2014/09/26

الأحد الأول بعد عيد الصليب الأب جورج صغبيني

الأحد الأول بعد عيد الصليب

 ‏الأحد الأول بعد عيد الصليب

في الأحد الأول بعد عيد الصليب، نجد أن المطلوب منّا هو أن نعطي العالم فكر المسيح لا أفكارنا وشروحاتنا التي أحيانا تكون وثنية أكثر منها مسيحية والتي ولّدت سابقا الإنشقاقات والبدع في الكنيسة. حتى ولو كان هذا الفكر لا يرضي العالم لأن مشقّات كثيرة ستواجهنا في طريق رسالتنا ويمكن أن تكون الكأس مرّة ومصبوغة بدم الشهادة.

رسالة بولس الرسول الثانية إلى طيموتاوس 2/ 1- 10
1 وأَنْتَ، يا ابْنِي، تَشَدَّدْ بِالنِّعْمَةِ الَّتي في الـمَسِيحِ يَسُوع.
2 ومَا سَمِعْتَهُ مِنِّي بِحُضُورِ شُهُودٍ كَثِيرِين، إِسْتَودِعْهُ أُنَاسًا أُمَنَاء، جَدِيرِينَ هُم أَيْضًا بِأَنْ يُعَلِّمُوا غَيْرَهُم.
3 شَارِكْنِي في احْتِمَالِ الـمَشَقَّاتِ كَجُنْدِيٍّ صَالِحٍ لِلمَسِيحِ يَسُوع.
4 ومَا مِنْ جُنْدِيٍّ يَنْهَمِكُ في الأُمُورِ الـمَعِيشِيَّة، إِذا أَرادَ أَنْ يرْضِيَ مَنْ جَنَّدَهُ.
5 ومَنْ يُصَارِعُ لا يَنَالُ إِكْلِيلاً إِلاَّ إِذا صَارَعَ بِحَسَبِ الأُصُول.
6 والـحَارِثُ الَّذي يَتْعَبُ لَهُ الـحَقُّ بالنَّصِيبِ الأَوَّلِ مِنَ الثَّمَر.
7 تأَمَّلْ في مَا أَقُول: والرَّبُّ سَيُعْطِيكَ فَهْمًا في كُلِّ شَيْء!
8 تَذَكَّرْ يَسُوعَ الـمَسِيحَ الَّذي قَامَ مِنْ بَينِ الأَمْوَات، وهُوَ مِنْ نَسْلِ دَاوُد، بِحَسَبِ إِنْجِيلِي،
9 الَّذي فِيهِ أَحْتَمِلُ الـمَشَقَّاتِ حَتَّى القُيُودَ كَمُجْرِم، لـكِنَّ كَلِمَةَ اللهِ لا تُقَيَّد.
10 لِذـلِكَ أَصْبِرُ على كُلِّ شَيْءٍ مِنْ أَجْلِ الـمُخْتَارِين، لِيَحْصَلُوا هُم أَيْضًا على الـخَلاصِ في الـمَسِيحِ يَسُوعَ مَعَ الـمَجْدِ الأَبَدِيّ.

يوصي بولس الرسول تلميذه طيموتاوس قائلا: أَحْتَمِلُ الـمَشَقَّاتِ حَتَّى القُيُودَ كَمُجْرِم، لـكِنَّ كَلِمَةَ اللهِ لا تُقَيَّد. لِذـلِكَ أَصْبِرُ على كُلِّ شَيْءٍ مِنْ أَجْلِ الـمُخْتَارِين، لِيَحْصَلُوا هُم أَيْضًا على الـخَلاصِ في الـمَسِيحِ يَسُوعَ مَعَ الـمَجْدِ الأَبَدِيّ.
فالرسالة هذه من بولس الرسول إلى تلميذه الحبيب طيموتاوس هي وصيّة أب لإبنه لتسليمه التعليم الصحيح الذي تلقّاه وعلى طيموتاوس أن ينقله إلى أولاده في الإيمان
إذ أن كل مسيحي هو مسؤول ضمن العائلة، وضمن المجتمع، وضمن الوطن... لعيش هذا الإيمان على هذه الأرض بما فيها من شوك وقطرب وألم مخاض وعرق جبين وتجارب واضطهاد... 

إنجيل القديس مرقس 10/ 35- 45
35 ودَنَا مِنْهُ يَعْقُوبُ وَيُوحَنَّا، ابْنَا زَبَدَى ، وقَالا لَهُ: "يَا مُعَلِّم، نُرِيدُ أَنْ تَصْنَعَ لَنَا كُلَّ ما نَسْأَلُكَ".
36 فقَالَ لَهُمَا: "مَاذَا تُرِيدَانِ أَنْ أَصْنَعَ لَكُمَا؟".
37 قالا لَهُ: "أَعْطِنَا أَنْ نَجْلِسَ في مَجْدِكَ، واحِدٌ عَن يَمِينِكَ، ووَاحِدٌ عَنْ يَسَارِكَ".
38 فقَالَ لَهُمَا يَسُوع: "إِنَّكُمَا لا تَعْلَمَانِ مَا تَطْلُبَان: هَلْ تَسْتَطِيعَانِ أَنْ تَشْرَبَا الكَأْسَ الَّتي أَشْرَبُها أَنَا؟ أَو أَنْ تَتَعَمَّدَا بِالـمَعْمُودِيَّةِ الَّتي أَتَعَمَّدُ بِهَا أَنَا؟".
39 قالا لَهُ: "نَسْتَطِيع". فَقَالَ لَهُمَا يَسُوع: "أَلْكَأْسُ الَّتي أَنَا أَشْرَبُها سَتَشْرَبَانِها، والـمَعْمُودِيَّةُ الَّتي أَنَا أَتَعَمَّدُ بِهَا ستَتَعَمَّدَانِ بِهَا.
40 أَمَّا الـجُلُوسُ عَنْ يَمِينِي أَوْ عَنْ يَسَارِي، فلَيْسَ لِي أَنْ أَمْنَحَهُ إِلاَّ لِلَّذينَ أُعِدَّ لَهُم".
41 ولَمَّا سَمِعَ العَشَرَةُ الآخَرُون، بَدَأُوا يَغْتَاظُونَ مِنْ يَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا.
42 فدَعَاهُم يَسُوعُ إِلَيْهِ وقَالَ لَهُم: "تَعْلَمُونَ أَنَّ الَّذينَ يُعْتَبَرُونَ رُؤَسَاءَ الأُمَمِ يَسُودُونَهُم، وَعُظَمَاءَهُم يَتَسَلَّطُونَ عَلَيْهِم.
43 أَمَّا أَنْتُم فلَيْسَ الأَمْرُ بَيْنَكُم هـكَذا، بَلْ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ فِيكُم عَظِيمًا، فلْيَكُنْ لَكُم خَادِمًا.
44 ومَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ الأَوَّلَ بيْنَكُم، فَلْيَكُنْ عَبْدًا لِلْجَمِيع؛
45 لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ أَيْضًا لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَم، بَلْ لِيَخْدُم، ويَبْذُلَ نَفْسَهُ فِداءً عَنْ كَثِيرين".

"بحسب وصيّة المسيح لتلاميذه: من أراد أن يكون فيكم عظيماً فليكن خادماً".
كلام المسيح موجّه إلى من خدعهم عرش العالم وسلطانه، فظنوا أنّهم أسياد هذا العالم... ولم يعرفوا أن السلطة هي فرصة لخدمة الضعفاء والمحتاجين والمهمّشين والمحرومين، فالمطلوب من المتربعين على عروش السلطة في العالم عامة وفي شرقنا ولبناننا خاصة أن يسلكوا وينهجوا سبل وطرق الخدمة التي تؤول إلى خلاص شعوبهم وخدمة الإنسان فيه.
"يَا مُعَلِّم، نُرِيدُ أَنْ تَصْنَعَ لَنَا كُلَّ ما نَسْأَلُكَ".
هذا قول يعقوب ويوحنا الأخوين إبنا زبدى،
وهذا قولنا نحن أيضا بعد ألفي عام دون أن ندرك معنى جواب المسيح لهما. "إِنَّكُمَا لا تَعْلَمَانِ مَا تَطْلُبَان". 

تلميذان من تلاميذ يسوع يطلبان مجد الجلوس عن يمين وعن شمال يسوع، وأمّهما تطالب لهما بهذا المنصب، وبطرس يتساءل: و"نحن الذين تركنا كلّ شيء وتبعناك"... فما الذي سيكون لنا. ويعدّد المسيح لبطرس كلّ ما أعدّه للذين تبعوه وأضاف في ختامها الإضطهاد. لأن الذين اضطهدوا المسيح وصلبوه ولن يوفّروا تلاميذه، فكما اضطهدوني سوف يضطهدونكم. وحسب التلميذ أن يكون مثل معلّمه...
هذا كان الفكر اليهودي عن المسيح المنتظر الآتي ليقهر الرّومان وليؤسّس مملكة يكون فيها المسيح هو الملك، ويكون المقرّبون منه وحاشيته هم من سيملكون معه، وهم أصحاب الشأن والسلطة...
انّ مجد العرش والتاج والصولجان سيكون الصليب، وإكليل الشوك، وبدل الصولجان والمسامير، والكأس مرّة وقاسية ومن الصعب أن يتحملها إنسان. "هَلْ تَسْتَطِيعَانِ أَنْ تَشْرَبَا الكَأْسَ الَّتي أَشْرَبُها أَنَا؟ 
قد مات يعقوب شهيدا (أع 12/ 2) ويوحنا عاش في أفسس المنفى (رؤ 1/ 9).
ويهوذا باع سيّده بثلاثين الفضة وشنق نفسه، وجميع الرسل ماتوا شهداء وسفكوا دماءهم من أجلك.  

فاجعل يا رب، بحقّ صليبك، المسؤولين في المسيحيّة، أن لا يسيئوا معاملة من هم تحت سلطتهم، فيظلمون من هم أدنى منهم مرتبةً، ليُعَوّضوا عظمتهم الفارغة بسحق الآخر وغالبا يذهبون إلى الإنتقام من كلّ من بدا لهم أفضل منهم، أو تفوّق عليهم. ونسوا قول المسيح: "من أراد أن يكون الأوّل فيكم، فليكن عبدًا للجميع". لخدمة كنيسةِ المسيح "ويبذل نفسه فداءً عن كثيرين" لا أن يبذل الكثيرين فداءً عنه.
ونصلّي من أجل رعاتنا وسائر الأساقفة والكهنة ليكونوا معَلّمين صالِحين لشعبهم، يَعيشون ما يُعَلّمون في مُجتمَعٍ يوجَدُ فيه طَبَقات مُتفرّقة ومواهب متنوّعة وجميع المسؤولين في وطننا وفي كلّ بلد يؤمن بك إيماناً قويماً.

ونحن الآن ماذا نريد؟ 
هل نستطيع شرب الكأس، 
كأس الإضطهاد في لبنان وسوريا وفلسطين والعراق وفي هذا الشرق من أجل إيماننا بالمسيح. 
لم تقترب النهاية بعد
هذا كلّه أول المخاض
فَأَجِزْ عنا هذه الكأس يا ربّ.‏

في الأحد الأول بعد عيد الصليب، نجد أن المطلوب منّا هو أن نعطي العالم فكر المسيح لا أفكارنا وشروحاتنا التي أحيانا تكون وثنية أكثر منها مسيحية والتي ولّدت سابقا الإنشقاقات والبدع في الكنيسة. حتى ولو كان هذا الفكر لا يرضي العالم لأن مشقّات كثيرة ستواجهنا في طريق رسالتنا ويمكن أن تكون الكأس مرّة ومصبوغة بدم الشهادة.

رسالة بولس الرسول الثانية إلى طيموتاوس 2/ 1- 10
1 وأَنْتَ، يا ابْنِي، تَشَدَّدْ بِالنِّعْمَةِ الَّتي في الـمَسِيحِ يَسُوع.
2 ومَا سَمِعْتَهُ مِنِّي بِحُضُورِ شُهُودٍ كَثِيرِين، إِسْتَودِعْهُ أُنَاسًا أُمَنَاء، جَدِيرِينَ هُم أَيْضًا بِأَنْ يُعَلِّمُوا غَيْرَهُم.
3 شَارِكْنِي في احْتِمَالِ الـمَشَقَّاتِ كَجُنْدِيٍّ صَالِحٍ لِلمَسِيحِ يَسُوع.
4 ومَا مِنْ جُنْدِيٍّ يَنْهَمِكُ في الأُمُورِ الـمَعِيشِيَّة، إِذا أَرادَ أَنْ يرْضِيَ مَنْ جَنَّدَهُ.
5 ومَنْ يُصَارِعُ لا يَنَالُ إِكْلِيلاً إِلاَّ إِذا صَارَعَ بِحَسَبِ الأُصُول.
6 والـحَارِثُ الَّذي يَتْعَبُ لَهُ الـحَقُّ بالنَّصِيبِ الأَوَّلِ مِنَ الثَّمَر.
7 تأَمَّلْ في مَا أَقُول: والرَّبُّ سَيُعْطِيكَ فَهْمًا في كُلِّ شَيْء!
8 تَذَكَّرْ يَسُوعَ الـمَسِيحَ الَّذي قَامَ مِنْ بَينِ الأَمْوَات، وهُوَ مِنْ نَسْلِ دَاوُد، بِحَسَبِ إِنْجِيلِي،
9 الَّذي فِيهِ أَحْتَمِلُ الـمَشَقَّاتِ حَتَّى القُيُودَ كَمُجْرِم، لـكِنَّ كَلِمَةَ اللهِ لا تُقَيَّد.
10 لِذـلِكَ أَصْبِرُ على كُلِّ شَيْءٍ مِنْ أَجْلِ الـمُخْتَارِين، لِيَحْصَلُوا هُم أَيْضًا على الـخَلاصِ في الـمَسِيحِ يَسُوعَ مَعَ الـمَجْدِ الأَبَدِيّ.

يوصي بولس الرسول تلميذه طيموتاوس قائلا: أَحْتَمِلُ الـمَشَقَّاتِ حَتَّى القُيُودَ كَمُجْرِم، لـكِنَّ كَلِمَةَ اللهِ لا تُقَيَّد. لِذـلِكَ أَصْبِرُ على كُلِّ شَيْءٍ مِنْ أَجْلِ الـمُخْتَارِين، لِيَحْصَلُوا هُم أَيْضًا على الـخَلاصِ في الـمَسِيحِ يَسُوعَ مَعَ الـمَجْدِ الأَبَدِيّ.
فالرسالة هذه من بولس الرسول إلى تلميذه الحبيب طيموتاوس هي وصيّة أب لإبنه لتسليمه التعليم الصحيح الذي تلقّاه وعلى طيموتاوس أن ينقله إلى أولاده في الإيمان
إذ أن كل مسيحي هو مسؤول ضمن العائلة، وضمن المجتمع، وضمن الوطن... لعيش هذا الإيمان على هذه الأرض بما فيها من شوك وقطرب وألم مخاض وعرق جبين وتجارب واضطهاد...

إنجيل القديس مرقس 10/ 35- 45
35 ودَنَا مِنْهُ يَعْقُوبُ وَيُوحَنَّا، ابْنَا زَبَدَى ، وقَالا لَهُ: "يَا مُعَلِّم، نُرِيدُ أَنْ تَصْنَعَ لَنَا كُلَّ ما نَسْأَلُكَ".
36 فقَالَ لَهُمَا: "مَاذَا تُرِيدَانِ أَنْ أَصْنَعَ لَكُمَا؟".
37 قالا لَهُ: "أَعْطِنَا أَنْ نَجْلِسَ في مَجْدِكَ، واحِدٌ عَن يَمِينِكَ، ووَاحِدٌ عَنْ يَسَارِكَ".
38 فقَالَ لَهُمَا يَسُوع: "إِنَّكُمَا لا تَعْلَمَانِ مَا تَطْلُبَان: هَلْ تَسْتَطِيعَانِ أَنْ تَشْرَبَا الكَأْسَ الَّتي أَشْرَبُها أَنَا؟ أَو أَنْ تَتَعَمَّدَا بِالـمَعْمُودِيَّةِ الَّتي أَتَعَمَّدُ بِهَا أَنَا؟".
39 قالا لَهُ: "نَسْتَطِيع". فَقَالَ لَهُمَا يَسُوع: "أَلْكَأْسُ الَّتي أَنَا أَشْرَبُها سَتَشْرَبَانِها، والـمَعْمُودِيَّةُ الَّتي أَنَا أَتَعَمَّدُ بِهَا ستَتَعَمَّدَانِ بِهَا.
40 أَمَّا الـجُلُوسُ عَنْ يَمِينِي أَوْ عَنْ يَسَارِي، فلَيْسَ لِي أَنْ أَمْنَحَهُ إِلاَّ لِلَّذينَ أُعِدَّ لَهُم".
41 ولَمَّا سَمِعَ العَشَرَةُ الآخَرُون، بَدَأُوا يَغْتَاظُونَ مِنْ يَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا.
42 فدَعَاهُم يَسُوعُ إِلَيْهِ وقَالَ لَهُم: "تَعْلَمُونَ أَنَّ الَّذينَ يُعْتَبَرُونَ رُؤَسَاءَ الأُمَمِ يَسُودُونَهُم، وَعُظَمَاءَهُم يَتَسَلَّطُونَ عَلَيْهِم.
43 أَمَّا أَنْتُم فلَيْسَ الأَمْرُ بَيْنَكُم هـكَذا، بَلْ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ فِيكُم عَظِيمًا، فلْيَكُنْ لَكُم خَادِمًا.
44 ومَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ الأَوَّلَ بيْنَكُم، فَلْيَكُنْ عَبْدًا لِلْجَمِيع؛
45 لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ أَيْضًا لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَم، بَلْ لِيَخْدُم، ويَبْذُلَ نَفْسَهُ فِداءً عَنْ كَثِيرين".

"بحسب وصيّة المسيح لتلاميذه: من أراد أن يكون فيكم عظيماً فليكن خادماً".
كلام المسيح موجّه إلى من خدعهم عرش العالم وسلطانه، فظنوا أنّهم أسياد هذا العالم... ولم يعرفوا أن السلطة هي فرصة لخدمة الضعفاء والمحتاجين والمهمّشين والمحرومين، فالمطلوب من المتربعين على عروش السلطة في العالم عامة وفي شرقنا ولبناننا خاصة أن يسلكوا وينهجوا سبل وطرق الخدمة التي تؤول إلى خلاص شعوبهم وخدمة الإنسان فيه.
"يَا مُعَلِّم، نُرِيدُ أَنْ تَصْنَعَ لَنَا كُلَّ ما نَسْأَلُكَ".
هذا قول يعقوب ويوحنا الأخوين إبنا زبدى،
وهذا قولنا نحن أيضا بعد ألفي عام دون أن ندرك معنى جواب المسيح لهما. "إِنَّكُمَا لا تَعْلَمَانِ مَا تَطْلُبَان".

تلميذان من تلاميذ يسوع يطلبان مجد الجلوس عن يمين وعن شمال يسوع، وأمّهما تطالب لهما بهذا المنصب، وبطرس يتساءل: و"نحن الذين تركنا كلّ شيء وتبعناك"... فما الذي سيكون لنا. ويعدّد المسيح لبطرس كلّ ما أعدّه للذين تبعوه وأضاف في ختامها الإضطهاد. لأن الذين اضطهدوا المسيح وصلبوه ولن يوفّروا تلاميذه، فكما اضطهدوني سوف يضطهدونكم. وحسب التلميذ أن يكون مثل معلّمه...
هذا كان الفكر اليهودي عن المسيح المنتظر الآتي ليقهر الرّومان وليؤسّس مملكة يكون فيها المسيح هو الملك، ويكون المقرّبون منه وحاشيته هم من سيملكون معه، وهم أصحاب الشأن والسلطة...
انّ مجد العرش والتاج والصولجان سيكون الصليب، وإكليل الشوك، وبدل الصولجان والمسامير، والكأس مرّة وقاسية ومن الصعب أن يتحملها إنسان. "هَلْ تَسْتَطِيعَانِ أَنْ تَشْرَبَا الكَأْسَ الَّتي أَشْرَبُها أَنَا؟
قد مات يعقوب شهيدا (أع 12/ 2) ويوحنا عاش في أفسس المنفى (رؤ 1/ 9).
ويهوذا باع سيّده بثلاثين الفضة وشنق نفسه، وجميع الرسل ماتوا شهداء وسفكوا دماءهم من أجلك.

فاجعل يا رب، بحقّ صليبك، المسؤولين في المسيحيّة، أن لا يسيئوا معاملة من هم تحت سلطتهم، فيظلمون من هم أدنى منهم مرتبةً، ليُعَوّضوا عظمتهم الفارغة بسحق الآخر وغالبا يذهبون إلى الإنتقام من كلّ من بدا لهم أفضل منهم، أو تفوّق عليهم. ونسوا قول المسيح: "من أراد أن يكون الأوّل فيكم، فليكن عبدًا للجميع". لخدمة كنيسةِ المسيح "ويبذل نفسه فداءً عن كثيرين" لا أن يبذل الكثيرين فداءً عنه.
ونصلّي من أجل رعاتنا وسائر الأساقفة والكهنة ليكونوا معَلّمين صالِحين لشعبهم، يَعيشون ما يُعَلّمون في مُجتمَعٍ يوجَدُ فيه طَبَقات مُتفرّقة ومواهب متنوّعة وجميع المسؤولين في وطننا وفي كلّ بلد يؤمن بك إيماناً قويماً.

ونحن الآن ماذا نريد؟
هل نستطيع شرب الكأس،
كأس الإضطهاد في لبنان وسوريا وفلسطين والعراق وفي هذا الشرق من أجل إيماننا بالمسيح.
لم تقترب النهاية بعد
هذا كلّه أول المخاض
فَأَجِزْ عنا هذه الكأس يا ربّ.

 

ليست هناك تعليقات: