2012/06/18

دير ومدرسة مار جرجس عشاش1 الأب جورج صغبيني




دير ومدرسة مار جرجس عشاش



بدء بناء كنيسة مار جرجس عشاش بتاريخ 6 آب 2002  وتمّ تدشينها في 22 نيسان مساء عيد مار جرجس عام 2004


إهداء
إلى الرهبان المؤسسين الذين بنوا هذا الدير من ثبات إرادتهم وصلابة سواعدهم وسقوا أرضه من عرق جبينهم ودماء أثلام أيديهم منذ مئة وسبعة وخمسون عاما.
إلى الرهبان الذين عملوا على بناء هذا الدير.
إلى الرهبان الذين جعلوا من الدير مدرسة لمحاربة الجهل والأميّة.
إلى الشركاء والمزارعين الذين حملوا رسالة التربية والقيم والأخلاق إلى جانب رهبان هذا الدير.
إلى العمّال الذين كانوا يغدون مع الفجر للعمل في الأرض مع الرهبان فحوّلوا البور جنائن غنّاء لا نزال إلى اليوم نأكل من فيض خيراتهم.
وإلى الرهبان وكل أصحاب الأيادي البيضاء والمهندسين والعمّال الذين ساهموا من قريب أو بعيد في الوطن والمهاجر لإعادة بناء كنيسة شفيع الدير والبلدة بعد أن تهدّمت منذ أربع وعشرون سنة ولم تكتب أسماؤهم في كتاب .
إلى الرهبان الشهداء الذين جبلوا دماءهم بترابات هذه البلدة وهذا الوطن. وبذلوا أرواحهم من أجل إيمانهم ببقاء لبنان وطن العيش المشترك... لهم جميعا أقدّم كتابي.
الأب جورج صغبيني



 تمهيد
حين نتكلم عن تاريخ دير وننزع الغبار عن أوراقه المكدّس عليها غبار الأيام الخوالي ونجمع ما تبقّى من أوراقه التي أتلفها الزمن وموجات الحروب المتتابعة التي لا تزال آثارها في ذاكرة حجارته ...
وتبقى الذاكرة الأقوى من الزمن والمتجذرة في الوجدان تدمع العيون وتنكأ الجراح في القلب مع الدعاء والرجاء بأن لا تعود.
وليست الذكرى للوقوف على الأطلال ولا لذرف الدموع والنحيب بل لإعادة العزم على بناء ما تهدّم والإنطلاقة نحو المستقبل برجاء جديد وأمل بالإنبعاث يكون أقوى من الموت.
تبقى المؤسسة وإن رحل الذين وضعوا أساساتها.
يبقى الصليب مرتفعا بقيمة من صلب عليه وإن أنزل عنه مصلوبه.
تبقى قدسية الحياة أقوى من التراب وإن حجبها رداء الكفن.
والذين رحلوا من هذه الدنيا لا يزالون أحياء يرزقون بدون فعل استنساخ بل بالإيمان ولدوا ولا تزال ذكراهم عابقة في ذاكرة تاريخ الرهبانية والوطن
الأب جورج صغبيني



القديس جاورجيوس الشهيد



في اليوم الثالث من تشرين الثاني تذكار بناء القديسة هيلانة والدة الأمبراطورقسطنطين لكنيسة مار جرجس في مدينة اللد الفلسطينية وقد نقل العيد إلى اليوم الثالث والعشرين من نيسان مع بداية الربيع.
ولد جاورجيوس في مدينة اللّد فلسطين سنة 280 من أسرة مسيحية شريفة. توفي والده فربته أمه التقية تربية مسيحية صالحة. ولما بلغ السابعة عشرة من عمره دخل سلك الجنديةعلى خطى والده وترقى إلى رتبة قائد ألف.
تشدد ديوكلتيانس قيصر باضطهاد النصارى وأصدر بذلك أمرا علقه على جدار البلاط الملكي في نيكوميدية يأمر فيه بتقديم القرابين للأوثان تقدم جاورجيوس ومزق الأمر. فقبض عليه الوثنيون وأهانوه وعذّبوه ثم ألبسوه خفا من حديد مسمرا بقدميه وسحبوه وراء خيول جامحة فخلصه الله من ذلك كله. ثم طرحوه في أتون مضطرم فلم تؤذه النار. ولما رأى الملك ديوكلتيانوس هذا القائد غائصا في بحر من الدماء لا يئن ولا يتأوه أكبر شجاعته وعزّ عليه أن يخسر قائد حرسه وابن صديقه القديم. فأخذ يلاطفه ويتملقه لكي يثنيه عن عزمه فأحب جاورجيوس أن يبادل عن شعوره بعطف الملك فتظاهر بالاقتناع وطلب أن يسمح له بالذهاب الى معبد الأوثان. فأدخلوه معبد الاله "أبلّون" باحتفال مهيب حضره الملك ومجلس الأعيان والكهنة بحللهم الذهبية وجمع غفير من الشعب. فتقدم جاورجيوس الى تمثال ابلّون ورسم اشارة الصليب. وقال للصنم: أتريد أن أقدم لك الذبائح كأنك اله السماء والأرض؟ فأجابه الصنم بصوت جهير: كلا أنا لست الها بل الاله هو الذي أنت تعبده. وعندها صرخ الكهنة والشعب: ان جاورجيوس بفعل السحر حطم آلهتنا. فالموت لهذا الساحر. فصلبوه ورموه بالنشاب حتى أسلم الروح.
فطارت شهرة استشهاده بالآفاق شرقا وغربا. وأجرى الله على يده عجائب كثيرة باهرة. وأخذ النصارى منذ القرن الرابع يحجون الى ضريح الشهيد "اللابس الظفر"، فينالون بشفاعته غزير البركات والنعم. وقد رسم له المصورون صورة رمزية جميلة تمثله طاعنا برمحه شيطان الوثنية الممثل بالتنين، ومدافعا عن معتقد الكنيسة الممثلة بابنة الملك السماوي. وقد شيدت على اسمه كنائس في جميع الأقطار. واتخذته دول كثيرة شفيعا لها ولجيوشها. ودعي كثير من الناس باسمه تيمّناً وتبرّكاً...
صلاته معنا آمين.




القديس بنديلايمون (أو القديس آسيا)


كان هذا البار من مدينة نيكوميدية، ابن رجل وثنيّ وجيه. أما أمه فكانت مسيحية، ماتت وهو صغير السّن. فأتقن بنديلايمون درس الطب وبرع فيه. ثم تعرف بكاهن قديس اسمه ارمولاوس واخبره ان أمه كانت مسيحية وانه هو وثني على دين أبيه. فاخذ الكاهن يرشده ويبيّن له ان خدام المسيح هم اطباء النفوس يرشدونها الى معرفة الحق، وهذا ما يعجز عنه أطباء الأجساد. فكان لهذه المثولة تأثيرها في قلب بنديلايمون فتنصّر وهدى اباه الى الايمان بالمسيح اذ ارجع البصر لأعمى أمامه. وحطّم أصنامه، ثم توفّي تاركاً لابنه بنديلايمون جميع ما يملك. فأطلق القديس عبيده وباع أملاكه وتصدّق بثمنها على الفقراء. وكان يطبب الفقراء مجاناً، ويردّ الخطأة الى التوبة بصلاته، فأَمَّه الناس افواجاً. فحسده الأطباء ووشوا به الى مكسيميانوس فاستحضره الى نيكوميدية، فوجده ثابتاً في إيمانه، فأمر بأن يعلّق ويحرق بالمشاعل. فظهر له المسيح وأطفأ النار عنه فسأله الملك: بأية قوة تصنع تامعجزات؟ - أجاب القديس: بقوة يسوع المسيح الاله الحق. وان لم تصدق فأحضر كهنة أصنامكم وادع مريضا وليستغيثوا هم بأصنامهم. وأنا أستغيث بيسوع المسيح، فالإله الذي يشفي المريض يكون هو الإلله الحقيقي.فأتوا بمخلّع. فقدّم كهنة الأصنام الذبائح وأخذوا يستغيثون بإلههم فلم يكن من يجيب. ثم جاء القديس وصلّى على المخلّع وأخذه بيده وقال له: "قم باسم يسوع المسيح" فقام لساعته ومشى، فدهش الحاضرون، وآمن منهم كثيرون. اما الأطباء وكهنة الأصنام فازدادوا حنقاً وغيظاً وقالوا للملك: ان لم تهلك هذا الكافر بطلت عبادتنا واضمحلّت معبوداتنا. فأمر بأن يبسط الشّهيد على مسننة بأظفار من حديد مزّقت لحمانه وهو صابر يشكر الله. ثمّ القوه في مرجل مملوء رصاصاً مذاباً فحفظه الرّب وجمّد الرّصاص. ثم طرحوه للوحوش فآنسته وربضت عند قدميه كأنّها حِملان. فأمر الملك بقطع رأسه فنال إكليل الشّهادة سنة 303.

مزار الشهيد مار بنديليمون
للقديس مار بنديليمون مزاران معروفان في لبنان هما مزار له في بلدة بجدرفل والآخر هو في بلدة عشاش الذي يحتفل بعيده في السابع والعشرين من شهر تموز من كل سنة بالإضافة إلى مزار والدة مار بنديليمون الذي يحتفل بعيدها في ختام شهر العذراء شهر أيار من كل سنة
يتوارث الناس من التقليد ومن الأخبار الشعبية أنه في ليلة عيد مار بنديليمون كان بعضهم يرى شهب نار ينتقل من مزار والدة مار بنديليمون القائم على تلة شمالي بلدة عشاش وشمالي شرقي بلدة مرياطة إلى مزار مار بنديليمون حيث مدافن أباء بلدة عشاش في وسط بلدة مرياطة .
ولمار بنديليمون مقام هام عند جميع المؤمنين في المنطقة من مسيحيين ومسلمين وبشفاعته ينالون النعم والبركات كيف لا وهو الطبيب الذي اشتهر لا بشفاءاته بواسطة العقاقير الطبية والأدوية بل وبصلاته التي كان يشفي بها كل من يلجأ إليه في حياته وما بعد موته شفاءات الجسد وشفاءات النفس.
صلاة هذا القديس الشهيد العظيم تكون معنا آمين.


الرهبان الشهداء
إن تاريخ دير مار جرجس عشاش لا يختلف عن تاريخ سائر أديار الرهبانية في فترات متتابعة من الزمن فكان له عبر تاريخه نصيبه من الرهبان الشهداء الذين قدسوا تراببلدة عشاش وأرض الوطن.
ومن الحوادث المؤلمة التي جرت قي هذا الدير مقتل الأخ عبدالله الفراديسي بتاريخ 28 حزيران 1906 .
ومقتل الأخ الياس الصغابي بتاريخ 39 حزيران 1918 بسبب وقوفه لفضّ خلاف بين بعض الهاجمين على نواطير الديرعلى أثر خلاف بينهم.
وفي سنة 1926 أثناء ثورة الضنية على الدولة الفرنسية حين جعلت هذه الدولة من الدير حامية لها حتى استتب الأمن في المنطقة بفضل مساعي البطريرك الياس الحويك وتركت الجيوش الفرنسية الدير.
ورهبان ثلاثة شهداء قدّموا حياتهم لخدمة الناس حين نذروا نذورهم الرهبانية من أجل أبناء وطنهم وفتحوا كنيستهم وديرهم ومدرستهم لجميع المحتاجين واليتامى وقلوبهم لكل عابر سبيل أو طارق بابهم فما أشفق عليهم الموت وهم على فراشه ينتظرونه بفارغ الصبر لكن منجل حصاده لا يرحم شيخوخة ولا مقاما. فكانت شهادتهم بتاريخ 9 أيلول 1975.
الأب بطرس ساسين راهب ضريرومقعد في فراشه عن عمر 93 عاما.
الأخ يوحنا مقصود عن عمر 60 عاما.
الأب أنطونيوس تمينه لا تزال أيضا آثار الحريق في غرفته التي جعلناها مزارا ومعبدا صغيرا كذكرى له ولأخويه الراهبين اللذين استشهدا معه.
صلاتهم معنا وذكراهم مؤبدّة إلى جيل الأجيال ليبقوا لنا صورة حيّة بعد مماتهم كما في حياتهم للعيش المشترك والوحدة الوطنية وعسى بشفاعتهم تعود للوطن وحدته ولمنطقة بلدة عشاش وجوارها روح المحبّة والعيش بسلام بين الأخوة في الوطن الذين وإن فرّق الدهر ما بينهم إلى حين فإن صورة الوحدة المتميّزة التي اختطّها الأجداد بين أبناء بلدة عشاش وأبناء بلدة مرياطة ثابتة لا تتزعزع رغم ما اعتراها في فترة من الزمن. لأن كلّ بلدة منهما تحتضن موتى البلدة الثانية فترى ظلّ جامع مرياطة يحتضن موتى أبناء بلدة عشاش وظلّ قبّة كنيسة مار جرجس عشاش يحتضن موتى أبناء بلدة مرياطة وهذا الحال عساه يبقى مع الأحفاد وتكون الوحدة في هاتين البلدتين صورة مصغّرة عن وحدة الوطن الكبير.


الشهيد الأب بطرس ساسين  




هو رئيس الحادي والثلاثون. ولّي رئاسة هذا الدير سنة 1910- 1913 وثانية في 15 شباط سنة 1938ولم تكن مدة رئاسته هذه سوى سنة واحدة.
ولد سنة 1881 في قريته سرعل في شمال لبنان. فكان منذ نعومة أظافره يتنشق من الوادي المقدس رائحة التقوى والفضيلة. يشده حنين إلى دير مار انطونيوس قزحيا عند سماعه الأجراس التي كان يردد صداها الوادي المقدس.
لما بلغ سنّ الخامسة عشرة  دخل الرهبانية. فأرسله رؤساؤه إلى دير سيدة ميفوق ليمتحن هناك مدة سنتي الابتداء، وما عتم أن نذر نذوره الأولى في الدير المذكور بتاريخ السابع عشر من شهر كانون الثاني عام 1898 وكان له من العمر سبعة عشر سنة. ثم أرسله رؤساؤه لمتابعة دروسه الثانوية لما رأوا فيه من الكفاية والجدارة لكثرة ذكائه وأذنوا له بمتابعة دروسه اللاهوتية.
حاز على إعجاب أساتذته ومعلميه فسيم كاهنا بتاريخ الحادي والعشرين من شهر أيار 1904.
عين رئيسا على دير مار جرجس عشاش سنة 1910-1913. وبرئاسته هذه جرّ المياه إلى الدير.
أعيد تعيينه رئيسا على الدير المذكور من 1938 إلى 1939 وفي هذه الأثناء باشر ببناء كنيسة الدير.
ثم عين رئيسا على دير مار انطونيوس الجديدة من 1965 إلى 1968 ولكثرة تقواه وفضيلته عين بعد ذلك مرشدا لراهبات دير مار سمعان القرن.
عاوده الحنين إلى دير مار جرجس عشاش فعاد إليه كراهب ديري سنة 1974 لقضاء ما تبقى له من العمر فيه.
توفي شهيداً بتاريخ 9 أيلول 1975 عن عمر 95 سنة


الشهيد الأخ يوحنا مقصود



ولد الأخ يوحنا مقصود في بلدة طورزا شمالي لبنان في السابع عشر من كانون الثاني سنة 1914 ودعي أنطونيوس.
تعمّد في كنيسة مار سركيس وباخوس في التاسع من شباط سنة 1914 يوم عيد القديس مارون وكأن العناية الإلهية أرادت لهذا الشهيد بان يولد يوم عيد أب الرهبان ويعتمد يوم عيد شفيع الطائفة المارونية ليعد نفسه لان يكون راهبا مثال مار انطونيوس ومار مارون.
ترعرع بظل والديه شليطا مخايل منصور مقصود وحنه بنت عماش سليمان على اقتباس الفضائل المسيحية واخذ عنهما الصفات الحسنة والمزايا الطيبة والإيمان القوي بالله وبلبنان. وإذا بصوت يسوع العذب يدعوه من بين أصوات العالم الكثيرة ويقول له اتبعني.
ترك الأهل والبيت الوالديّ وذهب إلى دير مار انطونيوس قزحيا حيث ابتدأ بالحياة الرهبانية. وكانت سنة امتحان لدعوته الرهبانية خرج منها منتصرا على العالم والشيطان والتجارب فأرسله رؤساؤه إلى دير كفيفان حيث ابتدأ سنة ثانية حسب القوانين الرهبانية وصار ذاك الراهب الفاضل وغير اسمه بناء على رغبته وإرادة رؤسائه من انطونيوس إلى يوحنا.
وبعدئذ رجع الى دير مار انطونيوس قزحيا حيث عاش مع اخوته الرهبان مدة طويلة متنقلا ما بين قزحيا والجديدة وبصرما وميفوق ومار موسى الدوار.
وأخيرا أقام في دير مار جرجس عشاش وكأن بالعناية الإلهية قد أعدته منذ مولده ليكون شهيدا فيدير مار جرجس عشاش حيث توج حياته الرهبانية بإكليل الشهادة على مثال شفيعه القديس يوحنا المعمدان وقدم رأسه على طبق الواجب لله وللبنان هو واخوته الرهبان القديسون الذين ذبحوا كالنعاج.
توفي شهيداً بتاريخ 9 أيلول 1975 وهو في عمر62 سنة.

 
الشهيد الأب أنطونيوس تمينه




هو الرئيس الخامس والثلاثون على هذا الدير1947-1950
ولد في قرية حوقا في أول كانون الأول سنة 1897 من والدين فاضلين هما حبيب تمينة يمّين الشبابي الأصل وكلثوم بولس الحصاراتي.
دخل دير مار أنطونيوس الجديدة حيث انخرط في سلك المبتدئين في 25 أيار سنة 1919 ولبس الإسكيم الملائكي في دير كفيفان في 17 كانون الثاني سنة 1922 وتلقّن علومه في دير سيدة المعونات جبيل فتضلّع باللغات العربية والسريانية والفرنسية وأتقن علم الفلسفة واللاهوت.
سيم كاهنا بوضع يد المطران بطرس الفغالي في 24 أيار 1929 وعيّن في دير قزحيا معلما للمبتدئين.
وسنة 1931 انتدبته السلطة لإدارة تلامذة الرهبانية في بيروت وكانت ترسله لعمل الرياضات الروحية في القرى فيعظ بمسلكه ومثله قبل كلامه.
عيّن رئيسا على دير مار أنطونيوس قزحيا سنة 1938 ولغاية 1944.
وفي السابع من شهر أيار سنة 1947 أوكلت إليه السلطة الرهبانية إدارة دير عشاش والعناية بأمر مدرسته. فبنى جناحين في المدرسة: الجناح الأول لمنامة التلاميذ يسع نحو خمسين سريرا. والجناح الثاني يشتمل على محل درس فسيح الأرجاء. ومدّ ساحات الدير الداخلية والخارجية بالإسفلت.
ثم أنشأ معصرة حديثة للزيت .
وفي أواخر شهر تموز 1950 استقال من رئاسة الدير ليهتمّ بناشئة الرهبانية في إكليريكية ومعهد الروح القدس في الكسليك.
ومن مفاخر هذا الرئيس سلوكه الحسن مع جمهوره  وعموم جواره الذين أحبوه ومدحوا سيرة حياته وتقواه وطهارة ذيله وتجرده ووداعته ودماثة أخلاقه.
توفي شهيداً بتاريخ 9 أيلول 1975 عن عمر 79 سنة.



قرية عشاش
تقع قرية عشاش على بُعد ماية كيلومتر من العاصمة بيروت، واثني عشر كيلومتراً من عاصمة الشمال طرابلس.
عدد سكانها يزيد على ألفي نسمة ومعظم أبنائها في بلدان الإغتراب.
يحدّها شرقاً كفرحبو، وغرباً رشعين، وشمالاً مرياطة وحيلان وبوسيت، وجنوباً أملاك دير مار أنطونيوس قزحيّا.
مساحة بلدة عشاش تبلغ نحو ستة ملايين ونصف المليون مترا مربعا.
تعلو البلدة عن سطح البحر مايتين وخمسين متراً.
تمتاز بمناظرها الخلاّبة وكأنّها سهل البقاع بين سلسلتين من الجبال شمالية وجنوبية، تحيط بها جبال بوسيت – تربل – دنحي. وتمتاز بنهرها المنسابة مياهه بهدوء، وينابيعها التي تروي السكان وتسقي الأرض.
يمر القاصد إليها عبر الطرقات التالية:
ـ بشري – إهدن - زغرتا – رشعين – عشاش.
ـ شكا - زغرتا – رشعين – عشاش.
ـ طرابلس – أردة – مرياطة – عشاش.



أصل إسم عشاش
تضاربت الآراء والروايات عن أصل اسم قرية عشاش، فمن قائل أنّها كلمة سريانية ومعناها الألم والحزن، أو كلمة عبرية ومعناها الخراب والدمار، أو عربية وهي جمع كلمة عشّ بالنظر لكثرة الأشجار من دلب وصفصاف وغار حول جانبي النهر الذي يخترق القرية حيث تتكاثر العصافير لتبني فيها أعشاشها، فأُطلق على القرية اسم عشاش.



نشوء البلدة
إن أقدم وثيقة مكتوبة تشيرإلى تاريخ نشوء قرية عشاش. وعلى أنها كانت مأهولة منذ القرن السابع عشر ترد في مخطوط محفوظ لدى عائلة شلهوب يفيد بأن أجداد هذة العائلة قدموا الى عشاش في هذا القرن. اضافة الى ما جاء في كتاب "تاريخ الأزمنة" للعلاّمة البطريرك اسطفان الدويهي حول مقتل بعض أهالي البلدة عام 1673.
والهجرة الثالثة والكبيرة هي مع بداية أحداث 1975 ومقتل ثلاثة رهبان في دير مار جرجس عشاش وبعض أبناء البلدة.



عائلات عشاش
لا يعرف زمن قدوم العائلات التي تتألف منها قرية عشاش حالياً، إلا أنه يرجّح أن عائلة شلهوب قدمت من دوما، وعائلة نفّاع قدمت من بيت شباب، وعائلة مجلّي المعروفة أيضاً بالسرعلي أتت من سرعل، وعائلة القناتي من قناة، وعائلة حبيتر (جريج) وكنفوش وفرح وسواها من العائلات تفرّعت من عائلات أو أتت مع أقارب لها من الرهبان الذين أقاموا وخدموا في دير مار جرجس عشاش طلبا للعمل أو هربا من ظلم.
وإنه في العام 1700 لجأ الى عشاش الشيخ يوسف ابن الخوري جرجس ووالده اثر انهزامه أمام الشيخ عماد الهاشم منافسه على مشيخة العاقورة.
وفي منتصف القرن السابع عشر كانت عشاش من نصيب حاكمية الشيخ فارس الشمّر والتي شملت قرى: كفرحاتا، زغرتا، أصنون، الخالدية، كفردلاقوس، مجدليا، دنحي، عردات، عشاش، مرياطة، حيلان، عزقي، عدوة، كفريا، مركبتا، بوسيت، تربل، دير عمار، برج اليهودية، المنية وبحنين.
وإن بلدة عشاش التي عانت من هجرتين مترافقتين فضلا عن التهجير الذي أصاب أبناءها إبان أحداث 1975 جعل البلدة شبه خالية من سكانها فمنهم من هاجر من البلدة إلى المدينة سعيا وراء لقمة العيش ومنهم من توجّه نحو بلاد الإغتراب.
ان عدد المغتربين من بلدة عشاش المنتشرين في العالم يفوق كثيرا عدد المقيمين على أرضها. وقد بدأت الهجرة في أواخر القرن التاسع عشر واشتدت في أواخر القرن العشرين. وأسبابها ليست حب اللبناني للمغامرة والأسفار والوقوف على المعالم الجديدة واكتشاف المجهول، بل كانت الهرب من الإضطهاد والظلم والجور وتردي الأوضاع الإقتصادية والسياسية وطلبا لغنيمة السلامة.
بدأت الهجرة من قرية عشاش مع هجرة ابناء شمال لبنان حوالي العام 1875 فقد هاجر أكثر من نصف سكانها بين العامين 1875 – 1913 الى كوبا والولايات المتحدة الأميركية، والبعض منهم الى البرازيل واستراليا.
اما الهجرة الحديثة فقد بدأت بعد الحرب العالمية الثانية سنة 1945 الى كندا وفنزويلا واستراليا، وهذه استقطبت القسم الأكبر من الإغتراب الثاني.




مخاتير عشاش
ان المخاتير الذين تعاقبوا على القرية منذ أواخر القرن التاسع عشر حتى يومنا هذا، هم على التوالي:
أسعد اغناطيوس
الياس ساسين
ماجد مالك شلهوب
فؤاد ميخائيل مجلّي
ماجد مالك شلهوب للمرة الثانية
انطونيوس محرز شلهوب
جريس مقبل انتخب سنة 1998 بعد عودة أهل البلدة إلى قريتهم



بلدية عشاش
في بلدة عشاش كما في مرياطة جرت للمرّة الأولى سنة 2002 إنتخابات البلدية المنشأة حديثا بفضل مساعي وزير الداخلية السيد الياس المرّ وسهر واهتمام محافظ الشمال السيد ناصيف قالوش بعد أن كانت شؤون البلدتين تابعة لقائمقام زغرتا. وأصبح السيد خريستو نفاع أول رئيس لبلدية عشاش.



المستوصف
سعى ديرمار جرجس عشاش على غرار توجيهات الرهبانية التي لم تهمل خدمة أبناء شعبها في تأمين الخدمات الطبية للمرضى، والمساعدات المرضية والإجتماعية للمعوزين والفقراء حين أوجدت قرب كل دير وفي كل مدرسة تابعة لها مستوصفا لمعاينة المرضى من قِبل أطباء اختصاصيين وممرضات يقدمون لهم الأدوية والعناية اللازمة.
وقد سعت الرهبانية على يد الأب المدبر أنطونيوس مقبل إبن بلدة عشاش في تقديم الأرض غرب الدير لبناء مستوصف جمع أموال بنائه من المغتربين من أجل تقديم الخدمات الصحية والإجتماعية في بلدة عشاش.



جمعيات وأخويات
نادي عشاش رئيسه أسعد مقبل
الجمعية الخيريرية رئيسها شربل نفاع
لجنة وقف مار بنديليمون رئيسها الأب جورج صغبيني
والأعضاء نجيب الدكان ومايز
شلهوب وأسعد مقبل
أخوية الحبل بلا دنس رئيسها مايز شلهوب
الطلائع رئيسها طوني باخوس
الفرسان رئيسها طوني نفاع




رهبان وراهبات من بلدة عشاش
الأب المدبّر أنطونيوس مقبل من الرهبانية اللبنانية المارونية
الأب ميشال الدكان من الرهبانية اللبنانية المارونية
الأخت ماري روبير مقبل من راهبات الوردية
الأخت ماريات اغناطيوس من الراهبات الأنطونيات
الأخت ماري جيلبير داغر من راهبات عبرين



تاريخ الدير



في 5 تشرين الأول سنة 1805، أوقفت السيدة ماري سوسان أرملة السيد جرمان الفرنسي الحلبيّة الأصل والفرنسيّة التبعيّة لدير مار أنطونيوس قزحيا نصف ما تملكه في قرية عشاش المتصل اليها من الشيخ لطوف الضاهر سنة 1794 تسديدا لدين لها عليه. وقبل هذه الوقفية الأب اغناطيوس بليبل رئيس دير قزحيا يومئذٍ، وصدّقها السيد جرمانوس تابت مطران بلاد جبيل - البترون.
واشترطت السيدة المذكورة على الدير دفع مال الميري، وتأمين معاشها اللائق، ومحل سكناها صيفاً وشتاءً. فقام الدير بجميع هذه التعهدات، فهيأ لها مصيفاً في بلدة بان وفي عربة قزحيا، ومشتى في قرية عشاش ووفر لها جميع أسباب الراحة والكرامة مدة 12 سنة حتى تاريخ وفاتها سنة 1817.
ولكي لا يحسب القارىء أن جميع أملاك الرهبانية في قرية عشاش هي من هذه الوقفية أُحيله على كتاب الملكية في الرهبانية اللبنانية المارونية للأب مارون كرم وعلى حجج وسجلات دير مار جرجس عشاش ليتأكد أن معظم أملاك الرهبانية في هذه المزرعة اشتراها رؤساء هذا الدير.
وفي المجمع العام المنعقد في دير سيدة طاميش في 10 تشرين الثاني سنة 1847، تقرر انشاء ديرجديد على اسم القديس جرجس في منطقة عشاش كما تقرر تخصيص الأملاك الموقوفة لدير قزحيا والمار ذكرها لإنشاء هذا الدير الجديد. فشرعت الرهبانية حالا بتنفيذ هذا القرار، وبدأت بأساسات الدير، الى أن تم بناؤه بشكله الحالي سنة 1924، وقد بلغت نفقات البناء وشراء الأملاك والتجهيزات اللازمة نحو مئتي ألف غرش فضة وذهب عملة تركية. و تشيدت الكنيسة سنة 1940. وبعد الحرب الكونية الثانية (1939 - 1945) وحوّلت الرهبانية هذا الدير الى مدرسة، وأدخلت عليه الإصلاحات اللازمة ليقوم برسالته التربوية والثقافية بالإضافة إلى رسالته الروحية والإجتماعية في محيطه.



رؤساء دير مار جرجس عشاش
1- اندراوس الخوري من قرطبا 1847-1850 هو اول رئيس على دير عشاش تولى ادارته ثلاث سنوات واربعين يوما. قطن اولا مع رهبانه في حارة دير قزحيا المعروفة ببيت نصر وباشر في شراء الفرشات والاثاث والمواشي وباقي لوازم المعيشة. ثم شرع في بناء الدير شرقي قرية عشاش في محل مرتفع يشرف على القرية والبساتين. وانجز بعض الغرف وقطنها مع رهبانه سنة 1849
2- بيمين من بشراي 1850-1853 زاد في بناء الدير واشترى ثلاث قطع أرض
3- يواصاف من بنتاعل 1853-1856
4- فرنسيس من عبادات 1856-1859 اشترى خمس قطع أرض
5- انطونيوس زعيتر من بان 1859-1863 اشترى نصف مطحنة عشاش من الشيخ شاهين الضاهر
6- يوسف رحمة من بشراي 1863-1865 بنى للدير كنيسة وسقفها بالاخشاب والجذوع ووسع ابنية الدير ورمّم المطحنة وبنى مقبرة الدير القديمة.
7- عمانوئيل عواد من حصرون 1865-1868
8 –جبرايل أبي زيد من عينطوره 1868-1870 استقال أثر مرض
9- مارون من كفر صغاب 1870-1871
10- الياس من سرعل 1871-1875 رمم حارات الشركاء
11- بولس من بشراي 1875-1877 اشترى قطعة ارض زيتون وكروم من الشيخ انطون الحاج من أرده
12- مارون من ايطو 1877-1880 نقل الدير العتيق إالى حيث هو الان وقد بناه على الطراز الحديث وجعل طوله خمسين ذراعا وعرضه كذلك لكنه اسس منه نحو نصفه فقط أي الجهة الغربية وجناحاها الشمالي والقبلي لقرب البوابة. ولم تشغل هذا الرئيس الفاضل اعمال البناء عن غرس اشجار التوت والكروم والزيتون التي جعل لها نصيبا وافرا من عنايته
13- عمانوئيل جعجع من بشراي 1880-1884
14- يوسف معتوق من سرعل 1884-1885 بنى الطابق العلوي من البناء الجديد فجعل فيه غرفا عديدة كافية لسكن الرهبان
15- عمانوئيل من بشراي 1885-1890 اشترى في خلال رئاسته بساتين بيت مقبل. وجدد اصلاحات في حارات الشركاء ونصب كثيرا من اغراس التوت والكروم والزيتون وفي مدته هذه غرس الاخ بيمين الصغابي الدلبة الشهيرة على العيون سنة 1888
16- يوسف رفول من اجبع 1890-1894 بنى اقبية الدير في الجهة الشرقية وكمالة الجهتين الجنوبية والشمالية وعددها 15 مصالبا. ثم بنى سبع غرف على الطراز الحديث وسقفها بالآجر
17- روفايل من بزعون 1894-1895
18- اغناطيوس من بزعون 1895-1897
19- يوسف شعيا من بزعون 1897-1899
20- بطرس من ايطو 1899-1901
21- مارون من ايطو 1901-1904
22- دانيال العلم من حدث الجبة 1904-1909
23- نعمة الله مجلي من سرعل 1909-1910
24- بطرس ساسين من سرعل 1910-1913 برئاسته جرّ المياه من النبع شمالي شرقي الدير إلى ساحة الدير الداخلية
25- انطونيوس من كفر صغاب 1913-1916
26- يوسف ملكون من سرعل 1916-1922
27- ميخائيل نعمه من سرعل 1922-1924
28- اغناطيوس كسبار من طورزا 1924-1929
29- عبدالله عواد من حصرون 1929-1932
30- يوسف نكد من رشعين 1932-1938
31- بطرس ساسين من سرعل 1938-1939برئاسته الثانية باشر ببناء كنيسة الدير. توفي شهيدا بتاريخ 9 أيلول 1975
32- برنردوس معتوق من سرعل 1939-1941
33- انطونيوس سمعان من رشعين 1941-1944
34- انطونيوس يونس من بلوزا 1944-1947
35- انطونيوس تمينة من حوقا 1947-1950 بنى جناحين في المدرسة: الجناح الأول لمنامة الأولاد يسع نحو خمسين سريرا وشيد حمامات ومغاسل ومستراحات. وجعل في الطابق الاسفل رواقا كبيرا وصفوف ومائدة للتلامذة الخارجين.... ثم أنشأ معصرة حديثة للزيت. ومد ساحات الدير الداخلية والخارجية بالاسفلت... توفي شهيدا بتاريخ 9 أيلول 1975
36- بطرس كرباج من ايطو 1950-1952
37- اغناطيوس الخوري من بيت منذر 1952-1956
38- انطونيوس عطيه من كفر زينا 1956-1959
39- فرنسيس تمينة من حوقا 1959-1962
40- نعمة الله وهبة من بلوزا 1962-1965
41- بطرس كسبار من طورزا 1965-1968
42- انطونيوس عطيه من كفر زينا 1968-1969
43- انطونيوس مقبل من عشاش 1969-1971
44- اغناطيوس كسبار من طورزا 1971-1974
45- انطونيوس سليمان من طورزا 1974- 1977بدء ببناء الطابق الثاني في المدرسة لكن أحداث 1975 حالت دون إتمامه وفرز أرض في الحرشة لأبناء البلدة عشاش رغبة منه في بقائهم في بلدتهم
46- نعمة الله وهبه 1977- 1983
47- انطونيوس سمعان 1983- 1986
48- انطوان الشالوحي 1986- 1991 بدأ بإصلاح وترميم ما تهدم من الدير واستصلاح الجنائن ونصب حقلة بالإجاص
49- ريمون عيسى 1991- 1997 في أيامه فتحت المدرسة أبوابها بعد 21 سنة من توقفها ونقب وزرع نصوب الزيتون
50- يوسف الشلفون 1997- 2001
51- جورج صغبيني 2001- 2004 في أيامه بدأ ببناء الكنيسة و تركيب ساعات كهرباء للدير والمدرسة وشراء مولد كهرباء 100 KVA ونقب 20 ألف م.م.من الأرض ونصبها زيتونا وغرس عرائش وأشجار مثمرة من الدراق والمشمش ... والصنوبر والجوز وصنع سقالات عرائش حول الدير وفتح قاعات الدير للتعازي مع بناء حمّامات ومطبخ لآبناء بلدة عشاش وللقاءات الأخوية والطلائع وفرسان العذراء وجهّز المدرسة بـ10 كمبيوترات جديدة وخرائط وألواح حديثة وجهّز قاعة المدرسة بمكبرات الصوت واستحدث مكتبا للإدارة وقاعة للأساتذة وصالونا لأهل الطلاب ومكتبة للطلاب وملعبا شتويا للأولاد وساحة مدها بالإسفلت لسيارات الأساتذة والأوتوكارات وأنشأ مجلة سنوية للمدرسة تشتمل على جميع النشاطات وتصدر سنويا. وأسس فرقة كشفية على إسم فوج مار جرجس عشاش وجعل غرفة في الدير مزارا للرهبان الشهداء جمع فيها ما بقي من آثارهم...



مدرسة ودير مار جرجس ـ عشاش



منذ نشأة الدير في بلدة عشاش عمل الرهبان على تعليم أولاد الجوار كعادة أديار الرهبانية مبادئ التعليم المسيحي والقراءة والكتابة وعلم الحساب تحت سنديانة الدير صيفا وفي إحدى غرف الدير شتاء إلى أن كانت سنة 1945 التي فيها حصلت الرهبانية اللبنانية المارونية على إجازة لفتح مدرسة إبتدائية خاصة للصبيان في دير مار جرجس في قرية عشاش التابعة لقضاء زغرتا بتاريخ 10 آذار 1945 بموجب مرسوم رقم 2775 صادر عن رئيس الجمهورية بشارة خليل الخوري ورئيس مجلس الوزراء عبد الحميد كرامة .
وبتاريخ 2/5/1952 بناء على طلب رئيس عام الرهبانية اجاز وزير التربية الوطنية والفنون الجميلة بتحويل مدرسة مار جرجس الإبتدائية الخاصة في عشاش إلى ثانوية بإدارة الأب جرجي موسى سابا تحت قرار رقم 3015.
وتمّ إضافة ثماني غرف جديدة وإضافة عدد التلاميذ إلى خمسماية وأربعة وعشرون تلميذا بدلا من 346 تلميذا تحت قرار رقم 774 صادر عن وزير التربية الوطنية السيد أدمون رزق بتاريخ 2 أيلول 1974.
إن هذا القرار لم ير النور إذ أن الأحداث الدامية التي عصفت بلبنان رست مرساتها الأولى في دير ومدرسة مار جرجس عشاش فأغلقت المدرسة أبوابها وامتلأت بالعساكر بدل التلامذة وتهدم الدير والكنيسة والمدرسة وتهجّر أبناء بلدة عشاش مع من نجى من الرهبان إلاّ ثلاثة منهم كانوا ضحية بقائهم في الدير إيمانا منهم بالعيش المشترك والوحدة الوطنية فكانوا شهداء هذا الإيمان.
وسنة 1996 عادت المدرسة لتفتح أبوابها على يد الأبوين ريمون عيسى وأنطوان الشالوحي لتبدأ من جديد مع صفوف الحضانة والروضات وبعض تلامذة الصفوف الإبتدائية...
واليوم عادت مدرسة عشاش إلى سابق عهدها لتتبوأ صدارة النجاح بين مدارس الشمال ومدارس الرهانية.
وعسى هذه المدرسة تبقى حاملة لواء الثقافة والعلم ومن نجاح إلى نجاح مع الأمل بفتح مدرسة شبه مجانية ومدرسة مهنية تلبية لحاجة محيطها...




بناء الكنيسة


الأب يوسف مونّس والمدبّر أنطوان مقبل والمحترم الياس كرم أمام الكنيسة قيد الإنشاء

مع قرارالمجمع العام المنعقد في دير سيدة طاميش في 10 تشرين الثاني سنة 1847 لإنشاء دير على اسم القديس جاورجيوس في منطقة عشاش.
شرعت الرهبانية حالا بتنفيذ هذا القرار وسكن الرهبان في البيت الذي يعرف ببيت دير قزحيا وجعلوا من إحدى الغرف كنيسة يقيمون فيها الصلوات والقداسات لشركاء الدير وأبناء الجوار.
ومع البدء ببناء الدير في المرحلة الأولى جعلت القاعة الشرقية عند مدخل الدير كنيسة مع انتقال الرهبان من بيت قزحيا إلى دير مار جرجس.
أما بناء الكنيسة سنة 1924 وسقفها بالأخشاب والتراب فكان بعد الإنتهاء من بناء الدير على شكله الحالي. كما سيرد ذلك لاحقا في سلسلة رؤساء الدير.
وأعيد ترميم الكنيسة سنة 1940 وسقفت بالإسمنت بدلا من التراب.
تهدمت كنيسة مار جرجس في أحداث سنة 1975 واستشهد حينها ثلاثة رهبان وبقيت الكنيسة على هذه الحالة إلى يوم عيد الرب 6 أب 2002 تاريخ بدء حفر الأساسات وإعادة بنائها بمباركة الأباتي أتناثيوس الجلخ رئيس عام الرهبانية اللبنانية المارونية وهمّة المدبر العام الأب أنطونيوس مقبل وإشراف الوكيل العام الأب الياس كرم على البناء مع المهندسين والعمّال وبمسعى محافظ الشمال الأستاذ ناصيف قالوش الذي سهّل لنا الأمور الإدارية وقدّم لنا الدعم المعنوي والعيني للبدء ببناء كنيسة شفيع دير وبلدة عشاش.
وكان بناء الكنيسة يرتفع يوما فيوما ومدماكا فمدماكا.
إلى أن حلّ عيد مار جرجس مساء 22 نيسان 2004 وبرعاية صاحب السيادة المطران يوحنا فؤاد الحاج ومشاركة رئيس عام الرهبانية ووزراء ونواب منطقة زغرتا وطرابلس والشمال ومحافظ الشمال السيد ناصيف قالوش والمدبر أنطوان مقبل  ورؤساء الأديار والكهنة والبلديات والمخاتير وأهالي طلاب مدرسة عشاش وأبناء البلدة ومعهم الأخويات والطلائع والفرسان ليشاركوا في تدشين كنيسة مار جرجس عشاش على ألحان وتراتيل جوقة قاديشا بقيادة الأب يوسف طنوس..
















تقدمات لكنيسة مار جرجس عشاش
- مساعدات عينية وتحضير الخرائط والشبابيك وبراويزها من مدرسة المركزية بهمّة رئيسها الأب شربل عقيقي
- حجر الكنيسة الداخلي من شناطة - الزكزوك بهمّة الأب نبيه خوري
- حجر العقد من نبع الكرسي دير حوب تنورين
- الحجر الخارجي من عين بقرة
- كورنيش الواجهة من بشعلة
- الونش للورشة تقدمة المهندس لويس الهاشم وله الفضل الكبير في كلّ زاوية من بناء الكنيسة
- هندسة كهرباء الكنيسة: المهندس ادغار عبود وتنفيذ المعلّم جوزف صليبا
أسماء المتبرعين
750$ محافظ الشمال السيد ناصيف قالوش والذي له الفضل الكبير في بدء البناء والسهر عليه وتشجيعه من خلال زياراته التفقدية للدير وللبناء
400$ السيد سركيس برمو شركة برمو
300$ السيد أنطوان يعقوب شركة "يمكو غاز"
100$ الخوري ميشال شموني خوري حرف مزيارة
- من مروان عبود وجوزيف بشارة ستّ ساعات عمل في الحفريات
- من السيد جيلبر مرعب إنارة ساحات الدير والمدرسة
المدرسة المركزية – مواد عينية وتحضير الهندسة والشبابيك وحديدها
دير حوب ودير قزحيا – أحجار عقد الكنيسة وأحجار الكنيسة الخارجية
دير الزكزوك – أحجار الكنيسة الداخلية
أبناء بلدة عشاش في لبنان وبلاد الإغتراب
300 $ استرالي من السيد جوزف بدوي القناتي
1000$ كندي من المهندس ريكاردو خير الله القناتي
100$ من السيد مالك شلهوب
من السيد شربل مقبل – 20 كرسيّا بلاستيكيّاً
من سيدني ومالبورن – استراليا على يد المدبر أنطوان مقبل

المهندسين والعمّال
المهندسون:
- لويس الهاشم الذي قدّم الونش مجاناً وساهم بماله وسهره على تحقيق مشروع بناء الكنيسة.
- وريمون بو شاكر الذي ساهم في وضع الخرائط وتنفيذها
- فكتور العلم الذي عمل في الأساسات

العاملون:
- المعلّمان لوسيان خير الله ويوسف نصر عملا في الأساسات
- الملتزم المعلم ميشال جبور العين الساهرة على البناء
- المعلم جورج جبور عمل في بناء الحيطان وتلبيس الحجارة من الداخل والخارج
- بول جبور
- يوسف شبلي فرنسيس وريمون حنا
- يوسف البزعوني وأخيه جورج
- المعلّم ضوميط دورة وياسر..... نحت الحجر
بناء سقف الكنيسة:
- موفق ميخيئل معلم باطون والونش
- إيفان خوري معلم باطون
- معين صدّي معلم عمار حجر
- حبيب خوري معلم باطون
- ماهر نصّار معلم عمار حجر
- ريمون سعود معلم عمار حجر
- مروان نصّار معلم نحت وعمار حجر
- فادي طعمة معلم تكحيل حجر
- موريس عازار معلم تكحيل حجر
- طوني معلم نحت حجر
- ألمنيوم الشبابيك
- كهرباء
- الأبواب
- بلاط

كافأ الله الجميع من ذكرناهم ومن سهونا عن ذكرهم من عاملين ومتبرعين ومشجّعين وعوّض عليهم شفيع الكنيسة اضعافا في مقتنياتهم وصحّة في أجسادهم وسعادة في عيالهم





اللقاء الأول لقدامى مدرسة مار جرجس عشاش



نرحب بمعالي الوزير اسطفان الدويهي وبجميع الحاضرين مع حفظ الألقاب بحضور ورعاية الأستاذ فوزي نعمة رئيس منطقة الشمال التربوية.
        إخوتي قدامى عائلة مدرسة مار جرجس عشاش
        يسعدني اليوم أن ألتقي بكم أنتم مؤسسو هذه المدرسة منذ عام 1945 وما بعده حين كنتم طلاباً على مقاعدها وقد ذاع صيتها واتشر اسمها بفضلكم على مساحة الوطن. ولا زالت ذاكرتكم تحمل في طيات تاريخها أحلامكم التي عبرت بكم إلى ما أنتم عيه الآن.
        دعوتنا اليوم لهذا اللقاء لتتعارفوا وتستعيدوا الذكريات الخوالي وتتعاونوا معاً من أجل خير المدرسة وطلابها وأنتم المعنيون بها أكثر من سواكم، مع لجنة الأهل بما فيه خير هذه المنطقة التي معظم تلامذتنا منها وهم أبناؤكم وأحفادكم وعلى ذات المقاعد يجلسون وفي ذات الصفوف يتعلمون وفي ذات الملعب يلهون ويتسامرون فعساهم يصيرون مثلكم في مستقبلهم.
        وأغتنم هذه المناسبة لأعلن بحضور ورعاية الأستاذ فوزي نعمة رئيس المنطقة التربوية في الشمال عن ولادة لجنة قدامى المدرسة من الذين هم أكبر سنّاً منكم ولتكمل هذه اللجنة ما بدأناه اليوم فتجمع كافة قدامى مدرسة عشاش من أقصى لبنان إلى أقصاه في يوم لقاء سنوي يكون أن تفرح الأم باجتماع أبنائها في حضنها ولو شاخوا وكبروا فتفخر بهم وبمنجزاتهم.
        منذ عام 1945 وحتى اليوم كثيرون غادروا هذه الدنيا نذكرهم في صلاتنا والذين شقوا دروب الحياة يكونون لطلابنا قدوة في النجاح والأخلاق.
        ومع افتتاح المعرض الأول في مدرسة مار جرجس عشاش الذي أردناه في يوم لقائكم والذي هو من صناعة وتحضير التلاميذ أولادكم مع السيدة كالي القناتي منسقة الفنون عسى هذا المعرض الأول يتتابع في السنوات التالية كما لقاءاتكم ليصبح تقليداً سنوياً.
        عاش قدامى مدرسة مار جرجس عشاش وعاشت مدرستهم وعاشت التربية في لبنان.

        1 تموز 2004                         الأب جورج صغبيني







ملحق صور تدشين كنيسة مار جرجس عشاش








 
 
 

ليست هناك تعليقات: