2012/07/26

دعيبس صغبيني حين يؤلف بين الضبّ والنون نجتمع في لبنان


حين يؤلف بين الضبّ والنون نجتمع في لبنان

"ألنون هو الحوت الذي يعيش في المياه والضبّ لا يشرب، وهما لا يأتلفان أبدا "
ما دام المسيحي يبدّل صليبه بسيف والمسلم يحوّل هلاله خنجرا وبدره ترسا ويستنفر آيات قرآنه الكريم حتى "يجعل الذين لا يؤمنون بكتابه مؤمنين صاغرين أو أهل ذمّة" فإن اللقاء ما بينهما وإن تحقّق  على يد أصحاب التجارة والسياسة والمصالح فإن لا إلفة بين النور والظلمة وما بين الخير والشر. ويبقى "الذين هم خارج الإسلام يعيشون في دار حرب" ولا سلام لهم ولا هدنة إلا بانتمائهم لدار السلام.
فـ"الشروط  العمريّة" ما زالت هي ذاتها وإن ألبسها البعض ثيابا ناعمة.
وإن شعار "لا يحكم مسلم من غير المسلم" لا زالت قائمة في ظل  حكم الديموقراطيّة. وإن قبل المسلمون بالميثاق فلأنّهم يرومون أكثر من هذا الصغور للواقع مطبّقين عليهم المثل القائل: "لأمر ما جدع قصير أنفه".
 فهذه الحيلة وإن انطلت على بعض البسطاء فإن أمرها غير مخفي عن الحكماء، والتاريخ خير شاهد. ولكن العبرة لمن يعتبر. فها الدعوة القذّافيّة تدعو مسيحيّي لبنان لإعلان إسلامهم أو الرحيل من لبنان.
نعم،
حربٌ لا هوادة فيها.
كلّ مسلم يتنطّح بما خزنه في لاوعيه المنزل في يقظته من أجل أسلمة كل أرض غير مسلمة وأسلمة كل إنسان غير مسلم.
وإن تنادى بعض المسيحيين بـ"شعار العروبة" للإحتماء بها من الإسلام، فإن عليهم أن يفهموا أن بئر لبنان هي أبقى من "الرشاء"، الذي هو الحبل العروبي للدلو الإسلامي، وإن ضعاف العقول من المسيحيّين اللابسين يوما "كوفيّة عروبيّة" ويوما شعار "لبنان ذو وجه أو قفى عربي"  يجنون على كل المسيحيين في هذا الشرق كما "جنت براقش على أهلها بنباحها".
وبراقش هذه كلبة قوم من العرب، أغير عليهم فهربوا ومعهم براقش وهي كثيرة النباح، فاتبع القوم المهاجمون نباح براقش وهجموا على أهلها فاصطلموهم وأهلكوهم.
وعندنا نحن المسيحيين من هذه البراقش كثيرون من الذين يعملون أعمالا تعود بالضرر على شعبهم كلّما نبحوا وأعلنوا إتفاقيّة تلو إتفاقية من الإتفاقيّات التي تجني علينا بالوبال أكثر مما يضرّنا المغيرون علينا.
هؤلاء المسيحيون "البراقشيون" كلما نسانا أعداؤنا نبحوا بشعارات عروبيّة ليذكّروا أعداءنا بنا، فغيرون علينا في  معاقلنا  ومخابئنا فيجني علينا هؤلاء بما جنت على أهلها "براقش". 

ليست هناك تعليقات: