2012/07/26

دعيبس صغبيني أذلّ من الوتد الأب جورج صغبيني


أذلّ من الوتد

قد فاق ممثلونا في الدولة اللبنانية ما أتت به الأمثال كقولك:" أذلّ من الوتد" الذي يُدق أبدا
وخاصة حين يُدقّون من الغرباء في مراكز السلطة ويتسمّرون على كراسي الحُكم وليس من يقتلعهم .
هؤلاء ممثّلو الشعب،
كان الشعب يظنّ أنّه يختارهم ويعزلهم.
كان الشعب يحترمهم ويقدّم له الولاء إلى حدود الألوهة
وكاد أن ينحت لهم تماثيل عبادة .
لكنّ سؤ الطالع هو أن نعرف حقيقتهم
فأصابنا ما أصاب قوما كانوا يعبدون إلها فإذا بثعلب يبول عليه فاستصرخنا ما استصرخوا:
أَرَبٌّ يَبُولُ الثُعلُبانُ بِرَأسِهِ   
لَقَدْ ذُلَّ مَنْ بَالَتْ عَلَيْهِ الثَعَالِبُ 
وكفى بهذا القول ليفصح عن واقع حالنا في هذه الجمهورية السائبة من دون سياج ومن دون حدود .
سياسيونا يا سادة هم أذلّ من النعل في القدم لأنه يبقى مدوسا عليه
وأذلّ من البساط إذ يفرشه ويجمعه كلّ من أراد أن يلهو بهذا الشعب وقادته في هذا الوطن .
أوَتذهبون أيها السياسيون إلى الطائف كذهاب الحمار طالبا قرنين فيعود مصلوم الأذنين .  
ذهبتم في الباطل فذهبنا "السُمَّهَى" وتفرّقنا في كلّ اتجاه
ذهبتم إلى الطائف فذهبنا "أيدي سبأ" وتفرّقنا تفرقا لا إجتماع بعده.
وكأن الطائف قرآنا عربيا منزلا
أو إنجيلا عبريّا موحى
أو توراة موسويّة لا تبديل فيا ولا تغيير.
فإذا بهذا الطائف "الدستور"
هو كتاب نعيٍ لهذا الوطن الذي تغنّت به الكتب السماوية وجعلته جنّة تجري فيها أنهار اللبن والعسل
وقد جاءه المسيح فزاد على خمرتها طيبا
وموسى اشتهى أن يرى جبل لبنان فلم يره
وأنتم عدتم من الطائف
وخروجكم مملؤة
وأفواهكم فيها ماء
وعلى ظهوركم آيات بيّنات، من سأل عنها، كُفِّرَ .
أيها الساسة كيف تتركون حياض هذا الوطن تتهدّم
وحقوقه تُهضم
وتستباح على يدكم دساتيره ومواثيقه
وتبيعون أرضه بـ "طبخة عدس"
 وكيف تعودون وليس على وجوهكم مسحة حياء
وقد أضعتم "حُنَيّن وخُفَّيْه".
 أم أنكم رضيتم
من الغنيمة الإياب
ومن العطب السلامة
بعد أن عقلتم لبنان.
فبالله عليكم: على من "توكّلتم" ؟
لقد تمّ بنا وبكم المثل القائل :" من استرعى الذئب ظلم الغنم".
فظلمنا أنفسنا حين استرعيناكم حياتنا
وحماية عرضنا
ومستقبل أولادنا
وإدارة وطننا
ففقدنا حياءنا
وثُملت كرامتنا
ومات أولادنا في حروبكم العبثية
ولم تتركوا لنا مرقد عنزة نتغنّى به في هذا الوطن







ليست هناك تعليقات: