2014/09/26

تذكار القديسة تقلا أولى الشهيدات التي لم يُسفك دمها وثاني الرسولات النساء بعد المجلية اليوم الرابع والعشرون من شهر أيلول الأب جورج صغبيني

القديسة تقلا

اليوم الرابع والعشرون من شهر أيلول تذكار القديسة تقلا أولى الشهيدات التي لم يُسفك دمها وثاني الرسولات النساء بعد المجلية.

وُلِدت نحو سنة العشرين، في مدينة ايقونية من والدين وثنيين وغنيين. كانت جميلة وذكية ومثقفة كثيراً. خُطِبَت لشاب وثني لا يقل عنها شرفاً وجاها. ولما مرّ بولس الرسول في مدينة أيقونية نحو سنة 45، سمعته تقلا فأعجبت بتعاليمه واستنار عقلها بنعمة الله. وبعد أن تفهمت التعاليم الإنجيلية إعتمدت ونذرت بتوليتها لله، وعكفت على الصلاة والتأمل. فسألتها والدتها عن هذا التبدل في حياتها، فأجابتها: إنه ثمن اصطباغها بماء العماد المقدس وإيمانها بالمسيح الذي نذرت له بتوليتها. فثارت الأم وغضب خطيبها وأهلها وأخذوا يقنعونها بالكفر، فلم تسمع لهم. فشكتها أمها إلى حاكم المدينة. فأخذ يتملقها الحاكم فلم تعبأ بتهديداته. فأمر بإضرام النار. فرمت تقلا ذاتها في النار مسرورة الا أن الله حفظها، فنزل المطر وأطفأ النار وسلِمت تقلا فتركت بيت أبيها ولحقت القديس بولس ورافقته في أسفاره حتى أنطاكية حيث بقيت تبشر بإنجيل المسيح. فعلم بها والي أنطاكية فأمر بطرحها للوحوش عريانة. فستر الله عريها ولم تؤذها الوحوش أبداً. فأعادها الوالي إلى السجن. وفي اليوم التالي ربطوها إلى زوج من الثيران الثائرة فكادت تقلا تموت ألماً. فخلصها الله بأن أفلتها الثوران.
فحار الحاكم بأمرها، وألقاها في هوة عميقة مملوءة حيات سامة، فلم تؤذها.
دُهش الجميع وذُهل الملك فطلبها وسألها كيف تنجو من هذه المخاطر؟ فأجابته: "أنا عبدة يسوع المسيح إبن الله الحي، هو وحده الطريق والحق والحياة وخلاص من يرجونه". فأطلقها الوالي أمام الجميع حرة سالمة.
فخرجت وأعلمت القديس بولس بكل ما جرى لها فمجد الله معها. ثم أخذت تبشّر في مدينتها وفي القلمون ومعلولا وصيدنايا في سورية.
ثم ماتت بعمر تسعين سنة ودُفِنت في سلوقية، وأضحى قبرها نبع نِعَمٍ وبركات. صلاتها معنا. آمين!

صلاة أفراميات القديسة تقلا

بكرُ الشهيدات تقلا العذراء وفخرُ الفتيات
تحلّت نفسُها منذ صبائها بجميل الصفات
وكان ثباتها مثالاً صالحاً لكل الشهيدات
فمكثت طاهرة وماتت شهيدة بعزم وثبات

غرباً وشرقاً حازت لفضلها أجمل المديح
لأن قلبَها كان مشتعلاً في حب المسيح
وظهرت في الجهاد كالبطل الشجاع تصرخ وتصيح
يا وثنيون دينُ النصارى هو الدين الصحيح

مولدُها كان في إقونية طودِ الاوثان
ولم يَمِل قلبُها الى حب الوثن أم أي إنسان
قصدت سرّاً بولس الرسول ذاك الملفان
وعنهُ أخذت تعاليم المسيح وصدق الايمان

عز نظيرُها جمالاً وعقلاً وأدباً واحتشام
وزادتْ كمالاً بدرسها العلوم بكدٍ واهتمام
فاستنار عقلها وازدهى فضلها وزادت إنعام
ولم يشغَلها عن حب الله لهوٌ وغرام

ولما اغتسلت بماء سر العماد تلك النقية
زادت ظرفاً ورقة ولطفاً وطلعة بهية
ومذ ذاك شرعت تُحلي بالنقا نفسها الابية
وتقتني الفضائل مكان الزينات والحلى السنية

رأتها أمها تَنهجُ منهجاً مقدساً باجتهاد
لا يسلكه أحد غيرُها في تلك البلاد
فحارت بأمرها وصاحت عليها بغيظٍ واحتداد
ما هذا الزهد وهذا التنسك قولي ما المراد

فأجابتها بطلاقة وجهٍ علاهُ الابتهاج
اني قد أخذت رغبةً في النعيم هذا المنهاج
ونذرتُ العفاف ليسوع المسيح ورفضتُ الزواج
وفضلتُ عارَهُ واعتناق الصليب على لبسِ التاج

فالتظى ذا ذاك صدرُ الوالدة بغضبٍ ذائب
وشكت أمرَها الى خطيبها وباقي الأقارب
فهاجوا وماجوا بتوعدونها بشرِّ العواقب
تبسّمت تقلا ولم تخفُ وعدهم وتلك المصاعب

فأضرموا ناراً دخلتها الفتاة ولم تَمسَسّها
وطُرحت للوحوش فتيَّبتها ولم تفترسها
وتلك العفيفة أدنى شيء لم يدنٍّسها
فبأمر الله قال الملائك فلنحرسها

إذ ذاك رُبطَتْ بذنبي ثورين من كبار البقر
ليُميتوها مهشمة الجسم مثالاً وعبر
أما الثوران فلبثا ثابتين لهذا المنظر
ورفضا الغدرَ بالبتول التي ثباتُها قد ظهر

سَعْديكِ تقلا يا من جهادُها أذهلَ العقول
وجميلُ صبرها لم يتزعزع بالنار والنصول
اليك نطلب عن قلب جريح ايتها البتول
ارفقي بذِلّنا واجعلي دعاءنا لله مقبول

أعاد الله هذا العيد المبارك على جميع اللواتي تسمّين باسم القديسة تقلا

أعجبني

ليست هناك تعليقات: