2014/07/03

تذكار ميلاد يوحنا المعمدان 24 حزيران الأب جورج صغبيني


تذكار ميلاد يوحنا المعمدان عن السنكسار الماروني 24 حزيران


إن يوحنا المعمدان، هو ذلك النبي العظيم الذي سبق وتنبأ عنه آشعيا بقوله: صوتٌ صارخٍ في البرية، أَعِدّوا طريق الرب" (آشعيا 40: 3).

جاء يوحنا يبشر بمجيء المخلص. وهو إبن زكريا واليصابات. وقد وصفهما القديس لوقا بقوله:" كانا كلاهما بارَّين أمام الله، سائرَين في جميع وصايا الرب وأحكامه بغير عيب" (لوقا 1: 6). ولم يكن لهما ولد، لان اليصابات كانت عاقراً.

تراءى ملاك الرب لزكريا وقال له:" يا زكريا لا تخف، إن دعاءك قد سُمِع وستلد امرأتك إبناً فسمِّهِ يوحنا. وستلقى فرحاً وابتهاجاً، ويفرح بمولده أناس كثيرون. لأنه سيكون عظيماً لدى الرب، ولن يشرب خمراً ولا مُسكرِاً ويمتلئ من الروح القدس وهو في بطن أمّه".

وأما اليصابات، فلما حان وقت ولادتها، وضعت ابناً. فسمع جيرانها وأقاربها أن الرب رحمها رحمة عظيمة، ففرحوا معها. وبعد ثمانية أيام جاؤوا ليختنوا الصبي. وأرادوا أن يسمّوه باسم أبيه زكريا، ولكن أباه أخذ لوحاً وكتب: إسمه يوحنا:" أي حنان الله ورأفته". وفي الحال انفتح فم زكريا وبارك الله. فحلّ خوف على جميع جيرانهم، وتحدث الناس بهذه الأمور قائلين: ما عسى أن يكون هذا الصبي؟ وكانت يد الرب معه. وامتلأ أبوه من الروح القدس وأخذته هزّة الطرب فتنبأ قائلاً: مبارك الآتي باسم الله. لانه افتقد وصنع فداء لشعبه... وأنت ايها الصبي نبي الله تدعى لأنك تتقدّم الرب لتُعِدّ طريقه (لوقا 1: 66-76).

ولا نعلم عن حداثة هذا القديس العظيم غير ما قاله لوقا البشير بهذه العبارة الوجيزة: وكان الصبي ينمو ويتقدس بالروح، وكان في البراري إلى يوم ظهوره لإسرائيل ( لوقا 1: 80). وقد دعاه المسيح أعظم مواليد النساء.

سيرة مختصرة عن حياة يوحنا المعمدان

القديس الشهيد يوحنا المعمدان مهيء طريق المسيح، وابن زكريا الشيخ وأليصابات (لو 1: 5 - 25 و57 - 85).

وكلاهما من نسل هارون ومن عشيرة كهنوتية. ويستدل من لوقا 1: 26 أن ولادته كانت قبل ولادة المسيح بستة أشهر. وقد عينت الكنيسة يوم ميلاده في 24 حزيران/ يونيو، أي عندما يأخذ النهار في النقصان، وعيد ميلاد المسيح في 25 كانون الأول، أي عندما يأخذ النهار في الزيادة استنادًا على قوله: "ينبغي أن ذلك يزيد "واني أنا أنقص" (يو 3: 30).

وكان أبواه يسكنان اليهودية، بقرب حبرون، مدينة الكهنة. وكانا عاقرين محرومين من بركة الأولاد. وكانت صلاتهما الحارة إلى الله أن ينعم عليهما بولد. وفي ذات يوم كان زكريا يقوم بخدمة البخور في الهيكل ظهر له الملاك جبرائيل وأعلمه أن الله قد استجاب صلاته وصلاة زوجته، وبدت الإستجابة مستحيلة في أعينهما وأعين البشر بالنسبة إلى كِبَر سنّهما. وأعطاه الملاك الإسم الذي يجب أن يُسمّى الصبي به حين مولده، وأعلن له أن ابنه سيكون سبب فرح وابتهاج، ليس لوالديه فحسب، بل أيضًا لكثيرين غيرهما، وإنه سيكون عظيمًا، ليس في أعين الناس فقط، بل أمام الله. لامتلائه من الروح القدس، وأنه سيكون مهيئًا طريق الرب. (مل 4: 5 و 6 ومت 11: 14 و 17: 1 - 13).

ولد يوحنا سنة 5 ق.م. وتقول التقاليد أنه ولد في قرية عين كارم المتصلة بأورشليم من الجنوب (لو 1: 39). ولسنا نعلم إلا القليل عن حداثته. ونراه في رجولته ناسكًا زاهدًا، برتدي ثوباً من وبر الإبل، شادّاً على حقويه منطقة من جلد، ومغتذيًا بطعام من جراد وعسل بري، مبكتًا الناس على خطاياهم، وداعيًا إياهم للتوبة، لأن المسيح قادم. ويوحنا "يتقدم أمامه بروح إيليا وقوته" (لو 1: 17).

قال يوحنا إني: "صوت صارخ في البرية" (يو 1: 13). وبدأ كرازته في سنة 26 ب. م. وقد شهد في كرازته أن يسوع هو المسيح (يو 1: 15)، وأنه حمل الله (يو 1: 29 و 36). وكان يوحنا يعمّد التائبين بعد أن يعترفوا بخطاياهم في نهر الأردن. (لو 3: 2 - 14).

وقد اعتمد يسوع على يد يوحنا في نهر الأردن. (لوقا 3/15-22): "وفيمَا كانَ الشَّعْبُ يَنتَظِر، والجَمِيعُ يَتَسَاءَلُونَ في قُلُوبِهِم عَنْ يُوحَنَّا لَعَلَّهُ هُوَ المَسِيح، أَجَابَ يُوحَنَّا قَائِلاً لَهُم أَجْمَعِين: «أَنَا أُعَمِّدُكُم بِالمَاء، ويَأْتي مَنْ هُوَ أَقْوَى مِنِّي، مَنْ لَسْتُ أَهْلاً أَنْ أَحُلَّ رِبَاطَ حِذَائِهِ. هُوَ يُعَمِّدُكُم بِالرُّوحِ القُدُسِ والنَّار. في يَدِهِ المِذْرَى يُنَقِّي بِهَا بَيْدَرَهُ، فيَجْمَعُ القَمْحَ في أَهْرَائِهِ، وأَمَّا التِّبْنُ فَيُحْرِقُهُ بِنَارٍ لا تُطْفَأ»... ولمَّا ٱعْتَمَدَ الشَّعْبُ كُلُّهُ، وٱعْتَمَدَ يَسُوعُ أَيْضًا، وكانَ يُصَلِّي، ٱنفَتَحَتِ السَّمَاء، ونَزَلَ عَلَيْهِ الرُّوحُ القُدُسُ مِثْلِ حَمَامَة، وَسُمِعَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ يَقُول: «أَنْتَ هُوَ ٱبْنِي الحَبِيب، بِكَ رَضِيت».

وحوالي نهاية سنة 27 أو مطلع سنة 28 ب.م. أمر هيرودس انتيباس رئيس الربع بزجه في السجن لأنه وبخه على فجوره (لو 3: 19 و 20).

وكانت هيروديا زوجة هيرودس قد خانت عهد زوجها الاول "فيليبس" وحبكت حبائل الخيانة ضده مع أخيه هيرودس. وحنقت على يوحنا تَتَحيَّن الفرصة للإيقاع به.

ومن السجن أرسل يوحنا تلميذين ليستعلم من يسوع أن كان هو المسيح وأشار يسوع إلى معجزاته وتبشيره (لو 7: 18 - 23).

وبعد ثلاثة أشهر حلّ عيد هيردوس وإذا بهيروديا ترسل ابنتها الجميلة سالومة لتؤانس ضيوف الملك وسط المجون والخلاعة. واذ بهيرودس الثمل ينتشي برقصها المثير فيقسم أمام ضيوفه بان يعطيها ما تطلب ولو نصف مملكته. فتطلب حسب رغبة أمها رأس يوحنا على طبق.

يقول جيروم أن تلاميذه حملوه إلى سبسيطيا عاصمة السامرة ودفنوه هناك بجانب ضريح اليشع وعوبديا. أما تلاميذه فتذكروا شهادة معلمهم عن حمل الله وتبعوا المسيح (مت 14: 3 - 12 ومر 6: 16-29 ولو 3: 19 و20).

وفي أفسس وجد بولس أناساً قد تعمدوا بمعمودية يوحنا (اع 19: 3).

ويقول يوسيفوس، أن موت هيرودس بعد ذلك التاريخ كان دينونة إلهية نزلت به بسبب شرّه (تاريخ يوسيفوس (18 و5 و2).

وَحَسْبُ يوحنا أن المسيح شهد فيه أعظم شهادة إذ قال: "لم يقم بين مواليد النساء أعظم من يوحنا المعمدان" (مت 11: 11).

بركة وشفاعة آخر الأنبياء وأول رسل المسيح يوحنا المعمدان تكون معنا. أمين.

 
 
صورة ‏‎Jorj Saghbini‎‏.
صورة ‏‎Jorj Saghbini‎‏. 

ليست هناك تعليقات: