2012/07/26

دعيبس صغبيني يا أبّهات لبنان الأب جورج صغبيني


يا أبّهات لبنان 

يا رجال الطوائف في هذا الوطن 
أنتم الذي ن تدافعون عن اليتيم والأرملة والضعيف والمظلوم
ما بالنا نراكم غير آبهين بما نرتع فيه من قهر ومذلـّة
وتدعوننا لأن نصبر كأيوب ونحتمل كالأولياء والنبيين
وقد فقناهم إحتمالا وصبرا
فعساكم أن لا تكونوا في صفوف المتآمرين علينا
ولم نرَكم يوما في مترسة أو مظاهرة تطالبون بحق هو لنا
بل تلجمون حرّيتنا باسمم الشرائع والقوانين السماوية.
وهل السماء متآمرة أيضا مع الشرّ علينا؟
هلاّ ألقيتم يا سادتنا الحبل على غاربنا
وتتركونا نفتّش عن مرعى غير مرعاكم
وعن مورد غير موردكم
لأن حديثكم حديث "خرافة"
لا يطعم جَوْعَانا
ولا يسقي عطشانا
ولا يأوي مهجّرا
ولا يشفي مريضا
ولا يبدّل حكم ظالم .
لقد حرّكنا لكم حواركم ولم تحنّوا !
فماذا بعد؟
فهل أفصحتم لنا عن سرّ قادتنا الذين أصابنا بهم ما ورد في المثل القائل: "أَحُشُّكَ وتروثني".
هؤلاء الذين أطعمناهم ما في معاجننا
وأوّل ثمار عرق جبيننا
وبواكير مواشينا
ومن أجل حفظ بقائهم ووجودهم قدّمنا وبكامل خاطرنا أولادنا كلاب حراسة لهم
وأضاحي فدية عنهم
فإذا بهم يروثون علينا
ويعدوننا بقرني حمار تنبت لهم
وننام على هذا الأمل عسى الحمير تكثر في صفوفنا
ولكننا عندما نستيقظ نرى المسؤولين عنا
لا يزالون بدون قرون.
هؤلاء المسؤولون عنّا ما بالنا نراهمم يختلفون علينا ويتّفقون على مصالحهم
وعلى مصالح أُتُـنِهم على حساب الشعب والوطن .
قدّمنا لتجّار الوطن هؤلاء ما "ملكتْ أَيْمَانُنَا"
 فماذا قدّموا لنا "أَحَشْفاً وَسُؤ كَيْلَة".
والحشف هو أسوأ التمر، وسؤ كيلة هو التلاعب بالموازين
تصاريحهم تثمل وترغي كدعايات المنظّفات وتقلّ خدماتهم كالناقة التي لا لبن في ضرعها .
لقد أصبح المسؤولون عنّا كالحلقة المفرغة لا ندري أين طرفاها
وأصبحنا نقيسهم بأيّهم هو الأسوأ من الآخر
وأصحاب الفضل
مغيّبون بُعَداء في منسكة
أو في هروب كالنبيّ التشبيّ من وجه فُجُور الحكّام
وقد فضّل على مساكنتهم مساكنة الغربان .
فإلى متى يا مستظلّي العمائم والتيجان تتركون خراف رعيّتكم بين أيدي الجزارين في المسالخ.

ليست هناك تعليقات: