2012/06/01

رؤساء الجمهورية اللبنانية 1 لبنان فينيقيا الأب جورج صغبيني




لبنان فينيقيا
الجبال البيضاء المكلّلة بالثلوج التي أشتق لبنان منها أسمه قد أثرت كثيراً في تاريخه حيث أن وعورة المرتفعات وصعوبة الوصول إليها وصلابة شعبه وانفتاحهم من خلال الشاطئ الفينيقي على شواطئ المتوسط ولـّد هذه المشاركة في الوطن التي أدت إلى وحدة وتماسك سكانه فكانت ولادة الولايات المتحدة الفينيقية الأولى في العالم إثر توافق ملوك بيروت وجبيل وأرواد في إتحاد عرف بإسم "تريبولي" أي المدن الثلاث في طرابلس العاصمة الأولى للبنان الموحّد من جهة، وكذلك البحر الأبيض المتوسط الذي نسب إلى بياض حبال لبنان، ومتوسطا للمحطات التجارية الفينيقية على طول شواطئه التي عرفت بالحوض الفينيقي المتوسطي، حوالي عام2500 قبل الميلاد.


الإنتشار الفينيقي في حوض المتوسط

انتشرت المستعمرات الفينيقية في البحر المتوسط من قرطاجة في شمال إفريقيا إلى كورسيكا وجنوب أسبانيا مما ساهم في نشر الأبجدية الفينيقية إنطلاقا من جبيل مع الجاليات التجارية. وقد أبحر الفينيقيون حول إفريقيا ووصلوا إلى البرازيل في الجزيرة الأمريكية حيث تركوا لهم أثارا هناك.
وبسبب قيمة فينيقيا الحضارية والثقافية والتجارية، بين أمبراطريتي بابل والفراعنة قام الملك آشور ناصر بال الثاني، عام867 ق.م.، بإجبار الفينيقيين على دفع الجزية وقد ثاروا عليه عدة مرات. وبعد إضمحلال الدولة الأشورية عام612 ق.م. استطاعوا مواجهة القوات المصرية التي أرادت الإستيلاء على المنطقة.
وقام بعد ذلك نبوخذ نصر الثاني ملك بابل باجتياح فينيقيا مما حدا  بالفينيقيين للترحيب بالفرس كمحررين لهم حينما إحتلوا بابل عام 539 ق.م. وقد أصبحت فينيقيا أحدى أغنى وأهم المقاطعات في الإمبراطورية الفارسية لسعة انتشارها وغنى تجارتها.
ومع الإسكندر الأكبر عام332 ق.م. أعاقت الحروب تجارة الفينيقيين بسبب فقدانهم أسطولهم التجاري كما وكان إنشاء مدينة الإسكندرية الجديدة سببا لانحسار الفينيقيين.
وعام 64 ق.م. استولى بومباي على فينيقيا وسماها بإسمه وجعلها تابعة لروما تبعاً لتقسيم سوريا. فأصبحت بيروت مدينة مهمّة إبان حكم الرومان بينما أصبحت بعلبك مركزاً دينياً مزدهراً بعد أن جعلها أغسطس مقاطعة رسمية مستقلة.
وعند ولادة المسيحيّة كانت فينيقيا ملجأ أتباعها في زمن اضطهاد اليهود والرومان لها. انطلقت المسيحية من الجنوب نحو فينيقيا مع المسيح، لتمتد منها إلى أنطاكيا وقبرص وبلاد أوروبا مع رسله وتنساب في شرايين الإمبراطورية الرومانية.
ومن أنطاكية بعيدا عن أعين وآذان اليهود المتوجّسين بالمسيحيين شرّا انطلق الرسل في الإتجاهات الأربعة حتى وصلوا إلى قلب عاصمة القيصر.
عاش المسيحيون في أنطاكية الجبلية في المغاور واحتملوا شظف العيش مع الإضطهاد إلى حين الفتوحات الإسلامية عام 634 التي تسبّبت بنزوح وهجرة المسيحيين نحو بيزنطية ليحتموا بجيوشها وقلاعها، ونحو وعورة جبال لبنان الملجأ الحصين بجباله ووديانه الوعرة على جيوش الصحراء.




ليست هناك تعليقات: