2012/07/26

دعيبس صغبيني هبنقة وحلم الفرعون الأب جورج صغبيني


هبنقة وحلم الفرعون  

بحجّة أنه ليس باستطاعة المسؤولين عنا في هذا الوطن أن يُصلحوا ما أفسده الله
أو يساووا بين ما قسّمه الله
فكانوا بمثلهم هذا مثل "هَبْنَقَة الأحمق".
وهو أحد بني قيس بن ثعلبة:
فمن حمقه حين كان يرعى غنم أهله أنّه يترك السِمان في العشب وينحّي المهازيل إلى الأرض الجدباء بحكم:
من له يزاد ومن ليس له يؤخذ منه ما يظنّ أنّه له. 
وعلى أنه ورد في حلم الفرعون ذكر بقرات عجاف وبقرات سمان.
فقيل له: ويحك ماذا تصنع. 
قال: لا أفسد ما أصلحه الله ولا أصلح ما أفسده.
أما زعماءنا فقد فاقوا هبنقة حمقا ومكرا إذ جعلوا شعب هذا الوطن قسمين:"سُوبِر" أغنياء و"سوبر" فقراء.
وهبنقة هذا لذكائه الحاد وضع قلادة في عنقه من ودع وخزف وعظام. فسُئل عن ذلك فقال:" ِلأَعرف نفسي ولئلا أضلّ".
وذات ليلة أخذ أخوه قلادته فلمّا أصبح ورأى القلادة في عنق أخيه قال له:" يا أخي أنتَ أنا، فمن أنا"؟ 
فقادتنا في هذا البلد الذين جمعوا قلادتهم من عظامنا وجماجمنا يجهلون أنّهم ينتمون إلى هذا الوطن لأنّهم علّقوا في أعناقهم قلادات الإنتماءات الغريبة والمصالح المريبة وباتوا هم لا يعرفون ذواتهم ويريدون منّا أن نسير في ركابهم ونرتمي في أحضان من يرتمون.
وأن ننتمي إلى من ينتمون حتى استفقنا وكدنا أن نكون غرباء في وطننا. 
يا شعب بلادي هلاّ أعدتم إلى أعناق الذين انتخبتموهم عنكم ممثّلين في هذا البلد، القلادة الخطام ليعرفوا معلف الوطن فلا يعودوا يميلون مع كل ريح ولا يعودوا يسألون أيّ وطن يريدون.
وإن كان "هبنقة" قد أضاع ذاته فإن قادتنا في هذا البلد قد أضاعونا وأضاعوا الوطن حين ألبسوه وجه المساخر وسمّوه:"لبنان ذو وجه عربي".
ونسيوا أن يسمّوا  قفاه !




ليست هناك تعليقات: