2013/08/15

عيد إنتقال العذراء بالنفس والجسد إلى السماء 15 آب الأب جورج صغبيني


عيد إنتقال العذراء بالنفس والجسد إلى السماء 15 آب، عن السنكسار بحسب طقس الكنيسة الإنطاكيّة المارونيّة.

صورة  صورة

في هذا اليوم تعيّد الكنيسة المقدّسة عيد انتقال سيدتنا مريم العذراء بنفسها وجسدها الى السماء كما حدّدها، كعقيدةً إيمانية، البابا بيوس الثاني عشر سنة 1950.

عاشت العذراء على الأرض حوالي 23 سنة. وكانت مع الرسل "المثابرين على الصلاة بقلب واحد" (اعمال 1، 14).

ماتت العذراء بين أيدي الرسل بعمر يقارب الـ 72 سنة. ويقال انها دفنت قرب بستان الزيتون حيث نازع يسوع.

إذا كان الموت قصاص الخطيئة فلماذا ماتت مريم وهي التي حفظها الله من كلّ خطيئة؟

ماتت مريم لأن يسوع ذاته مات ليخلّص الإنسان من الخطيئة، وبما أن مريم هي شريكة يسوع بفدائنا كان عليها أن تموت مثله.

وإن موتها يجعلها اكثر تشبّهاً بنا. فهي مثل يسوع اختبرت كل ما في طبيعتنا البشرية ما عدا الخطيئة.

وكما كانت مريم مثالاً لنا وشفيعتنا في حياتنا فهي أيضا شفيعتنا في موتنا. لهذا ماتت مريم ولكنها مثل ابنها لم تخضع لفساد الموت.

يعلّم المجمع الفاتيكاني الثاني: "ان مريم بعد أن كملت حياتها الزمنية، انتقلت بنفسها وجسدها إلى مجد السماء، وعظّمها الرب كملكة للعالمين لتكون اكثر مشابهة لابنها المنتصر على الخطيئة والموت".

ونحن نصلّي لها: يا قديسة مريم صلّي لأجلنا الآن وفي ساعة موتنا. آمين.

يطلّ علينا يوم الخامس عشر من آب في كل عام الذي نحي فيه ذكرى موت أو رقاد وانتقال العذراء بالنفس والجسد الى السماء.

لقد شهد التقليد المسيحي لهذه العقيدة الإيمانية على مر الأجيال، وانتشر عيد انتقال مريم العذراء إلى السماء في 15 آب منذ القرن الخامس.

لم تذكر الأناجيل المقدسة القانونية وأعمال الرسل رقادها أو موتها أو انتقالها الى السماء. أما تاريخ التقليد المسيحي مدة القرون الأولى ، ما خلا أخبار الاناجيل المنحولة. فالأجيال المسيحية ورثت من الرسل والآباء القديسين.

يقول القديس يوحنا الدمشقي : كما أن الجسد المقدّس النقي ، الذي اتخذه الكلمة الإلهي من مريم العذراء ، قام في اليوم الثالث ، هكذا كان يجب أن تُؤخذ مريم من القبر، وأن تجتمع الأم بابنها في السماء.

البابا بيوس الثاني عشر ، رأس الكنيسة الكاثوليكية ، بادر في عام 1946 بأخذ آراء الأساقفة الكاثوليك في العالم أجمع بشأن تحديد عقيدة انتقال مريم العذراء بنفسها وجسدها إلى السماء. وفي الأول من تشرين الثاني 1950 أعلن قداسة البابا بيوس الثاني عشر انتقال العذراء مريم بنفسها وجسدها إلى السماء كعقيدة إيمانية: "إنها لحقيقة إيمانية أوحى الله بها ، أن مريم والدة الإله الدائمة البتولية والمنزهة عن كل عيب ، بعد إتمامها مسيرة حياتها على الأرض نُقِلَت بجسدها ونفسها إلى المجد السماوي".

إن مريم بانتقالها إلى السماء تدعونا اليوم أن ننتقل من اليأس إلى الرجاء ، من الخطيئة إلى البرارة ، من الحقد إلى المسامحة ، من البغض إلى الحبّ ...

ليست هناك تعليقات: