2015/10/19

سلسلة محاضرات 1998 بيت مار شريل ـ بقاعكفرا، الأب جورج صغبيني- محاضرة السيد ريكاردوس الهبر، الأهمية الإيكولوجية لمنطقة وادي قاديشا، في شمال لبنان، الأحد 14 حزيران 1998



سلسلة محاضرات 1998 بيت مار شريل ـ بقاعكفرا، الأب جورج صغبيني- محاضرة السيد ريكاردوس الهبر، الأهمية الإيكولوجية لمنطقة وادي قاديشا، في شمال لبنان، الأحد 14 حزيران 1998




تتألف منطقة قاديشا طوبوغرافيا من نظام واديين متوازيين يقطعان سلسلة جبال لبنان الغربية باتجاه شرق _ غرب من ارتفاع 2500 م حتى 550 م. اما الواديان فهما وادي قزحيا شمالا وتعني تسميته "كنز الحياة"، ووادي قاديشا جنوبا ، وتعني تسميته " المقدّس " . الجزء الغربي من قاديشا يُعرف بوادي قنوبين ، وتعني تسميته " المَنْسَك " . يفصل وادي قزحيا ووادي قاديشا جبل مار الياس الذي ينحدر باتجاه شرقي _ غربي ويرتفع بين 1160 م الى 1750 م . ويتدفق في الواديين نهران يلتقيان عند قاعدة جبل مار الياس ليتحدان في نهر واحد يكمل طريقه الى البحر المتوسط مارا بمدينة طرابلس .
يحضن منطقة قاديشا من الشرق جبل ظهر القضيب الذي يرتفع حتى 2750 م ويشكل حاجز طبيعي امام رياح الصحراء من الشرق واهم حوض مائي في لبنان . في سفح ظهر القضيب ، وعلى علو 2000 م ، تقع بقايا غابة ارز لبنان القديمة والشهيرة متوِّجة رأس وادي قاديشا الذي يحوي نظاما وافرا من مصادر المياه العذبة .
لوادي قاديشا اهمية عالمية لأسباب عديدة مثل كونه تجمع فريد لمجموعات شجرية قديمة التواجد والتفاعل تحتوي على فصائل عديدة من الصنوبريات مختلطة مع انواع عديدة من الاشجار العريضة الاوراق المُساقطة او الدائمة الخضرة ، جميعها في منطقة مناخية _ نباتية متعددة الخصائص . كذلك لكونه موطن طبيعي لتركيبة متوازنة من النباتات والحيوانات البلدية مشكلا احتياطيا فريدا" من الكائنات الحية البرية في هذا الجزء من قارة آسيا.
فهو يحتوي على آلاف النماذج الانيقة النمو، المختلطة بانواع عديدة من الاشجار كالعرعر والقيقب والدردار والغُبيراء وخوخ الدب واللبنى والزيزريق. اما انواع الشجيرات الخفيضة المتواجدة مع الاشجار فتشكل مزيجا" هائلا" من الاصناف النادرة او المستوطنة مثل مخلب عقاب الارز ومخلب عقاب صوفر ودحريج لبنان والورد الغروي وغملول لبنان.
وتشكل شقوق الصخور والينابيع والجداول وغَيْض الاشجار والممرات الضيقة والدروب القديمة والفسحات بين الاشجار جنة مكتظة باكثر من 900 نوع من النباتات المزهرة . هذا الامر جعل من وادي قاديشا محج لعلماء النبات عبر 350 سنة منصرمة اسفرت عن اكتشاف وتسمية انواع جديدة عدة من الازهار البرية التي لا ينمو بعضها الا في لبنان مثل بنفسج لبنان . ويعتبر وادي قاديشا مأوى لعدد كبير من انواع الازهار البرية النادرة والمهددة بالانقراض ، وهذه تضم 53 نوعا" مستوطنا" بينها 42 نوعا" اعطي علميا" اسم لبنان مثل حليب الطير اللبناني ونجمة الربيع اللبنانية وقصر النحل اللبناني.
ويقدم وادي قاديشا امكانيات كثيرة وظروف عيش مناسبة لالاف الانواع من الكائنات الحية اللافقارية بفضل غنى وتنوع القاعدة الغذائية النباتية . فكل نوع من الاشجار والشجيرات والاعشاب والازهار يأوي حصراً انواعه الخاصة من تلك الحيوانات الصغيرة . ولوادي قاديشا اهمية خاصة كونه الملجأ الطبيعي لاعداد كبيرة من فراشات المناطق المرتفعة النادرة . كذلك يؤمن الحرش ظروفا"مثالية حيث تجد مئات الحشرات النافعة مَوئلا" مناسبا" . وينمو فيه اكثر من مئة نوع من النباتات المُعَسِّلة والرحيقية مما يجعل من فسحاته المشمسة جنة لانواع عديدة من النحل البري ولمئات من انواع الكائنات المعسّلة .         
ان موقع وادي قاديشا الجغرافي، وغناه في المساكن الطبيعية، ووفرة الاماكن الصالحة للتعشيش، والتنوع الكبير في المأكل والملجأ جعل منه ملاذا" للطيور وموقعا" حيويا" للحفاظ على الثروة الطائرة. فعلى مدار السنة، يعج بكافة انواع الطيور الساكنة والمهاجرة والمعششة ربيعا" وصيفا" والزائرة شتاء" وهي بمعظمها مهددة بالانقراض ومحمية دوليا" مثل: ملك العقبان، نسر البادية، النسر الذهبي، العوسق، الباشق، الشاهين، عقاب النحل، البيدق، الابلق العربي، النقشارة الخضراء، هازجة الشجر، الدُخّلة الرأساء، وجميع انواع النعّار. ويؤمن وادي قاديشا احد الملاجئ الاخيرة للعدد الاكبر من انواع اللبونات المستوطنة والمهددة جديا" بالانقراض. من هذه الحيوانات نذكر كبابة الشوك، السنجاب، القنفضة، ابن آوى، ابن عرس، الغرير، السنّور، الطبسون، الارنب البري، القدّاد، عكبر الحقل، الزبابة والخفاش.
ويعتبر علماء الطبيعة ان وادي قاديشا هو مورد علمي، وثقافي، وجمالي، وسياحي فريد في هذا الجزء من العالم. فهو تراث ومتحف طبيعي وطني لا مثيل له حيث ما زالت تعيش مختلف كائنات الغابات الغابرة المستوطنة والتي تضم بعض اندر واهم انواع المخلوقات المتأقلمة في بيئة مناخية خاصة . لذلك هو بمثابة كنز دفين للبنان وللمنطقة لأنه يختزن معلومات علمية فائقة الاهمية حول انواع الحياة البرية وحول علم اجتماع النبات ودينامية علاقات الكائنات وتطور النظم الطبيعية . كما انه مخزن وطني طبيعي لبذور مئات النبات البري التي ما برحت تجمع وتؤصل معلومات وراثية نادرة منذ آلاف السنين . ولانه مستودع طبيعي اخير لبذور ولشتول انواع عديدة من الاشجار والشجيرات المستوطنة التي لا بد من الاستعانة بها لإنجاح اية عملية اعادة تحريج مستقبلية لمناطق لبنانية مشابهة ، ذات ظروف بيئية كامنة مماثلة .
عندما ذكر العالِم الاميركي، والباحث في النبات جورج بوست في كتاباته: "ان لا مثيل للبنان على هذا الكوكب، ليس فقط لكونه مسرحا لحقبات هامة ولافتة من تاريخ الانسانية ، بل ايضا لتكوينه الجيولوجي الفريد، وللتنوع الكبير في تضاريسه ومناخه ، ولغناه النوعي بالنبات وبالحيوان" كان يشير خاصة الى مناطق شمال لبنان الزاخرة بالمواقع الطبيعية الفريدة التي تحتوي على تنوع طبيعي لا مثيل له .
ويمكن اعتبار هذه المنطقة الصغيرة نسبيا من لبنان حديقة وملجأ ومختبر طبيعي آخر في هذا الوطن الصغير . فالعديد من الفراشات والطيور والاشجار والازهار المتواجدة في المنطقة اطلق عليها مكتشفوها من علماء اجانب وفدوا الى لبنان عبر اربع مئة سنة منصرمة اسماء علمية تشير الى اسم لبنان .
ومن الناحية المناخية ، فان رؤوس الجبال المكللة بالثلوج والمحيطة باعالي وادي قاديشا تضفي على ارجائه مناخا ألبيا" ( نسبة لنظم المناخ في جبال الألب ) ، بينما تنعم المناطق السفلى بنظم طبيعية متوسطية ( نسبة لنظم مناخ المناطق المواجهة للبحر المتوسط ) . ويتخلل هذان الحدّان من الحرارة والارتفاع عدة انواع من المناطق البيئية والمناخية المتدرجة بينهما .
هذه التقلبات المناخية الحادة جعلت من محيط قاديشا حديقة حقيقية ينمو فيها حوالي الف نوع من الازهار البرية المسجلة بالاضافة الى تشكيلة واسعة من الاشجار البرية المثمرة والهامة اقتصاديا . هذه الميزات النادرة لاقت تقديرا لافتا من جميع الذين شهدوا على جمال المنطقة. وغنى الادب، شعرا ونثرا، بكتابات تجمع ما بين جمال وفرادة منطقة قاديشا لا يترك مجالا للاستفاضة . فمثلا كان إرْنِسْت  رونان مسهبا في التعبير حين كتب: "… ان عذوبة الهواء وجمال الاخضرار يشعران المرء بالاشتهاء . كما ان الطبيعة الفريدة والخلابة التي تنجلي رويدا رويدا على تلك المرتفعات تشرح كيف ان الانسان قد أُعطِي جلّ الامكانات لمختلف انواع الاحلام في هذا العالم الرائع " .
وكتب ألفونس لامرتين متعجبا ومسحورا بجمال جبال هذه المنطقة ، فقال : " لم يترك ابدا منظر اية جبال في نفسي هكذا انطباع .
… انها خليط من جمالية الخطوط وعظمة القمم مع دقة التفاصيل وتنوع الالوان".
واخيرا، ان اهم الاسباب الايكولوجية التي تحتم الحماية الطارئة لمنطقة قاديشا المتضمنة جبل ظهر القضيب (من القمم حتى السفوح)، غابة الارز ، جبل مار الياس ، وادي قزحيا ووادي قاديشا ، حتى الوادي الفاصل بين بلدتي طورزا وسرعل هي :
1 _ كثافة المواطن الطبيعية نتيجة للتنوع الكبير في التكوين الجيولوجي والطوبوغرافي والمناخي والترابي.
2 _ التنوع الطبيعي الهائل والبارز من خلال آلاف انواع النباتات والحيوانات التي تضم عددا كبيرا من الانواع المستوطنة اما في لبنان او في هذه المنطقة وحدها .
3 _ فرادة تواجه وتشابك هكذا خليط من النظم الطبيعية ، من جبال متعددة الارتفاعات الى اودية وانهر واحواض مائية ، في هذه المنطقة من العالم.

- تردد فئات نباتات وادي قاديشا
عدد العائلات ………….…… 79
عدد الانواع ……………….  912
عدد النوعيات ………..……  163
عدد الاصناف ……………… 118

- نباتات وادي قاديشا المسماة علميا نسبة الى لبنان
عدد الانواع ……..… 26
عدد النوعيات ……..  07
عدد الاصناف ……..  09

- الامتداد الزمني لحياة نباتات وادي قاديشا
النباتات السنوية …………………........….  162 نوعا
النباتات الحؤولة ( تعيش سنتين لاكمال دورتها )  43  نوعا
النباتات المعمّرة ………........…………….  568 نوعا
الانواع الشجرية ……….........……………  27  نوعا

- درجة خصوصية ( Endemisme  ) نباتات وادي قاديشا
البلد                                       عدد الانواع % من نبات قاديشا
لبنان فقط                                 53               0 , 6
لبنان وسوريا                            38               0 , 4
لبنان وتركيا                            26               0 , 3
لبنان وفلسطين                          03               1 , 0
لبنان وسوريا وفلسطين                42               6 , 4
لبنان وسوريا وتركيا                   93               0 , 19
لبنان وسوريا وتركيا وفلسطين       47               0 , 5
بلدان شرقي حوض البحر المتوسط 75               2 , 8








ليست هناك تعليقات: