2014/03/27

القديس يوسف البتول الأب جورج صغبيني


القديس يوسف البتول

لم يحفظ الكتاب المقدّس لهذا القديس العظيم كلمة خرجت من فمهِ، بل كان صمته وكماله وجمال نفسه، وبديع صفاته، وسمو فضائله، مع بساطة حياته اروع تعليم، وافصح بيان واجمل فلسفة خرجت من فم إنسان لأنه جمع في شخصه وفي حياته اسمى الفضائل التي يمكن ان يتحلى بها إنسان في هذه الدنيا

كان يوسف البتول من بيت لحم، من سبط يهوذا ومن عشيرة داود

إلا ان الله، شاء ان يكون الرجل الذي سوف ينتدبه ليكون الحافظ الأمين لأمه، والخادم الحكيم الصادق ليسوع في حداثته فقيراً مسكيناً، لا شأن له بين قومه، ولا ذِكْرَ له بين أهله وعشيرته لكن غنى القديس يوسف كان في قلبه. وكانت ثروته اخلاقه وفضائله.

اصطفاه الله بين جميع رجال اسرائيل لأعظم رسالة دعا إليها بشراً. فكان يوسف ذلك الرجل الذي حقق مقاصد الله فيه.

وما حدثَ هو أنه عندما أراد القديس يوسف أن يأتي بخطيبته مريم الى بيته وجدها حبلى. فاحتار في امره، ولكنّ شهامته منعته من ان يشهرها فهمَّ بتخليتها سراً. وفيما هو مفكّر في ذلك ظهر له ملاك وكشف له عن الحقيقة.

ومنذ تلك الساعة جعل يوسف حياته وقفاً على خدمة العذراء وابنها يسوع. فكان المربي الامين ليسوع من مغارة بيت لحم الى تقدمته الى الهيكل، الى الهرب والعودة من مصر، الى الحياة الخفية في الناصرة، الى فقد يسوع ووجوده في الهيكل.

وكان يوسف يواصل رسالته وعنايته بيسوع ومريم بايمان ومحبة وصمت فاستحق يوسف ان يموت بين يدي يسوع ومريم.

وكان بذلك شفيع الميتة الصالحة

كما أن الكنيسة أقامته شفيع العائلة المسيحية

وشفيع العمال.

وقد انتشرت عبادة هذا القديس العظيم في جميع الأقطار شرقاً وغرباً، وشيِّدت على اسمه الكنائس وتألفت على اسمه الاخويات للميتة الصالحة.

وقد أدخل في الطائفة اعطاء البركة بايقونة القديس يوسف البطريرك بولس مسعد.

وله صلاة طقسية سريانية تتلى نهار عيده في الطائفة المارونية في المساء والستار والصبح، ترقى الى عام 1484. صلاته تكون معنا. آمــيــــــــن.

عن كتاب الافراميات 19 آذار

يا لحظٍ بديع فاقَ الخواطر وإدراك الحواس

وجمعُ الخوارج يُنكرون صدقَهُ خصاماً بالقياس

يقولون يوسف ربُّه ابنه كيف هذا يُقاس

هل يسوع ذلك عند العلما من دون ايِحاس

الكتابُ البري من كل ريبٍ فيه يَشهد

قائلاً يوسف خيطب مريم الغناء الامجد

وابناً لهما صار ابنُ الله الذي تجسد

وما كان الله شاهداً فيه صدقُهُ مؤكد

الوالدة بتول والخطيب مثلها بتول طاهر

للزوم الوفاق بين الخطيبين والدليل ظاهر

فكان صديقاً باراً جامعاً شتات المفاخر

وزنبقُ طهرهِ في حقلِ الرب زاهٍ زاهر

ملاك الفردوس الذي يَحرس شجرةَ الحياه

قد كان رمزاً ليوسف حارس مريم ومولاه

وقاهما من شر سيفِ هيرودس الذي انتضاه

لِيَقتلَ الصبيّ ويُثكِل أمّه لحسدٍ أضناه

وملاكُ الفتى طوبيا الذي وقاهُ من الموت

وردّه سالماً غانماً وانهزم ذاك الطاغوت

كان مثالاً ليوسف محامي الطفل المنعوت

بالبها ورده غانماً النفوس التي لا تموت

فقد كان حقاً نديمَ الملائك في حال الخطوب

ولك لم يُصب بخلغٍ وخمعٍ كمُصاب يعقوب

بل كان يُصغي اليهم فتزول حالاً الكروب

بإيعازهم اليه الى مصر يذهب ويأُوب

من يسوسُ الناس ينبغي ان يكون أعلى من الناس

فكيف من قد ساس الذي يعلو قدسَ الاقداس

جميعُ الأنبياء لمرآهُ تاقُوا بصعدِ الانفاس

ويوسف رآهُ ثلاثينَ عاماً من غير التباس

كم قد حملهُ على ذراعيه كالابن الحبيب

كم قرّ عيناً بذاك المحيّا والحُسن العجيب

كم زاد حباً لقُربهِ من لهيب الحب المُذنب

كم زاد نعماً من يُنبوعها الفيّاض القريب

يوسف تولّى على مصرَ عندما قاتَ الاجساد

بخزنهِ الغلات التي وقاها أسباب الفساد

فكيف من اضحى خازناً قوتاً لنفوس العباد

يُحيي ويَشفي يُوقي ويَكفى الى يومِ المعاد

جمعُ الملائك بشوقٍ يخدمون الذي انحبس

داخل حشاها كلمةُ الاله الذي تأنس

وهذه خدمت يوسف البار بشوقٍ مقدس

كما قد طاعهُ في كل امر ابنُها الأقدس

ما الشأن الذي يُطيعهُ مولى الخلائق أجمع

الرياحُ والبحر خضعت لامر من ليوسف يخضع

يوسف مقامُك سامٍ مثله قطُّ لم يُسمع

ما بين الناس السلف والخلف انت الارفع

يا امينَ الروح القدس الذي حفظ الامانه

مع عروس الروح باذلاً نحوها حسن الصيانه

يا من تسمى وكيلاً معيناً لرب الإعانه

كم نِلت حظاً في السما العُليا بأعلى مكانه

لو كان يوجد حسدٌ ما بين سكان السما

لكانوا حسدوا يوسف وغمسوا قيمصَهُ بالدما

فقد كلَّلهُ مَن وكَّله بمجد أسمى

ونادى باسمه أمضوا ليوسف تجدوا نِعماً

يا محاميا عن كنيسة المسيح وحارساً للعيال

وشفيعاً لمن يسأل غوْثك يومَ الانتقال

كُنْ لنا عوناً وغوثاً وحارساً بكل الاحوال

واشفع بعبدِ يغشاه الخوف عند الترحال

ليست هناك تعليقات: