2012/06/01

رؤساء الجمهورية 3 كيان لبنان الماروني الأب جورج صغبيني






أول كيان إتني للبنان مع البطاركة الموارنة
  






















  







البطريرك يوحنا مارون  مؤسّس الأمّة المارونيّة
مار يوحنا مارون هو راهب من دير مار مارون وأسقف البترون وجبل لبنان.
انتـُخب كأول بطريرك على الكنيسة المارونية خلال النصف الثاني من القرن السابع سنة 686 عندما أصبح الكرسي الأنطاكي شاغراً بعد انقطاع العلاقة بين الكنيستين الأنطاكية والبيزنطية بسبب احتلال الجيوش الإسلامية لأنطاكية السورية.
كما وهو البطريرك الإنطاكي الثالث والستون بعد القديس بطرس مؤسّس الكرسي الأنطاكي في القرن الأول بعد المسيح.
فمع انتخاب يوحنا مارون البطريرك الماروني الأول كان بدء تنظيم وبناء الكنيسة المارونيّة على الصعيد الكنسي والوطني والإجتماعي.
اضطُّر مار يوحنّا مارون وجماعته إلى الهجرة إلى لبنان بسبب الإضطهاد الذي ألحقته بهم الجيوش الروميّة البيزنطية والإسلامية العربية معا. فانتقل، على إثر ذلك، الكرسي البطريركي الإنطاكي إلى بلدة كفرحي في البترون حيث شُيِّد دير "ريش موران" أي رأس مارون، لتوضع فيه هامة القديس مارون فتجمع من حولها أبناءه الذين تسمّوا باسمه بقيادة بطريركهم الأول.
فمنَ الناحية التقليديّة هذا هو المكان الذي فيه توفي مار يوحنا مارون ودُفن فيه بتاريخ  9 آذار عام 707. وتحتفل اليوم الكنيسة المارونية بعيده في الثاني من شهر آذار.
كان يوحنا مارون في عهد أسقفيته قد حقق للموارنة انتصارات حاسمةً أدت إلى التفاف الشعب من حوله. فمار يوحنا مارون لم يكن زعيماً وطنياً فحسب بل كان أيضاً قديساً مجاهداً في رسالته الإيمانية والعقائدية.  إذ إنه عَلَّمَ وبشَّر وزار أبناء أبرشيته في سوريا ولبنان متفقّدا شعبه خلال الفترات العصيبة التي أصابته قبل إقامته الدائمة في لبنان وخصوصاً في  الفترة التي انتشر فيها وباء الطاعون سنة 685.
وفي القرن السابع مع انتشار الإسلام و بداية الحروب الدينية في الشرق انحسرت الجماعة المارونية من جوار العاصي وسهل البقاع والساحل، أمام المدّ الإسلامي، للسكن في جبال لبنان وتحديدا في وادي قنوبين.
وفى الثلاثينات من القرن السابع الميلادي فتح العرب المسلمون معظم سوريا فانضمت إلى الهلال  الإسلامي، واستقلّت جبال لبنان العاصية حين عفّ المسلمون حينها عن محاربة المسيحيين المعتصمين في جبال لبنان وبعض من سوريا بسبب عدم الوصول إليهم وعدم خبرتهم في حروب الجبال.
إن علاقة الموارنة مع الإسلام وبعدها مع الصليبيين ومع سواهم ممّن حكموا هذه المنطقة كانت مبنية على استقلالية الموارنة الذين أصبحوا يدفعون الضرائب، وكانت باهظة، من أجل الحفاظ على حريتهم واستقلالهم. هذا الوضع كان يناسب الموارنة الحريصين على هويتهم، حين حصلت بينهم وبين الأمراء المحليين أول مشاركة في الحكم مبنية على المصالح المشتركة.
وابتداءً من سنة 1516 نال الموارنة شبه حكم ذاتي مع الأمير المعني، وبدأت مرحلة هجرة الموارنة باتجاه المناطق الجنوبية من جبل لبنان، أي المتنين والشوفين والجرد والغرب والشحّار، ثم ما لبثوا أن عقدوا شراكة  مع الأمراء المعنيين الدروز ومع الأمير فخر الدين الثاني بالذات، الذي كان يطمح إلى الاستقلال عن الإمبراطورية العثمانية ويرغب في الانفتاح على الغرب، ولأن الموارنة كانوا في علاقة مع الفاتيكان وفي اتصال مع دول الغرب أوثقوا صلات الأمير برومة وفلورنسة وتوسكانة وباريس بغية تحقيق حلمهم. فدفعوا مع فخر الدين لاحقا ثمن هذه العلاقة وثمن حلم وطن إسمه لبنان.

البطريرك سمعان الرابع (1245- ....)
هو الرابع بهذا الإسم، انتخب سنة 1245. وقد لقّبه البابا اسكندر الرابع ببطريرك إنطاكية وأوصاه بأن يعتبر اللاتين كأولاده. بعد أن استقبل هذا البطريرك، اللاتين اللاجئين إلى لبنان حين احتلّ سلطان مصر مدينة أنطاكية سنة 1264.
وكذلك حين وقع لويس التاسع ملك فرنسا أسيرا في مصر ففدى نفسه ورجاله وتوجّه إلى عكا حيث استقبله خمسة وعشرون ألفا من الموارنة بقيادة الأمير سمعان الموفد من قبل هذا البطريرك.
مات هذا لبطريرك في دير سيدة يانوح. ولا يُعرف تاريخ موته

  البطريرك الشهيد دانيال الحدشيتي ( .... – 1283)
يقول إبن الحريري في تاريخه سنة 1300: لم يتمكّن المماليك من أن ينزعوا طرابلس من أيدي الصليبيين إلا بعد أن أجهزوا على مقاومة حلفائهم الموارنة... ففي سنة 1283 صدّ رجال البطريرك دانيال الحدشيتي جيوش المماليك عندما زحفت على جبّة بشري، واستطاعوا أن يوقفوا الجيوش أمام إهدن أربعين يوماً، ولم تتمكّن الجيوش من احتلال المنطقة إلا بعدما أمسكوا البطريرك بالحيلة". وكان القبض على البطريرك أعظم من إفتتاح حصن أو قلعة.

البطريرك أرميا من دملصا (1283-1297)
في أيام البطريرك أرميا الدملصي اندحر الفرنجة من الشرق سنة 1290 أمام المماليك إلاّ  من جزيرة قبرص.
وفي أيام حكم المماليك وسيطرتهم على البلاد سنة 1291 اضطر الموارنة إلى النزوح إلى جبالهم لأن السواحل باتت بيد المسلمين بعد انسحاب الفرنجة منها. وأصبح الإتصال بالغرب يعتبر خيانة وتواطؤا...

البطريرك الشهيد جبرائيل حجولا (1357-1367)
البطريرك مار جبرايل الشهيد هو من قرية حجولا في بلاد جبيل.
انتخب بطريركا سنة 1357.
 استشهد حرقاً سنة 1367 على يد المماليك قرب جامع طيلان في طرابلس بسبب تزعّمه للمقاومة ضدهم في لبنان، فكان شهيد الإيمان والإستقلال والوطنية اللبنانية، ويتبارك من قبره المسيحيون و المسلمون على حد سواء.
ويقال أيضا:" سنة 1367 أحضر البطريرك جبرايل من حجولا، حيث كان مستتراً زمن الاضطهاد، واقتيد إلى طرابلس وأحرق حيّاً، وقبره لا يزال في باب الرمل في مدخل المدينة في طرابلس".

البطريرك بطرس الحدثي (1458-1492)
وما اشتُهر عن هذا البطريرك انه باع آنية الكنائس وتبرّع بمداخيل الكرسي البطريركي لدفع الضرائب للمماليك عن فقراء الموارنة.
وفي أيامه شذ ّّ المقدم عبد المنعم مقدّم بشري عن الإيمان الكاثوليكي، واعتنق معتقد اليعاقبة. واضطهد هذا المقدّم البطريرك الماروني والأساقفة والرهبان والكهنة والمتنسكين في جبل لبنان.

البطريرك سمعان بن حسان الحدثي (1492-1524)
في أيامه بدأ الحكم العثماني مع السلطان سليم الأول سنة 1516، وقد أعفى السلطان سليم البطريرك الماروني من الفرمان السلطاني، وأعطى أمراء جبل لبنان إستقلالا داخليا وسمّى الأمير فخر الدين بسلطان البرّ.
وفي أيامه انتصر الإهدنيون على المقدّم عبد المنعم الذي شاء أن يستولي على عدد من الأديار، في بلدة تولى، في سفح جبل سيدة الحصن.

البطريرك موسى سعاده العكاري ( 1524- 1567 ) 
في أيامه اعترف السلطان العثماني باستقلال نوعي للموارنة، عقب إرسال البطريرك للأب أنطون الحصروني موفدا لمقابلة السلطان سليمان خان الغازي.
وقد كتب هذا البطريرك إلى الإمبراطور شارلكان، يدعوه لإنقاذ الموارنة من أيدي العثمانيين. ووعده بوضع خمسين ألف مقاتل ماروني بتصرفه .
وفي أيام هذا البطريرك انتشر الدروز في مناطق الشوف والمتن، وأقاموا علاقات صفاء ومودّة مع الموارنة واخذ الرهبان والفلاحون الموارنة ينزحون من الشمال الماروني إلى الجنوب الدرزي.
وقد شخص البطريرك موسى بنفسه إلى القدس الشريف، وتداول مع رئيس الرهبان الفرنسيسكان، بشأن إرسال علماء من رهبانيته لتدريس العلوم الفلسفية واللاهوتية في مدارس لبنان.

البطريرك يوحنا مخلوف الإهدني (1608-1633)[1]
انتخب بطريركا في 16 تشرين الأول من سنة 1608 بعد سبعة أشهر من وفاة سلفه، بسبب الفتن التي عمّت البلاد واستيلاء حكّام ذلك الزمان على وادي قنوبين.
كان هذا البطريرك مسموع الكلمة لدى الباب العالي، ويأتمر بأمره الحكام.
من مآثره، أنه رشق الشدياق خاطر الحصروني بالحرم بعد ان تسبب بنزوحه إلى الشوف ليقيم هناك تحت حماية الأمير فخر الدين المعني الثاني، فطلب إليه أن يحوّل الحرم عن الشدياق خاطر بعد توبته، فحوله على صخرة، انشقت لساعتها، وهي صخرة فوق الحدث، تدعوها العامة "المحرومة". وكان يشفي المرضى وأصحاب العاهات لمجرّد وضع يده عليهم .

سنجق لبنان في ولاية بيروت




















ربطت البطريرك مخلوف علاقة وطيدة بالأمير فخر الدين الثاني، حتى أن الأمير طلب من البطريرك إرسال المطران جرجس عميره الإهدني سفيرا له، إلى روما وتوسكانا، لإرسال جيوش لتحرير الأراضي المقدسة. وقد استقدم الأمير بواسطة البطريرك العلماء والمهندسين والمرسلين إلى لبنان، لبناء القلاع والحصون ولفتح المدارس  والتبشير.
استقدمت في أيامه أول مطبعة في الشرق إلى دير مار انطونيوس قزحيا سنة 1610.
أسّس أول معهد اكليريكي في الكنيسة المارونية والشرق سنة 1624 في دير سيدة حوقا، بإدارة الأباء الفرنسيسكان. وكان المعهد يدرّس سبع لغات حينها.
توفي في كفرزينا، ونُقل ليلا إلى قنوبين في 15كانون الأول سنة 1633.

 البطريرك جرجس عميره الإهدني (1633-1644)  
هو أول بطريرك من تلامذة المدرسة المارونية في روما.
شجّع المرسلين للمجيء إلى لبنان، كما وشجّع التلامذة الموارنة للذهاب إلى المدرسة المارونية في روما.
في أيام بطريركيته تمّ إنشاء مدرسة للموارنة في مدينة رافنا في ايطاليا ، بين سنتي (1639 - 1668 ).
من تأليفه: كتاب القداس الماروني سنة 1594. وغرامطيق سرياني- لاتيني سنة 1596 لتعليم اللاتين اللغة السريانية. وله تآليف في هندسة الأبنية والأبراج. سمّاه البابا أوربانوس الثامن ( 1623 - 1644 ) " نور الكنيسة الشرقية ".[2]
إمتاز هذا البطريرك بعلاقته مع الأمير فخر الدين فانتشرت المسيحية في الشوف وفتح البطريرك أمام الأمير أبواب أوروبا المسيحية. كما وساعد الأمير فخر الدين في بناء القلاع والحصون.
في أيام البطريرك عميره قيل عن البطاركة الموارنة: "عصيّهم من خشب وقلوبهم من ذهب"

 البطريرك اسطفانوس الدويهي (1670 - 1704) 
اختاره المطران الياس الإهدني والبطريرك جرجس عميرة الإهدني مع عدد من أولاد الطائفة وأرسلوهم إلى المدرسة المارونية في روما سنة 1641 وكان له من العمر 11 سنة.
فقد بصره لكثرة ما كان يدرس ويطالع. وقيل عنه أنّه كان يدرس في النهار والليل وحتى في أوقات الفرص والنزهات. فشفته العذراء مريـم التي كان متعبّدا لها وعاد إليه بصره.
حاز على لقب ملفان بالفلسفة واللاهوت سنة 1650 وذاع صيته لحدّة ذكائه في إيطاليا وأوروبا.
وفي 3 نيسان 1655 عاد إلى لبنـان.
أسّس عدة مدارس لتعليم الأولاد. رافق البطريرك اغناطيوس اندريه أخاجيان (أوّل بطريرك للسريان الكاثوليك) وكان في حينها كاهناً وساعده في تأسيس هذه الكنيسة في حلب.
عين زائراً بطريركياً على الموارنة في حلب والجوار.
زار الأراضي المقدّسة وعند عودته رشّحه أبناء إهدن للأسقفية.
قي 8 تموز 1668 رقّاه البطريرك البسبعلي إلى الأسقفية وأرسله لخدمة موارنة جزيرة قبرص. وكان له من العمر 38 سنة.
في 20 أيّار 1670 انتخب بطريركاً وكان له من العمر 40 سنة.
وبسبب الاضطهاد والديون المترتّبة على الكرسي في قنّوبين وجور الحكام وظلمهم، هرب مراراً عديدة إلى دير مار شليطا  مقبس في غوسطا وإلى مجدل المعوش في الشوف وكثيراً ما كان يقضي الليالي هارباً في مغاور وادي قنّوبين.  
كان يخدم الفلاحين ويسقيهم من كأسـه التي يشرب منها.
تحمّل الإضطهاد
سهر على القطيع سهراً دؤوباً كي لا تدخل عليه التعاليم غير المستقيمة.
وهناك العديد من الإشارات والعجائب ننتظر أن تعطي الكنيسة رأيها الرسمي فيها في دعوى تطويبه.
بتاريخ 10 تشرين الثاني 1695 عمل على تأسيس الحياة الرهبانية النظامية في الكنيسة المارونية والتي أعطت شربل ورفقا والحرديني.
بنى ورمـّم العديد من الأديار والكنائس (حوالي 27 ديرا وكنيسة).
له مؤلفات عديدة.

الحياة الرهبانية في أيام البطريرك الدويهي
يجمع الباحثون على أن دير مار أنطونيوس الكبير في وادي قزحيا هو الدير الأم للحياة الرهبانية المشتركة في لبنان. بعد هذا عرف الجبل اللبناني عدة أديار، كان لها الأثر الكبير في الدور الثقافي والإجتماعي، ليس للموارنة فقط بل ولجميع اللبنانيين...
كانت بعض الأديار مشتركة بين رهبان وراهبات لم يرض بها مؤسسو الحياة الرهبانية المنظمة الذين أمّوا لبنان في أواخر الجيل السابع عشر، من حلب وهم: جبرايل حوا، جرمانس فرحات، عبدالله قرأعلي ويوسف البتن، وبعد لقائهم مع البطريرك اسطفان الدويهي أطلعوه على فكرتهم، ولتحقيق مرادهم، سلّمهم البطريرك دير مورت مورا في إهدن،...
وبعد أن اختبر فيهم النيّة والعزم على الترهّب قال لهم:" إنكم أنتم أبناء رغد ونعيم، ومعاش الجبال قشف والحروب قائمة في البلد وسفك الدماء متصل، فهل يمكنكم العيش بين هذه المتاعب؟ على أنه لا قدرة لكم على الفلاحة والزراعة وبها معاش الرهبان في هذه البلاد، وسيرتهم متعبة وقشفة فلا أراها في مقدوركم؟".
هذا البطريرك الشهير بسعة علومه والقدّيس بفضائله والمؤرخ الأول للطائفة المارونية بما تركه لنا من آثار مكتوبة جمعها في أوقات تنقّلاته على أثر الضيقات التي أصابته وشعبه... وبعد إختبار روحي، ألبسهم الإسكيم الملائكي في 10 تشرين الثاني 1695.
استحق أن يلقّب بأب الرهبانية الروحي وعرّابها.
توفي في 3 أيار سنة 1704 في دير قنوبين حيث دفن.
قدّمت دعوى إعلانه مكرّما والسعي قائم لإعلانه طوباويا فقديسا.

حراسة المقر البطريركي
البطريرك طوبيا الخازن 1756- 1766    
كان هذا البطريرك يعرف بالشيخ ضرغام ابن الشيخ أبو قانصوه الخازن الذي هبّ لنجدة البطريرك الدويهي سنة 1703، من تعديات الحماديين حكام المنطقة، فاستقدم الشيخ ضرغام البطريرك الدويهي بإكرام من قنوبين وأنزله في دير مار شليطا مقبس في غوسطا وأمر رجاله بحراسته فجُعل لفرعه أبو قانصوه في غوسطا الحق الدائم بالحراسة مع أحد الفرعين الآخرين أبو نوفل وأبو ناصيف في عجلتون ينتقيهم الأساقفة. ومنذ هذا التاريخ بدأ التقليد بحماية الكرسي البطريركي





[1] - البطريرك يوحنا مخلوف الإهدني 1609- 1633، الخوري يوحنا مخلوف، مطبعة القارح- زغرتا 2001.
[2] -  مجلة صوت الراعي، العدد 14، تشرين الأول 2002

ليست هناك تعليقات: