بونا يعقوب 1875- 1954
هوية وسيرة
هو خليل بطرس صالح الحداّد من بلدة غزير. وأمه شمس يواكيم حداد
ولد عشية عيد دخول المسيح إلى الهيكل في 1 شباط 1875
إقتبل سر العماد في كنيسة سيدة الحبشية في 21 شباط
هو الثالث من العائلة التي بلغ عدد أفرادها 14 ولدا.
أمضى طفولته مترددا إلى دير مار انطونيوس للرهبان الكبوشيين أبناء مار فرنسيس المواجه لبيته.
دعاه الله فلبى النداء في 25 آب 1893 بالرغم من معارضة والده الذي كان اتكاله عليه في إعالة العائلة. فتغلب صوت الآب السماوي على صوت الأب الأرضي، وأصبح أسمه يعقوب.
سيم كاهنا في 1 تشرين الثاني 1901 وعين مرسلا، فجاب أرض الوطن وعايش مأساة أبناء وطنه خاصة إبان الحرب العالمية الأولى. وانطلق من لبنان نحو سوريا وتركيا والعراق وفلسطين.
أسس جمعية راهبات الصليب عام 1930 وأنشأ مستشفيات عدة ومآوي ودور عجزة. كما اهتم بالمدارس وأعدّ الأولاد للمناولة الأولى قائلا: "أزرعوا برشانا تحصدوا قديسين".
وفي عام 1935 دعاه البطريرك اللاتيني في القدس ليعظ في شرقي الأردن، فدوىّ صوته كالمعمدان، في مدينة عمان وأدر والفحيص وزرع كلمة الله، فأثمرت كهنة ورهبانا وراهبات ومؤمنين صالحين.
في 26 حزيران عام 1954 أسلم أبونا يعقوب الروح معانقا الصليب بعد أن عاش ثمانين عاما مليئة بالقداسة.
أعلنه البابا يوحنا بولس الثاني مكرّما في 21 كانون الأول 1992 .
وفي 17 كانون الأول 2007 وافق البابا بندكتس السادس عشر على إعلانه طوباويا واحتفل بتطويبه في لبنان بتاريخ 22 حزيران 2008.
"بونا يعقوب" يسلّم الأمانة
بعد عمر حافل بالجهاد والعطاء، انتهى "أبونا يعقوب" إلى انحطاط جسديّ، غالَبَ فيه المرض وقلّة النظر. ولمّا اشتدّ عليه المرض قال للرّئيسة العامّة الأم ماري عبدة المصلوب زغيب المهتمّة بمعالجته والعناية به: "لم يعد من لزوم أن تتعذّبي، يا ابنتي، لقد عملتِ كلّ واجباتك فاتركيني أذهب للقاء ربّي". وقد اعتبر موته انتقالاً من غرفة إلى غرفة فقال: "إنّي سأنتقل إلى السّماء، ولا أزال أعاونكِ... فلا تخافي... أوصيكِ بالرَاهبات". ثمّ بارك بناته الرَاهبات وأوصاهنّ بالمحبّة والطّاعة.
مؤسس دير الصليب
"أبونا يعقوب" هو مؤسس دير الصليب عام 1919 وقد حوله إلى مأوى عام 1937 وإلى مستشفى للأمراض العقلية والنفسية عام 1951.
تأسيس جمعيّة راهبات الصليب
إبتدأت مرحلة التّأسيس سنة 1926، عند قبول أوّل كاهن مريض. في هذا الوقت، كانت الراهبات الفرنسيسكانيّات، مساعدات "أبونا يعقوب" ولكن تبيّن له أنّ مشروعه في "دير الصليب" يتطلّب "عددًا أكبر لذلك أسيس رهبانيّة أطلق عليها اسم جمعيّة راهبات الصليب. وشرع بقبول فتيات ثالثيّات، من بينهنّ مَن أبدَين الرغبة في الترهّب. فألبسهنَّ ثوب الرّهبانيّة الثّالثة، وعهد بتنشئتهنَّ إلى الراهبات الفرنسيسكانيّات، وكان في طليعة مَن التحق بالرّهبنة، الفتاة ماري الياس زغيب، من ذوق مكايل، وقد بدّل الأب المؤسّس اسمها بالأم "ماري عبدة المصلوب"، التي أصبحت فيما بعد، الرّئيسة العامّة الأولى والمشارِكة في التأسيس. وإنّ السلطات الكنسيّة أنعمت عليها بلقب رئيسة عامّة فخريّة للجمعيّة مدى الحياة.
يُعتبر 8 كانون الأوّل سنة 1930 تاريخ تأسيس الجمعيّة وبعد سنتَين، أي في شباط 1932، أصبحت جمعيّة راهبات الصليب مستقلّة تدير شؤونها بنفسها. وهي تعدّ اليوم 244 راهبة، يعملنَ في الأديرة والمشاريع، في كلّ المناطق اللّبنانيّة وفي إيطاليا وسوريا ومصر والقدس والأردن.
وصيّة "بونا يعقوب"
وصيّته لبناته راهبات الصليب قبيل وفاته خلال اجتماع للرئيسات في 23 أيّار 1954، في دير سيّدة البير هي:
"يا بناتي، كيف أترككنَّ ولكن لا تخفنَ، الله معكنَّ.
يا بناتي شرّفنَ رهبانيّتكنَّ بأعمالكنَّ، خذنَ روح أبيكنَّ وأعطينها لأخواتكنَّ.
لا همّ لي إلاّ أنتنَّ يا بناتي، إلاّ تقديسكنَّ. أريدكنَّ كاملات لكي أفرح بكنَّ. أحببنَ بعضكنَّ بعضًا، هذه هي وصيّتي لكنَّ.
هذا سرّ نجاحكنَّ وثباتكنَّ أن تكنَّ متّفقات وتسود المحبّة بينكنَّ، فلا يقدر أحد عليكنَّ؛ أريد أن تضحّي كلّ واحدة بحياتها في سبيل أختها".
وفي صبيحة نهار السبت 26 حزيران 1954 قال: "هذا آخر نهار". وبعد نزاع، ووسط دموع بناته الرَاهبات والصّلوات، أسلم روحه معانقًا الصليب، وكان ذلك في السّاعة الثّالثة بعد الظهر.
بونا يعقوب ورسالة الكلمة
أسّس الأب يعقوب، سنة 1913 مجلة "صديق العائلة"، ليصل بواسطة الكلمة إلى كل بيت ليزرع فيه صورة الصليب وموضوع تأمل بالإضافة إلى تجواله وعظاته...
من مؤلفات بونا يعقوب
- مجلّة صديق العائلة: أنشأها سنة 1913 واستمرّ يصدرها إلى سنة 1939.
- سيرة القدّيس فرنسيس الأسّيزي (تعريب أحد المرسلين الكبوشيّين- 1922)
- كتاب التراتيل الدّينيّة للنّفوس المسيحيّة (1992– طبعة خامسة).
- رواية بعنوان: أسرار الميلاد (1909)
- كتيّب يحوي على رياضتَين لدرب الصليب في يوم الجمعة العظيمة (25/3/1950)
- رواية ارتفاع الصليب المقدّس (1951)
وهناك حوالي 8000 صفحة مكتوبة بخطّ يده، نتمنّى أن تُجمع في كتاب.
أعجوبة التطويب
بعد دراسة دامت اكثر من سنتين لحادثة شفاء السيدة ماري قطان من مغدوشة، المنسوبة الى المكرم الاب يعقوب، والتي كانت مصابة بداء السرطان، تمّ الاجماع في كل من لبنان ومجمّع دعاوى القديسين في روما، على ان الشفاء يحمل طابع الاعجوبة. واكد الاطباء ان المصابين بهذا النوع من المرض يموتون حتما بين ستة أشهر وسنة.
وكان إبن شقيق السيدة قطان المقيم في كندا عمد الى تلاوة تساعية الاب يعقوب طالبا شفاءها، فنالت الشفاء بشهادة مجموعة اطباء اختصاصيين في لبنان وايطاليا.
وانطلاقا من هذا، أقرّت الجمعية لمجمع القديسين في روما، أعجوبة الأب يعقوب الكبوشي مع السيدة ماري قطان. وتأكد أن شفاءها من داء السرطان خارق للطبيعة.
والأعجوبة مع المدعوّة مريم قطّان من مغدوشة، المُصابة بمرض (Métastase maligne lymphoglandulaire de carcinome épidermoïde différencié) وهو نوع من السرطان الخبيث أجمَعَ الأطبّاء أنَّ المُصابين به يموتون حتماً في غضون ستة أشهر.
وفي 10 كانون الثاني 2008 حددت أمانة سرّ الفاتيكان موعد إعلان تطويب الأب يعقوب في 22 حزيران 2008، في لبنان.
إحتفال التطويب في ساحة الشهداء
البطريرك صفير يتقدم البطاركة والأساقفة والكهنة يوم التطويب
رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وعقيلته يتقدمان الحضور يوم التطويب
راهبات الصليب والمؤمنون يوم التطويب
ساحة الشهداء يوم التطويب
مؤسسات الأب يعقوب
مستشفى الصليب للامراض العقلية والنفسية (1930)
مستشفى دير القمر للفتيات المعوقات (1933)
دير سيدة البير- بيت لاستقبال المؤتمرات والرياضات الروحية (1941)
مستشفى السيدة للامراض المزمنة (1946)
أسس جمعية راهبات الصليب الفرنسيسكانيات اللبنانيات سنة 1949 روحانيتها مستوحاة من روحانية القديس فرنسيس السيزي القائمة على العمل الروحي والخدمة الانسانية في المدارس والمستشفيات والمآوي. وتضمّ جمعية راهبات الصليب حوالي 250 راهبة تتوزعن على 20 مركزا في لبنان والبلدان العربية.
مستشفى مار يوسف (1949)
دير المسيح الملك في ذوق مصبح تأسس سنة 1950 لاستقبال الكهنة العجزة.
مدرسة برمانا للفتيات اليتيمات والحالات الاجتماعية (1950)
مدرسة فال پار جاك (1991)
وغيرها من المؤسسات التي انشئت بعد وفاته في لبنان وبلاد الإنتشار..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق