2012/07/26

دعيبس صغبيني أرقب البيت من راقبه الأب جورج صغبيني


أرقب البيت من راقبه

أصل هذا الخبر أنّ رجلا أقام حارسا على بيته قبل سفره .ولمّا آب كان الحارس قد ذهب بكل أمتعته .
ولو كان الخبر هو الذهاب بأمتعتنا لرضينا. ولكن خسارتنا ما لا يعوّض عنها بل هدمتم بيوتنا وهجّرتم عيالنا وقتلتم شبابنا وشردتم أطفالنا .
يا سياسيّونا في هذا الوطن المباع في الدوائر العقارية بسندات خزينة وهميّة دون أن تحتاطوا للأمر وتتجهّزوا بأن لا تقبلوا بالأمر الواقع. أولم تعلموا أن "قبل الرماء تـُملأ الكنائن".
فإذا بكم تذهبون للصيد في طائف العرب وتنسون جعبتكم في الوطن أو تحملونها خالية من السهام.
"إروغاناً يا ثعالْ وقد علقت بالحبال". وقد حسبناكم أنّكم سيسوق أصغر بعير فيكم جمل الطائف محمَّلا بالمساعدات للبنان فإذا بنا لم نحصل إلا على"شرشفين وحرامين".
ذهبتم إلى الطائف في حرب ضروس وأنتم تحملون الرماح وقد جعلتم أسفله قدّام السنان. وعدتم بخلاف ما ذهبتم من أجله.
صعقتكم الصاعقة، لقد أسلمتمونا إلى من كرهت نفوسكم فسبق سيل الطائف عودتكم وأودى بما كان لنا من كرامة وامتيازات جاهدنا من أجلها عبر تريخنا وقد قدّمنا أبكارنا وأولادنا وما مََلَكَت  أَيماننا قرابين وأضاحي عنها وعن بقائنا في كرامتنا في هذا الوطن فإذا بكم تدلّلون علينا في سوق النخاسة والرقيق.
حسبناكم "لاقطة" وهي نوع من الطيور تلقط الحَبَّ ويُضرب بها المثل في السخاء والجود والتضحية وذلك لأنّها تزقّ فراخها حتى لا يبقى في حوصلتها شيء تسدّ به رمقها.
"فإذا بكم كثيرو السلح والذرق" وليس فيكم من لاقطة بل تأكلون بيضكم وتلتهمون فراخكم وتزرقون في أعشاشكم.
إئتمناكم على قيادة "سفينة نوح لبنان"، لتُنجّوها من طوفان الحرب، الدائرة رحاها في هذا الوطن. والتي كان العرب يسكبون عليها نفطا وكبريتا بدلا من أن يلحفوها بـ قوس قزح السلام فإذا بهم يريدون أن يمرّرونا من تحت قوس قزحهم حتى نبدّل ما نحن فيه وعليه وتناسوا "أن الله لا يبدّل في قوم ما لم يبدّلوا هم ما في نفوسهم"، وتجاهلوا " أن لا إكراه في الدين".
أي مؤتمر من مؤتمراتكم  وأية معاهدة من معاهداتكم وأيّة قمّة من قممكم أتت لصالح شعب لبنان أَوَلَيْسََتْ كلّها تنازلات عن حقوقنا وعلى حساب كرامتنا فاستزدتمونا مهانة على مهانة وألبستمونا ذلاّ على ذلّ.


ليست هناك تعليقات: