2012/07/26

دعيبس صغبيني إن البغاث بأرضنا يَسْتَنْسِر الأب جورج صغبيني


إن البغاث بأرضنا يَسْتَنْسِر

"ألبغاث هو من ضعاف الطير، ويستنسر يعني يصير كالنسر قوّة".
هذا هو واقعنا مع جماعة نوّابنا الكرام والمسؤولين عنّا في هذا الوطن، إذ نعرفهم ونعرف من هم ونعرف حَسَبهم ونسبهم وكيف كانوا وكيف صاروا بعد أن ركبوا مطية شعب هذا الوطن فأكلوا خيره وعبدوا غيره وباعوه للغرباء بمزاد علني "فنشف الضرع ويبس الزرع".
وكأننا بنا معهم في سني محل وأبقار عُجف، تأكل ولا تشبع، أكثر شرّا من الجراد الذي يجفل إذا ما قرقعت له على التنك أمّا هؤلاء فيحسبون أنك تصفّق لهم تأييدا.
خرب الوطن وأصابه الوهن ولا أعلم على ما هم يستنسرون.
ولو نظروا إلى مرآة لعرفوا حقيقة أمرهم ولا ينظرون.
وكأنّهم "البطنة التي تأفن الفطنة"، وهذا يقال عن "الفصيل الذي يفني ما في ضرع أمّه إذا رضع".
ونراهم على شاشات التلفزة قبل أن ننام لتبتعد عنّا المزعج من الأحلام.
وفي كل صباح يوزّعون علينا في الصحف أقوالهم كفافا بدلا من الخبز وكلامهم "بقبقة في زقزقةو"جعجعة بدون طحين" وقد صحّ بهم قول المثل : "أبله من الحبارى". والحبارى طائر يضرب به المثل في البله والغباوة لأن أنثاه إذا فارقت بيضها تذهل عنه فتحضن بيض غيرها، وهذه مصيبتنا بهم فبدلا من أن يحتضنوا شعب هذا الوطن نراهم هبلا في إحتضان بيض عقائد وحزبيّات بالأجرة.
نوّابنا الكرام الذين بنوا لهم قصورا من الطائف هدموا مصير وطنهم فتمّ فيهم القول المأثور :"بال حمار فأبال أحمرة".
أباد الله خضراءكم ويتّم نساءكم وجعل أعدادكم في نقصان وأذهب خصبكم لأنكم أسأتم إلى ما اختُرتم له.
فقليل عليكم إن لعنّاكم لأنكم أوقعتمونا في "حيص بيص" لا مخرج لنا منه ولا مفرّ إلا بالخلاص منكم لأنكم جعلتمونا "أتيه من شعب موسى" ثكلتكمم أمهاتكم .
أوتمنعونا من أن نحمي أنفسنا بـ "رَوقِنا" قروننا.
نِعْمَ الجدود ولكن بئس ما خلّفوا لنا من قادة "أجدبوا فانتجعنا غير مواضعهم".
فلبنان "وَشِلَ" وأنتم "جِراع" فمن يكفيكم ورزقنا قليل.
أصابنا منكم  ما أصاب "سِنْمَار"، الرجل الرومي الذي بنى للملك النعمان بن امرئ القيس قصره المعروف بالخورنَق في ظاهر الكوفة.
فلما فرغ من البناء ألقاه  النعمان من أعلاه،
فسقط ميتا لئلا يبني مثله لسواه. 
أهكذا تكافئون الذين اختاروكم ممثّلين عنهم وبنوا من عرق جبينهم ومن مدّخراتهم لكم قصورا فترمون بهم خارج مجلسكم فيقعون صرعى إحسانهم فكافأتموهم بالإساءة.
جزاء هذا الشعب في هذا الوطن كجَزاء "مجير أمّ عامر".
وأمّ عامر كنية الضبع.
وقد قيل أن إعربيا غبيّا مثلنا أجار أمّ عامر في خيمته فأطعمها حتى شبعت وآستأنست واستأمنت فلما صادفت فرصة منه افترسته.
وها أنتم تفترسونا وكان شرّكم علينا أكثر سوءا من "مجير أبو عمّار".
خطيئتنا أننا ملـّكنا علينا ذئابا لبست ثياب حملان
فخُدعنا ولم ننتبه لأنيابها .
وهذا جزاء من جعل نفسه عظما فأكلته الكلاب !





ليست هناك تعليقات: