابنية الأثرية المنطقة المعروفة بوادي قاديشا- قنوبين مع مجموعة الابنية من مغاور طبيعية واصطناعية واديرة وكنائس وبيوت في نطاق هذا الوادي…المادة 2: لا يجوز القيام بأي عمل من شأنه تغيير المنظر الطبيعي والبيئي لهذا الوادي دون موافقة المديرية العامة للآثار المسبقة على الاعمال المنوي اجراؤها والمواد المنوي استعمالها…".       
(2) - قاديشا بالسريانية ( تلفظ قَديشو ) تعني مقدّس، والسبب انّ الوادي يُعتبر منذ فجر المسيحية واديا" مقدّسا" لكونه مسكن النسّاك   والمتعبّدين؛ هناك مخطوط يعقوبي يسمّي الوادي " وادي الذخائر "(راجع مقالة أية حدث؟) نسبة الى ما تركه هؤلاء النسّاك من آثار            (بقايا عظام، ثياب) والتي اعتُبِرَت ذخائر مقدّسة من قِبَل المؤمنين .  

(3)Ehden P-7: Delmaz.

(4) – الجميّل زجليات، ص123 (رقم426).
(5)- تسلّق صعب: يعني استعمال الحبال للتسلّق أو للنزول مع أسافين معدنيّة خاصة تُغرس في الصخر. 

(6) – عن رسومات هذه الكنيسة قبل إزالتها: Dodd notes .
(7) –التسمية بقيت، بالرغم من أنّ مار بهنا او بهنام حُذِف من السنكسار الماروني الحالي. مار بهنا او بهنام هو القدّيس الشهير عند اليعاقبة          والذي كان له تذكار عند الموارنة في كَلَنداراتهم القديمة.
         
(8) –راجع Pouzet Damas, p.241. لم ننشر هذه الكتابات والسبب ان احد المؤرّخين طلب منا أن ينشرها ضمن دراسة تتناول هذا الموضوع بالذات. 
(9) –منذ مدّة، وليست ببعيدة، كان دير الصليب يُستعمل زريبة للماعِز.
(10) -    Catalogue Bkerké 59._
(11) –بخصوص "العتابي" راجع Makrizi histoire, p.222.
(12) –سمّيناه موقعا" لأنَّ المكان يحتوي على موضعين مستقلّين.
(13) –عن دير مار جرجس راجع دويهي توتل، ص 218-219، دويهي فهد، ص 365-368، دويهي تاريخ، ص 142.
(14) – (1989).
(15) –أغلب الظن أنَّ الولوج إلى هذا الدير كان يتمّ عبر سُلَّم خشبي مع العلم ان الرهبان الأحباش كانوا وما زالوا حتى يومنا هذا في بعض الأديرة المبنيّة داخل الكهوف العاصية الواقعة في بلاد الحبشة، يصعدون الى مساكنهم تسلّقا" أو مستعينين بالحبال؛ راجع .Grefter Ethiopien, p. 79 
(17) –راجع مقالة يعاقبة وأحباش، قسم نوح البقوفاوي.
(18) –من المعروف انَّ الصاعدات والهابطات التي تتطلّب مئات السنين لتتكوّن، تفقد كل لمعانها وجمالها اذا أُخرِجت الى نور النهار وتصبح مجّرد حجر عادي لا قيمة لها.
(19) –زار عالم الآثار الاب Charles MILLER  وادي قاديشا برفقتنا، وقد اطلق على موقع سيّدة حوقا اسم "جوهرة الوادي" للناحية الجماليّة والأثرية التي يختزنها هذا المكان؛ الاب MILLER  هو عميد كلية العلوم الانسانية في جامعة
.ST.MARY’S (San Antonio Texas)

(20) –يوجد في أسفل سيّدة حوقا كهف طبيعي بُنِي الدير فوقه؛ في سقف هذا الكهف كان يوجد رسومات جدارية أُزيلت كلها منذ سنوات.
(21) –لا تشير الخريطة الى اسم الجُرُف، ولكن التسمية أتت بحسب عرف العامة.
(22) – دويهي توتل، ص22؛ التواريخ المذكورة في حولياته عثر عليها البطريرك الدويهي أثناء بحثه في المخطوطات القديمة وهي اذن مصدر ثقة، لذلك ومن الناحية الأثرية، يُعتبر دير مار جرجس وخاصة كنيسته موقعا" مهمّا". 
(23) – هذا المخطوط يخص مكتبة جامعة Salamanque  في اسبانيا. عنه راجع تابت ريش قربان.
        الاب يوحنا تابت ، ريش قربان ماروني قديم، الكسليك، لبنان، 1988.  
(24) – في سنة 1989 اتصل بنا أحد الأصدقاء منبّها" من مشروع لترميم دير مار جرجس بقرقاشا من قِبَل الأهالي الذين يفتقرون الى     خبرة وقدرة في ترميم هكذا آثار؛ حينها وجّهنا رسالة الى الأب (المرحوم) يواكيم مبارك (تاريخ 8/11/89) شارحين له الوضع، ثم عدنا والتقينا معه وكان جواب الاب مبارك أنَّه حاول عبثا" ثني الأهالي عن ترميم هذا الموقع. 
(25) – هل الطبقة التي كانت تغطّي الكتابة والرسم وُضِعت لإخفاء الدليل على وجود الأحباش بعد رحيلهم من هذا المكان كونهم  "هراطقة" أم لتجديد مِلاط الحائط؟ نحن نعتقد ان الطبقة التي تغطّي الكتابة وُضِعت لتجديد ملاط الكنيسة لأنه كان باستطاعة أولئك الذين أتوا بعد الأحباش إزالتها.
(26)La Roque voyage, p.p.22-23 .
(27) – المرجع السابق.
(28) – دويهي فهد، ص 555؛ الرحّالة Jean de La Roque  أتى على ذكر الناسك الفرنسي الذي استحبس في هذا الكهف.
(29) + البطريرك اسطفانوس الدويهي، تاربخ الازمنة، نشرة الاب فردينان توتل اليسوعي، بيروت، 1951 ص. 145- 146. 
    +  محيي الدين بن عبد الظاهر، الروض الزاهر في سيرة الملك الظاهر، تحقيق ونشر عبد العزيز الخويطر، الرياض، 1976
        ص. 304-305. 
(30) – عن هذا الاكتشاف: Momies du Liban .
(31) – عدم وجود رطوبة وعدم وجود مواد عضوية في ارضية المغارة كانا من بين الاسباب التي حافظت على بعض الاجساد والثياب       والمخطوطات: (Ghossain) Momies du Liban .
(32) – امام الاوضاع المتردّية حينها في لبنان؛ كان لا بد من المحافظة بوسائلنا على المكتشفات لحين تسليمها الى السلطات المختصّة، وُضعت تلك المكتشفات بعهدة احد افراد الجمعية، في غرفة ملائمة، وجُهِّزت الغرفة بكل الوسائل المتاحة لجعل جو المكان كما كان عليه في المغارة من رطوبة لا تتجاوز الحد الذي يؤثّر على المجموعة الأثريّة، خاصة" على الاجساد (التي وضعت في توابيت من Plexiglass  مع مواد كيماوية لابعاد عنها خطر "الفطر") والثياب والمخطوطات والاواني الخشبيّة والحديديّة والجلديّة، والتي نُظِّفت بكل عناية وبحسب الاصول المتّبعة، وهذا ما عاينه خبيران من المتحف البريطاني اللذان زارا الغرفة برفقة أعضاء من مديرية الآثار وأثنياء على عمل الجمعية.
(33) – في تاريخ 7 كانون الاول 1992 وفي المتحف الوطني، أُعلن رسميا" عن هذا الاكتشاف خلال مؤتمر صحفي عقده وزير السياحة             الأستاذ نقولا فتّوش (المديريّة العامة للآثار كانت تتبع في حينها وزارة السياحة) وباشراف المديريّة العامّة للآثار وباشتراك الجمعية اللبنانية للأبحاث الجوفية صاحبة الاكتشاف. ظلّت المكتشفات في عهدة الجمعية لحين تسليمها الى المتحف الوطني في تاريخ 23/11/1994، والأقمشة والثياب في 12/1/1995.                                            
(34) – لها علاقة بالسحر.
(35) – كانت تقيّد أيدي المومياءات.
(36) – واحدة عليها تطريز يمثّل طائري الإبيس Ibis  رمز الخلود.
(37) -  والمعنى: "خاصة بطرس من (قرية) الحدث"؛ الكتابات (من اسماء أو تمنّيات أو دلالات) على الأواني الفخّارية والزجاجية كانت عادة متّبعة في الشرق خاصة في العهد المملوكي، منها مثلا "مشروب الهنا" أو "مأكول الهنا".   
(38) – اناء يوضع فيه زيت وفتيلة للاضائة.
(39) – المفتاح الخشبي كان موضوعا" فوق احدى المومياءات (إمرأة بالغة)، ووضع المفتاح فوق الجثّة له دلالة: بحسب العادات المتّبعة                خاصة في شمال لبنان، فانَّ الشخص المتوفّي اذا كان آخر فرد من العائلة، بمعنى آخر انَّه بوفاته لم يبقَ أحد من أفراد عائلته على قيد الحياة،       فعند خروج جثّته من منزله يعمد المعزّون الى رمي مفتاح البيت على سطحه (سطح البيت)، وهذا يعني انَّ الفقيد بموته قد أقفل المنزل نهائيّا"؛ الظاهر انَّ إمرأة المغارة (المومياء) كانت آخر فرد على قيد الحياة من عائلتها وبموتها أثناء الحصار رمى من كان حولها المفتاح فوقها. 
(40) – الخيط المعقود او المربوط داخل الحجاب يعني "ربط الشرّ".
(41) – واحدة تحمل من جهة اسم السلطان قلاوون ومن الجهة الثانية اسم الخليفة العبّاسي في مصر "الحاكم بأمر الله أبو العبّاس أحمد                    (661-701 هـ)" (قطعة نادرة).
(42) – الشفرة تُطوى داخال المقبض؛ وُجِد سكّين شبيه بمُدْية الحدث، في فرنسا، يعود الى المرحلة الغاليّة
        (Gaulois): .Encyclopédie médiévale, p. 676
(43) – كان النبّال يتفنّن بالرسم او بتلوين خشب السهم بأشكال مختلفة.
(44) – هذا السهم الكامل كان موضوعا" بجانب نصف هيكل عظمي، السهم المكتشف أعطى بعدا" جديدا" في علم تقنيّة القوس والنشّاب                 في القرن 13م في جبل لبنان، والسبب أنَّ الورق المستعمل في الذيل (مكان الريش) يعطي اداء أفضل من الريش: سرعة ومسافة أكبر وتوازن مميّز في مسار النبلة. موارنة جبل لبنان كانوا مشهورين في رمي السهام.
- عن هذا السهم راجع .Momies du Liban. pp. 206-208  
(45) – الحجارة المنحوتة المكوِّنة لقوس العقد (في شرقية الكنيسة) تتعاقب بالنسبة للّون الأسود واللون الأحمر الطوبي.
(46) – حاليا" القسم الأسفل من هذا المنفذ مُغلق بحجارة وذلك لاستعمال الكنيسة زريبة للماعز.
(47) – نشير الى انَّ كنيسة دير مار أبون من بين الكنائس القليلة في منطقة قاديشا التي يلاحظ فيها وجود اثر لسكريستيّا. 
(48) – دويهي توتل، ص 208.
(49) – صديقنا سيمون مارون من عينطورين هو الذي نبّهنا الى وجود هذه المغارة وهو قد تسلّقها مستعينا" بقسم من جذع شجرة كبديل                     لسُلَّم خشبي؛ لكن عند مجيئنا الى المغارة كان جذع الشجرة قد سقط الى أسفل الجُرُف، فكنّا ملزمين على استعمال تقنيّة التسلّق     الاصطناعي في صخر مُفَتَّت.
(50) – بالطبع خارج موسم الثلوج؛ عن هذا الطريق راجع مقالة يعاقبة وأحباش، حاشية 200.
(51) – منذ سنوات، كان لنا لقاء مع رئيس الجمهورية الأسبق الاستاذ سليمان فرنجية، وكانت امنيته ان نصل الى الحجرة الأعلى في هذه        .       المغارة كونه حاول عبثا" الوصول اليها أيام شبابه؛ هذه الأمنية تحقّقت فقط في صيف 1995.
       - أثناء تسلّقنا الى الموقع الأعلى في المغارة، كان همّنا تفادي الحجارة التي كانت تتساقط لمجرّد لمسها؛ لم نكتفِ بالحجرة العليا بل   .         تخطّيناها الى شقّ كبير يعلو الفتحة الاساسية للمغارة. احد الرعاة، الذي شاهدنا ونحن في أعلى الشقّ، سألنا بعفوية اذا كنّا قد        .         ثبّتنا على ظهرنا "جوانح للطيران".     
(52) – ليس بالامكان الجزم فيما يتعلّق بشكل الهندسة المعمارية لهذا العقد، وذلك أنَّ طريقة بنائه غير مستندة على طراز هندسي معيّن؛                                                                                                                                                              .       هذا يعود ربما الى البساطة في الهندسة المعمارية لهذا الموقع ككل.
(53) – هذا الأمر غير مستغرب نظرا" لاستعمال حجارة "كلسيّة-دولوميتيّة" سهلة التفتّت، وميزة المِلاط ايضا" انّه يحمي
        الحجارة هذه من العوامل الطبيعية.   
(54) – هذا الحجر كلسيّ دولوميتيّ وليس الحجر الرمليّ المعروف في الساحل.
(55) – هذا النوع من القماش المضلّع كان يسمّى ابان العهد المملوكي "العتابي"؛ .Makrizi p. 222 
(56) – رهبان دير قنّوبين في القرن 17م ذكروا انَّ العدد (المغاور والكهوف والتجويفات) هو 800،
        راجع .Voyage, p. 20 La Roque 

ليست هناك تعليقات: