أحد توما هو أحد الإيمان، قداس العائلة في كنيسة سيدة النجاة الزلقا الأب جورج صغبيني
تمّ
اليوم الإحتفال بالذبيحة الإلهية في كنيسة سيدة النجاة الزلقا لعائلة
الصغبيني بمناسبة عيد الفصح المجيد. فكلّ عيد وأبناء بلدة الطيبه بعلبك
بألف خير,
قداس عيد الفصح في كنيسة سيدة النجاة الزلقا بتاريخ 7 نيسان 2013 الساعة 12,30 ظهرا
نشكر البرديوط بسّام عدوان والكهنة مساعديه في رعية سيدة النجاة الزلقا
أحد توما هو أحد الإيمان
"ربي والهي"، هكذا يجيب توما على المسيح الذي قال له: " يا توما تعال وانظر يدي، وهات يدك وضعها في جنبي، ولا تكن غير مؤمن بل كن مومناً" (يو 20: 27).
توما هو كل انسان مؤمن، عندما يرى ما لا يتوقعه، وعندما يرى ان الواقع هو غير ما كان ينتظر.
توما هو أنا وأنت عندما نشكك في إيماننا.
في إنجيل هذا الأحد يعرض علينا يوحنا البشير ما حدث مع التلاميذ بعد أسبوع من القيامة، خصوصا مع التلميذ توما.
الهرب والقلق والإختباء خوفا من اليهود، جعل التلاميذ غير مصدقين لِمَا
حدث مع المسيح، وان القيامة من بين الأموات بحد ذاتها معضلة لا يستوعبها
أحد بعقله.
ونعرف من الإنجيل ان التلاميذ كانوا في نفس العلية حيث كان
معهم يسوع في ليلة وداعهم، وان دخول المسيح عليهم والأبواب مغلقة، فاجأهم
بتحيّة السلام، وطبعا قد تساءل كل واحد منهم كيف دخل والأبواب مغلقة، ولكي
يبدد الشك في قلوبهم كشف لهم يديه ورجليه وجنبه، ليكونوا مطمئنين وليتأكدوا
من قيامته وأنهم لا يرون شبحاً أو طيفاً. لكن توما لم يكن معهم.
ظهور
يسوع للرسل بعد ثمانية أيام، من أجل تثبيت إيمان توما، فقال لتوما هات يدك
وضعها في جنبي... فكان جواب توما الساجد "ربي وإلهي". والمسيح يتابع الحديث
معه بصورة المعاتب "لا تكن غير مؤمن بل مؤمنا، طوبى يا توما للذين آمنوا
ولم يروا" .
ويبقى السؤال، هل الإيمان بواسطة البرهان الحسي او المادي او العقلي هو السبيل الوحيد للوصول الى الله؟
الإيمان بالله لم يكن يوما ما استنتاجا عقليا ومنطقياً. ولا يعتمد على قوى
الانسان وعلومه واكتشافاته مهما كانت عظيمة. فالايمان بالله هو في مستوى
أعلى من مستوى البشر، وأعلى من فهم العقل. لذلك لا يجب التفتيش عن البرهان
المادي في الدين المسيحي. لأن الجواب هو "طوبى لمن آمنوا ولم يروا".
توما هو نحن في أغلب الأحيان، نحن نريد إيمانا مبنيّاً على المحسوس، وعلى البرهان العلمي وبطريقة لا تقبل الشك.
فتوما وضع شروطه حتى يؤمن:" إن لم أرَ موضع المسامير... وأضع يدي في جنبه
لا أؤمن...". كان هذا شرطه للإيمان بالمسيح القائم من الموت. لقد كان موقف
توما الذي عاش ثلاث سنوات مع المسيح موقفا سمح به المسيح لا من أجل توما
وقلة إيمانه بل ليزيدنا إيمانا نحن الذين لم نرَ ونؤمن.
"لا تكن غير مؤمنٍ بل مؤمناً".
هذا هو حال معظمنا نحن المؤمنين، نود دائما أن نبرهن إيماننا بما هو محسوس
وثابته علمياً، فنبني إيماننا على الإختبار الشخصي الحسي.
الولد الصغير لا يعرف أن النار تُحرق، فيمدّ يده ويحترق ويصرخ ويبكي من الألم لأنه لم يقتنع من كلام والديه.
إن قلة إيمان توما هي دواءٌ شافٍ لقلة إيماننا وللذين يطلبون الأمور الحسيّة.
" فلا تكن أيها الإنسان غير مؤمنٍ بل مؤمناً ". لأن المسيح قام حقاً قام.
قداسنا اليوم نذكر فيه موتانا ونؤمن أنهم على رجاء القيامة ماتوا فحُسبَ لهم ذلك بـِرّا.
نتذكرهم كل يوم في أحداث حياتنا معهم
نتذكرهم بصورة وضعناها لهم في البيت
نتذكرهم حين نعود بالذاكرة إلى أيام طفولتنا وشبابنا معهم
نتذكرهم ونصلي لهم
ونطلب صلاتهم
ونطلب شفاعتهم
واليوم نريد أن نصلّي من أجل الأحياء أيضا
من اجل الكبار فينا حتى يبقوا يجمعوننا حولهم
ومن أجل الصغار حتى يكبروا بحكمة وفهم من سبقهم
ومن أجل الشباب والصبايا الذين هم مستقبل العائلة
ومن أجل المسافرين والمهاجرين على أن يبقى التواصل معهم من خلال لجنة
تتألف من شخص من كل عائلة حتى نبدأ التواصل عبر الإجتماعات والبريد
الإلكتروني والتواصل من خلاله لنعرف أخبار بعضنا البعض. بالإضافة إلى ذلك
الحصول على علم وخبر. من أجل قيام رابطة تهتم بشؤون العائلة والعلاقات
الإجتماعية واللقاءات السنوية والأعمال الخيرية.
لا يكفي أن نجتمع مرّة
أو مرتين في السنة، بل أن يكون هناك إجتماع دوري من خلال ممثلين عن
العائلة يضعون برنامج للتلاقي مع الشباب والصبايا والأولاد الصغار
ليتعارفوا ويتواصلوا مع بعضهم البعض.
ليكن القداس اليوم إنطلاقة لبدء
تأليف لجنة مؤقتة من العائلة لتحضير العلم والخبر لإنشاء رابطة آل صغبيني
وتحضير البرنامج السنوي للعائلة والتعرّف على عائلات الصغبيني في كل لبنان
وبلاد الإنتشار.
كل عائلة فلتقترح إسما يمثّلها حتى نتمكن من وضع مسودة العلم والخبر.
مع العلم أنه قد تمّ قيام لجنة وقف مارونية لبلدة الطيبه منذ سنة 2008 من قِبَل مطرانية بعلبك دير الأحمر.
وفي الختام نصلّي من أجل الذين تزوجوا والذين ولدوا في العام الماضي وهذا
العام أيضا والذين سيتزوجون حتى يوفقهم الله وتزداد العائلة وتفخر بهم.
وفصح مبارك وكل عيد والعائلة بخير.
الأب جورج صغبيني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق