2012/07/26

دعيبس صغبيني يدرج في كل وكر الأب جورج صغبيني


يدرج في كل وكر

هذا قول يُرَدّد للذي يتبع كل رأي أو يسير خلف كل شعار.
إنّ البعض من شعب هذا الوطن وهو شريحة كبيرة منه،  لا يصدّق إلاّ الخبر الأخير الذي يسمعه. إذ أنّه لا يحلّل الأمور ولا يجترّ في تفكيره ما يسمعه، بل يسير خلف مكبّرات صوت الزعماء ويصفّق لهم.
كالخراف التي ترمي بذاتها في البحر، ليس إلا لأن "الكرّاز" الذي يحمل في عنقه جرس القيادة قد انزلق فسقط في البحر.
نحن شعب سائر في ركاب قادتنا ورؤسنا في "إليتهم"
لا ننظر يمنة أو يسرة نتبع "بعرهم" لأن لا فكر لهم.
ولا نسأل إلى أي مسلخ من المسالخ يقودونا
ولا إلى أي جزّآر يجزّ منا الأعناق
ونسى أنّ لنا قرونا نقارع بها القراع الخطب
ومثلنا كمثل قائل: "ذكّرتني الطعن وكنت ناسيا"
والقصّة مفادها أن رجلا حمل على رجل ليقتله وكان في يد المحمول عليه رمح، أنساه الجزع، ما في يده. فقال له الحامل عليه:" إرمي الرمح من يدك". فأجابه المجزوع:" إنّ معي رمحا ولا أشعر به، ذكّرتني بالطعن وكنت ناسيا". 
وكرّ على عدوّه فطعنه حتى قتله .
عسانا نستيقط من الدهش الذي يَلبسنا
ومن الأحلام التي سكنتنا
وقد بتنا قطعانا مرقّطة بعلامات الأحزاب والطوائف
وغاب عنّا
أنّ مرعى هذا الوطن الخصب
هو مرعانا
حتّى نتركه لقطعان غريبة
ونُساق إلى جَفاف الصحاري 
وننسى أنّ لنا قرونا
قد وضعناها في أغمادها
باسم الأخوّة والمصير المشترك
ورفع راية السلام مع الذئب الذي هادن الأجير المولج بحماية حدود الحظيرة والقطيع.






ليست هناك تعليقات: