2012/06/01

رؤساء الجمهورية 8 لبنان الكبير الأب جورج صغبيني




عرّاب دولة لبنان الكبير
   البطريرك الياس الحويك  1898- 1931
هو الياس إبن الخوري بطرس الحويك من بلدة حلتا- البترون.
ولد في 30  كانون الأول سنة 1843.
تعلّم على يد والده الخوري بطرس مبادئ الإيمان واللغة  وانتقل إلى مدرسة مار يوحنا مارون ثمّ تابع دروسه في مدرسة مار مارون في غزير مدّة ست سنوات وأرسل لنجابته إلى روما لتلقي الدروس الفلسفية واللاهوتية سنة 1866.
سيم كاهنا في روما في 5 حزيران 1870 على يد المطران يوسف جعجع.
أسس جمعية راهبات العائلة المقدسة في 15 آب سنة 1895.
انتخب أسقفا على عرقا في 14 كانون الأول سنة 1899 ونائبا بطريركيا.
انتخب بطريركا بتاريخ 6 كانون الثاني سنة 1899 في بكركي.
بدأ ببناء الكرسي البطريركي في الديمان في 28 أيلول سنة 1899.
زار السلطان عبد الحميد خان سنة 1905 فنال منه وساما رفيعا. ولمّا عاد إلى لبنان رفع نصب تمثال سيدة لبنان في حريصا لأنها نجّته من ظلم ذلك السلطان.
في أيامه كانت الحرب العالميّة الأولى التي أحكم فيها العثمانيون حصاراً على جبل لبنان، فمات عشرات الألوف من أبنائه بسبب الجوع. وقد عاش البطريرك مأساة الحرب مع شعبه وكاد أن يكون ضحيّة لعبة جمال باشا السفّاح الذي استدعاه إلى مقرّه في عاليه رغبة منه في إرساله إلى المنفى. بعد أن رأى أحد أساقفته يساق إلى المنفى وأحد كهنته يساق إلى أعواد المشانق ومعظم أبنائه يموتون جوعا من جرّاء اجتياح الجيوش التركية والجراد لبلاده.
ولعب البطريرك دورا في استعادة المناطق المنسلخة عن لبنان وترأس الوفد اللبناني إلى مؤتمر الصلح في باريس سنة 1919 ليطالب باستقلال لبنان بحدوده التاريخية. وقد دعي بحقّ "أبو الإستقلال".
إن استقلال لبنان لم يكن أمراً سهلاً. فقد ظهرت بين اللبنانيين، بعد انسحاب العثمانيين، عدّة اتّجاهات جعلت الاتفاق مع بعضهم بعضاً أمراً عسيراً. لكن البطريرك الياس الحويك، عرف كيف يكون رسول وحدة واستقرار في لبنان، فكان يؤيّد كل مساعي الخير بين كافة الطوائف اللبنانية. فمحضه اللبنانيّون ثقتهم وكان لهم بمثابة أب لجميع اللبنانيين على حدّ سواء حاملا باسمهم لواء الإستقلال والحريّة. ففي سنة 1919 فوّض اللبنانيون جميعا البطريرك الياس الحويك ليتوجّه باسمهم إلى مؤتمر الصلح الذي عُقد في فرساي مطالبا باستقلال لبنان. وغادر البطريرك إلى فرساي ليعرض القضيّة اللبنانيّة ، فنجح في مسعاه وعاد حاملا بشائر الإستقلال ومحققا طموحات اللبنانيين في اليوم الأول من أيلول سنة 1920.[1]  


الجنرال غورو يتوسط البطريرك الماروني والشيخ محمد الجسر يوم إعلانه دولة لبنان الكبير في أول أيلول 1920 في قصر الصنوبر [2]

توفي البطريرك الياس الحويك في 24 كانون الأول 1931 ودفن في بكركي ثم نقل جثمانه إلى كنيسة دير راهبات العائلة المقدسة في عبرين.[3]

قيام الجمهورية اللبنانية
 إعلان دولة لبنان الكبير في أول أيلول1926
في أعقاب الحرب العالمية الأولى وانتصار الحلفاء كان إعلان دولة لبنان الكبير بحضور شخصيات لبنانية مسيحية وإسلامية وفرنسية حول البطريرك الماروني الذي تكللت جهوده بإعلان الجنرال غورو في الأول من أيلول (سبتمبر) سنة 1920 قيام دولة لبنان الكبير.
وصدر في 31 آب/ أغسطس 1920 قرار حمل الرقم 318عن الجنرال "غورو" يحدد فيه حدود لبنان الكبير وجاء فيه:
إن فخامة الجنرال غورو القومسير العالي للجمهورية الفرنساوية في سورية وكيليكيا وقائد جيش الشرق العام، بناء على مرسوم رئيس الجمهورية المؤرخ في 8 تشرين الأول/ أكتوبر 1919
 وبما أن فرنسا لم تقصد بمجيئها إلى سورية إلا تمكين أهالي سوريا ولبنان من تحقيق أصدق أمانيهم من حرية واستقلال.
وبما انه يقتضي لتلك الغاية أن تعاد إلى لبنان حدوده الطبيعية كما عينها ممثلوه وأجمعت عليها رغائب عموم أهاليه.
وبما أن لبنان الكبير بحدوده الطبيعية يتمكن كحكومة مستقلة من السير بمساعدة فرنسا على الخطة التي رسمتها لنفسها بما يوافق مصالحه السياسية والاقتصادية.  قرر ما يأتي:
المادة الأولى: تشكلت حكومة باسم دولة لبنان الكبير تشتمل:
أولا: على منطقة لبنان الإدارية الحالية
ثانيا:على أقضية بعلبك والبقاع وراشيا وحاصبيا وفقا للأوامر الصادرة في القرار عدد 299 المؤرخ في 3 آب/ أغسطس 1920 .
ثالثا: من أراضي ولاية بيروت المفصلة في ما يلي:
 - سنجق صيدا خلا ما ألحق منه بفلسطين بحسب الاتفاقات الدولية
- سنجق بيروت
 قسم من سنجق طرابلس يشتمل على أراضي قضاء عكار الواقعة جنوبي النهر الكبير وقضاء طرابلس "مع مدينتي الضنية والمنية" وقسم من قضاء حصن الأكراد الواقع جنوبي حدود لبنان الكبير المعينة في المادة الثانية من هذا القرار.
المادة الثانية: إن حدود دولة لبنان الكبير هي كما يأتي، بقطع النظر عن التعديلات الجزئية التي قد يقتضي وضعها للحدود في ما بعد:
شمالا: من مصب النهر الكبير على خط يرافق مجرى النهر الى نقطة اجتماعه بوادي خالد الصاب فيه على علو جسر القمر.
شرقا: خط القمة الفاصل بين وادي خالد ووادي نهر العاصي
جنوبا: حدود فلسطين كما هي معينة في الاتفاقات الدولية.
وغربا: البحر المتوسط.

دويلات طائفية

إن صدور قرار  الجنرال "غورو" بتاريخ 31 آب 1920 تضمّن عدة قرارات تهدف إلى إنشاء دويلات صغيرة كانت ضمن بلاد الشام وهي:
- دولة دمشق
- دولة العلويين
- دولة الدروز
- دوحة حلب
- دولة لبنان الكبير وذلك بعد توسيع متصرفية جبل لبنان بضم الأقضية الأربعة إليها وهي: حاصبيا ـ راشيا ـ بعلبك ـ البقاع. وولاية بيروت وملحقاتها وتقسيم هذه الدولة إلى أربع متصرفيات ومدينتين ممتازتين:
- متصرفية لبنان الشمالي ومركزها زغرتا.
- متصرفية جبل لبنان ومركزها بعبدا.
ـ متصرفية البقاع ومركزها زحلة.
- متصرفية لبنان الجنوبي ومركزها صيدا.
- مدينة بيروت الممتازة.
- مدينة طرابلس الممتازة.
وأصبحت مساحة لبنان الكبير 10452كم2 بعد أن كانت المساحة أيام المتصرفية 3500كم2.
إن تاريخ لبنان الحديث بحدوده الحالية، وتوافق سكانه المسلمين والمسيحيين، بدأ من عام 1920. حين أصبح للبنانيين دولة شبه مستقلة، في معاهدة "سايكس بيكو" التي تقاسمت فيها الإمبراطوريتان الفرنسية والبريطانية مكاسب ومغانم الحرب وتركة "الرجل المريض" المنازع والذي قضى نحبه على يديهما.
وفي الثامن من آذار1922 أصدر وكيل المفوض السامي الفرنسي "روبير دوكيه" القرار 1304 مكررا، والذي نص على إنشاء هيئة منتخبة سميت بـ"المجلس التمثيلي للبنان الكبير". وقد ترافق ذلك إصدار القرار 1307 المكرر أيضا والذي يعتبر بمثابة "أول قانون متكامل للانتخابات النيابية في لبنان". وتلى ذلك صدور قرار عن حاكم لبنان الكبير "ترابو" وزع بموجبه المقاعد النيابية على الطوائف والمذاهب:
10 موارنة
6  سنة
6 شيعة 
4  روم أرثوذكس 
2  دروز 
1 روم كاثوليك
1 أقليات... أي ما مجموعه 30 عضواً.
وقد استمر هذا الوضع حتى بعد صدور الدستور اللبناني في 23 أيار 1926 واستبدال المجلس التمثيلي باسم "مجلس النواب" لأول مرة. وأنشئ  بموجبه "مجلس الشيوخ". إلا أن التعديل الأول للدستور في 17/10/1927 ألغى مجلس الشيوخ المذكور الذي كان يتشكل من 16 عضواً معيناً، فانضمّ هؤلاء إلى المجلس النيابي وتشكلت منهم لاحقاً فئة النواب المعيّنين التي عرفته كل المجالس المتعاقبة حتى بداية عهد الاستقلال.[4]
ففي 23 أيار/ مايو 1926 أعلن الدستور اللبناني وأنشئت بموجبه الجمهورية اللبنانية وانتخب شارل دبّاس أول رئيس للجمهورية. وظلت فرنسا تحكم لبنان حكماً مباشراً تحت ظل الانتداب حتى الاستقلال في 22 تشرين الثاني/ نوفمبر 1943. 




 



[1] - جريدة البشير 5 كانون الأول  1924 بمناسبة اليوبيل البطركي.
[2] - دلائل العناية الصمدانية في ترجمة معلي منار الطائفة المارونية، مار الياس بطرس الحويك بطريرك أنطاكية وسائر المشرق، الأب إبراهيم حرفوش، مطبعة المرسلين اللبنانيين- جونيه، 1934، ص 324.
[3] -  جريدة الأحوال 25 كانون الأول 1931 ص 4.
[4] - www.lp.gov.lb/history

ليست هناك تعليقات: