2014/09/26

عيد الصليب 14 أيلول الأب جورج صغبيني

عيد الصليب 14 أيلول

قبل المسيح كان الصليب يُعتبر أداة تعذيب وقمّة العار لأنّ أكبر جزاء للمجرم هو تعليقه على عود الصليب.
ولكن منذ ألفي عام تبدّل معنى الصليب مع صلب المسيح، وتغيّرت مفاهيم الموت بسبب حبّ الذي عُلّق على الصليب لنا ولكلّ الناس. وتحوّل الصليب إلى قمّة حبٍّ بدل أن يكون أداة عار ومذلّة. والحبّ هو أن يبذل الإنسان نفسه عن أحبّائه وما من شيءٍ أجمل من أن يبذل الإنسان نفسه في سبيل أحبائه.

رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل قورنتوس 1/ 18- 25
18 إِنَّ كَلِمَةَ الصَّلِيبِ عِنْدَ الـهَالِكِينَ حَمَاقَة، أَمَّا عِنْدَنَا نَحْنُ الـمُخَلَّصِينَ فَهِيَ قُوَّةُ الله؛
19 لأَنَّهُ مَكْتُوب: "سَأُبِيدُ حِكْمَةَ الـحُكَمَاء، وأَرْذُلُ فَهْمَ الفُهَمَاء!".
20 فَأَيْنَ الـحَكِيم؟ وأَيْنَ عَالِمُ الشَّرِيعَة؟ وأَيْنَ البَاحِثُ في أُمُورِ هـذَا الدَّهْر؟ أَمَا جَعَلَ اللهُ حِكْمَةَ هـذَا العَالَمِ حَمَاقَة؟
21 فَبِمَا أَنَّ العَالَمَ بِحِكْمَتِهِ مَا عَرَفَ اللهَ بِحَسَبِ حِكْمَةِ الله، رَضِيَ اللهُ أَنْ يُخَلِّصَ بِحَمَاقَةِ البِشَارَةِ الَّذِينَ يُؤْمِنُون؛
22 لأَنَّ اليَهُودَ يَطْلُبُونَ الآيَات، واليُونَانِيِّينَ يَلْتَمِسُونَ الـحِكْمَة.
23 أَمَّا نَحْنُ فَنُنَادِي بِمَسِيحٍ مَصْلُوب، هُوَ عِثَارٌ لِليَهُودِ وحَمَاقَةٌ لِلأُمَم.
24 وأَمَّا لِلمَدْعُوِّينَ أَنْفُسِهِم، مِنَ اليَهُودِ واليُونَانِيِّين، فَهُوَ مَسِيحٌ، قُوَّةُ اللهِ وَحِكْمَةُ الله؛
25 فَمَا يَبْدُو أَنَّهُ حَمَاقَةٌ مِنَ اللهِ هُوَ أَحْكَمُ مِنَ النَّاس، ومَا يَبْدُو أَنَّهُ ضُعْفٌ مِنَ اللهِ هُوَ أَقْوَى مِنَ النَّاس.

شجرة أدم أعطت ثمرة الخطيئة وشجرة الصليب أعطتنا ثمرة الحياة ومعرفة الحق والخبز النازل من السماء
الصليب جسر نعبر عليه وادي الدموع إلى فرح القديسين
الصليب هو رفيقنا الدائم كمفتاح باب بيتنا الذي لا نفارقه لأنه مفتاح باب الجنّة

على درب صليب الجلجلة نحو قدس الجنّة توجد مصاعب على أنواعها وإن سقطنا في مرحلة فلنقف ونكمل مسيرتنا. لأن من أراد أن يتبعني فليحمل صليبه ويتبعني.

لا يكفي بأن نلبس ثياب القديسين بل فضائلهم وأخلاقهم وقداستهم.
ونحن الذين بالمسيح اعتمدنا المسيح قد لبسنا...
فالمسيح زاد سفرنا
وصليبه عكاز في طريقنا
منه تهرب الشياطين

فالّذي يجهل سر الصليب يجهل سر الحب ويجهل سرّ الحياة ويجهل سرّ الموت ويجهل سرّ القيامة.

 

إنجيل يوحنّا 12/ 20- 32

20وكَانَ بَينَ الصَّاعِدِينَ لِيَسْجُدُوا في العِيد، بَعْضُ اليُونَانِيِّين.

21فَدَنَا هـؤُلاءِ مِنْ فِيلِبُّسَ الَّذي مِنْ بَيْتَ صَيْدَا الـجَلِيل، وسَأَلُوهُ قَائِلين:"يَا سَيِّد، نُرِيدُ أَنْ نَرَى يَسُوع".

22فَجَاءَ فِيلِبُّسُ وقَالَ لأَنْدرَاوُس، وجَاءَ أَنْدرَاوُسُ وفِيلِبُّسُ وقَالا لِيَسُوع.

23فَأَجَابَهُمَا يَسُوعُ قَائِلاً: "لَقَدْ حَانَتِ السَّاعَةُ لِكَي يُمَجَّدَ ابْنُ الإِنْسَان.

24أَلـحَقَّ الـحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّ حَبَّةَ الـحِنْطَة، إِنْ لَمْ تَقَعْ في الأَرضِ وتَمُتْ، تَبْقَى وَاحِدَة. وإِنْ مَاتَتْ تَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِير.

25مَنْ يُحِبُّ نَفْسَهُ يَفْقِدُهَا، ومَنْ يُبْغِضُهَا في هـذَا العَالَمِ يَحْفَظُهَا لِحَيَاةٍ أَبَدِيَّة.

26مَنْ يَخْدُمْنِي فَلْيَتْبَعْنِي. وحَيْثُ أَكُونُ أَنَا، فَهُنَاكَ يَكُونُ أَيْضًا خَادِمِي. مَنْ يَخْدُمْنِي يُكَرِّمْهُ الآب.

27نَفْسِي الآنَ مُضْطَرِبَة، فَمَاذَا أَقُول؟ يَا أَبَتِ، نَجِّنِي مِنْ هـذِهِ السَّاعَة؟ ولـكِنْ مِنْ أَجْلِ هـذَا بَلَغْتُ إِلى هـذِهِ السَّاعَة!

28يَا أَبَتِ، مَجِّدِ اسْمَكَ". فَجَاءَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ يَقُول: "قَدْ مَجَّدْتُ، وسَأُمَجِّد".

29وسَمِعَ الـجَمْعُ الـحَاضِرُ فَقَالُوا: "إِنَّهُ رَعد". وقَالَ آخَرُون: "إِنَّ مَلاكًا خَاطَبَهُ".

30أَجَابَ يَسُوعُ وقَال: "مَا كَانَ هـذَا الصَّوْتُ مِنْ أَجْلِي، بَلْ مِنْ أَجْلِكُم.

31هِيَ الآنَ دَيْنُونَةُ هـذَا العَالَم. أَلآنَ يُطْرَدُ سُلْطَانُ هـذَا العَالَمِ خَارِجًا.

32وأَنَا إِذَا رُفِعْتُ عَنِ الأَرض، جَذَبْتُ إِليَّ الـجَمِيع".

الموت ليس له سلطة بعد اليوم
فإن لم تقع حبّة الحنطة في الأرض وتمت، فهي تبقى وحدها، ولكن إن ماتت تأتي بثمرٍ كثيرٍ".
فالموت هو أن تَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِير وليس الموت أن تبقى وحيدا من دون ثمار.
فالحصاد يأتي بعد موت حبة حنطة وإلا لما كان حصاد ولا بيادر يُفصَل فيها القمح عن الزؤان ولن يكون هناك أهراء وطاحون ومعجن وخبز ولا يكون غذاء للبشر ولا يكون سرّ جسد المسيح وذبيحة وقداس وكنيسة...

موت المسيح حبّة الحنطة
وقيامته أعطت ثمار المؤمنين
جمعهم في أهراء الكنيسة من أجل سرّ جسده ودمه اللذين أعطاهما حياة للناس.

مِنَ الناس مَن يجعل مِن نفسه حبّة حنطة لمائدة الملكوت
ومِنَ الناس مَن يجعل مِن نفسه حبّة زؤان لمائدة نار الجحيم

من يحبّ نفسه أكثر من حبه للسيّد المسيح
لن يكون حبّة حنطة تُنبتُ سنبلة الصليب
بل يكون شوكا في إكليل آلام المسيح
ويكون مسمارا لا في خشبة الصليب بل في جسد المسيح المصلوب على الصليب

الحياة ألم مخاض وعرق جبين وموت
والمسيح بآلامه وموته، علّمنا كيف نحمل في جسدنا ما نقص من آلامه كما يقول بولس الرسول، وكما نشاركه آلامه نشاركه مجده بالحياة الأبدية.

موت المسيح على الصليب غيَّر مفاهيم الموت والصليب

يا يسوع، أنت الّذي قاسيت كلّ أنواع الآلام المرة وتسميرك على خشبة الصليب، حبّاً لنا ومن أجل خلاصنا وخلاص العالم.
إجعلنا في هذا الشرق في لبنان وفلسطين وسوريا والعراق أن نشاركك في آلامك وأن نحمل صليبك بفرح وإن لزم الأمر وشاءت مشيئة أبيك أن لا يجيز عنّا هذه الكأس فلتكن مشيئتك من أجل مجد أبيك ومن أجل أن يحلّ في العالم السلام ومن أجل بقاء الرجاء الصالح عند جميع بني البشر.

ليست هناك تعليقات: