2012/06/01

رؤساء الجمهورية اللبنانية 7 المتصرفية الأب جورج صغبيني



يوسف بك كرم والمتصرفية
كانت ثورة يوسف بك كرم على المتصرّف داوود باشا وعلى نظام المتصرفيّة، سببا أدّى إلى نفيه من لبنان برضى البطريرك مسعد.

ولد في إهدن، شمال لبنان، في أيار سنة 1823.
درس اللغة العربية والسريانية ونظم الشعر فيهما. وتعلم الفروسية واتقنها.
عُيِّن قائم مقام النصارى عام 1860، من قِبَل العثمانيين، ولم يطل المقام به حتى اعتزل المنصب طامعا بأن يكون متصرفا وطنيا لكلّ لبنان.
أسس عام 1861 حركته العسكرية المقاومة التي استمرت خمس سنوات في النضال ضد العثمانيين، وذلك لمخالفة وخرق النظام السياسي والاداري من الوالي العثماني، ومساسه بامتيازات جبل لبنان بعد استقلاله، إضافة إلى الضرائب الفادحة المفروضة على الناس، واجتياح الجنود الأتراك للبلاد، واعتقال الأهالي بغير حقّ. لكن حركته لم تدم طويلا، بعد أن كبّد العثمانيين خسائر فادحة مما استدعاهم إلى طلب قوة جديدة وأعداد كبيرة من الجنود للقضاء على حركته.
اجتمع يوسف بك كرم مع القنصل الفرنسي في بكركي في 18 كانون الثاني عام 1867، وعقدا اجتماعا خلصا فيه إلى أن يترك البلاد ويغادر إلى الجزائر برعاية وحماية فرنسية، وباتفاق مع العثمانيين لتهدئة الوضع ومنع نشوب حرب ومزيد من الخسائر المادية.
في 31 كانون الثاني عام 1867، أجريت ليوسف بك كرم احتفالات وداعية كبيرة جدا في بكركي وفي بيروت وغادر البلاد على متن دارعة فرنسية إلى الجزائر ومنها تنقل في أوربا إلى أن استقر في ايطاليا بمدينة نابولي.    
توفي يوسف بك كرم في منفاه في نابولي، بتاريخ 7 نسيان عام 1889، ونقل جثمانه إلى مسقط رأسه إهدن، ليرقد في كنيسة القديس جرجس. وأقيم له تمثال إكراما ووفاء له ولمواقفه السياسية والبطولية من أجل لبنان.

المتصرفية المسيحية 1861- 1918
تمّ مشروع يوسف بك كرم حين فصلت متصرفية جبل لبنان المسيحية عن بلاد الشام، بموجب بروتوكول 1861، والذي عُدّل عام 1864. وقد تألفت هذه المتصرفية من سبعة أقضية هي: الكورة ـ البترون ـ كسروان ـ المتن ـ الشوف ـ جزين ـ زحلة ـ بالإضافة إلى مديريتي دير القمر والهرمل.
ولاية بيروت بقيت ولاية عثمانية ملحقة بسوريا: تتبعها صيدا وصور ومرجعيون تبعتها أيضا طرابلس واللاذقية في الشمال وعكا ونابلس في الجنوب.
أمّا البقاع الذي كان ملحقاً بولاية دمشق، فيتكوّن من أربعة أقضية هي: بعلبك ـ راشيا ـ حاصبيا ـ البقاع الغربي.
عرف هذا الاتفاق المعدل للاتفاق السابق بـ"القانون الأساسي". وقد وقعت عليه فرنسا وبريطانيا والنمسا وروسيا وبروسيا والدولة العثمانية. ونص على الآتي:
1- تنظيم لبنان إداريًا من جديد، وإلغاء العمل بالتقسيم الإداريّ السابق الذي قسم جبل لبنان إلى قائمقاميتين.
2- أن يصبح جبل لبنان ولاية عثمانية مستقلة في شؤونها الداخلية.
3- أن يحكم ولاية لبنان المستقلة حاكم عثمانيّ نصرانيّ يعينه الباب العالي، بعد أن توافق على تعيينه جميع الدول التي وقعت على ميثاق القانون الأساسي.
4- أن تكون مدة ولاية المتصرف خمس سنوات، يرأس خلالها السلطة التنفيذيّة، ويكون مسؤولاً أمام الباب العالي.
5- أن يشكل مجلس إدارة، مؤلف من اثني عشر ممثلاً عن الطوائف في الجبل، يساعد المتصرف في إدارة شؤون جبل لبنان.
6- أن تضم متصرفيّة لبنان جبل لبنان، ولا يدخل ضمنها سهل البقاع، ووادي التيم، ومدن الساحل مثل بيروت وطرابلس وصور وصيدا التي ستبقى خاضعة مباشرة لولاة الدولة العثمانيّة، وأن يظل تنظيمها الإداري على حاله.
7- أن يقسم جبل لبنان إلى سبعة أقضية، يرأس كل قضاء قائمقام من الطائفة التي تمثل الأكثريّة في القضاء.
8- أن يقسم كل قضاء إلى مديريات محليّة يتصرف في إدارتها المحليّة شيوخ ينتخبهم السكان المحليون.
9- أن يمنح القانون الأساسي كل مواطني الجبل أو ما يعرف بمتصرفيّة جبل لبنان حق المساواة أمام القانون.
10- أن تنظر دعاوى رجال الدين أمام محاكم دينيّة.
11- أن تلغى جميع امتيازات الإقطاعيين.
12- أن ترفع الدعاوى التجاريّة أمام محاكم تجاريّة خاصة.
13- أن يعين المتصرف القضاة ويشكل مجلسًا تأديبيًا للقضاة في حال المخالفات.
14- أن يقاضى المجرم في المكان أو الناحية التي ارتكب فيها الجرم.
15- أن تشكل في الجبل فرقة عسكرية لبنانية، وفرقة شرطة تساعد المتصرف في تثبيت الأمن وجمع الضرائب من السكان.
16- أن يجري المتصرف إحصاءً للسكان، وتشكل لجان فنيّة لمسح الأراضي في المتصرفيّة ووضع الخرائط لها.
وإن هذه الإدارة الجديدة للبنان التي عرفت بنظام المتصرفية  استمرت حتى نهاية الحرب العالمية الأولى وبداية الإنتداب الفرنسي على لبنان.

الحرب العالمية الأولى في لبنان
إن موقف اللبنانيين من الدولة العثمانية قد انقسم بين الجمعيات الثقافية التي أنشئت. فكانت بعض هذه الجمعيات تعمل سراً للتحرر من النير العثماني كالجمعية العربية الفتاة والقحطانية، وبعضها الآخر يعمل علناً كجمعية بيروت الإصلاحية وحزب اللامركزية الادارية العثماني وجمعية العهد. وقد ظهر اتجاهان تحرريان متباينان:
- اتجاه يدعو إلى اللامركزية، أي منح لبنان استقلالاً ذاتياً مع بقاء ارتباطه بالدولة العثمانية.
ـ اتجاه يدعو إلى الإستقلال التام عن الدولة العثمانية.
إلا أن حكم الإستقلال الذاتي الذي منح لمتصرفية الجبل، سرعان ما ألغي، بقرار  من الدولة العثمانية عقب اندلاع الحرب العالمية الأولى، في 5 آب 1914.

على أعواد المشانق
شهداء 6 أيار على أعواد المشانق
جمع جمال باشا الرجال في لبنان للمشاركة في الحرب إلى جانب الدولة العثمانية. فازدادت النقمة على الدولة العثمانية وخاصة عقب ازدياد الضائقة الاقتصادية وانتشار الأمراض والأوبئة والجوع والموت. فكان قيام محكمة عرفية شكلها جمال باشا الجزار وأتبعها بحملة اعتقالات واسعة تلتها أحكام بالإعدام على رموز المعارضة في 20 آب 1915 و6 أيار 1916، الأمر الذي أسرع في إعلان الثورة العربية الكبرى.
تسبّبت سنوات في إحداث مجاعة وإبادة ثلث سكان جبل لبنان. والمسيحيون الذين نجوا من مخالب الحرب والمجاعة هاجر نصفهم  من وطنهم. مما أدّى إلى إفراغ جبل لبنان من مسيحييه وخاصة الموارنة منهم.
كما ودفع اللبنانيون- مسلمون عروبيون ومسيحيون إستقلاليون- دعاة التحرّر من النير العثماني، على أعواد المشانق كما والموت جوعا،  ثمنا باهظا لإستقلالهم من الظلم التركي. فعلّق جمال باشا، رجال الدين والفكر اللبنانيين المطالبين بالسيادة والحرية والإستقلال، على أعواد المشانق في لبنان وسوريا في السادس من أيار سنة 1915 و1916.


استقبال البطريرك الماروني  للأرمن في لبنان    
اشتدّ التيّار الكاثوليكيّ في مدن حلب وماردين وكلّس وعنتاب، فزاد عدد مضطهديه. وفي 26 تشرين الثاني 1740 تمّ انتخاب "أبراهام أردزيفيان"، أسقف حلب، بطريركاً على الأرمن الكاثوليك، فسافر إلى روما حيث نال "الباليوم" والتثبيت من قداسة البابا "بندِكتُس الرابع عشر" في 8 كانون الأوّل 1742. وقد شاء "أبراهام" وخلفاؤه أن يضيفوا إلى أسمائهم لقب "بطرس" اعترافاً بولائهم لكرسيّ بطرس. ولكنّ البطريرك الجديد لم يستطع العودة إلى حلب لأنّ الحكومة العثمانيَّة وبطريرك إسطنبول لم يعترفا به. حينئذٍ، لجأ إلى لبنان حيث أقام في دير الكرَيْم.
وبعد إنشاء دير سيّدة بزمّار في كسروان عام 1749 نُقل الكرسيّ البطريركيّ إليه ولا يزال حتى يومنا هذا، وتكوّنت حوله جمعيَّة من الكهنة المرسَلين، لا تزال تُعرف حتى اليوم باسم "جمعية كهنة دير بزمّار البطريركيَّة".
انتظر الأرمن الكاثوليك حتَّى عام 1830 فحصلوا على فرمان عثمانيّ صدر في 6 كانون الثاني يعترف باستقلاليَّة الطائفة الأرمنيَّة الكاثوليكيَّة. عند ذاك توقّفت الاضطهادات وعاد المبعَدون إلى ديارهم، وتسلّم الأساقفة المُقيمون في المنفى زمام الأمور في أبرشيّاتهم، وأنشأوا الكنائس وجمعوا شمل الرعية.الأرمن في لبنان.
قاتل الأرمن إلى جانب الحلفاء في الحرب العالمية الأولى وقتلوا جمال باشا السفاح انتقاما لشهداء لبنان وسوريا من عرب وارمن. ووعد الحلفاء الأرمن في مؤتمر "سفير" بمنحهم دولة من ساحل المتوسط الى جبال القوقاز. ولكن الحلفاء حنثوا بوعودهم وارتكب الجيش التركي مجازر رهيبة ضد المواطنين الأبرياء أسفرت عن مقتل مليون ارمني وهروب عشرات الألوف منهم إلى لبنان وسوريا.
 وعلى أثر هذه المجازر سنة 1915، استقبل البطريرك الماروني الناجين منهم واحتضنهم مثل جميع أبنائه في لبنان.


المجازر الأرمنية ١٩١٥
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية هذه الصورة في ٧ أكتوبر ١٩١٥ في خضم حملة الأتراك العسكرية ضد الأرمن. التي أسفرت عن مجزرة الأرمن على يد الامبراطورية العثمانية، وهي من أكبر المجازر التي حصلت في التاريخ ولا تزال تركيا ترفض الإعتراف بمسئوليتها حتى الآن.[1]














مجازر الأرمن في أرضروم في 30 تشرين الأول 1895 
  


ومن عام 1912 حتى 1920 وصل عدد الأرمن الذين قتلوا على يد الأتراك إلى ثلاثة ملايين أرمني. وكانت المجازر التي استهدفت الأرمن بين 1915 و1917 أسفرت عن مقتل 1،500،000 شخصا حسبما يؤكد الأرمن وبين 300 و500 ألفا حسبما تقول تركيا.

   بعض جنود الأترك  يأخذون صورة تذكارية مع أرمنيّين قطعت أعناقهما تشرين الأول عام 1898. [2]

الكنيسة الأرمنية في ظل مجازر الأرمن عام 1915
في عام 1915، تعرّض الأرمن لمجزرة من الدولة العثمانية، والتي راح ضحيتها مليون ونصف المليون أرمني وعشرات الآلاف من أبناء الطوائف الأخرى، واستشهد نحو 4000 رجل دين يمثِّلون اكثر من 90% من رجال الكنيسة الأرمنية وأساقفتها، وأحرقت ودُمرت نحو 3000 كنيسة ودير. [3]

الهجرة الأرمنية الثانية
 لدى وصول الأرمن إلى بيروت سنة 1941 بعد أن نقلتهم القيادة العليا الفرنسية إلى لبنان  أثر اتفاق كان قد وقع مع القيادة التركية تنازلت على أثره فرنسا عن لواء الأسكندرون السوري إلى تركيا. هاجرت الأسرة الأرمينية في شبه نزوح كامل من إقليم كليكيا الأرميني إلى سوريا ولبنان والعراق والأردن مقابل حياد تركيا في الحرب العالمية الثانية وجعل أراضيها مقراً لوجستياً لقوات التحالف.

  
مخيم الأرمن سنة 1940  في  برج حمود (الصورة نقلأ عن كتاب عشائر الشرق)

كتب وزير الدولة جان أوغاسبيان [4]: "يضج التاريخ بأحداث عمدت فيها شعوب إلى اضطهاد شعوب أخرى بهدف فرض سيطرتها عليها او تهجيرها من ارضها، لا لشيء إلا لعدم القبول بتمايزها وبخصوصياتها.
لم يقبل الأتراك فكرة قيام دولة أرمنية مسيحية مستقلة. فاستغلوا الحرب العالمية الأولى واستلام حزب تركيا الفتاة مقاليد السلطة حتى بدأوا اضطهادهم للأرمن.
بدأ ذلك في توقيف ستمئة أرمني من المسؤولين وقادة الفكر في اسطنبول، قبل نقلهم إلى الصحراء حيث قضوا جوعا ومرضا. ولم يمرّ وقت طويل، حتى بدأت المجازر الجماعية في حق الشعب الأرمني، لوضع حد لمقاومة شعب لم أراد الحرية.
دفعت المجازر التركية التي ارتكبت عام 1915 الآلاف من الأرمن إلى الهرب من أرمينيا الغربية إلى مختلف أنحاء العالم، وما لبثت الهجرة أن تضاعفت عبر الساحل السوري في اتجاه لبنان، الذي شكل عامل طمأنة للأرمن في ضوء تنوعه الديني والإتني والثقافي. علماً أن الكثير من العائلات الأرمنية توافدت إلى لبنان منذ أوائل القرن الثامن عشر حيث بنى أبناؤها العديد من الكنائس والأديرة أبرزها دير بزمار الذي يتربع على تلة في منطقة كسروان رمزا لبقاء الأرمن في هذا الشرق.
وفي أول إحصاء تم في لبنان عام 1924، حصل الأرمن على الجنسية اللبنانية بالتزامن مع كافة اللبنانيين. وكانت مسيرة انخراطهم بدأت تتثبت في الحياة السياسية والبرلمانية اللبنانية من خلال العديد من رجالاتهم. ويضم لبنان أكبر جالية أرمنية في العالم العربي حيث فاق عددهم عام 1975 مئتي ألف شخص".

الثورة العربية الكبرى 1916
بعد شهر من تنفيذ أحكام الإعدام في كل من بيروت ودمشق، كانت استعدادات الشريف حسين قد اكتملت في مكة، بالاتفاق مع البريطانيين من خلال مراسلات  "مكماهون- الحسين" بالإضافة إلى تفاهم الشريف حسين مع شيوخ القبائل، واستدعاء ابنه الأمير فيصل من دمشق، والإتفاق على أن يكون يوم الاثنين في 5 حزيران 1916 هو الموعد المقرر لانطلاق الثورة من المدينة المنورة حيث اعلن استقلال العرب عن حكم السلطنة  العثمانية.
اندلعت الثورة، وسقطت مكة وصمدت المدينة، وراحت مدن الحجاز تسقط الواحدة تلوى الأخرى وسار فيصل نحو بلاد الشام بعد أن حرر شمالي الحجاز بالكامل ونودي بالشريف حسين ملكاً على البلاد العربية في أوائل سنة 1917.
دخل فيصل مدينة العقبة وأرسل ابن عمه الشريف ناصر باتجاه سوريا فوصل في 30 أيلول 1918 إلى ضواحي دمشق، حيث رفعت الأعلام العربية. وكلف فيصل رضا الركابي بتأليف أول حكومة فيها. وبعث شكري الأيوبي إلى بيروت ممثلاً عنه. فتمّ تعيين حبيب باشا السعد حاكماً على لبنان بعد قسم يمين الولاء للشريف حسين، وارتفع العلم العربي فوق سراي بعبدا وسراي بيروت.
إلا أن الأمور لم تطل على هذه الحالة التي تمّت فيها مراسلات "مكماهون- الحسين". إذ في 8 تشرين الأول كانت القوات الفرنسية تنزل على شواطىء بيروت وتنزل معها علم الحكومة العربية وترفع العلم الفرنسي. وهكذا دخلت المنطقة تحت حكم الإنتداب تنفيذاً لإتفاقية "سايكس بيكو" التي جرى توقيعها بين فرنسا وبريطانيا والتي تقسم البلاد العربية إلى دويلات مستعمرة لكلتا الدولتين.

الإنتداب الفرنسي 1918





معاهدة سايكس – بيكو


 في 8 تشرين الأول 1918 نزل الأسطول الفرنسي في بيروت بقيادة الكولونيل "دي بياباب" فتسلم مقاليد الأمور في بيروت..وقسم الفرنسيون سوريا إلى 3 مناطق:
أ ـ المنطقة الجنوبية: تمثل فلسطين من حدود مصر جنوباً إلى الناقورة شمالاً ونهر الأردن شرقاً، يديرها الإنكليز.
ب ـ المنطقة الشرقية: تشمل ولاية سوريا ومعان، وتمتد إلى الفرات شمالاً، يديرها الأمير فيصل " ابن الشريف حسين".
ج ـ المنطقة الغربية: تضم متصرفية جبل لبنان وولايات بيروت وطرابلس واللاذقية والإسكندرون، يديرها الفرنسيون.
وقد أدى هذا الأمر إلى تباين في مواقف اللبنانيين بالنسبة لتقرير مصير بلادهم: فالأكثرية من المسلمين والأرثوذكس طالبت بالانضمام إلى الوحدة السورية بقيادة الأمير فيصل. والأكثرية من المسيحيين وخاصة الموارنة كانت تطالب باستقلال لبنان بحدوده التاريخية، رافضة الوحدة مع سوريا.
وكان الأمير فيصل في مؤتمر الصلح يتحدث باسم الفريق الأول. أما الفريق الثاني فقد تحرك عن طريق إرسال وفد إلى مؤتمر الصلح لطرح مطالبه بالإستقلال التام ومساعدة فرنسا لتحقيق هذه الأماني.
هذه الخلافات الواسعة بين الطرفين أدت إلى إرسال لجنة من مؤتمر الصلح عرفت بلجنة "كينغ- كراين" للوقوف على أراء الفريقين. لكن الإنكليز والفرنسيين لم ينتظروا نتائج هذه اللجنة بل أسرعوا بتطبيق اتفاقية "سايكس بيكو". وتمّ تعيين الجنرال "غورو" قائداً أعلى للجيش الفرنسي في الشرق ومفوضاً سامياً في بيروت فنزل فيها بتاريخ 18 تشرين الثاني 1919.
وفي 8 أذار1920 اجتمع المؤتمر السوري وأعلن قيام الملكية واستقلال سوريا ومن ضمنها لبنان الذي يحتفظ بحدوده السابقة، فأغضب ذلك الفرنسيين الذين عقدوا مؤتمرا عرف بـ"مؤتمر سان ريموند" وسارعوا فيه إلى إقرار الإنتداب وتنفيذ إتفاقية "سايكس- بيكو".

مؤتمر سان ريمو 1920
سارع الفرنسيون مع الإنكليز لعقد مؤتمر في مدينة سان "ريموند" الإيطالية بين 18 و 26 نيسان 1920 إلى جانب إيطاليا واليابان وصدر عنه في 5 أيار 1920 المقررات التالية:
- إقرار الانتداب الفرنسي على سوريا ولبنان.
- إقرار الانتداب البريطاني على العراق وفلسطين وشرقي الأردن.
- إعطاء إيطاليا نفوذاً في جنوب غربي الأناضول.
- إعطاء حصة من نفط الموصل في العراق لفرنسا(5 %)
- الالتزام بتنفيذ وعد بلفور الصادر عن الحكومة البريطانية في 2 تشرين الثاني سنة 1917.
فوجّه الجنرال "غورو" بعد صدور هذه القرارات إنذاراً إلى الحكومة الفيصلية في دمشق، في 20 تموز 1920، ولم ينتظر الجنرال الفرنسي رد الأمير فيصل بل أمر قواته بالتوجه إلى دمشق فتصدى له وزير الحربية السورية يوسف العظمة يدعمه بعض الوزراء والحركات الشعبية. والتقى الجيشان في ميسلون على بعد 35 كم من دمشق وكانت معركة غير متكافئة انتهت باستشهاد يوسف العظمة ومئات المقاتلين معه في 24 تموز 1920 ودخل الفرنسيون دمشق.
أما الأمير فيصل فقد غادر إلى حيفا ومن هناك أقلته باخرة إنكليزية إلى إيطاليا ومنها إلى بريطانيا حيث مكث حتى عام 1921 حين عوّض عليه الإنكليز خسارته لسوريا بتعيينه ملكاً على العراق 

.


[1] - وكالة الأعلام العالمية بى بى سى، الخميس 12/6/2006، السنة 131 العدد 43775.
[2] - موقع الــ بى بى سى، http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/world_news
[3] - http://www.azad-hye.com/media "لمحة موجزة عن تاريخ الكنيسة الأرمنية لمناسبة مرور 1700 عام على اعتناق أرمينيا الديانة المسيحية عام 301".  نٌشر الملف الآتي بقلم آرا سركيس آشجيان في مجلة "نجم المشرق"، وهي مجلة دينية ثقافية اجتماعية تصدرها بطريركية بابل الكلدانية في العراق، العدد 27، السنة السابعة/3، 2001، ص: 368-377.
[4] - جريدة النهار 25.04.2009

ليست هناك تعليقات: